القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ سَهْل الأَندَلُسي الكل
المجموع : 30
لا تَطلُبوا ثَأري فَلا حَقَّ لي
لا تَطلُبوا ثَأري فَلا حَقَّ لي / عَلى لِحاظِ الرِئمِ مِن مَقتَلِ
سَمَحتُ في سَفكِ دَمي راضِياً / بِرَشفَةٍ مِن ريقِكَ السَلسَلِ
وِصالُ موسى لَحظَةٌ صَفوُها / يُشابُ بِالواشينَ وَالعُذَّلِ
قَصيرَةٌ تُضرِمُ نارَ الهَوى / كَأَنَّها قَبسَةُ مُستَعجِلِ
لَحظٌ يَرى القَتلَ مُنى نَفسِهِ / وَالعارَ أَن يَترُكَ قَلبَ الخَلي
غَضُّ الصِبا يُسفِرُ عَن مَنظَرٍ / أَحسَنَ مِن عَصرِ الصِبا المُقبِلِ
صُوِّرَ مِن نورٍ وَمِن فِتنَةٍ / وَالناسُ مِن ماءٍ وَمِن صَلصَلِ
شاكي سِلاحِ القَدِّ وَاللَحظِ في / حَربِ شَجٍ عَن صَبرِهِ أَعزَلِ
مُنسَلِبِ الحيلَةِ وَالصَبرِ لا / يَأوي إِلى عَقلٍ وَلا مَعقِلِ
ذو ضِنَّةٍ يَمنَعُ بَذلَ المُنى / قَولاً وَمَهما قالَ لَم يَفعَلِ
يَنفي لِيَ الحالَ وَلَكِنَّهُ / يُدخِلُ لا في كُلِّ مُستَقبَلِ
أَحَلتُ أَشواقي عَلى ذِكرِهِ / أُسَلِّطُ النارَ عَلى المَندَلِ
يا شَرَكَ الأَلبابِ كُن مُجمِلاً / وَاِستَحيِ مِن مَنظَرِكَ الأَجمَلِ
أَخشى عَلَيكَ العارَ مِن قَولِهِم / مُعتَدِلُ القامَةِ لَم يَعدِلِ
أَبيتُ فَرداً مِنكَ لَكِنَّني / مِنَ المُنى وَالذِكرِ في مَحفِلِ
وَقَد رَثى مِن سَهَري في الدُجى / شَقيقُكَ البَدرُ وَلَم تَرثِ لي
أَخَذوا مَوثِقَ العِذارِ عَلى الخَدِّ
أَخَذوا مَوثِقَ العِذارِ عَلى الخَدِّ / اِتِهَاما مِنهُم لِعَهدِ الجَمالِ
إِنَّما خَدُّهُ الحُسامُ فَظُلمٌ / حَملُهُ لِلنِجادِ في كُلِّ حالِ
طالَما زانَتِ اللَيالي بُدورٌ / مِنهُ ما زانَتِ البُدورُ اللَيالي
كانَ في شَمسِ خَدِّهِ الوَردُ ضاحٍ / فَهوَ الآنَ قَد أَوى لِظِلالِ
نَطَقَ الشِعرُ حينَ لاحَت وَلِم لا / تَسجَعُ الطَيرُ في رَبيعِ الجَمالِ
راقَ خَلقاً وَفاقَ خُلُقاً فَقُلنا / أَنجُمُ الأُفقِ أَم نُجومُ المَعالي
فَدَيتُكَ جَنِّب مَطمَعَ الحَينِ مِن فَتىً
فَدَيتُكَ جَنِّب مَطمَعَ الحَينِ مِن فَتىً / كَليلِ سِلاحِ الصَبرِ بادي المَقاتِلِ
جَلَستُ مِنَ الإِدلالِ جِلسَةَ عاتِبٍ / فَأَعقَبَني لِلحالِ مَوقِفَ سائِلِ
وَما كانَ إِلّا هَفوَةً زَيَّنَ الهَوى / بِها عِندِيَ الأَمرَ الَّذي هُوَ قاتِلي
لِأَعلَمَ كَيفَ اِستَهلَكَ الهَجرُ مَعشَراً / وَكَيفَ قَضوا يَأساً بِهَذي البَلابِلِ
يا مُرهِبي دونَ سُلطانٍ يَصولُ بِهِ
يا مُرهِبي دونَ سُلطانٍ يَصولُ بِهِ / وَمُخجِلي دونَ ذَنبٍ لا وَلا زَلَلِ
إِلّا هَوىً رَدَّ حَقّي عِندَ باطِلِهِ / حَتّى يَرى الظُلمُ لي مِنهُ يَداً قِبَلي
إِن جُدتَ لي فَبِحَقٍّ أَو بَخِلتَ فَما / أَكونُ أَوَّلَ صَبٍّ ماتَ عَن أَمَلِ
مَتى تَرى مِنكَ نَفسي ما تُؤَمِّلُهُ / وَحاجَتي فيكَ بَينَ اليَأسِ وَالأَمَلِ
عَليلٌ شاقَهُ نَفَسٌ عَليلُ
عَليلٌ شاقَهُ نَفَسٌ عَليلُ / فَجادَ بِدَمعِهِ أَمَلٌ بَخيلُ
أَعَدَّ الصَبرَ لِلأَشواقِ جَيشاً / فَأَدبَرَ حينَ أَقبَلَتِ القَبولُ
وَأَبكاني فَبَلَّ الريحَ دَمعي / ضُحىً فَلِذاكَ قيلَ لَها البَليلُ
وَكَم بِالخَيفِ مِن خَدٍّ صَقيلٍ / يُحَرِّمُ لَثمَهُ ماضٍ صَقيلُ
تَرى العُشّاقَ بَينَ قِبابِ قَومٍ / يُجيبُ أَنينَهُم فيها الصَهيلُ
تُهَزُّ بِها المَعاطِفُ وَالعَوالي / وَتَبتَسِمُ الثَنايا وَالنُصولُ
فَكَم أَمَلٍ طَويلٍ في حِماهُم / يُزَعزَعُ دونَهُ لَدنٌ طَويلُ
وَمَعشوقِ الشَبابِ لَهُ جُفونٌ / تُعَلِّمُ كَيفَ تُختَلَسُ العُقولُ
يَهابُ اللَيثُ غُرَّتَهُ وَيَهفو / بِذاتِ الصَونِ مَنظَرُهُ الجَميلُ
بَديعُ الحُسنِ تَعشَقُهُ حَلاهُ / أَحَتّى الحُسنُ يَعشَقُ أَو يَميلُ
أَظُنُّ وِشاحَهُ يَهذي خَبالاً / وَما تَدري الخَلاخِلُ ما يَقولُ
عُهودُ الحُسنِ لَيسَ تَدومُ حيناً / فَأوقِنُ أَنَّها ظِلٌّ يَزولُ
وَشَخصي في الهَوى طَلَلٌ فَأَنّى / يُجاوِبُ عاذِلاً طَلَلٌ مُحيلُ
فَلَيتَ السُقمَ دامَ فَدُمتُ لَكِن / مَتاعُ السُقمِ مِن جَسَدي قَليلُ
كَأَنَّ القَلبَ وَالسُلوانَ ذِهنٌ / يَحومُ عَلَيهِ مَعنىً مُستَحيلُ
أَموسى عاشِقٌ يَظما وَيَضحى / وَأَنتَ الماءُ وَالظِلُّ الظَليلُ
أَجِب داعيهِ أَو ناعيهِ إِمّا / يَموتُ غَليلُ نَفسٍ أَو عَليلُ
أَنا العَبدُ الذَليلُ وَلا فَخارٌ / أَتَمنَعُني أَقولُ أَنا الذَليلُ
إِذا نادَيتُ أَنصاري لِما بي / تَبَرَّأَ مِنيَ الصَبرُ الجَميلُ
يَجِدُّ الرَدى فينا وَنَحنُ نُهازِلُه
يَجِدُّ الرَدى فينا وَنَحنُ نُهازِلُه / وَنَغفو وَما تَغفو فُواقاً نَوازِلُه
بَقاءُ الفَتى سُؤلٌ يَعِزُّ طِلابُهُ / وَرَيبُ الرَدى قِرنٌ يَزِلُّ مُصاوِلُه
وَأَنفَسُ حَظَّيكَ الَّذي لا تَنالُهُ / وَأَنكى عَدُوَّيكَ الَّذي لا تُقاتِلُه
أَلا إِنَّ صَرفَ الدَهرِ بَحرُ نَوائِبٍ / وَكُلُّ الوَرى غَرقاهُ وَالقَبرُ ساحِلُه
تَرِثُّ لِمَن رامَ الوَفاءَ حِبالُهُ / وَتُغرى بِمَن رامَ الخَلاصَ حَبائِلُه
وَأَكثَرُ مِن حُزنِ الجَزوعِ خُطوبُهُ / وَأَكبَرُ مِن حَزمِ اللَبيبِ غَوائِلُه
فَما عَصَمَت نَفسَ المُقَدَّسِ دِرعُهُ / وَلا قَصَّرَت بِالمُستَكينِ عَلائِلُه
وَهَل نافِعٌ في المَوتِ أَنَّ اِختِيارَنا / يُنافِرُه وَالطَبعُ مِمّا يُشاكِلُه
وَكَيفَ نَجاةُ المَرءِ أَو فَلَتاتُهُ / عَلى أَسهُمٍ قَد ناسَبَتها مَقاتِلُه
وَأَمّا وَقَد نالَ الزَمانُ اِبنَ غالِبٍ / فَقَد نالَ مِن هَضمِ العُلى ما يُحاوِلُه
أَلَيسَ المَساعي فارَقَتهُ فَأَظلَمَت / كَما فارَقَت ضَوءَ النَهارِ أَصائِلُه
لَقَد لُفَّ في أَكفانِهِ الفَضلُ كُلُّهُ / وَساقَ العُلا جَهراً إِلى التُرَبِ حامِلُه
فَإِن ضَمَّهُ مِن مُستَوي الأَرضِ ضَيِّقٌ / فَكَم وَسِعَ الأَرضَ العَريضَةَ نائِلُه
وَكَم ساجَلَت فيها البِحارَ يَمينُهُ / وَكَم جانَسَت فيها الرِياضَ شَمائِلُه
لَئِن سَوَّدَ الآفاقَ يَومُ حِمامِهِ / لَقَد بَيَّضَت صُحُفَ الحِسابِ فَضائِلُه
وَإِن سَدَّ بابَ الصَبرِ حادِثُ فَقدِهِ / لَقَد فَتَحَت بابَ الجِنانِ وَسائِلُه
وَإِن صَنيَّعَت ماءَ العُيونِ وَفاتُهُ / لَقَد حَفِظَت ماءَ الوُجوهِ نَوائِلُه
وَكَم أَحيَتِ اللَيلَ الطَويلَ صَلاتُهُ / وَكَم قَتَلَت مَحَلَّ السِنينَ فَواضِلُه
فَخَلَّفَ في مُرِّ المُصابِ قُلوبَنا / وَزُفَّت إِلى بَردِ النَعيمِ رَواحِلُه
عَزاءً أَبا بَكرٍ فَلَو جامَلَ الرَدى / كَريمَ أُناسٍ كُنتَ مِمَّن يُجامِلُه
وَما ذَهَبَ الأَصلُ الَّذي أَنتَ فَرعُهُ / وَلا اِنقَطَعَ السَعيُ الَّذي أَنتَ واصِلُه
أَبوكَ بَني العَليا وَأَنتَ شَدَدتَها / بِمَجدٍ يُقَوّي ما بَنى وَيُشاكِلُه
كَما تَمَّ حُسنُ البَدرِ وَهوَ مُكَمَّلٌ / وأَيَّدَهُ دُرّيُّ سَعدٍ يُقابِلُه
وَإِن أَصبَحَ المَجدُ التَليدُ لِفَقدِهِ / يَتيماً فَلا يَحزَن فَإِنَّكَ كافِلُه
إِذا ثَبَتَت أُخرى النَدى في مُحَمَّدٍ / فَلَم تَتَزَحزَح بِالحِمامِ أَوائِلُه
فَتىً كَثَّرَ الحُسّادَ في مَكرُماتِهِ / كَما قَلَّ فيها شِبهُهُ وَمُماثِلُه
حَليفُ جِلادٍ لَيسَ تُكسى سُيوفُهِ / وَثَوبُ طِرادٍ لَيسَ تَعرى صَواهِلُه
فَما خَمرُهُ إِلّا دِماءُ عُداتِهِ / وَلا طَرَبٌ حَتّى تُغَنّي مَناصِلُه
تُضَمُّ عَلى لَيثِ الكِفاحِ حُروبُه / وَتُسفِرُ عَن بَدرِ التَمامِ مَحافِلُه
سَما بِعُلىً لا يَستَريحُ حَسودُها / وَسادَ بِجودٍ لَيسَ يَتعَبُ آمِلُه
تَوَدُّ الغَوادي أَنَهُنَّ بَنانُهُ / وَتَهوى الدَراري أَنَهُنَّ شَمائِلُه
تَساوى مَضاءً رَأيُهُ وَحُسامُهُ / وَلانَ مَهَزّاً مِعطَفاهُ وَذابِلُه
رُبوعُ المَساعي عامِراتٌ بِسَعيِهِ / وَيُقفِرُ مِنهُ غِمدُهُ وَحَمائِلُه
وَفَلَّلَ حُبُّ الهامِ شَفرَةَ عَضبِهِ / وَإِن لَم تَزَل في كُلِّ يَومٍ تُواصِلُه
تَوَقَّدَ ذِهناً حينَ سالَ سَماحَةً / كَما شَبَّ بَرقاً حينَ فاضَت هَواطِلُه
تَلَوذَعَ حَتّى يُحسَبَ الأُفقُ مَنشأً / لَهُ وَالنُجومُ النَيِّراتُ قَبائِلُه
تَحَيَّرتُ فيهِ وَالمَعاني غَرائِبٌ / أَأَفكارُهُ أَمضى شَباً أَم عَوامِلُه
إِذا كانَ خَطبٌ أَو خِطابٌ فَأَينَ مَن / يُجالِدُهُ في مَشهَدٍ وَيُجادِلُه
تَرى فيهِ فَيضَ النيلِ وَالبَدرَ كامِلاً / إِذا لاحَ مَرآهُ وَجادَت أَنامِلُه
كَريمٌ إِذا ما عُمِّرَ الوَعدُ ساعَةً / أُتيحَ لَهُ مِنهُ اِبتِسامٌ يُعاجِلُه
لَئِن سَبَقَتهُ بِالزَمانِ مَعاشِرٌ / فَكَم سَبَقَت فَرضَ المُصَلّي نَوافِلُه
وَإِن شارَكَتهُ في العُلى هَضبَةٌ فَقَد / تَبايَنَ زُجُّ الرُمحِ قَدراً وَعامِلُه
حَجَرتَ أَبا بَكرٍ عَلى الدَهرِ جانِبي / وَوَطَّنتَني إِذ أَزعَجَتني زَلازِلُه
فَلا شارِدٌ إِلّا نَداكَ عِقالُهُ / وَلا خائِفٌ إِلّا عُلاكَ مَعاقِلُه
وَكُنتَ العِياذَ الأَمنَ كَالمُزنِ إِنَّهُ / يُظِلُّ وَتُروي العاطِشينَ هَواطِلُه
وَإِن كُنتَ سَيفاً لِلمُريبينَ مُرهَفاً / فَبورِكتَ مِن سَيفٍ وَبورِكَ حامِلُه
أَراكَ بِعَينَي مَن أَقَلتَ عِثارَهُ / بِسَعيِكَ وَالهادي إِلى الخَيرِ فاعِلُه
كانَ مُحَيّاكَ لَهُ بَهجَةٌ
كانَ مُحَيّاكَ لَهُ بَهجَةٌ / حَتّى إِذا جاءَكَ ماحي الجَمال
أَصبَحتَ كَالشَمعَةِ لَمّا خَبا / مِنها الضِياءُ اِسوَدَّ فيها الذُبال
يَخِفُّ بِشراً إِذا اِنهَلَّت أَنامِلُهُ
يَخِفُّ بِشراً إِذا اِنهَلَّت أَنامِلُهُ / وَالسُحبُ توصَفُ إِذ تَنهَلُّ بِالثِقَلِ
أَغَرُّ يَكتُمُ مِن جودٍ عَوارِفَهُ / وَيَشهرُ البيضَ بَأساً شُهرَةَ المَثَلِ
فَيَنشُرُ الحَمدُ ما أَخفاهُ مِن مِنَنٍ / وَيَكتُمُ الضَربُ بيضَ الهِندِ في القَلَلِ
يَأوي لِعُلياهُ مَحمِيٌّ وَمُضطَهَدٌ / كَالماءِ فيهِ ورودُ اللَيثِ وَالحَمَلِ
وَيَشتَهي نَيلَهُ مُثرٍ وَذو عَدَمٍ / كَالراحِ تَصلُحُ لِلصاحي وَلِلثَمِلِ
ذو عَزمَةٍ كَاِلتِماعِ البَرقِ واقِدَةٍ / تَجيءُ مِن نَصرِهِ بِالعارِضِ الهَطِلِ
لَولا السُعودُ الَّتي نيطَت بِهِمَّتِهِ / لَكُنتُ أَحسَبُها بُعداً إِلى زُحَلِ
أَبو طالِبٍ في كَفِّهِ وَبِخَدِّهِ
أَبو طالِبٍ في كَفِّهِ وَبِخَدِّهِ / أَبو لَهَبٍ وَالقَلبُ مِنهُ أَبو جَهلِ
وَبِنتا شُعَيبٍ مُقلَتاهُ وَخالُهُ / إِلى الصُدغِ موسى قَد تَوَلّى إِلى الظِلِّ
وَلَمّا تَبَرَّجَ خُضرُ البِطاحِ
وَلَمّا تَبَرَّجَ خُضرُ البِطاحِ / تَوَهَّمتُها جُهِّزَت حَجَّلا
وَهَزَّ الرِياحُ مِنَ القُضُبِ فيهِ / قَناً لَم يُثَقَّف وَلا نُصِّلا
وَلَولا دَليلٌ مِنَ الرِيِّ لَم / أُمَيِّز مِنَ الصارِمِ الجَدوَلا
وَقَد سَقَطَ النورُ فَوقَ الغَديرِ / فَأَثبَتَت في دِرعِهِ أَنصُلا
وَقابَلَتِ الكاسُ وَجهَ الرَبيعِ / وَسَجعَ الحَمامِ فَما أَجمَلا
كَما قابَلَ العيدُ وَجهَ الوَزيرِ / وَسَجعَ ثَناءٍ لَهُ رُتِّلا
مَضى رَمَضانُ كَثيرَ الثَناءِ / عَلَيكَ وَوَدَّعَ لا عَن قِلى
فَلَو كانَ يَنطِقُ شَهرُ الصِيامِ / لَقامَ بِشُكرِكَ بَينَ المَلا
وَلَو صافَحَ العيدُ شَخصاً إِذَن / لَصافَحَكَ العيدُ إِذ أَقبَلا
أَسَلتَ الدُموعَ بِهِ خاشِعاً / وَصَوبَ اللُهى مُنعِماً مُفضِلا
هُما لِلهُدى وَالتُقى ديمَتانِ / فَغَرسُ الفَضائِلِ لَن يَذبُلا
وَأَحيا قِيامُكَ لَيلَ التَمامِ / وَأَحيا نَداكَ الثَرى المُمحَلا
عَلى الحَسَنِ بنِ خَلاصٍ جَلَت / مَعاني الكَمالِ الَّذي أَشكَلا
تَسَمّى مُدِلّاً بِأَفعالِهِ / وَساعَدَهُ الجَدُّ فَاِستَرسَلا
وَحَتمٌ مُضاءُ ظُبى ذي الفَقارِ / فَكَيفَ إِذا وافَقَ المُنصُلا
تَرى بِشرَهُ في أَوانِ اللِقا / جَميلاً وَما بَعدَهُ أَجمَلا
وَتُبصِرُ أَرماحَهُ في الوَغى / أَطوَلا وَأَسعُدَهُ أَتوَلا
يُمَيِّلُ مِنهُ اِرتِياحُ النَدى / مَعاطِفَ ما مَيَّلَتها الطَلا
فَما يَتَّقي الدينُ أَن يَعتَدي / وَما يَتَّقي المالُ أَن يَعدِلا
سَبيلُ الوَرى وَسَبيلُ الوَزيرِ / أَن يَسأَلوهُ وَأَن يَبذُلا
وَما يَمنَعُ الغَيثُ مِن أَن يَجودَ / وَلا يَأنَفُ الرَوضُ أَن يُسأَلا
لَهُ هِمَمٌ فُتنَ عِزَّ النُجومِ / وَمالٌ عَلى الذُلِّ قَد عَوَّلا
يَقولُ نَعَم وَهيَ دَأبٌ لَهُ / فَيُثمِرُ أَسرَعَ مِن لا وَلا
وَيا رُبَّ نارٍ مِنَ الحادِثاتِ / أَطفا وَنارِ قِرىً أَشعَلا
هُمامٌ مَحاريبُهُ وَالحُروبُ / تُسقى المُفَصِّلَ وَالفَيصَلا
يَشُلُّ الكَتائِبَ عِندَ النِزالِ / وَيَتلو الكِتابَ كَما نُزِّلِا
لَهُ دَعوَةُ الأَمرِ في حَفلِهِ / وَأُخرى إِلى اللَهِ مَهما خَلا
يَصولُ بِهَذي لِكَي تُقتَفى / وَيَخضَعُ في ذي لِكَي تُقبَلا
فَهَذي تُفَتِّحُ بابَ السَما / وَذي تَفتَحُ البَلَدَ المُقفَلا
لَكَ اللَهُ فَاِنهَض بِجَيشِ القَضا / وَحارِب عِداكَ بِهِ أَعزَلا
إِذا خَرَجَت عَن يَدَيكَ السِهامُ / غَدا كُلُّ عُضوٍ لَها مَقتَلا
تَدارَكتَ سَبتَةَ مِن بَعدِ ما / وَأَحيَيتَها حينَ أَشفَت عَلى
وَلَحتَ وَمَغرِبُنا مُدبِرٌ / فَصارَ بِكَ المَشرِقَ المُقبِلا
وَلِم لا وَحِكمَةُ لُقمانَ فيكَ / وَهَيبَةُ كِسرى قَدِ اِستُكمِلا
فَلَو أَنَّ بَطشَكَ يَومَ الهِياجِ / لَدى النارِ ما سَكَنَت جَندَلا
وَلَو أَنَّ نَيلَكَ عِندَ الصَبا / لَما هَزَّتِ الغُصُنَ المُخضَلا
وَلَو دَبَّ ريقُكَ في حَيَّةٍ / لَعادَ بِهِ سَمُّها سَلسَلا
تَكادُ تُرَغِّبُ بِالعَفوِ في الذُ / نوبِ وَحاشاكَ أَن تَفعَلا
فَأَيُّ اِمرِىءٍ لَم يَذُق شيمَتَيكَ / لَم يَعرِفِ الشَهدَ وَالحَنظَلا
جَرَت مِن بَنانِكَ لي بِالغِنى / بُحورٌ يُسَمّونَها أَنمُلا
فَلَو أَدرَكَ المُزنُ تِلكَ البَنانِ / لَقَبَّلَها مَعَ مَن قَبَّلا
دَعوا حِمصَ تَفعَلُ أَفعالَها / فَقَلبي بِسَبتَةَ عَنها سَلا
نَسيتُ بِمَوطِنِ عِزّي الأَخيرِ / مَوطِنَ نَشأَتِيَ الأَوَّلا
كَما يَألَفُ السَيفُ كَفَّ الكَمِيِّ / وَيَطَّرِحُ القينَ وَالصَيقَلا
وَقَد يَهجُرُ الطَيرُ أَوكارَهُ / إِذا وَجَدَ الأَمنَ وَالسُنبُلا
كَأَنِّيَ جَمَّعتُ مِن خاطِري / وَمِن ذِكرِكَ النارَ وَالمَندَلا
فَقَد سارَ صيتُكَ سَيرَ الصَباحِ / يَجِدُّ مَعَ المُعَلِّمِ المُجهَلا
وَعَمَّ جَداكَ عُمومَ السَحابِ / يَسقي البِلادَ وَيَسقي الفَلا
تَفَصَّلَ وَصفُ العُلا في الكِرامِ / وَجِئتَ بِتَفصيلِهِ مُجمَلا
فَكُن مَعَ أَعمَرِهِم آخِراً / وَكُن في مَراتِبِهِم أَوَّلا
أَلا هَكَذا تُذكَرُ الصالِحاتُ / وَتُبنى المَعالي وَإِلّا فَلا
خُذها فَصَبغُ الظَلامِ قَد نَصَلا
خُذها فَصَبغُ الظَلامِ قَد نَصَلا / وَذَيلُهُ بِالسَنا قَدِ اِشتَعَلا
وَأُقحُوانُ الرُبى بَدا سَحَراً / وَأُقحُوانُ النُجومِ قَد ذَبُلا
وَالوَردُ مِثلُ الخُدودِ قَد دَمِيَت / مِن نَرجِسٍ حَدَّقَت لَها المُقَلا
يَسقيكَ مِن كاسِهِ وَناظِرِهِ / دُرّاً بِكاسَي صَبابَةٍ وَطِلا
تَختَدِعُ السُكرَ مُقلَتاهُ فَإِن / نَبَت بِهِ الكاسُ كانَ مُستَحِلا
إِن وَعَدَ الوَصلَ سينُ طُرَّتِهِ / قَرَأتُ في عارِضَيهِ لَفظَةَ لا
أَيَّدَ حُبّي كِتابُ عارِضِهِ / كَذلِكَ الكُتبُ تَعضَدُ المَلَلا
لا تَعذُلوني عَلى مَحَبَّتِهِ / فَسَيفُ عَينَيهِ يَسبِقُ العَذَلا
مُسَلَّطٌ لا أَذُمُّ قُدرَتَهُ / وَظالِمٌ أَشكُرُ الَّذي فَعَلا
وَباخِلٌ بِالنَوالِ عادَتُهُ / قَد عَلَّمَتني بِحُبِّهِ البَخَلا
فَهاتِها وَاِسقِني بِراحَتِهِ / وَطاوِعِ اللَهوَ وَاِعصِ مَن عَذَلا
راحٌ يَزينُ الحَبابُ حُمرَتَها / كَما يَزينُ التَبَسُّمُ الخَجَلا
يُقَلِّدُ الماءُ جيدَها دُرَراً / يَنهَبُها الشَربُ بَينَهُم نَقَلا
إِن جَدَّدَت بِالمِزاجِ حِليَتَها / جَدَّدَت شُرباً يَسومُها العَطَلا
حاكِمُها يَظلِمُ العُقولَ وَلا / تَصلُحُ حالُ النُفوسِ إِن عَدَلا
نَجمٌ لِلَيلِ الهُمومِ أَكثَرُ ما / يَكشِفُ تِلكَ الدُجى إِذا أَفَلا
قُلوبُهُم في جَنى النَعيمِ بِها / وَإِن بَدَت في وُجوهِهِم شُعَلا
قَد يَنتُجُ الضِدُّ ضِدَّهُ وَإِذا / شِئتَ فَجودَ الوَزيرِ خُذ مَثَلا
رَفيعَني حَظُّهُ الحِمامَ كَما / قَد صانَ وَجهي بِكُلِّ ما بَذَلا
يَأتي بِلا مَوعِدٍ نَداهُ فَلَو / كانَ كَلاماً لَكانَ مُرتَجَلا
لَوِ اِكتَفى ساطِياً بِهَيبَتِهِ / كَفَتهُ بيضَ السُيوفِ وَالأَسَلا
أَو لَم يُنِل غَيرَ بِشرِهِ صِلَةً / أَرضى بِها كُلَّ سائِلٍ سَأَلا
يَقتَرِعُ البَحرُ وَالغمامَةُ مَن / أَدناهُما مِن سَماحِهِ سُبُلا
تَاللَهِ ما شَرَّفَ السَحابَ سِوى / أَن ضَرَبوها لِجودِهِ مَثَلا
وَلا بِلُجِّ البِحارِ مِن كَرَمٍ / إِلّا جِوارٌ بِدارِهِ اِتَصَلا
كَأَنَّ جَدوى يَدَيهِ مَأدُبَةٌ / دعا إِلَيها بِبِشرِهِ الجَفَلى
لِلنَفعِ وَالضُرِّ عِندَهُ شِيَمٌ / أَمَرَّ فيها لِطاعِمٍ وَحَلا
كَأَنَّما طَعمُ عادَتَيهِ هَوى / بَرَّحَ فيها العِتابَ وَالقُبَلا
لِاِبنِ خَلاصٍ مُحَمّدٍ هِيَ تُهدى / فَقَد حَكَت مَدحَهُ غَزَلا
فاقَت بِهِ سَبتَةُ البِلادَ كَما / دَولَةُ يَحيى قَد فاقَتِ الدُوَلا
وَاِعتَدَلَ الدَهرُ حينَ حَلَّ بِها / فَكانَ شَمساً وَكانَتِ الحَمَلا
أَحَبَّهُ الناسُ دونَ مُختَلِفٍ / كَما أَحَبّوا الشَبابَ مُقتَبَلا
أَجني بِهِ زُخرُفَ المَعيشَةِ إِذ / لَم يُبقِ لي جودُ كَفِّهِ أَمَلا
بَلَّغَهُ اللَهُ في الكَمالِ مَدىً / إِلَيهِ تَصبو الوَرى وَقَد فَعَلا
حَديثُ عَنقاءَ صَبٌّ أَدرَكَ الأَمَلا
حَديثُ عَنقاءَ صَبٌّ أَدرَكَ الأَمَلا / حَظّي مِنَ الحُسنِ أَنّي بَعضُ مَن قَتَلا
حَقّاً لَقَد نَصَحَ العُذّالُ لَو قُبِلوا / السَيفُ مِن لَحظِ موسى يَسبِقُ العَذَلا
طَلَبتُ حيلَةَ بُرءٍ مِن مَحَبَّتِهِ / فَنَصَّ لي لَحظُهُ الأَمراضَ وَالعِلَلا
يا مَن غَدا كُلُّ لَفظي فيهِ مِن طَمَعٍ / عَسى وَلَيتَ وَشِعري كُلُّهُ غَزَلا
مَنَعتَني يَقظَةً رَدَّ السَلامِ فَلَم / أَجرُؤ عَلى الطَيفِ في تَكليفِهِ القُبَلا
كَسا خِضابُ اِصفِرارٍ لِلضَنى جَسَدي / لَو كانَ يُنضَحُ مِن ماءِ اللَمى نَصَلا
شَوقي إِلَيكَ وَلا حُمِّلتَ شَوقِيَ قَد / أَفنى القَوافي وَأَفنى الدَمعَ وَالحِيَلا
قَبولُكَ رَيعانُ الشَبابِ فَلا وَلّى
قَبولُكَ رَيعانُ الشَبابِ فَلا وَلّى / وَبِشرُكَ كَالبُشرى عَلى النَعيِ أَو أَحلى
تُنيرُ لِمُستَهدٍ وَتَعصِمُ خائِفاً / فَحيناً تُرى شَمساً وَحيناً تُرى ظِلّا
بَرَعتَ أَبا بَكرٍ فَلَستَ بِمُرتَضٍ / رَوَّيتَهُم شَمساً وَلا طَلَّهُم وَبلا
وَلا خَبَّهُم مَشياً وَلا جِدَّهُم وَنىً / وَلا سَيفَهُم سوطاً وَلا تاجَهُم نَعلا
إِذا نَحنُ مَثَّلناكَ بِالشُهبِ أَطرَقَت / حَياءً وَقالَت بَل لَهُ المَثَلُ الأَعلى
وَبَينَ العَوالي وَاليَراعِ أُخُوَّةٌ / وَفَيتَ لَها وَالشَكلُ لا يَقلَعُ الشَكلا
سَأَشكُرُ ما أَولَيتني وَلَو أَنَّني / سَكَتُّ لَكانَت حالَتي مَنطِقاً فَصلا
وَما الرَوضُ غَضّاً لِلسَحابِ بِشاكِرٍ / وَلَكِنَّهُ بِالحَقِّ يَكتُبُ ما أَملى
عِندي يَدٌ غَرّاءُ أَهدَتها السُرى
عِندي يَدٌ غَرّاءُ أَهدَتها السُرى / بِأَغَرَّ أَهدى قُربُهُ الآمالا
سَفَرَت لَهُ بِكرُ الخُطوبِ بِوَجهِها / فَاِستَحسَنَ الظَلماءَ فيها خالا
جَرَّدتَ عَزمَكَ لَم تَهَب جُنحَ الدُجى / جَيشاً وَلا زُهرَ النُجومِ نِصالا
فَلَو أَنَّ بَدرَ التِمِّ يَحمِلُهُ الدُجى / سِرّاً لَقَد قُلنا طَرَقتَ خَيالا
ما عابَ ساحِرَ طَرفِهِ رَمَدٌ بِهِ
ما عابَ ساحِرَ طَرفِهِ رَمَدٌ بِهِ / كَلّا ولا أَضحى بِذاكَ كَليلا
لا تَأمَنَن فَتَكاتِ لَحظٍ أَرمَدٍ / فَالعَضبُ يَقطَعُ ماضِياً وَصَقيلا
مَه لائِمي عَن مَلامي
مَه لائِمي عَن مَلامي / مَهلاً بِقَلبِيَ مَهلا
تُب لا تَلُم ذا غَرامٍ / إِن لَم تَتُب سَوفَ تُبلى
نَهرٌ كَأَنَّ الشَمسَ تَملَأُ قَلبَهُ
نَهرٌ كَأَنَّ الشَمسَ تَملَأُ قَلبَهُ / فَيُجِنُّ داءً لِلغَرامِ دَخيلا
الريحُ تُبدي الثَوبَ مِنهُ مُعَكَّراً / وَالشَمسُ تُلقي صارِماً مَصقولا
وَكَأَنَّهُ ذو فَجعَةٍ لِفِراقِها / قَد ضَمَّ مِن خَوفِ الوَداعِ غَليلا
سارَ بِصَبري وَبِاِحتِمالي
سارَ بِصَبري وَبِاِحتِمالي / سَيرَ حَمول
يَحمِلُ عَنها شَذا الشَمالِ / عَرفَ الشَمول
في فاضِحِ الدُرِّ وَالدَراري / ثَغرٌ وَنور
ذو غَنَجٍ أَعينُ الصِوارِ / إِليهِ صور
فَرَّ مِنَ السِربِ وَالقِفارِ / إِلى الصُدور
سَطا فَأَعدَدتُ لِلدَلالِ / حِلمَ الذَليل
وَحَسَّنَت فِتنَةُ الجَمالِ / حُبَّ البَخيل
مَلَأتَ بِالشَوقِ صَدرَ مُعَمَّد / صِفرَ اليَدَين
فَدَمعُ عَيني اِنثَنى مُوَرَّد / بِغَيرِ عَين
أَظُنُّ روحي لِلَحظِ أَحمَد / عَلَيَّ دَين
لا تَخشَ لَيَّي وَلا مِطالي / لَستُ أَحول
نَفسِيَ في ذِمَّةِ الخَبالِ / عَلى الحُلول
كَم أَشتَكي رَوعَةَ الشُجونِ / بِلا فُؤاد
عَن لَذَّةِ النَومِ حَدِّثوني / طالَ السُهاد
صامَت بِشَرعِ الهَوى جُفوني / عَنِ الرُقاد
لَو حَلَّلَ الفِطرَ بِالهِلالِ / وَجهٌ جَميل
مَتى أَرى لَيلَةَ الوِصالِ / يالَيلَ صول
مَحَقتَ بِالسُقمِ في ضِياءِ / بَدرَ تَمام
ما عِشتُ حيناً لَولا خَفائي / عَنِ الحِمام
مَحا سَقامُ البُكا ذَمائي / وَلا سَقام
أَأَنسُبُ السُقمَ لِلخَيالِ / ماذا أَقول
غالَطتُ وَاللَهِ في اِنتِحالي / ثَوبَ النُحول
قَدَّمتُ ذِكرَ النَوى وَأَعني / بُخلَ الحَبيب
هُوَ الهَوى وَالمَزارُ مِنّي / دانٍ قَريب
أَظَلُّ في قُربِهِ أُغَنّي / غِنا كَئيب
ياحادِيَ العيسِ وَالجِمالِ / عَرِّج قَليل
عَسى تَرى مُقلَتي غَزالي / قَبلَ الرَحيل
رَوضٌ نَضيرٌ وَشادِنٌ وَطِلا
رَوضٌ نَضيرٌ وَشادِنٌ وَطِلا /
فَاِجتَنِ زَهرَ الرَبيعِ واَلقُبَلا / وَاِشرَب
يا ساقِياً لا وُقيتُ فِتنَتَهُ /
حَوى شَفيفُ الكُؤوسِ صورَتَهُ /
فَمَثَّلت ثَغرَهُ وَوَجنَتَهُ /
هَذا حَباباً في الكاسِ مُعتَدِلاً /
وَذا رَحيقاً يَطوي الزُجاجَ عَلا / كَوكَب
أَقَمتُ سوقَ المُنى عَلى ساقِ /
وَبِعتُ عَقلي بِالخَمرِ مِن ساقِ /
أَسهَرَ عَيني بِنَومِ أَحداقِ /
تَمَثَّلَ السِحرُ وَسطَها كَحَلا /
مُعتَلَّةٌ وَهيَ تُبرِئُ العِلَلا / فَاِعجَب
قَلبُكَ صَخرٌ وَالجِسمُ مِن ذَهَبِ /
أَيا سَمِيَّ النَبيِّ يا طَلَبي /
جاوَرتَ مِن أَضلُعي أَبا لَهَبِ /
ياباخِلاً لا أَذُمُّ ما فَعَلا /
صَيَّرتَ عِندي مَحَبَّةَ البُخَلا / مَذهَب
يا مُنيَتي واَلمُنى مِنَ الخِدَعِ /
لا نِلتُ سُؤلي وَلا الفُؤادُ مَعي /
هَل عَنكَ صَبرٌ أَو فيكَ مِن طَمَعِ /
أَفنَيتُ فيكَ الدُموعَ وَالحِيَلا /
فَلا سُلُوٌّ في الحُبِّ نِلتَ وَلا / مَأرَب
أَتَيتُ أَشكوهُ لَوعَةً عَجَبا /
فَصَدَّ عَنّي بِوَجهِهِ غَضَبا /
فَعِندَ هَذا غَنَّيتُهُ طَرَبا /
تَلعَب بِقَلبي وَآخَرَ تَغضَبُ عَلى /
اِن جِئتَ بَعدَكَ كَما لَعِبتَ فَلا / تَغضَب
تَجَلَّى شِهَابُ للسَّعَادَةِ آفِلُ
تَجَلَّى شِهَابُ للسَّعَادَةِ آفِلُ / وأخصَبَ مَرعًى لِلمَكَارِمِ مَاحِلُ
وَرَاقَ مُحَيَّا الدَّهرِ وَافتَرَّ ثَغرُهُ / وَحُلِّيَ جِيدٌ مِنهُ وَاشتَدَّ كَاهِلُ
فَغُرُّ اللَّيَالِي تَسحَبُ الأمنَ حُلَّةً / كَمَا سَحَبَت وَشيَ البُرُودِ عَقَائِلُ
وَقَد أخَذَت كَفُّ الإمَارَةِ فَخرَهَا / كَمَا أخَذَت حُسنَ الحُلِيّ العَوَاطِلُ
بِمَن جَاوَزَ الغَايَاتِ حَتَّى لَوَ أنَّهُ / أرَادَ الدَّرَارِي أمَّهَا وَهوَ نَازِلُ
فَتًى لَم تَنَم إلاَّ بِنَائِلِهِ المُنَى / كَأنَّ أكُفَّ المَانِحِينَ بَوَاخِلُ
وَلَم تَضحَكِ الأيَّامُ إلاَّ لِوَجهِهِ / كَأنَّ اللَّيَالِي السَّالِفَاتِ ثَوَاكِلُ
يَجُوزُ الأمَانِي مِنهُ غَيرُ حَسُودِهِ / وَيُدرِكُ مِنهُ السُّؤلَ إلاَّ المُخَاتِلُ
بِهِمَّتِهِ إلا عَنِ المَجدِ مُعرِض / وَفِي حُكمِهِ إلاّ عَلَى المَالِ عَاذِلُ
أهَانَ وَأعلى وَفدَهُ وتلاده / فَمَا عزّ مَطلُوب وَلاَ ذَلَّ سَائِلُ
يُقِرُّ لَهُ بِالفَضلِ وَافٍ وَنَاقِصٌ / وَيَقضِي لَهُ بِالعِلمِ حَبرٌ وَجَاهِلُ
وَحَتَّى النُّجُومُ الزُّهرُ تَجرِي بِأمرِهِ / وَحَتَّى لِسَانُ الدَّهرِ عَنهُ يُجَادِلُ
ثَنَاءٌ بِزَهرِ الرَّوضِ فِي الأرضِ مُرتَدٍ / وَمَجدٌ بِفَخرِ النَّجمِ في الأفقِ نَازِلُ
وَذِهنٌ هُوَ المِصبَاحُ لَكِن فَرَاشُهُ / صًرُوفُ الدُّنَا وَالحَادِثَاتُ النَّوَازِلُ
تَغُورُ الدَّرَارِي غَيرَةً مِن صِفَاتِهِ / وَتَلبَسُ أثوَابَ الخُمُولِ الخَمَائِلُ
جَزَى السُّوءَ بِالحُسنَى سَمَاحاً كَأنَّمَا / لَدَيهِ ذُنُوبُ المُجرِمِينَ وَسَائِلُ
وَدَاوَى جُنُونَ الحَادثَاتِ وإنَّمَا / تَمَائِمُهَا مِنهُ السَّجَايَا الفَوَاضِلُ
بِمُلكِ أبِي عُثمَانَ أًنشِرَ غَابِرٌ / وَشُيِّدَ مُنهَدٌ وَجُدّدَ مَاثِلُ
تَعَجَّبتُ مِن إيجَازِهِ وَهوَ قَائِلُ / عَلَى كَثرَةِ استِغرَاقِهِ وَهوَ فَاعِلُ
فَلَو لاَ غُرُورُ الدَّهرِ شَبَّهتُهُ بِهِ / وَلَكِنَّ ذَا وَافٍ وَذَلِكَ خَاتِلُ
فَلَو لَم يُفَرَّج عَن قُرَيشٍ قَبِيلَةً / لَكَانَ لَهُ في المُكرَمَاتش قَبَائِلُ
كَمِيُّ تَجَلَّت مِن بَنِي حَكَمٍ بِهِ / ظُباً مَا لَهَا غَيرَ المَعَانِي صَيَاقِلُ
أنَاسٌ هُمُ لِلمُعتَفِينَ نَدَاهُمُ / بُحُورٌ وَلِلمُستَضعَفِينَ سَوَاحِلُ
شَبَابٌ إذَا جَاشَت عَلَيهِم مَلاَحِمٌ / كُهُولٌ إذَا انضَمَّت عَلَيهِم مَحَافِلُ
وَلَولاَ النَّدَى فيهِم لَذَابَت سِلاَحُهُم / فَهُم تَحتَهَا يَومَ الهِيَاجِ مَشَاعِلُ
وَلَولاَ اضطِرَابُ البَأسِ بَينَ بَنَانِهم / إذَن أَثمَرَت فِيهَا الرّمَاحُ الذَوَابِلُ
أمِيرَ الهُدَى إنَّ الزَّمَانَ هَجِيرَةٌ / وَأنتَ مَقِيلٌ غَيرُ ظِلِّكَ زَائِلُ
لِيَهنِكَ عِيدٌ في لِقَائِكَ عَاشِقٌ / وَلَيسَ لِصَبّ هَامَ في المضجدِ عَاذِلُ
رَئِيسٌ مِنَ الأيَّامَ أكرَمَ نُزلَهُ / رَئِيسٌ مِنَ الأملاَكِ ضَخمٌ حُلاَحِلُ
تَلَقَّى بِعِيدِ الفِطرِ دُونَكَ رَاجِعاً / فَأخبَرَهُ مَا أنتَ بِالوَفدِ فَاعِلُ
فَأغرَاهُ مَا أثنَى عَلَيكَ شَقِيقُهُ / فَجَاءَكَ لَم تَبعُد عَلَيهِ المَرَاحِلُ
كَصَادِرِ رَكبٍ عَنكَ لاَقَاهُ وَارِدٌ / فَرَغَّبَ فِيكَ الآخِرِينَ الأَوَائِلُ
ألاَ كُلُ يَومٍ في جَنَابِكَ مَوسِمٌ / جَدِيدٌ وَلَكِن أنتَ لِلضَّيفِ قَابِلُ
بَرَزتَ لَهُ مَا بَينَ بَأسٍ وَزِينَةٍ / وَفي الرُّعبِ عَن أن يَنظُرَ الحُسنَ شَاغِلُ
وَلاَ شَجَرٌ فِي الأرضِ إلاَّ مِنَ القَنَا / وَلاَ أنجُمٌ فِي الأفقِ إلاَّ المَنَاصِلُ
وَحَولَكَ مِن عُوجِ القِسِيّ أهِلَّةٌ / تَوَسَّطَهَا بَدرٌ لِوَجهِكَ كَامِلُ
وَكُلُّ شُجَاعٍ سَيفُهُ حَاسِدٌ لَهُ / وَعاشِقُ هَامٍ فَهوَ مِن ذَينِ ناحِلُ
وُجُوهٌ كَمَا سَلوهُ غُرُّ بَوَاسِمُ / قُدُودٌ كَمَا هَزُّوهُ لُدنٌ مَوَائِلُ
عَزَزتَ فَإن تَخشَع فَمِن كَثرَةِ العُلاَ / وَسِلكُ العُلاَ فِي دُرّةِ مُتَضَائِلُ
وَلَم أدرِ أنَّ الشَّمسَ قَبلَكَ صُورَةٌ / لشَخصٍ وَلاَ أنَّ النُّجُومَ شَمَائِلُ
وَلَولاَكَ لم يسكُن منَ الشِّركِ طَائِشٌ / وَلاَ ذَلَّ مُعتَزُّ وَلاَ لاَنَ صَائِلُ
فَمَن خَذلَتهُ في الحُرُوبِ جُنُودُهُ / فَأنتَ الَّذِي الأعدَاءُ عَنهُ تُنَاضِلُ
وَمَن حَاز لَفظَ النَّصرِ من لَفظِ قَاهِرٍ / فَقَد حُزتَ مَعنَى النَّصرِ وَاسمُكَ فَاضِلُ
وَمَن كَانَ يَسعَى لِلمَقَاتِلِ سَهمُهُ / فَأسهُمُكُم تَسعَى إلَيهَا المَقَاتِلُ
تدَاوي بلين تحته شدّة وَمَا / يدُوم خضابٌ عَن سوَى الشَّيب ناصِلُ
تُضَاهِي فَتُغنِي عن مَقَالِ مُرَجَّحٍ / أيُحكَمُ وَالخَصمَانِ قِسُّ وَبَاقِلُ
هَبِ المُلكَ شَيئاً يُشرِ كُونَكَ في اسمهِ / فَهَل يَستَوِي فِي الرُّمحش زُجُّ وَعَامِلُ
وَلَو كُلُّ حُسنٍ رَاقَ في كلّ مَوضِعٍ / إذَن حَسَدَت سُودَ العُيُونِ المَكَاحِلُ
إذَا مَا جَبَانٌ حُمِّلَ الدّرعَ لَم يُفِد / سِوَى أنَّهُ مِن عَضّهَا مُتَثَاقِلُ
ألاَ كُلُّ مُلكٍ لَم تَسُسهُ مُضَيَّعٌ / وَكُلُّ إحتجَاجٍ لَم يَقُم بكَ بَاطِلُ
وَفِي كُلّ صَدرٍ مِنكَ حُبُّ مُخَامِرٌ / يُمَازِجُهُ رَوعٌ هُنَاكَ مُدَاخِلُ
وَلَو أمِنَ الإنسَانُ مِن شَرّ نَفسِهِ / لَمَا هَابَ حَدَّ المُرهَفِ العَضبِ حَامِلُ
أتَتنَا بِكَ الأيَّامُ عِندَ مَشِيبِهَا / كَمَا جَلَبَت عُرفَ الرّيَاضِ الأصَائِلُ
فَإن يَتَقَدَّم مَن سِوَاكَ فَمِثلَ مَا / تُقَدَّمُ مِن قَبلِ الفًرُوضِ النَّوَافِلُ
وَإن يَتَأخَّر وَهُوَ أخزَى فَإنَّمَأ / تَأخَّرَ لَمَّا قَدَّمَتكَ الفَوَاضِلُ
كَسَوتُ سَوَادَ الحبرِ باسمِكَ رَونَقاً / فَقَالَ الدُّجَى يا صُبحُ لَونُكَ حَائِلُ
وَهَذِي قَضَايَا عَن عُلاَكَ رَوَيتُهَا / فَإنِّي بِهَأ وَهِيَ الكوَاكبُ نَائِلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025