المجموع : 8
لَعَمري لَقَد راعَت أُمَيمَةَ طَلعَتي
لَعَمري لَقَد راعَت أُمَيمَةَ طَلعَتي / وَإِنَّ ثَوائي عِندَها لَقَليلُ
تَقولُ أَراهُ بَعدَ عُروَةَ لاهِياً / وَذلِكَ رُزءٌ لَو عَلِمتِ جَليلُ
وَلا تَحسَبي أَنّي تَناسَيتُ عَهدَهُ / وَلكِنَّ صَبري يا أُمَيمَ جَميلُ
أَلَم تَعلَمي أَن قَد تَفَرَّقَ قَبلَنا / خَليلا صَفاءٍ مالِكٌ وَعَقيلُ
أَبى الصَبرَ أَنّي لا يَزالُ يَهيجُني / مَبيتٌ لَنا فيما خَلا وَمَقيلُ
وَأَنّي إِذا ما الصُبحُ آنَستُ ضَوءَهُ / يُعاوِدُني قِطعٌ عَلَيَّ ثَقيلُ
أَرى الدَهرَ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ / أَقَبُّ تُباريهِ جَدائِدُ حولُ
أَبَنَّ عِقاقاً ثُمَّ يَرمَحنَ ظَلمَهُ / إِباءً وَفيهِ صَولَةٌ وَذَميلُ
يَظَلُّ عَلى البَرزِ اليَفاعِ كَأَنَّهُ / مِنَ الغارِ وَالخَوفِ المُحِمِّ وَبيلُ
وَظَلَّ لَها يَومٌ كَأَنَّ أُوارَهُ / ذَكا النارِ مِن فَيحِ الفُروغِ طَويلُ
فَلَمّا رَأَينَ الشَمسَ صارَت كَأَنَّها / فُوَيقَ البَضيعِ في الشُعاعِ خَميلُ
فَهَيَّجَها وَاِنشامَ نَقعاً كَأَنَّهُ / إِذا لَفَّها ثُمَّ اِستَمَرَّ سَحيلُ
مُنيباً وَقَد أَمسى تَقَدَّمَ وِردَها / أُقَيدِرُ مَحموزُ القِطاعِ نَذيلُ
فَلَمّا دَنَت بَعدَ اِستِماعٍ رَهَفنَهُ / بِنَقبِ الحِجابِ وَقعُهُنَّ رَجيلُ
يُفَجّينَ بِالأَيدي عَلى ظَهرِ آجِنٍ / لَهُ عَرمَضٌ مُستَأسِدٌ وَنَجيلُ
فَلَمّا رَأى أَن لا نَجاءَ وَضَمَّهُ / إِلى المَوتِ لِصبٌ حافِظٌ وَقَفيلُ
وَكانَ هُوَ الأَدنى فَخَلَّ فُؤادَهُ / مِنَ النَبلِ مَفتوقُ الغِرارِ بَجيلُ
كَأَنَّ النَضِيَّ بَعدَ ما طاشَ مارِقاً / وَراءَ يَدَيهِ بِالخَلاءِ طَميلُ
وَلا أَمعَرُ الساقَينِ ظَلَّ كَأَنَّهُ / عَلى مُحزَئِلّاتِ الإِكامِ نَصيلُ
رَأى أَرنَباً مِن دونِها غَولُ أَشرُجٍ / بَعيدٌ عَلَيهِنَّ السَرابُ يَزولُ
فَضَمَّ جَناحَيهِ وَمِن دونِ ما يَرى / بِلادٌ وُحوشٌ أَمرُعٌ وَمُحولُ
تُوائِلُ مِنهُ بِالضَراءِ كَأَنَّها / سَفاةٌ لَها فَوقَ التُرابِ زَليلُ
يُقَرِّبُهُ النَهضُ النَجيحُ لِما يَرى / وَمِنهُ بُدُوٌّ مَرَّةً وَمُثولُ
فَأَهوى لَها في الجَوِّ فَاِختَلَّ قَلبَها / صَيودٌ لِحَبّاتِ القُلوبِ قَتولُ
فَقَدتُ بَني لُبنى فَلَمّا فَقَدتُهُم
فَقَدتُ بَني لُبنى فَلَمّا فَقَدتُهُم / صَبَرتُ وَلَم أَقطَع عَلَيهِم أَباجِلي
حِسانُ الوُجوهِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهُم / كَريمٌ نَثاهُم غَيرُ لُفٍّ مَعازِلِ
رِماحٌ مِنَ الخَطِّيَّ زُرقٌ نِصالُها / حِدادٌ أَعاليها شِدادُ الأَسافِلِ
قَتَلتَ قَتيلاً لا يُحالِفُ غَدرَةً / وَلا سُبَّةً لا زِلتَ أَسفَلَ سافِلِ
وَقَد أَمِنوني وَاِطمَأَنَّت نُفوسُهُم / وَلَم يَعلَموا كُلَّ الَّذي هُوَ داخِلي
فَمَن كانَ يَرجو الصُلحَ مِنهُم فَإِنَّهُ / كَأَحمَرِ عادٍ أَو كُلَيبٍ لِوائِلِ
أُصيبَت هُذَيلٌ بِاِبنِ لُبنى وَجُدِّعَت / أُنوفُهُمُ بِاللَوذَعِيِّ الحُلاحِلِ
رَأَيتُ بَني العَلّاتِ لَمّا تَضافَروا / يَحوزونَ سَهمي دونَهُم بِالشَمائِلِ
فَلَهفي عَلى عَمرِو بنِ مُرَّةَ لَهفَةً / وَلَهفى عَلى مَيتٍ بِقَوسى المَعاقِلِ
أَواقِدُ لَم أَغرُركَ في أَمرِ واقِدٍ
أَواقِدُ لَم أَغرُركَ في أَمرِ واقِدٍ / فَهَل تَنتَهي عَنّي وَلَستَ بِجاهِلِ
أَواقِدُ لا آلوكَ إِلّا مُهَنَّداً / وَجِلدَ أَبي عِجلٍ وَثيقِ القَبائِلِ
غَذاهُ مِنَ السِرَّينِ أَو بَطنِ حَليَةٍ / فُروعُ الأَباءِ في عَميمِ السَوائِلِ
مِشَبُّ إِذا الثيرانُ صَدَّت طَريقَهُ / تَصَدَّعنَ عَنهُ دامِياتِ الشَواكِلِ
يَظَلُّ عَلى البَرزِ اليَفاعِ كَأَنَّهُ / طِرافٌ رَسَت أَوتادُهُ عِندَ نازِلِ
حَذاني بَعدَ ما خَذِمَت نِعالي
حَذاني بَعدَ ما خَذِمَت نِعالي / دُبَيَّةُ إِنَّهُ نِعمَ الخَليلُ
بِمَورِكَتَينِ مِن صَلَوَي مِشَبٍّ / مِنَ الثيرانِ عَقدُهُما جَميلُ
بِمِثلِهِما نَروحُ نُريدُ لَهواً / وَيَقضي حاجَةَ الرَجُلِ الرَجيلُ
فَنِعمَ مُعَرِّسُ الأَضيافِ تَذحى / رِحالَهُم شَآمِيَةٌ بَليلُ
يُقاتِلُ جوعَهُم بِمُكَلَّلاتٍ / مِنَ الفُرنَيِّ يَرعَبُها الجَميلُ
فَجَّعَ أَضيافي جَميلُ بنُ مَعمَرٍ
فَجَّعَ أَضيافي جَميلُ بنُ مَعمَرٍ / بِذي فَجَرٍ تَأوي إِلَيهِ الأَرامِلُ
طَويلُ نِجادِ البَزِّ لَيسَ بِجَيدَرِ / إِذا اِهتَزَّ وَاِستَرخَت عَلَيهِ الحَمائِلُ
إِلى بَيتِهِ يَأوي الغَريبُ إِذا شَتا / وَمُهتَلِكٌ بالي الدَريسَينِ عائِلُ
تَرَوَّحَ مَقروراً وَراحَت عَشِيَّةً / لَها جَدَبٌ يَحتَثُّهُ فَيُوائِلُ
تَكادُ يَداهُ تُسلِمانِ رِداءَهُ / مِنَ الجودِ لَمّا اِستَقبَلَتهُ الشَمائِلُ
فَما بالُ أَهلِ الدارِ لَم يَتَحَمَّلوا / وَقَد بانَ اللَوذَعِيُّ الحُلاحِلُ
فَوَاللَهِ لَو لاقَيتَهُ غَيرَ مُوَثَقٍ / لَآبَكَ بِالجَزعِ الضِباعِ النَواهِلُ
وَإِنَّكَ لَو واجَهتَهُ إِذ لَقيتَهُ / فَنازَلتَهُ أَو كُنتَ مِمَّن يُنازِلُ
لَظَلَّ جَميلٌ أَسوَأَ القَومِ تَلَّةً / وَلكِنَّ قِرنَ الظَهرِ لِلمَرءِ شاغِلُ
وَلَم أَنسَ أَيّاماً لَنا وَلَيالِياً / بِحَليَةَ إِذ نَلقى بِها مِن نُحاوِلُ
فَلَيسَ كَعَهدِ الدارِ يا أُمَّ مالِكٍ / وَلكِن أَحاطَت بِالرِقابُ السَلاسِلُ
وَعادَ الفَتى كَالكَهلِ لَيسَ بِقائِلٍ / سِوى العَدلِ شَيئاً فَاِستَراحَ العَواذِلُ
فَأَصبَحَ إِخوانُ الصَفاءِ كَأَنَّما / أَهالَ عَلَيهِم جانِبَ التُربِ هائِلُ
أَفي كُلِّ مَمسى لَيلَةٍ أَنا قائِلٌ
أَفي كُلِّ مَمسى لَيلَةٍ أَنا قائِلٌ / مِنَ الدَهرِ لا تَبعُد قَتيلَ جَميلِ
فَما كُنتُ أَخشى أَن تَنالَ دِماءَنا / قُرَيشٌ وَلَمّا يُقتَلوا بِقَتيلِ
وَأَبرَحُ ما أُمِّرتُمُ وَمَلَكتُمُ / يَدَ الدَهرِ ما لَم تُقتَلوا بِغَليلِ
كَأَنَّ الغُلامَ الحَنظَلِيَّ أَجارَهُ
كَأَنَّ الغُلامَ الحَنظَلِيَّ أَجارَهُ / عُمانِيَّةٌ قَد عَمَّ مَفرِقَها القَملُ
أَباتَ عَلى مِقراكَ ثُمَّ قَتَلتَهُ / عَلى غَيرِ ذَنبٍ ذاكَ جَدَّبكَ الثُكلُ
فَهَل هُوَ إِلّا ثَوبُهُ وَسِلاحُهُ / وَما بِكُم عُريٌ إِلَيهِ وَلا عُزلُ
دَعا قَومَهُ لَمّا اِستُحِلَّ حَرامُهُ / وَمِن دونِهِم عَرضُ الأَعِقَّةِ فَالرَملُ
وَلَو سَمِعوا مِنهُم دُعاءً يَروعُهُم / إِذا لَأَتَتهُ الخَيلُ أَعيُنُها قُبلُ
شَواحِيَ يَمرِيهِنَّ بِالقَومِ وَالقَنا / فُروعُ السِياطِ وَالأَعِنَّةُ وَالرَكلُ
إِذاً لَأَتاهُ كُلُّ شاكٍ سِلاحُهُ / يُعانِشُ يَومَ البَأسِ ساعِدُهُ جَدلُ
فَلَو كانَ سَلمى جارَهُ أَو أَجارَهُ / رِياحُ بنُ سَعدٍ رَدَّهُ طائِرٌ كَهلُ
تَرى طالِبي الحاجاتِ يَغشَونَ بابَهُ / سِراعاً كَما تَهوى إِلى أُدَمى النَحلُ
أَبلِغ عَلِيّاً أَطالَ اللَهُ ذُلَّهُمُ
أَبلِغ عَلِيّاً أَطالَ اللَهُ ذُلَّهُمُ / أَنَّ البُكَيرَ الَّذي أَسعَوا بِهِ هَمَلُ
السِلمُ سِلمٌ وَلا يَنفَكُّ ضِغثُهُمُ / أَو يَنحَرَ البَكرَ مِنّا مَرَّةً رَجُلُ
إِذا أَجاروا عَوى في بَيتِ جارِهِمُ / إِمّا حِرابٌ وَإِمّا مِثلَهُ قُتِلوا
كَم مِن عَقيدٍ وَجارٍ حَلَّ عِندَهُمُ / وَمِن مُجارٍ بِعَهدِ اللَهِ قَد قَتَلوا