المجموع : 33
أَقولُ لِظَبيٍ مَرَّ بي وَهوَ رائِعُ
أَقولُ لِظَبيٍ مَرَّ بي وَهوَ رائِعُ / أَأَنتَ أَخو لَيلى فَقالَ يُقالُ
أَيا شِبهَ لَيلى إِنَّ لَيلى مَريضَةٌ / وَأَنتَ صَحيحٌ إِنَّ ذا لَمُحالُ
فَإِلّا تَكُن لَيلى غَزالاً بِعَينِهِ / فَقَد أَشبَهَتها ظَبيَةٌ وَغَزالُ
أَمُزمِعَةٌ لِلبَينِ لَيلى وَلَم تَمُت
أَمُزمِعَةٌ لِلبَينِ لَيلى وَلَم تَمُت / كَأَنَّكَ عَمّا قَد أَظَلَّكَ غافِلُ
سَتَعلَمُ إِن شَطَّت بِهِم غُربَةُ النَوى / وَزالوا بِلَيلى أَنَّ لُبَّكِ زائِلُ
وَأَنَّكَ مَمنوعُ التَصَبُّرِ وَالعَزا / إِذا بَعُدَت مِمَن تُحِبُّ المَنازِلُ
أَظُنُّ هَواها تارِكي بِمَضَلَّةٍ
أَظُنُّ هَواها تارِكي بِمَضَلَّةٍ / مِنَ الأَرضِ لا مالٌ لَدَيَّ وَلا أَهلُ
وَلا أَحَدٌ أُفضي إِلَيهِ وَصيَّتي / وَلا صاحِبٌ إِلّا المَطيَّةُ وَالرَحلُ
مَحا حُبُّها حُبَّ الأُلى كُنَّ قَبلَها / وَحَلَّت مَكاناً لَم يَكُن حُلَّ مِن قَبلُ
فَحُبّي لَها حُبٌّ تَمَكَّنَ في الحَشا / فَما إِن أَرى حُبّاً يَكونُ لَهُ مِثلُ
أَلا أَيُّها القَلبُ اللَجوجُ المُعَذَّلُ
أَلا أَيُّها القَلبُ اللَجوجُ المُعَذَّلُ / أَفِق عَن طِلابِ البيضِ إِن كُنتَ تَعقِلُ
أَفِق قَد أَفاقَ الوامِقونَ وَإِنَّما / تَماديكَ في لَيلى ضَلالٌ مُضَلِّلُ
سَلا كُلُّ ذي وُدٍّ عَنِ الحُبِّ وَاِرعَوى / وَأَنتَ بِلَيلى مُستَهامٌ مُوَكَّلُ
فَقالَ فُؤادي ما اِجتَرَرتُ مَلامَةَ / إِلَيكَ وَلَكِن أَنتَ بِاللَومِ تَعجَلُ
فَعَينَكَ لُمها إِنَّ عَينَكَ حَمَّلَت / فُؤادَكَ ما يَعيا بِهِ المُتَحَمِّلُ
لَحا اللَهُ مَن باعَ الخَليلَ بِغَيرِهِ / فَقُلتُ نَعَم حاشاكَ إِن كُنتَ تَفعَلُ
وَقُلتُ لَها بِاللَهِ يا لَيلَ إِنَّني / أَبَرُّ وَأَوفى بِالعُهودُ وَأَوصَلُ
هَبي أَنَّني أَذنَبتُ ذَنباً عَلِمتِهِ / وَلا ذَنبَ لي يا لَيلَ فَالصَفحُ أَجمَلُ
فَإِن شِئتِ هاتي نازِعيني خُصومَةً / وَإِن شِئتِ قَتلاً إِنَّ حُكمَكِ أَعدَلُ
نَهاري نَهارٌ طالَ حَتّى مَلِلتُهُ / وَلَيلي إِذا ما جَنَّني اللَيلُ أَطوَلُ
وَكُنتِ كَزِئبِ السَوءِ إِذ قالَ مَرَّةً / لِبَهمٍ رَعَت وَالذِئبُ غَرثانُ مُرمِلُ
أَلَستِ الَّتي مِن غَيرِ شَيءٍ شَتَمتِني / فَقالَت مَتى ذا قالَ ذا عامُ أَوَّلُ
فَقالَت وُلِدتُ العامَ بَل رُمتَ كِذبَةً / فَهاكَ فَكُلني لا يُهَنّيكَ مَأكَلُ
وَكُنتِ كَذَبّاحِ العَصافيرِ دائِباً / وَعَيناهُ مِن وَجدٍ عَلَيهِنَّ تَهمَلُ
فَلا تَنظُري لَيلى إِلى العَينِ وَاِنظُري / إِلى الكَفِّ ماذا بِالعَصافيرِ تَفعَلُ
واخَجلَتي مِن وُقوفي وَسطَ دارِكُمُ
واخَجلَتي مِن وُقوفي وَسطَ دارِكُمُ / وَقولِ واشيكُمُ مَن أَنتَ يا رَجُلُ
فَقُلتُ حَيرانُ قَد ضَلَّ الطَريقُ بِهِ / فَأَرشِدوني فَلي في حَيِّكُم شُغُلُ
فَقالَ لي مُر راجِعاً لَيسَ الطَريقُ كَذا / كَيفَ اِحتِيالي وَقَد ضاقَت بِيَ الحِيَلُ
أَلا هَل إِلى شَمِّ الخُزامى وَنَظرَةٍ
أَلا هَل إِلى شَمِّ الخُزامى وَنَظرَةٍ / إِلى قَرقَري قَبلَ المَماتِ سَبيلُ
فَأَشرَبَ مِن ماءِ الحُجَيلاءِ شَربَةٍ / يُداوي بِها قَبلَ المَماتِ عَليلُ
فَيا أَثَلاتِ القاعِ قَد مَلَّ صُحبَتي / مَسيري فَهَل في ظِلِّكُنَّ مَقيلُ
وَيا أَثَلاتِ القاعِ ظاهِرُ ما بَدا / بِجِسمي عَلى ما في الفُؤادِ دَليلُ
وَيا أَثَلاتِ القاعِ مِن بَينِ توضِحٍ / حَنيني إِلى أَفيائِكُنَّ طَويلُ
وَيا أَثَلاتِ القاعِ قَلبي مُوَكَّلٌ / بِكُنَّ وَجَدوى خَيرِكُنَّ قَليلُ
أَرومُ اِنحِداراً نَحوَها فَيَرُدُّني / وَيَمنَعُني دَينٌ عَلَيَّ ثَقيلُ
أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ إِذ لَستُ راجِعاً / إِلَيكَ فَحُزني في الفُؤادِ دَخيلُ
فَما وَجدُ مَغلوبٍ بِصَنعاءَ موثَقٍ
فَما وَجدُ مَغلوبٍ بِصَنعاءَ موثَقٍ / لِساقَيهِ مِن ثِقلِ الحَديدِ كُهولُ
قَليلُ المَوالي مُستَهامٌ مُرَوَّعٌ / لَهُ بَعدَ نَوماتِ العِشاءِ عَويلُ
يَقولُ لَهُ الحَدّادُ أَنتَ مُعَذَبٌ / غَداةَ غَدٍ أَو مُسلِمٌ فَقَتيلُ
بِأَعظَمَ مِنّي رَوعَةً يَومَ راعَني / فِراقُ حَبيبٍ ما إِلَيهِ سَبيلُ
ذُدِ الدَمعَ حَتّى يَظعَنَ الحَيُّ إِنَّما
ذُدِ الدَمعَ حَتّى يَظعَنَ الحَيُّ إِنَّما / دُموعَكَ إِن فاضَت عَلَيكَ دَليلُ
كَأَنَّ دُموعَ العَينِ يَومَ تَحَمَّلوا / جُمانٌ عَلى جَنبِ القَميصِ يَسيلُ
أَحُبّاً عَلى حُبٍّ وَأَنتِ بَخيلَةٌ
أَحُبّاً عَلى حُبٍّ وَأَنتِ بَخيلَةٌ / وَقَد زَعَموا أَن لا يُحِبُّ بَخيلُ
بَلى وَالَّذي حَجَّ المُلَبّونُ بَيتَهُ / وَيَشفى الجَوى بِالنَيلِ وَهوَ قَليلُ
وَإِنَّ بِنا لَو تَعلَمينَ لُغَلَّةٍ / إِلَيكَ كَما بِالحائِماتِ غَليلُ
عَجِبتُ لِلَيلى كَيفَ نامَت وَقَد غَفَت
عَجِبتُ لِلَيلى كَيفَ نامَت وَقَد غَفَت / وَلَيسَ لِعَيني لِلمَنامِ سَبيلُ
وَلَمّا غَفَت عَيني وَما عادَةً لَها / بِنَومٍ وَقَلبي بِالفُراقِ عَليلُ
أَتاني خَيالٌ مِنكِ يا لَيلَ زائِرٌ / فَكادَت لَهُ نَفسي الغَداةَ تَزولُ
خَيالُ لِلَيلى زارَني بَعدَ هَجرِهِ / وَرامَ عِتابي وَالعِتابُ يَطولُ
إِنّي لَأَجلِسُ في النادي أُحَدِّثُهُم
إِنّي لَأَجلِسُ في النادي أُحَدِّثُهُم / فَأَستَفيقُ وَقَد غالَتنِيَ الغولُ
يُهوي بِقَلبي حَديثُ النَفسِ نَحوَكُمُ / حَتّى يَقولُ جَليسي أَنتَ مَخبولُ
قالوا شَبيهَكَ لا يَخفى عَلى أَحَدٍ / لَيلى الجَمالِ رِضاها القَصدُ وَالسولُ
لَيلى هِيَ البَدرُ ما لي قَطُّ مُصطَبَرٌ / عَنها وَإِن كَثُرَت فيها الأَقاويلُ
وَإِنّي لَأَرضى مِنكِ يا لَيُ بِالَّذي
وَإِنّي لَأَرضى مِنكِ يا لَيُ بِالَّذي / لَوَ اَيقَنَهُ الواشي لَقَرَّت بَلابِلُه
بِلا وَبِأَن لا أَستَطيعُ وَبِالمُنى / وَبِالوَعدِ حَتّى يَسأَمَ الوَعدُ آمِلُه
بِالنَظرَةِ العَجلى وَبِالحَولِ يَنقَضي / أَواخِرُهُ لا نَلتَقي وَأَوائِلُه
تَقولُ العِدا لا بارَكَ اللَهُ في العِدا
تَقولُ العِدا لا بارَكَ اللَهُ في العِدا / تَقاصَرَ عَن لَيلى وَرَثَّت وَسائِلُه
وَلَو أَصبَحَت لَيلى تَدِبُّ عَلى العَصا / لَكانَ هَوى لَيلى جَديداً أَوائِلُه
شَفى اللَهُ مِن لَيلى فَأَصبَحَ حُبُّها
شَفى اللَهُ مِن لَيلى فَأَصبَحَ حُبُّها / بِلا حَمدِ لَيلى زايَلَتني حَبائِلِه
سِوى أَنَّ رَوعاتٍ يُصِبنَ فُؤادَهُ / إِذا ذُكِرَت لَيلى وَداءَ يُطاوِلُه
أَقولُ لِمُفتٍ ذاتَ يَومٍ لَقيتُهُ
أَقولُ لِمُفتٍ ذاتَ يَومٍ لَقيتُهُ / بِمَكَّةَ وَالأَنضاءُ مُلقىً رِحالُها
بِرَبِّكَ أَخبِرني أَلَم تَأثَمِ الَّتي / أَضَرَّ بِجِسمي مِن زَمانٍ خَيالُها
فَقالَ بَلى وَاللَهِ سَوفَ يَمَسُّها / عَذابٌ وَبَلوى في الحَياةِ تَنالُها
فَقُلتُ وَلَم أَملِك سَوابِقَ عَبرَةٍ / سَريعٍ إِلى جَيبِ القَميصِ اِنهِمالُها
عَفا اللَهُ عَنها ذَنبَها وَأَقالَها / وَإِن كانَ في الدُنيا قَليلاً نَوالُها
أَلا إِنَّ لَيلى العامِريَّةَ أَصبَحَت
أَلا إِنَّ لَيلى العامِريَّةَ أَصبَحَت / تَقَطَّعُ إِلّا مِن ثَقيفٍ حِبالُها
إِذا اِلتَفَتَت وَالعيسُ صُعرٌ مِنَ البُرى / بِنَخلَةَ غَشَّ عَبرَةَ العَينِ حالُها
فَهُم حَبَسوها مَحبَسَ البُدنِ وَاِبتَغى / بِها المالَ أَقوامٌ أَلا قَلَّ مالُها
خَليلَيَّ هَل مِن حيلَةٍ تَعلَمانِها / يُدَنّي لَنا تَكليمَ لَيلى اِحتِيالُها
فَإِن أَنتُما لَم تَعلَماها فَلَستُما / بِأَوَّلَ باغٍ حاجَةً لا يَنالُها
كَأَنَّ مَعَ الرَكبِ الَّذينَ اِغتَدوا بِها / غَمامَةُ صَيفٍ زَعزَعَتها شَمالُها
نَظَرتُ بِمُفضى سَيلِ جَوشَينِ إِذ غَدوا / تَخُبُّ بِأَطرافِ المَخارِمِ آلُها
بِشافِيَةِ الأَحزانِ حَيَّجَ شَوقَها / مُجامَعَةُ الأُلّافِ ثُمَّ زِيالُها
أَلا اِصطِبارَ لِلَيلى أَم لَها جَلَدٌ
أَلا اِصطِبارَ لِلَيلى أَم لَها جَلَدٌ / إِذاً أُلاقي الَّذي لاقاهُ أَمثالي
أَأَعقَرَ مَن جَرّا كَريمَةَ ناقَتي
أَأَعقَرَ مَن جَرّا كَريمَةَ ناقَتي / وَوَصلِيَ مَفروشٌ لِوَصلِ مُنازِلِ
إِذا جاءَ قَعقَعنَ الحُلِيَّ وَلَم أَكُن / إِذا جِئتُ أَرضي صَوتَ تِلكَ الخَلاخِلِ
وَلَم تُغنِ سيجانُ العِراقَينِ نَقرَةً / وَرُقشُ القَلَنسى بِالرِجالِ الأَطاوِلِ
وَلَم تُغنِ عَنّي بُردَتي وَتَجَمُّلي / وَقَومي وَنَسلي مِن كِرامٍ أَفاضِلِ
مَتى ما اِنتَضَلنا بِالسِهامِ نَضَلتُهُ / وَإِن نَرمِ رَشقاً عِندَها فَهوَ ناضِلي
وَإِنِّيَ مِن إِعراضِها مُتَأَلِّمٌ / قَليلُ العَزا وَالصَدُّ لا شَكَّ قاتِلي
لَيالِيَ أَصبو بِالعَشِيِّ وَبِالضُحى
لَيالِيَ أَصبو بِالعَشِيِّ وَبِالضُحى / إِلى خُرَّدٍ لَيسَت بِسودٍ وَلا عُصلِ
مُنَعَّمَةِ الأَطرافِ هَيفٍ بُطونُها / كَواعِبَ تَمشي مَشيَةَ الخَيلِ في الوَحلِ
وَأَعناقُها أَعناقُ غِزلانِ رَملَةٍ / وَأَعيُنُها مِن أَعيُنِ البَقَرِ النُجلِ
وَأَثلاثُها السُفلى بُرادِيُّ ساحِلٍ / وَأَثلاثُها الوُسطى كَثيبٌ مِنَ الرَملِ
وَأَثلاثُها العُليا كَأَنَّ فُروعَها / عَناقيدُ تُغذى بِالدِهانِ وَبِالغِسلِ
وَتَرمي فَتَصطادُ القُلوبَ عُيونُها / وَأَطرافَها ما تُحسِنُ الرَميَ بِالنَبلِ
زَرَعنَ الهَوى في القَلبِ ثُمَّ سَقَينَهُ / صُباباتِ ماءِ الشَوقِ بِالأَعيُنِ النُجلِ
رَعابيبُ أَقصَدنَ القُلوبَ وَإِنَّما / هِيَ النَبلُ ريشَت بِالفُتورِ وَبِالكُحلِ
فَفيمَ دِماءُ العاشِقينَ مُطِلَّةٌ / بِلا قَوَدٍ عِندَ الحِسانِ وَلا عَقلِ
وَيَقتُلنَ أَبناءَ الصَبابَةِ عَنوَةً / أَما في الهَوى يا رَبِّ مِن حَكَمٍ عَدلِ
وَلَمّا أَبى إِلّا جِماحاً فُؤادُهُ
وَلَمّا أَبى إِلّا جِماحاً فُؤادُهُ / وَلَم يَسلُ عَن لَيلى بِمالٍ وَلا أَهلِ
تَسَلّى بِأُخرى غَيرَها فَإِذا الَّتي / تَسَلّى بِها تُغري بِلَيلى وَلا تُسلي