القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : التِّهامي الكل
المجموع : 11
بَعَثَت إِلَيكَ بِطَيفها تَعليلا
بَعَثَت إِلَيكَ بِطَيفها تَعليلا / وَخضابُ لَيلك قَد أَراد نُصولا
فَأَتاكَ وَهناً وَالظَلامُ كَأَنَّما / نظم النَجوم لِرأسه إِكليلا
وَإِذا تَأَمَّلت الكَواكب خلتها / زَهراً تفتَّح أَو عُيوناً حولا
أَهدَت لنا مِن خَدِّها وَرُضابِها / وَرداً تُحَيِّينا بِهِ وَشمولا
وَرداً إِذا ما شُمَّ زادَ غَضاضَةً / وَلَو أَنَّهُ كالوَردِ زاد ذبولا
وَجَلَت لنا بَرداً يُشَهّي بَرده / نفس الحصور العابِدِ التَقبيلا
بَرداً يُذيب وَلا يَذوب وَكُلَّما / شَرِبَ المُتَيَّمُ مِنهُ زادَ غَليلا
لَم أَنسها تَشكو الفِراقَ بِأَدمُعٍ / ما اعتَدنَ في الخَدِّ الأَسيلِ مَسيلا
فَرأَيتُ سَيفَ اللَحظِ لَيسَ بِمُغمدٍ / من تحت أَدمُعِها وَلا مَسلولا
إِن دامَ دَمعكِ فاحذَري غرقاً به / وَإِذا تَوالى القَطرُ كان سُيولا
حُطّي النِقابَ لَعَلَّ سرحَ لحاظِنا / في رَوضِ وجهك يرتعنَّ قَليلا
لَمّا انتقبتِ حَسِبتُ وَجهَكِ شعلة / خلَلَ النِقاب وَخِلته قِنديلا
هامَ الفؤاد بِأَنجُمٍ مِن حَيث ما / أَبصَرتهنَّ رأَيتهنَّ أَفولا
رَحَلوا ولون اللَيل أَدهم مُصمَتٍ / فامتار مِنهُم غُرَّة وَحُجولا
يَنحون حيث تَرى المَوارِدَ طُفَّحاً / وَالرَوض غَضٌّ وَالنَسيم عَليلا
فالأقحوانَةُ ثَمَّ تلقى أُختَها / كَفَمٍ يُحاوِل مِن فَمٍ تَقبيلا
كلف الفراق بمن هويت فَكُلَّما / دانيته شِبراً تأخَّرَ ميلا
قتلتني الأَيام حينَ قتلتها / عِلماً فأبصر قاتِلاً مَقتولا
مالَت عَليَّ فَقَد جعلت مَطيَّتي / ما بين أَجفان الدياجيَ ميلاد
حَمَلت جَميلاً من ثَناء مُحمَدٍ / لِتَزور وَجهاً كالثَناءِ جَميلا
ملك يروقك منظَراً وَمقالة / كالسَيف يَحسُن رؤيَة وَصَقيلا
أَضحى السَخاء مُخَيِّماً في كَفِّهِ / حَمِدَ المحَل فَما يُريد رَحيلا
أَوَ هَل يُريد الجود بَعدَ يَمينِهِ / وَهوَ النِهايَة في العُلوِّ نزولا
لا أَستَزيد الدَهر بَعدَ لِقائِهِ / حَبي بِرؤيَتِهِ البَهيَّة سولا
عَمَّ الرَعية وَالرعاة نواله / وَالفاضل المأمول وَالمَفضولا
كالغَيث إِن جادَت يَداهُ بديمَةٍ / أَغنى بِها المَعروف وَالمَجهولا
يَرتَدُّ فِكرُكَ بِالفَضائل حاسِراً / عنه وطرفك بِالضِياء كَليلا
وَتَحوز مِن إِحسانِهِ وَعَيانه / وَبيانِهِ وَبنانِهِ المأمولا
زاد العفاة عَلى الديات وَلَم يَكُن / أَردى سِوى فقر العُفاةِ قَتيلا
وَدَعا لِسائِله وَأَعلَن شُكره / حَتّى حَسِبنا السائِل المَسؤولا
أَتَراهُ يَحسَبُ وَفدَهُ شُركاءَهُ / وَيَرى التَفرد بِالثَراء عَليلا
يا مَن يفنِّده عَلى صِلَة النَدى / أَتلوم في صِلَة الخَليل خَليلا
اللَهُ صَوَّرَهُ جَواداً خَلَقَهُ / وَتُريدُ منه أَن يَكون بَخيلا
خُلِقَ ابن إِبراهيم جوداً كُله / فَمَتى تطيق لِخَلقِهِ تَبديلا
لَو ذُقتَ مِن طَعمِ النَدى ما ذاقه / لَعَصَيتَ فيهِ لائِماً وَعذولا
أُهرب بِنَفسِك لا يهبك فَرُبَّما / أَعطى العذول الرِفد وَالمَعذولا
وَلرُبَّما فتَّشت بعض عَطائِهِ / فَوجدتَ فيهِ السَيد البَهلولا
قَتَل العداة بِجوده وَبِسَيفِهِ / وَالسَيفُ يسهل عندهم تَقتيلا
فانصاعَ قَد ملئت مَضارِب جوده / شكراً ومضرب سَيفِهِ تَفليلا
يَلقى العِدى من كُتُبِهِ بِكتائِبٍ / يَجررن من زرد الحُروف ذُيولا
وَتَرى الصَحيفَة حلبةَ وَجِيادها / أَقلامُها وَصَريرُهُنَّ صَهيلا
في كَفِّهِ قَلَم أَتَمُّ من القَنا / طولاً وَهُنَّ أَتَمُّ منه طولا
قَلَمٌ يقلِّم ظُفرَ كُلَّ ساعة يَكتَسي / وَيَرُدُّ حَدَّ شباتها مَغلولا
وَيُضيءُ منه الطَرس ساعَة يَكتَسي / صَدأ المِداد وَلا يُضيء صَقيلا
ما قَطَّ قَطُّ لكتبه أَقلامه / إِلّا نقمن عَلى العداة ذُحولا
نِبَلٌ حَباها من رؤوسِ بَنانِهِ / ريشاً ومن حلك المِداد نُصولا
فقرت شَواكل كُلُّ أَمرٍ مُشكِلٍ / ورددن مفصل ماله مَفصولا
يَدعو النَبيَّ مِنَ الجُدودِ وَحَيدراً / ومن العُمومةِ جَعفَراً وَعَقيلا
نَسَباً تَرى عنوانه في وَجهِهِ / لا شبهة فيهِ وَلا تأويلا
تغنى بِهِ عَن حُجَّةٍ وَدَلالَةٍ / من ذا يُريد عَلى النَهار دَليلا
يَحكي النَبيَّ شَمائِلاً وَفَضائِلاً / مَن لَم يَكُن كأَبيه كانَ دَخيلا
لَولا الرِسالَة بَعدَ جَدِّكَ أَحمَد / خُتِمَت لقُلنا قَد بُعثتَ رَسولا
أَشبَهتَه خَلقاً وَأَخلاقاً وَما / خالَفته جُمَلاً وَلا تَفصيلا
لَولا أَبوك لما امتلا سَمعُ امرىءٍ / في الأَرضِ تَكبيراً وَلا تَهليلا
يا ابنَ الَّذينَ إِذا اعتَراهم طارِق / تَرَكوا بُيوت المالِ منه طُلولا
يا ابنَ الكِرامِ الأَكرَمينَ مغارِساً / وَالطاهِرينَ مشائخاً وَكهولا
الطَيِّبينَ مَناقِباً وَمَآرِباً / وَمَراتِباً وَمَكاسِباً وَأُصولا
وَالمُسرعين إِلى المَكارِمِ كُلَّما / وَجَدوا إِلى إِتيانِهِنَّ سَبيلا
إِن حارَبوا ملأوا القلوب أَسِنَّة / أَو كاتَبوا ملأوا الطروس فصولا
كَم جِبتُ أَرضاً مثل صدرك في النَدى / عَرضاً وَأخرى مثل باعك طولا
حَتّى وصلت إِلَيكَ يا بَدرُ العُلى / بِمَطيَّةِ مثل الهِلال نُحولا
جَعلت رَجاءَكَ حادِياً مِن خَلفِها / وَضياء وَجهك هادِياً وَدَليلا
إِنّي جَدير بِالنَجاحِ لأَنَّني / أَمَّلت لِلأَمرِ الجَليل جَليلا
لا زالَ فِعلِكَ بِالمَقال مُرصَّعاً / أَبَداً وَعِرضُك بِالعَفافِ صَقيلا
ما غَرَّدَت ورقُ الحَمائِمِ في ذُرى / فَنَنِ الأَراكَةِ بُكرَةً وَأَصيلا
أَلَم بِمَضجَعي بعد الكَلالِ
أَلَم بِمَضجَعي بعد الكَلالِ / خَيالٌ من هِلالِ بَني هِلالِ
بِمُنطَمسِ الصوى لَو حارَ طَيفٌ / لحار بِجَوِّهِ طيف الخَيالِ
فَأَحيا ذكر وَجدٍ وَهوَ مَيت / وَجَدَّدَ رسمَ شوق وَهوَ بالي
فَتاة ما تُنال وكل شيء / نَفيسُ القَدرِ مُمتَنِعُ المَنالِ
وَما تندى لِسائِلها بِوَصلٍ / وَقَد يندى البَخيل عَلى السُؤالِ
وَيَحجُبُ بَينَها أَبَداً وَبَيني / ظَلام النَد أَو غيم الحِجالِ
بِمُقلَتِها لعمر أَبيك سِحرٌ / بِهِ تَصطادُ أَفئدة الرِجالِ
سَمِعنا بِالعُجابِ وَما سَمِعنا / بِأَنَّ اللَيثَ مِن قَنصِ الغَزالِ
لَقَد بَذَلَ الفراق لنا رَخيصاً / لِقاء العامِريَّة وَهوَ غالي
وَأَبدى من محيّاها نَهاراً / يُجاوِر من ذَوائبها لَيالي
أَحن إِلى الفِراقِ لِكَي أَراها / وَإِن كانَ الفِراق عَليَّ لا لي
أَشارَت بِالوَداعِ وَقَد تَلاقَت / عُقودُ الثَغر وَالدَمعِ المُسالِ
وَأَبكاني الفِراقُ لَها فَقالَت / بكاءُ مُتيَّمٍ وَرَحيل قالي
فَقُلتُ لَها أُوَدِّع منك شَمساً / إِلى شمس الهُدى شمس المَعالي
فَتىً عَمَّ المُلوكَ فمن سواهِم / نَوالاً مِنهُ منسكِبُ العزالي
كَذاك الغيث إِن أَرسى بِأَرضٍ / تجلَّلَ كُل مُنخَفِضٍ وَعالي
تَرى في سرجِهِ لَيثاً وَغَيثاً / وعند الغَيثِ صاعِقَة تُلالي
مَلىءٌ بِالعَطايا وَالرَزايا / وَبِالنِعم السَوابِغِ وَالنِكالِ
تبوا الجودُ يُمناهُ محلاً / فَلَيسَ يَهُمُّ عَنها بارتَحالِ
كَأَنَّ الجود بعض الكفِّ منه / فَما لِلبَعضِ عَنها من زَوالِ
يُصافِحُ مِنهُ كَفّاً من عَطايا / تَحفُّ بِها بَنانٌ من نَوالِ
وَلَم أَرَ قَبلَهُ أَسَداً يُلَبّي / إِلى الهَيجاءِ إِن دعيت نَزالِ
أظافره من البيضِ المَواضي / ولبدَته مِن الزَردِ المذالِ
تَراهُ إِذا تَشاجَرَت العَوالي / يفرُّ من الفرارِ إِلى القِتالِ
وَكَم كسبته جُرد الخَيلِ مَجداً / وَلَيسَ لَهُنَّ مِنهُ سِوى الكَلالِ
توسَّطها الوَشيجُ وَفي كِلاها / أَنابيب مِنَ الأُسُلِ الطِوالِ
يُتابِعُ جوده وَيظن بُخلاً / وَفوق الجودِ أَمراسُ الفِعالِ
كأَنَّ صِلاتَهُ لَهُمُ صَلاة / فَلَيسَ تَتِمُّ إِلّا أَن يوالي
مَكارِمُ ما أَلَمَّ بِها كَريم / سِواه ولا خَطَرنَ لَهُ بِبالِ
ورثت الفَضلَ عَن جِدٍ فَجدٍ / إِلى هود النَبيِّ عَلى التَوالي
تنقَّل مِن كَريم في كَريم / كَما ارتمت المَنازِل بِالهِلالِ
نَصرتَ ابن النَبيِّ كَما نَصَرتُم / أَباهُ لَقَد حذوتَ عَلى مِثالِ
فَإِن حارَبت فيه فَرُبَّ حَربٍ / لَكُم في نُصرَةِ التَقوى سِجالِ
فَزَيَّنَ مَجدُكَ الِقبَ البَواقي / وَمَجدُ جُدودِكَ الحَقبِ الخَوالي
وَجود الناس مِن مَوجودِ طيٍ / وجودهُم لِجودِ بَنيك تالي
يَسومونَ النُفوس بِكُلِّ عَضبٍ / يكل فَيرخِصَ المُهجَ الغَوالي
إِذا أَبصرتَهُم فَوقَ المذاكي / رأيتَ الأسد من فَوقِ السَعالي
كَأَنَّهُم عَلَيها وَهيَ تَغدو / لُؤامَ الرِيش مِن فَوق النِبالِ
إِذا ابتَدَروا إِلى الهَيجاءِ قُلنا / سِهامٌ يَبتدرنَ إِلى نِصالِ
بأَيمانٍ كَأَبحُرِها غزار / وَأَحلام كأجبلِها ثِقالِ
رَأَيتُ الناسَ مِثلَ كُعوب رُمحٍ / فَمنهُنَّ السَوافِل وَالعوالي
وَمَن ذا يَستَطيع وأيُّ قَلبٍ / لِجَيش الفَخرِ يَفخَرُ في مَقالِ
وَحاتِم طيٍّ لك عَن يَمينٍ / وزيد الخَيلَ منك عَلى الشِمالِ
وَهَذانِ اللَذانِ يُقرُّ طوعاً / بِفَضلِهما المخالف وَالموالي
وَفيكَ عَن القَديمِ غِنىً ويُغني / ضِياءَ الصُبحِ عَن شعل الذُبالِ
إِذا ما جاءَ شمس الدين غَطّى / سَناهُ كل شَمسٍ أَو هِلالِ
ثأرت بقاتلي عمرو بن هِندٍ / وَما أَنساكَهُ طولُ اللَيالي
صَفوتَ خَلائِقاً وَندىً وَأَصلاً / فَقَد أَزريتَ بِالماءِ الزُلالِ
وَلَو يَحلو كَماء المزنِ خَلقٌ / لما شَرَقَ امرؤ فيهِ بِحالِ
أَرجّي في ظِلالِكَ أَن أُرَجّى / وَيجني العزَّ قَوم في ظِلالي
فَفَضلك قَد غَدا لِلفَضلِ جيداً / وَهَذا المَدح عقدٌ مِن لآلي
وَقَد يسبيك جيد الخودِ عطلاً / وَنَسَبي ضعف ذَلِك وَهوَ حالي
رأَيت العَرضَ يحسُنُ بِالقَوافي / كَما حَسُنَ المُهَنَّد بِالصِقالِ
بِغَير مفرج تَبغي كَريماً / لَقَد حدَّثت نفسك بِالمُحالِ
أَقول إِذا ملأت العَينَ مِنهُ / وَقاكَ اللَهَ مِن عَينِ الكَمالِ
أَذهبت رونق ماء النُصحِ في العَذلِ
أَذهبت رونق ماء النُصحِ في العَذلِ / فاربَعَ فلستَ بِمَعصومِ عَن الزَلَلِ
لِكُلِّ سَهمٍ يَعُدُّ الناس سابغة / تردُّه عَنكَ إِلّا أَسهم المُقَلِ
هامَ الفُؤادُ بِشَمسٍ ما يُزايلها / غَربٌ مِنَ البَينِ أَو غيمٌ مِنَ الكِلَلِ
يَنتابُ دَمعَ النَوى وَاللَهو وَجنَتَها / فقلَّما انفَكَ ظهر الخَدِّ مِن بَلَلِ
لا شيءَ أَكفَر مِن مِسواكَ إِسحلة / يُعلُّهُ الريق لَم يورق وَلَم يَطُلِ
يَخفى شهاب الهَوى في درِّ ريقتها / كَما استكنَّ نَقيع السُمِّ في العُسُلِ
وَفي أُصول الثَنايا بارِد عَلِلٌ / نَفسي الفِداء لِتِلكَ البارِدِ العَلِلِ
كأَنَّ ريقتها بعد الكَرى عَسَلٌ / أَستغفر اللَهَ بَل أَحلى مِنَ العَسَلِ
إِيّاكَ إِيّاكَ تَطريفاً بأَنمُلِها / فَهيَ الأَسِنَّةُ في العَسّالَةِ الذَبلِ
ما بالُ طرفك لا تنمي رَميَّته / كَأَنَّما هوَ رام مِن بَني ثُعَلِ
صَدَّت بِنَجدٍ وَزارَت في طَرابُلُسٍ / وَبَينَنا عَنَقٌ لِلسُّفن وَالإِبِلِ
في خرَّد نُهَّدٍ يعكسنَ أَعيُننا / لِضَوئِهِنَّ كَعَكس الشَمسِ للمُقلِ
تَنقادُ نَحوَ هَواهُنَّ القُلوب كَما اِنقادت / إِلى هِبَةِ اللَهِ العلى ابن علي
فَتىً عَن السُمرِ بِالسُمرِ الكُعوبِ وَعَن / بيضِ الوجوهِ بِبيضِ الهند في شُغلِ
يُزَيِّنُ الدَولَة الغَرّاء مَوضِعه / إِذا تَزَيَّنَت الأَملاكُ بِالدُوَلِ
يُنبي تَبسُّمه عَن نَشرِهِ أَبَداً / وَالغَيث آيَة صَوبِ الوابِل الهَطلِ
يزينها فَوقَ ما زانته فَهوَ بِها / في حُلَّةٍ وَهوَ من عَلياه في حُلَلِ
يَبُشُّ بِالوَفد حَتّى خلت وآفده / وَآفي يُهنِّيه بِالتأخير في الأَجَلِ
عَلا فلا يَستَقِرُّ المالُ في يَدِهِ / وَكَيفَ يُمسِكُ ما في قَنَّة الجَبَلِ
يَقضي بِحُكمِ الهُدى في المُشكِلاتِ كَما / يَقضي بِحُكمِ الظُبيِ في ساعَةِ الوَهلِ
قَد حالَفَ العَدلَ في أَحكامِهِ أَبَداً / وَالعَدلُ خَيرُ اقتِناء الفارِسِ البَطَلِ
تَخشى العِدى أَبَداً صَدرَ الجَوادِ فَقَد / ظَنَّ العِدى أَنَّه صَدرٌ بِلا كَفَلِ
في جَحفَلِ لَجبٍ لَولا تبسّطه / لخلته شهباً من كَثرَةِ الأُسُلِ
كَأَنَّ حُمَر المذاكي الخمر تَحتَهم / وَبيضُهم حبَبٌ يَطفو عَلى القُلَلِ
أَمَّلتُ ذلك عِلماً أَنَّهُ رَجُل / فَردٌ فأبصرت كل الناس في رَجُلِ
يُصغي إِلى سائِلي جَدوى يَديه كَما / يُصغي المُحِبُّ إِلى التَغريدِ وَالغَزَلِ
لَو شاءَ قالَ وَلَم يَكذِب بِمَخبَرِهِ / عَن كُلِّ فَضلٍ أَراهُ أَنَّ ذَلِكَ لي
لأَنَّه اختَرَعَ العَلياء سالفة / وَسائرُ الناسِ من تالٍ وَمُنتَحِلِ
قَد أَحكم الحاكِم المَنصور دولَتَهُ / بآلَ حَيدَرَةٍ في السَهلِ وَالجَبَلِ
وَرَفَّهت كتبهم أَقصى كَتائِبِهِ / عَن الزِيادَة للأَعداءِ وَالقفلِ
تَرضى الدَراريعُ عنهم وَالدُروعُ / وَأَصدافُ القنا وَصُدور البيضِ والأُسُلِ
تاهَت بِهِم دولة الإِسلامِ واِعتَدَلَت / بِعَزمِهِم كاِعتِدالِ الشَمسِ في الحَمَلِ
شادوا وَسادوا بِما يَبنونَ مِن كَرَمٍ / أَساسُ مجدهم المُستَحكِم الأَزلي
تَشابَهوا في اِختِلافِ من زَمانِهِمُ / عِندَ اللَهى وَالنُهى وَالقَولِ وَالعَمَلِ
كالرُمُ أَوَّلَه عَونٌ لآخِرِهِ / وَآخر الرُمحِ عون الأَكعبِ الأُوَلِ
تبعتَ في الجودِ وَالعَليا أَباك وَلَم / تَكذِب كَما تبعَ الوَسميّ صَوبَ وَلي
غَيثانِ أَيّهما جادَت أَنامله / في بَلدَةٍ نَبَتَت بِالمالِ وَالخَولِ
حَلَّيتما الدِين وَالدُنيا بعزِّكما / فَلا أَزالهُما الرَحمن بِالعَطَلِ
وَلا رَأَينا بِعَيني دَهرِنا مَرَهاً / فَأَنتُما في مآقيهِ من الكُحُلِ
وَعشتُما أَبَداً في ظِلِّ مَملَكَةٍ / قَد اِستَعاذَت مِنَ التَغيير وَالدُوَلِ
ما رَقرَقَ المزنُ فَوقَ الأَرضِ أَدمعه / وَحَنَّ ذو شَجَنٍ يَوماً لمرتَحِلِ
هَبوا أَنَّ سِجني مانِعٌ لِوِصالِهِ
هَبوا أَنَّ سِجني مانِعٌ لِوِصالِهِ / فَما الخَطبُ أَيضاً لامتِناعِ خَيالِهِ
نَعَم لَم تَنَم عيني فيطرُق طَيفُهُ / زَوالُ مَنامي عِلَّة لَزَوالِهِ
فِدى الصَبِّ من لم ينسه في بَلائِهِ / وَيَنسى اسمُهُ مَن كانَ في مِثلِ حالِهِ
ومن صارَ سِجني قطعة من صُدودِهِ / وَطول التَنائي قطعة مِن مَلالِهِ
وَلَم تَرَ عيني حاسِدَينَ تَباينا / عَلَيهِ سِوى قَلبي وَتُربِ نِعالِهِ
وَإِنّي لأَطويهِ حِذاراً وَإِنَّما / يَخافُ اغتِيال الجَرحِ عِندَ اِندِمالِهِ
أَلّا بِأَبي الغُصن النَضير وَإِنَّما / كنيتُ بِهِ عَن قَدِّهِ واِعتِدالِهِ
وَلا بِأَبي بَدر المَحاقِ وَإِنَّما / يفدى إِذا حاكاه عِندَ كَمالِهِ
وَلا حَبَّذا نور الأَقاحي عابِساً / وَيا حَبَّذاه ضاحِكاً في ظِلالِهِ
فَإِن فاقه ثغر الحَبيب فَإِنَّما / أُقَرِّب ما أَعيا وجود مِثالِهِ
وَما حُسن هَذا الشِعر إِلّا لنفثِهِ / لَهُ في فَمي من قبل قطع وِصالِهِ
نَطقت بِسِحرٍ بَعدَها غَيرَ أَنَّهُ / مِنَ السِحرِ ما لَم يُختَلَف في حَلالِهِ
كَذاك ابن سيرينٍ لنفثة يوسف / تَكَلَّم في الرُؤيا بمثل مَقالِهِ
أَلا اصرِف إِلى صِدغَيهِ لحظك كله / وَدَع لَحظَه مُستَعمَلاً مِن نِصالِهِ
تَرى فيهِما نونَينِ عُطِّلَ واحِد / وَآخر مَعجوم بِنُقطَةِ خالِهِ
وَمِمّا يُسلّي خطَّة العَرض أَنَّها / وَضُرَّتَها في خطَّة لانتِقالِهِ
وَأَنَّهما مِثلَ البُروجِ لِبَدرِها / إِذا حَلَّ لَم تأمَنَ وَشيك ارتِحالِهِ
وَما الوقف إِلّا في الوزارَة إِنَّها / عقيليَّة مَحفوفة باعتِقالِهِ
أَتَستَغرِب العَلياء أَحمَد ناشِئاً / وَقَد بانَ منه الفَضل قَبلَ فَصالِهِ
صَغيراً تربّيه المَعاليَ فاضِلاً / فَسُوِّدَ مِن إِقبالِهِ في اِقتِبالِهِ
أَراني وَقَد أَعيا عَلى الفِكرِ أَمرَهُ / عَلى أَنَّ فِكري غائِضٌ في احتِفالِهِ
إِذا ما حَوى أَعلى المَراتِبِ ناشِئاً / فَماذا الَّذي يَبقى لحينِ اكتِهالِهِ
نَعَم إِنَّ غايات الجَوادِ إِذا انتَهى / إِلَيها تَبقّى فضله في خِلالِهِ
رأوا فَضلَهُ فاستَحسَنوه وَأَمسَكوا / طِباعاً عَلى أَقدارهم بِخِصالِهِ
فَأَبقوا له في الفَضلِ كثرة شكرهم / وَأَبقى لهم في الفَخرِ قِلَّةَ مالِهِ
وَعَقلٍ كَعذبِ الماءِ مِن نظم عَقله / بِعَقلِ سواه فَهوَ عَذبٌ زُلالِهِ
إِلى أَدبٍ مثل الهَواء أَو الهَوى / مَع الروحِ يَجري جائِلاً في مَجالِهِ
وَذهنٍ لَو الكافور يمنع حَرَّه / لأَزري بفخر المِسكِ عند اعتمالِهِ
وَما كُلُّ ذا التَشبيه إِلّا تَحامُلاً / عَلَيهِ وَلَكِن فضله في احتمالِهِ
وَيا سَيِّدي عَبدٌ دَعاكَ معولاً / عليك وَلَم يَخطُر سِواكَ بِبالِهِ
وَهَل يَستَعينُ المَرءُ من قَعر هُوَّه / لإِخراجِهِ إِلّا بِأَقوى حِبالِهِ
وَأَنتُم أُناس فضلهم غامر الوَرى / فَما بال مِثلي دائِراً في اِنخمالِهِ
وَإِذ صارَ سَعد وابنه مَعِقلاً لَهُ / فَما العُذر في إِطلاقِهِ من عِقالِهِ
هَل ابصَرتُموه شافِعاً بِسِواكم / وَأَنتُم بَعيد وَهوَ في ضيقِ حالِهِ
إِعتِرافي بِعِظَم فَضلِكَ فَضلُ
إِعتِرافي بِعِظَم فَضلِكَ فَضلُ / وَعُدولي عَن كُنهِ وَصفِكَ عَدلُ
كلما رُمت وصف قدرك أَلفيت / صِفاتي تَدنو وَقدرك يَعلو
فَوق طِرفٍ مِنَ العَلاءِ لَهُ / الزُهر مَسامير والأَهِلةُ نَعلُ
قَد حَلا الدَهر مِن حُلولك فيهِ / وَلَقَد يُمزَج الذُعاف فَيَحلو
فَظَلام الزَمان نورٌ وَبؤس / الدَهر نُعمى وَحَرُّهُ منك ظِلُّ
وَإِذا هَزَّكَ الإِمام لِحَربٍ / أَو لِسلمٍ فَأَنتَ نَصرٌ وَنَصلُ
تخمد الحَرب حين تَغمِد بأساً / وَتُسيل الدِماء حينَ تَسُلُّ
ثابَت الجأشِ طائِشَ الجودِ داني / العَفوِ نائي المَدى مُعِزٌّ مُذِلُّ
قوله حِكمَةُ وأَفعاله عَدلٌ / وآراؤُهُ السَديدَةُ فَصلُ
هوَ بَعضُ الأَنام في روية العَين / وَإِن عُدَّ فاضِل فَهوَ كلُ
لا يَشين النَوال منه بِمُطلٍ / إِنَّ طوق العَطاء بِالمُطلِ غُلُّ
يَهزِمُ الجَيش بِالكِتابِ كَأَنَّ / الكُتُبَ مِنهُ كَتائِبُ ما تُفَلُّ
وَكأَنَّ السُطورَ فيها صُفوف / وَكأَنَّ الحُروفَ خيل ورجلُ
كل فَصل فيهِ من القطع وَالوَصل / كَهام العِداةِ قطع وَوَصلُ
فيهِ مَحيا قَومٍ وَمَهلِكَ قَومٍ / أَسِجال مِنَ القَنا أَم سِجِلُّ
وَإِذا راشَ بِالأَنامِلِ أَنبوب / يَراعٍ كَأَنَّما هوَ نَبلُ
قَلَمٌ دَبَّر الأَقاليمَ حَتّى / ظَلَّ فيهِ داعي التَناسُخِ يَغلو
قَلمٌ صَدره سِنانٌ وأُخراهُ / حُسام وَبينَ ذَلِكَ صِلُّ
يا أَبا غانِمٍ أَرى الغَانِمَ / السالِمَ من في يَمينه منكَ حَبلُ
مدحتك العَلياء من قبل مَدحي / وَهوَ مَدحٌ بِنَفسِهِ مستَقِلُّ
لا أَهنِّيك إِذ وليت لِعِلمي / أَنَّ ما ازددتَ فيهِ عَنكَ يَقِلُّ
وَلوَ أَنَّ الإِمامَ وَلّاكَ أَمرَ الشَرقِ / وَالغَربِ كُنت عنه تَجِلُّ
قَد تَهَيَّأتُ لِلرَّحيل إِلى الأَهلِ / فَجُد لي بِمالَهُ أَنتَ أَهلُ
أَينَما كُنتُ في البِلادِ بِنَفسي / فَثَنائي يَحُلُّ حيث تَحُلُّ
قَد تملكتَ بِالمَكارِم حُرّاً / وَهوَ رِقٌّ مُحَرَّمُ ما يَحِلُّ
لا أَذُمُّ الزَمانَ إِذ كنت منه / ما بِدَهرٍ سَخا بِمثلك بُخلُ
لَجَّ في حُبِّ من هويت العَذولُ
لَجَّ في حُبِّ من هويت العَذولُ / إِذ رآني عَن حُبِّهِ لا أَزولُ
قلت لَم تدر ما الهَوى يا عَذولي / أَنتَ عِندي المَعذورُ فيما تَقولُ
كَيفَ يَشكو من لَم يَذُق جَفنَ / عينيهِ هجوعاً وَقلبه متبولُ
مولع بِالغَرامِ مذ كانَ صَبّاً / ناحِلَ الجِسمِ قَد بَراهُ النُحولُ
رشأٌ أَغيدٌ دَعاني إِلَيهِ / مِن شقاء طرف أَحمّ كحيلُ
غُصنُ بانٍ يَميسُ غضاً رَطيباً / يَجذب الخصر منه ردفٌ ثَقيلُ
يَخجل البدر في التَمامِ لحاظات / حَواها وَجهٌ وَسيمٌ جَميلُ
يَتَباهى بِبخلِهِ دون وَصلي / وَهوَ سمح عَلى بُعادي مُنيلُ
إِن تَكُن هاجِري فَذاكَ لِذَنبٍ / كان مِنّي فَإِنَّني مُستَقيلُ
إِن تَذَكَّرت رَوضة الحَزن جادَت / مِن جُفوني عليه تَترى هُمولُ
فَإِذا لَم أَنَل من الجودِ سُؤلي / فَأَخو الجودِ سَيبهُ لي جَزيلُ
رفده ناشىءٌ عَليَّ قَديماً / وَحَديثاً إِلى التَنادي بطولُ
أَنا لَولاهُ لَم أُفارِق بِلادي / لا وَلا كنت عَن بِلادي أَزولُ
كل عافٍ يَهزُّهُ لِنَوالٍ / فَهوَ كايل سُنحُه مَبذولُ
لَم يَزد فيهِ ذاك عُجباً وَلَكِن / زادَه رُتبة جداه الجَزيلُ
هِمَّة همُّها اكتِسابُ المَعالي / فوق قطب العيوق لَيسَ يَزولُ
مَلِكٌ عِندَ سلمِهِ تأمن الدَهرَ وَفي حَربِهِ / حُسامٌ صَقيلُ
يا أَبا النَصرِ قَد نصرت ثغوراً / بَعدَ ما كانَ قَد عَلاه الخُمولُ
وَحقنت الدِماء في كُلِّ ثَغرٍ / بك قَد قام عندك التَهليلُ
هَكَذا تُملَك المَعاي فيبنى الحَمد / وَالمَجد وَالثَناء الجَزيلُ
وَالحَصيف الأَريب لا يَلزم الهَمَّ / بُدنياً عَمّا قَليل تَزولُ
فابق واسلم ما دارَت الشَمس في الدُنيا / وَما قابل الغداة الأَصيلُ
مَحَل العُلى أَنّي حللت مَحلُّها
مَحَل العُلى أَنّي حللت مَحلُّها / وَفيك وَإِن حاز الوَرى البَعضَ كُلُّها
ومذ كُنتَ علياً تَميم وَطال في / كَبيراً إِذا ماتَت وَفي الناسِ قُلُّها
لَقَد يَمَّمَت علياً تَميم وَطال في / سَماء العُلى من فَخرِ فرعك أَصلها
وَكانَت سَجايا الفَضل بكراً فَعِندَما / ولدتَ قَضى الرَحمَنُ أَنَّكَ بَعلُها
فَلَيسَ يُرى في الفَضل مثلك ماجِدٌ / وَلَيسَ يُرى في غَير مثلك مِثلُها
فَفَضلُكَ مَشهورٌ وَلوَ لَم يَكُن بِها / يَمُتّ إِذا لَم يَسرِ في الناس فَضلُها
مَتى ظَمِئَت منّا قَرائِحُ فَهمنا / فَأَنتَ بِريٍّ من نُهاكَ تَعُلُّها
وَإِن عُقِدَت يَوماً مَسائِل حِكمَة / فَأَنتَ بِلا إِعمال فِكرٍ تَحُلُّها
تُصَحِّحُ أَنّي شئتَ مَنها سَقيمها / وَتأَتي إِلى ما صَحَّ مِنها تُعِلُّها
سِواءً إِذا ما رمتَ إِيضاحَ عِلمها / دَقيقُ مَعانيها عَلَيكَ وَجُلُّها
ضَمانٌ عَليَّ أَنَّ قدرَكَ يَرتَقي / بِها في مَعالٍ لا يُنال أَقلُّها
برعت عَلى أَبناء سينِّكَ رِفعَةً / فَأَنتَ فَتاها في الفَخارِ وَكَهلُها
فَضَلتهُم جَمعاً بِشيمَتِكَ الَّتي / جَنى جودها لمّا قَضى النحب مَحلُها
أَبا قاسم إِن تَستَجِد وصف مِدَحتي / فمنك مَعانيها وَأَنتَ مَحَلُّها
فَلا فَضلَ لي بَل فضلها منك كلّه / وَلَكِن كَساني حلَّة الفَخر أَهلُها
عَصى العَواذِلِ إِذ لَجَّت عَواذِلُهُ
عَصى العَواذِلِ إِذ لَجَّت عَواذِلُهُ / وَواصَل الهَمِّ فيمَن لا يُواصِلُهُ
وَطالَ لَيل مُحِبٍّ في تَفَكُّرِهِ / فيمَن لِمَوعُودِهِ أَضحى يُماطِلُهُ
وَكانَ سَمحاً جواداً بِالوِصالِ لَهُ / إِن ضَنَّ يَوماً بِوَصلِ الحُبِّ باخِلُهُ
لِلَّهِ أَيامُنا تِلكَ الَّتي سَلفَت / وَالدَهرُ في غفلة عَنّا نُماحِلُهُ
وَالدَهرُ في غَفلَةٍ عَنّا يَلذُّ لَنا / عَيش الصِبا وَأَلَذ العَيش غافِلُهُ
وَكأَسُنا كَنَسيم المِسكِ عاطِره / يُديرها شادنٌ حُلوٌ شَمائِلُهُ
سَقى النَدامى مُداماً مِن لَواحِظِهِ / من سحر طَرفٍ كساهُ السِحر بابِلُهُ
يَهتَزُّ كالغُصنِ مَيّاس الرِياض غَدا / بِمثله كل ذي عَقلٍ يُماثِلُهُ
أَبا العَلاء الَّذي جلَّت راحَتِهِ / فَلَيسَ في المَجدِ من خَلقٍ يُطاوِلُهُ
ومن له سُحبٌ من غيث راحَتِهِ / عَلى الوَرى بِالنَدى تَهمي هَواطِلُهُ
فَيا عطا اللَهِ يا ابن الأَكرَمينَ وَمَن / بِوَصفِهِ في العُلى قامَت دَلائِلُهُ
أَنتَ الَّذي غمرت بِالجودِ راحته / كُلَّ الأَنامِ وَعَمَّ الخَلق نائِلُهُ
إِيهاً أَبا حَسَنٍ حللت من العُلى
إِيهاً أَبا حَسَنٍ حللت من العُلى / بَينَ السَنامِ وَبَينَ ذرو الكَاهِلِ
أَنّى سحا بك ذا الزَمان وَإِنَّهُ / لمبخِّلٍ بِالكامِلِ ابن الكامِلِ
يا أَيُّها الأُستاذُ لا من غَفلَةٍ / وَاللَهُ قَد يُدعى وَلَيسَ بِغافِلِ
قُل للأَميرِ وَلَيسَ كُلُّ مُحَرِّكٍ / لِلِسانِهِ عند المُلوكِ بِقائِلِ
أُهدي وَيُهدي آخرون فَنَستَوي / ما الفرف بَينَ فَضولهم وَفَضائِلي
زهرُ الرَبيع وَكَيف يَحيا مَوضع / لَم يُحيِهِ سَحُّ الرَبيع الوابِلِ
وَاِعلَم يَقيناً أَنَّ كُلَّ صَنيعَة / عِندي تُعَدُّ ذَخيرَة في الحاصِلِ
لَو كُنتُ بِالبَيداء لَم يَكُ بِدعَةً / عَطَشي وَلَكِنّي بِجَنب الساحِلِ
وَهوَ الرَبيع وَكَيف يَحيا مَوضِع / لَم يُجيهِ سَحُّ الرَبيع الهاطِلِ
أَلا يا غزالاً أَعارَ الغَزالا
أَلا يا غزالاً أَعارَ الغَزالا / جَمالاً وَأَعطى القَضيب اِعتِدالا
وَمِن فَرطِ شَوقي إِلى مُقلتيه / لِقَلبي أَنّي قطعت الحِبالا
يَسُرُّكَ يا مُنَيتي أَن تَرى / مُحِبُّكَ من أَسوأ الناس حالا
فَلِلَّهِ دهر مَضى بِالوِصالِ / فَما كانَ أَحسَن ذاكَ الوِصالا
وَلَمّا تَرَحَّلَت عَنّي بَكَيتُ / بِدَمعٍ سَكوبٍ يَفيض اِنهِمالا
وقلت كما قال من نارِهِ / لِوَشكِ الفراق تزيد اِشتِعالا
أَناخوا جِمالاً وَحازوا جَمالاً / أَظُنُّ الأَحِبَّةَ راموا اِرتِحالا
أَبى اللَهَ أَن يأَتي بِخَير فَيَرتَجى
أَبى اللَهَ أَن يأَتي بِخَير فَيَرتَجى / ذمام فروع قَد ذممنا أُصولَها
إِذا الدار من قبل العَفاءِ نَبَت بِنا / فَكَيفَ تُرَجّى لِلمُقامِ طُلولَها
هَزَزتُ المَواضي فاِنثنَت عَن ضَرائِبي / فَما أَرَ بي من أَن أَهُزَّ كَليلَها
إِذا قيلَ دار الفَخرِ كنتم ضيوفَها / وَإِن قيلَ دار اللُؤم كُنتُم حلولَها
وَقولة خزي فيكُمُ ستتَفِزُّني / وَأعلمُ أَلّا بُدَّ مِن أَن أَقولَها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025