المجموع : 10
أَماناً أَيُّها الْقَمَرُ الْمُطِلُّ
أَماناً أَيُّها الْقَمَرُ الْمُطِلُّ / عَلَى جَفْنَيْكَ أَسْيافٌ تُسَلُّ
يَزيدُ جَمالُ وَجْهِكَ كُلَّ يَوْمٍ / وَلِي جَسَدٌ يَذُوبُ وَيَضْمَحِلُّ
وَما عَرَفَ السَّقامُ طَريقَ جِسْمي / وَلكِنْ دَلُّ مَنْ أَهْوى يَدُلُّ
يَميلُ بِطَرْفِهِ التُّرْكِيِّ عَنِّي / صَدَقْتُمْ إِنَّ ضِيقَ الْعيْنِ بُخْلُ
إِذْا نُشِرَتْ ذَوائِبُهُ عَلَيْهِ / تَرى ماءً يَرِفُّ عَلَيْهِ ظِلُّ
وَقَدْ يَهْدي صَباحُ الْخَدِّ قَوْماً / بِلَيْلِ الشَّعْرِ قَد تَاهُوا وَضَلُّوا
أَيَا مَلِكَ الْقُلوبِ فَتَكْتَ فِيها / وَفَتْكُكَ فِي الرَّعِيَّةِ لا يَحِلُّ
قَليلُ الْوَصْلِ يُقْنِعُها فَإِنْ لَمْ / يُصِبْها وابِلٌ مِنْهُ فَطَلُّ
أَدِرْ كأْسِ الْمُدامِ عَلى النَّدامَى / ففِي خَدَّيْكَ لي راحٌ وَنُقْلُ
فَنيراني بِغَيْرِكَ لَيْسَ تُطْفا / وَأشْواقِي بِغَيْرِكَ لا تُبَلُّ
بِمَنْظَرِكَ الْبَدِيعِ تُدِلُّ تِيهاً / وَلِي مَلِكٌ بِدَوْلَتِهِ أُدْلُّ
أَبو الفَتْحِ الْكَريمُ الطَّلْقُ موسى / فَتىً يُعْطي الكَثيرَ وَيَسْتَقِلُّ
بِهِ اخْضَرَّتْ فِجاجُ الأرْضِ خِصْباً / فَما لِلْمَحْلِ فِي بَلَدٍ مَحَلُّ
أَغَرُّ عَلى سَريرِ الْمُلْكِ مِنْهُ / سُلَيْمانٌ وَأَهْلُ الأرْضِ نَمْلُ
وَيَمْلأُ غَيْرُهُ كِيساً فَكيساً / وَمِلْءُ زَمانِهِ كَرَمٌ وَعَدْلُ
وَقَالُوا حِفْظُ هذا المالِ عَقْلٌ / فَقالَ نَعَمْ وَبَعْضُ الْعّقْلِ جَهْلُ
فَلَيْسَ يَذُمُّهُ إِلاَّ مَطايَا / إِلى أَبْوابِهِ تَنْضى وَسُبْلُ
تُمَلِّكُهُ الْبِلادَ قَناً وَجُرْدٌ / وَبُتْرٌ مَنْ يُطاوِلُها يَذِلُّ
إِذْا انْبَثَّتْ عَساكِرُهُ اتِّساعاً / تَضايَقَ دونَها حَزْنٌ وَسَهْلُ
بَوارِقُها لِعَيْنِ الشَّمْسِ داءٌ / وَعِثْيَرُها لِعَيْنِ الشَّمْسِ كُحْلُ
لِمَوْلانا الْخَليفَةِ فِيهِ رَأْيٌ / حَديدٌ لا يَفِيلُ وَلا يُفَلُّ
تَأَمَّلَ فِي الْكِنانَةْ مِنْهُ سَهْماً / سَديداً لا يَطيشُ وَلا يَزِلُّ
فَفَتَّاهُ وَراسَلَهُ اخْتِصاصاً / وَرَوَّاهُ الْحَديثَ وَذاكَ فَضْلُ
فَزادَتْ هَذِهِ النُّعْمى وَدامَتْ / عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لِلْخَيْرِ أَهْلُ
غِناءُ الجَمالِ جَمالُ الغِناءِ
غِناءُ الجَمالِ جَمالُ الغِناءِ / وَنَغْمَتُهُ نَغْمَةٌ شامِلَهْ
تَنَفَّسَ مِثْلَ نَسيمِ الصَّبَا / فَأَغْصانُ جُلاَّسِهِ مائِلَهْ
لَو كُنتَ يا مَن يَلومُني عَادِلْ
لَو كُنتَ يا مَن يَلومُني عَادِلْ / ما كُنتَ فِيمَنْ هُوِيتُه عاذِلْ
أَصْبَحْتُ فِي خِدْمَةِ الغَرامِ وَلِي / جَارٍ مِنَ الْعَيْنِ مُطْلَقٌ هامِلْ
قَلْبِي بِباقِي هَواهُ مُنْكَسِرٌ / وَحَمْلُ هَمِّي لأَجْلِهِ حاصِلْ
فَخَفِّفِ الآنَ عَن فُؤادِ فَتىً / عَلَيهِ شُغْلٌ مِن حُبِّهِ شاغِلْ
ضَلَّ الكَرَى عَن جُفونِ مُقْلَتِهِ / فَدَمْعُهُ عَنْهُ لَمْ يَزَلْ سائِلْ
ما سَحَّ فِي الخَدِّ قَطْرُ أَدْمُعِهِ / إِلاَّ وَأَضْحَى خَصِيبُها ماحِلْ
مِن لِي بِمُرخِي الأصْداغِ بَلْبَلَها / كَما يَمُدُّ الحَبائِلَ الحَابِلْ
الخَمْرُ وَالسِّحْرُ فِي لَواحِظِهِ / قَد شَهِدا لِي بِأَنَّها بَابِلْ
وَخالُهُ بِالعِذارِ مُلْتَحِفٌ / كَحارِسٍ فِي خَميلَةٍ خامِلْ
ما لِي نَصِيرٌ عَلى مَحَبَّتِهِ / وَالصَّبْرُ لِي فِيهِ مِثْلَهُ خاذِلْ
الحَمْدُ لِلَّهِ بِتُّ فِي دَعَةٍ / لَستُ لِهَمٍّ غَيْرِ الهِوِى حامِلْ
وَالدَّهْرُ بَعدَ الجِماحِ قَد عَطَفَتْ / عِنانَهُ لِي عِنايَةُ الفَاضِلْ
بَحْرٌ إِذْا سَحَّ وَالسَّحابَ مَعاً / يَغِيضُ غَيضاً مِنْهُ الحَيَا الهَاطِلْ
كَم راعَ يَوماً يَراعُهُ بَطَلاً / أَيُّ شُجاعٍ فِي كَفِّهِ ذابِلْ
مِن قَصَبِ السَّبْقِ حازَهُ فَغَدا / بِكُلِّ نُعْمَى جُسَيْمُهُ ناحِلْ
مِن سَيفِهِ السُّمُّ لِلعُدَاةِ وَفِي / راحَةِ راجِيهِ راحَةُ الآمِلِ
قُمْتُ لَيلَ الصُّدودِ إِلاَّ قلَيلاً
قُمْتُ لَيلَ الصُّدودِ إِلاَّ قلَيلاً / ثُمَّ رَتَّلْتُ ذِكْرِكُمْ تَرْتِيلاَ
وَوَصَلْتُ السُّهادَ قُبِّحَ وصْلاً / وَهَجَرْتُ الرُّقادَ هَجْراً جمَيلاَ
مِسْمِعٌ كلَّ عَنْ كَلامِ عَذُولِي / حِينَ أَلْقَى عَلَيْهِ قَوْلاً ثَقِيلاَ
وَفُؤَادٌ قَد كانَ بَيْنَ ضُلوعِي / أَخَذَتْهُ الأَحْبابُ أَخْذاً وَبِيلاَ
قُلْ لِراقِي الجُفُونِ إِنَّ لِجفْنِي / فِي بِحارِ الدُّموع سَبْحاً طَويلاَ
مَاسَ عُجَباً كَأَنَّهُ ما رَأَى غُصْ / ناً طَلِيحاً وَلاَ كَثِيْباً مَهِيْلاَ
وَحَمَى عَنْ مُحِّبِه كَأْسَ ثَغْرٍ / حِيْنَ أَمْسَى مِزاجُها زَنْجَبِيلاَ
بَانَ عَنِّي فَصِحْتُ فِي أَثَرِ العِيْ / سِ ارْحَمُونِي وَأَمْهِلوهُمْ قَلِيلاَ
أنا عَبْدٌ لِلْفاضِلِ بنِ عَلِيٍ / قَد تَبَتَّلْتُ لِلثَّنَا تَبْتِيلاَ
لاَ تَسُمْهُ وَعداً بِغَيْرِ نَوالٍ / إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاَ
وَإِذْا كانَ خَصْمَكَ الدَّهْرُ وَالحُكْ / مُ إِلَى اللَّهِ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاَ
جَلَّ عَن سَائِرِ الخَلاَئِقِ مدَحاً / فَاخْتَرَعْنا فِي مَدْحِهِ التَّنْزِيلاَ
إِنَّ مَدْحِي لَهُ أَشَدُّ وِطَاءً / وَقَرِيضِي أَقْوَى وَأَقْوَمُ قِيلاَ
رَاعَ أَعْدَاءَهُ بِصُفْرِ اليَراعَا / تِ فَأَنْسَى صَريرُهُنَّ الصَّلِيلاَ
فَاسْتَمِعْ لَفْظَهُ وَلُذْ بِحِماهُ / تَلْقَ قَوْلاً جَزْلاً وَنَيْلاً جَزِيلاَ
لاَ أَذُمُّ الزَّمَانَ إِذْ كُنْتَ فِيهِ / يَا سَحابَ النَّدَى لِرِزْقِي كَفِيلاَ
لِيْ دُيونٌ عَلى عُلاَكَ وَهذَا / وَقْتُ يُسْرٍ فَأَوْفِ وَاصْنَعْ جَمِيلاَ
أَتَمَنَّى رِزْقَ المُقِيمِ عَلى اللَّ / هِ وَإِنْ رُمْتُ رِحْلَةً وَنُزُولاَ
صِنْفٌ مِنَ التُّرْكِ وَالخُدَّامِ قَد بَلَغا
صِنْفٌ مِنَ التُّرْكِ وَالخُدَّامِ قَد بَلَغا / بِأَقْبَحِ الفِعْلِ فِينَا غايَةَ الأمَلِ
فَسَعْدُ هَذا بِما قَد قُدَّ مِنْ دُبُرٍ / فِيهِ وهَذا بِما قَد قُدَّ مِنْ قُبُلِ
خَدَمْتُ بِديوَانِ المَحَبَّةِ ناظِرا
خَدَمْتُ بِديوَانِ المَحَبَّةِ ناظِرا / عَلى غرَّةٍ يا لَيْتَنِي فِيهِ عامِلُ
وَحاسَبَ فَرْطُ السُّقْمِ جِسْمِي فَلَمْ تَكُنْ / بَواقِيْهِ إِلاَّ أَعْظُمٌ وَمَفاصِلُ
لا تَقْنَطَنَّ إِذْا ما حَالَةٌ عَسُرَتْ
لا تَقْنَطَنَّ إِذْا ما حَالَةٌ عَسُرَتْ / وَكُنْ بِإِصْلاَحِها مُسْتَوثِقَ الأمَلِ
كانَتْ بِجِيرُونَ أَوْساخٌ فَحِينَ شَكَتْ / أَغاثَها رَبُّها بِالصَّاحِبِ بنِ عَلِي
هُوَ الإِمامُ الَّذِي لَولا هِدايَتُهُ / تَحَيَّرَ النَّاسُ فِي قَوْلٍ وفِي عَمَلِ
بَدْرُ تِمٍّ لَهُ ِمَن الشَّعْرِ هَالَهْ
بَدْرُ تِمٍّ لَهُ ِمَن الشَّعْرِ هَالَهْ / مَنْ رَآهُ مِنَ المُحِبِّيْن هَالَهُ
قَصُرَ اللَّيْلُ حِيْنَ وَلَّى وَلاَ غَرْ / وَ غَزالٌ غارَتْ عَلَيْهِ الغَزالَهْ
يا نَسيمَ الصَّبَا عَساكَ تَحَمَّلْ / تَ لَنا مِن سُكَّانِ نَجْدٍ رِسالَهْ
كُلِّ مَعْسُولَةِ المَراشِفِ بَيْضا / ءَ حَمَتْها سُمْرُ القَنا العَسَّالَهْ
عانَقَتْنِي كَصارِمي وَأَدَارَتْ / مِعْصَمَيْها فِي عاتِقِي كَالحِمالَهْ
إن بِالرَّقْمَتَيْنِ مَلْعَبَ لَهْوٍ / بَسَطَتْ دَوْحُهُ عَلَيْنَا ظِلالَهْ
مَعْلَمٌ مُعْلَمٌ وَشَى بُسْطَةُ الزَّهْ / رُ وَحاكَتْهُ دِيمَةٌ هَطَّالَهُ
وَكَأَنَّ الحَمامَ فِيهِ قِيانٌ / أَعْرَبَتْ لَحْنَها عَلى غَيْرِ آلَهْ
وَكَأَنَّ القَضيبَ شَمَّرَ لَلرَّقْ / صِ سُحَيراً عَنْ ساقِهِ إِذْيالَهْ
إنَّ خَوْضَ الظَّلْماءِ أَطْيَبُ عِنْدي / مِنْ مَطايا باتَتْ بِكُلِّ كَلالَهْ
فَهْيَ مِثْلُ القِسِيِّ شَكْلاً وَلكِنْ / هِيَ فِي السَّبْقِ أَسْهُمٌ لاَ مَحالَهْ
تَرَكَتْها الحُداةُ فِي الخَفْضِ وَالرَّفْ / عِ حُرُوفاً فِي جَرِّهَا عَمّالَهْ
نَحْوَ بابِ الوَزِيرِ يُوسفَ نَجْمِ الدِّ / ينِ نَجْلِ الحُسَيْنِ زَيْنِ الجَلالِهْ
كَمْ لَهُ مِنْ رِسالَةٍ تُعْجِزُ الخَلْ / قَ كَأَنَّ البَارِي بِهَا أَوْحَى لَهْ
ذُو يَدٍ مُوسَوِيَّةٍ وَمُحَيَّا / يوُسفِيٍّ إِذْا رَأَيْتَ جَمالَهْ
يَبْسُطُ الجُودَ عِنْدَما يَبْسُطُ السَّا / ئِلُ فِي نَيْلِ جُوْدِهِ آمالَهُ
دارُهُ جَنَّةُ النَّعِيمِ فَمَنْ فا / زَ بِتَقْبِيلِ تُرْبِها طُوبَى لَهْ
وَحَقٍّ الهَوَى عَنْ ذِكْرِكُمْ لَيْسَ لِي شُغْلُ
وَحَقٍّ الهَوَى عَنْ ذِكْرِكُمْ لَيْسَ لِي شُغْلُ / وَما أَنا مَن يَنْسَى المَوَدَّةَ أَوْ يَسْلُو
حَرامٌ عَلى عَيْنِي تَرَى غَيْرِ حُسْنِكُمْ / جَمالاً وَسَمْعِي عَدْلُ
تَعَشَّقْتُكُمْ طِفْلاً وَهِمْتُ بِكُمْ فَتًى / وَأَنْفَقْتُ عَمْرِي فِيْكُمُ وَأَنا كَهْلُ
ومَا كانَ أَهْنَى العَيْشِ لَوْلاَ تَقَلُّتِ ال / لَيالِي الصَّبْر عَن دارِكُمْ يَحْلُو
رَعَى اللَّه قَلْباً أَنْتُمُ فِي رُبوعِهِ / وَسَهَّدَ طَرْفِي
ومَا زالَتِ العُشَّاُق فِي مَذْهَبِ الهَوى / يُفَرِّقُها بَيْنٌ وَيَجْمَعُهَا شَمْلُ
وَصَبٍّ يُعانِي الغَانِياتِ وَقَلْبُهُ / تُكَلِّمُهُ الأَلْحَاظُ وَالحَدَقُ النُّجْلُ
وَمَنْ يَعْشَقِ البِيضَ الحِسانَ تَيَقَّنَتْ / ضَمائِرُهُ بِالقَطْعِ إِنْ حَصَلَ الوَصْلُ
ألا إنَّ قَلْبِي قَدْ أَصابَتْهُ أَسْهُمٌ / مِنَ البَيْنِ حَتَّى النَّصْل صَادَفهُ النَّصْلُ
كَأنَّ مَقادِيرَ الزَّمانِ قِسِيُّهُ / رَمانِي بِها وَالحَادِثاتِ لَها نَبْلُ
عَثَرْتُ يا دَهْرُ فَهَلْ مِن مُقِيلْ
عَثَرْتُ يا دَهْرُ فَهَلْ مِن مُقِيلْ / وَقُلِّصَ الظِّلُّ وَما لِي مَقِيلْ
وَغَاضَ مائِي وَانْطَفَتْ جَذْوَتِي / وَسُدَّ مَسْرايَ فَما لِي سَبِيلْ
مَنْ بَجَسَ الصَّخْرَ لِمُوسى وَمَنْ / أَبْدَعَ فِي تَبْرِيدِ نَارِ الخَلِيلْ
يَعْطفُ مِقْداماً إلَى نُصْرَتِي / فَقَدْ شَفَى الأَعْداءُ مِنِّي الغَلِيلْ
وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ جَحِيمٌ وَلاَ / فِي هَذِهِ الدُّنْيا حِسابٌ طَوِيلْ
مَولاَيَ يا مَنْ أَمْرُهُ نُافِذٌ / وَمَنْ لَهُ الدَّسْتُ وَظِلٌّ ظَلِيلْ
وَمَنْ لَهُ البَيْتُ الرَّفِيعُ الّذِي / يُرَدُّ طَرْفُ الدَّهْرِ عَنْهُ كَليلْ
فِيا وَزِيرَ العَصْرِ لاَ تَغْتَرِرْ / مِنَ الأَباطِيلِ بِقالٍ وَقِيلْ
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى ذا وَذا / وَحَسْبَنا اللَّه وَنِعْمَ الوَكيلْ