المجموع : 4
هَل حَبلُ خَولَةَ بَعدَ الهَجرِ موصولُ
هَل حَبلُ خَولَةَ بَعدَ الهَجرِ موصولُ / أَم أَنتَ عَنها بَعيدُ الدارِ مَشغولُ
حَلَّت خُوَيلَةُ في دارٍ مُجاوِرَةً / أَهلَ المَدائِنِ فيها الديكُ وَالفيلُ
يُقارِعونَ رُؤوسَ العُجمِ ضاحِيَةً / مِنهُم فَوارِسُ لا عُزلٌ وَلا ميلُ
فَخامَرَ القَلبَ مِن تَرجيعِ ذِكرَتِها / رَسٌّ لَطيفٌ وَرَهنٌ مِنكَ مَكبولُ
رَسٌّ كَرَسِّ أَخي الحُمّى إِذا غَبَرَت / يَوماً تَأَوَّبَهُ مِنها عَقابيلُ
وَلِلأَحِبَّةِ أَيّامٌ تَذَكَّرُها / وَلِلنَوى قَبلَ يَومِ البَينِ تَأويلُ
إِنَّ الَّتي ضَرَبَت بَيتاً مُهاجِرَةً / بِكوفَةِ الجُندِ غالَت وُدَّها غولُ
فَعَدِّ عَنها وَلا تَشغَلكَ عَن عَمَلٍ / إِنَّ الصَبابَةَ بَعدَ الشَبِّ تَضليلُ
بِجَسرَةٍ كَعَلاةِ القَينِ دَوسَرَةٍ / فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ
عَنسٍ تُشيرُ بِقِنوانٍ إِذا زُحِرَت / مِن خَصبَةٍ بَقِيَت فيها شَعاليلُ
قَرواءَ مَقذوفَةٍ بِالنَحضِ يَشعَفُها / فَرطُ المِراحِ إِذا كَلَّ المَراسيلُ
وَما يَزالُ لَها شَأوٌ يُوَقِّرُهُ / مُحَرَّفٌ مِن سُيورِ الغَرفِ مَجدولُ
إِذا تَجاهَدَ سَيرُ القَومِ في شَرَكٍ / كَأَنَّهُ شَطَبٌ بِالسَروِ مَرمولُ
نَهجٍ تَرى حَولَهُ بَيضَ القَطا قُبَصاً / كَأَنَّهُ بِالأَفاحيصِ الحَواجيلُ
حَواجِلٌ مُلِئَت زَيتاً مُجَرَّدَةً / لَيسَت عَلَيهِنَّ مِن خوصٍ سَواجيلُ
وَقَلَّ ما في أَساقي القَومِ فَاِنجَرَدوا / وَفي الأَداوى بَقِيّاتٌ صَلاصيلُ
وَالعيسُ تُدلَكُ دَلكاً عَن ذَخائِرِها / يُنحَزنَ مِنهُنَّ مَحجونٌ وَمركولُ
وَمُزجَياتٍ بِأَكوارٍ مُحَمًّلَةٍ / شَوارُهُنَّ خِلالَ القَومِ مَحمولُ
تَهدي الرِكابَ سَلوفٌ غَيرُ غافِلَةٍ / إِذا تَوَقَّدَتِ الحِزّانُ وَالميلُ
رَعشاءُ تَنهَضُ بِالذِفرى مُواكِبَةٌ / في مِرفَقَيها عَن الدَفَّينِ تَفتيلُ
عَيهَمَةٌ يُنتَحى في الأَرضِ مَنسِمُها / كَما اِنتَحى في أَديمِ الصَرفِ إِزميلُ
تَخدي بِهِ قُدُماً طَوراً وَتَرجِعُهُ / فَحَدُّهُ مِن وِلافِ القَبضِ مَفلولُ
تَرى الحَصى مُشفَتِرّاً عَن مَناسِمِها / كَما تُجَلجِلُ بِالوَغلِ الغَرابيلُ
كَأَنَّها يَومَ وِردِ القَومِ خامِسَةً / مُسافِرٌ أَشعَبُ الرَوقَينِ مَكحولُ
مُجتابُ نِصعٍ جَديدٍ فَوقَ نُقبَتِهِ / وَلِلقَوائِمِ مِن خالٍ سَراويلُ
مُسَفَّعُ الوَجهِ في أَرساغِهِ خَدَمٌ / وَفَوقَ ذاكَ إِلى الكَعبَينِ تَحجيلُ
باكَرَهُ قانِصٌ يَسعى بِأَكلُبِهِ / كَأَنَّهُ مِن صِلاءِ الشَمسِ مَملولُ
يَأوي إِلى سَلفَعٍ شَعثاءَ عارِيَةٍ / في حِجرِها تَولَبٌ كَالقِردِ مَهزولُ
يُشلي ضَوارِيَ أَشباهاً مُجَوَّعَةً / فَلَيسَ مِنها إِذا أُمكِنَّ تَهليلُ
يَتبَعنَ أَشعَثَ كَالسِرحانِ مُنصَلِتاً / لَهُ عَلَيهِنَّ قَيدَ الرُمحِ تَمهيلُ
فَضَمَّهُنَّ قَليلاً ثُمَّ هاجَ بِها / سُفعٌ بِآذانِها شَينٌ وَتَنكيلُ
فَاِستَثبَتَ الرَوعُ في إِنسانِ صادِقَةٍ / لَم تَجرِ مِن رَمَدٍ فيها المَلاميلُ
فَاِنصاعَ وَاِنصَعنَ يَهفو كُلُّها سَدِكٌ / كَأَنَّهُنَّ مِنَ الضُمرِ المَزاجيلُ
فَاِهتَزَّ يَنقُضُ مَدرِيَّينِ قَد عَتُقا / مُخاوِضٌ غَمَراتِ المَوتِ مَخذولُ
شَرَوى شَبيهَينِ مَكروباً كُعوبُهُما / في الجَنبَتَينِ وَغى الأَطرافِ تَأسيلُ
كِلاهُما يَبتَغي نَهكَ القِتالِ بِهِ / إِنَّ السِلاحَ غَداةَ الرَوعِ مَحمولُ
يُخالِسُ الطَعنَ إيشاغاً عَلى دَهَشٍ / بِسَلهَبٍ سِنخُهُ في الشَأنِ مَمطولُ
حَتّى إِذا مَضَّ طَعناً في جَواشِنِها / وَروقُهُ مِن دَمِ الأَجوافِ مَعلولُ
وَلّى وَصُرِّعنَ في حَيثُ اِلتَبَسنَ بِهِ / مُضَرَّجاتٌ بِأَجراحٍ وَمَقتولُ
كَأَنَّهُ بَعدَ ما جَدَّ النَجاءُ بِهِ / سَيفٌ جَلا مَتنَهُ الأَصناعُ مَسلولُ
مُستَقبِلَ الريحِ يَهفو وَهوَ مُبتَرِكٌ / لِسانُهُ عَن شِمالِ الشِدقِ مَعدولُ
يَخفي التُرابَ بِأَظلافٍ ثَمانِيَةٍ / في أَربَعٍ مَسُّهُنَّ الأَرضَ تَحليلُ
مُرَدَّفاتٍ عَلى أَطرافِها زَمَعٌ / كَأَنَّها بِالعُجاياتِ الثَآليلُ
لَهُ جَنابانِ مِن نَقعٍ يُثَوِّرُهُ / فَفَرجُهُ مَن حَصى المَعزاءِ مَكلولُ
وَمَنهَلٍ آجِنٍ في جَمِّهِ بَعَرٌ / مِمّا تَسوقُ إِلَيهِ الريحُ مَجلولُ
كَأَنَّهُ في دِلاءِ القَومِ إِذ نَهَزوا / حَمٌّ عَلى وَدَكٍ في القِدرِ مَجمولُ
أَورَدتُهُ القَومَ قَد رانَ النُعاسُ بِهِم / فَقُلتُ إِذ نَهِلوا مِن جَمِّهِ قيلوا
حَدَّ الظَهيرَةِ حَتّى تَرحَلوا أُصُلاً / إِنَّ السِقاءَ لَهُ رَمٌّ وَتَبليلُ
لَمّا وَرَدنا رَفَعنا ظِلَّ أَردِيَةٍ / وَفارَ بِاللَحمِ لِلقَومِ المَراجيلُ
وَرداً وَأَشقَرَ لَم يُنهِئهُ طابِخُهُ / ما غَيَّرَ الغَليُ مِنهُ فَهوَ ماكولُ
ثُمِّتَ قُمنا إِلى جُردٍ مُسَوَّمَةٍ / أَعرافُهُنَّ لِأَيدينا مَناديلُ
ثُمَّ اِرتَحَلنا عَلى عيسٍ مُخَدَّمَةٍ / يُزجي رَواكِعَها مَرنٌ وَتَنعِيلُ
يَدلَحنَ بِالماءِ في وُفرٍ مُخَرِّبَةٍ / مِنها حَقائِبُ رُكبانٍ وَمعدولُ
نَرجو فَواضِلَ رَبٍّ سَيبُهُ حَسَنٌ / وَكُلُّ خَيرٍ لَدَيهِ فَهوَ مَقبولُ
رَبٌّ حَبانا بِأَموالٍ مُخَوَّلَةٍ / وَكُلُّ شَيءٍ حَباهُ اللَهُ تَخويلُ
وَالمَرءُ ساعٍ لِأَمرٍ لَيسَ يُدرِكُهُ / وَالعَيشُ شُحٌّ وَإِشفاقٌ وَتَأميلُ
وَعازِبٍ جادَهُ الوَسمِيُّ في صَفَرٍ / تَسري الذِهابُ عَلَيهِ فَهوَ مَوبولُ
وَلَم تَسَمَّع بِهِ صَوتاً فَيُفزِعَها / أَوابِدُ الرُبدِ وَالعينُ المَطافيلُ
كَأَنَّ أَطفالَ خيطانِ النَعامِ بِهِ / بَهمٌ مُخالِطُهُ الحَفّانُ وَالحولُ
أَفزَعتُ مِنهُ وُحوشاً وَهيَ ساكِنَةٌ / كَأَنَّها نَعَمٌ في الصُبحِ مَشلولُ
بِساهِمِ الوَجهِ كَالسِرحانِ مُنصَلِتٍ / طِرفٍ تَكامَلَ فيهِ الحُسنُ وَالطولُ
خاظي الطَريقَةِ عُريانٍ قَوائِمُهُ / قَد شَفَّهُ مِن رُكوبِ البَردِ تَذبيلُ
كَأَنَّ قُرحَتَهُ إِذ قامَ مُعتَدِلاً / شَيبٌ يُلَوَّحُ بِالحِنّاءِ مَغسولُ
إِذا أُبِسَّ بِهِ في الأَلفِ بَرَّزَهُ / عوجٌ مُرَكَّبَةٌ فيها بَراطيلُ
يَغلو بِهِنَّ وَيَثني وَهوَ مُقتَدِرٌ / في كَفتِهِنَّ إِذا اِستَرغَبنَ تَعجيلُ
وَقَد غَدَوتُ وَقَرنُ الشَمسِ مُنفَتِقٌ / وَدونَهُ مِن سَوادِ اللَيلِ تَجليلُ
إِذ أَشرَفَ الديكُ يَدعو بَعضَ أُسرَتِهِ / لَدى الصَباحِ وَهُم قَومٌ مَعازيلُ
إِلى التِجارِ فَأَعداني بِلِذَّتِهِ / رِخوُ الإِزارِ كَصَدرِ السَيفِ مَشمولُ
خِرقٌ يَجِدُّ إِذا ما الأَمرُ جَدَّ بِهِ / مُخالِطُ اللَهوِ وَاللَذّاتِ ضِلّيلُ
حَتّى اِتَّكَأنا عَلى فُرشٍ يُزَيِّنُها / مِن جَيِّدِ الرَقمِ أَزواجٌ تَهاويلُ
فيها الدَجاجُ وَفيها الأُسدُ مُخدِرَةً / مِن كُلِّ شَيءٍ يُرى فيها تَماثيلُ
في كَعبَةٍ شادَها بانٍ وَزَيَّنَها / فيها ذُبالٌ يُضيءُ اللَيلَ مَفتولُ
لَنا أَصيصٌ كَجِذمِ الحَوضِ هَدَّمَهُ / وَطءُ العِراكِ لَدَيهِ الزِقُّ مَغلولُ
وَالكوبُ أَزهَرُ مَعصوبٌ بِقُلَّتِهِ / فَوقَ السِياعِ مِنَ الرَيحانِ إِكليلُ
مُبَرَّدٌ بِمِزاجِ الماءِ بَينَهُما / حُبٌّ كَجَوزِ حِمارِ الوَحشِ مَبزولُ
وَالكوبُ مَلآنُ طافٍ فَوقَهُ زَبَدٌ / وَطابَقُ الكَبشِ في السَفّودِ مَخلولُ
يَسعى بِهِ مِنصَفٌ عَجلانُ مُنتَطِقٌ / فَوقَ الخِوانِ وَفي الصاعِ التَوابيلُ
ثُمَّ اِصطَبَحتُ كُمَيتاً قَرقَفاً أُنُفاً / مِن طَيِّبِ الراحِ وَاللَذّاتُ تَعليلُ
صِرفاً مِزاجاً وَأَحياناً يُعَلِّلُنا / شِعرٌ كَمُذهَبَةِ السَمّانِ مَحمولُ
تُذري حَواشِيَهُ جَيداءُ آنِسَةٌ / في صَوتِها لِسَماعِ الشَربِ تَرتيلُ
تَغدو عَلَينا تُلَهّينا وَنُصفِدُها / تُلقى البُرودُ عَلَيها وَالسَرابيلُ
عَيرانَةٌ كَأَتانِ الضَحلِ ناجِيَةٌ
عَيرانَةٌ كَأَتانِ الضَحلِ ناجِيَةٌ / إِذا تَرقَّصُ بِالقَوزِ العَساقيلُ
مِن دونِها لِعِتاقِ العيسِ إِن طَلَبَت / خَبتٌ بَعيدٌ نِياطُ الماءِ مَجهولُ
وَلَيسَ أَخوكَ الدائِمُ العَهدِ بِالَّذي
وَلَيسَ أَخوكَ الدائِمُ العَهدِ بِالَّذي / يَذُمُّكَ إِن وَلّى وَيُرضيكَ مُقبِلا
وَلَكِن أَخوكَ النائِي ما كُنتَ آمِناً / وَصاحِبُكَ الأَدنى إِذا الأَمرُ أَعضَلا
يا أُمَّ عَمرٍو لا تَجُدّي صُرمَنا
يا أُمَّ عَمرٍو لا تَجُدّي صُرمَنا / وَكَيفَ تَصرِمينَ حَبلَ مَن يَصِل
وَذاكَ جَهلٌ بِكِ إِلّا أَنَّنا / قاتِلُنا حُبُّكِ إِن حُبٌّ قَتَل
باكَرني بِسُخرَةٍ عَواذِلي / وَلَومُهُنَّ خَبَلٌ مِنَ الخَبَل
يَلُمنَني في حاجَةٍ ذَكَرتُها / في عَصرِ أَزمانٍ وَدَهرٍ قَد نَسَل