المجموع : 8
وَجَدوَلٍ كَاللَجينِ سائِل
وَجَدوَلٍ كَاللَجينِ سائِل / صافي الحَشا أَزرَقِ الغَلائِل
عَلَيهِ شَكلٌ صَنَوبَرِيٌّ / يُفتَلُ مِن مائِهِ خَلاخِل
بَدا الشَفَقُ البادي بُعَيدَ أَصيل
بَدا الشَفَقُ البادي بُعَيدَ أَصيل / يجرِّرُ بِالآفاقِ حُمرَ ذُيولِ
وَفي عَرضِهِ الأَقصى هِلالٌ كَأَنَّما / يُجَرِّرُ مِنهُ النَسرُ ضِلع قَتيلِ
يا حُسنَ ما راقَ عَيني مِن صنوبَرَةٍ
يا حُسنَ ما راقَ عَيني مِن صنوبَرَةٍ / لَها مَعَ الماءِ حالٌ غَيرُ مَحلولِ
تعبّ فيها لجينياً فَتَنفُخُهُ / أَعطافها مِثل أَشطارِ الخَلاخيلِ
قالوا وَقَد أَكثَروا في حَبِّهِ عَذَلي
قالوا وَقَد أَكثَروا في حَبِّهِ عَذَلي / لَو لَم تَهِم بِمُذالِ القَدرِ مُبتَذَلِ
فَقُلتُ لَو أَنَّ أَمري في الصَبابَةِ لي / لَاِختَرتُ ذاكَ وَلكِن لَيسَ ذلِكَ لي
في كُلِّ قَلبٍ غَريزاتٍ مُدلَّلَةٌ / لِلحُسنِ وَالحُسنُ مَلكٌ حَيثُ حَلَّ وَلي
عُلِّقتُهُ حَبَبِيَّ الثَغرِ عاطِرَهُ / أَلمى المُقَبِّلِ أَحوى ساحِرَ المُقَلِ
إِذا تَأَمَّلتَهُ أَعطاكَ مُلتَفِتاً / ما شِئتَ مِن لَحَظاتِ الشادِنِ الغَزِلِ
هَيهاتِ أَبغي سِواهُ في الهَوى بَدَلاً / أُخرى اللَيالي وَهَل في الحُبِّ مِن بَدَلِ
أَما يُعابُ عَلَيهِ شغلُ راحَتِهِ / مَن يُحسِنُ الفَرقَ بَينَ الحَليِ وَالعَطَلِ
غُزَيِّلٌ لَم تَزَل في الغَزلِ جائِلَةً / بَنانُهُ جَوَلانَ الفِكرِ في الغَزَلِ
جَذلانُ تَلعَبُ بِالمِحواكِ أَنمُلُهُ / عَلى السَدى لَعِبَ الأَيّامِ بِالدُوَلِ
ما إِن يَني تَعِبَ الأَطرافِ مُشتَغِلاً / أَفديهِ مِن تَعِبِ الأَطرافِ مُشتَغِلِ
جَذباً بِكَفَّيهِ أَو فَحصاً بِأَخمَصِهِ / تَخَبُّطَ الظَبيِ في أَشراكِ مُحتَبِلِ
وَعَشِيٍّ رائِقٍ مَنظَرُهُ
وَعَشِيٍّ رائِقٍ مَنظَرُهُ / قَد قَصَرناهُ عَلى صَرفِ الشَمولِ
وَكَأَنَّ الشَمسَ في أَثنائِهِ / أَلصَقَت بِالأَرضِ خَدّاً لِلنُّزولِ
وَالصَبا تَرفَعُ أَذيالَ الرُبى / وَمُحَيّا الجَوِّ كَالسَيفِ الصَقيلِ
حَبَّذا مَنزِلُنا مُغتَبَقاً / حَيثُ لا يَنظُرُنا غَيرُ الهَديلِ
طائِرٌ شادٍ وَغُصنٌ مُنثَنٍ / وَالدُجى يَشرَبُ صَهباءَ الأَصيلِ
وَلا كَالرُصافَةِ مِن مَنزِلِ
وَلا كَالرُصافَةِ مِن مَنزِلِ / سَقَتهُ السَحائِبُ صَوبَ الوَلي
أَحِنُّ إِلَيها وَمَن لي بِها / وَأَينَ السَرِيُّ مِنَ المَوصِلِ
لَو كُنتَ شاهِدَهُ وَقَد غَشِيَ الوَغى
لَو كُنتَ شاهِدَهُ وَقَد غَشِيَ الوَغى / يَختالُ في دِرعِ الحَديدِ المُسبَلِ
لَرَأَيتَ مِنهُ وَالقَضيبُ بِكَفِّهِ / بَحراً يُرِيقُ دَمَ الكُماةِ بِجَدوَلِ
كَم بَينَ شَطَّيكَ مِن رِيٍّ لِجانِحَةٍ
كَم بَينَ شَطَّيكَ مِن رِيٍّ لِجانِحَةٍ / ذابَت عَلَيكَ صَدىً يا وادِيَ العَسَلِ
وَما دَعاها إِلى وادٍ سِواكَ ظَما / أَلا تَبَيَّنُ فيها فَترَةَ الكَسَلِ