المجموع : 18
لا حينَ صَبرٍ فَخَلِّ الدَمعَ يَنهَمِلُ
لا حينَ صَبرٍ فَخَلِّ الدَمعَ يَنهَمِلُ / فَقدُ الشَبابِ بِفَقدِ الروحِ مُتَّصِلُ
سَقياً وَرَعياً لِأَيّامِ الشَبابِ وَإِن / لَم يَبقَ مِنهُ لَهُ رَسمٌ وَلا طَلَلُ
جَرَّ الزَمانُ ذُيولاً في مَفارِقِهِ / وَلِلزَمانِ عَلى إِحسانِهِ عِلَلُ
وَرُبَّما جَرَّ أَذيالَ الصِبا مَرَحاً / وَبَينَ بُردَيهِ غُصنٌ ناعِمٌ خَضِلُ
يُصبي الغَواني وَيَزهاهُ بِشِرَّتِهِ / شَرخُ الشَبابِ وَثَوبٌ حالِكٌ رَجلُ
لا تَكذِبَنَّ فَما الدُنيا بِأَجمَعِها / مِنَ الشَبابِ بِيَومٍ واحِدٍ بَدَلُ
كَفاكَ بِالشَيبِ عَيباً عِندَ غانِيَةٍ / وَبِالشَبابِ شَفيعاً أَيُّها الرَجُلُ
بانَ الشَبابُ وَوَلّى عَنكَ باطِلُهُ / فَلَيسَ يَحسُنُ مِنكَ اللَهوُ وَالغَزَلُ
أَمّا الغَواني فَقَد أَعرَضنَ عَنكَ قِلىً / وَكانَ إِعراضُهُنَّ الدَلُّ وَالخَجَلُ
أَعَرنَكَ الهَجرَ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ / فَلا وِصالٌ وَلا عَهدٌ وَلا رُسُلُ
لَيتَ المَنايا أَصابَتني بِأَسهُمِها / فَكُنَّ يَبكينَ عَهدي قَبلَ أَكتَهِلُ
عَهدَ الشَبابِ لَقَد أَبقَيتَ لي حَزَناً / ماجَدَّ ذِكرُكَ إِلّا جَدَّ ثَكَلُ
إِنَّ الشَبابَ إِذا ماحَلَّ رائِدُهُ / في مَنهَلٍ رادَ يَقفو إِثرَهُ أَجَلُ
كَم المَقامُ وَكَم تَعتافُكَ العِلَلُ
كَم المَقامُ وَكَم تَعتافُكَ العِلَلُ / ماضاقَتِ الأَرضُ بِالفِتيانِ وَالسُبُلُ
إن كنتَ تعلمُ أنَّ الأرضَ واسعة / فيها لغيرك مرتاد ومرتحلُ
فَاِرحَل فَإِنَّ بِلادَ اللَهِ ما خُلِقَت / إِلّا لِيُسلَكَ مِنها السَهلُ وَالجَبَلُ
اللَهُ قَد عَوَّدَ الحُسنى فَما بَرَحَت / مِنهُ لَنا نِعَمٌ تَترى وَتَتَّصِلُ
إِن ضاقَ لي بَلَدٌ يَمَّمتُ لي بَلَداً / وَإِن نَبا مَنزِلٌ بي كانَ لي بَدَلُ
وَإِن تَغَيَّرَ لي عَن وُدِّهِ رَجُلٌ / أُصفى المَوَدَّةَ لي مِن بَعدِهِ رَجُلُ
لَم يَقطَعِ اللَهُ لي مِن صاحِبٍ أَمَلاً / إِلّا تَجَدَّدَ لي مِن صاحِبٍ أَمَلُ
يُمسي وَيُصبِحُ بي عُمرٌ أُدافِعُهُ / بِرِزقِ رَبِّيَ حَتّى يَنفَذَ الأَجَلُ
لا تمتهن أبداً خدّيكَ من طمعٍ / فما لوجهك نورٌ حين يبتذلُ
وابغ المكاسبَ من أزكى مطالبها / من حيث تحمدُ حتى ينفدّ الأجلُ
وَإِنّي لَذو وُدٍّ لِمَن دامَ وُدُّهُ
وَإِنّي لَذو وُدٍّ لِمَن دامَ وُدُّهُ / وَجافٍ لِمَن رامَ الجَفاءَ مَلولُ
وَإِنَّ اِمرَءاً يَأوي إِلى دارِ ذِلَّةٍ / تَعَبَّدُهُ فيها الرَجاءَ ذَليلُ
وَفي اليَأسِ مِن ذُلِّ المَطامِعِ راحَةٌ / وَفي الناسِ مِمَّن لا يُحِبُّ بَديلُ
ومنتظرٍ سؤالكَ بالعطايا
ومنتظرٍ سؤالكَ بالعطايا / وأشرفُ من عطاياهُ السؤالُ
إذا لم يأتِكَ المعروفُ طوعاً / فدعهُ فالتنزّهُ عنه مالُ
أَلا رُبَّ أَمرٍ قَد تَرِبتُ وَحاجَةٍ
أَلا رُبَّ أَمرٍ قَد تَرِبتُ وَحاجَةٍ / لَها بَينَ أَحشاءِ الضُلوعِ عَويلُ
فَلَم تَلبَثِ الأَيّامُ أَن عادَ عُسرُها / لِيُسرٍ وَنَجحٍ وَالأُمورُ تَحولُ
وَخَلَّيتُ بِرذَوني يَلوكُ شَكيمَهُ
وَخَلَّيتُ بِرذَوني يَلوكُ شَكيمَهُ / خَليطاهُ نَعفٌ دارِسٌ وَطُلولُ
إِذا سَلِمَت نَفسُ الفَتى مِن مُصيبَةٍ
إِذا سَلِمَت نَفسُ الفَتى مِن مُصيبَةٍ / تُلِمُّ بِهِ فَالأَمرُ في غَيرِها سَهلُ
وَصلُ المُلوكِ إِلى التَعالي
وَصلُ المُلوكِ إِلى التَعالي / وَوَفا المُلوكِ مِنَ المُحالِ
مالِيَ رَأَيتُكَ لا تَدو / مُ عَلى المَوَدَّةِ لِلرِجالِ
مُتَبَرِّماً أَبَداً بِمَن / آخَيتَ وُدُّكَ في سَفالِ
خُلُقٌ جَديدٌ كُلَّ يَو / مٍ مِثلَ أَخلاقِ البِغالِ
إِن كانَ ذا أَدَبٍ وَظُر / فٍ قُلتَ ذاكَ أَخو ضَلالِ
أَو كانَ ذا نُسُكٍ وَدي / نٍ قُلتَ ذاكَ مِنَ الثِقالِ
أَو كانَ في وَسَطِ ال / أَمرَينِ قُلتَ يَريغُ مالي
فَبِمِثلِ ذا ثَكِلَتكَ أُم / مُكَ تَبتَغي رُتَبَ المَعالي
يا سَعدُ دَعوَةُ مَن لا يَرتَجيكَ وَلا
يا سَعدُ دَعوَةُ مَن لا يَرتَجيكَ وَلا / يُثني عَلَيكَ إِذا أَثنى عَلى رَجُلِ
فَلَو تَفاوَضنا في الظَبيِ تَخرُزُهُ / خَرزَ الحَمائِلِ إِذ بِتنا بِقُطرَبلِ
لَكِن ثَنائي أَن أَجزِيَكَ سَيِّئَةً / حِفظُ النِدامِ وَإِكرامي بَني عَمَلي
وأغنى اللَه بالحسنِ بن سهلِ
وأغنى اللَه بالحسنِ بن سهلِ / فألقيت العصا وحططتُ رحلي
كأنَّ اللَه وكلهُ قياماً / بحاجةِ معشرٍ وبجمعِ شملِ
فأنت الدين والدنيا جميعاً / وأنتَ الناسُ وحدكَ يا آبنَ سهلِ
ومتى اختبرت أبا العلاءِ وجدتَهُ
ومتى اختبرت أبا العلاءِ وجدتَهُ / متلوّنا كتلونِ البغلِ
اللَهُ أَحمَدُ شاكِراً
اللَهُ أَحمَدُ شاكِراً / فَبَلائُهُ حَسَنٌ جَميلُ
أَصبَحتُ مَستوراً مُعا / فى بَينَ أَنعُمِهِ أَجولُ
خَلواً مِنَ الأَحزانِ خِف / فَ الظَهرِ يُقنِعُني القَليلُ
حُراً فلا ضنَّ لمخ / لوقٍ عليَّ ولا سبيل
لَم يُشقِني طَمَعٌ وَلا / حِرصٌ وَلا أَمَلٌ طَويلُ
سَيّانَ عِندي ذو الغِنى ال / مِتلافُ وَالرَجُلُ البَخيلُ
وَنَفَيتُ بِاليَأسِ المُنى / عَنّي فَطابَ لِيَ المَقيلُ
وَالناسُ كُلُّهُمُ لِمَن / خَفَّت مَؤونَتُهُ خَليلُ
لا تُرهِقَنَّكَ ضَجرَةٌ مِن سائِلٍ
لا تُرهِقَنَّكَ ضَجرَةٌ مِن سائِلٍ / فَلَخَيرُ دَهرِكَ أَن تَرى مَسؤولا
لا تَجبَهَن بِالمَنعِ وَجهَ مُؤَمِّلٍ / فَبَقاءُ عِزِّكَ أَن تُرى مَأمولا
وَاِعلَم بِأَنَّكَ عَن قَليلٍ صائِرٌ / خَبَراً فَكُن خَبَراً يَروقُ جَميلا
يُلقى الكَريمُ فَيُستَدَلُّ بِبِشرِهِ / وَتَرى العُبوسَ عَلى اللَئيمِ دَليلا
مَن سَلا عَنّي أَطلَق
مَن سَلا عَنّي أَطلَق / تُ حِبالي مِن حِبالِهِ
أَو أَجَدَّ الوَصلَ سارَع / تُ بِجُهدي في وِصالِهِ
غَيرَ مُستَجدٍ إِذا اِزوَر / رَ كَأَنّي مِن عِيالِه
إِنَّما أَحذو عَلى فِع / لِ صَديقي بِمِثالِه
كَيفَما صَرَّفَني الدَه / رُ فَإِنّي مِن رِجالِه
إبن خمسينَ من الدَه / ر خبيرٌ باعتلاله
ربَّ رَنقٍ قد سقانيه / وصافٍ من سجاله
لا تَراني أَبَداً أُع / ظِمُ ذا مالٍ لِمالِه
لا وَلا أَزرى بِمَن يَع / قِلُ عِندي سوءُ حالِه
إِنَّما أَقضي عَلى ذا / كَ وَهَذا بِفِعالِه
إِن كُنتَ لا تَرهَبُ ذَمّي لِما
إِن كُنتَ لا تَرهَبُ ذَمّي لِما / تَعلَمُ مِن صَفحي عَنِ الجاهِلِ
فَاِخشَ سُكوتي إِذ أَنا مُنصِتٌ / فيكَ لِمَسموعِ خَنا القائِلِ
فَسامِعُ الشَرِّ شَريكٌ لَهُ / وَمُطعِمُ المَأكولِ كَالآكِلِ
مَقالَةُ السوءِ إِلى أَهلِها / أَسرَعُ مِن مُنحَدَرٍ سائِلِ
وَمَن دَعا الناسَ إِلى ذَمِّهِ / ذَمّوهُ بِالحَقِّ وَبِالباطِلِ
فَلا تَهِج إِن كُنتَ ذا إِربَةٍ / حَربَ أَخي التَجرِبَةِ الغافِلِ
فَإِنَّ ذا العَقلِ إِذا هَيَّجتَهُ / هِجتَ بِهِ ذا خَبَلٍ خابِلِ
تُبصِرُ بِهِ في عاجِلٍ شَدّاتِهِ / عَلَيكَ غِبَّ الضَرَرِ الآجِلِ
نَظَرَت إِلَيَّ بِعَينِ مَن لَم يَعدِلِ
نَظَرَت إِلَيَّ بِعَينِ مَن لَم يَعدِلِ / لَمّا تَمَكَّنَ طَرفُها مِن مَقتَلي
لَمّا أَضاءَت بِالمَشيبِ مَفارِقي / صَدَّت صُدودَ مُفارِقٍ مُتَحَمِّلِ
فَجَعَلتُ أَطلُبُ وَصلَها بِتَذَلُّلٍ / وَالشَيبُ يَغمِزُها بِأَلّا تَفعَلي
رُزِقتُ عَقلاً وَلَم أُرزَق مُروءَتَهُ
رُزِقتُ عَقلاً وَلَم أُرزَق مُروءَتَهُ / وَما المُروءَةُ إِلّا كَثرَةُ المالِ
إِذا أَرَدتُ مُساماةً تَقاعَدَ بي / عَمّا يُنَوِّهُ بِاِسمي رِقَّةُ الحالِ
إِذا نِلتُ العَطِيَّةَ بَعدَ مَطلٍ
إِذا نِلتُ العَطِيَّةَ بَعدَ مَطلٍ / فَلا كانَت وَإِن كانَت جَزيلَه
فَسَقياً لِلعَطِيَّةِ ثُمَّ سَقياً / إِذا سَهُلَت وَإِن كانَت قَليلَه
وَلِلشُعَراءِ أَلسِنَةٌ حِدادٌ / عَلى العَوراتِ موفِيَةٌ دَليلَه
وَمِن عَقلِ الكَريمِ إِذا اِتَّقاهُم / وَداراهُم مُداراةً جَميلَه
إِذا وَضَعوا مَكاويهِم عَلَيهِ / وَإِن كَذَبوا فَلَيسَ لَهُنَّ حيلَه