المجموع : 21
كُلُ عَيشٍ وَإِن تَطاوَلَ دَهراً
كُلُ عَيشٍ وَإِن تَطاوَلَ دَهراً / مُنتَهى أَمرُهُ إِلى أَن يَزولا
لَيتَني كُنتُ قَبلَ ما قَد بَدا لي / في رُؤوسِ الجِبالِ أَرعى الوعولا
فَاِجعَلِ المَوتَ نُصبَ عَينِكَ وَاِحذَر / غولَةَ الدَهرِ إِنَ لِلدَهرِ غولا
نائِلاً طَرفُها القَساوِرَ وَالصُدعانَ / وَالطِفلُ في المَنارِ الشَكيلا
وَبُغاثَ اليَعفُرِ وَاليَعفُرَ النافِرُ / وَالعوهَجَ التُؤَامَ الضَئيلا
إِنَ يومَ الحِسابِ عَظيمٌ / شابَ فيهِ الصَغيرُ شَيباً طَويلاً
غَذوَتُكَ مولوداً وَعُلتُكَ يافِعاً
غَذوَتُكَ مولوداً وَعُلتُكَ يافِعاً / تُعَلُّ بِما أُحنيَ عَلَيكَ وَتَنهلُ
إِذا لَيلَةٌ نابَتكَ بِالشَكو لَم / أَبِت لِشَكواكَ إِلّا ساهِراً أَتَمَلمَلُ
كَأَني أَنا المَطروقُ دونَكَ بِالَذي / طُرِقَت بِهِ دوني فَعَينايَ تَهمُلُ
تَخافُ الرَدى نَفسي عَلَيكَ وَإِنَني / لَأَعلَمُ أَنَ المَوتَ حَتمٌ مُؤَجَّلُ
فَلَمّا بَلَغَت السِّنَ وَالغايَةَ الَّتي / إِليها مَدى ما كُنتُ فيكَ أُؤَمِلُ
جَعَلتَ جَزائي غِلظَةً وَفَظاظَةً / كَأَنَكَ أَنتَ المُنعِمُ المُتَفَضِلُ
فَلَيتَكَ إِذ لَم تَرعَ حَقَّ أُبوَتي / فَعَلتَ كَما الجارُ المُجاورُ يَفعَلُ
زَعَمتَ بِأَنّي قَد كَبِرتُ وَعِبتَني / لَم يَمضِ لي في السِنُ سِتونَ كُمَّلُ
وَسَمَيتَني باِسِمِ المُفَنَّدِ رَأيُهُ / وَفي رَأيِكَ التَفنيدُ لَو كُنتَ تَعقِلُ
تُراقِبُ مِني عَثرَةَ أَو تَنالَها / هَبِلتَ وَهذا مِنكَ رَأيٌ مُضَلَلُ
وَإِنَكَ إِذ تُبقي لِجامي موائِلاً / بِرَأيِكَ شابّاً مَرَةً لَمُغَفَّلُ
وَما صَولَةُ الحِقِّ الضَئيلُ وَخَطرُهُ / إِذا خَطَرتَ يَوماً قَساورُ بُزَّلُ
تَراهُ مُعِدّاً لِلخِلافِ كَأَنَهُ / بِرَدٍّ عَلى أَهلِ الصَوابِ مُوَكَلُ
وَلَكِنَّ مَن لا يَلقَ أَمراً يَنوبُهُ / بِعُدَّتِهِ يَنزِل بِهِ وَهو أَعزَلُ
أَداحَيتَ بِرجلَيِنِ رِجلاً تُغيرُها
أَداحَيتَ بِرجلَيِنِ رِجلاً تُغيرُها / لِبَخَنى وَأَمطٌ دونَ الأُخرى وَحَزجَلُ
لَهُ نَفيانٌ يَحفِشُ الأُكمَ وَقعُهُ
لَهُ نَفيانٌ يَحفِشُ الأُكمَ وَقعُهُ / تَرى التُربَ مِنهُ مائِراً يَتَثَلَّلُ
وَإِني بِليلي وَالديارُ الَّتي أَرى
وَإِني بِليلي وَالديارُ الَّتي أَرى / لَكالمُبتَلى المُعَنّي بِشَوقٍ موَكَّلِ
لا يَذهَبنَّ بِكَ التَفريطُ مُنتَظِراً
لا يَذهَبنَّ بِكَ التَفريطُ مُنتَظِراً / طولَ الأَناةِ وَلا يَطمَع بِكَ العَجَلُ
فَقَد يَزيدُ السُؤالُ المَرءَ تَجرِبَةً / وَيَستَريحُ إِلى الأَخبارِ مَن يَسَلُ
يَرِنُّ عَلى مُغزياتِ العِقاقِ
يَرِنُّ عَلى مُغزياتِ العِقاقِ / وَيَقرو بِها قَفِراتِ الصِلالِ
إِنَ عَمراً وَما تَجَشَّمَ عَمروٌ
إِنَ عَمراً وَما تَجَشَّمَ عَمروٌ / كَاِبنِ بيضٍ غَداةَ سُدَّ السَبيلُ
لَم يَجِد غالِبٌ وَراءَكَ مَعَدىً / لِتِراتٍ وَلا دَمٌ مَطلولُ
كُلُ أَمرٍ يَنوبُ عَبَساً جَميعاً / أَنتَ فيهِ المُطاعُ فيما تَقولُ
قَد تَحَمَلتَ خَيرَ ذاكَ وَليداً / أَنتَ لِلصالِحاتِ قُدُماً فَعولُ
فَصَلَقنا في مُرادٍ صَلقَةً
فَصَلَقنا في مُرادٍ صَلقَةً / وَصُداءٍ أَلحَقَتهُم بِالثَّلَل
أَبوكَ رَبيعَةَ الخَيرِ بنِ قُرطٍ
أَبوكَ رَبيعَةَ الخَيرِ بنِ قُرطٍ / وَأَنتَ المَرءُ تَفعَلُ ما تَقولُ
أَشمُّ كَأَنَّما حَدَبَت عَلَيهِ / بَنو الأَملاكِ تَكنَّفُها القُيولُ
تَصُدُّ مَناكِبَ الأَعداءِ عَنكُم / كَراكِرُ مِن أَبي بَكرٍ حَلولُ
كَراكِرُ لا يَبيدُ العِزُّ فيها / وَلَكِنَّ العَزيزَ بِها ذَليلُ
يَدعونَ بِالويلِ فيها لا خِلاقَ لَهُم
يَدعونَ بِالويلِ فيها لا خِلاقَ لَهُم / إِلاّ سَرابيلُ مِن قِطرٍ وَأَغلالُ
فَما بَلَغَت كَفُّ اِمرىءٍ مُتَناوَلاً
فَما بَلَغَت كَفُّ اِمرىءٍ مُتَناوَلاً / مِنَ المَجدِ إِلا حَيثُما نِلتَ أَطوَلُ
وَما بَلَغَ المُثنونَ في الخَيرِ مِدحَةً / وَلو صَدَقوا إِلا الَذي فيكَ أَفضَلُ
كُن كَالمُجَشَّرِ إِذ قالَت رَعيَتُهُ
كُن كَالمُجَشَّرِ إِذ قالَت رَعيَتُهُ / كانَ المُجَشَّرُ أَوفانا بِما حَمَلا
وَالأَرضَ سَوّى بِساطاً ثُمَّ قَدَّرَها
وَالأَرضَ سَوّى بِساطاً ثُمَّ قَدَّرَها / تَحتَ السَماءِ سَواءً مِثلَما ثَقَلا
وَجاعِلُ الشَمسَ مِصراً لا خَفاءَ بِهِ / بَينَ النَهارِ وَبَينَ اللَيلِ قَد فَصَلا
فَلاطَها اللَهُ إِذ أَغوت خَليقَتَهُ / طولَ اللَيالي وَلَم يَجعل لَها أَجَلا
أَنا الذائِدُ الحامي الذِمار وَإِنَّما
أَنا الذائِدُ الحامي الذِمار وَإِنَّما / يُدافِعُ عَن أَحسابِهِم أَنا أَو مِثلي
يَلومونَني في إِشتَراءِ
يَلومونَني في إِشتَراءِ / النَخيلِ أَهلي فَكُلُّهُم يَعذِلُ
كانَت لَهُم جَنَّةٌ إِذ ذاكَ ظاهِرَةٌ
كانَت لَهُم جَنَّةٌ إِذ ذاكَ ظاهِرَةٌ / فيها الفَراديسُ وَالفومانُ وَالبَصَلُ
إِلَهُ العالَمينَ وَكُلِّ أَرضٍ
إِلَهُ العالَمينَ وَكُلِّ أَرضٍ / وَرَبُّ الراسِياتِ مِنَ الجِبالِ
بَناها وَاِبتَني سَبعاً شِداداً / بَلا عَمَدٍ يُرَينَ وَلا رِجالِ
وَسَوَّها وَزَيَّنَها بِنورٍ / مِنَ الشَمسِ المُضيئَةِ وَالهِلالِ
وَمِن شُهُبٍ تَلألأُ في دُجاها / مَراميها أَشَدُّ مِنَ النِصالِ
وَشَقَّ الأَرضَ فَاِنبَجَسَت عيوناً / وَأَنهاراً مِنَ العَذبِ الزُلالِ
وَبارَكَ في نَواحيها وَزَكَّى / بِها ما كانَ مِن حَرثٍ وَمالِ
فَكُلُّ مُعَمَّرٍ لا بُدَّ يَوماً / وَذي دُنيا يصيرُ إِلى زَوالِ
وَيَفنى بَعدَ جِدَّتِهِ وَيبلى / سِوى الباقي المُقَدَّسِ ذي الجَلالِ
وَسيقَ المُجرِمونَ وَهُم عُراةٌ / إِلى ذاتِ المَقامِعِ وَالنَكالِ
فَنادوا وَيلَنا وَيلاً طَويلاً / وَعَجّوا في سَلاسِلِها الطِوالِ
فَلَيسوا مَيِّتينَ فَيستَريحوا / وَكُلُّهُم بِحَرِّ النارِ صالِ
وَحَلَّ المُتَّقونَ بِدارِ صِدقٍ / وَعَيشٍ ناعِمٍ تَحتَ الظِلالِ
لَهُم ما يَشتَهونَ وَما تَمَنّوا / مِنَ الأَفراحِ فيها وَالكَمالِ
اِصبِرِ النَفسَّ عِندَ كُلِّ مُلِمٍّ
اِصبِرِ النَفسَّ عِندَ كُلِّ مُلِمٍّ / إِنَّ في الصَبرِ حيلَةَ المُحتالِ
لا تَضيقَنَّ بِالأُمورِ فَقَد / يُكشَفُ غَمّاؤُها بِغَيرِ اِحتيالِ
رُبَّما تَجزَعُ النُفوسُ مِنَ / الأَمرِ لَهُ فَرجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ
سَمِعَ اللَهُ لِاِبنِ آدَمَ نوحٍ / رَبُّنا ذو الجَلالِ وَالإِفضالِ
حينَ أوفى بِذي الحَمامَةِ / وَالناسُ جَميعاً في فُلكِهِ كَالعِيالِ
فَهيَ تَجري فيهِ وَتَجتَسِرُ / البَحرَ بِأَقلاعِها كَقِدحِ المُغالي
حابِساً جَوفَهُ عَلَيهِ رَسولاً / مِن خِفافِ الحَمامِ كَالتِمثالُ
فَرَشاها عَلى الرِسالَةِ طوقاً / وَخِضاباً عَلامَةً غَيرَ بالي
فَأَتَتهُ بِالصِدقِ لَمّا رَشاها / وَبِقَطفٍ لَمّا غَدا عِثكالِ
تَصرُخُ الطَيرُ وَالبَريَةُ فيها / مَعَ قَويِّ السِباعِ وَالأَفيالِ
حينَ فيها مِن كُلِّ ما عاشَ / زَوجٌ بينَ ظَهَريِّ غَوارِبٍ كَالجِبالِ
وَلِإِبراهيمَ الموَّفي بِنَذرٍ / اِحتِساباً وَحامِلَ الأَجزالِ
بِكرَهُ لَم يَكُن ليَصبِرَ عَنهُ / لَو رآهُ في مَعشَرٍ اَقتالِ
أَبُنَيَّ إِنّي نَذَرتُكَ لِلَّهِ شَحيطاً / فَاِصبِر فِدىً لَكَ حالي
أَجابَ الغُلامُ أَن قالَ فيهِ / كُلُّ شَيٍ لِلَّهِ غَيرُ اِنتِحالِ
أَبُتي إِنَّني جَزَيتُكَ بِالَّلهِ تَقيّاً / بِهِ عَلى كُلِ حالِ
فَاِقضِ ما قَد نَذَرتَ لِلَّهِ وَاَكفُف / عَن دَمي أَن يَمَسُّهُ سِربالي
وَاِشدُد الصَفدَ لا أَحيدَ عَن / السِكّينِ حَيدَ الأَسيرِ ذي الأَغلالِ
إِنَّني آلَمُ المَحَزَّ وَإِنّي / لا أَمَسُّ الأَذقانَ ذاتَ السِبالِ
وَلَهُ مُديَةٌ تُخايَلُ في اللَحمِ / حَذامٌ حَنِيَّةٌ كالهِلالِ
جَعَلَ اللَهُ جيدَهُ مِن نُحاسٍ / إِذ رَآهُ زَولاً مِنَ الأَزوالِ
بَينَما يَخلَعُ السَرابيلَ عَنهُ / فَكَّهُ رَبُّهُ بِكَبشٍ جُلالِ
قالَ خُذهُ وَأَرسِل اِبنَكَ / إِنّي لِلَّذي قَد فَعَلتُما غَيرُ قالِ
والِدٌ يَتَّقي وَآخَرُ مَولودٍ / فَطارا مِنهُ يَسمَعَ فِعالِ
حَيِّ داودَ وَاِبنَ عادٍ وَموسى / وَفُرَيعٌ بُنيانُهُ بِالثِقالِ
إِنَّني زارِدٌ الحَديدِ الحعَلى الناسِ / دُروعاً سَوابِغَ الأَذيالِ
لا أَرى مَن يُعينَني في حَياتي / غَيرَ نَفسي إلاّ بَني اِسرَلِ
أَيُّما شاطِنٌ عَصاهُ عَكاهُ / ثُمَّ يُلقى في السِجنِ وَالأَغلالِ
وَلَهُ الدينُ واصِباً وَلَهُ المُلكُ / وَحَمدٌ لَهُ عَلى كُلِّ حالِ
ليَطلُبَ الثَأرَ أَمثالُ اِبنِ ذي يَزَنٍ
ليَطلُبَ الثَأرَ أَمثالُ اِبنِ ذي يَزَنٍ / في البَحرِ خَيَّمَ لِلأَعداءِ أَحوالا
أَتى هِرَقلَ وَقَد شالَت نَعامَتُهُ / فَلَم يَجِد عِندَهُ بَعضَ الَذي سالا
ثُمَّ اِنتَحى نَحوَ كِسرى بَعدَ عاشِرَةَ / مِنَ السِنينِ لَقَد أَبعَدَت إيغالا
حَتى أَتَى بِبَني الأَحرارَ يَقدُمُهُم / تَخالُهُم فَوقَ مَتنِ الأَرضِ أَجيالا
مَن مِثلَ كِسرى شَهنشاهِ المُلوكِ لَهُ / أَو مِثلَ وَهرَزَ يومَ الجَيشِ إِذ صالا
لِلَّهِ دَرُّهُمُ مِن عُصبَةٍ خَرَجوا / ما أَن تَرى لَهُمُ في الناسِ أَمثالا
غُرٌّ جَحاجِحَةٌ بيضٌ مَرازِبَةٌ / أُسدٌ تُرَبِّبُ في الغُيضاتِ أَشبالا
لا يَضجَرونَ وَإِن حُرَّت مَغافِرُهُم / وَلا تَرى مِنهُم الطَعنَ مَيّالا
يَرمونَ عَن شُدُفٍ كَأَنَها غُبُطٌ / في زَمجَرٍ يُجِلُ المَرميَّ إِعجالا
أَرسَلتُ أُسداً عَلى سودِ الكِلابِ فَقَد / أَضحى شَريدُهُم في الأَرضِ فُلاّلا
فَاِشرَب هَنيئاً عَلَيكَ التاجُ مُرتَفِعاً / في رَأسِ غُمدانَ دَاراً مِنكَ مُحلاّلا
وَاِطل بِالمِسكِ إِذ شالَت نَعامَتُهُم / وَأَسبِلِ اليَومَ في بُردَيكَ إِسبالا
تِلكَ المَكارِمُ لا قِعبانِ مِن لَبَنٍ / شِيبا بِماءٍ فَعادا بَعدُ أَبوالا