المجموع : 24
كمّن ف يخفِّ الوصيِّ حيَّةٌ
كمّن ف يخفِّ الوصيِّ حيَّةٌ / سَبسبَها الراقي فيه بالحيلْ
فأرسلَ اللهُ إليه مَلَكاً / في صورةِ الطيرِ الغُداف المُنْحَجِلْ
فحلَّق الخُفُّ وأحداقُ الوَرى / تراه في حِجْرِ الغُدافِ مُعتَقَلْ
حتى هوى من جوفِه نضناضةٌ / تَنضَحُ سُمّاً باللعابِ المنسدِلْ
هبّ عليَّ بالملامِ والعَذَلْ
هبّ عليَّ بالملامِ والعَذَلْ / وقالَ كمْ تَذكرُ بالشعرِ الأُوَلْ
كُفَّ عن الشرِّ فقلتُ لا تقلْ / ولا تخلْ أكُفُّ عن خيرِ العملْ
إنّي أحبُّ حَيدراً مناصحاً / لمن قَفا مواثباً لِمن نَكَلْ
أحبُّ من آمن بالله ولم / يشرك به طُرفةَ عينٍ في الأزَلْ
ومن غَدا نفس الرسولِ المصطفى / صلّى عليه اللهُ عندَ المُبتهلْ
وثانيّ النبيِّ في يومِ الكِسا / إذ طهَّر اللهُ بهِ من اشتَمَلْ
وقالَ خلّفت لكم كتابهُ / وعِترَتي وكلُّ هذين ثِقَلْ
فليتَ شعري كيف تَخلفونني / في ذا وذا إذا أردت المُرْتَحَلْ
وجاء من مكّةَ والحجيجُ قد / صاحبَهُ من كلِّ سَهلٍ وجَبَلْ
حتى إذا صار بخُمِّ جاءَه / جبريلُ بالتبليغِ فيهم فنَزَلْ
وقمّ ذاك الدوحَ فاستوى على / رَحْلٍ ونادى بعليٍّ فارتحلْ
وقال هنا فيكمُْ خَليفتي / ومن عليه في الأمورِ المتَّكَلْ
نحن كهاتين وأوما بإصبعٍ / من كفِّهِ عن إصبعٍ لم تَنْفَصِلْ
لا تبتغوا بالطهرِ عنه بَدَلاً / فليس فيكم لعليٍّ من بَدَلْ
ثم أدارَ كفَّه لِكفِّه / يرفعُها منه إلى أعلى مَحلّ
فقال بايعوا له وسلِّموا الأ / مرَ إليه واسلَموا من الزَلَلْ
ألستُ مولاكم فذا مولىً لكم / واللهُ شاهدٌ بذا عزّ وجَلّ
يا ربِّ والِ من يوالي حَيدراً / وعادِ مَن عاداه واخذُلْ من خَذَلْ
يا شاهدي بلّغتُ ما أنزلَهُ / إليَّ جبريلُ وعنه لم أحُلْ
فبايَعوا وهنَّئوا وبَخْبَخوا / والصدرُ مطويٌّ له على دَغَلْ
فقلْ لمن يَنقَمُ منه ما رأى / وقلْ لمن يعدلُ عنه لِمْ عَدَلْ
قولُ عليٍّ لحارثٍ عَجبٌ
قولُ عليٍّ لحارثٍ عَجبٌ / كَمْ ثَمَّ أعجوبة له جُمَلا
يا حارِ همدانَ من يَمُتْ يَرني / من مؤمنٍ كان أو منافقٍ قَبِلا
يَعرِفُني طَرفُهُ وأعرِفُهُ / بعينِهِ واسمِه وما فَعلا
وأنتَ عندَ السراطِ تَعرفُني / فلا تَخفْ عَثرةً ولا زَلَلا
أسقيكَ من باردٍ على ظمإ / تَخالُه في الحلاوةِ العَسلا
أقولُ للنارِ حين تُوقَفُ للعَرْ / ضِ على جِسرها ذَري الرَّجُلا
ذَريه لا تَقربيه إن له / حَبلاً بحَبلِ الوَحِيِّ مُتَّصِلا
هذا لنا شيعةٌ وشيعَتُنا / أعطانَي اللهُ فيهمُ الأمَلا
هِمّة تنطحُ الثريّا وعزٌّ
هِمّة تنطحُ الثريّا وعزٌّ / نبويٌّ يُزعزِع الأجبْالا
وعطاءٌ إذا تأخَّرَ عنه / سائِلوه اقتضاهُمُ استعجالا
قامَ النبيُّ يومَ خُمِّ خاطِباً
قامَ النبيُّ يومَ خُمِّ خاطِباً / بجانبِ الدَّوْحاتِ أو حِيالَها
فقالَ من كنتُ له مولىً فذا / مَولاه رَبّي اشهدْ مِراراً قالَها
قالوا سَمِعنا وأطعنا كلُّنا / وأسرعوا بالأَلسنِ اشتغالَها
وجاءهم مشيخةٌ يَقْدَمْهُمُ / شيخٌ يُهنِّي حَيدراً مِثالَها
قال له بخٍ بخٍ من مِثلكا / أصبحتَ مولى المؤمنينَ يا لها
يا عجباً وللزمانِ عَجَبٌ / يَلقى ذوو الفكرِ به ضُلاَّلَها
إن رِجالاً بايَعَتْهُ إنّما / بايَعتِ اللهَ فما بَدا لَها
وكيف لم تشهدْ رجالٌ عندما / أشهدَ في خُطبته رِجالَها
وناشدَ الشيخَ فقالَ إنّني / كَبُرتُ حتى لم أجد أمثالَها
فقال والكاذبُ يُرمى بالتي / ليس تُواري عَمّةً تَنالُها
هم الأئِمّةُ بعد المصطفى وهمُ
هم الأئِمّةُ بعد المصطفى وهمُ / من اهتدى بالهدى والناسُ ضُلاَّلُ
وإنّهم خيرُ من يَمشي على قدمٍ / وهم لأحمدَ أهلُ البيت والآلُ
بعثَ الإلهُ إلى ثمودٍ صالحِاً
بعثَ الإلهُ إلى ثمودٍ صالحِاً / منه بنورٍ سلامةٍ لا يُشْكِلُ
قالوا له أَخرِجْ لنا من صَخْرَةِ / عشراءَ نَحلِبُها إذا ما نَنْزِلُ
فتصدَّعَتْ عن ناقةٍ فُتنوا بها / وقضاءُ ربّك ليس عنه مَرْحَلُ
في حفلِ دِرَّتِها لِقاحٌ خلفَها / سَقبٌ ويَقدُمها هناكَ ويَنزِلُ
لما رَأَوْها حافِلاً حَفُّوا بها / ودَعوا بأوعيةٍ وقالوا احمِلوا
حتى عَتوا وتمرّدوا وسطَوْا بها / بَطَراً فأسرَعَ في شَواها المُنْصُلُ
خَضبوا فَراسِنَها بقانٍ مُعْجَلٍ / فرغا هنالكَ بَكرُها فاستُؤصِلوا
قبلَ الصباح بصيحةٍ أخذتهم / بعد الرُّقادِ سَرى إليهم مَنْهَلُ
أينَ الجهادُ وأينَ فضلُ قَرابةٍ
أينَ الجهادُ وأينَ فضلُ قَرابةٍ / والعلمً بالشُّبُهاتِ والتَفصيلُ
أينَ التَقدّمُ بالصلاةِ وكُلُّهم / لِلاّتَ يَعبد جَهرةً ويَحولُ
أين الوَصِيّةُ والقِيامُ بِوَعْدِه / وبِدينِهِ إنْ غرَّك المحصولُ
أين الجِوازُ بمسجدٍ لا غيرُه / جُنُباً يَمُرُّ بهِ فأينَ تَحولُ
هل كان فيهم إن نظرتَ مُناصحاً / لأبي الحسينِ مُقاسِطٌ وعَديلُ
أوَليس قد فُرضَت علينا طاعةٌ
أوَليس قد فُرضَت علينا طاعةٌ / لأولي الأمورِ فهل لها تأويلُ
ما كان خبّرنا بذاكَ محمدٌ / خَبَراً له في المُسنداتِ أُصولُ
إنّ الخليفةَ بعدَه هذا الذي / فيها عليهِ من الخِطابِ يُحيلُ
هل عندَ من أحببتَ تَنويلُ
هل عندَ من أحببتَ تَنويلُ / أم لا فإنّ اللَّوْمَ تَضليلُ
أم في الحشى منك جوىً باطنٌ / ليس تُداويهِ الأباطيلُ
عُلِّقتَ يا مغرورُ خدّاعةً / بالوعدِ منها لكَ تَخييلٌُ
ريَّا رداحَ النًّوْمِ خُمصانةً / كأنّها أدماءُ عُطبولُ
يَشفيكَ منها حينَ تَخلو بها / ضَمٌّ إلى النَّحرِ وتَقبيلُ
وذوقُ رِيقٍ طيّبٍ طعمُه / كأنّه بالمِسكِ مَعْلولُ
في نسوةٍ مثلِ المَها خُرَّدٍ / تَضيقُ عنهنَّ الخَلاخِيلُ
أقسمُ باللهِ وآلائِهِ
أقسمُ باللهِ وآلائِهِ / والمرُ عما قال مَسْؤولُ
أنّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ / على التُّقى والبِرِّ مَجبولُ
وأنّه كان الإمامَ الذي / له على الأُمّةِ تَفْضيلُ
يقولُ بالحقِّ ويُعنى بهِ / ولا تُلَهِّيه الأباطيلُ
كان إذا الحربُ مَرَتْها القَنا / وأحجمتْ عنها البَهاليلُ
يَمشي إلى القِرن وفي كفِّه / أبيضُ ماضي الحدِّ مَصقولُ
مشيَ العَفَرْني بين أشبالِهِ / أبرزَهُ لِلْقَنَصِ الغِيلُ
ذاك الذي سلَّمَ في ليلةٍ / عليهِ ميكالُ وجِبِريلُ
ميكالُ في ألفٍ وجِبريلُ في / ألفٍ وَيتلوهُمْ سَرافِيلُ
ليلةَ بَدرٍ مَدداً أُنزلوا / كأنّهم طيرٌ أبابيلُ
فسلّموا لمّا أتوْا حَذْوَهُ / وذاك إعظامٌ وتَبجيلُ
أَشْهدُ باللهِ وآلائِه
أَشْهدُ باللهِ وآلائِه / والمرءُ عمّا قاله يُسأَلُ
أن عليّ بنَ أبي طالب / خليفةُ اللهِ الذي يَعدِلُ
وأنّه قد كان من أحمدٍ / كمثلِ هارونَ ولا مُرْسَلُ
لكن وصيٌّ خازنٌ عندَه / عِلمٌ من اللهِ به يَعمَلُ
قد قام يوم الدَّوح خيرُ الوَرى / بوجههِ للناسِ يَستَقْبِلُ
وقال من قد كنتُ مولىً لهُ / فذا له مَولى لكم مَوئِلُ
لكنْ تَواصوا بِعليِّ الهُدى / أن لا يُوالوهُ وأن يَخْذُلوا
وصيُّ النبيِّ المصطفى وابنُ عمِّه
وصيُّ النبيِّ المصطفى وابنُ عمِّه / وأوَّلُ من صلَّى لذي العزّةِ العالي
وناصِرُهُ في كلِّ يومِ كَريهةٍ / إذا كان يومٌ ذو هَرير وزلزالِ
وعمرو بن عبدٍ قَدَّ مِنْهُ شَواته / بأبيضَ مصقولٍ الغِرارين فَصَّالِ
كأنّ على أثوابه من نَجيعه / عصيرُ البرايا أو نضيحةُ جِريالِ
غداةَ مشى الأكفاءُ من آل هاشمٍ / إلى عبدِ شمسٍ في سرابيلِ أهوالِ
كأنّهم والسابغاتُ عليهمُ / مصاعبُ أجمالٍ مَشَتْ تحتَ أحمالِ
وصلّى ولم يُشرِك سنينَ وأشهراً
وصلّى ولم يُشرِك سنينَ وأشهراً / ثمانيةً من بعد سبعٍ كواملِ
فَمَن لم يكنْ يعرفَ إمامَ زَمانِهِ
فَمَن لم يكنْ يعرفَ إمامَ زَمانِهِ / وماتَ فقد لاقى المنّيَةَ بالجَهلِ
في قصّةِ الطائر المشويِّ حين دعا
في قصّةِ الطائر المشويِّ حين دعا / محمدٌ ربّه دعواتِ مُبْتَهِلِ
أدخِلْ إليَّ أحبَّ الخلق كُلّهمِ / طُرّاً إليكَ فمنهُ واجعلنه وَليِ
فجاءَ من بعدِه خيرُ الورى رجلٌ / عليه يقرعُ باب البيتِ في مَهَلِ
فقال مختبراً من ذا له أنَسٌ / فقال جاء عليٌّ جُدْ بفتحِكَ لي
فقال ترجعْ ولا تصغرْ أبا حسنٍ / فإنّ عنك رسولَ اللهِ في شُغُلِ
فانحازَ غيرَ بعيدٍ ثم أعطَفَه / دعا النبيَّ فدقَّ البابَ في رَسَلِ
فقال أحمد من هذا تحاورُه / بالباب أدخلُه لا بوركتَ من رَجُلِ
فقام مبتَدِراً للبابِ يَفتَحُهُ / وحيدرٌ قائمٌ بالبابِ لَم يَزَلِ
حتى إذا ما رأته عينُ أحمدِه / حيّا وقرَّبهُ تقريبَ مُحْتَفِلِ
فقالَ ما بكَ قل لي يا أبا حسنٍ / اجلس فداك أبي يا مؤنسي فَكُلِ
وقد أتانا رداءٌ من هَدِيَّتِكمْ
وقد أتانا رداءٌ من هَدِيَّتِكمْ / فلا عدمتُك طولَ الدهر من والٍ
هو الجَمالُ جزاكَ اللهُ صالحةً / لو أنّه كان موصولاً بسِربالِ
خوارجُ فارقوهُ بنهروانٍ
خوارجُ فارقوهُ بنهروانٍ / على تحكيمهِ الحسنِ الجميلِ
على تحكيمِهِ فَعَموا وصمُّوا / كتابَ اللهِ في فمِ جُبْرَئيلِ
فمالوا جانباً وبَغَوا عليهِ / فما مالوا هناكَ إلى مَميلِ
فتاةَ القومُ في ظُلَمٍ حَيارى / عماةً يَعمَهونَ بلا دليل
فضّلوا كالسوائم يومَ عيدٍ / تنحر بالغداة وبالأصيل
كأن الطير حولهم نضارعه / عُكوفاً حولَ صُلبانِ الأبيلِ
امدَح أبا عبدِ الإل
امدَح أبا عبدِ الإل / هِ فتى البريّةِ في احتمالِهْ
سبطُ النبيِّ محمدٍ / حبلُ تَفرَّعَ من حِبالِهْ
تَغشى العيونُ الناظراتُ / إذا سمونَ إلى جَلالِهْ
عذبُ المواردِ بحرُه / يُروي الخلائقَ من سِجالِهْ
بحرُ أَطلّ على البَحور / يُمدّهن نَدى بِلالِهْ
سَقتِ العبادَ يمينُه / وسقى البلادَ ندى شِمالِهْ
يَحكي السحابَ يمينُه / والودقُ يَخرج من خِلالِهْ
الأرضُ ميراثٌ له / والناسُ طُرّاً في عِيالِهْ
يا حجةَ اللهِ الجليل / لِ وعينَه وزعيمَ آلِهْ
وابنَ الوصيِ المُرْتَضى / وشبيهَ أحمدَ في كَمالِهْ
أنت ابن بنتِ محمدٍ / حَذواً خُلقتَ على مِثالِهْ
فضياءُ نُورِكَ نُورُه / وظلالُ رُوحِكَ من ظِلالِهْ
فيكَ الخلاصُ عن الرَّدى / وبكَ الهِدايةُ من ضَلالِهْ
أُثني ولستُ ببالِغٍ / عشرَ الفَريدةِ من خِصالِهْ
أعلماني أيّ برهانٍ جَلي
أعلماني أيّ برهانٍ جَلي / فتقولانِ بتفضيلِ عليِّ
بعدَما قام خطيباً مُعلِناً / يوم خُمِّ باجتماعِ المَحْفِلِ
أحمدُ الخير ونادى جاهِراً / بمقالٍ منه لم يُفْتَعَلِ
قالَ إنّ اللهَ قد خَبَّرني / في معاريضِ الكتابِ المُنْزَلِ
أنّه أكمل ديناً قيّماً / بعليِّ بعد أن لم يَكْمُلِ
وهو سَيفي ولِساني ويدي / ونَصيري أبداً لم يزلِ
وهو صِنوي وصفييّ والذي / حبُّه في الحشرِ خيرُ العَمَلِ
نورُه نوري ونوري نورُهُ / وهو بي متّصلٌ لم يُفْصَلِ
وهو فيكم من مقامي بدلٌ / ويلُ من بَدَّل عهدَ البَدَلِ
قوله قولي فمن يأمرُهُ / فَلْيُطِعْهُ فيه ولَيمتَثِلِ
إنّما مولاكم بعدي إذا / حانَ موتي ودنا مُرْتَحلي
ابنُ عمّي ووصيِّ وأَخي / ومُجيبي في الرَّعيلِ الأوّلِ
وهو بابٌ لعلومي فسُقوا / ماءُ صَبرٍ بنقيع الحنظلِ
قطّبوا في وجههِ وائتمروا / بينهم فيه بأمرٍ مُعْضِلٍ