المجموع : 17
دعا بإقامةِ الشوقِ الرحيلُ
دعا بإقامةِ الشوقِ الرحيلُ / فللبُرَحاءِ أنْ بانوا حلولُ
وللزفراتِ إثرَ العيسِ زجرٌ / تُحَثُّ به الظعائنُ والحمول
سميري هل حديثُ الركب إلاّ / نسيمُ صباً تأرّج أو شمول
فها أنا من تنشُّقِهِ بروضٍ / وها أنا من تعاطيه أميلُ
فداكِ أُمامُ مني ذو ضلوع / صوادٍ لا يُبَلُّ لها غليل
أما غيرُ الخيالِ لنا لقاءٌ / أما غيرُ النسيم لنا رسول
أُسائلُ عنكِ أنفاس الخزامى / فتخبرني بكِ الريحُ العليلُ
وما إن كنتُ لولا كونُ حبي / لأقبلَ ما يُحدِّثني القبول
خليليَّ اذكرا مني عليلاً / يعلِّلُ نفسَه نفسٌ عليل
إذا ذُكِرَ العقيقُ وساكنوه / بكى طرباً وأسعده الهديل
وليلٍ خضتُ منه عبابَ بحرٍ / خضمٍّ ما لساحله سبيل
إذا جارَتْ بي الظلماءُ فيه / فمن شوقي المبرِّحِ لي دليل
طرقتُ به الأوانسَ بعد وَهْنٍ / وفي كفي سُرَيْجيٌّ صقيل
فروَّعَهُنَّ من سيفي وميضٌ / وأيقظهنَّ من طِرْفي صهيل
يقلنَ على انخفاضِ الصوتِ أنّى / سريت وبيننا واشٍ يحول
ودونَ قبابِ ربربنا رعيلٌ / مِنَ الفرسانِ يتبعه رعيل
إذا ما همَّ أن ينجابَ ليلٌ / أَمَدَّتْهُ بعثيرَها الخيول
وإن مالت كواكبُه لغربٍ / فثمَّ شبا الأسنّةِ والنصول
فقلتُ أخو الهوى مَنْ لم يَرعْهُ / حِمامٌ حلَّ أو عَيشٌ يزول
أجلُّ الخوفِ خوفُ الهجر عندي / وأيسرُ كلِّ خطب ما يغول
وحسبي نجدةً أنْ قارعتني / صروفٌ حالها أبداً تحول
فما أَعطيتُ مقوديَ الأعادي / وإني بالحروبِ لها كفيل
وهذا الدهرُ سوف يكونُ بيني / وبين خطوبِهِ عَتْبٌ طويل
إذاك وما أديل بهنَّ إلاّ / أخو كرم لتالِدهِ مديل
وقائلةٍ إلى كم تنتحيكَ ال / حوادثُ بالعثارِ ولا تُقيل
فقلت دعي الزمان يفلّ غربي / فليس يعيب ذا شطب فلول
وفيما قد بلوت من الليالي / عزاء أن يلازمني الخمول
دوائرها ترفَّع كلَّ نذلٍ / وتخفضُ من له مجدٌ أثيل
كما حلَّت وهادَ الأرض أسدٌ / وحلتْ في بواذخها وعول
فمن وغدٍ يلاطفه أريب / ومن فَدْمٍ يصانعه نبيل
وما خير المعيشة لابن إرب / إذا افترقت إلى الجهل العقول
وقد نلت التجمّل في زمان / قبيح عند أهليه الجميل
شراب المعلوات به سراب / ومنتجع الندى طلل محيل
وأعلام المودّة طامسات / فلا عيش يَسُرُّ ولا خليل
وأيّ أخي إخاءٍ لا يداجي / وأيُّ حليفِ عَهْدٍ لا يحول
تقلّ محامدي لولاة دهري / لأنَّ الفضل عندهمُ قليل
عنيت بوصفهم فقصدتُ ذمّاً / ليسلم من غلوٍّ ما أقول
دارِ الهوى فلسلطان الظُّبا دول
دارِ الهوى فلسلطان الظُّبا دول / وللغرام وغى فرسانها المقل
إذا أدارت ظباءُ الأنسِ أعينَها / حُمَّ الحمامُ وخام المُحْرَبُ البطل
كأنما لحظاتُ البيضِ خُرَّدِها / بين الجوانح بيضُ الهندِ والأسل
بانوا وما عهدت نفسي شموسَ ضحىً / أضحتْ مطالعهن الأينق الذلل
حتى رأيتُ قبابَ الحيِّ قد رُفِعتْ / وقد تراختْ على لبّاتها الكلل
حَلُّوا بساحاتِ أجراع الحمى ونأوا / فما لنا غيرُ أنفاسِ الصِّبا رسل
يا كوكباً بهر الكواكب حسنه
يا كوكباً بهر الكواكب حسنه / لمّا أفلنَ وما عرفن أفولا
لله درُّكَ أن نقوَّلَ كاشحٌ / فرددت حدَّ لسانه مفلولا
ما كنت أضمر غير ودٍّ صادقٍ / لك كلّما هجر الخليلُ خليلا
فاقمعْ شرارَ الحاسدينَ فإنهم / طلبوا لتغيير الصفاءِ سبيلا
قلبي على العهدِ القديمِ فرِدْ به / ظلَّ المودة يا خبيرُ ظليلا
لا تطلبنَّ بيَ البديلَ فإنني / لم أتخذ بك في الإخاء بديلا
جال طرفي بجدول
جال طرفي بجدول / ماؤه كالسجنجل
سابح فيه أغيد / لحظه لحظ مُغزل
خلته إذ بدا به / قمراً في مكللل
بات تغشاه غيمة / تارةً ثم ينجلي
لأندبُ رسم دارهم المحيلا
لأندبُ رسم دارهم المحيلا / وأسالُ عنهم الريح البليلا
وبي هيفاء من ظبيات نجد / تُضاهي الغصنَ والحقف المهيلا
أقول وقد توارت يوم حزوى / بكلتها وأسعفت الحمولال
كرهتِ منازلاً قلبي وعيني / فكيف رضيتِ أحشائي مقيلا
ألفٌ ألا انعم بالمحبة حالا
ألفٌ ألا انعم بالمحبة حالا / واجررْ لأبراد المنى أذيالا
باء بدا شفق المغيب وأوقدت / سرج النجوم فعاطني الجريالا
تاء تلوت محاسن البيض الدمى / سوراً وجدت بها الرحيق حلالا
ثاء ثوينا نجتني زَهَرَ المنى / من كل غصن في نقا قد مالا
جيم جرت أفلاك بدري أقمرا / مما تدور بأنجم تتلالا
حاء حباني من حبيت بوصله / برضابه فرشفت منه زلالا
خاء خلال الروض وهو ممسك / بتنا نباري الفرقدين وصالا
دال دنت بي منه رحما زورة / فظننتها مما ازدهيت خيالا
ذال ذؤابة من هويت زمرد / لو طاول المسك الأحم لطالا
راء رنا ظبياً وغنى أورقاً / ومشى قضيب نَقا ولاح هلالا
زاء زعمتم بالنصال فطرفه / أَصمى الفؤاد وما أعد نبالا
طاء طوى الهيمان طيَّ وشاحه / بمخصر فتوشح الخلخالا
ظاء ظللنا تحت ظلِّ مودة / في روض أنس نجتني الآمالا
كاف كساه الحسن غرة جعفر / فاهتزَّ من طرب وفاق جمالا
لام لواء المجدِ تحت يمينه / ولجامُ طِرْفِ العز منه مالا
نون نبيل إن تناول رقعة / خلت اليراعة أسمراً عسالا
صاد صدقت لقد بلوت فلم أجد / في المجد لابن أبي الربيع مثالا
ضاد ضمنت لمن أناخ بظله / إلا أن يحط على الخطوب رحالا
عين عفا رسم الوفاء فجددت / منه سوابغ فضله أَطلالا
غين غدت منا اللحاظ كأنما / نرعى به بدر التمام كمالا
فاء فريد الحسن منه يزيده / باللحظ تكرير العيون صقالا
قاف قُدِ العلياء يا قطب النهى / واجعل لها كرم الخلال عقالا
سين سموت وقد نمتكَ عصابة / مَلأَتْ صدوراً هيبة وجمالا
شين شآبيب الندى بأكفهم / عند الشدائد تطرد الأمحالا
هاء هم الغر الكرام وإن عروا / أردوا على الغر الكرام رجالا
واو وعندهم حمام عدوهم / من قبل أن ينضوا عليه نصالال
ياء يُلاقي ذكرهم لفؤاده / جزعاً كما يلقى النسيم ذبالا
وشهرٍ أدرنا لارتقاب هلاله
وشهرٍ أدرنا لارتقاب هلاله / عيوناً إلى جو السماء موائلا
إلى أن بدا أحوى المدامع أحورٌ / يجرُّ لأبراد الشباب ذَلاذِلا
فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحباً / ببدرٍ حوى طيب الشمول شمائلا
أتطلبكَ الأبصارُ في الجو ناقصاً / وأنت كذا تمشي على الأرض كاملا
يا بأبي من هواه أقسم لي
يا بأبي من هواه أقسم لي / ألاَّ يني القلب منه في شغلِ
هزَّت بريح الشباب قامته / وأُدميت وجنتاه بالقبل
فانقدَّ قدُّ القضيبِ من دَهَشٍ / واحمرَّ خدُّ الشقيقِ من خجل
يا فتيةَ الحيِّ كفوا الأعين النجلا
يا فتيةَ الحيِّ كفوا الأعين النجلا / عنا وشأنكم والبيضَ والأسلا
إنَّا نهاب وسمر الخط مشرعة / قناً نواعمَ منكم لا قنا ذبلا
ونستجير ببيض وُشِّحَتْ خللاً / من مرهفات لبيض وشحت حللا
أين السيوف التي قد أُلبست زَرَقَاً / من السيوف التي قد أُلبست كَحَلا
آرامكم كانساتٌ في الضلوع وإن / قالوا دعا السرب داعي البين فاحتملا
يا ظبية الغورِ لا نهوى النجادَ ولا / نبغي من العيش في أطلالكم حِوَلا
ما بال طيفكمُ يغشى منازلكم / فلا تعدّ له جنَّاتكم نزلا
كم تبخلون وما زالت عشيرتكم / تدعو لمشتاتها في الأزمة الجفلى
وتغدرون وهذا بيت عزّكم / يحالف المجدَ سمكاً والعلا طولا
أما العزاءُ وقد سارت جمالكم / لا ناقةً أدَّعي فيه ولا جملا
وقفت في عرصات الدارِ أسألها / بالقومِ ما فعلوا والعهدِ ما فعلا
وقد ذكرنا حمول الحيِّ فاحتملت / منَّا الضلوع غراماً أثقل الإبلا
وربَّ دهر وصلنا الأنس فيه فلا / أدري أرقَّ لنا أم نام أم غفلا
وَطَفْلَةٍ أَشرقت شمساً فما سفرت / إلاَّ أعارت رداءَ الجونة الطفلا
عدنية وهي من عدنان إن نسبت / إذا رمت فحسبنا قومَها ثعلا
باتت تعلِّلني صهباءَ ريقتها / والنجم ينظر منها نظرة قبلا
حتى بدا ذنبُ السرحانِ يُعْجِلنا / برفعهِ من ظلامِ الليل ما انسدلا
فيا لبدرِ تمامٍ بات في عضدي / حتى إذا طلعتْ شمسُ الضحى أَفلا
ويا لغصنِ نقا لدنٍ معاطفُهُ / سقيته الدمعَ حتى أثمر القبلا
سمحتُ بقلبي والهوى يورثُ الفتى
سمحتُ بقلبي والهوى يورثُ الفتى / طباعَ الجواد المحضِ وهو بخيلُ
ولم تخلُ من حسن القبول مطامعي / وظنيَ بالوجه الجميل جميل
إذا قبَّل المعشوقُ تحفة عاشق / فيوشك أن يرجَى إليه وصول
كذبت ظنونُك ما العزاء جميلا
كذبت ظنونُك ما العزاء جميلا / أَوَما رأيتَ دمَ العلا مطلولا
هذا جوادُ أبي شجاعٍ مخبرٌ / أن الجواد انقضَّ عنه قتيلا
ولطالما لبس الدروعَ غلائلا / ولطالما جرَّ الرماح ذيولا
وسرى إلى الغارات وهي كتيبةٌ / ملء الفضاء فوارساً وخيولا
واستقبل الزمنَ البهيم فلم تزل / أيَّامه غرراً به وحجولا
حتى استفاض عليه بحرُ حمامِهِ / يربدُّ فيه أسنَّة ونصولا
في مأزق ضنك المسالك رتَّلَتْ / فيه الظُّبا سُوَرَ الردى ترتيلا
خام الكماةُ فكرَّ كرة ضيغم / لم يرضَ إلا السمهرية غيلا
لبس الشهادةَ حلَّةً حمراء من / عَلَقٍ تعم السابريَّ فضولا
يا شدَّ ما اتخذ المنيَّة خلَّة / من بعد ما اتخذ الحسام خليلا
وأجال عادية الجياد محارباً / وأذلَّ أعناق البلاد منيلا
يا راحلاً ركب الحمام مطيَّة / هل ترتجي بعد الرحيل قُفولا
غادرْتَ معمور المكارم بلقعاً / وتركت ربع المعلواتِ محيلا
إن كنتَ ودَّعْتَ الحياةَ فإنما / أودعت داءً في القلوب دخيلا
أو كان واراك الصفيحُ فإنما / وارى رقيق الشفرتين صقيلا
أزرى به طولُ الضراب وغادرتْ / في مضربية الحادثاتُ فلولا
أمَّا الأنام عيونهم وقلوبهم / فلقد مُلئنَ مدامعاً وغليلا
عندي حديث عن وجيبِ ضلوعهم / لو كنتَ تصغي للحديث قليلا
لم تَبْقَ من نُطَفِ المدامعِ قطرة / إلاَّ وراح مصونُها مبذولا
ما زلت صباً بالشهادة في الوغى / حتى وجدتَ إلى الوصالِ سبيلا
فبكى الحصان الأعوجيُّ تحمحماً / والهندوانيُّ الجُرازُ صليلا
واغرورقتْ عين السماء وربما / رفعت كواكبها عليك عويلا
وتغير الصبح المنير فخلته / مما تسربل بالشحوب أصيلا
يا حسرةً نفتِ الرقادَ وأَطلعتْ / للشيب في رأسِ الوليد نصولا
ما كان أَحرانا لمصرع أرقمٍ / أَنْ نغتدي في حيث حلَّ حلولا
أفبعده تبغي الحياةَ إذن فلا / دفع البكا منا عليه غليلا
قل للمؤمِّل حدتَ عن شأوِ المنى / رَمَتِ المنونُ فأَصْمَتِ المأمولا
واهرب كمن ركب السرى فسرى فتىً / يحدى السرى بعد الوزير قتيلا
خلع ابن لبونٍ ثيابَ حياته / فاخلع وجيفاً بعد وذميلا
يا حامليه للثرى رفقاً به / فالمجدُ أَصبح للثرى محمولا
خصُّوا به قلب الشجي لفقده / ولتجعلوه من الضريح بديلا
أو فاكفليه يا سماء فإنَّه / ما اعتاد نجم في سواك أفولا
كان الشهابَ المستضيءَ فلم يَنُبْ / عن نوره نور السِّماكِ دليلا
كان الغمامَ المستهلَّ فما لنا / نشكو أوان همى السحاب محولا
يا دهر أَنَّى غلت منه مثقَّفاً / لدنَ المهزِّ وصارماً مصقولا
يا قبر كيف وسعت منه سحابةً / وطفاءَ ساحبة الذيول هطولا
عظم المصاب وقد أصيب بمعرك / أخذت به منه العداة ذحولا
والرزء ليس يجل أو يُلفى الذي / أَصماهُ سهم الحادثات جليلا
أين الذي هدمت صوارمه الطلى / وغدا بتشييد العلاء كفيلا
أين الذي ملكت علاه نواظراً / ومسامعاً وقرائحاً وعقولا
وسرى فسمَّيْنا النجوم حباحباً / وحبا فسمَّيْنا الغمام بخيلا
من ذا يسدُّ مكانه في غارة / تركت سوابقها الحزون سهولا
أم من ينوب منابَهُ لحوادث / تذر العزيز بحكمهنَّ ذليلا
أَوَ لم يكن يغشى الحروب منازلاً / فيشبّها بحسامه مسلولا
أو ما غدا بجياده فتبخترت / مرحاً ورجَعتِ الغناء صهيلا
ما باله نبذ السوابغ والقنا / وأقام عن شغلٍ بها مشغولا
ما باله ترك الجفون سحائباً / ما باله ترك الجسوم طلولا
قد زرت موضع قبره فكأنما / قلّبتُ منه روضة وقبولا
ونشرت حُرَّ ثنائه فكأنما / عاطيت منه السامعين شمولا
ما راعنا موت العزيز فلم يزل / حيَّاً لمن يتأوِّل التنزيلا
لكن جزعنا للفراق وقد نوى / عنَّا إلى دار القرار رحيلا
أَلله أنزله الجنان ومدَّ من / رضوانه ظلاً عليه ظليلا
تبريّةُ اللونِ مثل الغصن قد لبستْ
تبريّةُ اللونِ مثل الغصن قد لبستْ / ثوبَ الردى معرضاً في موقف الجذلِ
طرت عزاء تطرب إلى أمل / من السرور تفرق من الوجل
تشدو وقد مسحت عنها مدامِعَها / أنا الغريق فما خوفي من البلل
أيُّها المعتزي لرهط قريش
أيُّها المعتزي لرهط قريش / وهو أدنى للذمِّ عمَّاً وخالا
حاش لله أن تكون قريشٌ / تلدُ الساقطين والأرذالا
كنتَ والله ذا قدومٍ علينا / لو جعلنا أُيورنا أرسالا
ومعسولِ اللمى حلو الثنايا
ومعسولِ اللمى حلو الثنايا / شمائله خُلِقْنَ من الشمولِ
أراق دمي بألحاظٍ مراضٍ / يفلّ بها شبا بيضِ النصول
إذا ما قيل من بك قلتُ أودتْ / بسفك دمي جفون أبي الجميل
ألا يا واقفاً بي عند قبري
ألا يا واقفاً بي عند قبري / سل الأجداثَ عن صرف الليالي
وعن حالي فإن عَيَّتْ جواباً / فعبرتُها تجيبُ عن السؤال
لئن شمت العدوَّ بنا فمهلاً / سَينقل للصفائح كانتقالي
وأيّ شماتة في ترك دنيا / لذي أمل رأى عنها ارتحالي
وكنت أُقيم بين الناس فيها / فسرتُ إلى المهيمن ذي الجلال
لو كنتَ شاهده وقد غَشِيَ الوغى
لو كنتَ شاهده وقد غَشِيَ الوغى / يختالُ في ضافي الحديد المسبلِ
لرأيتَ منه والحسامُ بكفه / بحراً يريق دمَ الكماة بجدول
ومهندٍ عضبٍ براحةِ أغيدِ
ومهندٍ عضبٍ براحةِ أغيدِ / في جفنه عضبٌ يَقُدُّ مَفاصلي
يسطو بذاكَ وذا فيغدو قِرْنُهُ / بهما صريعَ لواحظٍ ومناصل
ماضٍ كلا السيفين لكنْ لحظُهُ / أمضى وإلا فاسألنَّ مقاتلي