المجموع : 14
كَأَنَّها حينَ تَناءى خَطوُها
كَأَنَّها حينَ تَناءى خَطوُها / أَخْنَسُ مَوشِيُّ الشَّوى يَرْعى القُلَلْ
باتَت لَهُ مِن شُرَطِيّ لَيلَةٌ / جادَتْ عَلَيهِ سَبَلا بَعدَ سَبَلْ
أَلجَأَهُ اللَّيْلُ إِلى حِقْفِ ثَرى / وَفيهِ صِرُّ ذاتُ حَتفٍ وَوَجَلْ
يَدعو بِظلفَيهِ تُرابا هايِلاً / يَخلطُ رَيثاً وَفُتوراً بعَجَلْ
يَسوفُ أَعلاهُ وَطَورا يَنتَحي / لِلعِرْقِ بِالسِّنِّ فَما شاءَ فَعَلْ
حَتّى إِذا اللَّيلُ تَفَرّى ثَوبهُ / عَنهُ غَدا ينفض عطفَيهِ البَلَلْ
كَأَنَّهُ مُدَّرِعُ قُبْطِيَّةً / مُعتَجِرٌ بِفَضلِها أَو مُشتَمِلْ
فَجالَ يَقْرو أَخطَباً أَطاعَهُ / نوءُ السِّماكينَ بِثَجَّاجِ زَجِلْ
إِن يَستَرِبْ بِنبأة يَبعَثْ لَها / طَليعَةً تَنفُض أَطرافَ السُّبُلْ
مِن أَذُنَينِ يَطَّبي سَمعهما / مِنَ السُّكونِ حَرَكاتٍ تَعتَمِلْ
فَاِرتاعَ مِن غُضْفٍ يُراعينَ بِهِ / شَوازِبٍ مِثل قِداحِ المُنتَصِلْ
يَسعى بِها أَطلَس عارٍ مُبتَذِل / لَيسَ بِراعي غَنَمٍ وَلا إِبِلْ
يَرمي بِها الغيطانَ كَالسِّيدِ المول / يُشبِهُ ما شَبَّهته غَير الرجلْ
فَاِكتَنَفتْهُ فَنَحا يَقدُمُها / فَاِحتَفَلَتْ في شَدِّها ثُمَّ اِحتَفَلْ
حَتّى إِذا كادَت ثَنَت صَولَتَهُ / عَزيمَةٌ مِنهُ وَجدٌّ لَم يَزَلْ
فَجالَ فيها جَولَةً مُعتَرِضاً / فَاِختَلَّ بِالرَّوقينِ أَقراب الأوَلْ
كَأَنَّهُ اِبنُ فارِسِيّ يَنتَحي / لِلقِرنِ طَعناً بِمهزٍّ مُعتَدِلْ
غادَرَها تَكبو عَلى أُنوفِها / رَوادِياً وَاِنقَضَّ كَالنَّجمِ الموَلْ
هاتيكَ بَعدَ الأَينِ وَالأَين وَقَد / طالَ بِها الإِرقالُ لا البَولُ المدَلْ
إِلى الوَزيرِ الحَسَن اِستَنجَدْتُها / إِلى مَناخِ وَمَزارٍ وَمَحَلْ
أَيّ مَزارٍ وَمَناخٍ وَمَحَلّ / لِخايِفِ أَو مُستَريشٍ ذي أَمَلْ
دعامَةُ الملكِ وَحَيثُ اِعتَمَدَتْ / أَركانُهُ وَالحَرز مِن رتبِ الدُّوَلْ
سَيفُ أَميرِ المُؤمِنينَ المُنتَضى / وَحِصنُ ذي الرّياسَتَينِ المعتَقَلْ
مِن عصبَةٍ أَنْقَذَنا اللَّهُ بِها / وَثبت الإِسلامُ مِن بَعدِ الزَّلَلْ
طَيِّبَة الأَصلِ مَعَ الفَرعِ لَها / غُصْنان يَهتَزَّانِ في رُكنِ جَبَلْ
حَفافي الملك يَذودانٍ مَعاً / عَن حُرمَةِ الدِّينِ وَمِيراثِ الرُّسُلْ
أُقسِمُ بِاللَّهِ يَميناً بَرَّة / وَالعيسُ تَجتابُ اليَبابَ المُتَّصِلْ
لَقَولُكَ القَولُ الَّذي يشفي العَمى / وَرأيُكَ الرَّأيُ بِهِ قامَ المَيَلْ
أَنتُم يَدُ الملكِ الَّتي صالَ بِها / خَليفَةُ اللَّهِ عَلى حينِ وَهِلْ
وَهَضْبَةُ الدِّينِ وَأَنصارُ الهُدى / وَعِصْمَةُ الحَقِّ وَفُرسانُ الفُلَلْ
وَباذلو الخَيرَ لما يُسْأَلوا / وَباذلو الخَيرَ إِذا الخَيرُ سئلْ
وَموقِدو الحَرب لَدى إِطفائِها / وَمُطفِؤُها وَهيَ تَرمي بِالشُّعَلْ
آباؤُكَ الغُرُّ الأُلى جدُّهُم / كسرى أَنو شروانُ يَروونَ الأَسَلْ
مِن كُلِّ ذي تاجٍ إِذا هم مَضى / قُدْماً لِما هَمَّ وَإِنْ قالَ فَعَلْ
فَأَينَ لا أَينَ وَأَينَ مِثلُكُم / وَأَنتُم الأَملاكُ وَالنَّاسُ خَوَلْ
تَركَ اللَّهوِ وَالصِبى
تَركَ اللَّهوِ وَالصِبى / وَتَخَلَّى مِنَ الغَزَلْ
إِذ بَدا الشَّيبُ في مَجا / لي عِذاريهِ وَاِشتَعَلْ
وَرَأى البيضَ قَد قَطَع / نَ مِنَ الحَبلِ ما وَصَلْ
فَاِبتَغي وَصلَ كُلِّ ذي / هَيَفٍ مُشرِفِ الكَفَلْ
لا يُبالي أَشابَ مِن / عاشِقيهِ أَو اِكتَهَلْ
لا يرى يَكرَهُ الخضا / ب وَإِن كانَ قَد نَصَلْ
يَأمَنُ الطَّمث مِنهُ في / عاجِلِ الأَمرِ وَالحَبَلْ
مُستَعِدٌ لِما يُطا / لَبُ وَقفٌ عَلى العلَلْ
كُلَّما قُلتُ سَيِّدي / جَدِّدِ الوَصلَ لي وَصَلْ
وَإِذا شِئتَ أَن يَزو / رَكَ في خلوَةٍ فَعَلْ
وَإِذا قامَ جارُ بَيْ / تِكَ مَن ذا الَّذي دَخَلْ
وَعَلا صَوتُهُ وَشَن / نَعَ في لَفظَة فَقُلْ
رَجُلٌ جاءَ طالِباً / بَعضَ ما يَطلُبُ الرَّجُلْ
فَدَفَعناهُ فَاِنثَنى / وَفَتَلناهُ فَاِنفَتَلْ
وَرَفَعنا بِهِ فَخَرْ / رَ عَلى الوَجهِ وَاِنخَزَلْ
فَإِذا خَلفَهُ جَبَل / فَتَوقَّلتُ في الجَبَلْ
وَتَطَأطَأتُ فَاِستَوى / وَتَرَفَّعتُ فَاِحتَمَلْ
فَإِذا ريقُهُ أَلَذْ / ذُ وَأَحلَى مِنَ العَسَلْ
فَتَرَوَّيتُ وَاِعتَزَل / تُ كَما كُنتُ وَاِعتَزَلْ
ساعَة ثُمَّ أَنَّهُ / وَجَد الحُرَّ فَاِغتَسَلْ
وَمَضى لَم يَكُن وَرا / ذاكَ شَيءٌ فَما العَذَلْ
خَيرُ ما نالَت الرَّعِيَّةُ هذا ال
خَيرُ ما نالَت الرَّعِيَّةُ هذا ال / أَمنُ أَمنُ النُّفوسِ وَالأَموالِ
وَلَنا حاكِمٌ يُجاوِزُ هاذا / كَ وَهذا بِنا إِلى الإِفضالِ
دَفَعَ اللَّهُ عَنكَ نايِبَةَ الدَّه
دَفَعَ اللَّهُ عَنكَ نايِبَةَ الدَّه / رِ وَحاشاكَ أَن تَكونَ عَليلا
أشهد اللَّه ما عَلِمتُ وَما ذا / كَ مِنَ الغَدرِ جائِزاً مَقبولا
وَلَعَمري إِن لَو عَلِمتُ فَلازَمتَ / كَ حولاً لَكانَ عِندي قَليلا
إِنَّني أرتَجي وَإِن لَم يَكُن ما / كانَ مِمّا نَعِمت مِنّي جَميلا
أَن أَكونَ الَّذي إِذا ضمنَ ال / إخلاص لَم يَلتَمِس عَلَيهِ كَفيلا
ثُمَّ لا يَبذُلُ المَوَدَّةِ حَتّى / يَجعَلِ الجهد قَبلها مَبذولا
فَإِذا قالَ كانَ ما قالَ أَو كا / نَ بَعيداً مِن خلقهِ أَن يَقولا
فَاِجعَلن لي إِلى التَّعَلُّقِ بِالقَد / رِ سَبيلا إِن لَم أَجد لي سَبيلا
فَقَديماً ما جادَ بَالعَفوِ وَالفَض / لِ وَما سامَحَ الخَليلُ الخَليلا
رَبّ مَن أَهدى لَنا شغلاً
رَبّ مَن أَهدى لَنا شغلاً / لَم يحقّ إِلَّا بِهِ الشُّغُل
دائِباً يَسعى لِيَنقُضها / نَجذاهي يَنقُضُ الدّوَل
أَعزِز عَلَيَّ بِأَن تَكونَ عَليلا
أَعزِز عَلَيَّ بِأَن تَكونَ عَليلا / أَو أَن يَكونَ بِكَ السِّقامُ نَزيلا
وَوَدِدتُ أَنِّي مالِكٌ لِسَلامَتي / فَأعيركاها بُكرَةً وَأَصيلا
فَتَكون تَسعى سالِماً بِسَلامَتي / وَأَكونُ مِمّا قَد عَراكَ بَديلا
وَأَنا أَخٌ لَكَ أَشتَكي ما تَشتَكي / وَكَذا الخَليلُ إِذا أَجَلَّ خَليلا
لَيتَ شِعري عَن أَملَحِ النَّاسِ دَلا
لَيتَ شِعري عَن أَملَحِ النَّاسِ دَلا / أَمُقيمٌ لَنا عَلى العَهدِ أَم لا
زَعَموا أَن مَن تَشاغَلَ بِاللَّذا / تِ عَمَّن يُحِبُّهُ يَتَسَلَّى
كَذَبوا وَالَّذي تُساقُ لَهُ البُدنُ / وَمَن لاذَ بِالطَّوافِ وَصَلَّى
لرسيسُ الهَوَى أَحَرُّ مِن الجَم / رِ عَلى قَلبِ عاشِق يَتَقَلَّى
رُبَّتَ دار بَعدَ عِمرانِها
رُبَّتَ دار بَعدَ عِمرانِها / أَضحَت خَلاءً ما بِها آهِلُ
لَم تَدخُلِ البَهجَةُ دارَ اِمرِئٍ / إِلَّا وَما يَهدِمُها داخِلُ
ما يَأمَنُ الدُّنيا وَأَيَّامَها / بَعدي إِلَّا أَنوكَ جاهِلُ
أَخنى عَلَيَّ الدَّهرُ كَلكَلَهُ
أَخنى عَلَيَّ الدَّهرُ كَلكَلَهُ / وَعَدا عَلى عَيشي فَبَدَّلَهُ
وَكأَنَّما جَهِدَت أَلِيَّتُهُ / أَن لا يَرى خَيراً فَيَفعَلَهُ
ما إِن يَزالُ يُجِدُّ داهِيَةً / تَحدو بِها نَحوي رَواحِلُهُ
وَيَنوبُني مِنهُ بِمعضِلَةٍ / يَرمي بِها جِسمي لِيُنحِلَهُ
فَإِذا رَتَقتُ الأَمرَ بادره / بِالفتقِ إِصراراً وَعاجلَهُ
لَو كانَ يُعقِبُ مَرَّةً فَرَحاً / وَيَسوءُ أُخرى لاحتَمَلتُ لَهُ
وَلَخلتُ مِنهُ ذاكَ فائِدَةً / لكِن أَبى إِلَّا تحاملَهُ
فَلَئِن ذَمَمتُ العَيشَ آخِرَهُ / فَلَقَد حَمِدتُ العَيشَ أَوَّلَهُ
لِلَّهِ أَوَّلُنا وَآخِرُنا / ما كانَ أَجوَدَهُ وَأَعدَلَهُ
يا لَيتَ هذا كانَ أَوَّلنا / يَعدو لِآخِرنا فَيَقتُلَهُ
أَأَحيا بَعدَ صَدِّك إِن عُمري
أَأَحيا بَعدَ صَدِّك إِن عُمري / لَعَمرُكَ بَعدَ ذا عُمرٌ طَويلُ
بُليتُ عَلى مُطاوَلَة اللَّيالي / وَحُبُّك ما يمحُّ وَما يَزولُ
رَأَيتُكَ قَد عَقَدتَ عَلى جَفائي / كَأَنَّ زِيارَتي ذَنبٌ جَليلُ
سِهامُ المَوتِ مُقبِلَةٌ وَإِنِّي / أَرى أَنِّي لِأَوَّلِها قَتيلُ
يا ظالِماً نَحَل الإِساءَة غيرَه
يا ظالِماً نَحَل الإِساءَة غيرَه / إِنِّي لِذاكَ وَإِن عَنَفتَ لَقابِلُ
أَمّا اللِّسانُ فَمُنصِفٌ مُتَبَدِّلٌ / وَضَميرُ قَلبِكَ فيهِ داءٌ داخِلُ
فَإِذا نَطَقتَ خَصَمتَني فَكَأَنَّني / لَكَ قاطِعٌ حَبلاً وَأَنتَ الواصِلُ
بِاللَّهِ رَبِّكَ هَل يَسُرُّكَ أَنَّني / أَصبَحتُ مَقتولاً وَأَنتَ القاتِلُ
وَصَهباءَ كَرخِيَّةٍ عُتِّقَت
وَصَهباءَ كَرخِيَّةٍ عُتِّقَت / فَطالَت بِها في الدِّنانِ الطِّيلْ
فَلَم يَبقَ مِنها سِوى لَونِها / وَنَكهَةِ ريحٍ بِها لَم تَزَلْ
كَأَنَّ خَيالاً لَدى كَأسِها / يَدُقُّ عَنِ الطَّرفِ ما لَم يَجُلْ
فَإِن جالَ قُلتَ سَرابٌ جَرى / عَلى جانِبِ الكَأسَ لا بَل أَقَلْ
تُسَمَّى وَلَيسَ لَها في اليَقي / نِ مَعنى وُجودٍ عَلَيها يَدُلْ
فَلَولا الدَّلالَةُ عَن ريحِها / لَضَلَّت وَلكِن أَبَت أَن تَضِلْ
تَرى بِالتَّوَهُّمِ لا بِالعَيا / نِ وَتُشرَبُ بِالقَولِ لا بِالعَمَلْ
كَفاني مِن ذَوقِها شَمُّها / فَرحتُ أجرُّ ثِيابَ النَّمِلْ
سَقى قَبرَكَ الهاطِلُ المُسبِلُ
سَقى قَبرَكَ الهاطِلُ المُسبِلُ / وَجادَت لَكَ الدِّيَمُ الحُفَّلُ
وَأَسكَنَكَ اللَّهُ خُلدَ الجِنا / نِ وَجاوَركَ المُصطَفى المُرسَلُ
فَقَد بِنتَ مِنَّا عَلى حاجَةٍ / وَهَل يُدفَعُ القَدَرُ المُنزَلُ
يا اِبنَ الخَلائِفِ وَالأَملاكِ إِن نُسِبوا
يا اِبنَ الخَلائِفِ وَالأَملاكِ إِن نُسِبوا / حُزتَ الخِلافَةَ عَن آبائِكَ الأوَلِ
أجُرتَ أَم رَقَدَت عَيناكَ عَن عجب / فيهِ البَرِيَّةُ مِن خَوفٍ وَمِن وَهَلِ
وَلَّيتَ أَربَعَةً أَمرَ العِبادِ مَعاً / وَكُلُّهُم حاطِبٌ في حَبلِ مُحتَبِلِ
هذا سُليمانُ قَد مَلَّكتَ راحَتَهُ / مَشارِقَ الأَرضِ مِن سَهلٍ وَمِن جَبَلِ
مَلَّكتَهُ السِّندَ فَالشِّحرَينِ مِن عَدنٍ / إِلى الجَزيرَةِ فَالأَطرافِ مِن مَلَلِ
خِلافَةٌ قَد حَواها وَحدَهُ فَمَضَت / أَحكامُهُ في دِماءِ القَومِ وَالنَّفَلِ
وَاِبنُ الخَصيبِ الَّذي مَلَّكتَ راحَتَهُ / خِلافَةَ الشّامِ وَالغازِين وَالقَفَلِ
فَنيلُ مِصرَ فَبَحرُ الشّامِ قَد جَريا / بِما أَرادَ مِنَ الأَموالِ وَالحُلَلِ
كَأَنَّهُم في الَّذي قَسَّمتَ بَينَهُمُ / بَنو الرَّشيدِ زَمانَ القَسمِ لِلدُّوَلِ
حَوى سُلَيمانُ ما كانَ الأَمينُ جَوى / مِنَ الخِلافَةِ وَالتَّبليغِ لِلأَمَلِ
وَأَحمَدُ بنُ خَصيبٍ في إِمارَتِهِ / كَالقاسِمِ بن الرَّشيدِ الجامِعِ السُّبُلِ
أَصبَحتَ لا ناصِحٌ يَأتيكَ مُستَتِراً / وَلا عَلانِيةً خَوفاً مِنَ الحِيَلِ
سَل بَيتَ مالِكَ أَينَ المالُ تَعرِفُهُ / وَسَل خَراجَكَ عَن أَموالِكَ الجُمَلِ
كَم في حُبوسِكَ مِمَّن لا ذُنوبَ لَهُم / أَسرى التَّكَذُّبِ في الأَقيادِ وَالكَبَلِ
سُمّيتَ بِاِسمِ الرَّشيدِ المُرتَضى فيهِ / قِس الأُمورَ الَّتي تُنَجي مِنَ الزَّلَلِ
عِث فيهم مثلَ ما عاثَت يَداه مَعاً / عَلى البَرامِكِ بِالتَّهديمِ لِلقُلَلِ