المجموع : 14
ألا حييِّا ليلى وقُولا لها هلا
ألا حييِّا ليلى وقُولا لها هلا / فقَدْ ركَبتْ أمراً أغَرَّ مُحَجَّلا
وبرذونة بَلَّ البراذينَ ثَفْرُها / وقد شربَتْ في أوَّلِ الصيفِ أَيِّلا
وقد أكلتْ بقلاً وخيماً نباتُهُ / وقد أنكحَتْ شَرَّ الأخايلِ أَخْيَلا
وكيفَ أهاجي شاعراً رُمْحُهُ استُهُ / خضيبَ البنانِ ما يزالُ مكَحَّلا
دعي عَنْكِ تهجاءَ الرجالِ وأَقْبِلي / على أَذْلَغِيّ يملأ استكِ فَيْشَلا
أَنابغَ لَمْ تَنْبَغْ ولَمْ تَكُ أَوّلا
أَنابغَ لَمْ تَنْبَغْ ولَمْ تَكُ أَوّلا / وكُنْتَ صُنيّاً بَيْنَ صُدَّيْنِ مَجْهَلا
أَنابغَ إنْ تَنْبَغْ بلُؤْمِكَ لا تَجِدْ / لِلُؤْمِكَ إِلاّ وَسْطَ جَعْدَةَ مَجْعَلا
أعَيَّرْتَني داءً بأمّك مِثْلُهُ / وأيُّ جَوادٍ لا يُقالُ لَهُ هلا
ومَا كُنتُ لو قاذفتُ جُلَّ عَشيرتي / لأذْكُرَ قَعْبَي حازِرٍ قَدْ تَثَمَّلا
أَتانِي مِنَ الأنْباءِ أنّ عَشيرَةً / بشَورانَ يَزْجُونَ المطيَّ المُنَعَّلا
يَرُوحُ ويَغْدُو وَفْدُهُمْ بصحِيفَةٍ / لِيَسْتَجْلِدُوا لي ساءَ ذلك مَعْمَلا
على غَيْرِ جُرْمٍ غيرَ أنْ قُلْتُ عمّهم / يَعِيشُ أبوهم في ذُراهُ مغفَّلا
وأعْمى أتاهُ بالحجازِ نَثاهُمُ / وكانَ بأطرافِ الجِبالِ فأسْهَلا
فَجاءَ به أَصْحابُهُ يحملُونَهُ / إلى خَيْرِ حيٍّ آخَرينَ وأَوَّلا
إذا صَدَرَتْ وُرَّادُهم عَنْ حِياضِهِمْ / تُغادِرُ نَهْباً للزكاةِ مُعقَّلا
تساوِرُ سَوَّاراً إلى المَجْدِ والعُلى / وفي ذِمّتي لَئِنْ فَعَلْتَ لَيفْعَلا
بمَجْدٍ إذا المرءُ اللّئيمُ أرادَهُ / هَوى دُونَهُ في مَهْبَلٍ ثم عَضَّلا
وَهَلْ أَنْتَ إنْ كان الهِجاءُ مُحَرَّماً / وفي غيرِهِ فَضْلٌ لمَنْ كان أَفْضَلا
لَنا تامكٌ دون السَّماءِ وأَصْلُهُ / مُقِيمٌ طوالَ الدَّهْرِ لَنْ يتحَلْحَلا
وما كانَ مَجْدٌ في أُناسٍ عَلِمْتُهُ / مِنَ النَّاسِ إلاّ مَجْدُنا كان أَوَّلا
فَلَوْ كُنْتَ إذْ جارَيْتَ جارَيْتَ فانياً / جَرى وَهْوَ قَحْمٌ أَو ثَنِيّاً مُعَيِّلا
لَنِعْمَ الفَتى يا تَوْبَ كُنْتَ إذا الْتَقَتْ
لَنِعْمَ الفَتى يا تَوْبَ كُنْتَ إذا الْتَقَتْ / صُدُورُ الأَعالي واسْتَشالَ الأَسافِلُ
ونِعْمَ الفَتى يا توبَ كُنْتَ ولَمْ تَكُنْ / لتُسْبقَ يوماً كُنْتَ فيه تُحاوِلُ
ونِعْمَ الفَتى يا توبَ كنتَ لخائفٍ / أتاكَ لكي يُحْمى ونِعْمَ المجاملُ
ونِعْمَ الفَتى يا توبَ جاراً وصاحِباً / ونِعْمَ الفَتى يا توبَ حين تُفاضِلُ
لَعَمْري لأَنْتَ المَرْءُ أَبكي لفَقْدِهِ / بِجِدٍّ ولَوْ لامَتْ عَلَيْهِ العَواذِلُ
لَعَمْري لأَنْتَ المَرْءُ أبكي لفَقْدِهِ / ويكْثُرُ تَسْهِيدي لهُ لا أُوائِلُ
لَعَمْري لأنْتَ المَرْءُ أَبْكِي لفَقْدِهِ / ولو لامَ فيه ناقصُ الرأيِ جاهِلُ
لَعَمْري لأَنْتَ المَرْءُ أَبكي لِفَقْدِهِ / إذا كثُرَتْ بالمُلْحمينَ التَّلاتِلُ
أبى لَكَ ذمَّ الناسِ يا توبَ كُلَّما / ذُكِرْتَ أمورٌ مُحْكَماتٌ كوامِلُ
أبى لكَ ذمَّ الناسِ يا توبَ كُلَّما / ذُكِرْتَ سماحٌ حِينَ تأْوِي الأراملُ
فلا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ يا تَوْبَ إنَّما / لقِيتَ حِمامَ الموتِ والموتُ عاجِلُ
ولا يُبْعِدَنْك اللّهُ يا تَوْبَ إنّها / كذاكَ المَنايا عاجِلاتٌ وآجِلُ
ولا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ يا تَوْبَ والْتَقَتْ / عَلَيْكَ الغوادي المُدْجَناتُ الهواطِلُ
وذِي حاجَةٍ قُلْنا لَهُ لا تَبُحْ بها
وذِي حاجَةٍ قُلْنا لَهُ لا تَبُحْ بها / فَلَيْسَ إليها ما حَيِيتَ سَبِيلُ
لَنا صاحِبٌ لا يَنْبَغي أَنْ نَخُونَهُ / وَأَنْتَ لأَخْرى فارِغٌ وحَليلُ
تَخالُكَ تَهْوى غَيْرَها فكأنّها / لها مِن تَظَنِّيها عَلَيْكَ دَلِيلُ
بَعِيدُ الثَّرى لا يَبْلُغُ القَوْمُ قَعْرَهُ
بَعِيدُ الثَّرى لا يَبْلُغُ القَوْمُ قَعْرَهُ / أَلَدُّ مُلِدٌّ يَغْلِبُ الحقَّ باطِلُهْ
إذا حَلَّ رَكْبٌ في ذُراهُ وظِلِّهِ / لِيَمْنَعَهُمْ ممّا تُخافُ نوازِلُهْ
حَماهُمْ بنَصْلِ السَّيْفِ مِن كلِّ فادحٍ / يَخافُونَهُ حتَّى تموتَ خَصائِلُهْ
مَعاذَ إلهي كانَ واللّهِ سَيِّداً
مَعاذَ إلهي كانَ واللّهِ سَيِّداً / جَواداً عَلى العِلاّتِ جَمّاً نوافِلُهْ
أَغَرَّ خَفاجياً يَرى البُخْلَ سُبَّةً / تَحَلَّبُ كَفّاهُ النَّدى وأَنامِلُهْ
عَفِيفاً بعِيدَ الهمِّ صُلْباً قناتُهُ / جميلاً مُحَيَّاهُ قَلِيلاً غوائِلُهْ
وكانَ إذا ما الضَّيْفُ أرْغى بَعِيرَهُ / لَدَيْهِ أَتاهُ نَيْلُهُ وفَواضِلُهْ
وقَدْ عَلِمَ الجوعُ الذي باتَ سارِياً / عَلى الضَّيفِ والجيرانِ أَنَّكَ قاتلُهْ
وأَنَّكَ رَحْبُ الباعِ يا تَوْبُ بالقِرى / إذا ما لئيمُ القَوْمِ ضاقَتْ منازِلُهْ
يَبِيتُ قَرِيرَ العَيْنِ مَنْ باتَ جارُهُ / ويُضْحي بخَيْرٍ ضَيْفُهُ ومُنازِلُهْ
أَتَتْهُ المَنايا حِينَ تمَّ تَمامُهُ
أَتَتْهُ المَنايا حِينَ تمَّ تَمامُهُ / وأَقْصَرَ عنه كُلُّ قِرْنٍ يُطاولُهْ
وكانَ كليثِ الغابِ يَحْمي عَرِينَهُ / وتَرْضَى بِهِ أَشْبالُهُ وحَلائِلُهْ
غَضُوبٌ حَلِيمٌ حين يُطلَب حِلْمُهُ / وسمٌّ زُعافٌ لا تُصابُ مَقاتِلُهْ
عفا اللّه عنها هل أبيتَنَّ ليلةً
عفا اللّه عنها هل أبيتَنَّ ليلةً / مِنَ الدَّهْرِ لا يَسْرِي إليَّ خيالُها
وعَنْهُ عَفا رَبِّي وأَحْسَنَ حِفْظَهُ
وعَنْهُ عَفا رَبِّي وأَحْسَنَ حِفْظَهُ / عَزِيزٌ علينا حَاجَةٌ لا يَنالُها
تخلَّى عن أبي حَرْبٍ فَوَلَّى
تخلَّى عن أبي حَرْبٍ فَوَلَّى / بِهَيْدَةَ قابِضٌ قَبْلَ القتالِ
ونجَّى قابِضاً وَرْدٌ سَبُوحٌ / يمرُّ كأَنَّهُ مِرِّيخُ غالِ
نَفَحْتَ بهِ اليَمِينَ فَظَلَّ يَهْوِي / هويَّ الصّقْرِ في يَوْمِ الظّلالِ
فجاءَ كأنّما يَهْوِي لِنَحْبٍ / طَوِيلَ المَتْنِ مرتَفِعَ القَذالِ
ولَمّا أَنْ رَأَيْتَ الخَيْلَ تَرْدِي / تُبارِي بالخُدودِ شَبا العَوالي
عَلى زَبَدِ القوائمِ أعْوجيٍّ / حَثِيثِ الركْضِ مُنْكَفِتِ التوالي
حَباكَ بِهِ ولَم يَخْذلْكَ لمّا / رآكَ مُحارِفاً ضِمنَ الشِّمالِ
فإنّك لَوْ رَكَضْتَ خَلاك ذَمٌّ / وفارَقَكَ ابنُ عَمِّكَ غَيْرَ قالِ
أَلمْ تَعْلَمْ جَزاكَ اللّهُ شرّاً / بأنَّ المَوْتَ مَنْهاةُ الرِّجالِ
فَتَضْرِبَ ضَرْبَةً يَسْمُو إليها / حَدِيثُ القَوْمِ في الرُّفقِ العجالِ
فَلا وأبيكَ يا ابْن أبي عُقَيْلٍ / تبلُّكَ بَعْدَها عِنْدِي بلالِ
نسيتَ وِصالَه وصَدَرتَ عنه / كَما صَدَرَ الأَزَبُّ عن الظِّلالِ
أَنْعَتُ عَيْراً وهو كلّهُ
أَنْعَتُ عَيْراً وهو كلّهُ /
حافرُهُ ورأسُه وظِلُّهُ /
أنْعَظَ حتّى انْحَلَّ عنه جُلُّهُ /
كأنَّ حُمّى خَيْبَرٍ تُعِلُّهُ /
إِدْخالُه عامٌ وعامٌ سَلُّهُ /
في استِ زياد بن قُنَيْعٍ كلُّهُ /
لو توبةٌ يَلقاهُمُو
لو توبةٌ يَلقاهُمُو / لبُلُوا بَعيراً فوقَ ناضلْ
بَعيدُ الثَّرى لا يبلغُ القومُ قَعْرَه
بَعيدُ الثَّرى لا يبلغُ القومُ قَعْرَه / أَلَدُّ مُلِدٌّ يَغْلِبُ الحقَّ بَاطِلُهُ
هلا سألتَ بيومي رحرحان وقد
هلا سألتَ بيومي رحرحان وقد / ظنَّتْ هوازن أن العزَّ قد زالا
تلك المكارم لا قَعْبانِ من لبنٍ / شيبا بماءٍ فعادا بعْد أبوالا