المجموع : 12
سماء الدجى ما هذه الحدق النجل
سماء الدجى ما هذه الحدق النجل / أصدر الدجى حالٍ وجيد الضحى عُطل
لك اللّه من عزم أجوب جيوبه / كأني في أجفان عين الردى كحل
كأن الدجى نقع وفي الجو حرمة / كواكبها جند طوائرها رسل
كأن مطايانا سماء كأننا / نجوم على أقتابها برجها الرحل
كأن القُرى سكْرى ولا سكر بالقرى / كأن الربا ثكلى وما بالربا ثكل
كأن السرى ساقٍ كأن الكرى طلا / كأنا لها شرب كان المنى نقل
كأن الفلا نادٍ به الجن فتية / عليه الثرى فرش حشيته الرمل
كأن الربا كُوم كأن هزالها / لكثرة ما يغتالها الخف والنعل
كأن الذي تنفى الحوافر في الثرى / خطوطٌ مساميرُ النعال لها شكل
كأنا جياع والمطيّ لنا فم / كأن الفلا زاد كأن السرى أكل
كأن بصدر العيس حقداً على الثرى / فمن يدها خبط ومن رجلها نكل
كأن ينابيع الثرى ثدي مرضع / وفي حجرها مني ومن ناقتي طفل
كأنا على أُرجوحة من مسيرنا / لغورٍ بها نهوي ونجدٍ بها نعلو
كأنا على سير السواني مسافة / لمجهلة تمضي ومجهلة تتلو
كأن الدجى جفن كأن نجومه / على ظهره حليٌ كأنا له نصل
كأن بني غبراء حين لقيتهم / ذئاب كأني بين أنيابهم سخل
كأن أبانا أودع الملك الذي / قصدناه كنزاً لم يسَع ردَّه مطل
كأن يدي في الطرس غواص لجة / بها كلمي درّ به قيمتي تغلو
كأن فمي قوس لساني له يد / مديحي له نزع به أملي نبل
كأن دواتي مطفِل حبشية / بناني لها بعل ونفسي لها نسل
كان بنيها عكس أبناء عصرنا / فإن يُرضَعوا يبكوا وإن يفْطموا يسلو
وإن ضربت أعناقهم عاش ميتهم / فقتلهم أن لا يعمهم القتل
كأن ألهمت فضل الذي باسمه جرت / فسارت وما غير الرؤوس لها رجل
كأن الأمير اختصها فاعتلت به / معارجُ أسبابُ السماء لها سفل
وإلا فما بالُ الملوك نراهمُ / عبيد قناة لا تمر ولا تحلو
ألا عَتَبَتْ جُمْل وبيني وبينها / من البيد عذرٌ لو به علمت جمل
تعجب من شكواي دهري كأنني / شَكوت لما لم يشكه الناس من قبل
يذكرني قرب العراق وديعة / لدى اللّه لا يسليه مال ولا أهل
حنته النوى عني وأضنته غَيبتي / وعهدي به كالليث جؤجؤه عبل
إذا ورد الحجاج لاقى رفاقَهم / بفوَّارتي دمع هما السجل والنجل
يسائلهم أين ابنه كيف حاله / إلامَ انتهى لِمْ لَمْ يَعُد هل له شغل
أضاقت به حال أطالت له يد / أأخّره نقص أقَدَّمه فضل
أفيصوا عن الفرع الذي أنا أصله / وما بال فرع ليس يحضره الأصل
يقولون وافى حضرة الملك الذي / له الكنف المأمول والنائل الجزل
فَقِيدَ له طِرف وحُلّت له حبى / وخِير له قصر ودرَّ له نزْل
وفاضت عليه مطرة خلفية / بها للغوادي عن ولايتها عزل
يذكرهم باللّه ألاّ صدقتم / لديّ أجدُّ ما تقولون أم هزل
فدى لك ما أبناء دهرك من غدا / ولا قوله علم ولا فعله عدل
طوينا للقياك الملوك وإنما / بمثلك عن أمثالهم مثلنا يسلو
ولما بلوناكم تلونا مديحكم / فيا طيب ما نبلو ويا صدق ما نتلو
ويا ملكاً أدنى مناقبه العلى / وأيسر ما فيه السماحة والبذل
هو البدر إلا أنه البحر زاخراً / سوى أنه الضرغام لكنه وبل
محاسن يبديها العيان كما ترى / وإن نحن حدثنا بها دفع العقل
فقولا لِوَسّام المكارم باسمه / ليهنك إذ لم تبقِ مكرمة غفل
وجاراكَ أفراد الملوك إلى العلى / فحقاً لقد أعجزتهم ولك الخصل
سما بك من عمرو بن يعقوب محتد / كذا الأصل مفخوراً به وكذا النسل
إن لم يكن هذا الصدود فصالا
إن لم يكن هذا الصدود فصالا / فانهَيْ خيالكِ أن يزور خيالا
إني وإن حلت عقودي لوعة / لأعز نفساً لم تكن لتذالا
أقلي وريعان الشباب ذريعة / فلو اكتحلت قذى وشبت قذالا
أمطيعة العذال لست بحرة / إن لم أطع في حبك العذالا
إن تصرمي صباً فقد شجيت به / لعساءُ يشجي ساقها الخلخالا
أو تسهريه فربما سهرت له / هيفاء لا تسع العيون جمالا
ومريضة الألحاظ وادعة الْخُطى / تطأ الجفون ولا تكاد دلالا
ترنو إليّ بمقلة ترنو بها / نحو الجبال فتحدر الأوعالا
باتت ترخص لي وباتت عفتي / عذراء تجتال اللمى والخالا
إني ليقعدني الهوى ويحلني / لكن خلقنا يا خلوب رجالا
من قطع رحم الكرى ومهجهج / إثر القوافي يمنة وشمالا
يزع اللفوف فلن يفوت نداءه / ويلي العطوف فلن يطوف ضلالا
إن أرتع الألفاظ أشبع أو سقى / أروى وإن منع الورود أحالا
حتى إذا أعييتني أرسلتها / طرداً كأسراب القطا أرسالا
لك يا عماد المشرقين وإنها / كالنجم دونك أو أعز منالا
فلئن سلبنك خاتميك لقد غدت / تاجاً عليك فهل نقصنك حالا
فليبلغ العيوق فصك وليكن / مثل الشقائق وليزن مثقالا
أيُّ الفصوص وإن علت أضعافه / ليست على هذي الفصوص عيالا
هذا ابن مامة والحديث يطوله / ذو خصلة وقد افترعت خصالا
ويح الزمان من اللذين أراهما / نعيا إليّ المجد والأفضالا
هذا يقول سل الإمام سواهما / إني أراك قد التمست محالا
ويقول خيرهما مقالاً لا تطل / في الخاتمين ولا تكن هيالا
قسماً لأنتزعنه بعروقه / ثقة بفضلك يا إمام وقالا
ومهوسين مهوشين تجمعوا / نسل الفداء وتبذل الأموالا
يا قوم أَنتجعُ السحاب واسألُ ال / بحر المحيط وأَجتدي ميكالا
الذنب للشيخ الإمام لأنه / ساد الورى فليحمل الأثقالا
كرم هنالك لم ترثه كلالة / كلا وفص لم ترثه كلالا
ها إنه أصل لمجدك تابع / فإذا أقلت المكرمات أقالا
يا ذا الذي أنا مشرفيُّك في العدى / أفلا تزيد المشرفيَّ صقالا
لَعَمر المعالي إن مطلبها سهلُ
لَعَمر المعالي إن مطلبها سهلُ / سوى أنها دار وليس لها أهل
حنانيك من حر ألمَّ بمعشر / هم الشاء رِسل ما أدرّت ولا رسل
فحاول أن يستل بالشعر ما لهم / وذلك ما لم يفعل اليد والفعل
شكا الْجَدَّ والأيام إذ لم تُواته / فلم يشك إلا ما شكا الناس من قبل
عزاء ففي هذي الخطوب لنا يد / وصبراً ففي هذا القطيع لنا سخل
ألم تدر أن الجود والمجد والنهى / أمان متى تحلم بها وجب الغسل
ألا لا يغرنك الحسين وَجودُه / فترجوَ قوماً ليس في كأسهم فضل
فما كل وقت مثله أنت واجد / ولا كل أرض للحسين بها مثل
أعيذك أن تلقى الورى في لباسه / وفي شكله يا بعد ما يقع الشكل
فما كل جنس تحته النوع داخل / ولا كل ما أبصرت من شجر نخل
ولن تفعل الأقوام مثل فَعاله / ولا سائر الذبان ما تفعل النحل
وما جلّ هذا الناس إن تبلهم أبو / عليّ حسين أو أبو طيب سهل
أيا ناقةً بلّغتِنيه محرّم / عليك السرى لا بل على ظهركِ الرحل
ألا يهنىء الشيخ الموفق إنه / فتاه ولولا الفرع ما شرف الأصل
تشابهتما فضلاً ومجداً فلم يبن / أألأصل أزكى في القياس أم النسل
كذا الدهر يقضي في عداهم وفيهم / بنجم لهم يهوي ونجم لهم يعلو
يا ملك الشرق عمدة الدولِ
يا ملك الشرق عمدة الدولِ / ويا علا المكرمات لا الحيل
يا أسد الملك لا الغياض ويا / سيف السنا والسناء لا الخِلل
ويا سحاب العقيان لا بلل ال / قطر عُقاب الملوك لا الحجل
أصبح منك الزمان في وجل / ومن نداك الغمام في خجل
طلعت للناس مبتدا أمل / وللمعادين منتهى أجل
بنت لك المكرمات منزلة / أسس أركانها على زحل
فامدد إلى الشعريينِ منك يداً / مخلوقة للعطاء والقبل
إذا هَمَت راحتاك يوم ندى / فالغيم والبحر نطفتا وشل
وإن طمَى عسكراك يوم ردى / فالسيل والليل واردا فشل
يا من يرى الحرب منتحى قنص / والضرب والطعن مجتنى عسل
رسمت لي أن أجرّ في صفة ال / سيف وأسمائه مدى الطول
فانكدر النجم دون ظنك بي / وانتقل الفرض دون أمرك لي
ومن سمت في العلا همته / يخطب ما خطبت من قبلي
لا جرم اجتبت كل مخترق / فيه وادّخلت كل مدّخَل
وشِمتَ دون السيوف سيف فمي / وقلت لا ذا عمى ولا شلل
فسفت بالقلب أين أنت وبال / صدر تشمّر وبالطبع حَيَّهَلِ
له أسامٍ شتى فأشهرَها ال / سيف فقد سار سائر المثل
والسيف من لفظه السُّواف قدِ اش / تق ففيه الرداء للرجل
والصارم النافذ الشَبا الْجُرا / ز المقاطع الحد غير منتصل
والمنصل السيف واستفيد له ال / نعت من النصل أو من النصل
والمِقضب الكاسر الشَّبا وكذا ال / مِفصل معناه هاشم البطل
والمفصل السيف وهو من فَ / صَل العظم إذا قده على عجل
والمقضب الفاصل العظام كما ال / قَضّاب يفري مفاصل الجمل
والمقصل السيف لا يصان عن ال / أشجار فهو البطيء في العمل
وفي السيوف الكهام هو الذي / يفتك لكن بالقرع والبصل
وفي السيوف المِجذ والجد معن / نىً سواء في الرعب والوجل
وقد يقال المهز وهو الذي / يهتز كالغصن ساعة العمل
وهو مِقَدّ إن خاض في مفرق ال / رأس مِقطّ لها من الكفل
ثم القَساسي وهو منتسب / إلى قساسٍ مدينة العمل
والمشرفيّ انتَمى إلى حِلل / قالوا من الريف عذبة الحلل
والأبرص السيف لا سواد به / كأنه شعلة من الشعل
والأبيض السيف راع منظره / كأنه من سناك في حلل
والْمُرهَفُ السيف رق جانبه / حتى كأني أعرته غَزَلي
والمِبعج السيف واللسان له / رأس طويل كهامة الأسل
والباضع السيف من بَضَعْت يدَ ال / خصم بضعت غارب الجمل
وبعض أسمائه الْمُبَضِّعُ وه / و القاطع العظمَ عند مقتتل
وقد يسمونه المطبّق وهو / و الضارب العظم ساعةَ الوَهَل
والباتر السيف وهو من بتر ال / عمر إذا نادت الكماة هلِ
والمهر سيف بمتنه ربد / والقضب ما لم يقف على فلل
وبعض أسمائه المذكر وه / و إن رمتَ علمَه فسل
تلك سيوف شفارها ذكر / من عمل الجزيرة النمل
والباهر السيف نور منظره / يبهر نور العيون والمقل
والمخذَم السيف إن خذمت مدى ال / عمر وأفنيت مدة الْمَهل
وأحور ساجي الطرف أغرى بي الضنى
وأحور ساجي الطرف أغرى بي الضنى / وقصر نومي في ليال أطالها
دنا فسألناه أما لك من فم / فقال نعمْ قلنا فأينَ فقال ها
يا شادناً لو لم تكن
يا شادناً لو لم تكن / شفتاه للأسنان ذيلا
ما إن رأيت ولا رأى / أحد من العشاق ليلا
مرت بنا وعينها
مرت بنا وعينها / من سكرها منخزلهْ
ذات جفون ضعفت / كمذهب المعتزلة
وظاهر يروعه / وباطن لا أصل لهْ
هنة كدور عمامتي شكلاً
هنة كدور عمامتي شكلاً / وترى الضرير لشكلها مثلا
والمنحنى ظهراً يماثلها / ومع الزيارة ينثني أصلا
وترى البلاد لها مقاربة / والقين يفعل تحتها فعلا
هذا إذا ما نونها انقلبت / مأوى الطيور وبيتها الأعلى
أحاجيكم وليس لكم
أحاجيكم وليس لكم / بما حاجيت من قِبَلِ
بدرّ صين في صدف / وفي خلل وفي كلل
وإن عطلت أوله / فموردة من الحيل
وإن حليت آخره / فهيج البحر كالقلل
وإن قوست قامته / رأيت حليلة الرجل
وإن تضمم له شفة / تعطلها من الحلل
فعند اللّه ليس له / مبادي الشكل والمثل
وإن شئنا لطولنا / وأرخينا مدى الطّوَل
أيا جامع المال من حله
أيا جامع المال من حله / يبيت ويصبح في ظله
سيؤخذ منك غداً كله / وتسأل من بعد عن كله
يا معجباً مرح العنا
يا معجباً مرح العنا / ن يجر في الْخيلاء ذيله
أقصر فإنك ميت / يُهدي الفناء إليك سيله
دخلت على الرسول وكان غثا
دخلت على الرسول وكان غثا / ثقيل الروح ذا حمق وجهل
وأقسم أنه لو كان أيراً / لكان على أبي نصر بن سهل