القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَرقَلة الكَلبي الكل
المجموع : 23
إِلى كَم أُبيدُ البَيدَ في طَلَبِ الغِنى
إِلى كَم أُبيدُ البَيدَ في طَلَبِ الغِنى / وَأَقرَبُ رِزقي فَوقَ نَجمِ سُهَيلِ
وَقَد وَخَطَ الشَيبُ الشَبابَ كَأَنَّهُ / أَوائِلُ صُبحٍ في أَواخِرِ لَيلِ
وَصالَ ما إِلَيهِ مِن وُصولِ
وَصالَ ما إِلَيهِ مِن وُصولِ / وَسَمعِ ما يُصيخُ إِلى عَذولِ
لَقَد أَخفَيتُ داءَ الحُبِّ حَتّى / خَفيتُ عَنِ الرَقيبِ مِنَ النُحولِ
وَكَيفَ يَصُحّ هَذا الجِسمُ يَوماً / وَآفَتُهُ مِنَ الجَفنِ العَليلِ
وَلَيلٍ مِثلِ يَومِ العَرضِ طَولاً / وَمَن عَوني عَلى اللَيلِ الطَويلِ
وَما لِلصُبحِ فيهِ مِن طُلوعٍ / وَلا لِلنَجمِ فيهِ مِن أُفولِ
أَبُثُّ بِهِ الغَرامَ فَلو رَأَتني / بُثَينَةُ لَم تَبُثَّ هَوى جَميلِ
إِلى كَم نَحنُ في صَدٍّ وَهَجرٍ / وَفي قالٍ مِنَ الواشي وَقيلِ
تُرى يَوماً نَرى فيهِ الأَماني / وَتَجمَعُ شَملَنا كَأسُ الشَمولِ
وَتَعطِفُ لي عَواطِفَ مَن جَفاني / وَيَشفى مِن غَلائِلِهِ غَليلي
تَصَدّى لِلصُدودِ قِلَىً وَبَعدَاً / وَلَن تَخفى عَلاماتُ المَلولِ
وَفي صَبري عَلى التَقبيحِ عُذرٌ / إِذا ما كانَ مِن وَجهِ جَميلِ
أَقبَلَ يَهتَزُّ في غَلائِلِهٍ
أَقبَلَ يَهتَزُّ في غَلائِلِهٍ / مِن لَيسَ يَشفي لِعاشِقٍ غُلَّه
فَقالَ كُلُّ اِمرِىءٍ تَأَمَّلَهُ / أَلفُ صَلاةٍ عَلى رَسولِ اللَه
قالَ قَومٌ بَدا عِذارُ وُهَيبٍ
قالَ قَومٌ بَدا عِذارُ وُهَيبٍ / فَاِسلُ عَنهُ فَقُلتُ لا كَيفَ أَسلو
أَنا جَلدٌ عَلى لِقا أُسدِ عَينَيهِ / وَأَخشى عِذارَهُ وَهُوَ نَملُ
حَيِّ في الحَيِّ مِن قِبابِ المُصَلّى
حَيِّ في الحَيِّ مِن قِبابِ المُصَلّى / مَنزِلاً مونِقاً وَماءً وَظِلّا
فَقُرى جِلَّقٍ فَبابِ الفَراديسِ / فَبابِ البَريدِ عَيشٌ تَوَلّى
دِمَنٌ هُنَّ لي أَحَبُّ مِنَ الكَرخِ / وَأَشهى مِن شَطِّ نَهرِ مُعَلّى
أَتُرى النازِلونَ أَكنافَ جَيرونَ / عَلى عَهدِنا مُقيمونَ أَم لا
قالَ لي طَيفُهُم سَلَوتَ هَوانا / قُلتُ لا وَالَّذي دَنا وَتَدَلّى
قالَ بَل قَلَّ ما عَهِدناكَ فيهِ / قُلتُ لا وَالَّذي لِموسى تَجَلّى
كُلُّ شَيءٍ يُمَلُّ مِنهُ إِذا زادَ / وَحاشى هَواكُمُ أَن يُمَلّا
أَيُّها اللائِمي عَلى فَرطِ شَوقي / خابَ مَن غابَ عَن ذَويهِ وَذَلّا
لَو يَراني مَجنونُ لَيلى إِذا ما / جَنَّ لَيلي لَصامَ شُكراً وَصَلّى
أَتَقَلّى مِنَ القِلى وَلَعَمري / أَيُّ صَبٍّ مِنَ القِلى ما تَقَلّى
لي حَبيبٌ يَزيدُ في كُلِّ يومٍ
لي حَبيبٌ يَزيدُ في كُلِّ يومٍ / حُبُّهُ مِثلَما يَزيدُ الهِلالُ
كَثُرَ الحاسِدونَ يَالَغَرامي / في هَواهُ وَقَلَّتِ العُذّالُ
قَد أَظَلَّ الوُفودَ وَهُوَ صَباحٌ / وَأَذَلَّ الأُسودَ وَهُوَ غَزالُ
فَقَريبانِ هَجرُهُ وَالتَنائي / وَبَعيدانِ سَلوَتي وَالوِصالُ
فَوَحَقِّ الإِلَهِ إِنّي لِعَينٍ / أَسهَرَتني عَينُ وَباءٍ وَدالُ
خَليلَيَّ جودا بِطَيفِ الكَرى
خَليلَيَّ جودا بِطَيفِ الكَرى / عَلى مُقلَتَيَّ وَبِطَيفِ الخَيالِ
وَلا تَبخَلا بِكِتابٍ عَلى / كَئيبٍ غَزَتهُ صُروفُ اللَيالي
أَرى البُعدَ بَعدَكُما عاشِقي / فَحَتّى مَتى قَلبُهُ غَيرَ سالِ
وَعِندي مِنَ الشَوقِ ما أَنتُما / بِهِ تَعلَمانِ عَلى كُلِّ حالِ
أُحِبُكُمُ مِثلَ عَيني اليَمينِ / وَإِلا غَدَت مِثلَ عَيني الشِمالِ
لَيتَ شِعري إِلى مَتى أَنا في الشِعرِ
لَيتَ شِعري إِلى مَتى أَنا في الشِعرِ / كَثيرُ الغِنى وَحَظّي قَليلُ
سِيَّما وَالزَمانِ قَد أَصبَحَ الفَضلُ / سَواءً في أَهلِهِ وَالفُضولُ
إِن كُنتَ بِالأَسمَرِ الزَيني مُعتَنِياً
إِن كُنتَ بِالأَسمَرِ الزَيني مُعتَنِياً / فَسَل عَنِ الأَبيَضِ الفِضِّيِّ بُلبالي
أَلَيسَ في الرُمحِ شِبرٌ قاتِلٌ أَبَداً / وَفي المُهَنَّدِ شِبرٌ غَيرُ قَتّالِ
تَقولُ صَفيَّةَ وَالصَفوُ مِنها
تَقولُ صَفيَّةَ وَالصَفوُ مِنها / لِغَيري حينَ قَرَّبَتِ الجَمالا
وَقَد سَفَرَت لَنا عَن بَدرٍ تَمٍ / غَداةَ البَينِ وَاِنتَقَبَت هِلالا
أَتَصبِر إِن هَجَرنا أَو بَعُدنا / فَقُلتُ نَعَم نَعَم وَالقَلبُ لا لا
يَخافُ البُعدَ مَن أَلِفَ التَداني / وَيَخشى الهَجرَ مَن عَرفِ الوِصالا
يا أَحسَنَ العالَمينَ أَفعالا
يا أَحسَنَ العالَمينَ أَفعالا / حالي كَما قَد عَلِمتَ ما حالا
إِلى مَتى أَقتَضي وَتَمطُلُني / مَولايَ إِمّا نَعَم وَإِمّا لا
رَصَّعَ الشَيبُ لِمَّتي يا خَليلي
رَصَّعَ الشَيبُ لِمَّتي يا خَليلي / بِنجومٍ طُلوعِهِنَّ أُفولي
كانَ شَعري كَمُقلَتَيكَ فَأَضحى / كَثَناياكَ حَبَّذا مِن بَديلِ
ميلو إِلى الدارِ مِن ذاتِ اللَمى ميلوا
ميلو إِلى الدارِ مِن ذاتِ اللَمى ميلوا / كَحلاءَ ما جالَ في أَجفانِها ميلُ
هَذا بُكائي عَليهِما وَهِيَ حاضِرَةٌ / لا فَرسَخٌ بَينَنا يَوماً وَلا ميلُ
مَمشوقَةُ القَدِّ ما في شَنفِها خَرَسٌ / وَلا تَضُجُّ بِساقَيها الخَلاخيلُ
كَأَنَّما قَدُّها رُمحٌ وَمَبسِمُها / صُبحٌ وَحَسبُكَ عَسّالٌ ومَعسولُ
في كُلِّ يَومٍ بِعَينَيها وَقامَتِها / دَمي وَدَمعي عَلى الأَطلالِ مَطلولُ
إِن يَحسُدوني عَليها لا أَلومُهُمُ / لِذاكَ جارَ عَلى هابيلَ قابيلُ
إِنّي لَأَعشَقُ ما يَحويهِ بُرقُعُها / وَلَستُ أُبغِضُ ما تَحوي السَراويلُ
وَرُبَّ ساقٍ سَقانيها عَلى ظَمَأٍ / مُهَفهَفٍ مِثلَ خوطِ البانِ مَجدولُ
حَتّى إِذا ما رَشَفنا راحَ راحَتِهِ / وَهناً وَاِنقالَنا عَضٌ وَتَقبيلُ
جاءَت عَلَيَّ يَدُ الساقي وَمُقلَتُهُ / لَكِنَّني بِزِمامِ العَقلِ مَعقولُ
فَكيفَ أَخشى صُروفَ الدَهرِ إِن وَثَبَت / وَسَيفُ مَولايَ سَيفِ الدينِ مَسلولُ
مَلكُ عَنِ المَجدِ يَوماً لَيسَ يَشغَلُهُ / كَأسٌ دِهاقٌ وَلا حَسناءُ عُطبولُ
وَهَل يَقصُرُ عَن بَأسٍ وَعَن كَرَمٍ / وَقَد تَجَمَّعُ فيهِ الطَولُ وَالطولُ
ما اِجتَمَعَ الشَطرَنجُ في مَجلِسٍ
ما اِجتَمَعَ الشَطرَنجُ في مَجلِسٍ / وَالنَردُ ذاتُ القيلِ وَالقالِ
إِلّا لَعَنتَ الشَيخَ نوحاً وَلَم / أَقصُر مِنَ اللَعنِ عَلى الصولي
لِأَنَّها لِقُبحِ ما عِندَها / تُقَدِّمُ الشاةَ عَلى الفَيلِ
كُحلٌ بِعَينَيهِ أَم ضَربٌ مِنَ الكُحلِ
كُحلٌ بِعَينَيهِ أَم ضَربٌ مِنَ الكُحلِ / وَردٌ بِخَدَّيهِ أَم صَبغٌ مِنَ الخَجَلِ
قَضيبُ بانٍ إِذا ما ماسَ مَيَّلَهُ / دَعَصٌ مِنَ الرَملِ أَو صَوتٌ مِنَ الرَمَلِ
يَفتُرُ عَن سِمطِ دُرٍّ في عَقيقِ فَمٍ / عَذبِ المَراشِفِ مَمنوعٍ مِنَ القُبَلِ
كَشَعرِهِ حَظُّ شِعري مِن مَحَبَّتِهِ / وَكيفَ تَتَّهِمُ الغُزلانَ بِالغَزَلِ
أَقسَمتُ ما رَوضَةٌ بِالنَيرَبَينِ إِذا / سَحَّت عَلَيها شُئونُ العارِضِ الهَطِلِ
شَقَّت شَقائِقَها أَيدي الرَبيعِ وَقَد / ماسَت حَدائِقَها كَالشارِبِ الثَمِلِ
يَوماً بِأَحسَنَ مِن وَردِ الخُدودِ عَلى / بانِ القُدودِ وَلا مِن نَرجِسِ المُقَلِ
وَقائِلٍ وَشُموسِ الراحِ آفِلَةٌ / فينا وَشَمسُ مُديرِ الراحِ لَم تَقِلِ
هَذا هُوَ الحُبُّ لَولا كَثرَةَ الرِقَبا / وَلَذَّةُ العَيشِ لَولا سُرعَةَ الأَجَلِ
لا تَأسَفَنَّ عَلى مالٍ فَقُلتُ لَهُ / عَلِيُّ بنُ مامينَ بَعدَ اللَهِ مُتَّكَلي
مُجاهِدَ الدينِ فَالأَديانَ قاطِبَةً / وَصارِمَ الدَولَةِ الغَرّاءِ في الدُوَلِ
مَلكٌ لَهُ الرَأيَ وَالراياتِ عالِيَةٌ / يَومَ الطِرادِ عَلى العَسّالَةِ الذُبُلِ
وَفارِسٌ بَطَلٌ لَم يَلقَ طَعنَتَهُ / عِندَ الكَريهَةِ غَيرُ الفارِسِ البَطَلِ
مازالَ في قَولِهِ بَينَ الوَرى عَمَلٌ / وَغَيرُهُ في الوَرى قَولاً بِلا عَمَلِ
يَزدادُ في أَعيُنِ الأَعداءِ مَنزِلَةً / كَأَنَّهُ قَمَرٌ في عَينِ ذي حَوَلِ
كَما يَقيسُ بِهِ الحُسّادُ أَنفُسَهُم / وَأَينَ قَعرُ الثَرى مِن قُلَّهِ الجَبَلِ
فَخرَ المَعالي عَلَوتَ الناسَ مَرتَبَةً / وَلَم تَزَل مُنعِماً بِالخَيلِ وَالخَوَلِ
كَم حَملَةٍ لَكَ في الأَعداءِ صادِقَةٍ / وَطَعنَةٍ بِأَصمِّ الكَعبِ مُعتَدِلِ
عاجَلتَهُم فَتَرَكتَ الخَيلَ خالِيَةً / مِنهُم وَقَد خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلِ
ما أَنتَ في أُمَراءِ الدَهرِ مُفتَخَرٌ / إِلّا كَفَخرِ اِبنِ عَبدِ اللَهِ في الرُسُلِ
حَوَيتَ بِالوالِدَينِ الحَمدَ حينَ أَتى / مُحَمَّدٌ وَتَرَقَبتَ العُلى بِعَلي
مَولايَ كَم مادِحٍ تُعطيهِ مُنتَحِلٍ / وَشاعِرٍ لَم تُنِلهُ غَيرَ مُنتَحِلِ
ما يَستَوي في الوَرى دُرٌّ وَمُخَشلَبٌ / وَلا يُقايَسُ بَينَ الصابِ وَالعَسَلِ
لا تَعجَبَنَّ لِقَصري عِندَ طولِهِم / فَالفَخرُ لِلَّيثِ لَيسَ الفَخرُ لِلجَمَلِ
أَنا الَّذي حَظُهُ تَحتَ الحَضيضِ وَقَد / نَظَمتُ فيكَ بِلا شِبهٍ وَلا مَثَلِ
شِعراً تَعالى عَلى الشِعرى وَجازَ عَلى / الجَوزا وَأَصبَحَ مَحمولاً عَلى الحَملِ
قومي اِسمَعي يا هَذِهِ وَتَأَمَّلي
قومي اِسمَعي يا هَذِهِ وَتَأَمَّلي / رَقصَ الغُصونِ عَلى غِناءِ البُلبُلِ
فَالطَيرَ بَينَ تَشاجُرٍ وَتَغَرُّدٍ / وَالماءَ بَينَ تَجَعُّدٍ وَتَسَلسُلِ
أَظباءَ وَجرةَ كَم بِشَطّى آمَدٍ / مِن ظَبِيَةٍ كَحلى وَظَبيٍ أَكحَلِ
وَمُدَلَّلٍ وَمُذَلَّلٍ في حُبِّهِ / شَتّانَ بَينَ مُذَلَّلٍ وَمُدَلَّلِ
وَالعَيشَ قَد رَقَصَت حَواشي حُسنِهِ / ما بَينَ دِجلَتِها إِلى قُطرَبُّلِ
رَقمَ الرَبيعُ رُبوعَها فَكَأَنَّها / زُنجِيَةٌ تَختالُ فيها بِالحُلي
مَن لي بِجيرونٍ وَجيراني وَقَد / نادَمتُهُم في جُنحِ لَيلٍ أَليَلِ
وَلَقَد بَنَيتُ لِاِبنِ ثابِتٍ في الحَشا / بَيتاً أَرَقَّ مِنَ الصَبا وَالشَمأَلِ
لِلَّهِ دَرُّ عِصابَةٍ نادَمتُها / يَوماً بِجِلَّقَ في الزَمانِ الأَوَّلِ
وَتَنوفَةٍ مازِلتُ أَقطَعُ جَوزَها / بِمُطَّهِمٍ عَبلِ القَوائِمِ هَيكَلِ
حَتّى أَبَنتُ حَديثَ حادِثَةِ النَوى / لِمُؤَيَّدِ الدينِ الوَزيرِ أَبي عَلي
قَيلٌ يَقولُ الحَقَّ في أَعدائِهِ / بَطَلٌ مَضارِبُ سَيفِهِ لَم تُبطَلِ
في حِصنِهِ غَيثٌ وَفَوقَ حِصانِهِ / لَيثٌ يَكُرُّ عَلى الكَرَّةِ بِمسَحَلِ
مُتبَسِمٌ لِعَفاتِهِ قَبلَ النَدى / كَالبَرقِ يَلمَعُ لِلبَشارَةِ بِالوَلي
يُعطي المُحَجَّلَةَ الجِيادَ وَكَم لَهُ / في الجودِ مِن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ
وَيَرُدُّ صَدرَ السَمهَرِيِّ بِصَدرِهِ / ماذا يُؤَثِّرُ ذابِلٌ في يَذبُلِ
فَكَأَنَّهُ وَالمَشرَفِيُّ بِكَفِّهِ / بَحرٌ يَكُرُّ عَلى الكُماةِ بِجَدوَلِ
وَلَهُ البَنونَ السابِقونَ إِلى الوَغى / بِالمَشرَفِيَّةِ وَالرِماحِ الذُبَّلِ
مِن كُلِّ سَحّاحِ اليَدَينِ سَمَيذَعٍ / وَأَغَرَّ وَضّاحِ الجَبينِ شَمَردَلِ
وَرَث السَماحَةَ عَن جُدودٍ سادَةٍ / مِثلَ الإِمامَةِ في سَراةِ بَني عَلي
أَكفى الكِفاةِ لَقَد تَهَلَّلَت الدُنى / مِن وَجهِهِ المُتَأَلِّقِ المُتَهَلِّلِ
أَنتَ الَّذي مَلَأَ المَلا بِصَلادِمٍ / وَصَوارِمٍ وَمَكارِمٍ وَتَفَضُّلِ
يُحصى الحَصى إِلا مَناقِبَكَ الَّتي / يَعيا بِجُملَتِها حِسابُ الجُمَّلِ
لَكَ مَذهَبٌ في كُلِّ أَرضٍ مُذهَبٌ / وَثَناً يَفوحُ نَسيمُهُ كَالمَندَلِ
عَجَباً لِمَن أَمسى بِآمِدَ مُقَتَّرا / مِثلي وَمِثلَكَ لِلسَماحِ بِآكِلِ
مَولايَ قَد يَمَّمتُ جودَكَ ظامِئاً / وَشَرِبتَ مِن دَهري نَقيعَ الحَنظَلِ
وَقَدِ اِتَّكَلتُ عَلى نِداكَ وَسَيبِهِ / كَالبُحتُرِيِّ عَلى نَدى المُتَوَكِّلِ
فَأَصِخ لِقَصدِ قَصيدَةٍ ما مِثلُها / لِجَريرٍ في الزَمَنِ القَديمِ وَجَروَلِ
لَو أُنشِدَت بِحِمى كُلَيبٍ خالَها / في الجاهِلِيَةِ مِن لِسانِ مُهَلهِلِ
زِد عُلُوّاً في المَجدِ يا اِبنَ عَلِيٍّ
زِد عُلُوّاً في المَجدِ يا اِبنَ عَلِيٍّ / هَكَذا مَن أَرادَ أَن يَتَعالى
قَد حَوى الدينُ يا مُؤَيَّدَهُ / مِنكَ هَزبَراً وَديمَةً وَهِلالا
وَغَدَت جِلَّقٌ تُناديكَ عُجباً / هَكَذا هَكَذا وَإِلّا فَلا لا
جِئتَها في الظَلامِ خَيلاً وَرَجلاً / وَحَمَيتَ النُفوسَ وَالأَموالا
ما تُبالي مِن بَعدِها بِعَدُوٍّ / إِنَّما كانَ ذاكَ قَطعاً وَزالا
قَد بَلَغتَ المُرادَ مِن كُلِّ ضِدٍّ / وَكَفى اللَهُ المُؤمِنينَ القِتالا
تَناءَوا بَعدَ قُربِهِم مِلالا
تَناءَوا بَعدَ قُربِهِم مِلالا / وَسِرنا يَمنَةً وَسَرَوا شِمالا
فَلَستُ تَرى غَداةَ البَينِ إِلّا / عُناةً أَو حُداةً أَو جِمالا
وَمُعتَدِلاً حَكى الخَطِّيَّ لَوناً / وَليناً وَاِهتِزازاً وَاِعتِدَلا
ظَنَنتُ وَلَم يَطُف بي مِنهُ طَيفٌ / وَلَو زارَ الخَيالَ رَأى خَيالا
وَكَيفَ يَكونُ لي صَبرٌ وَفيهِ / خِلالٌ صَيَّرَت جِسمي خِلالا
تَصَيَّدَني الغَزالُ بِمُقلَتَيهِ / وَقِدَماً كُنتُ أَصطادَ الغَزالا
وَقائِلَةً إِلى كَم ذا التَواني / إِذا ما المالُ عَن كَفَّيكِ مالا
فَقُلتُ إِلى صَلاحِ الدينِ قَصدي / فَتىً حازَ الفُتُوَّةَ وَالجَمالا
تَيَمَّم وَجهَهُ تَظفَر بِرُشدٍ / وَكَيفَ يَضِلُّ مَن قَصَدَ الهِلالا
لَقَد فاقَ الأَنامَ أَباً وَعَّماً / كَما فاقَ الأَنامَ أَخاً وَخالا
يُحِبُ المَجدَ وَالعَلياءَ طَبعاً / كَما يَهوى المُحِبّونَ الوِصالا
كَأَنَّ المالَ في كَفَّيهِ ماءٌ / إِذا ما السائِلُ اِستَسقاهُ سالا
صَلاحَ الدينِ قَد أَصلَحتَ حالي / فَلا عاثَت لَكَ الأَيّامُ حالا
بِكَ اِستَغنَيتُ عَن زَيدٍ وَعَمرٍو / وَمَن طَلَبَ الهُدى تَرَكَ الضَلالا
مَحِلُّكَ في النُجومِ إِذا تَدانى / وَضِدُّكَ في التُخومِ إِذا تَعالى
وَإِنَّكَ مِن أَشَدِّ الناسَ بُؤساً / بِلا شَكٍّ وَأَكرَمَهُم رِجالا
أَقاموا في سَماحِهِم بِحاراً / وَأَضحَوا في حَلومِهِم جِبالا
قَلبٌ وَقَلبي لِأَسهُم المُقَلِ
قَلبٌ وَقَلبي لِأَسهُم المُقَلِ / إِشارَةٌ وَالمَلامِ وَالعَذَلِ
يا عاذِلي هَل رَأَيتَ أَعجَبَ مِن / ذي عَوَرٍ هائمٍ بِذي حَوَلِ
أَقِلُّ في عَينِهِ وَيَكثُرُ في / عَينَيَّ بِضِدِّ القِياسِ وَالمَثَلِ
ما آفَتي غَيرَ وَردٍ وَجنَتِهِ / وَالوَردُ لا شَكَّ آفَةُ الجُعَلِ
مُهَفهَفٌ كَالقَضيبِ مُعتَدِلٌ / وَحُكمُهُ فِيَّ غَيرُ مُعتَدِلِ
فَلَو رَأَت حُسنَهُ فَلاسِفَةٌ / لَعَوَّذوهُ بِعِلَّةِ العِلَلِ
كَم قَد سَقاني مُدامَ فيهِ عَلى / غِنائِهِ وَاِنتَقَلتُ بِالقُبَلِ
قَد ذُقتُ مِنهُ هَجراً أَمَرَّ مِنَ / الصَبرِ وَوَصلاً أَحلى مِنَ العَسَلِ
أَهوى تَجَنّيهِ وَالصُدودَ كَما / يَهوى المَعالي مُحَمَّدُ بنُ عَلي
جَمالُ دينِ الإِلَهِ خَيرُ فَتىً / لِلرِزقِ أَقلامُهُ وَلِلأَجَلِ
صَدرٌ بِشَرحِ الصُدورِ مُلتَهَمٌ / بَدرٌ بِبَذلِ البُدورِ في شُغُلِ
مُعطي القُرى وَالقِرى لِقاصِدِهِ / بِغَيرِ مَنٍّ وَالخَيلِ وَالخَوَلِ
مِثلُ فُتوحُ الفاروقِ نائِلُهُ / شَرقاً وَغَرباً في السَهلِ وَالجَبَلِ
مَن قالَ لَم يَحوِ ذا وَيَسكُنُ ذا / أَصبَحَ مِمّا يَقولُ في خَجَلِ
كَم جَعفَرٍ في يَدَي أَبيهِ وَكَم / في طَيِّ هَذا الحَشا مِنَ الغُلَلِ
مُحَمَّدٌ خاتَمُ الكِرامِ كَما / سَمِيُّهُ كانَ خاتَمَ الرُسُلِ
كَأَنَّ أَيدي عِداهُ بَنَوا / أَيدي بَني ضَبَّةٍ عَلى الجَمَلِ
مَولايَ إِنَّ الكَلبِيَّ عَرقَلَةً / مِثلُ المَعَيدِيِّ صاحِبِ المَثَلِ
لَولا فَتى يَوسُفَ الصَلاحِ لَقَد / كُنتُ كَيَعقوبَ في يَدِ البَخَلِ
كَم خَلَّةٍ سَدَّها وَرايَ وَقَد / رَأى قَميصي قَد قُدَّ مِن قُبُلِ
يا مَن عَلا مَجدُهُ عَلى زُحَلٍ / لا تَنسَ رَقَمَ الشُوَيعِرِ الزُحَلِ
عَبدُكَ في الشامِ راحِلٌ وَيَرى / كُلَّ جَوادٍ لِكُلِّ مُنتَحِلِ
وَما أَرى لي سِواكَ مُعتَمَداً / عَليكَ بَعدَ الإِلَهِ مُتَّكَلي
رُوَيدَكُمُ يا لُصوصُ الشَآمِ
رُوَيدَكُمُ يا لُصوصُ الشَآمِ / فَإِنّي لَكُم ناصِحٌ في مَقالي
وَإِيّاكُمُ مِن سَمِيِّ النَبِيِّ / يوسُفَ رَبِّ الحِجا وَالجَمالِ
فَذاكَ مُقَطَّعُ أَيدي النِساءِ / وَهَذا مُقَطَّعُ أَيدي الرِجالِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025