القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : شِهاب الدين التَّلَّعْفَري الكل
المجموع : 48
لم أزل مُكثِراً عليهِ السُّؤالا
لم أزل مُكثِراً عليهِ السُّؤالا / وجَواباً ما عندهُ لي سِوى لا
كلَّما رُمتُ رشفَ معسولِ فيهِ / هَزَّ لي مِن قوامِه عسَّالا
وتثنَّى عجُباً وماسض دَلاَلاً / وانثنَى مُعرضاً وصالَ وقَالا
كانَ عهدي بالخمر وهيَ حرامٌ / فبماذا صارت عليكَ حَلالا
ما كأنِّي في الحُبِّ إلاَّ فقيهٌ / جئتُهُ ابتغي لديهِ الجِدالا
أنا قصدي تَقبيلُهُ أرَشاداً / كانَ رشقي رُضابَهُ أم ضَلالا
حارَ منِّي في شرحِ حالَيهِ فكِري / كيفَ يسطُو ليثاً ويعطو غزالا
إن اطعتُ الغَرامَ فيه فإني / قد عصيتُ اللُّوَّامَ والعُذَّالا
كم لعينيهِ في الحشا لحظاتٍ / مُنتضاتٍ عن حاجبيهِ نبالا
يا لهُ مِن مجاهدٍ في محبيِّ / هِ ينُادي بمقلتيهِ النُزالا
لم يقاتِل إلاَّ بمنُكسِراتِ / ومراضٍ مِنَ الجُفونِ كَسالي
نصرتهُ عليهمُ فاتراتٌ / كلَّما أرخصَ النفُّوَس تَغَالى
كُلُّ حربِ لهُ وَلَيست عليهِ / وسمعنا بها تكونُ سِجالا
هِمتُ منهُ بهائمٍ بجفاهُ / هاجرٍ هجريَ الرُّقادَ وصِالا
هازئاً بالغُصونِ عطفاً وبالكِث / بانِ ردفاً وبالرَّماحِ اعتِدالا
وبضوءِ الصبَّاحِ ثغراً وبالظَّل / ماءِ شَعراً وبالبُدورِ جمَالا
ما شَجاني فَقدي لحبَّةِ قلبي / عندما صاغَها بخديَّهِ خالا
قامَ يسعَى بكأسِه فرآينا / في يمينِ الهِلالِ للشمَّسِ هالا
وثناه سُكرُ الشَّبابِ فخِلنا / هُ قَصيباً أصاب ريحاً شَمالا
وَعذُولي على هواهُ لَحاني / وأرى العَذلَ في هَواهُ محُالا
أَلِفَ اللَّومَ في الهوى والتَّجنيّ / وأُناجيهِ وهو مُوَسى النَّوَالا
مَلِكٌ جَلَّ أَن يدُانيهِ ملَكٌ / جَلَّ أو قلَّ رِفعةً وجَلاَلا
كُلمَّا زادَ في المعالي عُلُوّاً / زادَ كيوانٌ مِن عُلاهُ استِفالا
ذو يَمينِ إن جاد أو جال بَثَّت / في الأنامِ الأَرزاقَ والآجَالا
فَتَراهُ بالسيَّبِ كالسيَّفِ يُحيي / ويُميتُ العُفاة والأبطالا
يا بُغاةَ الندى إلى كَم تَحثو / نَ الَمطايا فَتَفطعونَ الرُمالا
قَد كُفيِتم إذا وصَلتمُ دِمَشقاً / فَأنيخوُا بِها وَحطُّوا الرِّحالا
لَيسَ في الخَلق من يَقومُ برزقٍ / غَيرَ موسى بَعدَ الإِلَهِ تَعالى
أَكَذا تَهدِمُ المنَونُ الجِبَالاَ
أَكَذا تَهدِمُ المنَونُ الجِبَالاَ / أَكَذا يَنزعُ الحِمامُ النِّصَالا
أَكَذا تَحطِمُ الرَّزَايَا العَوالي / أَكَذَا تَثلِمُ السُّيوفَ الصقِّالا
أَكَذا تَرجِعُ البِحَارُ وَقَد فَا / ضَت عُبَاباً وَقائعاً أَوشَالا
أَكَذا تَغربُ الكَواكبُ في التُّر / ب وكانَت في جَوِّها تَتَلالا
سَلَبَ الحادِثُ الجَليلُ مَلِيكاً / لَم يُخَيِّب لِقَاصدٍ آمَالا
سَلَبَ الأَروَعَ الرَّحيمَ الكَميَّ ال / أَريحِيَّ الُمؤَمَّلَ المِفضالا
سَلَبَ الغَازيَ الُمجَاهِدَ في اللَّ / هِ تَعَالى والعَالِمَ العَمَّالا
سَلَبَ العاطِفَ الشَّفِيقَ على كُلِّ / البَرايا والقائِلَ الفَعَّالا
إِنَّ قَبراً شاهَ أَرمنَ حَلَّ فيهِ / قَد حَوَىَ الفَخر والعُلى والجَلالا
وضَرِيحاً ثَوَى بِهِ غيرُ بِدعٍ / إِن تَسَامَى على النُّجومِ وَطَالا
أَيُّ مَجدٍ للناسِ بالمَلِكِ الأَش / رفِ فيهِ لَم يَضرِبوا الأَمثَالا
أَيُّ مَلكٍ مِنَ المُلوكِ عَظيمٍ / ما مَشىَ في رِكابِه إِجلالا
فَلَقد أَودَتِ الخُطُوبُ بِمَلكٍ / طَالَما في الوَغَى على الخَطبِ صَالا
مَلِكٌ لَم يَزل إِلى أَن غدا للَّ / هِ جاراً لَهُ الأنَامُ عِيَالا
مَلِك بَاهرُ الَمنَاقبِ للإِسِ / لام والمُسلمينَ كانَ مألا
مَلِكٌ كانض أَمنَ الديِّنَ إن خا / فَ مِنَ الُمشرِكينَ داءَ عُضَالا
كَسَفَ الَموتُ شَمسَ أُفق الَمعَالي / وَأصَابَتُ يَدُ الَمنَايا الهلاِلا
وَهوَى بَعدَ فَقدِ مُوَسى أبي الفَت / حِ مِنَ المَجدِ ما سَمَا وتَعَالَى
لَيِسَ الُملكُ والهُدَى وثُغُورُ ال / أَرضٍ والدَّهرُ بَعدَهُ أَسمَالا
عَبرةُ المُلكِ بَعدهُ لَيسَ تَرقا / وكَذا عَثرَةُ الهُدَى لَن تُقَالا
قَسَماً بالإِلَهِ لَم يَرَ تاجٌ / أَبداً تَحتَهُ لِموُسَى مِثَالا
لَم يَزل وَاتِرَ الحَوادِثِ حَتَّى / أَخَذَت مِنهُ ثَأرَهُنَّ تَبالا
إِن غدا دَستُ مُلكِهِ خَالِياً مِن / هُ فَمَا زَالَ قَبلُ للبدرِ هالا
أَو غَدَت خَيلُه صفُوفاً فَكَم ال / بسها النَّقعَ في الهيِاجِ جِلاَلا
أَو غدا دِرعُهُ مَضُونا فَكَم غَا / دَرَهُ ما أفاضَ مِنهُ مُذالا
أَو ثَوت في الغُمودِ أَسيافُهُ البِي / ضُ فَكَم قَد غَزَت بِهنَّ صِيَالا
أَو دكَت جَمرةُ القِراعِ فَكِم أَخ / مَدَ منِها ما كانَ زادَ اشتِعالا
أَي أرضٍ ما شَنَّ غَاراتِه في / ها وَبرَ ما سَنَّ فيهِ النِّزالا
بِجيادِ رماحُه كَفَلت أَن / لا يُرى ضِدةُّ لَها أَكفالا
يا مليكَ الدُّنيا الذي قَلَّصَ اليَو / مَ رَداهُ عَنِ الأنامِ الظِّلالا
إنَّ عَيناً تَلَدُّ بالدَّمعِ مِن بَع / دِكَ إنسانُها على الخَدِّ مالا
وفُؤاداً يَقِرُّ مِن خَفَقانٍ / وَحَنينٍ لا فَارَقَ البَلبالا
كَذَبَت بَعدكَ الظُّنونُ وخابَ ال / قَصدُ والبَرُّ بَحرُهُ صارَ آلا
أَيُّ مَجدٍ سِوىَ الذي سُؤدُداً يَس / حَبُ فَوقَ الكواكبِ الأذيالا
جادَتِ الحُفرَةَ التي ضُمنَت جِس / مَكَ سُحبٌ تُمسي وتُضحِي ثِقالا
وأَقامَت عَليكَ سُحبُ الحيَا لا / تَتولَّى وإِنَّما تَتَوالي
مَنعَت مِن رُضابِه السَّلسبيلا
مَنعَت مِن رُضابِه السَّلسبيلا / مُقلَةٌ لم تدَع إِليهِ سَبيلا
كلَّما رُمتُ رشةٌ منهُ سَلَّت / لمِسَيلِ الدِّماءَ سَيفاً صَقيلا
ما حمَتهُ بمرُهفِ الَّلحظِ إِلاَّ / حينَ أضحى مِزاجُه زَنجبيلا
قمرٌ عهدهُ وجِسمي وَجفنا / مقلتيه كلٌّ أراهُ عَليلا
أشبَهَتهُ البُدورُ نُوراً ولكن / فاتَها قامةٌ وخَدّاً أسيلا
وحكتهُ الغُصونُ لِيناً ولكن / ما حكتهُ لوناً وطرفاً كحيلا
قمرٌ جاعلٌ مَنِ القلبِ والطَّر / فِ له في سُعودِه إِكليلا
بعثَ الصُّدغُ منه فَترَةِ الجَف / نِ بإنذارِ عاشقَيهِ رَسولا
كُلَّما ضلَّ عن طريقِ جَفاهُ / ظلَّ فيهِ مِنَ الدَّلالِ دليلا
يا كثيرَ الصُّدودِ غيرَ جميلٍ / عنكَ صَبري فَأَبقِ منِّي قليلا
يا سريعَ الصُّدودِ بَل يا مَديدَ الهَج / رِ قَصِّر بالوَصلِ لَيلي الطَّويلا
عادِلُ القَدِّ أنتَ لكن نَرى في / كَ عنِ العَدلِ لفتةً وُعدوُلا
وبديعُ الجَمالِ وجهُكَ لوكا / نَ مُضيفاً إِلى الجمالِ جَميلا
يَعطِفُ التيِّهُ مِنكَ غُصناً طَليحاً / ناقِلاٌ تَحتَهُ كَثيباً مَهيلا
ما ثَنَى نشَوَةً شَمائلَ أَعطا / فكَ إِلاَّ كَونُ الرُّضابِ شَمُولا
لَذَّ طَعماً فَمَا يُبلُّ عَليلٌ / مِنكَ حتَّى يَبُلَّ مِنهُ الغَليلا
لا وَخَضرٍ عَلَيكَ يَحكيهِ جِسمي / بِتَجنيِّكَ دِقَّةٌ وَنُحُولا
ما يَضرُّ المُحبَّ إِذ يُصبحُ الحبُّ / عَزيزاً بِأَن يكونَ ذَليلا
زادَ ذَنبي لَدَيكَ حتَّى كأَنَّي / في الهَوىَ قَد طَلَبتُ عَنكَ بَديلا
أَو كَأَنَّي زَعَمتُ حاشا وكلاّ / أَنَّ في الأرضِ للعَزيزِ مَثيلا
جَلَّ قُلس الغِياثِ عَن أَن يَرى الخَل / قُ له في بَني الزَّمانِ رَسيلا
مَلكٌ مَدحُه يُرَتِّلهُ را / ويهِ حتَّى يَظنُّهُ تَنزيلا
ناصِريُّ النِّجارِ لو سَابَقٌ البَر / قَ إِلى مَفخرٍ شآهٌ كليلا
إِن خَشيتَ الخُطوبَ يا خائِفَ الدَّه / رِ فَيَمِّم جَنَابَهُ الَمأهولا
تَلقَ مَلكاً نَدباً وَعِزًّا جَسيماً / وَمَحَلاٌ رَحباً وظِلاَّ ظَليلا
وَسماحاً جَمّاً وَمالاً مُذالاً / وَجبيناً طَلقاً ومَجداً أَثِيلا
وَمُقِيلاً مِنَ العِثارِ مُنيلاً / وَقؤُولاً لِمَا تُحبُّ فَعولا
شا ذَويَّ الأَخلاقِ فَضَّلهُ الل / هُ على كُلِّ خَلقِهِ تَفضيلا
باسِطٌ للنَّوالِ بَطنَ يَمينٍ / ظَهرُها لا يُفارِقُ التَّقبيلا
لَيسَ يَخلو مِن نَحرِ طاغٍ وباغٍ / أَبَدَ الدَّهرِ بُكرَةً وَأَصيلا
تَلقَ في السَّرجِ مهُ لَيثاً هَصوراً / واَلقَ في الدَّستِ مِنهُ غَيثاً هَطُولا
مُعمِلاً في سِياسَةِ الُملكِ رَأياً / لا يَرى الفِكرُ في شَبَاه فُلولا
يَنتَضيهِ مِنَ الغياثِ هِزَبرٌ / مُخدِرٌ صَيَّرَ الَممالِك غِيلا
جَذَعُ السِّنِّ قارَبَت سِنُّه العِش / رينَ لكِنَّهُ يَفوقُ الكُهُولا
يَلتقَي لِلعِدا بِصدرٍ وَباعٍ / كالفَضَا والزَّمانِ عَرضاً وَطُولا
بِأَبيهِ وَجَدِّهِ شَهَرَ الدِّي / نُ عَلى الشِّركِ سَيفَهُ الَمسلُولا
يَومُ حطِّينَ شِاهِدٌ لظُباكُم / كَم أَبادَت بِها هُناكَ قَتيلا
وَبِفتَحِ الأَقصى لَكُم شَرفٌ أَح / رَزَ أَجراً عِندَ الإِلهِ جَميلا
فَعَلاتٌ غُرٌّ رَأَتها الَمعالي / غُرَراً في جِبَاهِها لا حُجُولا
لَو أَرَدنا تَحديدَها لَوَجدنا / ه كإِيجادِ مِثلكُم مُستَحيلا
جُملٌ لا تُطيقُ تُحصي عُلاكُم / فَبَعيدٌ إِيضاحُها تَفصيلا
طُلتُمُ عُنصُراً وَطبِتُم نُفوساً / وَفُروعاً زِكِيَّةً وَأُصولا
أَنتُمُ في سما الَمعالي شُموسٌ / لا أَرانا لَها الإِلهُ أُفولا
أَنتم أَبحرُ النَّدى بِكمُ العُد / مُ تَوَلَّى وَمنكُمُ العُرفُ نِيلا
يا مُجيرَ العفُاةِ من جَورِ دَهرٍ / لَم يَزَل بالكِرامِ فيهِ بَخيلا
خُذ مِنَ الَمدحِ حُرةَّ النَّسبِ الَمع / روفِ كالروَّضِ قَد غَدا مَطلُولا
حُلوَةً سَهلةَ القِيادِ وَلكن / وَعَّرَت خَلفَها لِغَيري سَبيلا
إِن دَهاها التَّقصيرُ في اللَّفظِ والَمع / نَى فما عُذرُ مِثلِها مَقبولا
ليسَ فيها عيبٌ سِوى أَنَّها ما / بلَغت مِن صِفاتِكَ المأمولا
حتَّام أرفلُ في هواك وتغفلُ
حتَّام أرفلُ في هواك وتغفلُ / وعلامَ أُهزلُ في هَواكَ وتهزلُ
يا مُضرماً في مهجتي بصُدودهِ / حُرقاً يكادُ لهنَّ يذبلُ يذبلُ
القلبُ دلَّ عليكَ إنَّك في الدُّجا / قمرُ السَّماءِ لأنَّه لكَ مَنزلُ
هب أنَّ خدَّكَ قد أُصيبَ بِعارضٍ / ما بالُ صدغِكَ راحَ وهوَ مُسَلسلٌ
قسماً بحاجبكَ الذي لم ينعقد / إلاَّ أرانا السَّبي وهوَ محلَّلُ
وبما بثغركَ مِن سُلافةِ ريقةِ / عنُبت فقيلَ هي الرَّحيقُ السَّلسلُ
لولا مقبَّلكَ المنظَّمُ عقدهُ / ما راحَ من هواكَ وهوَ مُقبَّلُ
حثزني وحسنُك إِن لغا من لامني / ونجوتُ منهُ فمجملٌ ومفصَّلُ
لو كنتَ في شرعِ المحبَّةِ عادلاً / يا ظالمي ما كنتَ عني تعدلُ
أُلحي عليكَ ولو دَرى بصبَابتي / لأراحني من لومه مَن يعذُلُ
أَوما العجيبةُ أنَّ دمعي مُعربٌ / عن سرِّ ما أخفيه وهوَ الُمهملُ
أُضحي وبالكَ من بلاءٍ هاتكاً / سترَ الهوى وعليهِ أصبحَ يُسبلُ
يا آمري بسلوِّه ليغُرَّني / إنَّ السُّلو كما تقولُ لأجمَلُ
لكن يعزُّ خلاصُ قلبِ مُتيَّمٍ / تركتهُ أيدي الهجرِ وهوَ مبُلبَلُ
هيهاتَ كلاَّ لا حياةَ لمن غدا / مِن جسمِه في كلِّ عُضوٍ مقتَلُ
ولرُبَّ عاذلةٍ شَجاها بذلُ ما / أحوي وخيرُ المالِ مالٌ يُبذلُ
بكرت تُعنِّفُني وتعلمُ أنَّها / فيما توخَّت من عتابِي تجهلُ
قالت وقَد أَتلفَتُ ما مَلكَت يَدي / من ذا عليه إِذا تربتَ تُعوِّلُ
فأَجبتُها بعَزيمةٍ مُرِّيةس / شمُّ الذُّرا من وَقعِها تَتقلقلُ
تاللهِ لا خفِتُ الخُطوبَ ولي حِمَى ال / ملكِ العزيز أَبي الُمظفَّرِ موئِلُ
مَلكٌ بحُسنِ صنيعهِ أَنا واثِقٌ / وعلَى مواهبِ كفِّهش مُتوكِّلُ
لولا الوُلوعُ بطرفِهِ وكحيله
لولا الوُلوعُ بطرفِهِ وكحيله / وبمخطَفٍ من خصرهِ ونُحولهِ
ما أصبحت أَعطافهُ يزهو بها / تيهاً وهزَّ الجفنُ حدَّ صقيلهِ
كم قد أراقت مقلتاهُ من دمِ / لم يخشَ فيهِ أخذَ ثأرِ قتيلهِ
أتُراه قد أمنَ الطُّلابةَ فيه أم / أفتاهُ شرعُ الحُبِّ في تحليلهِ
ليسَ التَّعجُّبُ منه جُؤذرَ رَبربٍ / يغتالُ رئبالَ الشَّرى في غِيلهِ
بل من ضنَى جسمي غدا مسُتهدياً / بُرءاً لهُ من جفنِه وعليلهِ
ما للغرام به يزيدُ كثيرهث / وألوذُ مِن صبري بغيرِ جميلهِ
صَيدث النُّجومِ أراهُ دونَ حِجالهِ / نظراً فكيف أقولُ دونَ حُجولهِ
ياقاني الخدِّ الذي ما سالَ مِن / دمعي على خدِّي فداءُ أسيلهِ
لكَ قامةٌ عسَّالُها تحمي بهِ / ما قد حواهُ الثَّغرُ مِن معسولهِ
حاشاكَ تُعرضُ عن سُؤالِ متيَّمِ / قَلقِ الفُؤادِ وأنتَ غايةُ سُولهِ
يُلحَى عليكَ وأَنتَ يا بدرَ الدُّجى / مِن سمعِه أبداً كلامُ عَذولِهِ
أغريتَ بي عَلَقَ الهوَى فغداً يُرى / جسمي كخصرِكَ في دَوامِ نُحولهِ
وغدوتُ ذا ولهٍ وقلبي في لَظى / مُتوطِّنٌ قبلَ اقترابِ رحيلهِ
يا صاحِبي قد صاحَ بي داعي الغِنى / فأَجبتُهُ ونهضتُ في تَحصيِلهِ
لي حِينَ يَقتنعُ البلِيدُ بِبَلدةٍ / لَم يقتنع فيها بِغيرِ خُمولهِ
هِمَمٌ تفرِّقُ بينَ جفني والكرَى / بالجمعِ بينَ عُذافري وذميلهِ
ذرني وعَزمي والسُّرى والعِيسَ وال / قَفرض الذي لا يهتدَى لسبيلهِ
من كُلِّ مُشتبهِ الجوانبِ تريُهُ ال / المغبرُّ يخفِقُ منهُ قَلبُ دَليلهِ
شتَّان إِن لفحَ الصبَّا بسَمومهِ / عندي وإن نفحَ الدُّجى بيليلهِ
لا كُنتُ مِن ذُهلِ بنِ شيبانِ وَلا / جَالت قِداحُ الفَخرِ لي في جِيلِهِ
إِن لَم أُخَيِّم في جنَابِ لَم تَكُن / تَصلُ الخُطوبُ إِليَّ بَعدَ وُصولهِ
بِسُراداقِ الظِّلِّ العزيريِّ الغِيا / ثيِّ الذي حَسبي امتِدادُ ظليلهِ
أقامت بالتَّثنِّي في الغَلائِل
أقامت بالتَّثنِّي في الغَلائِل / على كلَفي بِقامتِها دَلائِل
وسلَّت مِن لواحِظها حُساماً / عليهِ من ذَوائِبِها حَمائِل
ممنَّعةٌ منَ الخَفراتِ تحمي / حِماها بالكتائبِ والقَبائِل
تقولُ إِذا طلبتُ الوصلَ منها / وما في قَتلِها العُشَّاقَ طائِل
عدمتَ العقلَ يا مغرورُ حتَّى / ترومَ العقلَ مِن مُقَلِ العَقائِل
يَميناً ما الحمائمُ حين تشدُو / بشَجوٍ فوق أغصانِ مَوائِل
فيجلُبُ نَوحُها للرُّوحِ شَجواً / ويسلُبُ كلَّ همِّ كانَ هائِل
ولا قُضبُ الأراكِ إذا كستها ال / سَواري وهيَ عاريةُ الخمائِل
بِأَعشقَ مِن طَرائِقها غناءً / وأرشَقَ مِن معاطِفها شَمائِل
فديتُكَ غُصنَ قامتِها لوَ انِّي / بظلِّك مِن هجيرِ الهجرِ قائِل
وعصرُ وصالِنا والرَّبعُ زاهٍ / بصُحبتِنا لوَ انَّكَ غيرُ زائِل
أما وخلاصِها مِن أسرِ وجدٍ / قديماً مدَّ لي ولها حبائِل
لقد كثُرت بحُسنِ العيشِ فيها / لنا تلكَ الُّييلاتُ القلائِل
إلى أَن آضَ صَرفُ الدَّهرِ ظُلماً / علينا بانقطاعِ الوصلِ صائِل
وأصبحَ بَينَ خُلَّةِ أهلِ وُدّي / وبيني بالسَّطا والحولِ حائِل
أعادَ بسلِّهِ سيفَ التَّعدِّي / عليَّ دموعَ أجفانٍ سَوائِل
ألا يا دهرُ مالَكَ تبتليني / بأَحداثٍ أواخِرُها أوائِل
أَلم تعلم بأنيِّ في أمانٍ / منَ الَمِلك الرَّحيمِ أبي الفَضائِل
هذا العَذولُ عليكُمُ ما لي ولَه
هذا العَذولُ عليكُمُ ما لي ولَه / انا قد رضيتُ بذا الغرام وذا الوَلَه
شرطُ المحبَّةِ أنَّ كُلَّ متيَّمٍ / صبِّ يُطيعُ هواهُ يَعصي عُذَّلَه
واخذتُموني حينَ صارَ مُحِبُّكُم / مثَلاً ومثلي سِرُّه لن يبذُلَه
ما أعربت واللهِ عن وجدي بكِم / وصَبابتي إِلاَّ دُموعي الُمهمَله
يا راحلينَ وفي أكِلةِ عيسِهم / رشأٌ عليه حشَى الُمحبِّ مُقَلقَلَه
جُزتم مَداكم في قَطيعتِكُم فلا / عَطفٌ لعائِدكم يُرامُ ولا صِله
أأَلومكُمُ في هِجرِكم وصُدودِكم / ما هذهِ في الحُبِّ مِنكُم أوَّلَه
قسَماً بكم قد حِرتُ ممَّا أشتكي / حسبي الدُّجى فَعدمتُهُ ما أطوَلهُ
ليلي كيومِ الحشر معنىً إِن يكن / لا ليلَ ذاكَ فَذا لا صبحَ لَه
يا سائلي عن حالتي مِن بَعدِهم / تَركُ الجوابِ جوابُ هذي المسالَه
عندي جوىً يذَرُ الفَصيحَ مُبلَّداً / فاترك مفصلَّهُ ودونكَ مُجمَلَه
القلبُ ليس مِنَ الصِّحاحِ فيُرتجَى / إصلاحُه والعَينُ سُحبٌ مُهملَهُ
حالي إِذا حدَّثتَ لا لُمَعٌ ولا / جُمَلٌ لإيضاحي لها مِن تَكمِله
الصُّدغُ منهُ عَقرَبٌ ولِحاظُه / أسَدٌ وخلفَ الظَّهرِ منهُ سُنبله
قَمرٌ لهُ في القلبِ بل في الطَّرفِ بل / في النَّثرةِ الحصداءِ أشَرفُ مَنزِلهُ
ما أجورَ الألحاظَ منهُ إِذا رنا / وإِذا انثنى فقوامُه ما أعدلَه
أَسرت له العُشَّاق نَضرةُ وجنَةٍ / بسوى اللَّواحظ لا تبيتُ مقبَّله
لوم لم يُصب صُدغيهِ عارضُ خَدَّهِ / ما أصبحت في سالفيهِ مُسَلسله
لو كنتُ فيهِ قَبلتُ نُصحَ عواذلي / ما أدبرت أيَّامُ حظِّي المُقبلهِ
للهِ منه مهُفهَفٌ أَجنيتُه / عَسَلَ الهوى فَجنيتُ منه حَنظلهُ
ما فازَ غيرَ محبِّه وفتىً لهُ / مدَحٌ إلى الحَسنِ اغتدت مُتحملَّه
شرفُ الورى والدينِ والمولى الذي / أنواءُ سُحبِ ندَى يديهِ مُسبلَه
صدرٌ له يومَ المواهبِ راحةٌ / لسبيلهِ ونَوالهِ مُتهلِّلَه
شادت مناقبُه له وفخارُه / رُتباً على زُهرِ النُّجومِ مُرَتَّله
وزها به الدَّهرُ الذي أيَّامُه / بِسوى عُلاهُ لم تكن مُتجمِّلَه
كُلَّما قلتُ قد تناهَى الملالُ
كُلَّما قلتُ قد تناهَى الملالُ / منه أغراهُ بالملالِ الدَّلالُ
بدرُ تمِّ يميلُ جوراً على ضَع / فيَ عِطفٌ من قدِّهِ مَيَّالُ
ورشيقُ القَوامِ قد رشَقتني / عن قِسيِّ من جاجبيهِ نِبالُ
في لماهُ خمرٌ حرامٌ وفي أج / فانِه الفاتراتِ سحرٌ حلالُ
قمرٌ للمُحاقِ منِّي في الجِس / مِ ولكن لهُ السَّنا والكمالُ
مُستبِيحٌ حِمَى القُلوبِ بِأوصا / فٍ لهذا الجمالِ منها جَمالُ
إنَ تجلَّى فبدرُ تِمِّ وإن ما / سَ فغصنٌ وإن رَنا فغَزالُ
كلَّما رُمتُ رشفَ فيهِ حمَى الم / سولَ منهُ قوامُه العسَّالُ
زادَ تيهاً وجازَ في مذهب الإِع / راضِ حدَّاً فأينَ منهُ الوِصالُ
وتولَّى على النُّفوس فأينَ ال / عدلُ ممَّن في القَدِّ منه اعتدالُ
عجَبي من رُضابِه كيفَ يحوي / جوهرَ الثَّغرِ وهوَ عذبٌ زُلالُ
يا عَذولي في حبِّه ومتى تر / جُو صَلاحاً من مثلهِ العُذَّالُ
لا تلمني فعَبرتي ليسَ تَرقَا / في هواهُ وَعثرتي لا تُقالُ
أنتَ خالٍ ممَّا يُقاسيه قلبي / من غريرٍ له على الخدِّ خالُ
ظفَّرتهُ بالعاشقينَ لِحاظٌ / لم تفارق جفونَهنَّ النِّصالُ
فلهُ الحربُ دائماً لا عليهِ / كيفَ قُلتم إنَّ الحروبَ سِجالُ
كلَّما عزّ زادَ ذُلي وحالت / بِيَ فيهِ معَ الزَّمانِ الحَالُ
أَغمِد فصارمُ لحظِكَ الَمسلولُ
أَغمِد فصارمُ لحظِكَ الَمسلولُ / كم قد أُريقَ به دمٌ مطلولُ
إِن كانَ يُنكرُ قتلتي فشهودُه / منه على تلكَ الخُدودِ عُدولُ
جرَّدتَه عَضباً على العُشاقِ هل / أفتاكَ فيما تفعلُ التَّنزيلُ
أم عند أهلِ الحُسنِ فرضٌ واجبٌ / نهجٌ أراهُ عنهُ ليسَ يَميلُ
كيفَ السَّبيلُ إلى ضلالِكَ مرَّةً / عن طُرقِ هجرِك والدَّلالُ دليلُ
ومن المساعِدُ لي عليكَ سِوَى الأسَى / ولِحاظُ جفنكَ بالنُّصولِ تَصولُ
تهِ كيفَ شئتَ فما الجمالُ ولايةً / فالظُّلم صاحبُ أمرهِ معزولُ
لكَ أن تجورَ ولا تجودَ إذا اغتدَى / في خصرِكَ الواهي الوشاحُ يجولُ
مهما خطرتَ تغارُ أغصانُ النَّقا / فعلىَ خمائِلِ دَوحهنَّ خُمولُ
ما أصبحت منكَ الشَّمائلُ تنثني / وتميلُ إلاَّ والرُّضابُ شَمولُ
يُذكي عليكَ لَهيبَ وَجدٍ عاذلي / منِّي الخلافُ له ومنهُ يقولُ
لم يَدرِ أنَّ مَلامَهُ في مَسمَعي / شيءٌ كوصِلكَ ما إليهِ سَبيلُ
دعهُ وما هوض فيهِ أيُّ مُتيَّمٍ / مِثلي نَهاهُ عنِ الغرامِ عَذولُ
تَعنيفُهُ وتلفُّتي عن نُصحِه / ممَّا يروحُ الشَّرحُ فيهِ يَطولُ
أَملامةً وصُدودَ مهضومِ الحشا / خصرِ الرُّضابِ الخصرُ منه نحيلُ
صَدقت ثناياهُ التي قالت لنا / أَن لا ثمينَ سِوى صِغارِ اللُّولو
يَجني ويُلزمُني جنايةَ ذنبِهِ / طرفٌ له بفتورهِ مكحولُ
لِيَجُر ويظلِم كيفَ شاءَ فَهكذا / هذا الورى طُرّاً وهذا الجِيلُ
حميتَ شقيقَ الخدِّ بالُمقلةِ الكَحلا
حميتَ شقيقَ الخدِّ بالُمقلةِ الكَحلا / وثَّقفتَ رُمحَ القَدِّ بالطَّعنةِ النَجلا
وأطلعتَ من جيشِ الجمالِ طلائعاً / فما أرخص الأسرى وما أكثرَ القَتلى
أرى الحسنَ شعراً أنتَ بيتُ قصيدهِ / ومنزلَ وحي فيك آياتُه تُتلى
لُمقِلتيكَ النَّجلا نَشاطٌ وقوَّةٌ / على قتلنِا وهيَ الضَّعيفةُ والكَسلَى
أذبتُ اختياراً في هواكَ حُشاشتي / فلم يُبقِ لي لُباً جَفاكَ ولا عَقلا
فَقُل لي وما في الجسمِ روحٌ تُذيبُها / سرائرُ من تُبلى ومُهجةُ من تَبلَى
أيُّ دمعٍ من الجُفونِ أساَله
أيُّ دمعٍ من الجُفونِ أساَله / مُذ أتتهُ معَ النَّسيمِ رِسالَه
حمَّلتهُ الرِّياض أسرارَ عَرفٍ / أودعتها السَّحائبَ الهَطَّالَه
مرَّ فيه والرَّوضُ زاهٍ فأضحَى / ساحِباً فوقَ نَورهِ أَذيالَه
أَنشرَ القلبَ نشرُهُ مِن غرامٍ / بأتَ مِنهُ مكابداً بِلبالَه
عذَّبتهُ من قَبلهِ عَذباتٌ / من فروعٍ على الحِمَى مَيَّاله
يا خليلي وللخليلِ حُقوقٌ / واجباتُ الأحوالِ في كلِّ حالَه
سل عقيقَ الحمى وقل إِذ تَراهُ / خالياً من ظبائِه الُمختاله
أينَ تلكَ الَمراشفُ العَسليَّا / تُ وتلكَ المعاطفُ العسَّالَه
وليالٍ قضَّيتُها كلآلِ / بغزالِ تغارُ منه الغَزالَه
بابليِّ الألحاظِ والرَّيقِ والأل / فاظِ كلٌّ مُدامةٌ سَلسالَه
وسقيمِ الجفونِ والخصرِ والعَه / دِ فكُلٌّ تراهُ يشكو اعتِلالَه
ونقيِّ الجبينِ والخدِّ والثَّغ / رِ فطُوبى لمن حسا جِريالَه
وطويلِ الصُّدودِ والشَّعرِ والمط / لِ ومن لي بأن يُديمَ مِطالَه
من بين التُّركِ كلَّما جذبَ القَو / سَ رأينا في كفِّه بدرَ هالَه
يقعٌ الوهمُ حينَ يَرمي فلم ند / رِ يداهُ أم عينُه النَّبَّالَه
قلتُ لَّما ألوى ديونَ وصالي / وهوَ مُثرٍ وقادرٌ لا مَحالَه
بينَنا الشَّرعُ قال سِربي فعندي / مشن صفاتي لكلِّ دعوَى دَلالَه
وشُهودي من خالٍ خَدِّي ومن قدِّ / ي شهودٌ معروفةٌ بالعَدالَه
أنا وكَّلتُ مُقلتي في دَمِ الخَل / قِ فقالت قَبلِتُ هذي الوَكالَه
ماذا على ذاتِ اللَّمَى والخالِ
ماذا على ذاتِ اللَّمَى والخالِ / لَو ساعدت منها بطَيفِ خَيالٍ
خَطرَت وماست فانثنيتُ مُرنَّحاً / طَرِباً منَ المعسولِ والعسَّالِ
عهدي بتلكَ الدَّارِ وهيَ مُضيئةٌ / بجميلةٍ بَعُدت عن الأَجمالش
خلَّ انفرادُك يومَ جرعاءَ الحمى / عن نصرِ خلِّكَ غايةَ الإِخلالِ
عُج بي فلستَ إذا فَعلتَ بِأَوَّلِ ال / عُشَّاقِ تَعريجاً على الأطلالِ
عِبثَ العُقارُ بعِطفهِا فأمالَها / سُكرانِ سُكرُ صِباً وسُكرُ دَلالِ
أدَّت ضفائرُها رسالةَ قُرطهِا / منها مشافهةً إلى الخَلخالِ
للهِ ما أحلى مُقاساتي بِها / ذُلَّ الهَوى وقَساوةَ العُذَّالِ
يا ضَرَّةَ القمرِ المنيرِ وأُختَ غُص / نِ البانةِ المتأوِّدِ الميَّالِ
بأسيلِ خدِّكَ باتَ دمعي سائلاً / ماذا يُضرُّكَ لو أجبتِ سُؤالي
يا نسمةَ الآصالِ هَل لِسَلامنا / عنَّا إلى الأحبابِ من إيصالِ
باللهِ إِلاَّ ما حمَلتِ تحيَّةً / منِّي على ذاكَ الجَنابِ العالي
أَيطرقُ في الدُّجا منكم خيالُ
أَيطرقُ في الدُّجا منكم خيالُ / وَطرفي ساهرٌ هذا مُحالُ
وصلتُم هجرَكم يا ليتَ شِعري / بأيِّ جنايةٍ حُرمَ الوِصالُ
لياليَّ التي كانت قصاراً / بِكُم هيَ بعدَ بُعدكمُ طِوالُ
سقتَ أيامنَنا ب أَراكِ حُزوى / وهاتيكَ الرُّبى سُحبٌ ثقالُ
ووشَّت أرضَها أيدي سَوارٍ / لها فيها انهمارٌ وانهمالُ
ولا برحَ الصَّبا يَروي صحيحاً / حديثَ رياضِها وبهِ اعتِلالُ
منازِلُ للصِّبا ما زالَ قلبي / لهُ فيها بِمَن أَهوىَ اتِّصالُ
دُموعي بعدَها دالٌ ومِيمٌ / على خَدِّي بها ميمٌ ودالُ
ليس لي عنهم عُدولُ
ليس لي عنهم عُدولُ / فإلى كم يا عَذولُ
أقبحُ الأشياءِ عندي / بعدهم صبرٌ جميلُ
لَم يُطلَّ الدَّمعُ إلاَّ / مُذ خلت تلكَ الطُّلولُ
أقفرت ممَّن همُ في الق / لبِ والطَّرفِ حُلولُ
قربُهم مني مثلُ الصَّ / برِ عنهم مستحيلُ
وجَفاهم مثلُ ليلي / ذا وَهذاكَ طويلُ
خلِّني إذ لم تساعد / ني عليهم يا عَذولُ
لي ولِلورقاءِ في النَّو / حِ وفي الدَّوحِ فُصولُ
لَيسَ يَشفي منهمُ قَل / بي كِتابٌ ورَسولُ
بل عسَى يجتمعُ الشَّ / لُ فأشكو وأقولُ
أيُّها الظَّاعنُ مُذ تولَّى
أيُّها الظَّاعنُ مُذ تولَّى / خلَّفَ النَّارَ في الحَشا واستقلاً
لم يَدع لي نَواكَ مُذ غِبتَ عنِّي / غيرَ جسمٍ قد اعتَدى واضمحلاً
يا كثيرَ النِّفارِ لا ما أراني / تَرَكَ البينُ فيَّ إِلا الأقلا
كنتُ أشكو جفاكَ قبلَ التنَّائي / ذلكَ الصَّعبُ صارَ بعدَكَ سَهلا
جادَ أرضاً تحلُّها صوبُ غيثٍ / مِثلُ دمعي لا يأتلي مُستهلا
ورعاكَ الإِلهُ حيثث توجَّه / تَ ولا زلتَ بالسُّرورِ مُهِلا
لا وذاكَ الحياءِ ما همَّ قلبي / منكَ يوماص بالصبر حاشا وكلا
دقَّ معناكَ في الملاحةِ وصفاً / فبحقِّ الغَرامِ إنَ هوَ جَلا
أنتَ خالٍ دوني بِقلبي فَسلهُ / هل تسلَّى أو رامً أَن يَتسلَّى
ما رأينا مُذ غبتَ غُصناً طليحاً / يتثنَّى بِنيرٍ يَتجلَّى
بِما يتضمَّنُ الطَّرفُ الكَحيلُ
بِما يتضمَّنُ الطَّرفُ الكَحيلُ / منَ الأَسقامِ والخَضرُ النَّحيلُ
وما يحويهِ ثغرُكَ من رُضابٍ / إذا عِبناهُ قُلنا سَلسبيلُ
أعِد زَمَنَ الوِصالِ وعُد عليلاً / لِغيركَ لا يُبلُّ لهُ غليلُ
يُغير الوجدُ منهُ على التَّسلِّي / فيُسليهِ ويُغريهِ العّذولُ
عجبتُ لسيفِ لَحظِكَ كيف يَفري / ويَقطعُ حدُّه وهوَ الكَليلُ
وَلا عَجبُ لقدِّكَ إن تثنَّى / ومالَ وأيُّ غُصنٍ لا يَميلُ
فِداؤُكَ ما أُقاسي من شُجونٍ / ومن دمعٍ على خدِّي يسيلُ
ومن حُرقٍ يَبيتُ بِهنَّ قلبي / وليسَ لهُ إلى صبرٍ سَبيلُ
يَميناً لو وَجَدتُ إلى عتابٍ / طَريقاً أو وثِقتُ بمَن أَقولُ
لَحدَّثت الجَنوب حديثَ شَوقٍ / تَقبَّلهُ لرِقَّتهِ القَبولُ
مذُ شامَ سيفَ لحاظهِ المسلولا
مذُ شامَ سيفَ لحاظهِ المسلولا / ما تلتقي إلاَّ دماً مَطلولا
رَشأُ يُجَدِّلُنا لَهُ خصرٌ ترَى / منهُ مكانَ وشاحهِ مَجدولا
كالظَّبيِ خلقاً بل كرئبالِ الشَّرى / خُلقاً يُعيدُ به العزيزَ ذَليلا
فإذا عطا قل كيفض فارقَ سريَه / وإذا سطا قل كيفَ أخلى الغِيلا
نَشوانُ ما مالت شَمائلُ عِطفهِ / إلاَّ لكونِ الرِّيقِ منهُ شَمولا
لو شاءَ أحيا بالرُّضابِ ورَشفهِ / مَن غادرَتهُ مُقلَتاهُ قتيلا
فكأنَّ في فيهِ مسيحاً ثانياً / وكأنَّ في جفنيه عزرائيلا
قمرٌ يريكَ إِذا بدا في نَثرةٍ / مِن كلِّ طَرفٍ فَوقَه إِكليلا
مُتقاربٌ ما منه حظِّي وافرٌ / فمديدُ ليلي لا يزالُ طويلا
مَرحٌ بِقدكمُ على ضعفي له / ميلٌ وجَفنٌ ليسَ يعرفُ مِيلا
لو زارَ طيفُ خيالِهِ
لو زارَ طيفُ خيالِهِ / للمُستهامِ الوالِهِ
بلَّ الصَّدى من قلبِه / وشَفاهُ من بَلبالهِ
رشأٌ شمائِلُهُ مُوَكَّ / لةٌ بفَرطِ مِلالهِ
ليس الدَّليلُ له على ال / هُجرانِ غيرَ دَلالهِ
البدرُ تحتَ لِثامهش / والغُصنُ في سِربالهِ
لم يجلُ ليلَ صدودِه / عنِّي بصبُحِ جَمَالهِ
إِن عمَّ جسمي بالضنَّا / فَفِداءُ نُقطةِ خالهِ
يا ثغرَهُ آهاً على ال / مَختومِ من جريالهِ
عَسلٌ حَماهُ ما يهُزُّ / القَدُّ من عَسَّالهِ
يَسطو بطَرفٍ فاترٍ / لم تنبُ بِيضُ نِصالهِ
عن قوسِ حاجبه يُفوِّ / قُ صائباتِ نِبالهِ
يا فاضحاً قمرَ الدُّجا / بالحُسنِ عند كَمالهِ
الله في صَبً شَجِ / أنتَ العليمُ بحالهِ
لا يعرفُ الشَّكوى ولا / يُصغي إلى عُذَّالهِ
ما حالَ عن ميثاقِه / لا والنَّبي وآلهِ
إليكُم بكم في حُبكم أتوسلُ
إليكُم بكم في حُبكم أتوسلُ / فأنتمُ مَلاذي والذين أُؤملُ
غريمُ غَرامي فيكمُ لقَديمهِ / حَديثٌ كدمعيَ مطلقٌ ومسلسلُ
وإن راح شرحُ الدَّمعِ في العينِ مُجملاً / فإيضاحُ وجدي في سوِاكم مُفصلُ
جعلتكمُ لي قبلةً كلما بدَت / أشفُّ ثراها طاعةً وأُقبلُ
إذا مرضت منَّا القلوبُ فإنَّها / شِفاءً برؤيا ذكركم أتعلَّلُ
وإن ظمئَت بالشَّوقِ نحوَ جمالِكم / فَعذبُ هواكم رَيُّها حين تنهلُ
إذا اكتحلت منَّا العيونُ بحُسنِكم / تجلَّت بما من نُوركم تتكحَّلُ
وإن صافحتني نسمةٌ من درياركم / أتيتكمُ سعياً ولا أتمهَّلُ
وقد واجهتنا من جُفونِ جنابكم / قبُولُ قبولٍ للأَحادريِ تنقلث
إذا نقلت عنكم حديثاً فإنهُ / صحيحٌ بما بي بل حديثٌ معللُ
وَلم أَنسَ في ليلٍ الضلالِ وعندنا / من اللَّحظِ منكم للهدايةِ مُرسلُ
ما عندَ سُكانِ العُذيبِ وَوابلِ
ما عندَ سُكانِ العُذيبِ وَوابلِ / ما عند قلبي من جوىً وبَلابلِ
يا بَرقَ رامةَ إن مَررتَ على الحِمَى / حَيِّ العُذيبَ وَمن بِهِ من نازلِ
وإذا شَهرتَ على عَريبِ الُمنحنَى / سَيفاً بكَيتُهمُ بِدمعٍ هَاطِلِ
يا جيرَتي بِلِوى زرودٍ هل لنا / من عودَةٍ في سَفحِ بُرقةِ عاقِلِ
طارَ الفؤادُ مع النَّسيمِ إليكمُ / فَهَوى عَلى بَانِ الحِمَى الُمتمايلِ
فاستعطَفَ النَّسماتِ يَحسبُ أنَّها / مِنكم فَحلَّ بهِ وَليسَ بِراحلِ
والطَّرفُ لَمَّا شامَ برقكُمُ بَكى / ذاكَ الزَّمانَ الُمستَضامَ بِوابلِ
وَلَقد كِلفتُ بِحُبِّ سُكانِ الحِمَى / كلفاً أَقَامِ بِأَعظُمي ومَفاصِلي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025