المجموع : 27
إِنَّ الَّذي رَهَنَ الفُؤادَ قَتُولا
إِنَّ الَّذي رَهَنَ الفُؤادَ قَتُولا / وَجهٌ أُعير مَلاحةً وَقَبُولا
وَجهٌ كَأَنَّ بِهِ ضِياءَ المُشتَري / وَكَأَنَّ فيهِ رَوضةً وَقَبولا
حاشى لِحُسنِكَ أَن يردّ مُعاره / وَلِرَهنِ وُدّي أَن يُرى مَحلولا
إِلفان مُمتَزجانِ في حُكمِ الهَوى / كَالماءِ مازجَ في الكُؤوسِ شَمولا
أَهَدَت جُفُونُكَ لِلفُؤا
أَهَدَت جُفُونُكَ لِلفُؤا / دِ مِن الغَرامِ بَلابِلا
فَالشَوقُ مِنهُ بِلا مَدى / وَالوَجدُ فيهِ بِلا بِلى
شَيخٌ لَنا دَبّ إِلى شادِنٍ
شَيخٌ لَنا دَبّ إِلى شادِنٍ / في ظُلمَةِ اللَيلِ فَأَغفى لَهُ
فَلَم يَزَل يَفتحُ أَقفَالَهُ / حَتّى عَلا بِالوَسمِ أَغفالَهُ
أَما حانَ أَن تَشفي المُستَهامَ
أَما حانَ أَن تَشفي المُستَهامَ / بَزَورةِ وَصلٍ وَتَأوي لَهُ
يُجمجِمُ عَن سُؤلِهِ هَيبَةً / وَيَعلَمُ عِلمكَ تَأويلَهُ
يا مَن يُديرُ نَرجِساً
يا مَن يُديرُ نَرجِساً / في وَردِ وَجهٍ ذابِلا
أَصبحَ جِسمي مُدنفاً / مُذ غِبتَ عَنّي ذا بِلى
يشيّدُ العاقِلُ أَقوالَهُ
يشيّدُ العاقِلُ أَقوالَهُ / وَذاكَ في الحُجّةِ أَقوى لَهُ
وَمُهَفهَفٍ تَهفُو بِلُب
وَمُهَفهَفٍ تَهفُو بِلُب / بِ المَرءِ مِنهُ شَمائِلُ
فَالرِدفُ دِعصٌ هائِلٌ / وَالقَدُّ غُصنٌ مائِلُ
وَالخَدُّ نُورُ شَقائِقٍ / تَنشَقُّ عَنهُ خَمائِلُ
وَالعَرفُ زَهوُ حَدائِقٍ / نَمَّت بِهِنَّ شَمائِلُ
وَالطَرفُ سَيفٌ ما لَهُ / إِلّا العِذارُ حَمائِلُ
خَيرُ ما اِستَعصَمَت بِهِ الكَفُّ يَوماً
خَيرُ ما اِستَعصَمَت بِهِ الكَفُّ يَوماً / في سَوادِ الخُطوبِ عَضبٌ صَقيلُ
عَن سُؤالِ اللِئام مغنٍ / وَفي العَظمِ مُغن وَلِلمَنايا رَسولُ
هَل إِلى سَلوةٍ وَصَبرٍ سَبيلُ
هَل إِلى سَلوةٍ وَصَبرٍ سَبيلُ / كَيفَ وَالرزءُ ما عَلِمتَ جَليلُ
فَجعتني الأَيّامُ لَمّا أَلَمّت / بِصَديقٍ وَجدي عَلَيهِ طَويلُ
بِأَبي القاسمِ الَّذي أَقسَمَ المَج / دُ يَميناً أَن لَيسَ مِنهُ بَديلُ
حسنُ خَلقٍ وَمَخبرٍ ورُواءٍ / قَد عَلَته قَسامَةٌ وَقَبُولُ
كانَ مَغنى الوَفاء وَالبِرّ إِن حا / لَ زَمانٌ فَوُدُّه ما يَحُولُ
كانَ زَينَ النَدى في العِلمِ وال / آدابِ تَرعى رِياضَهُنَّ العُقولُ
كانَ بَدرَ النُهى فَحانَ أفُولُ / كانَ شَمسَ الحجى فَحانَ أَصيلُ
كانَ كَهفي عَلى الحَوادِث ما عا / شَ عَلَيها بِرَأيِهِ أَستَطيلُ
لَهفَ نَفسي عَلى شَمائِلِ حُرٍّ / سُحِبَت لِلشَمالِ فيها ذُيولُ
كَيفَ أَسلُو عَن صاحِبٍ لَيسَ مِنهُ / خَلفٌ يَشتَفي بِهِ لي غَليلُ
لَيسَ هَيهاتَ لي إِلَيهِ سَبيل / إِنَّ دَهري بِمثلِهِ لَبَخيلُ
زانَهُ العَقلُ وَالحَصافَةُ وَالرَأ / يُ وَحُسنُ البَيانِ وَالتَحصيلُ
وَعَفافٌ يُثنيهِ عَن مَوقِفِ الشَك / كِ إِذا أَطلَقَ العِنانَ الجَهولُ
مسعدٌ في الرَخاءِ سَمحٌ شَفيقٌ / وَلَهُ في النائِباتِ برّ وصولُ
صادِقُ الوُدِّ ثابِتٌ لا كَخلٍّ / هُوَ مُستَكرِهُ الإِخاءِ مَلولُ
خُلُقٌ كَالزلال زَلَّ عَنِ الصَخ / رِ وَنَفسٌ لِلعَيبِ عَنها زَليلُ
وَاِجتِنابٌ لِما يُعابُ مِنَ الأَم / رِ وَعَرضٌ مِنَ الدَناءِ صَقيلُ
حافِظٌ لِلكِتابِ يَعنيهِ مِنهُ / رافِداه التَنزيلُ وَالتَأويلُ
قائِمٌ في الدُجى حَليفُ صَلاةٍ / مِن سَنا وَجهِهِ عَلَيها دَليلُ
مَن يَكُن بَعدَهُ العَزاءُ جَميلاً / فَاِجتِنابُ العَزاءِ مِنهُ جَميلُ
ما عَلاهُ الصَفيحُ في اللَحدِ حَتّى / غالَني بَعدَهُ البكا وَالعَويلُ
أَيّ مَرأى وَمَنظَرٍ لا يَهولُ / مِن خَليلٍ عَلَيهِ تربٌ مَهيلُ
لَيسَ ما سالَ مِن جُفونِيَ دَمعاً / هِيَ نَفسي تَذوبُ ثُمَّ تَسيلُ
فَعَلَيهِ سَلامُ ذي العَرشِ يُهدي / هِ إِلى حَشوِ قَبرِهِ جِبريلُ
وَأَتاهُ مِن رَحمَةِ اللَهِ كَفلٌ / هُوَ بِالخُلدِ في الجِنانِ كَفيلُ
سُقيت بِالذُنوبِ مِنها عِظامٌ / ما لِعُظمِ الذُنوبِ فيها مَقيلُ
وَإِذا جادَتِ الغَوادي بِوَبلٍ / فَسَقاهُ مِنها سَحابٌ مَخيلُ
كَيفَ يَنساكَ مَن تَرَكتَ عَلَيهِ / حَسرَةً لا تني وَوَجداً يَطولُ
ما لِلّيالي رَمَتني
ما لِلّيالي رَمَتني / بِسَهمِها في القَذالِ
صَفَت مَشارِعُ لَهوي / فَشُبنَها بِالقَذى لي
نَوَى لِي بَعدَ إِكثارِ السُؤالِ
نَوَى لِي بَعدَ إِكثارِ السُؤالِ / حَبيبٌ أَن يُسامِحَ بِالنَوالِ
فَلَما رمتُ إِنجازَاً لِوَعدي / عَلَيهِ أَبى الوَفاءَ بِما نَوَى لي
وَكانَ القُربُ مِنهُ شِفاءَ نَفسي / فَقَد قَضَتِ النَوائِبُ بِالنَوى لي
بِنَفسي أَخٌ قَد بَرّني بِشكاتِهِ
بِنَفسي أَخٌ قَد بَرّني بِشكاتِهِ / وَلَم يَجعَلِ الحمى حمى دونَ مالِه
فَطابَ ثَناءً بَينَ أَثناءِ سُقمِهِ / كَطيبِ نَسيمِ الريحِ عِندَ اِعتِلالِه
بِودّي لَو نَفَّستُ عَنهُ سقامَهُ / بِنَفسِيَ لَو نافَستُهُ في اِحتِمالِه
فَلَم تُصِبِ الأَوصابُ راحَةَ جِسمِهِ / وَلَم تَخطر الأَشجان يَوماً بِبالِه
وَمُدامَةٍ زُفَّت إِلى سَلسالِ
وَمُدامَةٍ زُفَّت إِلى سَلسالِ / تَختالُ بَينَ مَلابِسٍ كَالآلِ
فَدَنا لَها حَتى إِذا ما اِفتَّضَها / بِالمَزجِ أَمهَرها عُقُود لآلي
تَمّت مَحاسنُهُ فَما يُزري بِهِ
تَمّت مَحاسنُهُ فَما يُزري بِهِ / مَعَ فَضلِهِ وَسَخائِهِ وَكَمالِهِ
إِلّا قُصورُ وُجودِهِ عَن جُودِهِ / لا عَونَ لِلرَجُلِ الكَريمِ كَمالِهِ
اُنصُر أَخاكَ إِنِ اِجتَداكَ فَواسِهِ / وَإِنِ اِستَغاثَكَ وَاثِقاً بِكَ مالِهِ
تَصوغُ لَنا كَفُّ الرَبيعِ حَدائِقاً
تَصوغُ لَنا كَفُّ الرَبيعِ حَدائِقاً / كَعَقدِ عَقيقٍ بَينَ سِمطِ لَآلي
وَفيهِنَّ أَنوارُ الشَقائِقِ قَد حَكَت / خُدودَ عَذارى نُقّشَت بِغَوالي
شَكَوتُ إِلَيهِ ما أُلاقي فَقالَ لي
شَكَوتُ إِلَيهِ ما أُلاقي فَقالَ لي / رُوَيداً فَفي حُكمِ الهَوى أَنتَ مُؤتَلي
فَلَو كانَ حَقّاً ما اِدَّعيتَ مِنَ الجَوى / لقلَّ بِما تَلقى إِذاً أَن تَموتَ لي
يا غَزالاً بِوَجهِهِ جَدريُّ
يا غَزالاً بِوَجهِهِ جَدريُّ / ظَلَّ يَحكي كَواكِباً في هِلالِ
لا تَلمني إِن نَمَّ بِالسِرِّ دَمعي / فَلَهُ الذَنبُ خالِصاً فيهِ لا لي
عَذيري مِن جُفُونٍ رامِياتٍ
عَذيري مِن جُفُونٍ رامِياتٍ / بِسَهمِ السِحرِ عَن عَيني غَزالِ
غَزاني طَرفُهُ حَتّى سَباني / لأَنتَصِرَنَّ مِنهُ بِمَن غَزا لي
وَسائِلَةٍ تُسائلُ عَن فَعالي
وَسائِلَةٍ تُسائلُ عَن فَعالي / وَعَمّا حازَ في الدُنيا جَمالي
فَقُلتُ إِلى المَعالي حَنَّ قَلبي / وَفي سُبُلِ المَكارِمِ لَجَّ مَالي
وَلِلعَلياءِ نَهجٌ مُستَقيمٌ / فَما لي تارِكاً ذا النَهجَ ما لي
إِذا أَسرَجتُ في فَخرٍ سَما لي / فعالي وَالنِجارُ فَالجِمالي
وَكُلُّ غِنىً يَتيهُ بِهِ غَنيُّ
وَكُلُّ غِنىً يَتيهُ بِهِ غَنيُّ / فَمُرتَجَعٌ بِمَوتٍ أَو زَوالِ
وَهب جَدّي زَوى لِي الأرضَ طُرّاً / أَلَيسَ المَوتُ يَزوي ما زَوى لي