المجموع : 18
مِن عاشِقٍ يَشكو صَباباتِهِ
مِن عاشِقٍ يَشكو صَباباتِهِ / إِلى مَحبٍّ هائِمٍ مِثلِهِ
كِلاهُما صَبٌّ إِلى إِلفِهِ / حَرّانُ ظَمآنُ إِلى وَصلِهِ
يا رَبّ عَجّل جَمعَ هَذا بِذا / وَقَرّب الشَكلَ إِلى شَكلِهِ
وَقُلتُ خُذي جَوهَراً ثابِتاً
وَقُلتُ خُذي جَوهَراً ثابِتاً / فَقالَت خُذوا عَرَضاً زائِلاً
بَرَكت تَلوحُ وَفي الفُؤاد بَلابِلُ
بَرَكت تَلوحُ وَفي الفُؤاد بَلابِلُ / سفَهاً وَهَل يُثني الحَليمَ الجاهِلُ
يا هَذِهِ كفِّي فَإِنّي عاشِقٌ / مَن لا يَرُدُّ هَوايَ عَنها عاذِلُ
حُبّ اعتِمادٍ في الجَوانِحِ ساكِنٌ / لا القَلبُ ضاقَ بِهِ وَلا هُوَ راحِلُ
يا ظَبيَةً سَلَبَت فُؤادَ مُحَمدٍ / أَوَ لَم يُرَوّعكِ الهَزبرُ الباسِلُ
مَن شَكَّ أَنّي هائِمٌ بِكِ مُغرَمٌ / فَعَلى هَواكِ لَهُ عليّ دَلائِلُ
لَونٌ كَسَتهُ صُفرَةٌ وَمَدامِعٌ / هَطَلَت سَحائِبُها وَجِسمٌ ناحِلُ
لَقَلبي لِبُعدك عَنّي عَليلُ
لَقَلبي لِبُعدك عَنّي عَليلُ / فَشَوقي صَحيحٌ وَجِسمي عَليلُ
وَوُدّي عَلى حسب ما تَعلَمينَ / تَزولُ الجِبالُ وَما إِن يَزولُ
فَلا تَستَحيلي لِبُعد الديار / فَإِنّي مَعَ البُعد لا أَستَحيلُ
يُقاتِل بِاللَحظِ مَحبوبُنا
يُقاتِل بِاللَحظِ مَحبوبُنا / وَبالسَيف وَالرُمح أَمضى قِتالِ
فَطَوراً يَصيدُ ظِباءَ السِناء / وَطَوراً يَصيدُ أُسودَ الرِجالِ
عَلِّل فُؤادَكَ قَد أَبَلّ عَليلُ
عَلِّل فُؤادَكَ قَد أَبَلّ عَليلُ / وَاِغنَم حَياتَكَ فَالبَقاءُ قَليلُ
لَو أَنَّ عُمرَكَ أَلفُ عامٍ كامٍلٍ / ما كانَ حَقا أَن يُقالَ طَويلُ
أَكَذا يَقودُ بِكَ الأَسى نَحوَ الرَدى / وَالعُودُ عُودٌ وَالشَمولُ شُمولُ
لا يَستَبيكَ الهَمُّ نَفسَكَ عَنوَةً / وَالكأسُ سَيفٌ في يَدَيكَ صَقيلُ
بِالعَقلِ تَزدَحِمُ الهُمومُ عَلى الحَشا / فالعَقلُ عِندي أَن تَزولَ عُقولُ
وَساعَةً لِلزَمان مُسعفَةً
وَساعَةً لِلزَمان مُسعفَةً / قَنَصتُ فيها أَرانِبا وَحَجَلْ
فَلا أَراني الإِلاهُ مِنكَ رِضاً / إِن لَم أَصِد مَن عَداكَ كُلَّ بَطَلْ
يا مَلِكا قَد أَصبَحت كَفُّهُ
يا مَلِكا قَد أَصبَحت كَفُّهُ / ساخِرَةً بِالعارِضِ الهاطِلِ
قَد أَقحَمَتني مِنهُ مِثلُها / يُضَيِّق القَولَ عَلى القائِل
وَإِن أَكُن قَصّرت عَن وَصفِها / فَحُسنُها عَن وَصفِها شاغِلي
بَعَثتُ بِالمُرسِل اِنبِساطا
بَعَثتُ بِالمُرسِل اِنبِساطا / مِنّي عَلى خَلقِك الجَميلِ
نَزراً حَقيراً فَفيه يأتي / فَضلُكَ في العُذر وَالقَبولِ
لَو أَنَّهُ مُهجَتي لَكانَت / تَصغُر في قَدرِكَ الجَليلِ
مَن لِلمُلوك بِشأو الأَصيَد البَطَل
مَن لِلمُلوك بِشأو الأَصيَد البَطَل / هَيهاتَ جاءَتكم مهدية الدولِ
خَطَبتُ قُرطبةَ الحَسناء إِذ مَنَعَت / من جاءَ يَخطُبُها بالبيض وَالأَسَلِ
وَكَم غَدَت عاطِلا حَتّى عَرضتُ لَها / فَأَصبَحت في سُرى الحُلي وَالحُلَلِ
عِرسُ المُلوك لَنا في قَصرِها عُرُسٌ / كُلّ المُلوك بِهِ في مَأتَم الوَجَلِ
فَراقِبوا عَن قَريبٍ لا أَبا لَكُمُ / هُجوم لَيثٍ بِدرعِ البأس مُشتَمِلِ
شعُرتَ فَجِئتَ بِعَين المُحال
شعُرتَ فَجِئتَ بِعَين المُحال / وَما زِلتَ ذا خَطلِ في المَقالْ
مَتى عَزّ في حِمص غَيرُ العَزيز / أَو ذَلّ غَيرُ الذَميم الفَعالْ
بَعَثنا بِالغَزال إِلى الغَزالِ
بَعَثنا بِالغَزال إِلى الغَزالِ / وَلِلشَمس المُنير بِالهِلالِ
لَكَ الحَمدُ مِن بعدِ السُيوف كُبولُ
لَكَ الحَمدُ مِن بعدِ السُيوف كُبولُ / بِساقيَّ مِنها في السُجون حُجولُ
وَكُنّا إِذا حانَت لِحَربٍ فَريضَةٌ / وَنادَت بِأَوقاتِ الصَلاة طُبولُ
شَهِدنا فَكَبَّرنا فَظَلَّت سُيوفُنا / تُصَلّي بِهاماتِ العِدى فَتُطيلُ
سُجودٌ عَلى إِثرِ الرُكوعِ مُتابَعٌ / هُناكَ بِأَرواحِ الكُماةِ تَسيلُ
بَكيتُ إِلى سربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بي
بَكيتُ إِلى سربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بي / سَوارِحَ لا سِجنٌ يَعوقُ وَلا كبلُ
وَلَم تَكُ وَاللَهُ المعيذُ حسادَةً / وَلَكِن حَنيناً إِنّ شَكلي لَها شَكلُ
فاِسرح فَلا شملي صَديعٌ ولا الحَشا / وَجيعٌ وَلا عَينايَ يُبكيهِما ثَكلُ
هَنيئاً لَها أَن لَم يُفَرِّق جَميعُها / ولا ذاقَ مِنها البُعدَ عَن أَهلِها أَهلُ
وَأَن لَم تَبِت مِثلي تَطيرُ قُلوبُها / إِذا اهتَزَّ بابُ السجنِ أَو صلصلَ القفلُ
وَما ذاكَ مِمّا يَعتَريني وَإِنَّما / وَصَفتُ الَّذي في جِبلَةِ الخَلق مِن قَبلُ
لِنَفسي إِلى لُقيا الحِمامِ تَشوُّفٌ / سِوايَ يُحِبُّ العَيشَ في ساقِهِ كَبلُ
أَلا عَصَمَ اللَهُ القَطا في فِراخِها / فَإِنَّ فِراخي خانَها الماءُ وَالظِلُّ
أَنا في الحُبِّ مُغرَمٌ مُستَنيلُ
أَنا في الحُبِّ مُغرَمٌ مُستَنيلُ / كُلَّ نَيلٍ أَنالُهُ لي قَليلُ
لي جُثمانُ مَن يَظُنُّ صَحيحاً / وَفُؤادي مِنَ الغَرامِ عَليلُ
ليَ ذِهنٌ مِثلَ الحُسامِ صَقيلُ / هُوَ مِن كَثرَةِ التَجَنّي فَليلُ
لَعَمرُكَ إِنّي بِالمُدامَةِ قَوّالُ
لَعَمرُكَ إِنّي بِالمُدامَةِ قَوّالُ / وَإِنّي لِما يَهوى النُدامى لَفَعّالُ
وَإِنّيَ لِلخِلِّ الخَليلِ لَناعِشُ / وَإِنّيَ لِلقَتلِ المُناوي لَقَتّالُ
قَسَمتُ زَماني بَينَ كَدٍّ وَراحَةٍ / فَلِلرأيِ أَسحارٌ وَلِلطّيبِ آصالُ
فَأُمسي عَلى اللَذاتِ وَاللَهوِ عاكِفاً / وَأُضحي بِساحاتِ الرِئاسَةِ أَختالُ
وَلَستُ عَلى الإِدمانِ أُغفِلُ بُغيَتي / مِنَ المَجدِ إِنّي في المَعالي لَمُحتالُ
إِذا نامَ أَقوامُ عَنشِ المَجدِ ضَلَّةً / أُسَهِّرُ عَيني أَن تَنامَ بي الحالُ
وَإِن راقَ أَقواماً مِنَ الناس منطِقٌ / يرُقْ أَبَداً مني مَقالٌ وَأَفعالُ
مَن كانَ يَسلو عَن نَوالْ
مَن كانَ يَسلو عَن نَوالْ / فَأَنا الَّذي لَستُ بِسالْ
البُخلُ عَينُ نَقيصَةٍ / وَالجودُ عَينٌ لِلكَمالْ
أَبصَرتُ رُشدي في النَدى / فالبُخلُ عِندي كالضَلالْ
هَذا زُعاقٌ طَعمُهُ / وَالجودُ حُلوٌ كالزُلالْ
وَلَيلٍ ظَلَلنا فيهِ نعمَل كَأسَنا
وَلَيلٍ ظَلَلنا فيهِ نعمَل كَأسَنا / إِلى أَن بَدَت لَلصُّبحِ في اللَيلِ أَعمالُ
وَوَلَّت نُجومُ اللَيلِ تَجري هَزيمَةً / وَجاءَ مَعَ الإِصباحِ نَصرٌ وَإِقبالُ
فَقَضَّيتُ مِن هَذا وَذاكَ لُبانَةً / وَثَمَّ لَنا فَتحٌ مُبينٌ وَآمالُ