المجموع : 24
قُمْ فَاسْقِني بِالكأسِ لا بِالقَنْقَلِ
قُمْ فَاسْقِني بِالكأسِ لا بِالقَنْقَلِ / وَاشْرَبْ عَلَى وَجْهِ الزَّمَانِ المُقْبِلِ
كَسَتِ السَّماءُ الأَرضَ زُهْرَ نُجُومِها / بِالزَّهْرِ فَاخْتالَتْ بِكُمٍّ مُسْبَلِ
صاغَ الغَمامُ لَها عُيُونَ جَوَاهِرٍ / وَأَجَادَ جَلْوَتَها لِعَيْنِ المُجْتَلي
فَتَأَرَّجَتْ وَتَبَرَّجَتْ واسْتَوْقَفَتْ / لَحْظَ المُجِدِّ وَخُطْوَةَ المُسْتَعْجِلِ
فِيها عُيُونٌ كُحَّلٌ مَبْهُوتَةٌ / كُحِلَتْ بِدَمْعِ الطَّلِّ إِذْ لَمْ تُكْحَلِ
وَبِها خُدُودٌ أُخْجِلَتْ فَتَعَصْفَرَتْ / وَبِها ثُغُورٌ ضُحَّكٌ لا تَأْتَلِي
صُفْرٌ وَحُمْرٌ كَالمَدَاهِنِ أُودِعَتْ / دَمْعَ النَّدى فَحَمَلْنَ أَحْسَنَ مَحْمَلِ
شِبْهُ الخُدُودِ بِعَقْب خَطْبٍ مُؤْلِمٍ / أَوْ شِبْهُها مِن بَعْدِ خَوْفٍ مُوجِلِ
أَلْوَانُها شَتَّى الفُنونِ وَإِنَّما / غُذِيَتْ بِمَاءٍ واحِدٍ مِنْ مَنْهَلِ
مَا العَيْشُ إِلا في الرِّياضِ وَمُسْمِعٍ / غَرِدٍ وَساقٍ إِنْ سَقى لَمْ يَعْدِلِ
فَإِذا دَعاكَ العَيْشُ في خَلَساتِهِ / فَارْكُضْ إِلَيْهِ في الرَّعِيلِ الأَوَّلِ
رَسْمُ صَبْرِي في رَبْعِ شَوْقي مُحِيلُ
رَسْمُ صَبْرِي في رَبْعِ شَوْقي مُحِيلُ / وَلرُوحي في سَيْلِ دَمْعي مَسِيلُ
قَدْ بَكى لِي مِمَّا بَكَيْتُ العَذُولُ / وَرَثى لِي مِمَّا نَحَلْتُ النُّحولُ
كُلَّما قُلْتُ قَدْ تَسَلَّيْتُ عَنْهُ / قَالَ صَبْري وَهِمْتَ فِيما تَقُولُ
أَنا أَفْدِي مَنْ أَسْتَقِلُّ لَهُ رُو / حِي فِداءً وَذاكَ فيهِ قَلِيلُ
لِيَ وَصْلٌ بِوَصْلِهِ أَبَداً مُغْ / رىً وَهَجْرٌ عَنْ هَجْرِهِ مَشْغُولُ
إِنْ تَذَكَّرْتُهُ فَشَوْقي صَحِيحٌ / أَوْ تَناسَيْتُهُ فَصَبْري عَلِيلُ
لِيَ لَيْلانِ مِنْ دُجى عارِضَيْهِ / عَرَّضَاني لِلَوْعَةٍ مَا تَزُولُ
وَسَقامَانِ مِنْ تَمَرُّضِ جَفْنَيْهِ / فَذا ظاهِرٌ وَهذا دَخِيلُ
لِيَ لَيْلٌ أَمَدُّ مِنْ نَفَسِ العا / شِقِ طُولاً إِذْ زَارَ فِيهِ الخَلِيلُ
مَا اعْتَنَقْنا حَتَّى افْتَرَقْنا وَخفتا / نُ الدُّجى عَنْ قَمِيصِهِ مَحْلولُ
وَكَأَنَّ الهِلالَ تَحْتَ الثُّرَيَّا / مَلِكٌ فَوْقَ رَأْسِهِ إِكْلِيلُ
وَلَيْلٍ كَيَوْمِ البَيْنِ في مِثْلِ طُولِهِ
وَلَيْلٍ كَيَوْمِ البَيْنِ في مِثْلِ طُولِهِ / كَبَسْطَةِ كَفِّي إِذْ حَوتْ قَائِمَ النَّصْلِ
جَلَوْتُ بِهِ عَنْ وَجْهِهِ كلَّ عَارِضٍ / بأَبْيَضَ مِثْلِ البَدْرِ في السِنِّ والشَّكلِ
كأَنَّ المَنايا كُمَّنٌ في لِحاظِهِ / فَهُنَّ إِلى قَبْضِ النُّفوسِ مِنَ الرُّسْلِ
ظالِمي في كُلِّ حَالِ
ظالِمي في كُلِّ حَالِ / عَاشِقٌ هَجْرَ وِصالِي
تائِهٌ يَزْدادُ تِيهاً / عِنْدَ ذُلِّي في سُؤَالِي
أَيُّها السَّائِلُ عَنِّي / وَهْوَ يَدْرِي سُوءَ حالِي
سَوْفَ أَسْلوُ وَبَعيدٌ / بَيْنَ قَوْلِي وَفِعالِي
وَتَرى الكأسَ دَائِراً كَهِلالٍ
وَتَرى الكأسَ دَائِراً كَهِلالٍ / سَارَ فيهِ المِحَاقُ عِنْدَ الكَمَالِ
فَإِذا افْتَضَّها المِزاجُ كَسَاها / حُلَّةَ الشَّمْسِ عِنْدَ وَقْتِ الزَّوالِ
مَمْشُوقَةٌ في قَدِّها
مَمْشُوقَةٌ في قَدِّها / تَحْكي لَنا قَدَّ الأَسَلْ
كَأَنَّها عُمْرُ الفَتى / وَالنَّارُ فيها كالأَجَلْ
وَزائِرٍ رَاعَ وَجْهَ البَيْنِ مَنْظَرُهُ
وَزائِرٍ رَاعَ وَجْهَ البَيْنِ مَنْظَرُهُ / أَحْلَى مِنَ الأَمْنِ عِنْدَ الخَائِفِ الوَجِلِ
أَلْقَى عَلَى اللَّيْلِ لَيْلاً مِنْ ذَوَائِبِهِ / فَهَابَهُ الصُّبْحُ أَنْ يَبْدُو مِنَ الخَجَلِ
أَرادَ بِالهَجْرِ قَتْلي فَاسْتَجَرْتُ بِهِ / فَاسْتَلَّ بِالوَصْلِ رُوحي مِنْ يَدَيْ أَجَلِي
رُوحِي الفِداءُ وَما أَحْويهِ مِنْ نَشَبٍ
رُوحِي الفِداءُ وَما أَحْويهِ مِنْ نَشَبٍ / لِشَادِنٍ فَاتِرِ الأَلْحاظِ والمُقَلِ
قَدْ صِرْتُ فيهِ أَمِيرَ العاشِقِينَ وَقَدْ / أَضْحَتْ وِلايَةُ أَهْلِ العِشْقِ مِنْ قِبَلي
سَيِّدي أَنْتَ لَمْ أَقُل سَيِّدي أَنْ
سَيِّدي أَنْتَ لَمْ أَقُل سَيِّدي أَنْ / تَ لأَنِّي عَدَدْتُ نَفْسِيَ أَهْلا
أَنا حُرٌّ وَالحُرُّ يَشْهَدُ أَنِّي / لَكَ عَبْدٌ فَاكْتُبْ بِذاكَ سِجِلا
شَرَفي إِنْ رَضِيتَ بِي لَكَ مَمْلو / كاً وَحَسْبِي بِذاكَ عِزّاً وَنُبْلا
بَخِلْتَ بِوَقْفَةٍ أَشْكُوكَ فيها
بَخِلْتَ بِوَقْفَةٍ أَشْكُوكَ فيها / إِلَيْكَ وَأَيُّ عُذْرٍ لِلْبَخِيلِ
وَلَمْ يَكُ في الوُقُوفِ عَلَيْكَ عَارٌ / وَقَدْ يَقِفُ العَزِيزُ عَلَى الذَّلِيلِ
أَجِرْني مُتُّ قَبْلَكَ مِنْ زَمانٍ / رَمَاني مِنْهُ بِالخَطْبِ الجَلِيلِ
أَغْرَيْتَ بي سَقَماً عَلَيْ
أَغْرَيْتَ بي سَقَماً عَلَيْ / كَ وَنِمْتَ عَنْ لَيْلِي الطَّوِيلِ
وَبَخِلْتَ بِالشَّكْوى إِلَيْ / كَ وَأَيُّ عُذْرٍ لِلْبَخِيلِ
فَكَأَنَّما بَخِلَ الضَّنا / بِضَنا ضَنايَ مِنَ النُّحُولِ
وَطَبِيبُ هَجْرِكَ لا يَجُو / دُ بِهَجْرِ هَجْرِكَ لِلْعَلِيلِ
فَإِذا أَرَدْتَ عِيَادَتي / فَاسْأَلْ عَنِ الحَيِّ القَتِيلِ
وانْظُرْ إِلى رُوحٍ جَرَتْ / فِي مُسْتَقِيمٍ مُسْتَحِيلِ
حُكْمُ الهَوى في أَخْذِها / حُكْمُ العَزِيزِ عَلَى الذَّلِيلِ
إِذا اشْتَدَّ ما أَلْقى جَلَسْتُ إِزاءهُ
إِذا اشْتَدَّ ما أَلْقى جَلَسْتُ إِزاءهُ / وَنارُ الهَوى قَدْ أُضْرِمَتْ بَيْنَ أَوْصالي
أُقَبِّلُ منْ فِيهِ نَسِيمَ كَلامِهِ / إِذا مَرَّ بي صَفْحاً بِأَفْواهِ آمالي
صَاحِ هَاتِ العُقارَ حَمْراءَ كالنَّا
صَاحِ هَاتِ العُقارَ حَمْراءَ كالنَّا / رِ وَدَعْني مِمَّا يَقُولُ العَذُولُ
مَا تَرى اللَّيْلَ كَيْفَ قَدْ غَلَبَ الصُّبْ / حَ وَقَدْ أَقْبَلَ النَّسِيمُ العَلِيلُ
وَكأَنَّ النُّجُومَ وَالبَدْرَ أَزْها / رُ رِياضٍ في وَسْطِها قِنْدِيلُ
يا فَارِغاً قَدْ أَطالَ شُغْلِي
يا فَارِغاً قَدْ أَطالَ شُغْلِي / كُلَّكَ يَهْوى هَواهُ كُلِّي
إِذا تَكَرَّهْتَنِي مُحِبّاً / فَدُلَّ قَلْبي عَلَى التَّسَلِّي
بِما بِقَلْبي عَلَيْكَ جُدْ لِي / بِهَجْرِ هَجْرِي وَوَصْلِ وَصْلِي
لِي سَقامٌ مُواصِلُ
لِي سَقامٌ مُواصِلُ / وَدُمُوعٌ هَوَامِلُ
وَفُؤادٌ مُبَلْبَلٌ / بَلْبَلَتْهُ البَلابِلُ
أَدْمُعي قَدْ تَزَاوَجَتْ / وَالأَماني أَرَامِلُ
وَحَبِيبِي مُعَذِّبٌ / لِيَ بِالهَجْرِ قَاتِلُ
رأى ذُلِّي فَأَعْرَضَ وَاسْتَطالا
رأى ذُلِّي فَأَعْرَضَ وَاسْتَطالا / وَآلى لا يُكَلِّمُني دَلالا
وَكانَ يَزُورُني مِنْهُ خَيالٌ / فَلَمَّا أَنْ جَفَا مَنَعَ الخَيالا
أَزِيدُ صَبَابَةً في كلِّ يَوْمٍ / كَما تَزْدَادُ طَلْعَتُهُ جَمَالا
إِذا حَارَ رَكْبُ الشَّوْقِ في رَبْعِ لَوْعَتي
إِذا حَارَ رَكْبُ الشَّوْقِ في رَبْعِ لَوْعَتي / جَعَلْتُ لَهُ بَادِي الأَنِينِ دَلِيلا
وَإِنْ عَادَ لَيْلُ العَتْبِ أَقْمَرَ بِالرِّضَا / وَعَوَّضْتَني مِنْهُ الكَثِيرَ قَليلا
فَما بالُ خَيْلِ الغَدْرِ في حَلْبَةِ الوَفَا / تُطرِّقُ لِلبَلوى إِلَيَّ سِبِيلا
سَأَسْتَعْتِبُ الأَيَّامَ فِيكَ لَعَلَّها / تُبَلِّغُني بِالعَتْبِ فِيكَ قَبُولا
مَلَّ فَأَبْدى الصُّدُودَ مِنْ مَلَلِ
مَلَّ فَأَبْدى الصُّدُودَ مِنْ مَلَلِ / وَاعْتَلَّ في صِحَّةٍ مِنَ العِلَلِ
وَكُنْتُ إِنْ غِبْتُ عَنْهُ راسَلَنِي / فَنَحْنُ في فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ
اُنْظُرْ إِلى قَمَرٍ عَالٍ عَلَى غُصُنٍ
اُنْظُرْ إِلى قَمَرٍ عَالٍ عَلَى غُصُنٍ / يَمِيلُ مِنْ تَحْتِهِ طَوْراً وَيَعْتَدِلُ
كَأَنَّمَا خَدُّهُ مِنْ خَمْرِ وَجْنَتِهِ / صَاحٍ وَناظِرُهُ مِنْ سُكْرِهِ ثَمِلُ
قَدْ قُلْتُ إِذْ عَذَلُوني في مَحَبَّتِهِ / لِي وَالهَوى عَنْ سَمَاعِي عَذْلَكُم شُغُلُ
فَاحْمَرَّ مِنْ خَجَلٍ إِشْراقُ وَجْنَتِهِ / وَكادَ مِنْ لَمَعانِ الحُسْنِ يَشْتَعِلُ
أَحَسَّ بِتَرْحالِي فَخافَ مَقَالا
أَحَسَّ بِتَرْحالِي فَخافَ مَقَالا / فَأَرْقَدَ عَيْنِي واسْتَزَارَ خَيالا
وَسَاءَلَني عَنْ حَالَتي وَسَأَلْتُهُ / فَكانَ جَوابِي لِلْحَبِيبِ سُؤَالا
وَأَيْقَظَنا رَيْبُ الزَّمانِ لِزَعْمِهِ / بِأَنَّا سَرَقْنا في المَنَامِ وِصَالا