القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَمِيل بُثَيْنة الكل
المجموع : 25
لَقَد فَرِحَ الواشونَ أَن صَرَمَت حَبلي
لَقَد فَرِحَ الواشونَ أَن صَرَمَت حَبلي / بُثَينَةُ أَو أَبدَت لَنا جانِبَ البُخلِ
يَقولونَ مَهلاً يا جَميلُ وَإِنَّني / لَأُقسِمُ ما لي عَن بُثَينَةَ مِن مَهلِ
أَحِلماً فَقَبلَ اليَوم كانَ أَوانُهُ / أَم اَخشى فَقَبلَ اليَومِ أوعِدتُ بِالقَتلِ
لَقَد أَنكَحوا جَهلاً نُبَيهاً ظَعينَةً / لَطيفَةَ طَيِّ الكَشحِ ذاتَ شَوىً خَدلِ
وَكَم قَد رَأَينا ساعِياً بِنَميمَةٍ / لآخَرَ لَم يَعمِد بِكَفٍّ وَلا رِجلِ
إِذا ما تَراجَعنا الَّذي كانَ بَينَنا / جَرى الدَمعُ مِن عَينَي بُثَينَةَ بِالكُحلِ
وَلَو تَرَكَت عَقلي مَعي ما طَلَبتُها / وَلَكِن طِلابيها لِما فاتَ مِن عَقلي
فَيا وَيحَ نَفسي حَسب نَفسي الَّذي بِها / وَيا وَيحَ أَهلي ما أُصيبَ بِهِ أَهلي
وَقالَت لِأَترابٍ لَها لا زَعانِفٍ / قِصارٍ وَلا كُسَّ الثَنايا وَلا ثُعلِ
إِذا حَمِيَت شَمسُ النَهارِ اِتَّقَينَها / بِأَكسِيَةِ الديباجِ وَالخَزّ ذي الحَملِ
تَداعَينَ فَاِستَعجَمنَ مَشياً بِذي الغَضا / دَبيبَ القَطا الكُدرِيُّ في الدَمِثِ السَهلِ
إِذا اِرتَعنَ أَو فُزّعنَ قُمنَ حَوالَها / قِيامَ بَناتِ الماءِ في جانِبِ الضَحلِ
أَرانِيَ لا أَلقى بُثَينَةَ مَرَّةً / مِنَ الدَهرِ إِلا خائِفاً أَو عَلى رَحلِ
خَليلَيَّ فيما عِشتُما هَل رَأَيتُما / قَتيلاً بَكى مِن حُبِّ قاتِلِهِ قَبلي
أَبيتُ مَعَ الهُلّاكِ ضَيفاً لِأَهلِها / وَأَهلي قَريبٌ موسِعونَ ذَوُو فَضلِ
أَلا أَيُّها البَيتُ الَّذي حيلَ دونَهُ / بِنا أَنتَ مِن بَيتٍ وَأَهلُكَ مِن أَهلِ
بِنا أَنتَ مِن بَيتٍ وَحَولَكَ لَذَّةٌ / وَظِلُّكَ لَو يُسطاعُ بِالبارِدِ السَهلِ
ثَلاثَةُ أَبياتٍ فَبَيت أُحِبُّهُ / وَبَيتانِ لَيسا مِن هَوايَ وَلا شَكلي
كِلانا بَكى أَو كادَ يَبكي صَبابَةً / إِلى إِلفِهِ وَاِستَعجَلَت عَبرَةً قَبلي
أَعاذِلَتي أَكثَرتِ جَهلاً مِنَ العَذلِ / عَلى غَيرِ شَيءٍ مِن مَلامي وَمِن عَذلي
نَأَيتُ فَلَم يُحدِث لِيَ النَأيُ سَلوَةً / وَلَم أُلفِ طولَ النَأيِ عَن خُلَّةٍ يُسلي
وَلَستُ عَلى بَذلِ الصَفاءِ هَوَيتُها / وَلَكِن سَبَتني بِالدَلالِ وَبِالبُخلِ
أَلا لا أَرى اِثنَين أَحسَنَ شيمَةً / عَلى حَدَثانِ الدَهرِ مِنّي وَمِن جُملِ
فَإِن وُجِدَت نَعلٌ بِأَرضٍ مضِلَّةٍ / مِنَ الأَرضِ يَوماً فَاِعلَمي أَنَّها نَعلي
وَقُلتُ لَها اِعتَلَلتِ بِغَيرِ ذَنبٍ
وَقُلتُ لَها اِعتَلَلتِ بِغَيرِ ذَنبٍ / وَشَرّ الناسِ ذو العِلَلِ البَخيلُ
فَفاتيني إِلى حَكَمٍ مِنَ اَهلي / وَأَهلِكِ لا يَحيفُ وَلا يَميلُ
فَقالَت أَبتَغي حَكَماً مِنَ اَهلي / وَلا يَدري بِنا الواشي المَحولُ
فَوَلَّينا الحُكومَةَ ذا سُجوفٍ / أَخاً دِنيا لَهُ طَرفٌ كَليلُ
فَقُلنا ما قَضَيتَ بِهِ رَضينا / وَأَنتَ بِما قَضَيتَ بِهِ كَفيلُ
قَضاؤُكَ نافِذٌ فَاِحكُم عَلَينا / بِما تَهوى وَرَأيُكَ لا يَفيلُ
وَقُلتُ لَهُ قُتِلتُ بِغَيرِ جُرمٍ / وَغِبُّ الظُلمِ مَرتَعُهُ وَبيلُ
فَسَل هَذي مَتى تَقضي دُيوني / وَهَل يَقضيكَ ذو العِلَلِ المَطولُ
فَقالَت إِنَّ ذا كَذِبٌ وَبُطلٌ / وَشَرٌّ مِن خُصومَتِهِ طَويلُ
أَأَقتُلَهُ وَما لي مِن سِلاحٍ / وَما بي لَو أُقاتِلَهُ حَويلُ
وَلَم آخُذ لَهُ مالاً فَيُلفى / لَهُ دَينٌ عَلَيَّ كَما يَقولُ
وَعِندَ أَميرِنا حُكمٌ وَعَدلٌ / وَرَأيٌ بَعدَ ذَلِكُمُ أَصيلُ
فَقالَ أَميرُنا هاتوا شُهوداً / فَقُلتُ شَهيدُنا المَلِكُ الجَليلُ
فَقالَ يَمينَها وَبِذاكَ أَقضي / وَكُلُّ قَضائِهِ حَسَنٌ جَميلُ
فَبَتَّت حَلفَةً ما لي لَدَيها / نَقيرٌ أَدَّعيهِ وَلا فَتيلُ
فَقُلتُ لَها وَقَد غُلِبَ التَعَزّي / أَما يُقضى لَنا يا بَثنَ سولُ
فَقالَت ثُمَّ زَجَّت حاجِبَيها / أَطَلتَ وَلَستَ في شَيءٍ تُطيلُ
فَلا يَجِدَنَّكَ الأَعداءُ عِندي / فَتَثكَلَني وَإِيّاكَ الثَكولُ
أَلا مِن لِقَلبٍ لا يَمُلُّ فَيَذهَلُ
أَلا مِن لِقَلبٍ لا يَمُلُّ فَيَذهَلُ / أَفِق فَالتَعَزّي عَن بُثَينَةَ أَجمَلُ
سَلا كُلُّ ذي وُدٍّ عَلِمتُ مَكانَهُ / وَأَنتَ بِها حَتّى المَماتِ مُوَكَّلُ
فَما هَكَذا أَحبَبتَ مَن كانَ قَبلُها / وَلا هَكَذا فيما مَضى كُنتَ تَفعَلُ
أَعِن ظُعُنِ الحَيِّ الأُلى كُنتَ تَسأَلُ / بِلَيلٍ فَرَدّوا عيرَهُم وَتَحَمَّلوا
فَأَمسوا وَهُم أَهلُ الدِيارِ وَأَصبَحوا / وَمِن أَهلِها الغِربانُ بِالدارِ تَحجِلُ
عَلى حينَ وَلّى الأَمرُ عَنّا وَأَسمَحَت / عَصا البَينِ وَاِنبَتَّ الرَجاءُ المُؤَمَّلُ
وَقَد أَبقَتِ الأَيّامُ مِنّي عَلى العِدى / حُساماً إِذا مَسَّ الضَريبَةَ يَفصِلُ
وَلَستُ كَمَن إِن سيمَ ضَيماً أَطاعَهُ / وَلا كَاِمرِئٍ إِن عَضَّهُ الدَهرُ يَنكُلُ
لَعُمري لَقَد أَبدى لِيَ البَينُ صَفحَةُ / وَبَيَّنَ لي ما شِئتَ لَو كُنتُ أَعقِلُ
وَآخِرُ عَهدي مِن بُثَينَةَ نَظرَةٌ / عَلى مَوقِفٍ كادَت مِنَ البَينِ تَقتُلُ
فَلِلَّهِ عَينا مَن رَأى مِثلُ حاجَةٍ / كَتَمتُكِها وَالنَفسُ مِنها تَمَلمَلُ
وَإِنّي لَأَستَبكي إِذا ذُكِرَ الهَوى / إِلَيكِ وَإِنّي مَن هَواكِ لَأَوجِلُ
نَظَرتُ بِبِشرٍ نَظرَةً ظَلتُ أَمتَري / بِها عَبرَةً وَالعَينُ بِالدَمعِ تُكحَلُ
إِذا ما كَرَرتُ الطَرفَ نَحوَكِ رَدَّهُ / مِنَ البُعدِ فَيّاضٌ مِنَ الدَمعِ يَهمِلُ
فَيا قَلبُ دَع ذِكرى بُثَينَةَ إِنَّها / وَإِن كُنتَ تَهواها تَضَنَّ وَتَبخَلُ
قَناةٌ مِنَ المُرّانِ ما فَوقَ حَقوِها / وَما تَحتَهُ مِنها نَقاً يَتَهَيَّلُ
وَقَد أَيأَسَت مِن نَيلِها وَتَجَهَّمَت / وَلَليَأسُ إِن لَم يُقدَرِ النَيلُ أَمثَلُ
وَإِلّا فَسَلها نائِلاً قَبلَ بَينِها / وَأَبخِل بِها مَسؤولَةً حينَ تُسأَلُ
وَكَيفَ تُرَجّي وَصلَها بَعدَ بُعدِها / وَقَد جُذَّ حَبلُ الوَصلِ مِمَّن تُؤَمِّلُ
وَإِنَّ الَّتي أَحبَبتَ قَد حيلَ دونَها / فَكُن حازِماً وَالحازِمُ المُتَحَوِّلُ
فَفي اليَأسِ ما يُسلي وَفي الناسِ خُلَّةٌ / وَفي الأَرضِ عَمَّن لا يُؤاتيكَ مَعزِلُ
بَدا كَلَفٌ مِنّي بِها فَتَثاقَلَت / وَما لا يُرى مِن غائِبِ الوَجدِ أَفضَلُ
هَبيني بَريئاً نِلتِهِ بِظُلامَةٍ / عَفاها لَكُم أَو مُذنِباً يَتَنَصَّلُ
أَلا هَل إِلى إِلمامَةٍ أَن أُلِمَّها
أَلا هَل إِلى إِلمامَةٍ أَن أُلِمَّها / بُثَينَةُ يَوماً في الحَياةِ سَبيلُ
عَلى حينَ يَسلو الناسُ عَن طَلَبِ الصِبا / وَيَنسى اِتِّباعَ الوَصلِ مِنكِ خَليلُ
فَإِن هِيَ قالَت لا سَبيلَ فَقُل لَها / عَناءٌ عَلى العُذرِيُّ مِنكِ طَويلُ
أَلا لا أُبالي جَفوَةَ الناسِ إِن بَدا / لَنا مِنكِ رَأيٌ يا بُثَينَ جَميلُ
وَما لَم تُطيعي كاشِحاً أَو تَبَدَّلي / بِنا بَدَلاً أَو كانَ مِنكِ ذُهولُ
وَإِنَّ صَباباتي بِكُم لَكَثيرَةٌ / بُثَينَ وَنِسيانِكُمُ لَقَليلُ
يَقيكِ جَميلٌ كُلَّ سوءٍ أَما لَهُ / لَدَيكِ حَديثٌ أَو إِلَيكِ رَسولُ
وَقَد قِلتُ في حُبّي لَكُم وَصَبابَتي / مَحاسِنَ شِعرٍ ذِكرُهُنَّ يَطولُ
فَإِن لَم يَكُن قَولي رِضاكِ فَعَلِّمي / هُبوبَ الصِبا يا بَثنَ كَيفَ أَقولُ
فَما غابَ عَن عَيني خَيالُكِ لَحظَةً / وَلا زالَ عَنها وَالخَيالُ يَزولُ
رَسمِ دارٍ وَقَفتُ في طَلَلِه
رَسمِ دارٍ وَقَفتُ في طَلَلِه / كُدتُ أَقضي الغَداةَ مِن جَلَلِه
موحِشاً ما تَرى بِهِ أَحَداً / تَنتَسِجُ الريحُ تُربَ مُعتَدِلِه
وَصَريعاً مِنَ الثُمامِ تَرى / عارِماتِ المَدَبِّ في أَسَلِه
بَينَ عَلياءِ وابِشٍ فَبُلِيٍّ / فَالغَميمِ الَّذي إِلى جَبَلِه
واقِفاً في دِيارِ أُمُّ حُسَينٍ / مِن ضُحى يَومِهِ إِلى أُصُلِه
يا خَليلَيَّ إِنَّ أُمَّ حُسَينٍ / حينَ يَدنو الضَجيعُ مِن عَلَلِه
رَوضَةٌ ذاتُ حَنوَةٍ وَخُزامى / جادَ فيها الرَبيعُ مِن سَبَلِه
بَينَما هُنَّ بِالأَراكِ مَعاً / إِذ بَدا راكِبٌ عَلى جَمَلِه
فَتَأَطَّرنَ ثُمَّ قُلنَ لَها / أَكرِميهِ حُيِّيتِ في نُزُلِه
فَظَلِلنا بِنِعمَةٍ وَاِتَّكَأنا / وَشَرِبنا الحَلالَ مِن قُلَلِه
قَد أَصونُ الحَديثَ دونَ أَخٍ / لا أَخافُ الأَذاةَ مِن قِبَلِه
غَيرَ ما بِغضَةٍ وَلا لِاِجتِنابٍ / غَيرَ أَنّي أَلَحتُ مِن وَجَلِه
وَخَليلٍ صافَيتُ مُرضيّاً / وَخَليلٍ فارَقتُ مِن مَلَلِه
أَبُثَينَ إِنَّكِ قَد مَلِكتِ فَأَسجِحي
أَبُثَينَ إِنَّكِ قَد مَلِكتِ فَأَسجِحي / وَخُذي بِحَظِّكِ مِن كَريمٍ واصِلِ
فَلَرُبَّ عارِضَةٍ عَلَينا وَصلَها / بِالجِدِّ تَخلِطُهُ بِقَولِ الهازِلِ
فَأَجَبتُها بِالرِفقِ بَعدَ تَسَتُّرٍ / حُبّي بُثَينَةَ عَن وِصالِكِ شاغِلي
لَو أَنَّ في قَلبي كَقَدرِ قُلامَةٍ / فَضلاً وَصَلتُكِ أَو أَتَتكِ رَسائِلي
وَيَقُلنَ إِنَّكَ قَد رَضيتَ بِباطِلٍ / مِنها فَهَل لَكَ في اِعتِزالِ الباطِلِ
وَلَباطِلٌ مِمَّن أُحِبُّ حَديثَهُ / أَشهى إِلَيَّ مِنَ البَغيضِ الباذِلِ
لِيُزِلنَ عَنكِ هَوايَ ثُمَّ يَصِلنَني / وَإِذا هَويتُ فَما هَوايَ بِزائِلِ
صادَت فُؤادي يا بُثَينَ حِبالُكُم / يَومَ الحَجونِ وَأَخطَأَتكِ حَبائِلي
مَنَّيتِني فَلَوَيتِ ما مَنَّيتِني / وَجَعَلتِ عاجِلَ ما وَعَدتِ كَآجِلِ
وَتَثاقَلَت لَمّا رَأَت كَلَفي بِها / أَحبِب إِلَيَّ بِذاكَ مِن مُتَثاقِلِ
وَأَطِعتِ فيَّ عَواذِلاً فَهَجَرتِني / وَعَصَيتُ فيكِ وَقَد جَهَدنَ عَواذِلي
حاوَلنَني لِأَبُتَّ حَبلَ وِصالِكُم / مِنّي وَلَستُ وَإِن جَهَدنَ بِفاعِلِ
فَرَدَدتُهُنَّ وَقَد سَعَينَ بِهَجرِكُم / لَمّا سَعَينَ لَهُ بِأَفوَقَ ناصِلِ
يَعضَضنَ مِن غَيظٍ عَلَيَّ أَنامِلاً / وَوَدِدتُ لَو يَعضَضنَ صُمَّ جَنادِلِ
وَيَقُلنَ إِنَّكِ يا بُثَينَ بَخيلَةٌ / نَفسي فِداؤُكِ مِن ضَنينٍ باخِلِ
خَليلَيَّ عوجا بِالمَحَلَّةِ مِن جُملِ
خَليلَيَّ عوجا بِالمَحَلَّةِ مِن جُملِ / وَأَترابِها بَينَ الأُجَيفَرِ فَالحَبلِ
نَقِف بِمَغانٍ قَد مَحا رَسمَها البِلى / تُعاقِبُها الأَيّامُ بِالريحِ وَالوَبلِ
فَلَو دَرَجَ النَملُ الصِغارُ بِجِلدِها / لَأَندَبَ أَعلى جِلدِها مَدرَجُ النَملِ
أَفي أُمُّ عَمروٍ تَعذُلاني هُديتُما / وَقَد تَيَّمَت قَلبي وَهامَ بِها عَقلي
وَأَحسَنُ خَلقِ اللَهِ جيداً وَمُقلَةً / تُشَبَّهُ في النِسوانِ بِالشادِنِ الطِفلِ
وَأَنتِ لِعَيني قُرَّةٌ حينَ نَلتَقي / وَذِكرُكِ يَشفيني إِذا خَدِرَت رِجلي
أَفِق أَيُّها القَلبُ اللَجوجُ عَنِ الجَهلِ / وَدَع عَنكَ جُملاً لا سَبيلَ إِلى جُملِ
وَلَو أَنَّ أَلفاً دونَ بَثنَةَ كُلُّهُم / غَيارى وَكُلٌّ مُزمِعونَ عَلى قَتلي
لَحاوَلتُها إِمّا نَهاراً مُجاهِراً / وَإِمّا سُرى لَيلٍ وَلَو قَطَعوا رِجلي
أَلا أَيُّها الرَبعُ الَّذي غَيَّرَ البَلى
أَلا أَيُّها الرَبعُ الَّذي غَيَّرَ البَلى / عَفا وَخَلا مِن بَعدِ ما كانَ لا يَخلو
تَذأَبُ ريحُ المِسكِ فيهِ وَإِنَّما / بِهِ المِسكُ إِن مَرَّت بِهِ ذَيلَها جُملُ
وَما ماءُ مُزنٍ مِن جِبالٍ مَنيعَةٍ / وَلا ما أَكَنَّت في مَعادِنِها النَحلُ
بِأَشهى مِنَ القَولِ الَّذي قُلتِ بَعدَما / تَمَكَّنَ مِن حَيزومِ ناقَتِيَ الرَحلُ
فَما رَوضَةٌ بِالحَزنِ صادٍ قَرارُها / نَحاهُ مِنَ الوَسمِيِّ أَو دِيَمٌ هُطلُ
بِأَطيَبَ مِن أَردانِ بَثنَةَ مَوهِناً / أَلا بَل لِرَيّاها عَلى الرَوضَةِ الفَضلُ
أَنَختُ جَديلاً عِندَ بَثنَةَ لَيلَةً
أَنَختُ جَديلاً عِندَ بَثنَةَ لَيلَةً / وَيَوماً أَطالَ اللَهُ رَغمَ جَديلِ
أَلَيسَ مُناخُ النِضوِ يَوماً وَلَيلَةً / لِبَثنَةَ فيما بَينَنا بِقَليلِ
بُثَينَ سَليني بَعضَ مالي فَإِنَّما / يُبَيِّنُ عِندَ المالِ كُلُّ بَخيلِ
وَإِنّي وَتَكراري الزِيارَةَ نَحوَكُم / لَبَينَ يَدَي هَجرٍ بُثَينَ طَويلِ
فَيا لَيتَ شِعري هَل تَقولينَ بَعدَنا / إِذا نَحنُ أَزمَعنا غَداً لِرَحيلِ
أَلا لَيتَ أَيّاماً مَضينَ رَواجِعٌ / وَلَيتَ النَوى قَد ساعَدَت بِجَميلِ
بُثَينَةُ مِن صِنفٍ يُقَلِّبنَ أَيدِيَ ال
بُثَينَةُ مِن صِنفٍ يُقَلِّبنَ أَيدِيَ ال / رُماةِ وَما يَحمِلنَ قَوساً وَلا نَبلا
وَلَكِنَّما يَظفَرنَ بِالصَيدِ كُلَّما / جَلَونَ الثَنايا الغُرَّ وَالأَعيُنُ النُجلا
يُخالِسنَ ميعاداً يُرَعنَ لِقَولِها / إِذا نَطَقَت كانَت مَقالَتُها فَصلا
يَرَينَ قَريباً بَيتَها وَهيَ لا تَرى / سِوى بَيتِها بَيتاً قَريباً وَلا سَهلا
وَرُبَّ حِبالٍ كُنتُ أَحكَمتُ عَقدَها
وَرُبَّ حِبالٍ كُنتُ أَحكَمتُ عَقدَها / أُتيحَ لَها واشٍ رَفيقٌ فَحَلَّها
فَعُدنا كَأَنّا لَم يَكُن بَينَنا هَوىً / وَصارَ الَّذي حَلَّ الحِبالَ هَوىً لَها
وَقالوا نَراها يا جَميلُ تَبَدَّلَت / وَغَيَّرَها الواشي فَقُلتُ لَعَلَّها
أَيا ريحَ الشَمالِ أَما تَرَيني
أَيا ريحَ الشَمالِ أَما تَرَيني / أَهيمُ وَإِنَّني بادي النُحولِ
هَبي لي نَسمَةً مِن ريحِ بَثنٍ / وَمُنّي بِالهُبوبِ عَلى جَميلِ
وَقولي يا بُثَينَةُ حَسبَ نَفسي / قَليلُكِ أَو أَقَلُّ مِنَ القَليلِ
عَجِلَ الفِراقُ وَلَيتَهُ لَم يَعجَلِ
عَجِلَ الفِراقُ وَلَيتَهُ لَم يَعجَلِ / وَجَرَت بَوادِرُ دَمعِكَ المُتَهَلِّلِ
طَرَباً وَشاقَكَ ما لَقيتَ وَلَم تَخَف / بَينَ الحَبيبِ غَداةَ بُرقَةِ مِجوَلِ
وَعَرَفتَ أَنَّكَ حينَ رُحتَ وَلَم يَكُن / بَعدُ اليَقينُ وَلَيسَ ذاكَ بِمُشكِلِ
لَن تَستَطيعَ إِلى بُثَينَةَ رَجعَةً / بَعدَ التَفَرُّقِ دونَ عامٍ مُقبِلِ
وَإِنّي لَأَرضى مِن بُثَينَةَ بِالَّذي
وَإِنّي لَأَرضى مِن بُثَينَةَ بِالَّذي / لَوَ اَبصَرَهُ الواشي لَقَرَّت بَلابِلُه
بِلا وَبِأَلّا أَستَطيعَ وَبِالمُنى / وَبِالوَعدِ حَتّى يَسأَمَ الوَعدَ آمِلُه
وَبِالنَظرَةِ العَجلى وَبِالحَولِ تَنقَضي / أَواخِرُهُ لا نَلتَقي وَأَوائِلُه
فَيا حُسنَها إِذ يَغسَلُ الدَمعُ كُحلَها
فَيا حُسنَها إِذ يَغسَلُ الدَمعُ كُحلَها / وَإِذ هِيَ تُذري الدَمعَ مِنها الأَنامِلُ
عَشِيَّةَ قالَت في العِتابِ قَتَلتَني / وَقَتلي بِما قالَت هُناكَ تُحاوِلُ
فَقُلتُ لَها جودي فَقالَت مُجيبَةً / أَلَلجِدُّ هَذا مِنكَ أَم أَنتَ هازِلُ
لَقَد جَعَلَ اللَيلُ القَصيرُ لَنا بِكُم / عَلَيَّ لِرَوعاتِ الهَوى يَتَطاوَلُ
يا بَثنَ حَيِّي أَو عِديني أَو صِلي
يا بَثنَ حَيِّي أَو عِديني أَو صِلي / وَهَوِّني الأَمرَ فَزوري وَاِعجَلي
بُثَينَ أَيّاً ما أَرَدتِ فَاِفعَلي / إِنّي لِآني ما أَشَأتِ مُعتَلي
إِلى القَرَمِ الَّذي كانَت يَداهُ
إِلى القَرَمِ الَّذي كانَت يَداهُ / لِفِعلِ الخَيرِ سَطوَةَ مَن يُنيلُ
إِذا ما غالِيَ الحَمدِ اِشتَراهُ / فَما إِن يَستَقيلَ وَلا يُقيلُ
أَمينُ الصَدرِ يَحفَظُ ما تَوَلّى / بِما يَكفي القَوِيُّ بِهِ النَبيلُ
أَبا مَروانَ أَنتَ فَتى قُرَيشٍ / وَكَهلُهُم إِذا عُدَّ الكُهولُ
تَوَلّيهِ العَشيرَةُ ما عَناها / فَلا ضَيقُ الذِراعِ وَلا بَخيلُ
إِلَيكَ تُشيرُ أَيديهِم إِذا ما / رُموا أَو غالَهُم أَمرٌ جَليلُ
كِلا يَومَيهِ بِالمَعروفِ طَلقٌ / وَكُلُّ بِلائِهِ حَسَنٌ جَميلُ
تَمايَلَ في الذُؤابَةِ مِن قُرَيشٍ / ثَناهُ المَجدُ وَالعِزُّ الأَثيلُ
أُرومٌ ثابِتٌ يَهتَزُّ فيهِ / بِأَكرَمِ مَنبِتٍ فَرعٌ طَويلُ
وَيَعجِبُني مِن جَعفَرٍ أَنَّ جَعفَراً
وَيَعجِبُني مِن جَعفَرٍ أَنَّ جَعفَراً / مُلِحٌّ عَلى قُرصٍ وَيَبكي عَلى جُملِ
فَلَو كُنتَ عُذرِيَّ العَلاقَةِ لَم تَكُن / بَطيناً وَأَنساكَ الهَوى كَثرَةَ الأَكلِ
صَدَعَ النَعِيُّ وَما كَنى بِجَميلِ
صَدَعَ النَعِيُّ وَما كَنى بِجَميلِ / وَثَوى بِمِصرَ ثَواءَ غَيرِ قَفولِ
وَلَقَد أَجُرَّ الذَيلَ في وادي القُرى / نَشوانَ بَينَ مَزارِعٍ وَنَخيلِ
بَكُرَ النَعِيُّ بِفارِسٍ ذي هِمَّةٍ / بَطَلٍ إِذا حُمَّ اللِقاءُ مُذيلِ
قومي بُثَينَةُ فَاِندُبي بِعَويلِ / وَاِبكي خَليلَكِ دونَ كُلَّ خَليلِ
أَظنُّ هَواها تارِكي بِمضلةٍ
أَظنُّ هَواها تارِكي بِمضلةٍ / مِن الأَرضِ لا مالٌ لديَّ ولا أَهلُ
مَحا اللَّهُ حبَّ الأُلى كنّ قَبلها / وَحَلَّت مَكاناً لَم يَكن حُلَّ مِن قَبلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025