المجموع : 23
إِلى كَم أُبيدُ البَيدَ في طَلَبِ الغِنى
إِلى كَم أُبيدُ البَيدَ في طَلَبِ الغِنى / وَأَقرَبُ رِزقي فَوقَ نَجمِ سُهَيلِ
وَقَد وَخَطَ الشَيبُ الشَبابَ كَأَنَّهُ / أَوائِلُ صُبحٍ في أَواخِرِ لَيلِ
وَصالَ ما إِلَيهِ مِن وُصولِ
وَصالَ ما إِلَيهِ مِن وُصولِ / وَسَمعِ ما يُصيخُ إِلى عَذولِ
لَقَد أَخفَيتُ داءَ الحُبِّ حَتّى / خَفيتُ عَنِ الرَقيبِ مِنَ النُحولِ
وَكَيفَ يَصُحّ هَذا الجِسمُ يَوماً / وَآفَتُهُ مِنَ الجَفنِ العَليلِ
وَلَيلٍ مِثلِ يَومِ العَرضِ طَولاً / وَمَن عَوني عَلى اللَيلِ الطَويلِ
وَما لِلصُبحِ فيهِ مِن طُلوعٍ / وَلا لِلنَجمِ فيهِ مِن أُفولِ
أَبُثُّ بِهِ الغَرامَ فَلو رَأَتني / بُثَينَةُ لَم تَبُثَّ هَوى جَميلِ
إِلى كَم نَحنُ في صَدٍّ وَهَجرٍ / وَفي قالٍ مِنَ الواشي وَقيلِ
تُرى يَوماً نَرى فيهِ الأَماني / وَتَجمَعُ شَملَنا كَأسُ الشَمولِ
وَتَعطِفُ لي عَواطِفَ مَن جَفاني / وَيَشفى مِن غَلائِلِهِ غَليلي
تَصَدّى لِلصُدودِ قِلَىً وَبَعدَاً / وَلَن تَخفى عَلاماتُ المَلولِ
وَفي صَبري عَلى التَقبيحِ عُذرٌ / إِذا ما كانَ مِن وَجهِ جَميلِ
أَقبَلَ يَهتَزُّ في غَلائِلِهٍ
أَقبَلَ يَهتَزُّ في غَلائِلِهٍ / مِن لَيسَ يَشفي لِعاشِقٍ غُلَّه
فَقالَ كُلُّ اِمرِىءٍ تَأَمَّلَهُ / أَلفُ صَلاةٍ عَلى رَسولِ اللَه
قالَ قَومٌ بَدا عِذارُ وُهَيبٍ
قالَ قَومٌ بَدا عِذارُ وُهَيبٍ / فَاِسلُ عَنهُ فَقُلتُ لا كَيفَ أَسلو
أَنا جَلدٌ عَلى لِقا أُسدِ عَينَيهِ / وَأَخشى عِذارَهُ وَهُوَ نَملُ
حَيِّ في الحَيِّ مِن قِبابِ المُصَلّى
حَيِّ في الحَيِّ مِن قِبابِ المُصَلّى / مَنزِلاً مونِقاً وَماءً وَظِلّا
فَقُرى جِلَّقٍ فَبابِ الفَراديسِ / فَبابِ البَريدِ عَيشٌ تَوَلّى
دِمَنٌ هُنَّ لي أَحَبُّ مِنَ الكَرخِ / وَأَشهى مِن شَطِّ نَهرِ مُعَلّى
أَتُرى النازِلونَ أَكنافَ جَيرونَ / عَلى عَهدِنا مُقيمونَ أَم لا
قالَ لي طَيفُهُم سَلَوتَ هَوانا / قُلتُ لا وَالَّذي دَنا وَتَدَلّى
قالَ بَل قَلَّ ما عَهِدناكَ فيهِ / قُلتُ لا وَالَّذي لِموسى تَجَلّى
كُلُّ شَيءٍ يُمَلُّ مِنهُ إِذا زادَ / وَحاشى هَواكُمُ أَن يُمَلّا
أَيُّها اللائِمي عَلى فَرطِ شَوقي / خابَ مَن غابَ عَن ذَويهِ وَذَلّا
لَو يَراني مَجنونُ لَيلى إِذا ما / جَنَّ لَيلي لَصامَ شُكراً وَصَلّى
أَتَقَلّى مِنَ القِلى وَلَعَمري / أَيُّ صَبٍّ مِنَ القِلى ما تَقَلّى
لي حَبيبٌ يَزيدُ في كُلِّ يومٍ
لي حَبيبٌ يَزيدُ في كُلِّ يومٍ / حُبُّهُ مِثلَما يَزيدُ الهِلالُ
كَثُرَ الحاسِدونَ يَالَغَرامي / في هَواهُ وَقَلَّتِ العُذّالُ
قَد أَظَلَّ الوُفودَ وَهُوَ صَباحٌ / وَأَذَلَّ الأُسودَ وَهُوَ غَزالُ
فَقَريبانِ هَجرُهُ وَالتَنائي / وَبَعيدانِ سَلوَتي وَالوِصالُ
فَوَحَقِّ الإِلَهِ إِنّي لِعَينٍ / أَسهَرَتني عَينُ وَباءٍ وَدالُ
خَليلَيَّ جودا بِطَيفِ الكَرى
خَليلَيَّ جودا بِطَيفِ الكَرى / عَلى مُقلَتَيَّ وَبِطَيفِ الخَيالِ
وَلا تَبخَلا بِكِتابٍ عَلى / كَئيبٍ غَزَتهُ صُروفُ اللَيالي
أَرى البُعدَ بَعدَكُما عاشِقي / فَحَتّى مَتى قَلبُهُ غَيرَ سالِ
وَعِندي مِنَ الشَوقِ ما أَنتُما / بِهِ تَعلَمانِ عَلى كُلِّ حالِ
أُحِبُكُمُ مِثلَ عَيني اليَمينِ / وَإِلا غَدَت مِثلَ عَيني الشِمالِ
لَيتَ شِعري إِلى مَتى أَنا في الشِعرِ
لَيتَ شِعري إِلى مَتى أَنا في الشِعرِ / كَثيرُ الغِنى وَحَظّي قَليلُ
سِيَّما وَالزَمانِ قَد أَصبَحَ الفَضلُ / سَواءً في أَهلِهِ وَالفُضولُ
إِن كُنتَ بِالأَسمَرِ الزَيني مُعتَنِياً
إِن كُنتَ بِالأَسمَرِ الزَيني مُعتَنِياً / فَسَل عَنِ الأَبيَضِ الفِضِّيِّ بُلبالي
أَلَيسَ في الرُمحِ شِبرٌ قاتِلٌ أَبَداً / وَفي المُهَنَّدِ شِبرٌ غَيرُ قَتّالِ
تَقولُ صَفيَّةَ وَالصَفوُ مِنها
تَقولُ صَفيَّةَ وَالصَفوُ مِنها / لِغَيري حينَ قَرَّبَتِ الجَمالا
وَقَد سَفَرَت لَنا عَن بَدرٍ تَمٍ / غَداةَ البَينِ وَاِنتَقَبَت هِلالا
أَتَصبِر إِن هَجَرنا أَو بَعُدنا / فَقُلتُ نَعَم نَعَم وَالقَلبُ لا لا
يَخافُ البُعدَ مَن أَلِفَ التَداني / وَيَخشى الهَجرَ مَن عَرفِ الوِصالا
يا أَحسَنَ العالَمينَ أَفعالا
يا أَحسَنَ العالَمينَ أَفعالا / حالي كَما قَد عَلِمتَ ما حالا
إِلى مَتى أَقتَضي وَتَمطُلُني / مَولايَ إِمّا نَعَم وَإِمّا لا
رَصَّعَ الشَيبُ لِمَّتي يا خَليلي
رَصَّعَ الشَيبُ لِمَّتي يا خَليلي / بِنجومٍ طُلوعِهِنَّ أُفولي
كانَ شَعري كَمُقلَتَيكَ فَأَضحى / كَثَناياكَ حَبَّذا مِن بَديلِ
ميلو إِلى الدارِ مِن ذاتِ اللَمى ميلوا
ميلو إِلى الدارِ مِن ذاتِ اللَمى ميلوا / كَحلاءَ ما جالَ في أَجفانِها ميلُ
هَذا بُكائي عَليهِما وَهِيَ حاضِرَةٌ / لا فَرسَخٌ بَينَنا يَوماً وَلا ميلُ
مَمشوقَةُ القَدِّ ما في شَنفِها خَرَسٌ / وَلا تَضُجُّ بِساقَيها الخَلاخيلُ
كَأَنَّما قَدُّها رُمحٌ وَمَبسِمُها / صُبحٌ وَحَسبُكَ عَسّالٌ ومَعسولُ
في كُلِّ يَومٍ بِعَينَيها وَقامَتِها / دَمي وَدَمعي عَلى الأَطلالِ مَطلولُ
إِن يَحسُدوني عَليها لا أَلومُهُمُ / لِذاكَ جارَ عَلى هابيلَ قابيلُ
إِنّي لَأَعشَقُ ما يَحويهِ بُرقُعُها / وَلَستُ أُبغِضُ ما تَحوي السَراويلُ
وَرُبَّ ساقٍ سَقانيها عَلى ظَمَأٍ / مُهَفهَفٍ مِثلَ خوطِ البانِ مَجدولُ
حَتّى إِذا ما رَشَفنا راحَ راحَتِهِ / وَهناً وَاِنقالَنا عَضٌ وَتَقبيلُ
جاءَت عَلَيَّ يَدُ الساقي وَمُقلَتُهُ / لَكِنَّني بِزِمامِ العَقلِ مَعقولُ
فَكيفَ أَخشى صُروفَ الدَهرِ إِن وَثَبَت / وَسَيفُ مَولايَ سَيفِ الدينِ مَسلولُ
مَلكُ عَنِ المَجدِ يَوماً لَيسَ يَشغَلُهُ / كَأسٌ دِهاقٌ وَلا حَسناءُ عُطبولُ
وَهَل يَقصُرُ عَن بَأسٍ وَعَن كَرَمٍ / وَقَد تَجَمَّعُ فيهِ الطَولُ وَالطولُ
ما اِجتَمَعَ الشَطرَنجُ في مَجلِسٍ
ما اِجتَمَعَ الشَطرَنجُ في مَجلِسٍ / وَالنَردُ ذاتُ القيلِ وَالقالِ
إِلّا لَعَنتَ الشَيخَ نوحاً وَلَم / أَقصُر مِنَ اللَعنِ عَلى الصولي
لِأَنَّها لِقُبحِ ما عِندَها / تُقَدِّمُ الشاةَ عَلى الفَيلِ
كُحلٌ بِعَينَيهِ أَم ضَربٌ مِنَ الكُحلِ
كُحلٌ بِعَينَيهِ أَم ضَربٌ مِنَ الكُحلِ / وَردٌ بِخَدَّيهِ أَم صَبغٌ مِنَ الخَجَلِ
قَضيبُ بانٍ إِذا ما ماسَ مَيَّلَهُ / دَعَصٌ مِنَ الرَملِ أَو صَوتٌ مِنَ الرَمَلِ
يَفتُرُ عَن سِمطِ دُرٍّ في عَقيقِ فَمٍ / عَذبِ المَراشِفِ مَمنوعٍ مِنَ القُبَلِ
كَشَعرِهِ حَظُّ شِعري مِن مَحَبَّتِهِ / وَكيفَ تَتَّهِمُ الغُزلانَ بِالغَزَلِ
أَقسَمتُ ما رَوضَةٌ بِالنَيرَبَينِ إِذا / سَحَّت عَلَيها شُئونُ العارِضِ الهَطِلِ
شَقَّت شَقائِقَها أَيدي الرَبيعِ وَقَد / ماسَت حَدائِقَها كَالشارِبِ الثَمِلِ
يَوماً بِأَحسَنَ مِن وَردِ الخُدودِ عَلى / بانِ القُدودِ وَلا مِن نَرجِسِ المُقَلِ
وَقائِلٍ وَشُموسِ الراحِ آفِلَةٌ / فينا وَشَمسُ مُديرِ الراحِ لَم تَقِلِ
هَذا هُوَ الحُبُّ لَولا كَثرَةَ الرِقَبا / وَلَذَّةُ العَيشِ لَولا سُرعَةَ الأَجَلِ
لا تَأسَفَنَّ عَلى مالٍ فَقُلتُ لَهُ / عَلِيُّ بنُ مامينَ بَعدَ اللَهِ مُتَّكَلي
مُجاهِدَ الدينِ فَالأَديانَ قاطِبَةً / وَصارِمَ الدَولَةِ الغَرّاءِ في الدُوَلِ
مَلكٌ لَهُ الرَأيَ وَالراياتِ عالِيَةٌ / يَومَ الطِرادِ عَلى العَسّالَةِ الذُبُلِ
وَفارِسٌ بَطَلٌ لَم يَلقَ طَعنَتَهُ / عِندَ الكَريهَةِ غَيرُ الفارِسِ البَطَلِ
مازالَ في قَولِهِ بَينَ الوَرى عَمَلٌ / وَغَيرُهُ في الوَرى قَولاً بِلا عَمَلِ
يَزدادُ في أَعيُنِ الأَعداءِ مَنزِلَةً / كَأَنَّهُ قَمَرٌ في عَينِ ذي حَوَلِ
كَما يَقيسُ بِهِ الحُسّادُ أَنفُسَهُم / وَأَينَ قَعرُ الثَرى مِن قُلَّهِ الجَبَلِ
فَخرَ المَعالي عَلَوتَ الناسَ مَرتَبَةً / وَلَم تَزَل مُنعِماً بِالخَيلِ وَالخَوَلِ
كَم حَملَةٍ لَكَ في الأَعداءِ صادِقَةٍ / وَطَعنَةٍ بِأَصمِّ الكَعبِ مُعتَدِلِ
عاجَلتَهُم فَتَرَكتَ الخَيلَ خالِيَةً / مِنهُم وَقَد خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلِ
ما أَنتَ في أُمَراءِ الدَهرِ مُفتَخَرٌ / إِلّا كَفَخرِ اِبنِ عَبدِ اللَهِ في الرُسُلِ
حَوَيتَ بِالوالِدَينِ الحَمدَ حينَ أَتى / مُحَمَّدٌ وَتَرَقَبتَ العُلى بِعَلي
مَولايَ كَم مادِحٍ تُعطيهِ مُنتَحِلٍ / وَشاعِرٍ لَم تُنِلهُ غَيرَ مُنتَحِلِ
ما يَستَوي في الوَرى دُرٌّ وَمُخَشلَبٌ / وَلا يُقايَسُ بَينَ الصابِ وَالعَسَلِ
لا تَعجَبَنَّ لِقَصري عِندَ طولِهِم / فَالفَخرُ لِلَّيثِ لَيسَ الفَخرُ لِلجَمَلِ
أَنا الَّذي حَظُهُ تَحتَ الحَضيضِ وَقَد / نَظَمتُ فيكَ بِلا شِبهٍ وَلا مَثَلِ
شِعراً تَعالى عَلى الشِعرى وَجازَ عَلى / الجَوزا وَأَصبَحَ مَحمولاً عَلى الحَملِ
قومي اِسمَعي يا هَذِهِ وَتَأَمَّلي
قومي اِسمَعي يا هَذِهِ وَتَأَمَّلي / رَقصَ الغُصونِ عَلى غِناءِ البُلبُلِ
فَالطَيرَ بَينَ تَشاجُرٍ وَتَغَرُّدٍ / وَالماءَ بَينَ تَجَعُّدٍ وَتَسَلسُلِ
أَظباءَ وَجرةَ كَم بِشَطّى آمَدٍ / مِن ظَبِيَةٍ كَحلى وَظَبيٍ أَكحَلِ
وَمُدَلَّلٍ وَمُذَلَّلٍ في حُبِّهِ / شَتّانَ بَينَ مُذَلَّلٍ وَمُدَلَّلِ
وَالعَيشَ قَد رَقَصَت حَواشي حُسنِهِ / ما بَينَ دِجلَتِها إِلى قُطرَبُّلِ
رَقمَ الرَبيعُ رُبوعَها فَكَأَنَّها / زُنجِيَةٌ تَختالُ فيها بِالحُلي
مَن لي بِجيرونٍ وَجيراني وَقَد / نادَمتُهُم في جُنحِ لَيلٍ أَليَلِ
وَلَقَد بَنَيتُ لِاِبنِ ثابِتٍ في الحَشا / بَيتاً أَرَقَّ مِنَ الصَبا وَالشَمأَلِ
لِلَّهِ دَرُّ عِصابَةٍ نادَمتُها / يَوماً بِجِلَّقَ في الزَمانِ الأَوَّلِ
وَتَنوفَةٍ مازِلتُ أَقطَعُ جَوزَها / بِمُطَّهِمٍ عَبلِ القَوائِمِ هَيكَلِ
حَتّى أَبَنتُ حَديثَ حادِثَةِ النَوى / لِمُؤَيَّدِ الدينِ الوَزيرِ أَبي عَلي
قَيلٌ يَقولُ الحَقَّ في أَعدائِهِ / بَطَلٌ مَضارِبُ سَيفِهِ لَم تُبطَلِ
في حِصنِهِ غَيثٌ وَفَوقَ حِصانِهِ / لَيثٌ يَكُرُّ عَلى الكَرَّةِ بِمسَحَلِ
مُتبَسِمٌ لِعَفاتِهِ قَبلَ النَدى / كَالبَرقِ يَلمَعُ لِلبَشارَةِ بِالوَلي
يُعطي المُحَجَّلَةَ الجِيادَ وَكَم لَهُ / في الجودِ مِن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ
وَيَرُدُّ صَدرَ السَمهَرِيِّ بِصَدرِهِ / ماذا يُؤَثِّرُ ذابِلٌ في يَذبُلِ
فَكَأَنَّهُ وَالمَشرَفِيُّ بِكَفِّهِ / بَحرٌ يَكُرُّ عَلى الكُماةِ بِجَدوَلِ
وَلَهُ البَنونَ السابِقونَ إِلى الوَغى / بِالمَشرَفِيَّةِ وَالرِماحِ الذُبَّلِ
مِن كُلِّ سَحّاحِ اليَدَينِ سَمَيذَعٍ / وَأَغَرَّ وَضّاحِ الجَبينِ شَمَردَلِ
وَرَث السَماحَةَ عَن جُدودٍ سادَةٍ / مِثلَ الإِمامَةِ في سَراةِ بَني عَلي
أَكفى الكِفاةِ لَقَد تَهَلَّلَت الدُنى / مِن وَجهِهِ المُتَأَلِّقِ المُتَهَلِّلِ
أَنتَ الَّذي مَلَأَ المَلا بِصَلادِمٍ / وَصَوارِمٍ وَمَكارِمٍ وَتَفَضُّلِ
يُحصى الحَصى إِلا مَناقِبَكَ الَّتي / يَعيا بِجُملَتِها حِسابُ الجُمَّلِ
لَكَ مَذهَبٌ في كُلِّ أَرضٍ مُذهَبٌ / وَثَناً يَفوحُ نَسيمُهُ كَالمَندَلِ
عَجَباً لِمَن أَمسى بِآمِدَ مُقَتَّرا / مِثلي وَمِثلَكَ لِلسَماحِ بِآكِلِ
مَولايَ قَد يَمَّمتُ جودَكَ ظامِئاً / وَشَرِبتَ مِن دَهري نَقيعَ الحَنظَلِ
وَقَدِ اِتَّكَلتُ عَلى نِداكَ وَسَيبِهِ / كَالبُحتُرِيِّ عَلى نَدى المُتَوَكِّلِ
فَأَصِخ لِقَصدِ قَصيدَةٍ ما مِثلُها / لِجَريرٍ في الزَمَنِ القَديمِ وَجَروَلِ
لَو أُنشِدَت بِحِمى كُلَيبٍ خالَها / في الجاهِلِيَةِ مِن لِسانِ مُهَلهِلِ
زِد عُلُوّاً في المَجدِ يا اِبنَ عَلِيٍّ
زِد عُلُوّاً في المَجدِ يا اِبنَ عَلِيٍّ / هَكَذا مَن أَرادَ أَن يَتَعالى
قَد حَوى الدينُ يا مُؤَيَّدَهُ / مِنكَ هَزبَراً وَديمَةً وَهِلالا
وَغَدَت جِلَّقٌ تُناديكَ عُجباً / هَكَذا هَكَذا وَإِلّا فَلا لا
جِئتَها في الظَلامِ خَيلاً وَرَجلاً / وَحَمَيتَ النُفوسَ وَالأَموالا
ما تُبالي مِن بَعدِها بِعَدُوٍّ / إِنَّما كانَ ذاكَ قَطعاً وَزالا
قَد بَلَغتَ المُرادَ مِن كُلِّ ضِدٍّ / وَكَفى اللَهُ المُؤمِنينَ القِتالا
تَناءَوا بَعدَ قُربِهِم مِلالا
تَناءَوا بَعدَ قُربِهِم مِلالا / وَسِرنا يَمنَةً وَسَرَوا شِمالا
فَلَستُ تَرى غَداةَ البَينِ إِلّا / عُناةً أَو حُداةً أَو جِمالا
وَمُعتَدِلاً حَكى الخَطِّيَّ لَوناً / وَليناً وَاِهتِزازاً وَاِعتِدَلا
ظَنَنتُ وَلَم يَطُف بي مِنهُ طَيفٌ / وَلَو زارَ الخَيالَ رَأى خَيالا
وَكَيفَ يَكونُ لي صَبرٌ وَفيهِ / خِلالٌ صَيَّرَت جِسمي خِلالا
تَصَيَّدَني الغَزالُ بِمُقلَتَيهِ / وَقِدَماً كُنتُ أَصطادَ الغَزالا
وَقائِلَةً إِلى كَم ذا التَواني / إِذا ما المالُ عَن كَفَّيكِ مالا
فَقُلتُ إِلى صَلاحِ الدينِ قَصدي / فَتىً حازَ الفُتُوَّةَ وَالجَمالا
تَيَمَّم وَجهَهُ تَظفَر بِرُشدٍ / وَكَيفَ يَضِلُّ مَن قَصَدَ الهِلالا
لَقَد فاقَ الأَنامَ أَباً وَعَّماً / كَما فاقَ الأَنامَ أَخاً وَخالا
يُحِبُ المَجدَ وَالعَلياءَ طَبعاً / كَما يَهوى المُحِبّونَ الوِصالا
كَأَنَّ المالَ في كَفَّيهِ ماءٌ / إِذا ما السائِلُ اِستَسقاهُ سالا
صَلاحَ الدينِ قَد أَصلَحتَ حالي / فَلا عاثَت لَكَ الأَيّامُ حالا
بِكَ اِستَغنَيتُ عَن زَيدٍ وَعَمرٍو / وَمَن طَلَبَ الهُدى تَرَكَ الضَلالا
مَحِلُّكَ في النُجومِ إِذا تَدانى / وَضِدُّكَ في التُخومِ إِذا تَعالى
وَإِنَّكَ مِن أَشَدِّ الناسَ بُؤساً / بِلا شَكٍّ وَأَكرَمَهُم رِجالا
أَقاموا في سَماحِهِم بِحاراً / وَأَضحَوا في حَلومِهِم جِبالا
قَلبٌ وَقَلبي لِأَسهُم المُقَلِ
قَلبٌ وَقَلبي لِأَسهُم المُقَلِ / إِشارَةٌ وَالمَلامِ وَالعَذَلِ
يا عاذِلي هَل رَأَيتَ أَعجَبَ مِن / ذي عَوَرٍ هائمٍ بِذي حَوَلِ
أَقِلُّ في عَينِهِ وَيَكثُرُ في / عَينَيَّ بِضِدِّ القِياسِ وَالمَثَلِ
ما آفَتي غَيرَ وَردٍ وَجنَتِهِ / وَالوَردُ لا شَكَّ آفَةُ الجُعَلِ
مُهَفهَفٌ كَالقَضيبِ مُعتَدِلٌ / وَحُكمُهُ فِيَّ غَيرُ مُعتَدِلِ
فَلَو رَأَت حُسنَهُ فَلاسِفَةٌ / لَعَوَّذوهُ بِعِلَّةِ العِلَلِ
كَم قَد سَقاني مُدامَ فيهِ عَلى / غِنائِهِ وَاِنتَقَلتُ بِالقُبَلِ
قَد ذُقتُ مِنهُ هَجراً أَمَرَّ مِنَ / الصَبرِ وَوَصلاً أَحلى مِنَ العَسَلِ
أَهوى تَجَنّيهِ وَالصُدودَ كَما / يَهوى المَعالي مُحَمَّدُ بنُ عَلي
جَمالُ دينِ الإِلَهِ خَيرُ فَتىً / لِلرِزقِ أَقلامُهُ وَلِلأَجَلِ
صَدرٌ بِشَرحِ الصُدورِ مُلتَهَمٌ / بَدرٌ بِبَذلِ البُدورِ في شُغُلِ
مُعطي القُرى وَالقِرى لِقاصِدِهِ / بِغَيرِ مَنٍّ وَالخَيلِ وَالخَوَلِ
مِثلُ فُتوحُ الفاروقِ نائِلُهُ / شَرقاً وَغَرباً في السَهلِ وَالجَبَلِ
مَن قالَ لَم يَحوِ ذا وَيَسكُنُ ذا / أَصبَحَ مِمّا يَقولُ في خَجَلِ
كَم جَعفَرٍ في يَدَي أَبيهِ وَكَم / في طَيِّ هَذا الحَشا مِنَ الغُلَلِ
مُحَمَّدٌ خاتَمُ الكِرامِ كَما / سَمِيُّهُ كانَ خاتَمَ الرُسُلِ
كَأَنَّ أَيدي عِداهُ بَنَوا / أَيدي بَني ضَبَّةٍ عَلى الجَمَلِ
مَولايَ إِنَّ الكَلبِيَّ عَرقَلَةً / مِثلُ المَعَيدِيِّ صاحِبِ المَثَلِ
لَولا فَتى يَوسُفَ الصَلاحِ لَقَد / كُنتُ كَيَعقوبَ في يَدِ البَخَلِ
كَم خَلَّةٍ سَدَّها وَرايَ وَقَد / رَأى قَميصي قَد قُدَّ مِن قُبُلِ
يا مَن عَلا مَجدُهُ عَلى زُحَلٍ / لا تَنسَ رَقَمَ الشُوَيعِرِ الزُحَلِ
عَبدُكَ في الشامِ راحِلٌ وَيَرى / كُلَّ جَوادٍ لِكُلِّ مُنتَحِلِ
وَما أَرى لي سِواكَ مُعتَمَداً / عَليكَ بَعدَ الإِلَهِ مُتَّكَلي
رُوَيدَكُمُ يا لُصوصُ الشَآمِ
رُوَيدَكُمُ يا لُصوصُ الشَآمِ / فَإِنّي لَكُم ناصِحٌ في مَقالي
وَإِيّاكُمُ مِن سَمِيِّ النَبِيِّ / يوسُفَ رَبِّ الحِجا وَالجَمالِ
فَذاكَ مُقَطَّعُ أَيدي النِساءِ / وَهَذا مُقَطَّعُ أَيدي الرِجالِ