المجموع : 8
عَلِّل فُؤادَكَ وَالدُنيا أَعاليلُ
عَلِّل فُؤادَكَ وَالدُنيا أَعاليلُ / لا يَشغَلَنكَ عَنِ اللَهوِ الأَباطيلُ
وَلا يَصُدَّنكَ عَن أَمرٍ هَمَمتَ بِهِ / مِنَ العَواذِلِ لا قالٌ وَلا قيلُ
فَخَيرُ يَومَيكَ يَومٌ أَنتَ فيهِ إِذا / مُيِّزتَ في الناسِ مَحمودٌ وَمَعذولُ
وَإِن أَتَوكَ فَقالوا كُن خَليفَتَنا / فَقُل لَهُم إِنَّني عَن ذاكَ مَشغولُ
فَإِنَّ ذلِكَ أَمرٌ مَع نَفاسَتِهِ / وَنُبلِهِ بِفَناءِ العُمرِ مَوصولُ
وَاِرضَ الخُمولَ فَلا يَحظى بِلَذَّتِهِ / إِلّا اِمرؤٌ خامِلٌ في الناسِ مَجهولُ
وَلا تَبِع عاجِلَ الدُنيا بِآجِلِ ما / تَرجو فَذلِكَ أَمرٌ شَأنُهُ الطولُ
اِسفِك دَمَ القَهوَةِ الصَهباءِ تَحيَ بِهِ / روحي فَإِنَّ دَمَ الصَهباءِ مَطلولُ
يا خائِفَ الإِثمِ فيها حينَ يَشرَبُها / لا تَقنَطَنَّ فَعَفوُ اللَهِ مَأمولُ
قُم فَاِسقِني النَصَّ مِمّا حَرَّموهُ وَلا / تَعرِض لِما كَثُرَت فيهِ الأَقاويلُ
مِن قَهوَةٍ عُتِّقَت في دَنِّها حِقَباً / كَأَنَّها في سَوادِ اللَيلِ قِنديلُ
عَروسِ كَرمٍ أَتَت تَختالُ في حُلَلٍ / صُفرٍ عَلى رَأسِها لِلمَزجِ إِكليلُ
كَأَنَّها بِأَكُفِّ القَومِ إِذ جُلِيَت / ذَوبٌ مِنَ الذَهَبِ الإِبريزِ مَحلولُ
في فِتيَةٍ جَعَلوا لِلَّهوِ طاعَتَهُم / فَما لَهُم عَن طَريقِ اللَهوِ مَعدولُ
جَليسُهُم لَيسَ يَروى مِن حَديثِهِمُ / يَوماً وَبَعضُ حَديثِ القَومِ مَملولُ
لا كَالَّذينَ إِذا ما كُنتَ حاضِرَهُم / فَفي سُكوتِهِمُ المَأمولُ وَالسولُ
تَرى مَجالِسَهُم مَملوءَةً لَجباً / وَكُلُّ ذاكَ فُضولٌ عَنكَ مَعزولُ
إِن كُنتَ تَعلَمُ ما بي
إِن كُنتَ تَعلَمُ ما بي / وَأَنتَ لَستَ تُبالي
فَصارَ قَلبُكَ قَلبي / وَصِرتَ في مِثلِ حالي
بَل عِشتَ في طيبِ عَيشٍ / تَقيكَ نَفسي وَمالي
دَعَوتُ إِذ ضاقَ صَدري / عَلَيكَ ثُمَّ بَدا لي
بَدا مِشمِشُ الأَشجارِ فيها كَأَنَّهُ
بَدا مِشمِشُ الأَشجارِ فيها كَأَنَّهُ / يَلوحُ عَلى خُضرِ الغُصونِ المَوائِلِ
قِبابٌ بِمُخضَرِّ الرِياحينِ غُشِّيَت / وَقَد زُيِّنَت مِن عَسجَدٍ بِجَلاجِلِ
لا تَقبَلَنَّ مِنَ الرَشيدِ كَلامَهُ
لا تَقبَلَنَّ مِنَ الرَشيدِ كَلامَهُ / وَإِذا دَعاكَ أَخو الغَوايِةَ فَاِقبَلِ
وَدَعِ التَزَهُّدَ وَالتَجَمُّلَ لِلوَرى / فَالعَيشُ لَيسَ يَطيبُ بِالمُتَجَمِّلِ
وَاِشرَب مُزَعفَرَةَ القَميصِ سُلافَةً / مِن صَنعَةِ البَردانِ أَو قُطْرُبُّلِ
كَأسٌ إِذا رَمَتِ الهُمومَ بِسَهمِها / لَم يُخطِ نافِذُهُ سَواءَ المَقتَلِ
تَحلو وَتَعذُبُ في النُفوسِ كَأَنَّها / كَبْتُ العَدُوِّ ورَغمُ أَنفِ العُذَّلِ
حَمراءُ يَرحُبُ كُلُّ صَدرٍ ضيقٍ / مَعَها وَيُفتَحُ كُلُّ بابٍ مُقفَلِ
تَحكي ضِرامَ النارِ إِلّا أَنَّها / نارٌ لَعَمرُكَ لَيسَ تُؤذى المُصطَلى
لا سِيَّما مِن كَفِّ طاوِيَةِ الحَشا / تَرنو بِناظِرَتَي خَذولٍ مُطفِلِ
يَومٌ أَتاكَ بِوَجهِهِ المُتَهَلِّلِ
يَومٌ أَتاكَ بِوَجهِهِ المُتَهَلِّلِ / ناهيكَ مِن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ
خَلَعَ الغَمامُ عَلى اِخضِرارِ سَمائِهِ / خِلَعاً فَبَينَ مُمَسَّكٍ وَمُصَندَلِ
وَعَلا عَلى الأَشجارِ قَطرُ سَمائِها / فَبَدَت لِعَينِ الناظِرِ المُتَأَمِّلِ
تَحكي قِبابَ زَبَرجَدٍ قَد كُلِّلَت / بِمُنَظَّمٍ مِن لُؤلُؤٍ وَمُفَصَّلٍ
وَأَتاكَ زَهرُ البَاقِلاءِ كَأَنَّهُ / يَرنو إِلَيكَ بِطَرفِ أَغيَدَ أَكحَلِ
وَالوَردُ يَخجَلُ كُلَّ نَوْرٍ طالِعٍ / فَتَراهُ مُنتَقِباً بِحُمرَةٍ مُخجَلِ
وَحَكى بَياضُ الطَلِّ في كافورِهِ / وَجهَ الخَريدَةِ في الخِمارِ الصَندَلِ
وَتَغَرَّدَت أَطيارُهُ فَحَكَت لَنا / نَغَماتِ مَعبَدَ في الثِقيلِ الأَوَّلِ
مِن كُلِّ صافِيَةِ الصَفيرِ إِذا دَعَت / أَغنَتكَ عَن صَنجٍ هُناكَ وَجُلجُلِ
وَكَأَنَّما الدُنيا عَروسٌ أَقبَلَت / في كُلِّ أَنواعِ المَلابِسِ تَنجَلي
لا وَوَجهٍ لَكَ يُبدي
لا وَوَجهٍ لَكَ يُبدي / صَفحَةَ السَيفِ الصَقيلِ
وَسَوادِ الشَعرِ الأَس / وَدِ في الخَدِّ الأَسيلِ
وَعُيونٍ لَكَ لا تَط / رِفُ إِلّا عَن قَتيلِ
ما جَميلُ الصَبرِ عَن مِث / لِكَ عِندي بِجَميلِ
قَد رَضينا مِنَ الغَزالِ الكَحيلِ
قَد رَضينا مِنَ الغَزالِ الكَحيلِ / بَغَرورِ العِداتِ وَالتَعليلِ
وَهَجَرنا سِواهُ وَهوَ مُنيلٌ / وَهَويناهُ وَهوَ غَيرُ مُنيلِ
فَكَثيرُ البَغيضِ غَيرُ كَثيرٍ / وَقَليلُ الحَبيبِ غَيرُ قَليلِ
يا عَذولي زَعَمتَ صَبري صَواباً / وَطَريقَ الصَوابِ غَيرَ مُخيلِ
هَلكَ العَزمُ بَينَ شَوقِ صَحيحٍ / أَنا فيهِ وَبَينَ صَبرٍ عَليلِ
لا تَعِب مَن هَويتُ بِالبُخلِ إِنّي / لا أُحِبُّ الحَبيبَ غَيرَ بَخيلِ
يَجمُلُ البُخلُ بِالمِلاحِ وَإِن كا / نَ بِغَيرِ الحَبيبَ غَيرَ بَخيلِ
كُلُّ مَن سَرَّهُ حَبيبٌ جَوادٌ / فَلتَطِب نَفسُهُ بِقَرنٍ طَويلِ
أَسنى الأَماني كُلِّها
أَسنى الأَماني كُلِّها / وَأَجَلُّ مِنها ما يُنالْ
كَأسٌ وَمُسمِعَةٌ وَإِخ / وانٌ تُحادِثَهُم وَمالْ