المجموع : 27
قَدْ كَساني لباسَ سُقْمِ وذله
قَدْ كَساني لباسَ سُقْمِ وذله / حبُ غَيْدَاءَ بالجْمال مُدله
سَلَبتني وغَيبتْني عَنيِّ / وَغدا العَقْلُ منْ هواها مُولهْ
سَفكَتْ في الهَوى دَمِي ثم قَالَتْ / يا طفيلي عَشقْتني أنْتَ أبْلهْ
إِنْ تُردْ وصْلَنا فموتك شَرْطٌ / لا يَنالُ الوصَالْ من فيه فَضْلهْ
طَهّرْ العين بالمدَامِع سَكْبَا / من شُهود السّوى يزل كلَّ علهْ
وانْخَلعْ عَنْكَ يا خَليع غَرَامي / لا تَكُنْ غيرُ وجْهنَا لك قبْله
وابْذُل الرُّوحَ فهْي فينَا قليلٌ / راضيَا لا تقل دمي مَنْ احَلَّهْ
نُقْطةَ الْباء كَنْ إِذا شِئت تسمو / أو فَدَعْ ذكْرَ قُرْبنا يا مُولَّهْ
وأردْنَا لنا لغَير مُرادِ / والزم البَابَ في حَيَاءِ وخَجْلهْ
من أتَى بَابنَا انَلنَاه فَضْلاَ / تلك عاداتُنا لِمَن شَاء قبْلَهْ
واجْعَل الفَقرَ شفيعَا لك تُغنى / حَبذَا الافتقارُ دينَا وملَّهْ
كم مُحِب بعجْزِه قد تَجَلَّى / نالَ منَّا الذي يَرُومُ ومثله
هذه سُنَّةُ المحبين فاسْلُكْ / واترُك الجاهِلَ العذُول وعَذْله
تَأدبْ بِبَاب الدَّيْر واخْلَعْ بِهِ النَّعْلاَ
تَأدبْ بِبَاب الدَّيْر واخْلَعْ بِهِ النَّعْلاَ / وَسَلّمْ عَلَى الرُّهبَانِ واحْطُطْ بِهْمَ رَحْلا
وعَظَّمْ بِهِ القسيسَ إِنْ شئتَ خُطوةَ / وكَبِّر بِهِ الشَّمَاسَ إِنْ شِئتَ أَنْ تَعْلا
ودُونَكَ أصْوات الشَّمَامِيس فاسْتَمعْ / لأْلحَانِهمْ واحْذَرْك أنْ يَسلبوا العَقْلا
بَدَتْ فِيهِ أقْمارٌ شُموسٌّ طَوَالعٌ / يطُوفُونَ بالصلبان فاحْذَرك أنْ تُبْلى
فايَّاكَ أنْ تَسْمَعْ لَهُنَّ بِحكمَةِ / وايَّاكَ أْن تَجمَعْ لهنَّ بِك الشَّملا
فان كان هذا الشرط وفَّيتَ حَقَّهُ / بصدْقٍ ولم تُنْقِض عُهُوداً ولا قَوْلا
دَعُوكَ بِقِسّيسٍ وسَمُّوْك رَاهِبَا / وابدوا لك الاْسرَارَ واستحسَنوا الفعلا
وأعطوك مفتاح الكنيسة والتي / بها صورت عيسى رهابينهم شكلا
نعم كل ما قد قلت لي قد سَمِعتُهُ / ولا أبتغي في ذَاكَ ودّا ولا مَيلا
وَلمَّا أتيت الدير أمسَيتُ سيّدا / وأصبحتُ منْ زهوى أجر به الذيلا
سَألت عنْ الخمّارِ أين مَحلَّهُ / وهلْ لي سبيل لِلوصُوُل به أمْ لا
فَقَالَ لي القسيَّسُ ماذا تُريدُهُ / فقُلْتُ أريدُ الخمر منْ عنده أملا
فقَالَ ورأسي المسيحِ ومرْيمٍ / وديني ولو بالدر تبذلْ بِهِ بدْلا
فَقلتُ أزيدُ التَبرَ للدر قالَ لا / ولو كَانَ ذَاك التَبرُ تكتاله كَيلا
فقلت له أعطيك خُفى ومُصحفي / وأعطيك عُكازَا قطعتُ به السبلا
وهَاكَ حَرمدَاتي وهَاكَ شميلتي / وها دستماني والكُشيكل والنصلا
وها سِرّ مَفهوُمي وعُودَ أراكتي / وقنديلَ حضراتِي أنادمهُ ليلا
فقال شَرابي جلَ عما وصَفتهُ / وخمَرتنَا ممّا ذَكَرْتَ لنَا أغلى
فقلتُ لَهُ دَعْ عَنكَ تَعظِيمَ وصفها / فخمرتُكمْ أغلىَ وخرقتنا أعلى
على أننّا فيهَا رأينَا شُيُوخنَا / وفيها أخْذنا عن مشائخنا شُغلا
وفيها لنَا سِرّ ادرناه بَيْننا / وفيها لنَا سِرّ عَنْ السرّ قد جلا
وفيها لنَا العُذالُ لامُوا وأكثروا / وأذاننا في لبسها تَترك العذلا
فلما لبسناها وهمنا بحبها / تركنا لها الأوطان والمال والأهلا
فَقَالَ عَسَى تلك العَبَاءةُ هَاتها / فقد اثبتت نفسيِ لها الصدقَ والعدلا
فقلتُ لَهْ إنْ شئتَ لبسَ عباءتيَ / تَطَهر لَها بالطُّهر واضح لها أهلا
وبدلْ لهَا تِلكَ الملابسَ كُلَّها / ومزّقْ لها الزنار واهجرْ لها الشكلا
فقالَ نَعمْ إني شُغفتُ بِحُبها / سَأجعلُها بيني وبينكُمُ وصلا
فناولنيها قَدْ أبحتُكَ سِرّها / وناولنيها فِي أبَاريقها تجلى
فقُلتُ لَهُ ما هذه الراحٌ مقصدي / ولا أبتغي مِنْ راحَكم هذه نيلا
ولكنَّها رَاحٌ تقادمُ عَهدُها / فما وُصفتْ بَعدٌ ولا عرفت قبلا
اقر بأنّ اللهَ لا رَبَّ غَيرُهُ / وأنّ رسّول الله أفضلهم رُسلا
عليهِ سَلام اللهِ مَا لاح بَارِقٌ / وما دَامَ ذكر اللهِ بينَ الورى يتلى
لأخلعَنّ عذَاري في مَحبتَّكُمْ
لأخلعَنّ عذَاري في مَحبتَّكُمْ / بِحوَلكم لا بِحولي لا ولا حِيَلي
وأتركُ الكوْنَ حَتَّى لا أراهُ ولا / أرى اللحوْظَ لترَكِ الترَكِ من قبَلِي
الخلقُ خَلقكمُ والأمْرُ أمْركُمُ / فأيُّ شيء أنا لا كُنتَ مِنْ طَلِلَ
الحقّ قُلتُ وما في الكوِن غيركُم / أعوذُ باللهِ منْ عِلمي ومِنْ عَمَلي
ما للحِجَاب مكاَنُ فِي وجودِكُمْ / إِلاَّ بِسر حروف انظُرْ إِلى الجبلِ
ظهرْتُمُ فَخفِيتمْ مِنْ ظُهورِكُم / أنتمُ دَللتمْ علَيْكُم لِلدّليل ولِي
أنتم دَللتمْ عليكمُ منكمُ بكمْ / ديمُومةً عبرَّتْ عن غَامِض الأزلِ
عرفْتُمُوكم فمنْ هذا الخبِيرُ بكُمْ / أنتمْ هُمُ وحياةِ الحب يا أملي
كمْ ينكرُ النكر لا والعرْفُ عُرْفكُمُ / وإِنما النكرّ للمخلوقُ منْ عجل
بالوْهم يثبتُن والتّحقِيق يُعدمُهُ / أنَّى لضعف الفرَاش الصّبرُ للشعل
قدْ أحرَقْت سُبُحاتُ المجد كل حجي / أقرّ بالعجزِ والاذعانِ والكسلِ
أهْلُ الْهَوَى في اللهْ
أهْلُ الْهَوَى في اللهْ / قَوْلاً وحَال
والْمُدَّعِين قالَوا / مِنَ الْمُحَالْ
لاَهْلِ الهوى دَلاَيلْ / حِفْظُ الأصول
ومَنْ سَمِعْنِي يَفْهَم / شَيْئاً أقُولْ
الْحَقُّ مِنْ صِفاتُوا / ألاَّ يَحُولْ
طُوبَى لِمَنْ فَهِم / ومَنْ عَقَل
ومَنْ بِأمْرِ مَوْلاهْ / قالْ وفَعَل
الغِي مِنَ الْحَوَادِثْ / واصْفِي وُدَّكْ
واعْمَلْ عَلَى الإراده / والْمُمْ وِرْدَك
تَنَال مِن مُرَادَك / ومِنْ قَصِيدَك
وتَبْلُغِ الْمُنَى / والإتِّصَالْ
ويَكُون إِتِّصَالكْ / دونَ انْفِصَالْ
خَلَوْت مَعْ حَبِيبي / لَيْلاَ وَحْدِي
وانْتَفِتَ الخواطرْ / وَطَابَ وِرْدِي
ونِلْتُ مِنْ مُرادِي / ومِنْ قَصْدِي
وتُهْتُ في بِحَارْ / وفي سُؤال
وقَد سُقِيتْ أكواس / ما لَها مِثالْ
من خمرةِ قديمهْ / يَطِيبُ سُكْرِي
ومَنْ شَرِبْ شَرابي / يَفْهَمْ سِرِّي
الْحَقُّ مِنْ صِفاتُوا / كَمَا تَدْرِي
هُوَ غايَةُ الْمُنَى / مُعْطِي الكمال
وهْوَ الْكَرِيمْ تَعالَى / مالُوا مِثالْ
خَلَقْنِي مِنْ لاَ شَيْ / وَصَوَّرْنِي
شَرَّفْنِي بخطابوا / وكَرَّمْنِي
سُبْحَانَهُ تَعالَى / وعَفَا عَنِّي
نَزَّهْنِي وقالْ / وَاصِلْ تَنالْ
اللهُ ذُو الْجَلاَل / وذُو الْكمال
دَعُونَا نَمرُّوا بالجسد
دَعُونَا نَمرُّوا بالجسد / فالقلبُ راحلْ
لِطيِّ المراحلْ /
فَأوَّلُ عِلْمُنَا /
تَرْكُنا جِسْمَنا /
وَرَانا وعَمَّنا /
وصِرْنا ندُور في الأبد / والغيرُ زَايِل
وما ثَمَّ حايِل /
ولَمَّا قَطَعْنا /
جِسْمَنا ارْتَفَعْنا /
ومَعْقُولَنا مَعْنَا /
وعِنْدَ حضورُ الْمَدَد / هُوَ والوسائلْ
لَمْ يَبْقَ سائِل /
حَصَلْنا بِوُجْدُوا /
وتكريرِ عَهْدُوا /
والإنسانْ هُ بدُّوا /
لقطعِ دَهْرِهْ بالْعَدَد / ويظهرْ لِكامِل
حِجابْ كُلِّ عاقلْ /
عَجَبْ مِنَ الإنسانْ /
يُؤَمِّلُ الأزْمانْ /
ويَطْلُبْ لها أركانْ /
فمنْ ذا يَجُوزْ دارَ حَد / مِنْ غَيْرِ ساحِل
وهُوَ ثمَّ واصِل /
بحورٌ زواخرْ /
بِها الأوَّل آخِرْ /
وفيها مَفاخِرْ /
قد أعيتْ عُقُول / كُلِّ أحَدْ من الأوائلْ
وَسُحبانْ وائلْ /
يا مَن تَوَحَّدْ /
ذُقِّ الرَّمْزَ واشْهدْ /
وخَلِّي مَنْ أنشدْ /
مَضَيْت أن نَزُرَه ويَجْحَد / في دَارُوا هُ داخل
في شانِ عامِ قابل /
وَأشْ ما رُئِي ثمَّ عَارْ
وَأشْ ما رُئِي ثمَّ عَارْ / هُوَ بالققيرِ أجملْ
بالخَرْقِ هُمْ مشْغُولِين / لاَشْ هِيَ بِلاَ أكْمَامْ
وَذَا السَّفرْ بالسنينْ / إِجلسْ وكُنْ خَدَّامْ
فَعِنْدَنا الصَّالحين / لسْ يَدجُلوا حَمَّام
فَقُلْ لَهُمْ ذَا الْمُباح / غَزْلاً رَقِيقْ يُغْزَل
وَعِنْدَكُم هِيَ الكبارْ / عنْ ذِكْرَها يُغْفَل
أمَّا السَّفرْ فالرَّسول / نَدَب إِلى الغُرْبَهْ
والكُلُّ مِنَّا يَجُول / للعِلم عن قُرْبَه
عِلْم القلوبْ هُوَ الأصول / يُصْطادْ مِنَ الصُّحْبَه
لابُدَّ لنا مِنْ رَوَاح / لِنَطْلُبَ الأكْمَلْ
حيثُ الرِّضا والقرارْ / والمنزلُ الأجملْ
وَذِي الطريقْ في السَّفَر / نمشيه بالجُبَّهْ
أو بالثِّياب الخُضَر / لاَ كِيسْ وَلاَ دُرْبَهْ
إِمَّا عَرَب أو مطرْ / وتنقطِعْ قُبَّهْ
وَذِي الرُّقَيْعات سِلاَح / في السُّنهْ لَسْ تُجْهَل
لِصِنْفِنا هِ شِعارْ / قِناعٌ لَيس يُهْمَل
مِنْ أَيِّ سَمْعٍ في النُّصوص / الرِّزْقُ بالخدمهْ
أفكارُكم كم تَغُوص / عسى تَجِد لُقْمَهْ
هذَا اعتقادُ اللُّصُوص / وفننهْ في الأمَّهْ
تَزَيُّنَا لِلْشِحاح / وكُلِّ مِنْ يَبْخَل
الرَّغْبَه والادِّخَار / فِي فِقْهِ ذَا يَحْتال
وقلتُم الصَّالح / في الشعْبِ هُ رَاتِب
إِبْلِيسْ لِذَاكْ رَايِحْ / يَطْلُبْهُ عَن صاحِبْ
المُؤمِنُ الناصِحْ / مألوفْ ألُوف طالب
مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ راحْ / للغَيْرِ هُوَ أكْمَل
خَلِّ الجبالْ والحِجارْ / المؤمنون أفضل
فلا تَزِدْ زَايد / وقُل لِمَن قالْ أينْ
شيطانُ جا فِي الواحدْ / نَعَمْ وَفِي الاثْنينْ
الصَّالِحُ العابِد / تُرِيدُ تَراه بالعَينْ
فقلّوا لِمَن استراحْ / عَن كُلِّ ما أمَّل
وقد تَراهُ لِلتُّجارْ / يَخْدُمْ بِسُوق يَحْمِل
لَسْ هِي بالطَّيْلَسان / فَحَلِّ عَنْكَ التَّعب
وَلاَ بِنامُوسْ يُصان / ولاَ بِكَثْرهْ طَلَبْ
إِلاَّ لمن وَسْطَ حانْ / يُغْنِّي زَجَلْ في طَرَب
عَلاشْ يا مَوْلَى الْمِلاَح / تَحْكُم ولا تَعْدِل
غَداً يَهُبُّ العِذُارْ / ونُبْصِرَكْ تَغْزِل
أيْ قَلْبَك أيْ قَلْبَك
أيْ قَلْبَك أيْ قَلْبَك / قُل لِي وعينَك وأيْ تجول
إيش تطلبْ تَرَانِي مَعَكْ ما نَزُول /
تَطْلُبْنِي وأنا معكْ في كُلِّ حالْ / تَرَقبنِي مَعَ المعاني للظلالْ
تَجِدْنِي خَفِيت عَن طَي المِثال / فاعرِفني فاعرفني وإِيَّاك تَكن بي جَهول
إيشْ تَطْلُب تَرَانِي مَعَكْ ما نَزُول /
يا عبدي اطْلُبْنِي دائِمَا واجتهِد / تُعْطَى لكْ جَناتُ عدنٍ للأبدْ
في جوارْ نَبِيٌّ اسمَهُ أحمد / طُوبى لكْ طوبى لك إِن صحْ لك هذا القَبول
إِيشْ تَطْلُب تَرانِي مَعَكْ ما نَزُول /
هَيَّمنِي لمَّا تجلى للفؤادْ / وطاوعتْ وعَطِيتْ مني الانقيادْ
وَسْقاني خمر المحبة والودار / وعاينْ وعاين قلبي حبيباً لا يَحول
إِيشْ تَطْلُب تراني مَعَك ما نَزُول /
نَزَهْنِي وقالْ لي هَذِي حَضْرتِي / ادللْ وانبسطْ هَذِي جَنَّتِي
وافرحْ وافتخرْ بِرُؤْيَتِي / فاشكرني فاشكرني الشُكْرُ هُوَ عينُ القبول
إِيشْ تَطْلُب تراني مَعَك ما نَزُول /
اتمنى علَيّ واطلب ما تُرِيد / عُبَيْدِي اطلب فَمَا عِنْدِي بَعِيدْ
أنا لَكْ أقْرَبْ مِن حِبْلَ الوريدْ / فاطلبني فاطلبني تَجِدْ رِضايا لَك وصُول
إِيشْ تَطْلُب تراني مَعَك ما نَزُول /
بَيْ طُلُوع وَبيْ نُزول
بَيْ طُلُوع وَبيْ نُزول / إِخْتَلَطَت لَكَ الْغُزول
وفَنَى مَنْ لَمْ يَكُن / وبَقَى مَنْ لَم يَزُل
أنا لَسْ نَشْكُر خَلِيع / إِنْ ثَمِلْ وإِنْ صَحَا
حَتى يَقْطَعْ في الْقَطِيع / ويَدُورْ بِحَالْ رَحَا
إِنْ ثَبَتْ سَيْرُوا سَرِيع / وشَرِبْ حَتَّى امْتَحَا
فَلْتَجول إِنْ كان يَجُول / أو تَمُورْ تَرْعَى العُجول
وإِنْ أرَدتَّ كُنْ مَرَه / وإِن أرَتَّ كُن رَجُل
فإذَا نَظَرْ إِليهْ / ويَرَى ذَاتُو بِلاَ مِرَا
كُلُّ شَيْ يَظْهَر لُو فيهْ / ولاَ يَدرِي كِفْ طَرَا
يَحْتاجْ يَشْدُدْ يَدَيْه / عَدْ يَرجِع لِوَرَا
فَهْيَ أحْوال تَحُول / يَعْرِفونَها الْفُحُول
والْكُحُل مِنَ الْعُيُون / قَلْ ما يَحْتاج كَحُول
شمس مَعْ ظِلِّي اخْتَلَط / واختفتْ عَنِّي الحُدود
وبَدا بَدْرُ الغَلَط / يُورِي تَجْريحَ الشْهُود
وَجَا يَلْعَبْ فَسَقَط / وصَحِك مِنْهُ الوجودْ
وقال أيْش ثَمْ يا طَلول / لا اتِّحاَد ولا حلول
فلاَ تَخْرِبِ الْحُصُون / ولاَ تَخْلِطِ التُّلُول
مَن مَشَى ولَم يَصِل / فقالُوا يَقْطَع الطَّرِيق
فإذَا شَعَرْ وَصَل / وإِنْ غَفِل فَهْوُ غَرِيق
مِنْهُ إِليه يَتَّصِل / فإذَا جازَ الْمَضيق
وَتَدرْ عَلَيْه سُيُول / وَتَلَذُّ لُو عُسُول
يَسْتَوِي صَحْبُ الخِطابْ / والْمُخاطَبْ والرَّسُولْ
ويَرَى الفَلَكْ يَدُور / والطُّلُوع مَعَ الْهُبُوط
ويَرْكَبَ الأمُور / ويُحَلِّلُ الرُّبُوط
ولاَ يَتْرُكُ الْحُضُور / ولا يهملُ الشُّروط
ما بَقَي لِيَ ما نَقُولْ / قدْ طَبَخَتَ لَكْ بُقُول
غَيْرَ أنَّ ذِي الأمُورْ / لَسْ هُ مِنْ طُوْرِ العقول
ذَا الَّذِي يا قومِ فَتنِّي
ذَا الَّذِي يا قومِ فَتنِّي / يا تُرَى عَلاشْ عَوَّلْ
قد ظَهَر عِزُّوا عَليَّا / وكَذَا مَن حَبْ يَنْذَلْ
قَدْ فَتَنِّي بجمالوا / وقَتَلْنِي بِتَجَنْيِهْ
وحَجَب عِنِّي وِصَالُوا / وظَهَرْ بالصدِّ والتيهْ
لَمْ تَرَ العيونْ بِحَالُوا / والْقُلُوبْ جملهْ تَهِمْ فِيهْ
في هَوَاهْ نَخْلَعْ عِذَارِي / ونُخَلِّي الأمرَ يَنزِلْ
دَعوه يَهجر عِذَارِي / ونُخَلِّي الأمرَ يَنزِلْ
دَعُوه يَهجر أو يَصِلْنِي / الْمَلِيحْ يَدْرِي ما يَعْمَل
ذَا الَّذِي حُسنُوا سَبانِي / جَلَّ أنْ يَحْوِيه فِكْرِي
في هَوَاهْ نَخْلَع عِنانِي / ونَهِمْ في حُبُّوا دَهْرِي
ثُمَّ نَهْجُر كُلَّ فانِي / حَتَّى لَسْ يَخْطُرْ بفكري
ونَغِبْ عَنْ إِخْتِياوِي / حتَّى لَسْ نُوجدَ في محْفَلِ
والَّذِي يَرْكَنْ لِجَاهِل / لَس لَعَمْرِي قَدْروا يَجْهل
باللهِ اسْمَعُوا كَلاَمي / وعَسَى تَصْغَوا لِقَوْلِي
ثُمَّ عَدُّوا عَنْ مَلامِي / وإِيَّاكَ أن تُحْجَبْ بظلِّي
المليحْ قَد صارَ إِمامي / وأنا خَلْفُوا نُصَلِّي
كِفْ ما نَجْعَلُوا إِمامِي / إِنْ عَادَ السَّعْدْ يَقْبَلْ
وإِنْ جَرَتْ عليَّا خُدْعَا / لَسْ مَعِي في الحالْ ما نَعْمَل
جَلَّ مَنْ نَهْوَاه جَلاَّ
جَلَّ مَنْ نَهْوَاه جَلاَّ / ولِقَلْبِي قَدْ تَجَلَّى
قَد تَجَلَّى لِي مَجِيدِي /
حَتَّى غِبْتُ عَنْ وُجُودِي /
وفِي غَيْباتِي شُهُودِي /
وأنَا يا قَوْمِ أوْلَى / أنْ نَهيمْ في حُبِّ مَوْلَى
مَعِي مَوْلَى لا يحُولوا /
وَلهُ فِعْلُ جميلُ /
وَمُنادِيهِ يَقُولُ /
من أتَى قَوْلاً وفِعْلاً / قَدْ رَقَى لِلصَّفِّ الأعلَى
بِأبِي قَوْمٌ كرامُ /
عَرَفُوا المولَى فَهامُوا /
صُفِّقَتْ لَهُمْ مُدَامُ /
وكُئُوسُ الْحُبِّ تُمْلاَ / وَعَرُوس الْحَقِّ تُجْلَى
أنتَ رَبُّ الْكَوْن وَحْدَكْ /
والكرمْ والْجُودُ عِنْدك /
ما تَشَا إِفْعَلْ بِعَبْدَك /
أنَا عَبْدٌ وأنْتَ مَوْلَى / سَيِّدِي أهْلاً وسَهْلاَ
لَوْ كُنْتَ ذَا اتِّصَالِ
لَوْ كُنْتَ ذَا اتِّصَالِ / أبْصَرْتَ لِلْعُلاَ
نُوراً بِلاَ مِثالِ / وإِن تَمَثَّلاَ
حالُ الْمُحِب ناطِق / بِحَالِ أمْره
مَن ميَّزَ الرَّقائِق / بِعَيْنِ فِكْره
لاَحَتْ لَهُ الْحَقائِقْ / مِنْ غَيْبِ سِرَّه
وكانَ ذَا جَمالِ / مِن نُورِهِ انْجَلَى
مِن ذَلِكَ الْجَمالِ / والنُّورِ والْحُلاَ
أتَدَّعِي هَوانَا / وتُظْهِرُ الْخِلافْ
وتَبْتغِي رِضانَا / ما مِنْكَ ذَا انْتِصافْ
فَخَلّ مَن سِوَانا / تُسْقَى الرّضَا ارْتِشاف
يا طالِبَ الْوِصالِ / مِن سَيِّدِ عَلاَ
إِنَّ الوصال غالِي / وما فَلاَ حَلاَ
عُشَّاقُنا فُنُونْ / كُلُّ لَهُ مَقامْ
هَذَا بِه جُنُون / وَذَا بِه هِيام
وَسِرُّنا المصُونْ / قد أعْجَزَ الأنَامْ
فَدَعْ مِنَ الْمِحالِ / واخْضَع تَذَلَّلاَ
لِذَلِكَ الْجَمَالِ / والنُّورِ والْحُلاَ
ما عَزَّهُ ما لَيْلَى / ما الْخَيْفُ ما الْحَطِيمْ
ما فِي الْوُجُودِ إِلاَّ / إِلَهُنَا الْقَدِيم
لِلْطُور قَد تَجَلَّى / وَكَلَّمَ الْكَلِيم
قَد لَجَّ في السُّؤَالِ / مُذ لاَحَ وانْجَلَى
نُورٌ بِلاَ مِثالِ / وَإِن تَمَثَّلاَ
هَوَاكَ في الضَّمِيرِ / والقلب لا يزول
هَوَاكَ في الضَّمِيرِ / والْقَلْبِ لا يَزُول
بِالْمُصْطَفَى الْبَشِيرِ / السَّيِّدِ الرَّسُول
اصْفَح عَنِ الفَقِيرِ / واسْمَع لِمَا يَقُول
يا مَنْزِلَ الْوِصالِ / حُيِّيتَ مَنْزِلاَ
فَمَا أنَا بِسَالِي / عَنْهُ وإِنْ سَلاَ
مَنْ عَوَلْ عَلى صَقْلُوا
مَنْ عَوَلْ عَلى صَقْلُوا / وَلَم يَلْتَفِتْ عَقْلُوا
يَتْحَذَّقْ إِذَ يَنْتَلِفْ / فَصْلُوا يِتَحَقَّقْ
ومَهْما يَرَى النُّقْطهْ / يُرِيدْ أن يَكُون دارَهْ
يَتَحَرَّز مِنَ الْغَلْطه / إِنَّ الْحَالَ غَرَّارَه
وَيمشِي عَلَى الْخُطَّه / وَيجْعَلْهَا سَيَّارَه
غَدَّا يَمتحِق شَكْلُوا / ويطَّوَروا في وَحْلُوا
يَتْمَزَّقْ يَثَّبَّتْ كَثِيرْ / رِجْلُوا أوْ يَزْهَق
ويَطْلُعْ مَعَ التَّركِيبْ / عَلَى السَّلَم الْعالِي
وَيَرْجِعْ على التَّرْتِيب / إِلى الْمَركَزِ التَّالِي
ويَرْفَقْ وبالتَّدْريب / يَرُدُّ الْجَديد بالِي
وحينْ يَبْقَى مَعْ كُلُّوا / يَحْصُل لُو الوُجُودْ كُلُّوا
الْمُطْلَقْ وحِينَ يَفْنَى / يَظْهَر لُو حَقَّ الحقُّ
ومَنْ رَجَعْ إِلى ذَاتُوا / يَصِر لُو الْفَنَا قُبَّهْ
إِنْ يَفْرَحْ بِلَذَّاتُوا / يَرُدُّ الْخُيوطُ كُبَّهْ
ولاَ تَغْلِبُوا أوْقاتُوا / إِذا يَفْتِقُ الْجُبَّهْ
إِيَّاكْ يَغْلِبُوا جَهْلُوا / ويَطْلُب لِغَيْر أهْلُوا
أو يَقلَقْ حِفْظُ السّرْ / أشْكَلْ لُو وألْيَق
الشَّوْقْ طَريق قاصِد / وللْوجْدِ يَنْفَذ بِيهْ
وكُلُّ السّوَى زَايِد / وللْوجْدِ هُوَ التَّوجِيه
فَمَنْ يُبْصِرُ الْواحِد / وكُلَّ الْمَعَانِي فِيهْ
فقد انْجَمَع شَمْلُوا / وجَنَّحْ بَعْد نَمْلُوا
وَاتعَلَّق ترْكْ قَولَ مَن قال / لُوا وَاشَّلَّقْ
قد تَمَّ الزَّجَل حَقَّا / والوَقْتُ مَلِيح مَجمُوع
شَقَقتُ الطُّلاَ شَقَّا / وللْيَوم كانْ مرفُوع
عُروضْ مَن شَكا الفُرْقَا / وفِناؤ هُ مَوجُوع
أحْرَمِني الْمَلِيحْ وَصْلُوا / حِينْ قَطَعْ وما وَصَلُوا
واتْخَلَق مِن تِيهُوا ومِن مَطْلُوا / صِرتُ أحْمق
نُورُ الهدى قد لاَحَ لِي
نُورُ الهدى قد لاَحَ لِي / يَا عَاذِلِي
وتُهْت في الأسْرَار / لَمَّا لاَحَ لِي
قد لاَحَ نُورُ الحَقِّ مِن سِرِّ الجلالْ /
وأشْرَقَتْ شمسُ المعاني والكمال /
ودَارَ كاسُ الأنْسِ ما بيْنَ الرِّجال /
وَهزَّهُم هَزَّ القضيبِ المائلِ /
حُبًّا وشوقَا للمليكِ العادلِ /
إِلى الحبيب جعلُوا مرامهم /
وفي مَحَلِّ أُنْسِهِ أقامَهُم /
شَرَّفهم بذكرِهِ وأكْرَمهم /
فَسَّلمُوا أمُورهُم للفاعلِ / في كل حكمٍ وقضاءٍ نازلِ
أيا مَحَلُّ الْجُودِ يا قطبَ الوَفا /
يا سالكاً على طَريقِ الخُلَفَا /
يا وارِثاً عِلْمَ النَّبِيِّ المصطفى /
قد جِئْتَ بالعلومِ والدلايلِ / تُحْيِي القلوبَ مِثْلَ غَيْثٍ وابِلِ
أفردهُم بحبّهِ وذِكْرِه /
مَتَّعهُم بحمدِهِ وشُكْرِهِ /
وطُهِّرَتْ قُلُوبُهم عَنْ غَيْرِه /
رَقَى بِهم لأِشْرَفَ المنازلِ / من قُرْبِ رَبِّ راحِمٍ مواصلِ
عليكَ مِن رَبَّكَ أفضلُ السَّلامْ /
وأنْتَ للْخَلْقِ دليلٌ وإِمامْ /
ثُم صلاَةُ اللهِ علَى طُولِ الدوامْ /
على حبيبِ جاءَ بالرَّسائِل / وحُبُّهُ مِن أعظمِ الوسائلِ
حُبُّ رَسُولِ اللهِ دِيْنِي
حُبُّ رَسُولِ اللهِ دِيْنِي / لِمْ لاَ وقْدْ جَلاَ
غَياهِبَ الشّكِ / بِالْيَقين
أرسَلَهُ اللهُ للعبادِ / بادِي بِحكْمه
لَمَّا أبُو جاءَ بالجهادِ / هادي لأمْرِهِ
يا صاحِبِي قِفْ بكلِّ نادِي / نادِي باسمِهِ
تُعْطَي بِذِي الْقُوَّةِ المتينِ / أهْلاً ومَنْزِلاَ
في حَضْرة القُدُس / مِنْ دُونِ هونِ
مُتَمِّمَا جاء بالكمالِ / مالِي شيءٌ سِواهْ
حِبَّى هُ البرْءُ مِنْ خبا لِي / بالِي يَرْجُو رضاه
لأنَّه جَنَّةُ اتكالي / مالِي لِمَنْ رَجَا
أفْنَيْتُ في مدْحِه فُنُوني / كَيْ لا أعْزُو إِلَى
مَنْ بانَ عن / ثُلْةِ اليمين
دَعَوْتُ للحقِّ الأنامْ / نامُوا على الرَّدَى
لَمَّا انْجلَى بالهُدى الظلامْ / لاَمُوا من اهْتَدَى
لِذاكَ أضْحُوا قد اسْتقامُوا / قاموا على الْعِدى
فأذهَبَ اللهُ بالأمينِ / جَهْلاَّ لمَّا عَلاَ
وأسْفَرَ الصُّبْحُ / للْعُيونِ
إخْتَصَّهُ اللهُ بالْمعالِي / عالِي علَى الْوَرَى
اشكُوكَ يا سيِّدِي بِحالي / حالِي كما تَرَى
وها أنا أطْلُبُ انتقالي / فالِي لِمَا جرَى
وقد تَقدَّمتُ بالمكينِ / كُن لي لا أبقَى على
تأخُّرِي مَعْ / ذَوِي الْمُجُون
ملأتَ يا أحمدُ الوُجُودَ / جُوداً وَسُوداً
جَعلْتُ مَدْحَكَ الْمَجِيدَا / جِيداً مُقَلَّدَا
فاجْعلْ لَنا وجْهَكَ السَّعِيدا / عِيداً يُنْجِي غَدَا
يا سِّيدَ الْخَلْقِ كُنْ مَعِينِي / إِذْ لا حَوْلَ ولاَ
قُوَّةَ للمذنِبِ / الْمَهِينِ
سَكرْتُ جَوَيَ وبُحْتُ بِشَرح حالِي
سَكرْتُ جَوَيَ وبُحْتُ بِشَرح حالِي / وقُلْتُ نعمْ عَشِقْتُ فلا أُبالِي
خَعْتُ عِذارَ عِشْقي في غَرامي /
وهِمْتُ وقد حَلاَ عِنْدي هِيامِي /
بِمن نهْوَى وكاساتِ الْمُدام /
مَذْهَبي دَنِّي / لائِمِي دَعْني
الْهَوَى فَنِّي /
بِبَذْلي في الْهَوى رُوحِي ومالي / عشِقْتُ فما لعُذَّالِي ومالِي
طَرَقْتُ الْحَانَ والألحانِّ تُتْلاَ /
وراحُ لأُنْسِ الْكاساتِ في تُجْلا /
وشاهَدْتُ الحبِيبَ وقد تَجَلِّى /
تَمَتَّع يا مُعَنَّى بالْوِصالِ / فقدْ رُفِع الْحِجابُ عنِ الْجَمالِ
مُدامَتُنا تَجِلُّ عنْ الْمِزاج /
إِذا شُرِبَتْ جلَتْ ظُلَم الدَّياجِي /
وراحُ الأُنْسِ تُشْرِقُ في الزُّجاج /
يا مُعانِيها / صِفْ معانِيها
مازِجانِيها /
عرُوسُ قدْرُها في الْمَهْرِ غالِي / وأيْسرُ مَهْرِها مُهَجُ الرِّجالِ
شَطَحْتُ على الْوُجودِ بِفَرْطِ عُجْبي /
بِراحٍ أشْرقَتْ مِنْ دَنَّ قلْبي /
وجَدْتُ بها الشِّفَا مِنْ كُلّ كَرْبي /
جبَرتْ كَسْرِي / فافْهَموا سِرِّي
واقْبلُوا عُذْري /
بِذِي الرَّاحِ الّتي فِيها الدَّوالي / بَناتِ الْقَلْبِ لا بنْتَ الدَّوالِي
تَعْلم ياخليّ أن خصالي
تَعْلم ياخليّ أن خصالي / رَشْفُ المصَالِي
قَد جَرَى حِبي / وَاسَلبْ نِصَالِي
واقطَعْ وِصَالِي / لازَالَ عشقي
على اتصالِ / بلا انفصالِ
الصبرْ عمدهْ / جَعَلْتُو نائمْ
على المصائبْ / مَا سَقُونِي
حَتى رجعتو للهْ تائبْ /
قد حلالي / خُميرُ كاسِي
والغُصْنُ كاَسي / بين حضيرَة بشرط باسي
طابتْ أنفاسي / ذكَّرتني فَصِرتُ نَاسِي
أهلي وناسي / بعت أوطاني
واشتريتُ دارَ الحبيبْ / مَا سَقُوني
حتى رجعتو لله تائب /
قد وَقَفْتُ على حدودي / تِلك الحدودِ
وَلَزِمْتُ زهرَ قعودي / ونَقْرَ عُودِي
ما عَدَمى وما وجودي / بين الوجودِ
أيَنْ أنَا / وأيْن كُنْتُ
حاضر وغايب / ما سقوني
حتى رجعتو لله تائب /
زَوَجُوني بنتَ الدَّوالي / وهِيَ الدَّوا لي
وتركتُ أمَ الهوالِ / بلا هَوَالِ
قالِت القومُ بِهَبالى / ولا أبالي
إن أطعتْ / وإن عَصيتْ
فالله راقبْ / ما سقوني
حتى رجعت لله تائب /
سَلَبتْ لَيْلى مِّني العَقْلا
سَلَبتْ لَيْلى مِّني العَقْلا / قلتُ يا ليلى ارحمي القتلى
حُبُها مكنونْ / في الحشى مخزونْ
أيها المفتونْ / هِمْ بها ذلا
إِنني هائمْ / ولها خادمْ
أيها اللائمْ / خَلِيني مهلا
لزمتُ الأعتابْ / وطرقت البابْ
قالتُ للبوابْ / هل ترى وصلا
قال لي يا صاحْ / مهَرْها الأرواحْ
كم محبٍ راحْ / يعشقُ القتلى
أيها العاشِقْ / إِن كنت صادقْ
للسوى فارقْ / تغتنمْ وصلا
دَعْني يا سالي
دَعْني يا سالي / لو ذقتَ سَلْسَالي
عَرفتَ حالي / والذي في بالي
لو ذقت كاسي / في الهوى يا صاح
شممت آسي / وبحتَ بالرْاح
تلبس لباسي / وترى مصباْح
تَعْرِف مَقالي / وتعرفْ أحوالي
وتَصِرْ مَقالي / وتعرفْ أحوالي
وتَصِرْ موالي / للمنصبِ العالي
بادرْ يا صاحبْ / الشربُ أولى لكْ
يُريك عجايبْ / ويزين أشكالكْ
وترى المراتبْ / إِن ردت تُجلالكْ
شرابْ حَلالِي / شيخي أوْصَالي
قمْ عظم الله / الواحد العالي
ما ثمّ إِلا / هُوَ هُ قل يا هُ
مولاي تجلى / قلَبي سُكْناهو
حاشا وكلا / قُليبي ينساهو
مولى الموالي / هُ يعلمْ حالي
عطفاً بحالي / بالوصال أوفى لي
قم عظم الله / الواحد العالي
كيف يسلو من قد بلى
كيف يسلو من قد بلى / عن هواه أو يغفلِ
أشغفَ القلبَ حبهُ / يا أهل وِدي وين العِيش لي
قالو من حبَّ اللهْ يموتْ / قلتُ أهلا بقاتلي
إِنَّ في الموتِ راحةً / للمحبِ إِذا بَلى
قالوا إِن كنت صادقاً / قمْ في الليلِ واسألِ
إِن في الليل ساعةً / لا تنمها يا غافلِ
ما ننتقل أصلا
ما ننتقل أصلا / عن ظاهر المنقولْ
إِني أنا مُطلَق / واش ما خطرَ لك قولْ
عذرُ الحسود واضح / على جبين جهلكْ
فأنت معذور في / قولك وفي فعلك
كَمْ يا فقيهِ مَسَّكْ / تبقى كذا مربوطْ
في قبضةِ الأوهامْ / تقليدْ وخط الخطوطْ
لحلّ ذي الربطه / وابقى خليع مبسوطْ
وافتح كنوزَ إِرثَكْ / منْ ذا الذي قبلكْ
واحذرْ من الأنكارْ / فإنه المهلكْ
وَحَلَّ العقال وهمكْ / واشرب بإِنسك
من صرفِ رحماني / عسى يموتْ وهمك
وتبقى روحاني / فالراحُ قد راقَتْ
في الكاسِ من أجلكْ / إِذا صفا وْقتكْ
اشربْ هنيئا لك / ذا السرُّ رباني
مُحَمْدْ وافي / أمدادهُ الباقي
الشافي الكافي / فافْنَ له
تبقى بعيشه الصافي / محققا بالله
قد اجتمعْ شَمْلَكْ / وصار محبوبك هُ مقتضى وصلك
إِن كان تريد أنك / تدخل لهذا الحضره
فلا تخلى فيك / من السوى ذره
أخرج عن الدنيا / وافرغْ للأخرى
وكنْ صُغَير ينبتْ / في ذام المقام أصلكْ
وإِذا ترى أنك شيخْ / فماحَلَّكْ