القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحَسن الشَّشتُري الكل
المجموع : 27
قَدْ كَساني لباسَ سُقْمِ وذله
قَدْ كَساني لباسَ سُقْمِ وذله / حبُ غَيْدَاءَ بالجْمال مُدله
سَلَبتني وغَيبتْني عَنيِّ / وَغدا العَقْلُ منْ هواها مُولهْ
سَفكَتْ في الهَوى دَمِي ثم قَالَتْ / يا طفيلي عَشقْتني أنْتَ أبْلهْ
إِنْ تُردْ وصْلَنا فموتك شَرْطٌ / لا يَنالُ الوصَالْ من فيه فَضْلهْ
طَهّرْ العين بالمدَامِع سَكْبَا / من شُهود السّوى يزل كلَّ علهْ
وانْخَلعْ عَنْكَ يا خَليع غَرَامي / لا تَكُنْ غيرُ وجْهنَا لك قبْله
وابْذُل الرُّوحَ فهْي فينَا قليلٌ / راضيَا لا تقل دمي مَنْ احَلَّهْ
نُقْطةَ الْباء كَنْ إِذا شِئت تسمو / أو فَدَعْ ذكْرَ قُرْبنا يا مُولَّهْ
وأردْنَا لنا لغَير مُرادِ / والزم البَابَ في حَيَاءِ وخَجْلهْ
من أتَى بَابنَا انَلنَاه فَضْلاَ / تلك عاداتُنا لِمَن شَاء قبْلَهْ
واجْعَل الفَقرَ شفيعَا لك تُغنى / حَبذَا الافتقارُ دينَا وملَّهْ
كم مُحِب بعجْزِه قد تَجَلَّى / نالَ منَّا الذي يَرُومُ ومثله
هذه سُنَّةُ المحبين فاسْلُكْ / واترُك الجاهِلَ العذُول وعَذْله
تَأدبْ بِبَاب الدَّيْر واخْلَعْ بِهِ النَّعْلاَ
تَأدبْ بِبَاب الدَّيْر واخْلَعْ بِهِ النَّعْلاَ / وَسَلّمْ عَلَى الرُّهبَانِ واحْطُطْ بِهْمَ رَحْلا
وعَظَّمْ بِهِ القسيسَ إِنْ شئتَ خُطوةَ / وكَبِّر بِهِ الشَّمَاسَ إِنْ شِئتَ أَنْ تَعْلا
ودُونَكَ أصْوات الشَّمَامِيس فاسْتَمعْ / لأْلحَانِهمْ واحْذَرْك أنْ يَسلبوا العَقْلا
بَدَتْ فِيهِ أقْمارٌ شُموسٌّ طَوَالعٌ / يطُوفُونَ بالصلبان فاحْذَرك أنْ تُبْلى
فايَّاكَ أنْ تَسْمَعْ لَهُنَّ بِحكمَةِ / وايَّاكَ أْن تَجمَعْ لهنَّ بِك الشَّملا
فان كان هذا الشرط وفَّيتَ حَقَّهُ / بصدْقٍ ولم تُنْقِض عُهُوداً ولا قَوْلا
دَعُوكَ بِقِسّيسٍ وسَمُّوْك رَاهِبَا / وابدوا لك الاْسرَارَ واستحسَنوا الفعلا
وأعطوك مفتاح الكنيسة والتي / بها صورت عيسى رهابينهم شكلا
نعم كل ما قد قلت لي قد سَمِعتُهُ / ولا أبتغي في ذَاكَ ودّا ولا مَيلا
وَلمَّا أتيت الدير أمسَيتُ سيّدا / وأصبحتُ منْ زهوى أجر به الذيلا
سَألت عنْ الخمّارِ أين مَحلَّهُ / وهلْ لي سبيل لِلوصُوُل به أمْ لا
فَقَالَ لي القسيَّسُ ماذا تُريدُهُ / فقُلْتُ أريدُ الخمر منْ عنده أملا
فقَالَ ورأسي المسيحِ ومرْيمٍ / وديني ولو بالدر تبذلْ بِهِ بدْلا
فَقلتُ أزيدُ التَبرَ للدر قالَ لا / ولو كَانَ ذَاك التَبرُ تكتاله كَيلا
فقلت له أعطيك خُفى ومُصحفي / وأعطيك عُكازَا قطعتُ به السبلا
وهَاكَ حَرمدَاتي وهَاكَ شميلتي / وها دستماني والكُشيكل والنصلا
وها سِرّ مَفهوُمي وعُودَ أراكتي / وقنديلَ حضراتِي أنادمهُ ليلا
فقال شَرابي جلَ عما وصَفتهُ / وخمَرتنَا ممّا ذَكَرْتَ لنَا أغلى
فقلتُ لَهُ دَعْ عَنكَ تَعظِيمَ وصفها / فخمرتُكمْ أغلىَ وخرقتنا أعلى
على أننّا فيهَا رأينَا شُيُوخنَا / وفيها أخْذنا عن مشائخنا شُغلا
وفيها لنَا سِرّ ادرناه بَيْننا / وفيها لنَا سِرّ عَنْ السرّ قد جلا
وفيها لنَا العُذالُ لامُوا وأكثروا / وأذاننا في لبسها تَترك العذلا
فلما لبسناها وهمنا بحبها / تركنا لها الأوطان والمال والأهلا
فَقَالَ عَسَى تلك العَبَاءةُ هَاتها / فقد اثبتت نفسيِ لها الصدقَ والعدلا
فقلتُ لَهْ إنْ شئتَ لبسَ عباءتيَ / تَطَهر لَها بالطُّهر واضح لها أهلا
وبدلْ لهَا تِلكَ الملابسَ كُلَّها / ومزّقْ لها الزنار واهجرْ لها الشكلا
فقالَ نَعمْ إني شُغفتُ بِحُبها / سَأجعلُها بيني وبينكُمُ وصلا
فناولنيها قَدْ أبحتُكَ سِرّها / وناولنيها فِي أبَاريقها تجلى
فقُلتُ لَهُ ما هذه الراحٌ مقصدي / ولا أبتغي مِنْ راحَكم هذه نيلا
ولكنَّها رَاحٌ تقادمُ عَهدُها / فما وُصفتْ بَعدٌ ولا عرفت قبلا
اقر بأنّ اللهَ لا رَبَّ غَيرُهُ / وأنّ رسّول الله أفضلهم رُسلا
عليهِ سَلام اللهِ مَا لاح بَارِقٌ / وما دَامَ ذكر اللهِ بينَ الورى يتلى
لأخلعَنّ عذَاري في مَحبتَّكُمْ
لأخلعَنّ عذَاري في مَحبتَّكُمْ / بِحوَلكم لا بِحولي لا ولا حِيَلي
وأتركُ الكوْنَ حَتَّى لا أراهُ ولا / أرى اللحوْظَ لترَكِ الترَكِ من قبَلِي
الخلقُ خَلقكمُ والأمْرُ أمْركُمُ / فأيُّ شيء أنا لا كُنتَ مِنْ طَلِلَ
الحقّ قُلتُ وما في الكوِن غيركُم / أعوذُ باللهِ منْ عِلمي ومِنْ عَمَلي
ما للحِجَاب مكاَنُ فِي وجودِكُمْ / إِلاَّ بِسر حروف انظُرْ إِلى الجبلِ
ظهرْتُمُ فَخفِيتمْ مِنْ ظُهورِكُم / أنتمُ دَللتمْ علَيْكُم لِلدّليل ولِي
أنتم دَللتمْ عليكمُ منكمُ بكمْ / ديمُومةً عبرَّتْ عن غَامِض الأزلِ
عرفْتُمُوكم فمنْ هذا الخبِيرُ بكُمْ / أنتمْ هُمُ وحياةِ الحب يا أملي
كمْ ينكرُ النكر لا والعرْفُ عُرْفكُمُ / وإِنما النكرّ للمخلوقُ منْ عجل
بالوْهم يثبتُن والتّحقِيق يُعدمُهُ / أنَّى لضعف الفرَاش الصّبرُ للشعل
قدْ أحرَقْت سُبُحاتُ المجد كل حجي / أقرّ بالعجزِ والاذعانِ والكسلِ
أهْلُ الْهَوَى في اللهْ
أهْلُ الْهَوَى في اللهْ / قَوْلاً وحَال
والْمُدَّعِين قالَوا / مِنَ الْمُحَالْ
لاَهْلِ الهوى دَلاَيلْ / حِفْظُ الأصول
ومَنْ سَمِعْنِي يَفْهَم / شَيْئاً أقُولْ
الْحَقُّ مِنْ صِفاتُوا / ألاَّ يَحُولْ
طُوبَى لِمَنْ فَهِم / ومَنْ عَقَل
ومَنْ بِأمْرِ مَوْلاهْ / قالْ وفَعَل
الغِي مِنَ الْحَوَادِثْ / واصْفِي وُدَّكْ
واعْمَلْ عَلَى الإراده / والْمُمْ وِرْدَك
تَنَال مِن مُرَادَك / ومِنْ قَصِيدَك
وتَبْلُغِ الْمُنَى / والإتِّصَالْ
ويَكُون إِتِّصَالكْ / دونَ انْفِصَالْ
خَلَوْت مَعْ حَبِيبي / لَيْلاَ وَحْدِي
وانْتَفِتَ الخواطرْ / وَطَابَ وِرْدِي
ونِلْتُ مِنْ مُرادِي / ومِنْ قَصْدِي
وتُهْتُ في بِحَارْ / وفي سُؤال
وقَد سُقِيتْ أكواس / ما لَها مِثالْ
من خمرةِ قديمهْ / يَطِيبُ سُكْرِي
ومَنْ شَرِبْ شَرابي / يَفْهَمْ سِرِّي
الْحَقُّ مِنْ صِفاتُوا / كَمَا تَدْرِي
هُوَ غايَةُ الْمُنَى / مُعْطِي الكمال
وهْوَ الْكَرِيمْ تَعالَى / مالُوا مِثالْ
خَلَقْنِي مِنْ لاَ شَيْ / وَصَوَّرْنِي
شَرَّفْنِي بخطابوا / وكَرَّمْنِي
سُبْحَانَهُ تَعالَى / وعَفَا عَنِّي
نَزَّهْنِي وقالْ / وَاصِلْ تَنالْ
اللهُ ذُو الْجَلاَل / وذُو الْكمال
دَعُونَا نَمرُّوا بالجسد
دَعُونَا نَمرُّوا بالجسد / فالقلبُ راحلْ
لِطيِّ المراحلْ /
فَأوَّلُ عِلْمُنَا /
تَرْكُنا جِسْمَنا /
وَرَانا وعَمَّنا /
وصِرْنا ندُور في الأبد / والغيرُ زَايِل
وما ثَمَّ حايِل /
ولَمَّا قَطَعْنا /
جِسْمَنا ارْتَفَعْنا /
ومَعْقُولَنا مَعْنَا /
وعِنْدَ حضورُ الْمَدَد / هُوَ والوسائلْ
لَمْ يَبْقَ سائِل /
حَصَلْنا بِوُجْدُوا /
وتكريرِ عَهْدُوا /
والإنسانْ هُ بدُّوا /
لقطعِ دَهْرِهْ بالْعَدَد / ويظهرْ لِكامِل
حِجابْ كُلِّ عاقلْ /
عَجَبْ مِنَ الإنسانْ /
يُؤَمِّلُ الأزْمانْ /
ويَطْلُبْ لها أركانْ /
فمنْ ذا يَجُوزْ دارَ حَد / مِنْ غَيْرِ ساحِل
وهُوَ ثمَّ واصِل /
بحورٌ زواخرْ /
بِها الأوَّل آخِرْ /
وفيها مَفاخِرْ /
قد أعيتْ عُقُول / كُلِّ أحَدْ من الأوائلْ
وَسُحبانْ وائلْ /
يا مَن تَوَحَّدْ /
ذُقِّ الرَّمْزَ واشْهدْ /
وخَلِّي مَنْ أنشدْ /
مَضَيْت أن نَزُرَه ويَجْحَد / في دَارُوا هُ داخل
في شانِ عامِ قابل /
وَأشْ ما رُئِي ثمَّ عَارْ
وَأشْ ما رُئِي ثمَّ عَارْ / هُوَ بالققيرِ أجملْ
بالخَرْقِ هُمْ مشْغُولِين / لاَشْ هِيَ بِلاَ أكْمَامْ
وَذَا السَّفرْ بالسنينْ / إِجلسْ وكُنْ خَدَّامْ
فَعِنْدَنا الصَّالحين / لسْ يَدجُلوا حَمَّام
فَقُلْ لَهُمْ ذَا الْمُباح / غَزْلاً رَقِيقْ يُغْزَل
وَعِنْدَكُم هِيَ الكبارْ / عنْ ذِكْرَها يُغْفَل
أمَّا السَّفرْ فالرَّسول / نَدَب إِلى الغُرْبَهْ
والكُلُّ مِنَّا يَجُول / للعِلم عن قُرْبَه
عِلْم القلوبْ هُوَ الأصول / يُصْطادْ مِنَ الصُّحْبَه
لابُدَّ لنا مِنْ رَوَاح / لِنَطْلُبَ الأكْمَلْ
حيثُ الرِّضا والقرارْ / والمنزلُ الأجملْ
وَذِي الطريقْ في السَّفَر / نمشيه بالجُبَّهْ
أو بالثِّياب الخُضَر / لاَ كِيسْ وَلاَ دُرْبَهْ
إِمَّا عَرَب أو مطرْ / وتنقطِعْ قُبَّهْ
وَذِي الرُّقَيْعات سِلاَح / في السُّنهْ لَسْ تُجْهَل
لِصِنْفِنا هِ شِعارْ / قِناعٌ لَيس يُهْمَل
مِنْ أَيِّ سَمْعٍ في النُّصوص / الرِّزْقُ بالخدمهْ
أفكارُكم كم تَغُوص / عسى تَجِد لُقْمَهْ
هذَا اعتقادُ اللُّصُوص / وفننهْ في الأمَّهْ
تَزَيُّنَا لِلْشِحاح / وكُلِّ مِنْ يَبْخَل
الرَّغْبَه والادِّخَار / فِي فِقْهِ ذَا يَحْتال
وقلتُم الصَّالح / في الشعْبِ هُ رَاتِب
إِبْلِيسْ لِذَاكْ رَايِحْ / يَطْلُبْهُ عَن صاحِبْ
المُؤمِنُ الناصِحْ / مألوفْ ألُوف طالب
مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ راحْ / للغَيْرِ هُوَ أكْمَل
خَلِّ الجبالْ والحِجارْ / المؤمنون أفضل
فلا تَزِدْ زَايد / وقُل لِمَن قالْ أينْ
شيطانُ جا فِي الواحدْ / نَعَمْ وَفِي الاثْنينْ
الصَّالِحُ العابِد / تُرِيدُ تَراه بالعَينْ
فقلّوا لِمَن استراحْ / عَن كُلِّ ما أمَّل
وقد تَراهُ لِلتُّجارْ / يَخْدُمْ بِسُوق يَحْمِل
لَسْ هِي بالطَّيْلَسان / فَحَلِّ عَنْكَ التَّعب
وَلاَ بِنامُوسْ يُصان / ولاَ بِكَثْرهْ طَلَبْ
إِلاَّ لمن وَسْطَ حانْ / يُغْنِّي زَجَلْ في طَرَب
عَلاشْ يا مَوْلَى الْمِلاَح / تَحْكُم ولا تَعْدِل
غَداً يَهُبُّ العِذُارْ / ونُبْصِرَكْ تَغْزِل
أيْ قَلْبَك أيْ قَلْبَك
أيْ قَلْبَك أيْ قَلْبَك / قُل لِي وعينَك وأيْ تجول
إيش تطلبْ تَرَانِي مَعَكْ ما نَزُول /
تَطْلُبْنِي وأنا معكْ في كُلِّ حالْ / تَرَقبنِي مَعَ المعاني للظلالْ
تَجِدْنِي خَفِيت عَن طَي المِثال / فاعرِفني فاعرفني وإِيَّاك تَكن بي جَهول
إيشْ تَطْلُب تَرَانِي مَعَكْ ما نَزُول /
يا عبدي اطْلُبْنِي دائِمَا واجتهِد / تُعْطَى لكْ جَناتُ عدنٍ للأبدْ
في جوارْ نَبِيٌّ اسمَهُ أحمد / طُوبى لكْ طوبى لك إِن صحْ لك هذا القَبول
إِيشْ تَطْلُب تَرانِي مَعَكْ ما نَزُول /
هَيَّمنِي لمَّا تجلى للفؤادْ / وطاوعتْ وعَطِيتْ مني الانقيادْ
وَسْقاني خمر المحبة والودار / وعاينْ وعاين قلبي حبيباً لا يَحول
إِيشْ تَطْلُب تراني مَعَك ما نَزُول /
نَزَهْنِي وقالْ لي هَذِي حَضْرتِي / ادللْ وانبسطْ هَذِي جَنَّتِي
وافرحْ وافتخرْ بِرُؤْيَتِي / فاشكرني فاشكرني الشُكْرُ هُوَ عينُ القبول
إِيشْ تَطْلُب تراني مَعَك ما نَزُول /
اتمنى علَيّ واطلب ما تُرِيد / عُبَيْدِي اطلب فَمَا عِنْدِي بَعِيدْ
أنا لَكْ أقْرَبْ مِن حِبْلَ الوريدْ / فاطلبني فاطلبني تَجِدْ رِضايا لَك وصُول
إِيشْ تَطْلُب تراني مَعَك ما نَزُول /
بَيْ طُلُوع وَبيْ نُزول
بَيْ طُلُوع وَبيْ نُزول / إِخْتَلَطَت لَكَ الْغُزول
وفَنَى مَنْ لَمْ يَكُن / وبَقَى مَنْ لَم يَزُل
أنا لَسْ نَشْكُر خَلِيع / إِنْ ثَمِلْ وإِنْ صَحَا
حَتى يَقْطَعْ في الْقَطِيع / ويَدُورْ بِحَالْ رَحَا
إِنْ ثَبَتْ سَيْرُوا سَرِيع / وشَرِبْ حَتَّى امْتَحَا
فَلْتَجول إِنْ كان يَجُول / أو تَمُورْ تَرْعَى العُجول
وإِنْ أرَدتَّ كُنْ مَرَه / وإِن أرَتَّ كُن رَجُل
فإذَا نَظَرْ إِليهْ / ويَرَى ذَاتُو بِلاَ مِرَا
كُلُّ شَيْ يَظْهَر لُو فيهْ / ولاَ يَدرِي كِفْ طَرَا
يَحْتاجْ يَشْدُدْ يَدَيْه / عَدْ يَرجِع لِوَرَا
فَهْيَ أحْوال تَحُول / يَعْرِفونَها الْفُحُول
والْكُحُل مِنَ الْعُيُون / قَلْ ما يَحْتاج كَحُول
شمس مَعْ ظِلِّي اخْتَلَط / واختفتْ عَنِّي الحُدود
وبَدا بَدْرُ الغَلَط / يُورِي تَجْريحَ الشْهُود
وَجَا يَلْعَبْ فَسَقَط / وصَحِك مِنْهُ الوجودْ
وقال أيْش ثَمْ يا طَلول / لا اتِّحاَد ولا حلول
فلاَ تَخْرِبِ الْحُصُون / ولاَ تَخْلِطِ التُّلُول
مَن مَشَى ولَم يَصِل / فقالُوا يَقْطَع الطَّرِيق
فإذَا شَعَرْ وَصَل / وإِنْ غَفِل فَهْوُ غَرِيق
مِنْهُ إِليه يَتَّصِل / فإذَا جازَ الْمَضيق
وَتَدرْ عَلَيْه سُيُول / وَتَلَذُّ لُو عُسُول
يَسْتَوِي صَحْبُ الخِطابْ / والْمُخاطَبْ والرَّسُولْ
ويَرَى الفَلَكْ يَدُور / والطُّلُوع مَعَ الْهُبُوط
ويَرْكَبَ الأمُور / ويُحَلِّلُ الرُّبُوط
ولاَ يَتْرُكُ الْحُضُور / ولا يهملُ الشُّروط
ما بَقَي لِيَ ما نَقُولْ / قدْ طَبَخَتَ لَكْ بُقُول
غَيْرَ أنَّ ذِي الأمُورْ / لَسْ هُ مِنْ طُوْرِ العقول
ذَا الَّذِي يا قومِ فَتنِّي
ذَا الَّذِي يا قومِ فَتنِّي / يا تُرَى عَلاشْ عَوَّلْ
قد ظَهَر عِزُّوا عَليَّا / وكَذَا مَن حَبْ يَنْذَلْ
قَدْ فَتَنِّي بجمالوا / وقَتَلْنِي بِتَجَنْيِهْ
وحَجَب عِنِّي وِصَالُوا / وظَهَرْ بالصدِّ والتيهْ
لَمْ تَرَ العيونْ بِحَالُوا / والْقُلُوبْ جملهْ تَهِمْ فِيهْ
في هَوَاهْ نَخْلَعْ عِذَارِي / ونُخَلِّي الأمرَ يَنزِلْ
دَعوه يَهجر عِذَارِي / ونُخَلِّي الأمرَ يَنزِلْ
دَعُوه يَهجر أو يَصِلْنِي / الْمَلِيحْ يَدْرِي ما يَعْمَل
ذَا الَّذِي حُسنُوا سَبانِي / جَلَّ أنْ يَحْوِيه فِكْرِي
في هَوَاهْ نَخْلَع عِنانِي / ونَهِمْ في حُبُّوا دَهْرِي
ثُمَّ نَهْجُر كُلَّ فانِي / حَتَّى لَسْ يَخْطُرْ بفكري
ونَغِبْ عَنْ إِخْتِياوِي / حتَّى لَسْ نُوجدَ في محْفَلِ
والَّذِي يَرْكَنْ لِجَاهِل / لَس لَعَمْرِي قَدْروا يَجْهل
باللهِ اسْمَعُوا كَلاَمي / وعَسَى تَصْغَوا لِقَوْلِي
ثُمَّ عَدُّوا عَنْ مَلامِي / وإِيَّاكَ أن تُحْجَبْ بظلِّي
المليحْ قَد صارَ إِمامي / وأنا خَلْفُوا نُصَلِّي
كِفْ ما نَجْعَلُوا إِمامِي / إِنْ عَادَ السَّعْدْ يَقْبَلْ
وإِنْ جَرَتْ عليَّا خُدْعَا / لَسْ مَعِي في الحالْ ما نَعْمَل
جَلَّ مَنْ نَهْوَاه جَلاَّ
جَلَّ مَنْ نَهْوَاه جَلاَّ / ولِقَلْبِي قَدْ تَجَلَّى
قَد تَجَلَّى لِي مَجِيدِي /
حَتَّى غِبْتُ عَنْ وُجُودِي /
وفِي غَيْباتِي شُهُودِي /
وأنَا يا قَوْمِ أوْلَى / أنْ نَهيمْ في حُبِّ مَوْلَى
مَعِي مَوْلَى لا يحُولوا /
وَلهُ فِعْلُ جميلُ /
وَمُنادِيهِ يَقُولُ /
من أتَى قَوْلاً وفِعْلاً / قَدْ رَقَى لِلصَّفِّ الأعلَى
بِأبِي قَوْمٌ كرامُ /
عَرَفُوا المولَى فَهامُوا /
صُفِّقَتْ لَهُمْ مُدَامُ /
وكُئُوسُ الْحُبِّ تُمْلاَ / وَعَرُوس الْحَقِّ تُجْلَى
أنتَ رَبُّ الْكَوْن وَحْدَكْ /
والكرمْ والْجُودُ عِنْدك /
ما تَشَا إِفْعَلْ بِعَبْدَك /
أنَا عَبْدٌ وأنْتَ مَوْلَى / سَيِّدِي أهْلاً وسَهْلاَ
لَوْ كُنْتَ ذَا اتِّصَالِ
لَوْ كُنْتَ ذَا اتِّصَالِ / أبْصَرْتَ لِلْعُلاَ
نُوراً بِلاَ مِثالِ / وإِن تَمَثَّلاَ
حالُ الْمُحِب ناطِق / بِحَالِ أمْره
مَن ميَّزَ الرَّقائِق / بِعَيْنِ فِكْره
لاَحَتْ لَهُ الْحَقائِقْ / مِنْ غَيْبِ سِرَّه
وكانَ ذَا جَمالِ / مِن نُورِهِ انْجَلَى
مِن ذَلِكَ الْجَمالِ / والنُّورِ والْحُلاَ
أتَدَّعِي هَوانَا / وتُظْهِرُ الْخِلافْ
وتَبْتغِي رِضانَا / ما مِنْكَ ذَا انْتِصافْ
فَخَلّ مَن سِوَانا / تُسْقَى الرّضَا ارْتِشاف
يا طالِبَ الْوِصالِ / مِن سَيِّدِ عَلاَ
إِنَّ الوصال غالِي / وما فَلاَ حَلاَ
عُشَّاقُنا فُنُونْ / كُلُّ لَهُ مَقامْ
هَذَا بِه جُنُون / وَذَا بِه هِيام
وَسِرُّنا المصُونْ / قد أعْجَزَ الأنَامْ
فَدَعْ مِنَ الْمِحالِ / واخْضَع تَذَلَّلاَ
لِذَلِكَ الْجَمَالِ / والنُّورِ والْحُلاَ
ما عَزَّهُ ما لَيْلَى / ما الْخَيْفُ ما الْحَطِيمْ
ما فِي الْوُجُودِ إِلاَّ / إِلَهُنَا الْقَدِيم
لِلْطُور قَد تَجَلَّى / وَكَلَّمَ الْكَلِيم
قَد لَجَّ في السُّؤَالِ / مُذ لاَحَ وانْجَلَى
نُورٌ بِلاَ مِثالِ / وَإِن تَمَثَّلاَ
هَوَاكَ في الضَّمِيرِ / والقلب لا يزول
هَوَاكَ في الضَّمِيرِ / والْقَلْبِ لا يَزُول
بِالْمُصْطَفَى الْبَشِيرِ / السَّيِّدِ الرَّسُول
اصْفَح عَنِ الفَقِيرِ / واسْمَع لِمَا يَقُول
يا مَنْزِلَ الْوِصالِ / حُيِّيتَ مَنْزِلاَ
فَمَا أنَا بِسَالِي / عَنْهُ وإِنْ سَلاَ
مَنْ عَوَلْ عَلى صَقْلُوا
مَنْ عَوَلْ عَلى صَقْلُوا / وَلَم يَلْتَفِتْ عَقْلُوا
يَتْحَذَّقْ إِذَ يَنْتَلِفْ / فَصْلُوا يِتَحَقَّقْ
ومَهْما يَرَى النُّقْطهْ / يُرِيدْ أن يَكُون دارَهْ
يَتَحَرَّز مِنَ الْغَلْطه / إِنَّ الْحَالَ غَرَّارَه
وَيمشِي عَلَى الْخُطَّه / وَيجْعَلْهَا سَيَّارَه
غَدَّا يَمتحِق شَكْلُوا / ويطَّوَروا في وَحْلُوا
يَتْمَزَّقْ يَثَّبَّتْ كَثِيرْ / رِجْلُوا أوْ يَزْهَق
ويَطْلُعْ مَعَ التَّركِيبْ / عَلَى السَّلَم الْعالِي
وَيَرْجِعْ على التَّرْتِيب / إِلى الْمَركَزِ التَّالِي
ويَرْفَقْ وبالتَّدْريب / يَرُدُّ الْجَديد بالِي
وحينْ يَبْقَى مَعْ كُلُّوا / يَحْصُل لُو الوُجُودْ كُلُّوا
الْمُطْلَقْ وحِينَ يَفْنَى / يَظْهَر لُو حَقَّ الحقُّ
ومَنْ رَجَعْ إِلى ذَاتُوا / يَصِر لُو الْفَنَا قُبَّهْ
إِنْ يَفْرَحْ بِلَذَّاتُوا / يَرُدُّ الْخُيوطُ كُبَّهْ
ولاَ تَغْلِبُوا أوْقاتُوا / إِذا يَفْتِقُ الْجُبَّهْ
إِيَّاكْ يَغْلِبُوا جَهْلُوا / ويَطْلُب لِغَيْر أهْلُوا
أو يَقلَقْ حِفْظُ السّرْ / أشْكَلْ لُو وألْيَق
الشَّوْقْ طَريق قاصِد / وللْوجْدِ يَنْفَذ بِيهْ
وكُلُّ السّوَى زَايِد / وللْوجْدِ هُوَ التَّوجِيه
فَمَنْ يُبْصِرُ الْواحِد / وكُلَّ الْمَعَانِي فِيهْ
فقد انْجَمَع شَمْلُوا / وجَنَّحْ بَعْد نَمْلُوا
وَاتعَلَّق ترْكْ قَولَ مَن قال / لُوا وَاشَّلَّقْ
قد تَمَّ الزَّجَل حَقَّا / والوَقْتُ مَلِيح مَجمُوع
شَقَقتُ الطُّلاَ شَقَّا / وللْيَوم كانْ مرفُوع
عُروضْ مَن شَكا الفُرْقَا / وفِناؤ هُ مَوجُوع
أحْرَمِني الْمَلِيحْ وَصْلُوا / حِينْ قَطَعْ وما وَصَلُوا
واتْخَلَق مِن تِيهُوا ومِن مَطْلُوا / صِرتُ أحْمق
نُورُ الهدى قد لاَحَ لِي
نُورُ الهدى قد لاَحَ لِي / يَا عَاذِلِي
وتُهْت في الأسْرَار / لَمَّا لاَحَ لِي
قد لاَحَ نُورُ الحَقِّ مِن سِرِّ الجلالْ /
وأشْرَقَتْ شمسُ المعاني والكمال /
ودَارَ كاسُ الأنْسِ ما بيْنَ الرِّجال /
وَهزَّهُم هَزَّ القضيبِ المائلِ /
حُبًّا وشوقَا للمليكِ العادلِ /
إِلى الحبيب جعلُوا مرامهم /
وفي مَحَلِّ أُنْسِهِ أقامَهُم /
شَرَّفهم بذكرِهِ وأكْرَمهم /
فَسَّلمُوا أمُورهُم للفاعلِ / في كل حكمٍ وقضاءٍ نازلِ
أيا مَحَلُّ الْجُودِ يا قطبَ الوَفا /
يا سالكاً على طَريقِ الخُلَفَا /
يا وارِثاً عِلْمَ النَّبِيِّ المصطفى /
قد جِئْتَ بالعلومِ والدلايلِ / تُحْيِي القلوبَ مِثْلَ غَيْثٍ وابِلِ
أفردهُم بحبّهِ وذِكْرِه /
مَتَّعهُم بحمدِهِ وشُكْرِهِ /
وطُهِّرَتْ قُلُوبُهم عَنْ غَيْرِه /
رَقَى بِهم لأِشْرَفَ المنازلِ / من قُرْبِ رَبِّ راحِمٍ مواصلِ
عليكَ مِن رَبَّكَ أفضلُ السَّلامْ /
وأنْتَ للْخَلْقِ دليلٌ وإِمامْ /
ثُم صلاَةُ اللهِ علَى طُولِ الدوامْ /
على حبيبِ جاءَ بالرَّسائِل / وحُبُّهُ مِن أعظمِ الوسائلِ
حُبُّ رَسُولِ اللهِ دِيْنِي
حُبُّ رَسُولِ اللهِ دِيْنِي / لِمْ لاَ وقْدْ جَلاَ
غَياهِبَ الشّكِ / بِالْيَقين
أرسَلَهُ اللهُ للعبادِ / بادِي بِحكْمه
لَمَّا أبُو جاءَ بالجهادِ / هادي لأمْرِهِ
يا صاحِبِي قِفْ بكلِّ نادِي / نادِي باسمِهِ
تُعْطَي بِذِي الْقُوَّةِ المتينِ / أهْلاً ومَنْزِلاَ
في حَضْرة القُدُس / مِنْ دُونِ هونِ
مُتَمِّمَا جاء بالكمالِ / مالِي شيءٌ سِواهْ
حِبَّى هُ البرْءُ مِنْ خبا لِي / بالِي يَرْجُو رضاه
لأنَّه جَنَّةُ اتكالي / مالِي لِمَنْ رَجَا
أفْنَيْتُ في مدْحِه فُنُوني / كَيْ لا أعْزُو إِلَى
مَنْ بانَ عن / ثُلْةِ اليمين
دَعَوْتُ للحقِّ الأنامْ / نامُوا على الرَّدَى
لَمَّا انْجلَى بالهُدى الظلامْ / لاَمُوا من اهْتَدَى
لِذاكَ أضْحُوا قد اسْتقامُوا / قاموا على الْعِدى
فأذهَبَ اللهُ بالأمينِ / جَهْلاَّ لمَّا عَلاَ
وأسْفَرَ الصُّبْحُ / للْعُيونِ
إخْتَصَّهُ اللهُ بالْمعالِي / عالِي علَى الْوَرَى
اشكُوكَ يا سيِّدِي بِحالي / حالِي كما تَرَى
وها أنا أطْلُبُ انتقالي / فالِي لِمَا جرَى
وقد تَقدَّمتُ بالمكينِ / كُن لي لا أبقَى على
تأخُّرِي مَعْ / ذَوِي الْمُجُون
ملأتَ يا أحمدُ الوُجُودَ / جُوداً وَسُوداً
جَعلْتُ مَدْحَكَ الْمَجِيدَا / جِيداً مُقَلَّدَا
فاجْعلْ لَنا وجْهَكَ السَّعِيدا / عِيداً يُنْجِي غَدَا
يا سِّيدَ الْخَلْقِ كُنْ مَعِينِي / إِذْ لا حَوْلَ ولاَ
قُوَّةَ للمذنِبِ / الْمَهِينِ
سَكرْتُ جَوَيَ وبُحْتُ بِشَرح حالِي
سَكرْتُ جَوَيَ وبُحْتُ بِشَرح حالِي / وقُلْتُ نعمْ عَشِقْتُ فلا أُبالِي
خَعْتُ عِذارَ عِشْقي في غَرامي /
وهِمْتُ وقد حَلاَ عِنْدي هِيامِي /
بِمن نهْوَى وكاساتِ الْمُدام /
مَذْهَبي دَنِّي / لائِمِي دَعْني
الْهَوَى فَنِّي /
بِبَذْلي في الْهَوى رُوحِي ومالي / عشِقْتُ فما لعُذَّالِي ومالِي
طَرَقْتُ الْحَانَ والألحانِّ تُتْلاَ /
وراحُ لأُنْسِ الْكاساتِ في تُجْلا /
وشاهَدْتُ الحبِيبَ وقد تَجَلِّى /
تَمَتَّع يا مُعَنَّى بالْوِصالِ / فقدْ رُفِع الْحِجابُ عنِ الْجَمالِ
مُدامَتُنا تَجِلُّ عنْ الْمِزاج /
إِذا شُرِبَتْ جلَتْ ظُلَم الدَّياجِي /
وراحُ الأُنْسِ تُشْرِقُ في الزُّجاج /
يا مُعانِيها / صِفْ معانِيها
مازِجانِيها /
عرُوسُ قدْرُها في الْمَهْرِ غالِي / وأيْسرُ مَهْرِها مُهَجُ الرِّجالِ
شَطَحْتُ على الْوُجودِ بِفَرْطِ عُجْبي /
بِراحٍ أشْرقَتْ مِنْ دَنَّ قلْبي /
وجَدْتُ بها الشِّفَا مِنْ كُلّ كَرْبي /
جبَرتْ كَسْرِي / فافْهَموا سِرِّي
واقْبلُوا عُذْري /
بِذِي الرَّاحِ الّتي فِيها الدَّوالي / بَناتِ الْقَلْبِ لا بنْتَ الدَّوالِي
تَعْلم ياخليّ أن خصالي
تَعْلم ياخليّ أن خصالي / رَشْفُ المصَالِي
قَد جَرَى حِبي / وَاسَلبْ نِصَالِي
واقطَعْ وِصَالِي / لازَالَ عشقي
على اتصالِ / بلا انفصالِ
الصبرْ عمدهْ / جَعَلْتُو نائمْ
على المصائبْ / مَا سَقُونِي
حَتى رجعتو للهْ تائبْ /
قد حلالي / خُميرُ كاسِي
والغُصْنُ كاَسي / بين حضيرَة بشرط باسي
طابتْ أنفاسي / ذكَّرتني فَصِرتُ نَاسِي
أهلي وناسي / بعت أوطاني
واشتريتُ دارَ الحبيبْ / مَا سَقُوني
حتى رجعتو لله تائب /
قد وَقَفْتُ على حدودي / تِلك الحدودِ
وَلَزِمْتُ زهرَ قعودي / ونَقْرَ عُودِي
ما عَدَمى وما وجودي / بين الوجودِ
أيَنْ أنَا / وأيْن كُنْتُ
حاضر وغايب / ما سقوني
حتى رجعتو لله تائب /
زَوَجُوني بنتَ الدَّوالي / وهِيَ الدَّوا لي
وتركتُ أمَ الهوالِ / بلا هَوَالِ
قالِت القومُ بِهَبالى / ولا أبالي
إن أطعتْ / وإن عَصيتْ
فالله راقبْ / ما سقوني
حتى رجعت لله تائب /
سَلَبتْ لَيْلى مِّني العَقْلا
سَلَبتْ لَيْلى مِّني العَقْلا / قلتُ يا ليلى ارحمي القتلى
حُبُها مكنونْ / في الحشى مخزونْ
أيها المفتونْ / هِمْ بها ذلا
إِنني هائمْ / ولها خادمْ
أيها اللائمْ / خَلِيني مهلا
لزمتُ الأعتابْ / وطرقت البابْ
قالتُ للبوابْ / هل ترى وصلا
قال لي يا صاحْ / مهَرْها الأرواحْ
كم محبٍ راحْ / يعشقُ القتلى
أيها العاشِقْ / إِن كنت صادقْ
للسوى فارقْ / تغتنمْ وصلا
دَعْني يا سالي
دَعْني يا سالي / لو ذقتَ سَلْسَالي
عَرفتَ حالي / والذي في بالي
لو ذقت كاسي / في الهوى يا صاح
شممت آسي / وبحتَ بالرْاح
تلبس لباسي / وترى مصباْح
تَعْرِف مَقالي / وتعرفْ أحوالي
وتَصِرْ مَقالي / وتعرفْ أحوالي
وتَصِرْ موالي / للمنصبِ العالي
بادرْ يا صاحبْ / الشربُ أولى لكْ
يُريك عجايبْ / ويزين أشكالكْ
وترى المراتبْ / إِن ردت تُجلالكْ
شرابْ حَلالِي / شيخي أوْصَالي
قمْ عظم الله / الواحد العالي
ما ثمّ إِلا / هُوَ هُ قل يا هُ
مولاي تجلى / قلَبي سُكْناهو
حاشا وكلا / قُليبي ينساهو
مولى الموالي / هُ يعلمْ حالي
عطفاً بحالي / بالوصال أوفى لي
قم عظم الله / الواحد العالي
كيف يسلو من قد بلى
كيف يسلو من قد بلى / عن هواه أو يغفلِ
أشغفَ القلبَ حبهُ / يا أهل وِدي وين العِيش لي
قالو من حبَّ اللهْ يموتْ / قلتُ أهلا بقاتلي
إِنَّ في الموتِ راحةً / للمحبِ إِذا بَلى
قالوا إِن كنت صادقاً / قمْ في الليلِ واسألِ
إِن في الليل ساعةً / لا تنمها يا غافلِ
ما ننتقل أصلا
ما ننتقل أصلا / عن ظاهر المنقولْ
إِني أنا مُطلَق / واش ما خطرَ لك قولْ
عذرُ الحسود واضح / على جبين جهلكْ
فأنت معذور في / قولك وفي فعلك
كَمْ يا فقيهِ مَسَّكْ / تبقى كذا مربوطْ
في قبضةِ الأوهامْ / تقليدْ وخط الخطوطْ
لحلّ ذي الربطه / وابقى خليع مبسوطْ
وافتح كنوزَ إِرثَكْ / منْ ذا الذي قبلكْ
واحذرْ من الأنكارْ / فإنه المهلكْ
وَحَلَّ العقال وهمكْ / واشرب بإِنسك
من صرفِ رحماني / عسى يموتْ وهمك
وتبقى روحاني / فالراحُ قد راقَتْ
في الكاسِ من أجلكْ / إِذا صفا وْقتكْ
اشربْ هنيئا لك / ذا السرُّ رباني
مُحَمْدْ وافي / أمدادهُ الباقي
الشافي الكافي / فافْنَ له
تبقى بعيشه الصافي / محققا بالله
قد اجتمعْ شَمْلَكْ / وصار محبوبك هُ مقتضى وصلك
إِن كان تريد أنك / تدخل لهذا الحضره
فلا تخلى فيك / من السوى ذره
أخرج عن الدنيا / وافرغْ للأخرى
وكنْ صُغَير ينبتْ / في ذام المقام أصلكْ
وإِذا ترى أنك شيخْ / فماحَلَّكْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025