المجموع : 51
نِعم المعين على الوغى في مأزقٍ
نِعم المعين على الوغى في مأزقٍ / لبِست بِه الأبطالُ نَفْعَ القَسْطلِ
فرس أشم المنكِبين مقابل / يرمي الجنادل مِن يديه بِجندل
تُنبِيك عن أفعاله أعضاؤه / حُسْنا وعن أخراه عِتقُ الأوّلِ
عَجِرُ الوظِيفِ كأنّ لونَ أدِيمه / حُبُكُ السحابِ بعارٍ مُتَهَلِّلِ
وترى له ذَنَباً يَهُزُّ فضولَهُ / ويَجرُّهُنَّ كَرَيْطَة المتغزّلِ
في حُسْن عُرْفٍ قد تكامل نَبْتُه / جَعْدٍ كحاشيةِ الرداءِ المسبلِ
وكأنما مبيضّ أعلى وجهه / وجبِينِه ضوءُ الصباحِ المقبِلِ
أَمْضَى إذا أرسلته في حلبة / من قول لا ومن التفاتَةِ مُعْجَلِ
وكأنّ دَفَّةَ سَرجِه ولجامِه / شُدَّا على ظهرِ السِّماكِ الأعزلِ
وكأن حافِرهُ إذا وطئ الحصى / شَدّاً يَخُطّ به حساب الجُمَّلِذ
ويسابِق البرقَ المثارَ بخَطوِه / وَيزيد فيه على الصَّبا والشَّمأَلِ
وتراه يمرح في العِنانِ إذا بدا / مَرَحَ المحبِّ التائهِ المتدلِّلِ
سَلَبَ الغوانيَ حسنَهُنَّ فجاء في / أَبْهَى مِن القمر المنير وأَجْمل
فكأنّما لَبِس الخدودَ ولاح في / جِلْدٍ برَيْعان الضّحى مُتَسَرْبِلِ
يُخْفى وراءَ قَذاله من طُوله / في السَّرْجِ فارسَه عن المستقبِل
صافي الصَّهِيلِ كأنّ في تَرْجِيعِه / غَرِدٌ تَبَدَّى في الثقيل الأَوّل
ذو فَوْنسٍ مالَت نَواحِي عُرْفِهِ / مُسْتشْرفُ الأَعْلَى رَحِيبُ الأسفلِ
فكأنّما يَقَقُ البَياضِ بوجهِه / ماءٌ بَدَا مُتَدافِعاً في جَدْولِ
مُتشاوسُ العينين يُربِي فيهما / حُسْناً على عَيْنِ الغزال الأَكْحلِ
يبدو فيَسْبِي الناظرين ولا تَرى / للقَوم عن لَحَظاته مِن مَعْدِلِ
لَدْن الأَعالي في ذُرَاهُ تَمَوُّجٌ / مَوْجَ العَذارَى في الكثيب الأهيل
فكان هامَتَهُ هنالِك غازلت / شَرْبَ المدام الخندريس السَّلْسَلِ
يَغْدُو به الملِكُ العزيزُ كأنه / قمر على نجم السماءِ المعتلي
تتأمّل الأبصار منه إذا بدا / مَلكاً أَغَرّ على أَغَرَّ مُحَجَّلِ
يا بن الوصِي المرتضَى يا بن الإِما / مِ المجتبى يابنَ النبي المرسَلِ
ما بال مالِكَ ليس يرمِيه الندى / إلا يُوافِق منه مَوْضِعَ مَقْتلِ
كرم يباري الريح غير مقصّرٍ / وجَداً يزيد على الغَمامِ المُسْبِلِ
ومواهب تسرِي لمن لم يسرِ فِي / طلب الغنى وتُنيل من لم يسأل
هذي فضائِلك التي قد نزّلت / بالنصّ في آيِ الكتاب المنزل
أنت المحصّل في زمانٍ أصبحت / أملاكه كالقول غير محصّلِ
لو لم تكن ذا جَحْفَلٍ لَغَدَوْتَ من / عَزَماتِ رأيك وَحْدَه في جَحْفَلِ
عجباً لأبصارٍ تراك ولو درت / مِقدارَ فَضْلِك كُنَّ عنك بِمَعْزِلِ
لو وازن الأطوادَ فضلُك فاقها / عظماً ومال بعالِج وبيَذْبُلِ
اصبراً وهذا وافدُ الْبَيْنِ نازل
اصبراً وهذا وافدُ الْبَيْنِ نازل / وقد قُطِعْت ممن تُحِبُّ الوسائل
فياليت شعري ما الذِي أنت صانع / إذا ظعنت سلمى وما أنت قائل
وجسمك إن لم يظعنوا عنك ناحِل / وقلبك إن بانوا مع الركبِ راحِل
ستذكر بيتاً قاله ذو صبابة / تروّت بماءِ الحبِّ منه المفاصِل
ستعلم إِن شَطّت بهم غُرْبَةُ النوى / وساروا بليلَى أَنَّ عقلك زائل
لئن كان شهر الصَّوْمِ أفضلَ حولِهِ
لئن كان شهر الصَّوْمِ أفضلَ حولِهِ / فَفَضْلُك في أَبناء جنسك أفْضلُ
وإن تك فيه ليلة القدر إنها / لَفِيكَ معانيها التي تُتأول
وحسبُك أَنّ الصائمين له إذا / طَوَوْا عنك فِيه النصح لم يُتَقَبَّلوا
فهُنِّيته شهراً وعُمِّرت مِثلَه / ثمانين حولاً تُرْتَجَى وتُؤَمّلُ
أَنارت بك الأَيام حتى كأَنها / دُجىً أنت صبح في أَعاليه مقبِلُ
فلِلمجدِ منك السعي فرض ولِلهدى / وللجود حتم ما تقول وتفعل
ولو لم نُجِد فيك المديح منظماً / لأغناك عن ذاك القُران المنَزَّلُ
وصلّى عليك الله يا خَيْرَ خَلقِهِ / ومَنْ هُو هَدْيٌ لِلأَنامِ وموئِلُ
وخمرٍ ترشّفتُ سَلسالها
وخمرٍ ترشّفتُ سَلسالها / وأَجْرَيتُ في الشَّرب جِريالها
نعمتُ بها قبلَ وقتِ العذول / لأُشمِتَ بالشكرِ عُذّالها
لدى روضةٍ رَقَّمَتْها النجوم / سقتها السحائب تَهْطالها
فجاءت مُزَخْرَفَةً كالعروس / تُحَلَّى النواوِيرُ مِعْطالها
كأنَّ كواكبَ نُوَّارِها / مصابيحُ تُوقِد ذُبَّالها
وغانِيةٍ تشتكِي فَتْرةً / إذا جاذَبَ الخصرُ أَكفالها
نَرَى كَنَقَا الدِّعِص إِدبارَها / ومِثلَ الغزالةِ إِقبالَها
سقَتْنا المدامَ وأَلحاظُها / من السِحرِ تفعل أَفعالها
إذا اشتعلتْ نارُها في الكؤو / سِ أَلْهَبْتُ بالمزجِ إشعالَها
وإِن أُعمِلت نَغَمات القِيا / نِ أَدْمَنْتُ للكأس إِعمالها
سأَدفعُ بالراح جيشَ الهموم / ومن عالَ نفسي وما غالها
فكم حيلةٍ لِيَ في الغانيا / تِ تُعْيي مِن الناس محتالها
إذا غادةٌ منعت نَيْلَها / ببخل ولم تَخْشَ تَبْخالها
صرفتُ إليها عِنانَ المدام / وعلَّ الكؤوسِ وإنهالَها
فذلّتْ وقد عزّ مِنها المَرام / وما كنتُ آمُلُ إذلالَها
إلى اللهِ أَشكو مرِيضَ الجفون / ملِيحَ الشمائِلِ مُخْتالَها
تظلَّم مِنِّي وما إِنْ يزال / ظَلومَ المحاسِنِ مُغتالَها
دَلالاً عَلَيَّ وكُنْتُ امْرَأً / أحِبّ من الخَودِ إِدلالَها
فنُعْمٌ ولم أَرَ إنعامَها / وجُمْلٌ ولم أر إجمالها
تعلّقْتُ ليلى كمِثلِ المهَاةِ / خَذولاً تراتِع خُذّالَها
وإِني لأَحْسُدُ عينَ الرّقيب / إذا لم أَنَلْها وقد نالها
تَرَى خَجَل الخَدِّ مِثل المدام / إذا أظهر الحسنُ إخجالَها
وفرعاً لها مِلثل لونِ اسمِها / أَثيثاً يصافِح خَلْخالَها
ولو عُلِّمَ الغصنُ مِن مَيْسِها / تعلّم مِنها وصلى لها
وكنت امرأً غَرِقاً في المجو / نِ عَفَّ السجِيَّةِ مِفْضالَها
ففرَّغتُ نفسِي من الغانيات / وصيّرتُ في المجد أَعمالها
بأَبيضَ كالبدرِ طَلْقِ اليَدَيْنِ / تُسابِقُ جَدْواه سُؤَّالَها
هو البحرُ تُغْرِق أَمواجُه / بِحارَ النّوالِ ونُوّالَها
هو الليثُ تُنْسِيك أهوَالُه / زئيرَ الليوثِ وأَهوالَها
إمام إذا طاوَلَتْهُ الملوك / إلى فضلِ مَنْقَبةٍ طالها
وإن نال في اليوم أَكرومةً / تناول في الغدِ أَمثالَها
رأيت الإمام نِزَاراً به / تُتِمّ الخلافةُ أَحزالها
إمام إذا أَمر الحادثا / تِ أَرسل حالينِ أَرسالها
فَيُحْيِي الولِيَّ ويُرْدِي العدوّ / بِكفٍّ تُفَرِّق أَموالَها
من النفر الغُرِّ ممّن تَرَوْن / خيارَ البرايا وأَبدالها
وممن يكونُ غِياثَ البلاد / فيُبدِل بالروضِ إمحالها
وممن تراهم غداة الهياج / مَغاويرَ حرب وأزوالها
رَقّى بالنبِيّ وآلِ النبيّ / هِضابَ المعالِي وأَجبالها
سما بالوصِيّ إلى حالةٍ / لو النجمُ يَجْهَدُ ما نالها
تراه الملوك بعينِ الحلال / فقد صَغَّرَتْ حالُه حالَها
هو الحيّة الصّلّ من سُمِّها / تُميت وتَقتل أَصلالها
هو المسك من نِسبة غضّةٍ / إذا أَصبح الناس صَلَصالها
له شجراتُ عُلاً لم تكن / تَرَى نَبْعَ نجدٍ ولا ضَالها
ولو واجَه الشمسَ وجهٌ له / لأَبدَتْ له الشّمْسُ إجلالها
إذا أَشكلت مظلِماتُ الأمو / رِ أَوضح بالرُشْدِ إِشكالها
يفوق البِحارَ ندى كفّه / وصوبَ الغمامِ وتَهْمالها
نَهوضاً بأَعباءِ حملِ العهود / رَكوبَ العظائمِ حَمّالَها
وأَبيض جَرّدَ بِيضَ السيوف / فَقَتَل في الحربِ أَبطالها
يخوض بحار الوغى لِلوغى / كما خاضتِ الأُسْدُ أَوشالها
بِرأيٍ هو الدهر في قدرِه / يحطّ مِن الهَضْبِ أَوعالها
تزلزلتِ الأرضُ شواً إليه / فسكّن ذو العرشِ زلْزالها
وطوّقه الله تَدْبِيرَها / ومذ كان كان المسمّى لها
لِيهنِ الإمامةَ ما نِلته / فقد تَمم الله آمالها
لكانت تراسِلُه قبلَ ذا / يقِيناً ليحمل أَحمالها
وأَوحت إليه بأَمرِ الإله / قُبَيل الفطامِ وأَوحى لها
فجاءته من عجلٍ وادِعاً / تُسابق في الغيب إعجالها
وزُفّت إليه بأمرِ الإله / فأَلبسه الإله سِربالَها
وتَوَّجَهُ الله تِيجانَها / وأطلع في وجهِه خالها
وأُلبِس اَثوابَ إعزازها / ليِسحب في العِزّ أَذيالها
تَصدَّت لأَصيدَ يَرْعَى السوا / مَ مِنها ويحفظ أَهمالها
ولو ساسها أَحدٌ غَيْرُه / لأخرجتِ الأَرض أَثقالها
فعاش العزيزُ لها سالماً / يَشُدُّ عُراها وأَقفالها
يُعِزّ على الدهرِ أَنصارَها / ويضرِب بالسيف خُذّالَها
ترى نِعماً مثمراتِ الغصونْ / إذا قَولةٌ في النَّدَى قالها
وترجُف منه قلوبُ العِدَا / إذا صَولَةٌ فيهمُ صالَها
يُغذّي الأنامَ بمعروفِه / كما غذَتِ الأُسدُ أَشبالَها
يفوق الشموسَ وإشراقَها / ويعلو البدورَ وإِكمالها
ترى البدرَ والبحرَ في سرجِه / وليثَ الحروبِ ورئبالَها
به يَقْبَلُ الله فَرَضَ الصّيام / وحَجّ الحجيج وإهلالها
أبوكَ المعِزُّ هَدَى نورُه / لَدَى حَيْرَةِ النّاسِ ضُلاّلِها
وبَصَّرَهُمْ بعدَ طولِ العَمَى / وقَوَّمَ بالعَدْل مُنْهالَها
له آيةٌ في العلا لم يكن / عدوّ لِيدرِك إِبطالها
وأنتم شموسٌ إذا ما بدت / كَفَتْنا النجوم وأُفّالها
وكم نِعم ناعماتِ الغصون / لبِسنا بظِلّك اَظلالها
تفاءلتِ النفسُ نَيْلَ العلا / فَصَدَّقْتَ بالفِعل لي فالَها
فَمُلِّيتَ عُمْرَكَ ما تابعتْ / لنا بُكَرُ الدَّهْرِ آصالَها
إذا خلوتَ بمحبوبٍ تُجمِّشُهُ
إذا خلوتَ بمحبوبٍ تُجمِّشُهُ / فاملأ محاسِنَ خَدَّيه من القُبَلِ
وأضحِك الوصل بالهِجران منه ومل / عن التحلّم للّذّاتِ والغزلِ
لا شيءَ أحسن من كفّ تُغَمِّزها / كَفٌّ ومن مُقلٍ ترنو إلى مُقَلِ
ومِن فم في فم عَذْبٍ مُقَبَّلُه / كأنّ رِيقتَه ضَرْبٌ منَ العسل
حتى إذا نلتَ ما تهوَى بلا كدرٍ / فاجعل منامك فوقَ المَتْن والكَفَل
وقل لمن لام في لهوٍ تُسرّ به / إليك عنّي فإنّي عنكَ في شُعُل
إنّ الثّقِيل هو المحرومُ لَذَتَه / لا بارك الله فيمن راح ذا ثِقل
ثيابُ الدُّمَى البيض الحسان كثيرةٌ
ثيابُ الدُّمَى البيض الحسان كثيرةٌ / ولكنّني منهنّ أَبهى وأَجمل
أُجَرُّ عَلَى بِيضِ الجِباه وأَنْثَنِي / على الطُّرَرِ المستحسَناتِ وأُسْبَلُ
وأَلْثَمُ مُحْمَرَّ الخدودِ بإذنِها / وأُلْوَى على اللَّبّات طَوْراً وأحُمل
ولَمْ تَجْفُنِ مُذْ كُنْتُ يوماً مَلِيحةٌ / ولم تُرَعَنِّي ذاتُ حُسْنٍ تَنَقَّلُ
سلام يؤدّيه عنّي الغدوُّ
سلام يؤدّيه عنّي الغدوُّ / إليك ووقتُ الضُّحى والأَصيلُ
سلامٌ له في صَميمِ الفؤاد / وفي داخلِ القلبِ مِنّي غَليلُ
ضَميريَ مُثْنٍ شَكورٌ وإنْ / سكتُّ فإنّي بصَمْتي أَقولُ
وإني إذا ما نَبا مُنْصُلٌ / لِمجدِك دِرع وسَيْفٌ صَقِيلُ
إن الصَّبوح هو السرورُ بأَسِهِ
إن الصَّبوح هو السرورُ بأَسِهِ / وهْوَ اللذاذةُ والنعِيمُ الكامِلُ
لا شيءَ اَحْسَنُ حينَ يَنْحَسِرُ الدُّجَى / ويلوحُ لأْلاءُ النّهارِ الشّاملُ
مِنْ أَن تُباكِرَ بالنَّدَامى قهوةً / صفراءَ مِمّا عَتَّقَتْها بابِلُ
خيرُ النهارِ شبابُه فارتع على ال / لذّاتِ فيه إنَّهنّ رواحِلُ
سِيماء ساقٍ قد أتى مُتَقَرْطِقاً / والجوُّ صافٍ والخطوبُ غوافلُ
والروضُ قد هَزّ النسيمَ رياحُه / ومجونُنا قد غاب عنه العاذلُ
صِدتَ المَهَا وظباءَ الوحشِ راغمةً
صِدتَ المَهَا وظباءَ الوحشِ راغمةً / والطيرَ في جوِّها واللهوَ والغَزلا
لازلتَ تصطادُ يا أَعلى الأَنامِ عُلاً / شُوسَ الرِجالِ وعِزّ الملكِ والدُّوَلاَ
يا مالك الأرضِ بعد المالِكين لها / ويا إماماً على الرحمان مُتَّكِلا
لا تَمَّم الله لِي في مدّتي أملاً / إن لَمْ تكن لِيَ فِيما أرتجِي أملا
إذا غدا كلُّ خَلقٍ عنك مشتغِلاً / غدا ودادك لي عن كلّهِم شُغُلاً
دهانِي بعدَك الخطبُ الجليلُ
دهانِي بعدَك الخطبُ الجليلُ / فلا حَسَنٌ لَدَيَّ ولا جَميلُ
أَروحُ فلا أَرَى إِلاَ ثقِيلا / ومن أنا عِندَه أيضاً ثقيل
السعدُ معترِضٌ والدهرُ مُقْتَبِلُ
السعدُ معترِضٌ والدهرُ مُقْتَبِلُ / فانْعَمْ فقد نعِمَتْ عِزّاً بك الدّولُ
وأَطَيبُ العيشِ راحٌ مِن يدَيْ قمرٍ / مُهَفْهفٍ نُقْلُها التجْمِيش والقُبَل
أما ترى كيف نادى النايُ مِزهَرَهُ / وأَذّنَ الطَبلُ طاب اللهوُ والغَزلُ
أنت العزيزُ الذي عَزّتْ بدَولتِه / معالِمُ الدينِ واستعلَى به الأملُ
يا من تَبَرَّمَ بالرقِي
يا من تَبَرَّمَ بالرقِي / بِ وبات يشكو منه هَوْلا
ورآه بالإعراض عن / ه حَبِيبُهُ أحْرَى وأوْلَى
أنا مِن حِبيبِي بالغٌ / أقصَى المنى فِعلاً وقَولا
إن قلتُ زُرْنِي ساعةً / أَبدَى رِضاهُ وزارَ حَولا
ترفُ المحاسِنِ ليس في / ه لمن يروم العَيْبَ لولا
إنِي وإن مُلِّكتُه / لأراه لِي في الحبّ مَوْلى
خذها أَلذّ من التجمِيش والقُبَلِ
خذها أَلذّ من التجمِيش والقُبَلِ / ودَعْ ملالَك إِن الدهرَ ذو مَلَلِ
ولا تُطِعْ في الصَّبا لَوْماً ولا عَذَلاً / لا باركَ الله في العُذّالِ والعَذَلِ
وغُدوةٍ حَطّ فِيها اللهوُ أرْحُلَهُ / بِنا على الراحِ والريحانِ والغَزل
والنايُ يشْكُو إلى المثنَى صبابَتَه / شكْوَى المحبّ إلى المحبوبِ في مَهلِ
كأن ضجّة صوتِ الطبلِ بينهما / ضجِيجُ عِزّ أبِي المنصورِ في الدولِ
يا حبَّذا حُلْوَانُ فالنيلُ
يا حبَّذا حُلْوَانُ فالنيلُ / رَبْعٌ بِحُسْن اللهوِ مأْهولُ
رُحْتُ ومركوبِي بِه أدهمٌ / على جَناحِ الريح محمولُ
كأنه في الماءِ زَنْجِيّةٌ / لها من الموجِ أكاليلُ
والنّيلُ في رونَقِ شمسِ الضحا / سيفٌ صَقيلُ المتنِ مسلولُ
حتى إذا ما دَرَجَتْه الصَّبا / وماج مِنه العَرْضُ والطولُ
فهو لمَن أبصره جَوْشنٌ / على مِهادِ الأَرضِ مسدول
أو حُبُكٌ تَرصِيعُها جَوْهَرٌ / مُبَدَّدٌ فِيهنّ مَحْلول
نادمتُ فِيهِ أحْوَراً كَشْحُه / أهيفُ فوق الردفِ مجدول
أكثرُ ما يبذُلُ مِن وصلِهِ / لَثْمٌ على الكأسِ وتقبِيل
إن كنتِ مُتْهِمتي بِغَدْرِكِ فاسأَلي
إن كنتِ مُتْهِمتي بِغَدْرِكِ فاسأَلي / عنّي ركُوبي فيكِ كُلّ جليلِ
وفُتورَ أعضائي ونارَ تَنَفُّسِي / ودموعَ أجفاني وطولَ نُحولي
وخُفوقَ قلبي عندَ ذكركِ هَيْبةً / لك واطّراحِي فيكِ كُلَّ عذول
إنِّي ليعذُبُ لِي إليكِ تذلُّلِي / حُبّاً وما أنا في الورى بذلِيلِ
وأَرى التَّهتّك في هواك صَبابةً / وأرى التَّجَمُّلَ فيكِ غَيْرَ جمِيل
سؤلُ البرِيّةِ أَن تفوزَ بلحظةٍ / منّي ووجهُك أنت وَحْدَكِ سولِي
ولوِ استطعتُ خَبَأْتُ شخصَكِ غَيْرَةً / في مُهْجتي مَعَ زَفْرتي وغلِيلي
فتى مثلُ ضوءِ الشمسِ نورُ جبِينِه
فتى مثلُ ضوءِ الشمسِ نورُ جبِينِه / وكالغيثِ عند المحْلِ منه الأنامِلُ
وكالسيفِ إن قاومتَه حدُّ عَزْمه / وأَحْلَى من الإنصَافِ حين يُجامل
كريم إذا استمطرتَ جودَ يَمينِه / بدا لك من جَدْواه سَحٌّ ووابِل
وذي عَجَبٍ مِن طولِ صبرِي على الذي
وذي عَجَبٍ مِن طولِ صبرِي على الذي / أُلاقي مِنَ الأرزاءِ وهْو جليلُ
يقول ألا تَشْكُو فقلتُ مَتى شكا / من الضَّرْب عضبُ الشَّفْرَتَين صقِيل
وإنّ أمرأً يشكو إلى غيرِ نافعٍ / ويَسْخو بما فِي نَفْسِهِ لجهول
عَدَاني عن الشكوَى إلى الناس أَنَّني / عليلٌ ومَنْ أَشكو إليه علِيل
ويمنعني الشكوى إلى الله عِلْمُهُ / بجُمْلة ما ألقاه قبلَ أَقُول
سأسكُت صبراً واحْتساباً فإنّني / أَرى الصبرَ سيفاً ليس فيه فلول
قد بعثنا الراحَ عن عَجَلِ
قد بعثنا الراحَ عن عَجَلِ / وحَسَمنا أَحْبُل العِلل
وتفاءلنا ببعثتها / لك بَعْثَ الخيل والخول
وجعلناها مقدِّمة / تقتضي الباقي من الأملِ
ولأنت المستحِقُّ لها / دون أبناءِ الرجاءِ ولِي
ويَدي رَهْنٌ بنافلةٍ / بعدها تُوفِي على النُّفَلِ
تَتَخَطّى من مراتبها / فوقَ قَرْنِ الشمس أَو زُحَلِ
وقليلٌ ذا لمِثلك يا / جاعلي مولاه مِن مَثَلَ
فاصطبرْ يشْمَلْك مِن جُمَلي / عَجَلٌ في صُورِة المهَلِ
واسترِح فيهِ لقولك هل / تُنْسَبُ الأَفلاكُ للثّقلِ
إنّ حُبّي ليس يحمله / غَيرُ حُرِّ النفسِ والعملِ
ووِدادِي ليس يسكن في / مهجةِ الهيّابة الوكِلِ
فجزاك اللهُ صالحةً / من مُحِبٍّ مُخْلِصٍ وَولِي
وأراني ما أُؤمله / لك من نَهْلٍ ومِن عَلل
بِيدٍ مني إذا انْبَجَست / عبثتْ بالعارِضٍ الْهَطِلِ
وبعزمٍ حين أبعثه / كَشَبا الخَطِّيَّةِ الذُّبُلِ
وكذا استمليت من سَلَفي / والألى آبائي الرّسُل
أنا لولا مَنْ يُؤَمّلني / لم أرِد مُسْتأْخِرَ الأَجل
جُرحي بِعينِيك ليس يندمل
جُرحي بِعينِيك ليس يندمل / وصبوتِي فِيكِ ليس تنفصِلُ
فلا تخافِي عَلَيَّ عاذِلتي / شرُّ الهوى ما يُزيله العَذَلُ
لم أَضْنَ إلا تَشبها بضناً / يشكوه فِي جفنِ عينكِ الكَحَلُ
فلا تظنّي ضنايَ مِثلَ ضَنى / عينيكِ ذا صحّةٌ وذا عِلَلُ
أَيُّ السَّقِيمينَ مُوجَعٌ كَمِدٌ / جِسْمِيَ أم لحظُ عَيْنِكِ الثَّمِلُ
أمَا وبِيضُ الثُّغور لائحةٌ / وما اجتنَتْ مِن رُضابِها القُبَلُ
لولا فُتورُ العيونِ ما قوِيَتْ / ولا غَدَتْ دونَ لحظِها الأَسَل
والنُّجْلُ لو لم يكن بها نَجَلُ / ما تَمّ في عاشِقٍ لها عَمَلُ
يا سحرُ إنّ الذينَ قد زعَموا / أنّ المسمَّى سِوى اسمِهِ جَهِلوا
قالوا ولو عاينوكِ كاسمِكِ ما / أصبح في ذاكِ بينهمْ جَدَل
أهواكِ في القربِ والبِعادِ معاً / وخالصُ الحبِّ ليس ينتقِل
إذا غَدَا الوصلُ لِلهَوى ثمناً / طارَ بذيّالِكِ الهوَى المَلَلُ
يُعجبنِي البُخْلُ إِن بِخِلتِ ولا / يُعجِبُني الجودُ مِنكِ والنَّفَلُ
فشرُّ ما في الرجالِ بُخْلُهُمُ / وخيرُ ما في الكواعِبِ البْخَلُ
قالت وقد راعها البُكاءُ دماً / ما بالُه قلتُ عاشقٌ خَبِل
قالت ومن شَفَّه وتَيَّمَه / قلت الّتي عن غَرامِه تَسَلُ
قالت أمِن نظرةٍ يكونُ هَوىً / هذا مُحبٌّ هواه مُرْتَجَلُ
فقلتُ عيناكِ كادتاه بما / تَعْجِز عن بعضِ حَلِّهِ الحِيلُ
ما يفعل الضَّربُ بالمنَاصِل ما / تفعلهُ للواحظ المُقَلُ
ومَا لها قدرةٌ تَصُول بِها / على الورى غَيْرَ أَنَّها نُجُلُ
إنّ عيونَ الملاحِ واصلةٌ / قاطعةٌ حَبْلَ كلِّ من يَصِل
لا تَجْحَد السفكَ للدِّماءِ ولا / تنكِر مِن ذاك ما هِي الفِعَل
دمُ المحِبِّين في تَرائِبِها / وفي مَبادِي خُدُودِها خَضِل
تَقْتُل عُشّاقَها العيونُ ولا / يحْقِدُهُمْ أَنَّهمْ بها قُتِلوا
يا سحرُكَم أَبتغي رِضاكِ وكم / أُغْضِي على حُرْقةٍ وأَحْتَمِل
وكم أَعَضُّ البَنانَ مِن غَضَبٍ / كأنّه بين أَضلُعِي شُعَل
يا سحرُكم تَنْثَنِي الحفائِظُ بي / عليكِ والإِنتظارُ والمَهَل
يا سحرُ إنّ السُّلُو عَنكِ على / قلبِي حرامٌ ما أُنْسئ الأَجَل
أنتِ مُنَى النَّفْسِ عندَ خَلْوتها / وسُؤْلُها والمرادُ والأَملُ
كأنِك الشمسُ يومَ أَسْعُدِها / إذا تبدّت وبُرْجُها الْحَمَلُ
ما زادَ في حسنِكِ الحُلِيُّ ولا / غَيَّرَه قبلَ حَلْيِكِ الْعَطَلُ
قضيبُ بانٍ ندٍ ودِعْصُ نَقاً / وبدرُ تِمٍّ وفاحِمٌ رَجِل
أَمَاءُ خَدّيكِ في كؤوسِكِ أَمْ / ثَغْرُكِ مِسكٌ يَشُوبُه عسل
أَم لفظك الدُّرُّ حِينَ نَنْثُره / أَم قدُّكِ الْغُصْنُ حين ينفتِل
لولا اشتِغالي بِحفظِ مَعْلُوَتي / ما كان لِي عنك في الهَوى شُغُل
لِي سَلفٌ ليس مِثْلهُمْ سَلَفٌ / مُطَّلِبيُّون سادَةٌ فُضُل
سادُوا وقادُوا الورَى وما احْتَلمَوا / وكَمَّلوا حِلْمَهمْ وما اكْتَهلوا
أَشِيد ما شيّدوا وما رَفَعوا / وأَفعلُ الخيرَ مثلمَا ما فَعلوا
أنا ابْنُ من بَشَّرَ المَسِيحُ بِهِ / وقَدَّمَتْ نعتَ وَصْفهِ الرُّسُلُ
محمد خير من بدَا وهَدَى / وخيرُ مَنْ يَحْتَفِي ويَنْتَعِل
أبي الوصِيُّ الذِي بِه اتَّضَحَتْ / للناسِ طُرْقُ الرَّشادِ والسُّبُلُ
وأُمِّيَ الْبَرّةُ البَتولُ ومَنْ / كُلُّ نِساءِ الورى لَها خَوَل
رَهْطُ نَبِيِّ الهُدَى وأُسْرَتُه / والخلفاءُ الأئمَّةُ الذُّلُل
يا مستعِدُّون للفَخارِ بنا / ومَنْ بنا أدرَكوا الذي سألوا
زعمتُمُ أَنْكم لنا غَضَباً / قمتمْ وبالزَّعْمِ يَكْثُرُ الخْطَلَ
مَتى غضِبْتُمْ لنا وأَنْفُسُنا / لِبِيضِكم مُذْ وَلِيتُمُ نفَلَ
شَرَّدْتُمُ جَعْفَراً وشِيعَتَهُ / بغيرِ ذَنْبٍ جَنَوْا ولاَ افْتَعلوا
والحسَنِيُّون طالمَا تَلِفوا / بِحدّ أَسْيافِكُمْ وما قتلوا
ثم قَتَلْتُمْ موسَى الرِّضا خُدَعاً / لأُمِّكمْ بعدَ قَتْلِه الْهَبَل
غَدْراً وحِقْداً طَوَيْتُمُوه لنا / كَذا يعادِي المَوالِيَ الخوَلُ
وَيْحَ بنِي عَمِّ أَحْمَدٍ خَسِروا / وعِندَه دونَ هاشمٍ خَذَلوا
دماءَ أَبناء أَحْمدٍ شرِبوا / ولحمَ أَبناءِ بِنْتِهِ أَكَلوا
أَرحامَهُمْ قَطَّعوا وَحَدَّهُمُ / فَلُّوا وأَزوارَ قَوْمِهمْ حَمَلوا
يا آلَ عَبَّاسَ أَنْتُمُ لِبنِي الزْ / زهراءِ ثأرٌ وقَدْ دَنا الأجل
لا صَحَبْتَنِي يَدِي وَلا اتَّسَعَت / إلى بلوغِ العُلاُ بيَ السُّبُل
إن لم أَزُرْكُمْ بَجَحْفَلٍ لَجِبٍ / سماؤُه البِيضُ والقْنَا الذُّبُل
يَسُدُّ شرقَ الدُّنا ومَغْربَها / به الكُماةُ الضَّراغِم البُزُل
في كَبِد الأرض منه مُنْخَسِفٌ / وفي فُؤادِ السُّهالهُ وَجَلُ
يُصْبِحُكُمْ في خِلالِ دارِكُمُ / به هِزَبْرٌ منْ هاشمٍ بَطَل
لا يَسكُنُ الرَّوْعُ بين أَضْلُعِهِ / ولا يَفُلُّ اعْترامَهُ الفَشَل
أنا زعيمٌ لكُمْ بواحِدةٍ / تَقْتَصُّ مِنكمْ بِرُزْئِها الْجُمَل
للعَلَويَّين فوقَكُمْ شَرَفٌ / لولاه لم تَبْلُغوا ولم تَصلوا
بهمْ فخَرْتُمْ على مُخالفكُمْ / حتّى علا الْكَعْبُ واسْتَوى الْمَثَلُ
وقَبْلُهْم كان فيكُمُ قِصَرٌ / وكان فيكُمْ عن العُلا ثِقُل
أَجَدّكُمْ كان مِثلَ جدِّهِم / والحربُ بالمشركينَ تَشْتعِل
حينَ تولَّتْ قريشٌ أَجْمعَهُا / وكذَّبوا بالنّبيّ واقْتَتَلوا
كَذَّبَهُ قومُه وأُسْرَتُه / وكان فينا لأَمرِه عَجَلُ
بَدْرٌ وأُحْدٌ وخيْبَرٌ ورُبا / مَكَّةَ يَعْلَمْنَ مَن لَهُ الأُوَلُ
ومن أطاعَ النَّبيَّ مُجْتَهداً / مجاهِداً لا يَعُوقُه كَسَلُ
لله آلُ الوصِيِّ منْ نَفَرٍ / ما نَكَّبُوا عن تُقىً ولا عَدَلوا
هُمُ لُيوثُ الأنام إنْ جَبُنوا / وهُمْ هُداةُ العباد إن جَهِلوا
إن أفضَلوا أجْزَلُوا وإنْ عَقَدوا / شَدَّوا وإن حكَّموهُمُ عَدَلَوا
تَرْتَحِلُ المُكْرمُاتُ إنْ رَحَلوا / وتَنْزِل الصالحاتُ إنْ نَزَلُوا
يا آلَ عَباسَ ما ادِّعاؤُكُمُ / إِرثاً لنا السهلُ منه والجبَلُ
إنْ نَتَقَدّمْ عَلَيْكُمُ فلنَا / سوابقُ المكْرُمات تَتَّصلُ
قدّمَنا اللهُ ثُمّ أخَّرَكُمْ / عنّا فما إنْ لَكُمْ بنا قِبَلُ
شادَ لنا الحَقُّ بيتَ مَعْلُوَةٍ / في حِينَ شادتْ عُلاكُمُ الحيَلُ
نحن بنو أحْمَدَ الذين بهمْ / يدعُو إلى رَبّه ويَبْتَهلُ
نحن كَفَلْنا النّبيّ مُنْذُ بدا / حتى اسْتطالَتْ بأمْره الطُّوَلُ
فنحنُ أَبْنَاؤُهُ وعِتْرَتُهُ / ونحنُ أنْصارُ دِينِه القُتُلُ
كأنّنا في دُجى الأمور ضُحىً / وأنْتُمُ في صَوابها خَطَلُ
صلّى علينا الإلهُ ما نُصِرتْ / بنا العُلاَ والسَّماحُ والْمِلَلُ
سَقِّنِها من عَصير الْ
سَقِّنِها من عَصير الْ / حُسْنِ بالطَّرْف الكَحيل
لا عَصير الكَرْمِ والنَّخْ / لِ ولا بنْت العُسول
إن شُرْبَ الراحِ من ثغ / رِك مأمولي وسُولي
قهوةً كَرْمَتُها في / روضة الخدّ الأَسيل
سُترتْ عنكمْ فنبه / تُ عليها بفُضولي
ليس لي منها خُمار / غَيْرُ تَفْنِيدِ العَذولِ