المجموع : 48
لم أزل مُكثِراً عليهِ السُّؤالا
لم أزل مُكثِراً عليهِ السُّؤالا / وجَواباً ما عندهُ لي سِوى لا
كلَّما رُمتُ رشفَ معسولِ فيهِ / هَزَّ لي مِن قوامِه عسَّالا
وتثنَّى عجُباً وماسض دَلاَلاً / وانثنَى مُعرضاً وصالَ وقَالا
كانَ عهدي بالخمر وهيَ حرامٌ / فبماذا صارت عليكَ حَلالا
ما كأنِّي في الحُبِّ إلاَّ فقيهٌ / جئتُهُ ابتغي لديهِ الجِدالا
أنا قصدي تَقبيلُهُ أرَشاداً / كانَ رشقي رُضابَهُ أم ضَلالا
حارَ منِّي في شرحِ حالَيهِ فكِري / كيفَ يسطُو ليثاً ويعطو غزالا
إن اطعتُ الغَرامَ فيه فإني / قد عصيتُ اللُّوَّامَ والعُذَّالا
كم لعينيهِ في الحشا لحظاتٍ / مُنتضاتٍ عن حاجبيهِ نبالا
يا لهُ مِن مجاهدٍ في محبيِّ / هِ ينُادي بمقلتيهِ النُزالا
لم يقاتِل إلاَّ بمنُكسِراتِ / ومراضٍ مِنَ الجُفونِ كَسالي
نصرتهُ عليهمُ فاتراتٌ / كلَّما أرخصَ النفُّوَس تَغَالى
كُلُّ حربِ لهُ وَلَيست عليهِ / وسمعنا بها تكونُ سِجالا
هِمتُ منهُ بهائمٍ بجفاهُ / هاجرٍ هجريَ الرُّقادَ وصِالا
هازئاً بالغُصونِ عطفاً وبالكِث / بانِ ردفاً وبالرَّماحِ اعتِدالا
وبضوءِ الصبَّاحِ ثغراً وبالظَّل / ماءِ شَعراً وبالبُدورِ جمَالا
ما شَجاني فَقدي لحبَّةِ قلبي / عندما صاغَها بخديَّهِ خالا
قامَ يسعَى بكأسِه فرآينا / في يمينِ الهِلالِ للشمَّسِ هالا
وثناه سُكرُ الشَّبابِ فخِلنا / هُ قَصيباً أصاب ريحاً شَمالا
وَعذُولي على هواهُ لَحاني / وأرى العَذلَ في هَواهُ محُالا
أَلِفَ اللَّومَ في الهوى والتَّجنيّ / وأُناجيهِ وهو مُوَسى النَّوَالا
مَلِكٌ جَلَّ أَن يدُانيهِ ملَكٌ / جَلَّ أو قلَّ رِفعةً وجَلاَلا
كُلمَّا زادَ في المعالي عُلُوّاً / زادَ كيوانٌ مِن عُلاهُ استِفالا
ذو يَمينِ إن جاد أو جال بَثَّت / في الأنامِ الأَرزاقَ والآجَالا
فَتَراهُ بالسيَّبِ كالسيَّفِ يُحيي / ويُميتُ العُفاة والأبطالا
يا بُغاةَ الندى إلى كَم تَحثو / نَ الَمطايا فَتَفطعونَ الرُمالا
قَد كُفيِتم إذا وصَلتمُ دِمَشقاً / فَأنيخوُا بِها وَحطُّوا الرِّحالا
لَيسَ في الخَلق من يَقومُ برزقٍ / غَيرَ موسى بَعدَ الإِلَهِ تَعالى
أَكَذا تَهدِمُ المنَونُ الجِبَالاَ
أَكَذا تَهدِمُ المنَونُ الجِبَالاَ / أَكَذا يَنزعُ الحِمامُ النِّصَالا
أَكَذا تَحطِمُ الرَّزَايَا العَوالي / أَكَذَا تَثلِمُ السُّيوفَ الصقِّالا
أَكَذا تَرجِعُ البِحَارُ وَقَد فَا / ضَت عُبَاباً وَقائعاً أَوشَالا
أَكَذا تَغربُ الكَواكبُ في التُّر / ب وكانَت في جَوِّها تَتَلالا
سَلَبَ الحادِثُ الجَليلُ مَلِيكاً / لَم يُخَيِّب لِقَاصدٍ آمَالا
سَلَبَ الأَروَعَ الرَّحيمَ الكَميَّ ال / أَريحِيَّ الُمؤَمَّلَ المِفضالا
سَلَبَ الغَازيَ الُمجَاهِدَ في اللَّ / هِ تَعَالى والعَالِمَ العَمَّالا
سَلَبَ العاطِفَ الشَّفِيقَ على كُلِّ / البَرايا والقائِلَ الفَعَّالا
إِنَّ قَبراً شاهَ أَرمنَ حَلَّ فيهِ / قَد حَوَىَ الفَخر والعُلى والجَلالا
وضَرِيحاً ثَوَى بِهِ غيرُ بِدعٍ / إِن تَسَامَى على النُّجومِ وَطَالا
أَيُّ مَجدٍ للناسِ بالمَلِكِ الأَش / رفِ فيهِ لَم يَضرِبوا الأَمثَالا
أَيُّ مَلكٍ مِنَ المُلوكِ عَظيمٍ / ما مَشىَ في رِكابِه إِجلالا
فَلَقد أَودَتِ الخُطُوبُ بِمَلكٍ / طَالَما في الوَغَى على الخَطبِ صَالا
مَلِكٌ لَم يَزل إِلى أَن غدا للَّ / هِ جاراً لَهُ الأنَامُ عِيَالا
مَلِك بَاهرُ الَمنَاقبِ للإِسِ / لام والمُسلمينَ كانَ مألا
مَلِكٌ كانض أَمنَ الديِّنَ إن خا / فَ مِنَ الُمشرِكينَ داءَ عُضَالا
كَسَفَ الَموتُ شَمسَ أُفق الَمعَالي / وَأصَابَتُ يَدُ الَمنَايا الهلاِلا
وَهوَى بَعدَ فَقدِ مُوَسى أبي الفَت / حِ مِنَ المَجدِ ما سَمَا وتَعَالَى
لَيِسَ الُملكُ والهُدَى وثُغُورُ ال / أَرضٍ والدَّهرُ بَعدَهُ أَسمَالا
عَبرةُ المُلكِ بَعدهُ لَيسَ تَرقا / وكَذا عَثرَةُ الهُدَى لَن تُقَالا
قَسَماً بالإِلَهِ لَم يَرَ تاجٌ / أَبداً تَحتَهُ لِموُسَى مِثَالا
لَم يَزل وَاتِرَ الحَوادِثِ حَتَّى / أَخَذَت مِنهُ ثَأرَهُنَّ تَبالا
إِن غدا دَستُ مُلكِهِ خَالِياً مِن / هُ فَمَا زَالَ قَبلُ للبدرِ هالا
أَو غَدَت خَيلُه صفُوفاً فَكَم ال / بسها النَّقعَ في الهيِاجِ جِلاَلا
أَو غدا دِرعُهُ مَضُونا فَكَم غَا / دَرَهُ ما أفاضَ مِنهُ مُذالا
أَو ثَوت في الغُمودِ أَسيافُهُ البِي / ضُ فَكَم قَد غَزَت بِهنَّ صِيَالا
أَو دكَت جَمرةُ القِراعِ فَكِم أَخ / مَدَ منِها ما كانَ زادَ اشتِعالا
أَي أرضٍ ما شَنَّ غَاراتِه في / ها وَبرَ ما سَنَّ فيهِ النِّزالا
بِجيادِ رماحُه كَفَلت أَن / لا يُرى ضِدةُّ لَها أَكفالا
يا مليكَ الدُّنيا الذي قَلَّصَ اليَو / مَ رَداهُ عَنِ الأنامِ الظِّلالا
إنَّ عَيناً تَلَدُّ بالدَّمعِ مِن بَع / دِكَ إنسانُها على الخَدِّ مالا
وفُؤاداً يَقِرُّ مِن خَفَقانٍ / وَحَنينٍ لا فَارَقَ البَلبالا
كَذَبَت بَعدكَ الظُّنونُ وخابَ ال / قَصدُ والبَرُّ بَحرُهُ صارَ آلا
أَيُّ مَجدٍ سِوىَ الذي سُؤدُداً يَس / حَبُ فَوقَ الكواكبِ الأذيالا
جادَتِ الحُفرَةَ التي ضُمنَت جِس / مَكَ سُحبٌ تُمسي وتُضحِي ثِقالا
وأَقامَت عَليكَ سُحبُ الحيَا لا / تَتولَّى وإِنَّما تَتَوالي
مَنعَت مِن رُضابِه السَّلسبيلا
مَنعَت مِن رُضابِه السَّلسبيلا / مُقلَةٌ لم تدَع إِليهِ سَبيلا
كلَّما رُمتُ رشةٌ منهُ سَلَّت / لمِسَيلِ الدِّماءَ سَيفاً صَقيلا
ما حمَتهُ بمرُهفِ الَّلحظِ إِلاَّ / حينَ أضحى مِزاجُه زَنجبيلا
قمرٌ عهدهُ وجِسمي وَجفنا / مقلتيه كلٌّ أراهُ عَليلا
أشبَهَتهُ البُدورُ نُوراً ولكن / فاتَها قامةٌ وخَدّاً أسيلا
وحكتهُ الغُصونُ لِيناً ولكن / ما حكتهُ لوناً وطرفاً كحيلا
قمرٌ جاعلٌ مَنِ القلبِ والطَّر / فِ له في سُعودِه إِكليلا
بعثَ الصُّدغُ منه فَترَةِ الجَف / نِ بإنذارِ عاشقَيهِ رَسولا
كُلَّما ضلَّ عن طريقِ جَفاهُ / ظلَّ فيهِ مِنَ الدَّلالِ دليلا
يا كثيرَ الصُّدودِ غيرَ جميلٍ / عنكَ صَبري فَأَبقِ منِّي قليلا
يا سريعَ الصُّدودِ بَل يا مَديدَ الهَج / رِ قَصِّر بالوَصلِ لَيلي الطَّويلا
عادِلُ القَدِّ أنتَ لكن نَرى في / كَ عنِ العَدلِ لفتةً وُعدوُلا
وبديعُ الجَمالِ وجهُكَ لوكا / نَ مُضيفاً إِلى الجمالِ جَميلا
يَعطِفُ التيِّهُ مِنكَ غُصناً طَليحاً / ناقِلاٌ تَحتَهُ كَثيباً مَهيلا
ما ثَنَى نشَوَةً شَمائلَ أَعطا / فكَ إِلاَّ كَونُ الرُّضابِ شَمُولا
لَذَّ طَعماً فَمَا يُبلُّ عَليلٌ / مِنكَ حتَّى يَبُلَّ مِنهُ الغَليلا
لا وَخَضرٍ عَلَيكَ يَحكيهِ جِسمي / بِتَجنيِّكَ دِقَّةٌ وَنُحُولا
ما يَضرُّ المُحبَّ إِذ يُصبحُ الحبُّ / عَزيزاً بِأَن يكونَ ذَليلا
زادَ ذَنبي لَدَيكَ حتَّى كأَنَّي / في الهَوىَ قَد طَلَبتُ عَنكَ بَديلا
أَو كَأَنَّي زَعَمتُ حاشا وكلاّ / أَنَّ في الأرضِ للعَزيزِ مَثيلا
جَلَّ قُلس الغِياثِ عَن أَن يَرى الخَل / قُ له في بَني الزَّمانِ رَسيلا
مَلكٌ مَدحُه يُرَتِّلهُ را / ويهِ حتَّى يَظنُّهُ تَنزيلا
ناصِريُّ النِّجارِ لو سَابَقٌ البَر / قَ إِلى مَفخرٍ شآهٌ كليلا
إِن خَشيتَ الخُطوبَ يا خائِفَ الدَّه / رِ فَيَمِّم جَنَابَهُ الَمأهولا
تَلقَ مَلكاً نَدباً وَعِزًّا جَسيماً / وَمَحَلاٌ رَحباً وظِلاَّ ظَليلا
وَسماحاً جَمّاً وَمالاً مُذالاً / وَجبيناً طَلقاً ومَجداً أَثِيلا
وَمُقِيلاً مِنَ العِثارِ مُنيلاً / وَقؤُولاً لِمَا تُحبُّ فَعولا
شا ذَويَّ الأَخلاقِ فَضَّلهُ الل / هُ على كُلِّ خَلقِهِ تَفضيلا
باسِطٌ للنَّوالِ بَطنَ يَمينٍ / ظَهرُها لا يُفارِقُ التَّقبيلا
لَيسَ يَخلو مِن نَحرِ طاغٍ وباغٍ / أَبَدَ الدَّهرِ بُكرَةً وَأَصيلا
تَلقَ في السَّرجِ مهُ لَيثاً هَصوراً / واَلقَ في الدَّستِ مِنهُ غَيثاً هَطُولا
مُعمِلاً في سِياسَةِ الُملكِ رَأياً / لا يَرى الفِكرُ في شَبَاه فُلولا
يَنتَضيهِ مِنَ الغياثِ هِزَبرٌ / مُخدِرٌ صَيَّرَ الَممالِك غِيلا
جَذَعُ السِّنِّ قارَبَت سِنُّه العِش / رينَ لكِنَّهُ يَفوقُ الكُهُولا
يَلتقَي لِلعِدا بِصدرٍ وَباعٍ / كالفَضَا والزَّمانِ عَرضاً وَطُولا
بِأَبيهِ وَجَدِّهِ شَهَرَ الدِّي / نُ عَلى الشِّركِ سَيفَهُ الَمسلُولا
يَومُ حطِّينَ شِاهِدٌ لظُباكُم / كَم أَبادَت بِها هُناكَ قَتيلا
وَبِفتَحِ الأَقصى لَكُم شَرفٌ أَح / رَزَ أَجراً عِندَ الإِلهِ جَميلا
فَعَلاتٌ غُرٌّ رَأَتها الَمعالي / غُرَراً في جِبَاهِها لا حُجُولا
لَو أَرَدنا تَحديدَها لَوَجدنا / ه كإِيجادِ مِثلكُم مُستَحيلا
جُملٌ لا تُطيقُ تُحصي عُلاكُم / فَبَعيدٌ إِيضاحُها تَفصيلا
طُلتُمُ عُنصُراً وَطبِتُم نُفوساً / وَفُروعاً زِكِيَّةً وَأُصولا
أَنتُمُ في سما الَمعالي شُموسٌ / لا أَرانا لَها الإِلهُ أُفولا
أَنتم أَبحرُ النَّدى بِكمُ العُد / مُ تَوَلَّى وَمنكُمُ العُرفُ نِيلا
يا مُجيرَ العفُاةِ من جَورِ دَهرٍ / لَم يَزَل بالكِرامِ فيهِ بَخيلا
خُذ مِنَ الَمدحِ حُرةَّ النَّسبِ الَمع / روفِ كالروَّضِ قَد غَدا مَطلُولا
حُلوَةً سَهلةَ القِيادِ وَلكن / وَعَّرَت خَلفَها لِغَيري سَبيلا
إِن دَهاها التَّقصيرُ في اللَّفظِ والَمع / نَى فما عُذرُ مِثلِها مَقبولا
ليسَ فيها عيبٌ سِوى أَنَّها ما / بلَغت مِن صِفاتِكَ المأمولا
حتَّام أرفلُ في هواك وتغفلُ
حتَّام أرفلُ في هواك وتغفلُ / وعلامَ أُهزلُ في هَواكَ وتهزلُ
يا مُضرماً في مهجتي بصُدودهِ / حُرقاً يكادُ لهنَّ يذبلُ يذبلُ
القلبُ دلَّ عليكَ إنَّك في الدُّجا / قمرُ السَّماءِ لأنَّه لكَ مَنزلُ
هب أنَّ خدَّكَ قد أُصيبَ بِعارضٍ / ما بالُ صدغِكَ راحَ وهوَ مُسَلسلٌ
قسماً بحاجبكَ الذي لم ينعقد / إلاَّ أرانا السَّبي وهوَ محلَّلُ
وبما بثغركَ مِن سُلافةِ ريقةِ / عنُبت فقيلَ هي الرَّحيقُ السَّلسلُ
لولا مقبَّلكَ المنظَّمُ عقدهُ / ما راحَ من هواكَ وهوَ مُقبَّلُ
حثزني وحسنُك إِن لغا من لامني / ونجوتُ منهُ فمجملٌ ومفصَّلُ
لو كنتَ في شرعِ المحبَّةِ عادلاً / يا ظالمي ما كنتَ عني تعدلُ
أُلحي عليكَ ولو دَرى بصبَابتي / لأراحني من لومه مَن يعذُلُ
أَوما العجيبةُ أنَّ دمعي مُعربٌ / عن سرِّ ما أخفيه وهوَ الُمهملُ
أُضحي وبالكَ من بلاءٍ هاتكاً / سترَ الهوى وعليهِ أصبحَ يُسبلُ
يا آمري بسلوِّه ليغُرَّني / إنَّ السُّلو كما تقولُ لأجمَلُ
لكن يعزُّ خلاصُ قلبِ مُتيَّمٍ / تركتهُ أيدي الهجرِ وهوَ مبُلبَلُ
هيهاتَ كلاَّ لا حياةَ لمن غدا / مِن جسمِه في كلِّ عُضوٍ مقتَلُ
ولرُبَّ عاذلةٍ شَجاها بذلُ ما / أحوي وخيرُ المالِ مالٌ يُبذلُ
بكرت تُعنِّفُني وتعلمُ أنَّها / فيما توخَّت من عتابِي تجهلُ
قالت وقَد أَتلفَتُ ما مَلكَت يَدي / من ذا عليه إِذا تربتَ تُعوِّلُ
فأَجبتُها بعَزيمةٍ مُرِّيةس / شمُّ الذُّرا من وَقعِها تَتقلقلُ
تاللهِ لا خفِتُ الخُطوبَ ولي حِمَى ال / ملكِ العزيز أَبي الُمظفَّرِ موئِلُ
مَلكٌ بحُسنِ صنيعهِ أَنا واثِقٌ / وعلَى مواهبِ كفِّهش مُتوكِّلُ
لولا الوُلوعُ بطرفِهِ وكحيله
لولا الوُلوعُ بطرفِهِ وكحيله / وبمخطَفٍ من خصرهِ ونُحولهِ
ما أصبحت أَعطافهُ يزهو بها / تيهاً وهزَّ الجفنُ حدَّ صقيلهِ
كم قد أراقت مقلتاهُ من دمِ / لم يخشَ فيهِ أخذَ ثأرِ قتيلهِ
أتُراه قد أمنَ الطُّلابةَ فيه أم / أفتاهُ شرعُ الحُبِّ في تحليلهِ
ليسَ التَّعجُّبُ منه جُؤذرَ رَبربٍ / يغتالُ رئبالَ الشَّرى في غِيلهِ
بل من ضنَى جسمي غدا مسُتهدياً / بُرءاً لهُ من جفنِه وعليلهِ
ما للغرام به يزيدُ كثيرهث / وألوذُ مِن صبري بغيرِ جميلهِ
صَيدث النُّجومِ أراهُ دونَ حِجالهِ / نظراً فكيف أقولُ دونَ حُجولهِ
ياقاني الخدِّ الذي ما سالَ مِن / دمعي على خدِّي فداءُ أسيلهِ
لكَ قامةٌ عسَّالُها تحمي بهِ / ما قد حواهُ الثَّغرُ مِن معسولهِ
حاشاكَ تُعرضُ عن سُؤالِ متيَّمِ / قَلقِ الفُؤادِ وأنتَ غايةُ سُولهِ
يُلحَى عليكَ وأَنتَ يا بدرَ الدُّجى / مِن سمعِه أبداً كلامُ عَذولِهِ
أغريتَ بي عَلَقَ الهوَى فغداً يُرى / جسمي كخصرِكَ في دَوامِ نُحولهِ
وغدوتُ ذا ولهٍ وقلبي في لَظى / مُتوطِّنٌ قبلَ اقترابِ رحيلهِ
يا صاحِبي قد صاحَ بي داعي الغِنى / فأَجبتُهُ ونهضتُ في تَحصيِلهِ
لي حِينَ يَقتنعُ البلِيدُ بِبَلدةٍ / لَم يقتنع فيها بِغيرِ خُمولهِ
هِمَمٌ تفرِّقُ بينَ جفني والكرَى / بالجمعِ بينَ عُذافري وذميلهِ
ذرني وعَزمي والسُّرى والعِيسَ وال / قَفرض الذي لا يهتدَى لسبيلهِ
من كُلِّ مُشتبهِ الجوانبِ تريُهُ ال / المغبرُّ يخفِقُ منهُ قَلبُ دَليلهِ
شتَّان إِن لفحَ الصبَّا بسَمومهِ / عندي وإن نفحَ الدُّجى بيليلهِ
لا كُنتُ مِن ذُهلِ بنِ شيبانِ وَلا / جَالت قِداحُ الفَخرِ لي في جِيلِهِ
إِن لَم أُخَيِّم في جنَابِ لَم تَكُن / تَصلُ الخُطوبُ إِليَّ بَعدَ وُصولهِ
بِسُراداقِ الظِّلِّ العزيريِّ الغِيا / ثيِّ الذي حَسبي امتِدادُ ظليلهِ
أقامت بالتَّثنِّي في الغَلائِل
أقامت بالتَّثنِّي في الغَلائِل / على كلَفي بِقامتِها دَلائِل
وسلَّت مِن لواحِظها حُساماً / عليهِ من ذَوائِبِها حَمائِل
ممنَّعةٌ منَ الخَفراتِ تحمي / حِماها بالكتائبِ والقَبائِل
تقولُ إِذا طلبتُ الوصلَ منها / وما في قَتلِها العُشَّاقَ طائِل
عدمتَ العقلَ يا مغرورُ حتَّى / ترومَ العقلَ مِن مُقَلِ العَقائِل
يَميناً ما الحمائمُ حين تشدُو / بشَجوٍ فوق أغصانِ مَوائِل
فيجلُبُ نَوحُها للرُّوحِ شَجواً / ويسلُبُ كلَّ همِّ كانَ هائِل
ولا قُضبُ الأراكِ إذا كستها ال / سَواري وهيَ عاريةُ الخمائِل
بِأَعشقَ مِن طَرائِقها غناءً / وأرشَقَ مِن معاطِفها شَمائِل
فديتُكَ غُصنَ قامتِها لوَ انِّي / بظلِّك مِن هجيرِ الهجرِ قائِل
وعصرُ وصالِنا والرَّبعُ زاهٍ / بصُحبتِنا لوَ انَّكَ غيرُ زائِل
أما وخلاصِها مِن أسرِ وجدٍ / قديماً مدَّ لي ولها حبائِل
لقد كثُرت بحُسنِ العيشِ فيها / لنا تلكَ الُّييلاتُ القلائِل
إلى أَن آضَ صَرفُ الدَّهرِ ظُلماً / علينا بانقطاعِ الوصلِ صائِل
وأصبحَ بَينَ خُلَّةِ أهلِ وُدّي / وبيني بالسَّطا والحولِ حائِل
أعادَ بسلِّهِ سيفَ التَّعدِّي / عليَّ دموعَ أجفانٍ سَوائِل
ألا يا دهرُ مالَكَ تبتليني / بأَحداثٍ أواخِرُها أوائِل
أَلم تعلم بأنيِّ في أمانٍ / منَ الَمِلك الرَّحيمِ أبي الفَضائِل
هذا العَذولُ عليكُمُ ما لي ولَه
هذا العَذولُ عليكُمُ ما لي ولَه / انا قد رضيتُ بذا الغرام وذا الوَلَه
شرطُ المحبَّةِ أنَّ كُلَّ متيَّمٍ / صبِّ يُطيعُ هواهُ يَعصي عُذَّلَه
واخذتُموني حينَ صارَ مُحِبُّكُم / مثَلاً ومثلي سِرُّه لن يبذُلَه
ما أعربت واللهِ عن وجدي بكِم / وصَبابتي إِلاَّ دُموعي الُمهمَله
يا راحلينَ وفي أكِلةِ عيسِهم / رشأٌ عليه حشَى الُمحبِّ مُقَلقَلَه
جُزتم مَداكم في قَطيعتِكُم فلا / عَطفٌ لعائِدكم يُرامُ ولا صِله
أأَلومكُمُ في هِجرِكم وصُدودِكم / ما هذهِ في الحُبِّ مِنكُم أوَّلَه
قسَماً بكم قد حِرتُ ممَّا أشتكي / حسبي الدُّجى فَعدمتُهُ ما أطوَلهُ
ليلي كيومِ الحشر معنىً إِن يكن / لا ليلَ ذاكَ فَذا لا صبحَ لَه
يا سائلي عن حالتي مِن بَعدِهم / تَركُ الجوابِ جوابُ هذي المسالَه
عندي جوىً يذَرُ الفَصيحَ مُبلَّداً / فاترك مفصلَّهُ ودونكَ مُجمَلَه
القلبُ ليس مِنَ الصِّحاحِ فيُرتجَى / إصلاحُه والعَينُ سُحبٌ مُهملَهُ
حالي إِذا حدَّثتَ لا لُمَعٌ ولا / جُمَلٌ لإيضاحي لها مِن تَكمِله
الصُّدغُ منهُ عَقرَبٌ ولِحاظُه / أسَدٌ وخلفَ الظَّهرِ منهُ سُنبله
قَمرٌ لهُ في القلبِ بل في الطَّرفِ بل / في النَّثرةِ الحصداءِ أشَرفُ مَنزِلهُ
ما أجورَ الألحاظَ منهُ إِذا رنا / وإِذا انثنى فقوامُه ما أعدلَه
أَسرت له العُشَّاق نَضرةُ وجنَةٍ / بسوى اللَّواحظ لا تبيتُ مقبَّله
لوم لم يُصب صُدغيهِ عارضُ خَدَّهِ / ما أصبحت في سالفيهِ مُسَلسله
لو كنتُ فيهِ قَبلتُ نُصحَ عواذلي / ما أدبرت أيَّامُ حظِّي المُقبلهِ
للهِ منه مهُفهَفٌ أَجنيتُه / عَسَلَ الهوى فَجنيتُ منه حَنظلهُ
ما فازَ غيرَ محبِّه وفتىً لهُ / مدَحٌ إلى الحَسنِ اغتدت مُتحملَّه
شرفُ الورى والدينِ والمولى الذي / أنواءُ سُحبِ ندَى يديهِ مُسبلَه
صدرٌ له يومَ المواهبِ راحةٌ / لسبيلهِ ونَوالهِ مُتهلِّلَه
شادت مناقبُه له وفخارُه / رُتباً على زُهرِ النُّجومِ مُرَتَّله
وزها به الدَّهرُ الذي أيَّامُه / بِسوى عُلاهُ لم تكن مُتجمِّلَه
كُلَّما قلتُ قد تناهَى الملالُ
كُلَّما قلتُ قد تناهَى الملالُ / منه أغراهُ بالملالِ الدَّلالُ
بدرُ تمِّ يميلُ جوراً على ضَع / فيَ عِطفٌ من قدِّهِ مَيَّالُ
ورشيقُ القَوامِ قد رشَقتني / عن قِسيِّ من جاجبيهِ نِبالُ
في لماهُ خمرٌ حرامٌ وفي أج / فانِه الفاتراتِ سحرٌ حلالُ
قمرٌ للمُحاقِ منِّي في الجِس / مِ ولكن لهُ السَّنا والكمالُ
مُستبِيحٌ حِمَى القُلوبِ بِأوصا / فٍ لهذا الجمالِ منها جَمالُ
إنَ تجلَّى فبدرُ تِمِّ وإن ما / سَ فغصنٌ وإن رَنا فغَزالُ
كلَّما رُمتُ رشفَ فيهِ حمَى الم / سولَ منهُ قوامُه العسَّالُ
زادَ تيهاً وجازَ في مذهب الإِع / راضِ حدَّاً فأينَ منهُ الوِصالُ
وتولَّى على النُّفوس فأينَ ال / عدلُ ممَّن في القَدِّ منه اعتدالُ
عجَبي من رُضابِه كيفَ يحوي / جوهرَ الثَّغرِ وهوَ عذبٌ زُلالُ
يا عَذولي في حبِّه ومتى تر / جُو صَلاحاً من مثلهِ العُذَّالُ
لا تلمني فعَبرتي ليسَ تَرقَا / في هواهُ وَعثرتي لا تُقالُ
أنتَ خالٍ ممَّا يُقاسيه قلبي / من غريرٍ له على الخدِّ خالُ
ظفَّرتهُ بالعاشقينَ لِحاظٌ / لم تفارق جفونَهنَّ النِّصالُ
فلهُ الحربُ دائماً لا عليهِ / كيفَ قُلتم إنَّ الحروبَ سِجالُ
كلَّما عزّ زادَ ذُلي وحالت / بِيَ فيهِ معَ الزَّمانِ الحَالُ
أَغمِد فصارمُ لحظِكَ الَمسلولُ
أَغمِد فصارمُ لحظِكَ الَمسلولُ / كم قد أُريقَ به دمٌ مطلولُ
إِن كانَ يُنكرُ قتلتي فشهودُه / منه على تلكَ الخُدودِ عُدولُ
جرَّدتَه عَضباً على العُشاقِ هل / أفتاكَ فيما تفعلُ التَّنزيلُ
أم عند أهلِ الحُسنِ فرضٌ واجبٌ / نهجٌ أراهُ عنهُ ليسَ يَميلُ
كيفَ السَّبيلُ إلى ضلالِكَ مرَّةً / عن طُرقِ هجرِك والدَّلالُ دليلُ
ومن المساعِدُ لي عليكَ سِوَى الأسَى / ولِحاظُ جفنكَ بالنُّصولِ تَصولُ
تهِ كيفَ شئتَ فما الجمالُ ولايةً / فالظُّلم صاحبُ أمرهِ معزولُ
لكَ أن تجورَ ولا تجودَ إذا اغتدَى / في خصرِكَ الواهي الوشاحُ يجولُ
مهما خطرتَ تغارُ أغصانُ النَّقا / فعلىَ خمائِلِ دَوحهنَّ خُمولُ
ما أصبحت منكَ الشَّمائلُ تنثني / وتميلُ إلاَّ والرُّضابُ شَمولُ
يُذكي عليكَ لَهيبَ وَجدٍ عاذلي / منِّي الخلافُ له ومنهُ يقولُ
لم يَدرِ أنَّ مَلامَهُ في مَسمَعي / شيءٌ كوصِلكَ ما إليهِ سَبيلُ
دعهُ وما هوض فيهِ أيُّ مُتيَّمٍ / مِثلي نَهاهُ عنِ الغرامِ عَذولُ
تَعنيفُهُ وتلفُّتي عن نُصحِه / ممَّا يروحُ الشَّرحُ فيهِ يَطولُ
أَملامةً وصُدودَ مهضومِ الحشا / خصرِ الرُّضابِ الخصرُ منه نحيلُ
صَدقت ثناياهُ التي قالت لنا / أَن لا ثمينَ سِوى صِغارِ اللُّولو
يَجني ويُلزمُني جنايةَ ذنبِهِ / طرفٌ له بفتورهِ مكحولُ
لِيَجُر ويظلِم كيفَ شاءَ فَهكذا / هذا الورى طُرّاً وهذا الجِيلُ
حميتَ شقيقَ الخدِّ بالُمقلةِ الكَحلا
حميتَ شقيقَ الخدِّ بالُمقلةِ الكَحلا / وثَّقفتَ رُمحَ القَدِّ بالطَّعنةِ النَجلا
وأطلعتَ من جيشِ الجمالِ طلائعاً / فما أرخص الأسرى وما أكثرَ القَتلى
أرى الحسنَ شعراً أنتَ بيتُ قصيدهِ / ومنزلَ وحي فيك آياتُه تُتلى
لُمقِلتيكَ النَّجلا نَشاطٌ وقوَّةٌ / على قتلنِا وهيَ الضَّعيفةُ والكَسلَى
أذبتُ اختياراً في هواكَ حُشاشتي / فلم يُبقِ لي لُباً جَفاكَ ولا عَقلا
فَقُل لي وما في الجسمِ روحٌ تُذيبُها / سرائرُ من تُبلى ومُهجةُ من تَبلَى
أيُّ دمعٍ من الجُفونِ أساَله
أيُّ دمعٍ من الجُفونِ أساَله / مُذ أتتهُ معَ النَّسيمِ رِسالَه
حمَّلتهُ الرِّياض أسرارَ عَرفٍ / أودعتها السَّحائبَ الهَطَّالَه
مرَّ فيه والرَّوضُ زاهٍ فأضحَى / ساحِباً فوقَ نَورهِ أَذيالَه
أَنشرَ القلبَ نشرُهُ مِن غرامٍ / بأتَ مِنهُ مكابداً بِلبالَه
عذَّبتهُ من قَبلهِ عَذباتٌ / من فروعٍ على الحِمَى مَيَّاله
يا خليلي وللخليلِ حُقوقٌ / واجباتُ الأحوالِ في كلِّ حالَه
سل عقيقَ الحمى وقل إِذ تَراهُ / خالياً من ظبائِه الُمختاله
أينَ تلكَ الَمراشفُ العَسليَّا / تُ وتلكَ المعاطفُ العسَّالَه
وليالٍ قضَّيتُها كلآلِ / بغزالِ تغارُ منه الغَزالَه
بابليِّ الألحاظِ والرَّيقِ والأل / فاظِ كلٌّ مُدامةٌ سَلسالَه
وسقيمِ الجفونِ والخصرِ والعَه / دِ فكُلٌّ تراهُ يشكو اعتِلالَه
ونقيِّ الجبينِ والخدِّ والثَّغ / رِ فطُوبى لمن حسا جِريالَه
وطويلِ الصُّدودِ والشَّعرِ والمط / لِ ومن لي بأن يُديمَ مِطالَه
من بين التُّركِ كلَّما جذبَ القَو / سَ رأينا في كفِّه بدرَ هالَه
يقعٌ الوهمُ حينَ يَرمي فلم ند / رِ يداهُ أم عينُه النَّبَّالَه
قلتُ لَّما ألوى ديونَ وصالي / وهوَ مُثرٍ وقادرٌ لا مَحالَه
بينَنا الشَّرعُ قال سِربي فعندي / مشن صفاتي لكلِّ دعوَى دَلالَه
وشُهودي من خالٍ خَدِّي ومن قدِّ / ي شهودٌ معروفةٌ بالعَدالَه
أنا وكَّلتُ مُقلتي في دَمِ الخَل / قِ فقالت قَبلِتُ هذي الوَكالَه
ماذا على ذاتِ اللَّمَى والخالِ
ماذا على ذاتِ اللَّمَى والخالِ / لَو ساعدت منها بطَيفِ خَيالٍ
خَطرَت وماست فانثنيتُ مُرنَّحاً / طَرِباً منَ المعسولِ والعسَّالِ
عهدي بتلكَ الدَّارِ وهيَ مُضيئةٌ / بجميلةٍ بَعُدت عن الأَجمالش
خلَّ انفرادُك يومَ جرعاءَ الحمى / عن نصرِ خلِّكَ غايةَ الإِخلالِ
عُج بي فلستَ إذا فَعلتَ بِأَوَّلِ ال / عُشَّاقِ تَعريجاً على الأطلالِ
عِبثَ العُقارُ بعِطفهِا فأمالَها / سُكرانِ سُكرُ صِباً وسُكرُ دَلالِ
أدَّت ضفائرُها رسالةَ قُرطهِا / منها مشافهةً إلى الخَلخالِ
للهِ ما أحلى مُقاساتي بِها / ذُلَّ الهَوى وقَساوةَ العُذَّالِ
يا ضَرَّةَ القمرِ المنيرِ وأُختَ غُص / نِ البانةِ المتأوِّدِ الميَّالِ
بأسيلِ خدِّكَ باتَ دمعي سائلاً / ماذا يُضرُّكَ لو أجبتِ سُؤالي
يا نسمةَ الآصالِ هَل لِسَلامنا / عنَّا إلى الأحبابِ من إيصالِ
باللهِ إِلاَّ ما حمَلتِ تحيَّةً / منِّي على ذاكَ الجَنابِ العالي
أَيطرقُ في الدُّجا منكم خيالُ
أَيطرقُ في الدُّجا منكم خيالُ / وَطرفي ساهرٌ هذا مُحالُ
وصلتُم هجرَكم يا ليتَ شِعري / بأيِّ جنايةٍ حُرمَ الوِصالُ
لياليَّ التي كانت قصاراً / بِكُم هيَ بعدَ بُعدكمُ طِوالُ
سقتَ أيامنَنا ب أَراكِ حُزوى / وهاتيكَ الرُّبى سُحبٌ ثقالُ
ووشَّت أرضَها أيدي سَوارٍ / لها فيها انهمارٌ وانهمالُ
ولا برحَ الصَّبا يَروي صحيحاً / حديثَ رياضِها وبهِ اعتِلالُ
منازِلُ للصِّبا ما زالَ قلبي / لهُ فيها بِمَن أَهوىَ اتِّصالُ
دُموعي بعدَها دالٌ ومِيمٌ / على خَدِّي بها ميمٌ ودالُ
ليس لي عنهم عُدولُ
ليس لي عنهم عُدولُ / فإلى كم يا عَذولُ
أقبحُ الأشياءِ عندي / بعدهم صبرٌ جميلُ
لَم يُطلَّ الدَّمعُ إلاَّ / مُذ خلت تلكَ الطُّلولُ
أقفرت ممَّن همُ في الق / لبِ والطَّرفِ حُلولُ
قربُهم مني مثلُ الصَّ / برِ عنهم مستحيلُ
وجَفاهم مثلُ ليلي / ذا وَهذاكَ طويلُ
خلِّني إذ لم تساعد / ني عليهم يا عَذولُ
لي ولِلورقاءِ في النَّو / حِ وفي الدَّوحِ فُصولُ
لَيسَ يَشفي منهمُ قَل / بي كِتابٌ ورَسولُ
بل عسَى يجتمعُ الشَّ / لُ فأشكو وأقولُ
أيُّها الظَّاعنُ مُذ تولَّى
أيُّها الظَّاعنُ مُذ تولَّى / خلَّفَ النَّارَ في الحَشا واستقلاً
لم يَدع لي نَواكَ مُذ غِبتَ عنِّي / غيرَ جسمٍ قد اعتَدى واضمحلاً
يا كثيرَ النِّفارِ لا ما أراني / تَرَكَ البينُ فيَّ إِلا الأقلا
كنتُ أشكو جفاكَ قبلَ التنَّائي / ذلكَ الصَّعبُ صارَ بعدَكَ سَهلا
جادَ أرضاً تحلُّها صوبُ غيثٍ / مِثلُ دمعي لا يأتلي مُستهلا
ورعاكَ الإِلهُ حيثث توجَّه / تَ ولا زلتَ بالسُّرورِ مُهِلا
لا وذاكَ الحياءِ ما همَّ قلبي / منكَ يوماص بالصبر حاشا وكلا
دقَّ معناكَ في الملاحةِ وصفاً / فبحقِّ الغَرامِ إنَ هوَ جَلا
أنتَ خالٍ دوني بِقلبي فَسلهُ / هل تسلَّى أو رامً أَن يَتسلَّى
ما رأينا مُذ غبتَ غُصناً طليحاً / يتثنَّى بِنيرٍ يَتجلَّى
بِما يتضمَّنُ الطَّرفُ الكَحيلُ
بِما يتضمَّنُ الطَّرفُ الكَحيلُ / منَ الأَسقامِ والخَضرُ النَّحيلُ
وما يحويهِ ثغرُكَ من رُضابٍ / إذا عِبناهُ قُلنا سَلسبيلُ
أعِد زَمَنَ الوِصالِ وعُد عليلاً / لِغيركَ لا يُبلُّ لهُ غليلُ
يُغير الوجدُ منهُ على التَّسلِّي / فيُسليهِ ويُغريهِ العّذولُ
عجبتُ لسيفِ لَحظِكَ كيف يَفري / ويَقطعُ حدُّه وهوَ الكَليلُ
وَلا عَجبُ لقدِّكَ إن تثنَّى / ومالَ وأيُّ غُصنٍ لا يَميلُ
فِداؤُكَ ما أُقاسي من شُجونٍ / ومن دمعٍ على خدِّي يسيلُ
ومن حُرقٍ يَبيتُ بِهنَّ قلبي / وليسَ لهُ إلى صبرٍ سَبيلُ
يَميناً لو وَجَدتُ إلى عتابٍ / طَريقاً أو وثِقتُ بمَن أَقولُ
لَحدَّثت الجَنوب حديثَ شَوقٍ / تَقبَّلهُ لرِقَّتهِ القَبولُ
مذُ شامَ سيفَ لحاظهِ المسلولا
مذُ شامَ سيفَ لحاظهِ المسلولا / ما تلتقي إلاَّ دماً مَطلولا
رَشأُ يُجَدِّلُنا لَهُ خصرٌ ترَى / منهُ مكانَ وشاحهِ مَجدولا
كالظَّبيِ خلقاً بل كرئبالِ الشَّرى / خُلقاً يُعيدُ به العزيزَ ذَليلا
فإذا عطا قل كيفض فارقَ سريَه / وإذا سطا قل كيفَ أخلى الغِيلا
نَشوانُ ما مالت شَمائلُ عِطفهِ / إلاَّ لكونِ الرِّيقِ منهُ شَمولا
لو شاءَ أحيا بالرُّضابِ ورَشفهِ / مَن غادرَتهُ مُقلَتاهُ قتيلا
فكأنَّ في فيهِ مسيحاً ثانياً / وكأنَّ في جفنيه عزرائيلا
قمرٌ يريكَ إِذا بدا في نَثرةٍ / مِن كلِّ طَرفٍ فَوقَه إِكليلا
مُتقاربٌ ما منه حظِّي وافرٌ / فمديدُ ليلي لا يزالُ طويلا
مَرحٌ بِقدكمُ على ضعفي له / ميلٌ وجَفنٌ ليسَ يعرفُ مِيلا
لو زارَ طيفُ خيالِهِ
لو زارَ طيفُ خيالِهِ / للمُستهامِ الوالِهِ
بلَّ الصَّدى من قلبِه / وشَفاهُ من بَلبالهِ
رشأٌ شمائِلُهُ مُوَكَّ / لةٌ بفَرطِ مِلالهِ
ليس الدَّليلُ له على ال / هُجرانِ غيرَ دَلالهِ
البدرُ تحتَ لِثامهش / والغُصنُ في سِربالهِ
لم يجلُ ليلَ صدودِه / عنِّي بصبُحِ جَمَالهِ
إِن عمَّ جسمي بالضنَّا / فَفِداءُ نُقطةِ خالهِ
يا ثغرَهُ آهاً على ال / مَختومِ من جريالهِ
عَسلٌ حَماهُ ما يهُزُّ / القَدُّ من عَسَّالهِ
يَسطو بطَرفٍ فاترٍ / لم تنبُ بِيضُ نِصالهِ
عن قوسِ حاجبه يُفوِّ / قُ صائباتِ نِبالهِ
يا فاضحاً قمرَ الدُّجا / بالحُسنِ عند كَمالهِ
الله في صَبً شَجِ / أنتَ العليمُ بحالهِ
لا يعرفُ الشَّكوى ولا / يُصغي إلى عُذَّالهِ
ما حالَ عن ميثاقِه / لا والنَّبي وآلهِ
إليكُم بكم في حُبكم أتوسلُ
إليكُم بكم في حُبكم أتوسلُ / فأنتمُ مَلاذي والذين أُؤملُ
غريمُ غَرامي فيكمُ لقَديمهِ / حَديثٌ كدمعيَ مطلقٌ ومسلسلُ
وإن راح شرحُ الدَّمعِ في العينِ مُجملاً / فإيضاحُ وجدي في سوِاكم مُفصلُ
جعلتكمُ لي قبلةً كلما بدَت / أشفُّ ثراها طاعةً وأُقبلُ
إذا مرضت منَّا القلوبُ فإنَّها / شِفاءً برؤيا ذكركم أتعلَّلُ
وإن ظمئَت بالشَّوقِ نحوَ جمالِكم / فَعذبُ هواكم رَيُّها حين تنهلُ
إذا اكتحلت منَّا العيونُ بحُسنِكم / تجلَّت بما من نُوركم تتكحَّلُ
وإن صافحتني نسمةٌ من درياركم / أتيتكمُ سعياً ولا أتمهَّلُ
وقد واجهتنا من جُفونِ جنابكم / قبُولُ قبولٍ للأَحادريِ تنقلث
إذا نقلت عنكم حديثاً فإنهُ / صحيحٌ بما بي بل حديثٌ معللُ
وَلم أَنسَ في ليلٍ الضلالِ وعندنا / من اللَّحظِ منكم للهدايةِ مُرسلُ
ما عندَ سُكانِ العُذيبِ وَوابلِ
ما عندَ سُكانِ العُذيبِ وَوابلِ / ما عند قلبي من جوىً وبَلابلِ
يا بَرقَ رامةَ إن مَررتَ على الحِمَى / حَيِّ العُذيبَ وَمن بِهِ من نازلِ
وإذا شَهرتَ على عَريبِ الُمنحنَى / سَيفاً بكَيتُهمُ بِدمعٍ هَاطِلِ
يا جيرَتي بِلِوى زرودٍ هل لنا / من عودَةٍ في سَفحِ بُرقةِ عاقِلِ
طارَ الفؤادُ مع النَّسيمِ إليكمُ / فَهَوى عَلى بَانِ الحِمَى الُمتمايلِ
فاستعطَفَ النَّسماتِ يَحسبُ أنَّها / مِنكم فَحلَّ بهِ وَليسَ بِراحلِ
والطَّرفُ لَمَّا شامَ برقكُمُ بَكى / ذاكَ الزَّمانَ الُمستَضامَ بِوابلِ
وَلَقد كِلفتُ بِحُبِّ سُكانِ الحِمَى / كلفاً أَقَامِ بِأَعظُمي ومَفاصِلي