المجموع : 11
أَبى جَلَدٌ أَن أَحمِلَ البَينَ وَالقلى
أَبى جَلَدٌ أَن أَحمِلَ البَينَ وَالقلى / فَكَيفَ جمعتَ الصَدَّ لي وَالتَرحلا
وَميَّلكَ الواشي إِلى الصَدِّ وَالنَوى / وَلا عَجَبٌ لِلغُصنِ أَن يَتَميَّلا
وَما كانَ لي ذَنبٌ يُقال وَإِنَّما / رآكَ سَميعاً قابِلاً فَتَقوّلا
فَحَمَّلتَني ما لا أَطيق وَانّما / يُكلّفني حُبيِّكَ أَن أَتَحَملا
رَعى اللَهُ مَن لَم يَرعَ عَهداً رَعيتُهُ / له وَكَلا طَرفاً بِقَتلي مُوكّلا
تَبَدَّل بي مِن غَير جُرمٍ مَلالةً / وَيمنعُي حُبيّهِ أَن أَتبدّلا
إِذا اِزددتُ وَجداً زادَ صداً وَكُلَّما / تَذلّلتُ مِن فَرط الغَرام تَدلّلا
وَيَقتُلُني عَمداً لأَنّي أُحِبُّهُ / أَلَيسَ عَجيباً أَنّ أُحِبَّ فأُقتَلا
إِذا صرّحت باليأس آياتُ هجره / دَعَتني مُنى الأَطماعِ أَن أَتأولا
وَقَد كنت أَشكو الهجر قَبلَ رَحيلهِ / فَأَصبحتُ أَبكي الهجرَ لَمّا تَرحّلا
اذا اِشتَقتُه عَلّلتُ بالبَدرِ ناظِري / وَقابَلتُ عُلوِيَّ الرياحِ مُقبِّلا
وَغايَةُ مَن يَشتاقُ ما لا يَنالَهُ / وَلَيسَ بِسالٍ عَنه أَن يَتَحلّلا
وَيا حَبَّذا عِندَ الصَباحِ سِواكُه / إِذا ما دَعى داعي الصَباحِ وَحَيهَلا
يقبّل مَكنوناً مِن الدُرِّ رائِقا / وَيرشُفُ مَعسولاً مِن الريقِ سَلسَلا
وَيا عاذِليَّ الآمِرِيَّ بِتَركِهِ / نَهاني هَواهُ أَن أُطيعَ وَأَقبَلا
أَقِلا وإِلّا فاِنظرا حُسنَ وَجههِ / فإِن أَنتُما اِستَحسَنْتُما العَذلَ فاِعذِلا
وَلا تُنكِرا منّيِ النُحولَ فإِنَّني / لألقى الَّذي أَدناه يُذبِلُ يَذْبُلا
دَعاه وَما يَهوى وإِن كانَ ظالِماً / فَلَست أَرى عنه وإِن جارَ مَعدِلا
وَلا تَعذلاه في دَمي أَن يُريقَهُ / فَما قَدرُ مِثلي أَن يُلامَ وَيُعذَلا
يمثِّلهُ ظَبيُ الكِناسِ مُشابِهاً / وَيُشبِهُهُ بَدرُ التَمامِ مُمَثّلا
وَيُخجِلُ مَيّاسَ القَضيبِ تَمايُلاً / وَيفضَحُ مُنهالَ الكَثيبِ تَهيُّلا
سَقى ربعَه نَوءٌ تهلَّل باكياً / فَقابَله نَورُ الرُبى مُتَهلِّلا
مُدَرْهِمُ ديباجِ الرِّياضِ مُدَنِّراً / مُتَوِّجُ أَعلى الأُقحوانِ مُكَلِّلا
كَأَنَّ نَدىً مِن كَفِّ يوسُفَ جادَهُ / فَأَصبَحَ مَوْشِيَّ الجَوانبِ أَخْضَلا
كَريمٌ عَلى العافين كالغَيثِ مُسبِلاً / شَديدٌ عَلى العادين كاللَيث مُشبِلا
وَسَيلٌ إِذا ما سالَ أَقْنى وأَجْزَلا / وَسَيفٌ إِذا ما سُلَّ أَفنى وَقَلّلا
فَما سُلَّ إِلّا أَهلكَ الشِركَ حَدُّهُ / وَلا سُئِلَ الإحسانَ الّا تَهلَّلا
حَياةٌ إِذا يَرضى حِمامٌ إِذا سَطا / قَديرٌ إِذا يَعفو عَفيفٌ إِذا خَلا
وَحُلوٌ إِذا والَيتَه لَذَّ أَرْيُهُ / لَدَيكَ وإِنْ عادَيْتَهُ عادَ حَنْظَلا
إِذا سَيفُهُ في الرَوعِ فارَقَ غِمدَهُ / يُفَرِّقُ ما بَينَ الجَماجِمِ وَالطُّلى
تَجَمَّعَ فيهِ البأسُ وَالحِلمُ وَالنَّدى / وَضَمَّ إِلى الفضلِ الغَزيرِ التَفَضُّلا
فَرَدَّ جَباناً بأسُه كُلَّ باسِلٍ / وَخلّى نَداهُ كُلَّ سَمْحٍ مُبخّلا
يَرى نائِلات العُرفِ فَرضاً مُعَيَناً / إِذا ما رأى النّاسُ الفُروضَ تَنَفُّلا
وَما عِيدَ إِلّا أَغزَرَ العَودُ جُودَهُ / وَأَسخى بَني الدُنيا إِذا عِيدَ أَوْشَلا
إِذا ما عَرِيْ الأَمْلاكُ مِن ثَوبِ مِدحَةٍ / تَردّى بِهِ مِن دونِهِم وَتَزَمَّلا
وإِن بَخِلوا واِستَغلَوْا الحَمْدَ مُرخَصاً / رأى أَرخَصَ الأَشياءِ حَمْداً وإِن غَلا
وَلو أَنَّ مَجْداً في السَّماءِ سَما لَهُ / وَلَو سُئِلَ الدُنيا نَوالًا لنَوَّلا
لَو انَّ الَّذي وَلّاهُ أَمَنَ عِبادِهِ / يُكَفِّلهُ أَرزاقَهمُ لَتَكفَّلا
إِذا هَمَّ بالأَعداءِ أَخلى بِلادَهم / بِجَيشٍ إِذا ما بأسُه مَلأَ المَلا
وَرأيٌ كَضَوءِ الشَمسِ نوراً إِذا اِنبَرى / لِخَطبٍ جَلا لَيلاً مِن الشَكِ أَلْيَلا
فِداكَ من الأَملاكِ مَن لَيسَ مُجْمِلاً / اذا سُئِلَ الحُسنى وَلا مُتَجَمِّلا
إِذا ناثِرٌ أَو ناظِمٌ رامَ مَدْحَه / تَنَحَّلَ أَوصافاً لَهُ وَتَمَحَّلا
وإِن وَعَدوا النَّزْرَ القَليلَ مُؤَجَّلاً / عَلى البُطءِ أَعطَيْتَ الكَثيرَ مُعَجَّلا
يَفيضُ إِليهِ المادِحونَ لأَنَّهُ / يَرى المَدحَ فيهِ باطِلاً وَتَقوُّلا
وَيُطرِبُكَ الشادي بِمدحكَ إِذ تَرى / فَعالَك فيهِ مُجمِلاً ومُفَصِّلا
وَما فاهَ إِلّا بِالَّذي قَد فَعلتَهُ / فَأَنتَ الَّذي أَطْرَيْتَ نفسَكَ أَوَّلا
فَتَقتَ لِسانَ الحَمدِ ثُمَّ بَسطتَه / إِذا قَبضَ النِّكْسُ اللِّسانَ وَأَقفَلا
وَكانَت حِمىً أَرضُ الفِرَنجِ فَأَصبَحَتْ / سَبيلاً لأَبناء السَبيلِ مُذَلَّلا
خَشَوْا أَن يُلاقوا جَحفَلاً كُلُّ فارِسٍ / يَعُدّونَه مِنهُ خَميساً وَجَحفَلا
وَلَو أَنَّهُم أَضعافُهُمْ حينَ جمَّعوا / جُموعَهُمُ ما كَدَّروا لَكَ مَنْهَلا
وَهابوكَ حَتّى الفارِسُ الشَّهمُ مَن رأى / بِجَيشِكَ ناراً أَو تأَمّل قَسطَلا
وَلَو أَنَّهُم كالرَملِ أَو عَددِ الحَصى / لَما بَيَّنوا إِذْ عايَنوكَ كَلا وَلا
وَفي يَومِ بَيسانٍ سَقيتَهُمُ الرَّدى / وَغادَرتَ أَخلافَ المَنِيَّةِ حُفَّلا
وَطَأتَهُمُ رَغماً فَلَم يُغنِ حَشدُهُمْ / وَمَن ذا يَرُدُّ السَيلَ مِن حَيثُ أَقبَلا
بَخيلٍ اذا أَوليتها النَّجمَ حَلَّقت / إِلَيهِ وإِن أَوطأتَها الحَزْنَ أَسْهَلا
وَضربٍ يَقدُّ البَيْضَ كالبَيضِ عِندَهُ / وَطَعنٍ يُريك الزَغفَ بُرداً مُهَلهَلا
وَكَم أَسمَرٍ أَوردت أَورِدَةَ العِدا / وَكَم أَجدَلٍ عافٍ قَريت مُجَدَّلا
فَقسَّمتَهم في المُلتَقى قِسمَ جائِرٍ / وإِنْ كُنتَ فيهم عادِلاً وَمعدِّلا
قَتيلاً صَريعاً أَو جَريحاً مُضرَّجاً / وَخِلّاً طَريداً أَو أَسيراً مُكَبَّلا
تَولَّوْا عَن النّارِ الَّتي أُوقِدَت لَهُمْ / مِن الحَربِ عِلماً أَنَّها لَيسَ تُصْطَلا
وَأَشجَعهُم مَن حاوَلَ العَيشَ مَدْبِراً / مِن الخُضر لما عايَنَ المَوتَ مُقبِلا
وَفاتوا القَنا مُستَعظِمين قِتالَهم / مِن الذُلِّ والإِرغامِ ما كانَ أَقبَلا
فإِنْ لَمْ يُجلِّلْهُم إِسارٌ ومَقتَلٌ / فَقَد رَكِبوا خِزيَ الفِرارِ المُجلَّلا
وَما كانَ ذاكَ الفَوتُ بَعد اقتِرابهم / مِنَ المَوتِ حَولاً بَل كِتاباً مُؤَجَّلا
وَلَمّا ادْلَهَمَّ الدَّهرُ يَوماً بَدا بِهِ / سَناكَ فَقَد أَضحى أَغَرَّ مُحَجَّلا
وَقَد كانَتِ الدُنيا كَشَوهاءَ عاطِلٍ / فَصِرتَ لَها حُسناً وَصُغتَ لَها حُلى
وَلَولاكَ ماتَ الفَضلُ هُزلا وَأَصبحت / رياضُ الأَماني ذاوياتٍ وَعُطَّلا
يَفيضِ لِمصرٍ نِيلُها ثُمَّ يَنثي / بَكِيّاً قَليلاً مِثلَما كانَ أَوَّلا
يَرى عِظَماً حَملاً بِنَيلكَ أَو يَرى / غَزارَةَ ما تُولي فَيَرجعُ جَدْوَلا
فَيا دائِمَ الإحسانِ سَحّاً وَديمَةً / وَهَطْلاً فَقَد صادَفتَ أَجرَدَ مُمْحِلا
فَقَد صَوَّحَتْ حَولي المرابِعُ كُلُّها / فَلَو أَنَّ لي حَولاً بأن أَتَحوّلا
وَأَيُّ مَقامٍ يَرتَضيهِ أَخو النُهى / وَلا فاضِلاً يَلقى وَلا مُتَفَضِّلا
لَعَلَّكَ راثٍ لِلفَضائل وَالنُهى / فَتُحْيِيَ مَيْتاً أَو تُميتَ مُعَطَّلا
بَقِيتَ عَلى الإِسلامِ حِصناً وَموئِلاً / وَليثاً وَغيثاً مُستَهّلاً وَمَعقِلا
ظُبى المَواضي وَأَطرافُ القَنا الذُبُلِ
ظُبى المَواضي وَأَطرافُ القَنا الذُبُلِ / ضَوامِنٌ لَكَ ما حازوهُ مِن نَفَلِ
وَكافِلٌ لَكَ كافٍ ما تُحاوِلُهُ / عِزٌّ وَعَزمٌ وَبأسٌ غير مُنتَحلِ
وَما يَعيبُكَ ما نالوهُ مِن سَلَبٍ / بالخَتلِ قَد توتَر الآسادُ بالحيَلِ
وَإِنَّما أَخلَدوا جُبناً الى خُدَع / إِذ لَم يَكُن لَهمُ بالجَيشِ مِن قِبَلِ
واِستَيقظوا وَأَرادَ اللَهُ غَفلَتُكُم / لِيَنفُذَ القَدرُ المَحتومُ في الأَزلِ
حَتّى أَتوكم وَلا الماذيُّ مِن أَمَمٍ / وَلا الظُبى كَثَبٌ من مُرهَقٍ عِجِلِ
قَناً لَقىً وقِسيٌّ غَيرُ موتَرَةٍ / وَالخَيلُ عازِبَةٌ تَرعى مَع الهَمَلِ
ما يَصنَعُ اللَيثُ لا نابٌ وَلا ظَفَرٌ / بِما حوالَيهِ مِن عُفرٍ وَمِن وَعُلِ
هَلا وَقَد رَكِبَ الأُسدُ الصُقورَ وَقَد / سلّوا الظُبى تَحتَ غاباتٍ مِن الأَسَلِ
مِن كُلِّ ضافيَةِ السِربالِ صافيَة القِذاف / بالنَبل فيها الخَذف بالنبلِ
وَأَصبَحوا فِرقاً في أَرضهم فَرَقاً / يَجوس أَدناهُم الأَقصى عَلى مَهَلِ
وانَّما هُم أَضاعوا حَزمَهُم ثِقَةً / بِجَمعِهِم وَلَكم مِن واثِقٍ خَجِل
بَني الأَصيفر ما نِلتُم بمكرِكُمُ / وَالمَكرُ في كُلِّ انسانٍ أَخو الفَشَلِ
وَما رَجعتُم بأَسرى خابَ سَعيُكَمُ / غير الأَصاغِر والأَتباع وَالسَفَلِ
سَلَبتُمُ الجُردَ مُعراةً بِلا لُجُمٍ / والسُمرَ مَركوزَةً وَالبيضَ في الخِلَلِ
هَل آخذٌ الخَيلِ قَد أَردى فَوارِسَها / مثالُ أَخذِها في الشَكلِ وَالطوَلِ
أَم سالِبُ الرُمحِ مَكوزا كَسالِبِهِ / وَالحَربُ دائِرَةٌ مِن كَفِّ مُعتَقِلِ
جَيشٌ أَصابَتهُمُ عينُ الكَمالِ وَما / يَخلو مِن العَينِ الّا غَيرُ مُكتَمِلِ
لهم بِيَومِ حُنَينٍ أُسوَةٌ وَهُمَ / خَيرُ الأَنام وَفيهم خاتمُ الرُسُل
سَيَتَضيكُم بِضَربٍ عِند أَهوَنِه / أَلبيضُ كالبيضِ والأدراع كالحُلَلِ
مَلِكٌ بَعيدٌ مِن الأَدناس ذو كَلَفٍ / بِالصِدق في القَول والاخلاص في العمل
فالسمر ما أَصبحت وَالشَمسُ ما أَفلَتِ / وَالسَيفُ ما فُلّ وَالأَطواد لَم تَزُلِ
كَم قَد تَجَلَّت بِنورِ الدينِ مِن ظُلَمٍ / لِلظُلم واِنجابَ للاظلالِ مِن ظُلَلِ
وَكَم لِعُمري كفّوا الطَرف مِن جُبُنٍ / عِندَ اللِقاء وَغضّوا الطَرف مِن خَجلِ
وَبَلدةٍ ما يُرى فيها سِوى بَطَلٍ / فَأَصبحت ما يُرى فيها سِوى طَلَلِ
قُل للمُولّين كُفّوا الطَرفَ مِن جُبُنٍ / عِندَ اللِقاء وَغضّوا الطَرف مِن خَجلِ
طَلَبتُم السَهلَ تَبغونَ النَجاةَ وَلَو / لُذتُم بِمَلكِكُم لُذتم إِلى الجَبَل
أَسلَمتُموهُ وَوَلَّيتُم فَسَلَّمَكُم / بِرِفقَةٍ لَو بَغاها الطَودُ لَم يَنَلِ
مُسارِعين وَلَم تُنثل كَنائنُكم / وَالسُمر لَم تُبتَذَل وَالبيض لَم تُذلِ
وَلا طَرَقتُم بوَبلِ النَبلِ طارِقَةً / وَلا تَغَلغَلَت الأَسيافُ في القُلَلِ
فَقامَ فَرداً وَقَد دَلَّت عَساكِرُهُ / فَكانَ مِن نَفسه في جَحفَلٍ زَجِلِ
في مَشهَدٍ لَو لُيوثُ الغيل تَشدهُ / خَرَّت لأذقانها مِن شِدَّةِ الوَجلِ
وسطَ العِدى وَحدَه ثبت الجِنان وَقَد / طارَت قُلوبٌ عَلى بُعدٍ مِن الوَهَلِ
يَعودُ فيهم روَيداً غَيرَ مُكتَرِثٍ / بِهِم وَقَد كَرَّ فيهم غَيرَ مُحتَفِلِ
يَزدادُ قُدماً اليهم مِن تَيقُّنِهِ / أَنَّ التأخر لا يَحمي مِن الأَجَلِ
ما كانَ أَقربَهُم مِن أَسرِ أَبعدِكُم / لَو أَنَّهُم لَم يَكونوا عنه في شُغُلِ
ثَباته في صُدورِ الخَيلِ أَنقَذَكُم / لا تَحسَبوا وَثَباتِ الضُمَّرِ الذُلَلِ
ما كل حينٍ تُصابُ الأُسدُ غافِلَةً / وَلا يُصيبُ الشَديدَ البَطشِ ذو الشَلَلِ
وَاللَه عَونكَ فيما أَنتَ مُزمِعُهُ / كَما أَعانَكَ في أَيّامِكَ الأَوَلِ
كَم قَد ملكت لهم مُلكاً بِلا عِوَضٍ / وَحُزتَ مِن بَلَدٍ مِنها بِلا بَدَلِ
وَكَم سَقَيتَ العَوالي مِن طُلى مَلِكٍ / وَكَم قَرَيتَ العَوافي مِن قَرا بَطل
وَأَسمَرٍ مِن وَريد النَحرِ مورِدُهُ / وَأَجَدلَ أَكلهُ مِن لَحمِ مُنجَدِلِ
حَصيدُ سَيفك قَد أَعفَيته زَمَناً / لَو لَم يَطُل عَهدُه بالسَيفِ لَم يَطُلِ
لانكَبَّت سَهمكَ الأَقدارُ عَن غَرَضٍ / وَلا ثَنَت يَدَكَ الأَيّامُ عَن أَمَلِ
سَيفٌ بجَفنكَ مُغمدٌ مَسلولُ
سَيفٌ بجَفنكَ مُغمدٌ مَسلولُ / ماضٍ عَلى العُشّاقِ وَهوَ كَليلُ
يَهوى مُضارَبَة الجَريح بحدّهِ / وَيَهيمُ مِن شَغَفٍ بِهِ المَقتولُ
هَل عند مُعتَدِلِ القَوامِ لعاشِقٍ / عَدلٌ وَهَل عِندَ الجميلِ جَميلُ
رَشأٌ بَخيلٌ بِالسَلامِ أُحبُّهُ / ومن العَجائبِ أَن يُحبَّ بَخيل
وُمُعقرب الأَصداغ ما لِلَديغها / راقٍ وَلا لِعَليلها تَعليل
واذا تَبَدّى في سَماءِ قِبائِه / وَالسُكرُ يَعطِفُ عِطفَه فَيَميلُ
عقدَ القُلوبَ بِخصرهِ المَعقودِ اذ / حَلَّ العَزائم بندُه المَحلولُ
واذا صَباً أَو شَمالٌ مالَت ضُحىً / بالغُصنِ مالَ بِه صِبّاً وَشَمولُ
ان تكحل الكَحلاء وَهيَ غنيَّةٌ / فَكَذاك يُمهى السَيفُ وَهوَ صَقيل
يا بَدرُ عُذّالي عَلَيكَ كَثيرَةٌ / وَالمُسعِدون عَلى هَواكَ قَليل
وَأَليم هجركَ ما يَراكَ مواصِلي / وَلَذيذُ وَصلِكَ ما اليه وصول
لَهفي لِما في فيكَ طابَ مَذاقُهُ / مِن سَلسَبيلٍ ما اليه سَبيلُ
قَد جاءَ عُذّالي وجرتَ وَقاتِلي / سِيّانَ حُبٌّ قاتِلٌ وَعَذولُ
أَلقاكَ كَي أَشكو فأسكتُ هَيبَةً / وَأَقولُ ان عُدنا فَسَوفَ أَقولُ
وَأَغارُ أَن يأتي الَيكَ بِقصَّتي / غَيري وَلَو أَنَّ الرياحَ رَسولُ
انَّ الملاحةَ دَولَةٌ سَتَزولُ / وَأَميرُها بعذارِهِ مَعزولُ
بادِر باحسانٍ وَحُسنك لَم يَحُل / واعلم بأنَّ الحُسنَ سَوفَ يَحولُ
قَد بانَ في الخَدِّ الصَقيل لِناظِر / كَلَفٌ وَفي الغُصنِ الرَطيبِ ذُبول
كَم ذا الدَلال وَقَد كبرتَ وَخضرةٌ / في عارضيكَ عَلى العِذار دَليل
أَنا كنتُ أَولَ عاشِقيكَ وَقَد سَلا / غَيري وودّي بِالوَفاءِ ثَقيلُ
أَنتَ الحَبيبُ مِن البَريّة كُلِّها / وَمُحَمَّدٌ دونَ الوَرى المأمولُ
مَلِكٌ تَفَرَّد بِالجَمال فَلَم يَزَل / مُذ كانَ ذا مُلكٌ وَلَيسَ يَزولُ
غَذاه عِرقٌ في المَكارِمِ معرقٌ / وَنَماهُ أَصلٌ في الفَخار أَصيلُ
بَحر له بيضُ العَطايا لُجَّة / أَسَدٌ لَهُ سُمرُ العَوالي غيلُ
وَلَهُ العُلى وَلشانئيهِ شَينُهُم / وَلَهُ النَدى وَلسائليه السُول
حَيثُ النُفوس تَسيلُ في سُبُل الرَدى / وَالخَيلُ في سَيلِ الدِماءِ تَجولُ
صَبغَ النَجيعُ شِياتها فَبَدَت وَما / يَبدو لَها غُرَرٌ وَلا تَحجيلُ
لَولا جُدودُكَ وَالمَنايا شُرَّعٌ / حالَت قَناً دونَ المُنى وَنُصولُ
يا ابنَ الأَكارِمِ كابِراً عَن كابِرٍ / طابَت فُروعٌ مِنهُمُ وَأُصولُ
بَيتٌ مِن الأَدناس خالٍ مُقفِرٌ / وَمِن المَكارِم عامِرٌ مأهول
رأيٌ يُضيءُ اذا الحَوادِثُ أَظلَمَت / فَدجت وَيَمضي وَالحُسام كَليلُ
وَنَدىً إِذا يَممتَه فَسأَلته / سالَت عَلَيكَ مِن العَطاءِ سُيولُ
لَيثٌ بِهِ السُلطان أَرغم ضدَّهُ / وَبِهِ يَطولُ عَلى العِدى وَيَصولُ
لَيث الوَغى شَهدت لَه أَفعالُهُ / وَالمَوتُ أَحمَرُ وَالدِماءُ تَسيلُ
وَإِذا تَناهى مادِحٌ في وَصفِه / عَضَدَ المقولَ بِصدقِه المَعقولُ
حاميتَ يَومَ حماةَ غَيرَ مُفَنَّدٍ / وَحملتَ عِبءَ الحَربِ وَهوَ ثَقيلُ
وَكررتَ يَومَ التَلِّ حَتّى لَم يَكُن / إِلّا أَسيرٌ مِنهُمُ وَقَتيلُ
فَمُجَدَّلٌ يَسعى إِلَيهِ أَجدَلٌ / أَو هارِبٌ طارَت إِلَيهِ خُيولُ
ماضٍ وَقَد نَبَتِ السُيوفَ وَواقِف / ثَبتٌ عَلى أَنَّ المَقامَ مَهولُ
في ظِلِّ غازٍ ما لِنَفسٍ تَحتَه / قَدَمٌ وَلا لِسِوى الأُسود مَقيلُ
سامي العَلاءِ إِلى السَماءِ فَفي عُلا / كُلِّ امرىءٍ قِصَرٌ وَفيهِ طولُ
مِن طَيّبينَ مَصونَةُ أَعراضُهُم / أَبَداً وَوافِرُ وَفرهُم مَبذولُ
قَومٌ أَذالوا في الحُروبِ نُفوسَهُم / لِلمُلكِ حَتّى مُلِّكوا وَأديلوا
الكاشِفين الكَربَ وَهوَ مُجلّلٌ / وَالفارِجين الخَطب وَهوَ جَليلُ
يا ناصِرَ الدين الَّذي مَن يأتِهِ / أَضحى عَزيزَ الكُفرِ وَهوَ ذَليلُ
فالدينُ مَنصورٌ بِهِ وَمؤَيَّدٌ / وَالشِركُ مَخذولٌ بِهِ مَغلولُ
حاشى غَمامَكَ أَن يُفارِقَ مَنزِلي / أَو لا يَكونَ لَهُ عَلَيهِ نُزول
أَنا في جنابِكَ مُذ وَليتَ وَمجدبٌ / لا مِنهُ مأمول وَلا مَطلول
فاِنظر اليّ بِعَينِ جودكَ نَظرَةً / لا زِلتَ تُسأل دائِماً وَتُنيلُ
واسلم عَلى رُغمِ الحَسودِ مُخلَّداً / في حالِ عِزٍّ مالَها تَحويلُ
يُحَمِّلني مالا أُطيقُ فأَحملُ
يُحَمِّلني مالا أُطيقُ فأَحملُ / وَيأمُرَني أَن لا أُفيقَ فَأَقبَلُ
وَيَقتلني عَمداً لأَنّي أُحِبُّهُ / وَمن عَجَبٍ أَنّي أُحِبُّ فأقُتَلُ
وَيَمنَعُني من أَن أَمرّ بِبابِهِ / وَأَرمُقُه أَنّي أَمرُّ فَيَخجَلُ
أَذلّ إِذا ما عَزَّ في الحُبِّ أَوسَطا / وَهَل لي إِذا ما عَزَّ إِلّا التَذَلّلُ
وَأَشكو تَجنّيهِ فَيقضي لَهُ الهَوى / وَقاضي الهَوى في حُكمِه كَيفَ يَعدلُ
فَلَيتَ كَمالَ الحُسنِ يُؤتاهُ مُحسِنٌ / وَلَيتَ جَمالَ الوَجهِ يُؤتاه مُجمِلُ
وَعاذِلَةٍ هَبَّت بَليلٍ تَلومُني / تَقولُ أَلا تصغي الا تَتوسَّلُ
فَقُلتُ أَقَلّي العذَلَ لي وَتأَمَّلي / فَلَم يَبقَ مَن يُرجى وَلا من يُؤَمَّلُ
فَلَستُ عَلى مالٍ وان فاتَ مُعوِلاً / وانّي عَلى جود ابنِ شاديَ مُعوِلُ
وَلي ناصِرٌ مِن ناصِرِ الدين حاضِرٌ / كَفيٌّ وَلي مِن سُحبِ كَفيهِ منهلُ
جَوادٌ بِما يحوي وَفيٌّ بِوَعدِهِ / يَجودُ فَيُغني أَو يَقول فَيَفعل
وَبَحرُ نَدىً لِلمجتدين وَوابِلٌ / وَطودُ حِمىً للآجئينَ وَموئِلُ
يَعدُّ كَثير النَيلَ قلاً وَلا يَرى / نَوالاً نَوالاً لا يعمُّ وَيفضلُ
إِذا شَدَّ فُرسانُ الوَغى كانَ سابِقاً / وان عُدَّ فِتيانُ الوَرى فَهو أَوَّلُ
لَهُ يَومَ انعامِ وَبؤسٍ كِلاهُما / أَغَرُّ إِذا الأَيّام عُدَّت مُحَجَّلُ
ليهنِكَ يَومٌ لا يَرى الدَهرَ مِثلُه / أَجَلُّ وَأَوفى في سُرورٍ وَأَفضَلُ
ظُهورٌ أَعادَ الدَهر طُهرا وَفَرحَةٌ / أَعادَتِ بَكايا لَهوِهِ وَهيَ حُفَّل
فَيالَك قِطعاً فاصِلاً كُلّ لذَّةٍ / وَنَقصاً يَزيدُ المَجدَ فَخراً وَيُكمِلُ
وَإِنَّ دماً أَجراهُ داوودُ دونَهُ / سُيوفُ إِلى الهاماتِ أَوحى وَأَعجلُ
يعزُّ عَلى صيدِ المُلوكِ مَنالُه / وَيحكُمُ فيهِ سُوقَةٌ مُتَذَلِّلُ
يَمُدُّ يَداً نَحوَ الَّذي دونَ نَيلهِ / تَقطَّعُ أَيدٍ مِن رِجالٍ وَأَرجُلُ
وَلَولا التُقى ما مَدَّ للسَيل كَفّه / ليؤلمهُ وَاللَيثُ جَذلان يَرفُل
وَلا بَرحَ الاقبالُ وَالنًصرُ وَالهُدى / لرحلِك صَحباً اذ تحلُّ وَتَرحَلُ
مَن مُجيري مِن ظالِم مُستَطيلِ
مَن مُجيري مِن ظالِم مُستَطيلِ / وَمُعيني عَلى اِقتِضاءِ المُطولِ
حَسَنٌ لَيسَ مُحسِناً بِمُحبٍ / وَجَميلٌ ما عِندَهُ مِن جَميلِ
لجَ قَلبي بِه وَقَد لَجَّ في الإعراضِ / عَنّي وَلَجَّ فيهِ عَذولي
أَبَداً ظامىء إِلى خمر ثَغرٍ / ما إِلى سَلسَبيله مِن سَبيلِ
أَبَداً يَرجِعُ الرَسولُ اليهِ / مثل ما عادَ مِن دِمَشقَ رَسولي
مَنعوده الَّذي تَطوَّلت يا مَولاي / بعد المطالِ وَالتَطويل
لَم يَكُن عِندَهُ قَبولٌ لتوقيعك / غير التَعظيمِ وَالتَقبيلِ
يَعِدونا الوَفاءَ لا بِكَثير / يُسعِدونا منه وَلا بِقَليلِ
يا كَريمَ الزَمان يا واحدَ / العَصرِ وَخيرَ الوَرى وأَوفى مُسيل
قَد أَرى الدَهر وَالتنَزُّه وَالجو / سَق عافي الرَسوم خاوي الطُلول
وَتَحَيَّزَتُ في الثَناءِ وَقَد كانَ / عَلى ما تَجودُه تَعويلي
لَنا التَهنِئاتُ وَفَرطُ الجَذَل
لَنا التَهنِئاتُ وَفَرطُ الجَذَل / وَأَنتَ أَجَلُّ وَأَعلى مَحل
وان كانَ فَتحاً أَجَلَّ الفَتوح / وَلَكِنَّ قَدرك فَوقَ الأَجَل
وَأَيُّ عَظيمٍ وَمُستَكبِرٍ / إِلى جَنبِ مَجدِك لا يُستَقل
فَمِن فَيلَقٍ سائِرٍ نَحوَهُم / لِغُنمٍ وَمِن غانِمٍ قَد قَفَل
بَشائِرٌ يُطرِبُنا ذِكرُها / وَيُشغِلُنا وَصفُها عَن غَزَل
سَحابُ عِقابِكَ غَشّاهُمُ / فَأَودى بِهِم وَقعُهُ وَهوَ طَل
وَأَهلَكَ أَرضَهُمُ بالرَذاذِ / فَكَيفَ يَكونُ إِذا ما هَطل
وَكَم قَد هَرَقتَ دِماءَ العِدى / تَصُحُّ عَليلاً وَتشفي غُلَل
وَكَم لَكَ مِن غَزوَة قَبلها / وَما لِسواكَ سِوى مُرتَحل
شَحنتَ الشَوانيَ بالدارِعينَ / فَجاءَتكَ مُوقِرةً بالنَفَل
جَوارٍ تَطيرُ بأُسدِ الشَرى / وَتزأَرُ ما غابَ الأَسَل
حَملنَ اليكَ سَبايا الَّذي / طَغى فَحمَّلنَ اليهِ الأَجَل
وَلَو لَم تَصِل سابِقاتُ الرِماحِ / اليهم كَفَت سابِقاتُ الوَهَل
وَلَو لَم يَمتهم قِراعُ السُيوفِ / أَماتَهُمُ خَوفُها وَالوَجَل
وَقَد أَيقَنوا بالتَوى إِذ وَهى / لِبأسِكَ حَولَهُم وَالحِيَل
وَلَكِن تَعرَّضَهُم ضَلَّةً / كِذابُ المُنى وَخِداعُ الأَمَل
مَولايَ سعدَ الدين دعوةَ آمِلٍ
مَولايَ سعدَ الدين دعوةَ آمِلٍ / مِن بَحر فَيضِ يَدَيكَ خير مُؤَمِّلِ
إِن ارتَحِل بالجِسم عَنكَ فانَّ لي / قَلباً أَقامَ لَدَيكَ لَمّا يَرحلِ
أَعدَدتُهُ لِلدَهر أَنفَعَ عُدَّةٍ / وَعَليهِ بَعدَ اللَهِ فيهِ مُعَوّلي
لَو حارَبَت أَرضٌ سِواها حارَبَت / أَرض الشامِ عليه أَرضَ الموصِل
تَشتاقه أَرضُ الشامِ وَأَهلُها / شَوقَ العِطاشِ إِلى بَرود المنهَلِ
غَيثُ الفَقرِ المرمِلِ كهف الغَري / بِ المُبتَلى رَدءُ الضَعيفِ الأَعزَل
ربُّ الشَجاعَة وَالسَماحَةِ وَالتُقى / أَسَدُ الوَغى الحامي وَزادَ المرمِلِ
وَيَزيدُني شَوقاً إِلَيهِ أَن أَرى / أَهلَ الفَضائِلِ عادِمي متَفضِّل
تَمَّت فَواضِلُهُ عَلى سُؤالِهِ / وَنَمت فَعَمَّت كُلَّ مَن لَم يَسألِ
أَصبَحتَ سعدَ الدينِ أَسعَدَ آمِلٍ / وَجَنى الحَديثِ وَنزهَةَ المتأمِّل
وَنَصَرتَ نورَ الدينِ حينَ نَصحتَ بالرَ / أيِ الأَصيلِ وَبالحُسامِ المُفضلِ
وَشَهامَةٌ أَبَداً تقيِّدُ مَنزِلاً / عَن شاهِقٍ وَمُجَّدلاً عَن أَجدَلِ
غَيثُ الوَرى ذو ديمَة لا تَنجَلي / لَيثُ الوَغى ذو عَزمَة ما تأتَلي
وَعد الفَتى دينٌ وَعبدُكَ ساهِم / في الحالَتين فعَلتَ أَو لَم تَفعَلِ
يقولُ وَقَد عاتَبتُهُ حينَ زارَني
يقولُ وَقَد عاتَبتُهُ حينَ زارَني / عَلى الصَدِّ دَعني من ذُنوبي الأَوائلِ
وَفُضَّ بصيرَ اللَيلِ بالوَصلِ واتَّرِك / زَمانَ العتابِ يَنقَضي بالرَسائِلِ
سَرى عائِفاً مِن عُرفهِ وَحُليهِ
سَرى عائِفاً مِن عُرفهِ وَحُليهِ / فَأَمنهَ زيُّ السُرى عَن حُجولِهِ
صَحباً ثُمَّ أَصبحتُ شاكِياً / وَشُكرُ جَميل الوَجهِ جَحد جَميلهِ
أَهلاً بِها وَبِما أَتَتنما تَحمِلُ
أَهلاً بِها وَبِما أَتَتنما تَحمِلُ / خَلاً نَرى الاقبالَ ساعةَ تُقبِلُ
جاءَت تنزَّعُ تَحتَ أَكرم مَن مَشى / وَكَأَنَّها تَحتَ السَحابَة شَمأل
يَغُذُّ بهم إِمّا أَقبُّ مَطيّهم / نَهدُ المَراكِل أَو أَغرٌّ مُحَجَّل
وَكَأَنَّهُ مِن غِلمةٍ من فَوقِهِ / تَزهى فَيشمعُ أَو تَتيهُ فَيصهَل
طارَت بِهِ فَأَقامَ وَبلُ نَوالِهِ / يَجري فَيهمي أَو يَسُحُّ فَيَهطل
بَحرُ النَدى الغَمِرُ الَّذي رَحَلَت بِهِ / عَنّا وَأَنجمُ جُودِهِ ما تَرحَلُ
لَيثٌ إِذا لاقى الأَعادي مُشبِلٌ / غَيثٌ إِذا لاقاهُ عافٍ مُسبِلُ
وَالنَسرُ يَتبعُ جَيشَه وَالأَجدَلُ / عِلماً بأَنَّ عَدوَّهُ سَيُجَدَّلُ
وَلَهُ إِذا ما الغَيثُ خَصَّ بسيبهِ / فَضلٌ يَعُمُّ بِه البِلادَ وَمُفضِلُ
وَإِذا عَرضتَ لِنَيلِهِ مُستَجدياً / لاقاكَ مِنهُ العارِضُ المتهمِّلُ
إِنَّ الزَمانَ مُحَمَّدٌ بِمُحَمَّدٍ / وَبِفعلهِ الحَسَنِ الجَميلِ مُجمَّلُ
طودُ العُلى السامي بِما يَتَحَمَّلُ / بَحرُ النَدى الكافي بِما يَتَكفَّل
متمنطِقٌ بِالمحمداتِ مُتَوَّجٌ / مُتآزرٌ بالمكرُمات مُسَربَكُ
قَبلٌ أَبوه كانَ أَصلاً ثابِتاً / لِلمُلكِ قِدماً وَهوَ فَرعٌ أَطوَلُ
فَبَنى عَلى أَساس والدِهِ لَه / بَيتاً دَعائِمُهُ الوشيجُ الذُبَّلُ
مالٌ يُبادِرُ مَن دَعاهُ مُسارِعاً / وَعَلى الَّذي لَم يَدعِه مُتَطَفِّل
وَنَدىً يَعُمُّ وَلَم يَخصَّ وَلا نَرى / مَجداً يُنالُ بِلا نَوالٍ يَشمَلُ
إِن يُشرِكوكَ فانَّهم لَم يَبذُلوا / يَومَ النَدى وَلَدى الوَغى ما تَبذل
بأسٌ يُعانيهِ الشُجاعُ فَيَنثَنى / وَنَدىً يُعاينُهُ السَحابُ فَيَخجَلُ
وَلَيسَ لي / بَعدَ الالهِ عَلى سِواكَ مُعَوّلُ
بأبي مَن لِسَبته نَحلةٌ
بأبي مَن لِسَبته نَحلةٌ / آلمت أَكرَم شَيءٍ وَأَجلّْ
أَثّرت لسبتُها في شَفَةٍ / ما بَراها اللَهُ إِلّا للقُبلْ
حَسِبَت أَنَّ بفيه بَيتَها / إِذ رأَت ريقَتَهُ مثلَ العَسَلْ