القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو ذُؤَيب الهُذَلي الكل
المجموع : 4
يَقولونَ لي لَو كانَ بِالرَملِ لَم يَمُت
يَقولونَ لي لَو كانَ بِالرَملِ لَم يَمُت / نُشَيبَةُ وَالطُرّاقُ يَكذِبُ قيلُها
وَلَو أَنَّني اِستَودَعتُهُ الشَمسَ لَاِرتَقَت / إِلَيهِ المَنايا عَينُها وَرَسولُها
وَكُنتُ كَعَظمِ العاجِماتِ اِكتَنَفنَهُ / بِأَطرافِهِ حَتّى اِستَدَقَّ نُحولُها
عَلى حينَ ساواهُ الشَبابُ وَقارَبَت / خُطايَ وَخِلتُ الأَرضَ وَعثاً سُهولُها
حَدَرناهُ بِالأَثوابِ في قَعرِ هُوَّةٍ / شَديدٍ عَلى ما ضَمَّ في اللَحدِ جولُها
أَلا زَعَمَت أَسماءُ أَن لا أُحِبُّها
أَلا زَعَمَت أَسماءُ أَن لا أُحِبُّها / فَقُلتُ بَلى لَولا يُنازِعُني شُغلي
جَزَيتُكِ ضِعفَ الوُدِّ لِما شَكَيتِهِ / وَما إِن جَزاكِ الضِعفَ مِن أَحَدٍ قَبلي
لَعَمرُكَ ما عَيساءُ تَتبَعُ شادِناً / يَعِنُّ لَها بِالجِزعِ مِن نَخِبِ النَجلِ
إِذا هِيَ قامَت تَقشَعِرُّ شَواتُها / وَيُشرِقُ بَينَ الليتِ مِنها إِلى الصُقلِ
تَرى حَمَشاً في صَدرِها ثُمَّ إِنَّها / إِذا أَدبَرَت وَلَّت بِمُكتَنِزٍ عَبلِ
وَما أُمُّ خِشفٍ بِالعَلايَةِ تَرتَعي / وَتَرمُقُ أَحياناً مُخاتَلَةَ الحَبلِ
بِأَحسَنَ مِنها يَومَ قالَت كُلَيمَةً / أَتَصرِمُ حَبلي أَم تَدومُ عَلى الوَصلِ
فَإِن تَزعُميني كُنتُ أَجهَلُ فيكُم / فَإِنّي شَرَيتُ الحِلمَ بَعدَكِ بِالجَهلِ
وَقالَ صِحابي قَد غُبِنتَ وَخِلتُني / غَبَنتُ فَلا أَدري أَشَكلُهُمُ شَكلي
فَإِن تَكُ أُنثى في مَعَدٍّ كَريمَةً / عَلَينا فَقَد أُعطيتِ نافِلَةَ الفَضلِ
عَلى أَنَّها قالَت رَأَيتُ خُوَيلِداً / تَنَكَّرَ حَتّى عادَ أَسوَدَ كَالجِذلِ
فَتِلكَ خُطوبٌ قَد تَمَلَّت شَبابَنا / زَماناً فَتُبلينا الخُطوبُ وَما نُبلي
وَتُبلى الأُولى يَستَلئِمونَ عَلى الأولى / تَراهُنَّ يَومَ الرَوعِ كَالحِدَإِ القُبلِ
فَهُنَّ كَعِقبانِ الشُرَيفِ جَوانِحٌ / وَهُم فَوقَها مُستَلئِمو حَلَقِ الجَدلِ
مَنايا يُقَرِّبنَ الحُتوفَ لِأَهلِها / جِهاراً وَيَستَمتِعنَ بِالأَنَسِ الجَبلِ
وَمُفرِهَةٍ عَنسٍ قَدَرتُ لِرِجلِها / فَخَرَّت كَما تَتّابَعُ الريحُ بِالقَفلِ
لِحَيٍّ جِياعٍ أَو لِضَيفٍ مُحَوَّلٍ / أُبادِرُ ذِكرا أَن يُلَجَّ بِهِ قَبلي
رَوَيتُ وَلَم يَغرَم نَديمي وَحاوَلَت / بَني عَمِّها أَسماءُ أَن يَفعَلوا فِعلي
فَما فَضلَةٌ مِن أَذرِعاتٍ هَوَت بِها / مُذَكَّرَةٌ عَنسٌ كَهادِيَةِ الضَحلِ
سُلافَةُ راحٍ ضُمِّنَتها إِداوَةٌ / مُقيَرَّةٌ رِدفٌ لِآخِرَةِ الرَحلِ
تَزَوَّدَها مِن أَهلِ مِصرٍ وَغَزَّةٍ / عَلى جَسرَةٍ مَرفوعَةِ الذَيلِ وَالكِفلِ
فَوافى بِها عُسفانَ ثُمَّ أَتى بِها / مَجَنَّةَ تَصفو في القِلالِ وَلا تَغلي
فَرَّوحَها مِن ذي المَجازِ عَشِيَّةً / يُبادِرُ أَولى السابِقاتِ إِلى الحَبلِ
فَجِئنَ وَجاءَت بَينَهُنَّ وَإِنَّهُ / لَيَسمَحُ ذِفراها تَزَغَّمُ كَالفَحلِ
فَجاءَ بِها كَيما يُوافِيَ حِجَّةً / نَديمُ كِرامٍ غَيرُ نِكسٍ وَلا وَغلِ
فَباتَ بِجَمعٍ ثُمَّ تَمَّ إِلى مِنىً / فَأَصبَحَ رَأداً يَبتَغي المَزجَ بِالسحلِ
فَجاءَ بِمَزجٍ لَم يَرَ الناسُ مِثلَهُ / هُوَ الضَحكُ إِلّا أَنَّهُ عَمَلُ النَحلِ
يَمانِيَةٍ أَحيا لَها مَظَّ مَأبِدٍ / وَآلِ قَراسٍ صَوبُ أَسقِيَةٍ كُحلِ
فَما إِن هَما في صَحفَةٍ بارِقِيَّةٍ / جَديدٍ أُرِقَّت بِالقَدومِ وَبِالصَقلِ
بِأَطيَبَ مِن فيها إِذا جِئتُ طارِقاً / وَلَم يَتَبَيَّن ساطِعُ الأُفُقِ المُجلى
إِذا الهَدَفُ المِعزابُ صَوَّبَ رَأسَهُ / وَأَمكَنَهُ ضَفوٌ مِنَ الثَلَّةِ الخُطلِ
وَقائِلَةٍ ما كانَ حِذوَةُ بَعلِها
وَقائِلَةٍ ما كانَ حِذوَةُ بَعلِها / غَداتَئِذٍ مِن شاءِ قِردٍ وَكاهِلِ
تَوَقّى بِأَطرافِ القِرانِ وَعَينُها / كَعَينِ الحُبارى أَخطَأَتها الأَجادِلُ
رَدَدنا إِلى مَولىً بَنيها فَأَصبَحَت / تُعَدُّ بِها وَسطَ النِساءِ الأَرامِلِ
وَأَشعَثَ بَوشِىٍّ شَفَينا أُحاحَهُ / غَداتَئِذٍ ذي جَردَةٍ مُتَماحِلِ
أَهَمَّ بِنَيهِ صَيفُهُم وَشِتاؤُهُم / فَقالوا تَعَدَّ وَاِغزُ وَسطَ الأَراجِلِ
تَأَبَّطَ نَعلَيهِ وَشِقَّ فَريرِهِ / وَقالَ أَلَيسَ الناسُ دونَ حَفائِلِ
دَلَفتُ لَهُ تَحتَ الوَغى بِمُرِشَّةٍ / مُسَحسِحَةٍ تَعلو ظُهورَ الأَنامِلِ
كَأَنَّ اِرتِجازَ الجُعثُمِيّاتِ وَسطَهُم / نَوائِحُ يَجمَعنَ البُكا بِالأَزامِلِ
غَداةَ المُلَيحِ نَحنُ كَأَنَّنا / غَواشي مُضِرٍّ تَحتَ ريحٍ وَوابِلِ
رَمَيناهُمُ حَتّى إِذا اِربَثَّ أَمرُهُم / وَعادَ الرَصيعُ نُهيَةً لِلحَمائِلِ
عَلَوناهُمُ بِالمَشرَفِيِّ وَعُرِّيَت / نِصالُ السُيوفِ تَعتَلي بِالأَماثِلِ
أَساءَلتَ رَسمَ الدارِ أَم لَم تُسائِلِ
أَساءَلتَ رَسمَ الدارِ أَم لَم تُسائِلِ / عَنِ السَكنِ أَم عَن عَهدِهِ بِالأَوائِلِ
لِمَن طَلَلٌ بِالمُنتَضى غَيرُ حائِلِ / عَفا بَعدَ عَهدٍ مِن قِطارٍ وَوابِلِ
عَفا بَعدَ عَهدِ الحَيِّ مِنهُم وَقَد يُرى / بِهِ دَعسُ آثارٍ وَمَبرَكُ جامِلِ
عَفا غَيرَ نُؤيِ الدارِ ما إِن أُبينُهُ / وَأَقطاعِ طُفيٍ قَد عَفَت في المَعاقِلِ
وَإِنَّ حَديثاً مِنكِ لَو تَبذُلينَهُ / جَنى النَحلِ في أَلبانِ عوذٍ مَطافِلِ
مُطافيلَ أَبكارٍ حَديثٍ نِتاجُها / تُشابُ بِماءٍ مِثلَ ماءِ المَفاصِلِ
رَآها الفُؤادُ فَاِستُضِلَّ ضَلالُهُ / نِيافاً مِنَ البيضِ الحِسانِ العَطابِلِ
فَإِن وَصَلَت حَبلَ الصَفاءِ فَدُم لَها / وَإِن صَرَمَتهُ فَاِنصَرِم عَن تَجامُلِ
لَعَمري لِأَنتَ البيتُ أُكرِمُ أَهلَهُ / وَأَجلِسُ في أَفيائِهِ بِالأَصائِلِ
وَما ضَرَبٌ بَيضاءُ يَأوي مَليكُها / إَلى طُنُفٍ أَعيا بِراقٍ وَنازِلِ
تُهالُ العُقابُ أَن تَمُرَّ بَريدِهِ / وَتَرمي دُروءٌ دونَهُ بِالأَجادِلِ
تَنَمّى بِها اليَعسوبُ حَتّى أَقَرَّها / إِلى مَألَفٍ رَحبِ المَباءَةِ عاسِلِ
فَلَو كانَ حَبلٌ مِن ثَمانينَ قامَةً / وَسَبعينَ باعاً نالَها بِالأَنامِلِ
تَدَلّى عَلَيها بِالحِبالِ مُوَثِّقاً / شَديدَ الوَصاةِ نابِلٌ وَاِبنُ نابِلِ
إِذا لَسَعَتهُ الدَبرُ لَم يَرجُ لَسعَها / وَخالَفَها في بَيتِ نوبٍ عَواسِلِ
فَحَطَّ عَلَيها وَالضُلوعُ كَأَنَّها / مِنَ الخَوفِ أَمثالُ السِهامِ النَواصِلِ
فَشَّرجَها مِن نُطفَةٍ رَجَبِيَّةٍ / سُلاسِلَةٍ مِن ماءِ لِصبٍ سُلاسِلِ
بِماءٍ شُنانٍ زَعزَعَت مَتنَهُ الصَبا / وَجادَت عَلَيهِ ديمَةٌ بَعدَ وابِلِ
بِأَطيَبَ مِن فيها إِذا جِئتَ طارِقاً / وَأَشهى إِذا نامَت كِلابُ الأَسافِلِ
وَيَأشِبُني فيها الأولاءِ يَلونَها / وَلَو عَلِموا لَم يَأشِبوني بِطائِلِ
وَلَو كانَ ما عِندَ اِبنِ بُجرَةَ عِندَها / مِنَ الخَمرِ لَم تَبلُل لَهاتي بَناطِلِ
فَتِلكَ الِّتي لا يَبرَحُ القَلبَ حُبُّها / وَلا ذِكرُها ما أَرزَمَت أُمُّ حائِلِ
وَحَتّى يَؤوبَ القارِظانِ كِلاهُما / وَيُنشَرَ في القَتلى كُلَيبٌ لِوائِلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025