القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ شُهَيد الأَندَلُسي الكل
المجموع : 7
فلمَّا بَدا فيهِمْ سُلَيْمانُ عِنْدَها
فلمَّا بَدا فيهِمْ سُلَيْمانُ عِنْدَها / وصاحَ ابْنُ ذَكْوانٍ فثارَ رِجالُ
هَدَى من ضَلالِ الحائِرِينَ مُحَمّدٌ / وأَذَّنَ بالبَيْتِ العَتِيقِ بِلالُ
وقامَ أَبُو عِمْرَانَ يَرْأَبُ صَدْعَها / بسَعْيٍ تَجَلَّى عن هُداهُ ضَلالُ
وَزِيرٌ متى يَسْتَوْزِرِ المَلْك رأيَهُ / أُمِرتْ له في النَّائِباتِ حِبالُ
ولَيْسَ كمَنْحُوسٍ مِن القَوْمِ مُنْحِسٍ / تَعاظَمَ حتى قِيلَ لَيْسَ يُنالُ
أَعانَتْهُ أَمْوالٌ تَخوَّنَ عَيْنَها / وأَعْلَتْهُ غُثْرٌ سُوقةٌ وسِفالُ
له كَعْبُ نَحْسٍ لم يُصاحِبْ به امْرءاً / على الدَّهْرِ إِلا رُدَّ وَهْوَ خَيالُ
فَفي كُلِّ عَصْر مِن عُصُور حَياتِهِ / تُثَلُّ عُرُوشٌ أَوْ تُدَكُّ جِبالُ
هُوَ الدَّاءُ فاسْتأَصِلْه تَلْبَسْ جَمالَها / وَداءُ كُعُوبِ المُنْحِسِينَ عُضالُ
وفِتْيةٍ كالنُّجُومِ حُسْناً
وفِتْيةٍ كالنُّجُومِ حُسْناً / كُلُّهُمُ شاعِرٌ نَبِيلُ
مُتَّقِدُ الجانِبَيْنِ ماضٍ / كأَنَّهُ الصّارِمُ الصّقِيلُ
راموا انْصِرافي عنِ المَعالي / والغَرْبُ مِن دُونِها فليلُ
فاشتَدَّ في إِثْرِها مِسَحٌّ / كُلُّ كَثِير بها قَلِيلُ
في مَجْلِسٍ شابَهُ التَّصابي / وطارَدَتْ وَصْفَه العُقُولُ
كأَنَّما بابُهُ أَسيرٌ / قد عَرَضَتْ وَسْطَه نُصُولُ
يُرادُ منه المَقال قَسراً / وهْو على ذاكَ لا يَقُولُ
يَنْظُرُ مِنْ لِبْدِهِ لَدَيْنَا / بَحْرُ دَمٍ تَحْتَه يَسِيلُ
كأَنَّ أَخفافَنا علَيْه / مَراكِبٌ ما لها دَلِيلُ
ضَلَّتْ فَلَمْ تَدْرِ أَيْنَ تَجْرِي / فَهْيَ على شطِّهِ تُقِيلُ
هل أَبْصَرَتْ عَيْناكَ يا خَلِيلي
هل أَبْصَرَتْ عَيْناكَ يا خَلِيلي / قَنَافِذاً تُباعُ في زَنْبِيلِ
من حَرْشَفٍ مُعْتَمدٍ جَلِيلِ / ذِي إِبَرٍ تَنفُذُ جِلْدَ الفِيلِ
كأَنَّها أَنْيَابُ بِنْتِ الغُولِ / لَوْ نُخسَتْ في استِ امرئ ثَقِيلِ
لَقَفَّزتْهُ نَحْوَ أَرْضِ النِّيلِ / لَيْسَتْ تُرى طَيَّ حَشا مِنْدِيلِ
نُقْلُ السّخِيفِ المائِنِ الجَهُولِ / وأَكْلُ قَوْمٍ بارِحِي العقُولِ
أُقْسِمُ لا أَطعَمْتُها أَكيلِي / ولا طَعِمْتُها على شَمُولِ
أَمِن رَسْمِ دارٍ بالعَقِيقِ مُحيلِ
أَمِن رَسْمِ دارٍ بالعَقِيقِ مُحيلِ /
وَلمّا هَبَطْنَا الغَيْثَ تُذْعَرُ وحْشُهُ / على كُلِّ خَوَّارِ العِنانِ أَسِيلِ
وَثارَتْ بَناتُ الأَعْوَجِيّاتِ بالضُّحَى / أَبابِيلَ مِن أَعْطَافِ غَيْرِ وَبِيلِ
مُسَوَّمةً نَعْتَدُّها مِن خِيارِها / لطَرْدِ قَنِيصٍ أَوْ لطَرْدِ رعِيلِ
إِذا ما تَغَنَّى الصَّحْبُ فَوْقَ مُتُونها / ضُحيّا أَجابَتْ نَحْتَهُمْ بصَهِيلِ
نَدُوسُ بها أَبْكارَ نَوْرٍ كأَنَّهُ / رِداءُ عَرُوسٍ أُوذِنَتْ بحَلِيلِ
رَمَيْنا بها عرْضَ الصُّوارِ فأَقْعَصَتْ / أَغَنَّ قَتَلْنَاهُ بغَيْرِ قَتِيلِ
وبادَرَ أَصْحابي النُّزُولَ فأَقَبَلَتْ / كَرادِيسُ من عَضِّ الشَّواءِ نَشِيلِ
نُمَسِّحُ بالجودان مِنه أَكُفَّنا / إِذا ما اقْتَنَصْنا منه غَيْرَ قَلِيلِ
فقُلْنا لساقِيها أَدِرْها سُلافةً / شَمُولاً ومِن عَيْنَيْكَ صِرْفَ شَمُولِ
فقامَ بكأسَيْهِ مُطيعاً لأَمْرِنا / يَمِيلُ به الإِدْلالُ كُلَّ ممِيلِ
وشَعْشَعَ راحَيْه فَمازالَ مائِلاً / برأَسٍ كَرِيمٍ منهُمُ وتَلِيلِ
إِلَى أَن ثَناهُمْ راكِدِينَ لِما احْتَسوا / خَلِيعِينَ مِن بَطْشٍ وفَضْلِ عُقُولِ
نَشاوَى على الزَّهْراءِ صَرْعَى كأَنَّهُمْ / أَساطِينُ قَصْرٍ أَوْ جُذُوعُ نَخِيلِ
أَبَرْقٌ بَدا أَمْ لَمْعُ أَبْيَضَ قاصِلِ
أَبَرْقٌ بَدا أَمْ لَمْعُ أَبْيَضَ قاصِلِ / ورَجْعُ صَدى أَمْ رَجْعُ أَشْقَرَ صَاهِلِ
أَلا إِنَّهَا حَرْبٌ جَنَيْتُ بِلَحظَةٍ / إِلى عُرُبٍ يَوْم الكَثِيبِ عَقَائِلِ
هَوى تَغْلِبِيٌّ غالَبَ القَلْبَ فانْطَوَى / على كَمَدٍ مِن لَوْعةِ القَلْبِ داخِلِ
رِدي تَعْلَمِي بالخَيْلِ مَا قَرَّبَ النَّوى / جِيَادَكِ بالثَّرْثَارِ يا ابْنَةَ وائِلِ
جَزَيْنَا بِيَوْمِ المَرْجِ آخَرَ مِثْلَهُ / وغُصْناً سَقَيْنا نَابَ أَسْمَرَ عاسِلِ
تَرَدَّدَ فيها البَرْقُ حتَّى حَسِبْتُهُ / يُشِيرُ إِلى نَجْمِ الرُّبَى بالأَنامِلِ
رُبىً نَسَجَتْ أَيْدي الغَمامِ لِلِبسِها / غَلائِلَ صُفْراً فَوْقَ بِيضِ غلائِلِ
سَهِرْتُ بها أَرْعَى النُّجُومَ وأَنجما / طَوالعَ للرّاعِينَ غَيْرَ أَوافِلِ
وقد فَغَرَتْ فاها بها كُلُّ زَهْرة / إِلى كُلِّ ضَرْعٍ للغَمَامةِ حافِلِ
وَمَرَّتْ جُيوشُ المزْنِ رَهْواً كأَنَّها / عَسَاكِرُ زَنْجٍ مُذْهَبَاتُ المناصِلِ
وحَلَّقَتِ الخَضْراءُ في غُرِّ شُهْبِها / كَلُجَّةِ بَحْرٍ كُلِّلَتْ باليَعالِلِ
تخالُ بها زُهْرَ الكَوَاكِبِ نَرْجِساً / على شَطِّ وادٍ للمَجَرّةِ سائِلِ
وتلْمَحُ مِن جَوزائِها في غُرُوبِها / تَساقُطَ عَرْشٍ واهِن الدَّعْمِ مائِلِ
وتَحْسَبُ صَقْراً واقِعاً دَبَرانَهَا / بعُشِّ الثُّرَيّا فَوْقَ حُمْرِ الحَوَاصِلِ
وبَدْرَ الدُّجَى فيها غَدِيراً وحَوْلَهُ / نُجُومٌ كطَلْعَاتِ الحَمَامِ النَّواهِلِ
كأَنَّ الدُّجَى هَمّي ودَمْعِي نُجُومُهُ / تَحَدَّرَ إِشْفَاقاً لدَهْرِ الأَراذِلِ
هَوَتْ أَنْجُمُ العَلْيَاءِ إِلا أَقلّهَا / وغِبْنَ بما يَحْظَى به كُلُّ عاقِلِ
وأَصْبَحْتُ في خَلْفٍ إذا ما لَمَحْتَهُم / تَبَيَّنْتَ أَنَّ الجَهْلَ إِحْدَى الفَضَائِلِ
وما طابَ في هَذِي البَرِيَّةِ آخرٌ / إِذا هُو لم يُنْجَدْ بطِيبِ الأَوائِلِ
أَرَى حُمُراً فَوْقَ الصَّواهِلِ جَمّةً / فأَبْكي بعَيْنِي ذُلَّ تِلْكَ الصَّواهِلِ
ورُبَّت كُتَّابٍ إِذا قِيل زَوِّرُوا / بَكَتْ مِنْ تَأَنِّيهِمْ صُدُورُ الرَّسائِلِ
ونَاقِلِ فِقْهٍ لم ير اللَّه قَلْبُهُ / يظُنّ بأَنَّ الدِّين حِفْظُ المسائِلِ
وحامِلِ رُمْحٍ راح فَوْقَ مضَائِهِ / بِه كاعِباً في الحيّ ذات مغَازِلِ
حُبوا بالمُنَى دُونِي وغُودِرْتُ دُونَهُمْ / أَرُودُ الأَمانِي في رِياضِ الأَباطِلِ
وما هِي إِلا هِمَّةٌ أَْشجعِيَّةٌ / ونَفْسٌ أَبتْ لِي مِن طلابِ الرَّذائِلِ
وفَهْمٍ لَوِ البِرْجِيس جِئْتُ بجدِّهِ / إِذاً لَتَلَقَّانِي بنَحْسِ المقَاتِلِ
وكَيْف ارْتِضَائِي دارةَ الجهْلِ منْزِلاً / إِذا كانَت الجوْزاءُ بعْض منَازِلي
وصبْرِي على محْضِ الأَذَى مِن أَسافِلٍ / ومجْدِي حُسامِي والسّيادةُ ذابِلي
ولمّا طَما بحْرُ البيانِ بفِكْرتِي / وأَغْرقَ قَرْنَ الشَّمْسِ بعْضُ جداوِلي
زَفَفْتُ إِلى خَيْرِ الورى كُلَّ حُرّةٍ / مِن المدْحِ لم تَخْمُلْ برعِي الخَمائِلِ
وما رمْتُهَا حتَّى حطَطْتُ رِحالَهَا / على ملك منهم أَغَرَّ حُلاحِلِ
وكِدْتُ لفَضْلِ القَوْلِ أَبْلُغُ ساكِتاً / وإِن ساءَ حُسّادِي مدى كُلِّ قائِلِ
أَنُوحُ على نَفْسِي وأَندبُ نُبْلَهَا
أَنُوحُ على نَفْسِي وأَندبُ نُبْلَهَا / إِذا أَنا في الضَّرَّاءِ أَزمعْتُ قتلَهَا
رضيتُ قضاءَ اللَّهِ في كُلِّ حالة / عليَّ وأَحكاماً تيقَّنْتُ عدلَهَا
أَظلُّ قَعيد الدّارِ تجنُبُني العصا / على ضَعْفِ ساقٍ أَوْهَن السُّقْمُ رِجلَهَا
وأَنْعى خسيساتِ ابْنِ آدم عاملاً / براحَةِ طِفْل أَحكم الضُّرُّ نَصْلَهَا
أَلا رُبَّ خَصمٍ قد كفيت وكُرْبةٍ / كشفْتُ ودارٍ كُنْتُ في المحْلِ وبلُهَا
ورُبَّ قَريضٍ كالجرِيضِ بعثْتهُ / إِلى خُطْبةٍ لا يُنْكِرُ الجمْعُ فَضْلَهَا
فمن مُبْلِغُ الفِتْيانِ أَنَّ أَخاهُمُ / أَخُو فَتكةٍ شَنْعَاءَ ما كانَ شكْلَهَا
علَيْكُمُ سلامٌ مِن فَتًى عضَّهُ الرَّدى / ولم ينْس عينْاً أَثْبتَتْ فيه نَبْلَهَا
يُبِينُ وكَفُّ الموْتِ يَخْلَعُ نَفْسه / وداخلُهَا حُبٌّ يهوِّنُ ثُكْلَها
يا سيِّداً أَرِجتْ طِيباً شمائِلُهُ
يا سيِّداً أَرِجتْ طِيباً شمائِلُهُ / وشاكَلَتْ شِعْرَهُ حُسْناً رَسَائِلُهُ
وسَائِلاً لِيَ عَمَّا لَيْسَ يَجْهَلُهُ / ولا الَّذِي كُلِّفَ التَّفْصِيلَ جاهِلُهُ
الوَرْدُ عَهْداً ونَشْراً صِنْوُ عهْدِكَ لا / تُنْسِي أَواخِرَهُ طِيباً أَوائِلُهُ
ووَصْلُه في كِلا الحالَيْنِ مُفْتَرَضٌ / سِيّانِ قاطِعُهُ جَهْلاً وواصِلُهُ
فالعُودُ يَخْفُقُ والمِزْمَارُ يَتْبَعُهُ / وهاجِرُ الرّاحِ قد هاجَتْ بَلابِلُهُ
تُخْبِرْ بِمِثْلِ الَّذِي أَنْتَ العَلِيمُ به / أَيَّامُنَا والصِّبَا تُعْصَى عواذِلُهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025