المجموع : 14
وَيَوم أَغَصّ أَتساعَ الفَضا
وَيَوم أَغَصّ أَتساعَ الفَضا / ءِ جَيشٌ لِمَن أَمَّهُ مهولُ
يخيلُ أَن ما لَهُ آخِر / إِذا ما تَراءى لَهُ أَوَّلُ
وَيَغصبُ شَمسَ الضُحي نورَها / مِنَ الخَيلِ ما تَبعَثُ الأَرجُلُ
دُجى أَنتَ بَدرٌ بِهِ وَالنُجو / مُ زَرقُكَ وَالظُلمَةُ القَسطَلُ
لا غَيثُ نُعماهُ في الوَرى خلَّبَ ال
لا غَيثُ نُعماهُ في الوَرى خلَّبَ ال / بَرق وَلا وِردُ جوده وَشَلُ
جادَ إِلى أَن لَم يُبقِ نائِلُهُ / مالاً وَلَم يَبقَ لِلوَرى أَمَلُ
يَسعى إِلى المَوتِ وَالقَنا قِصَدٌ
يَسعى إِلى المَوتِ وَالقَنا قِصَدٌ / وَخَيلهُ بِالرُؤوسِ تَنتَعِلُ
كَأَنَّهُ واثِقٌ بِأَنَّ لَهُ / عُمراً مُقيماً وَما لَهُ أَجَلُ
جُزيتَ أَفضَلَ ما يجزاهُ ذو كَرَمٍ
جُزيتَ أَفضَلَ ما يجزاهُ ذو كَرَمٍ / أَخلاقُهُ في دِياجي دَهرِهِ شُعَلُ
حَماهُ وَهُوَ غُلامٌ غَيرُ مُكتَهِلٍ / عَنِ المَطامِعِ فَضلٌ فيهِ مُكتَهِلُ
مِن كُلِّ مُتَّسِعِ الأَخلاقِ مُبتَسِم
مِن كُلِّ مُتَّسِعِ الأَخلاقِ مُبتَسِم / لِلخَطبِ إِن ضاقَت الأَخلاقُ وَالحيلُ
يَسعى بِهِ البَرقُ إِلا أَنَّهُ فَرَسٌ / في صورَةِ المَوتِ إِلا أَنَّهُ رَجُلُ
يَلقى الرِماحَ بِصَدرٍ مِنهُ لَيسَ لَهُ / ظَهرٌ وَهادي جَوادٍ مالَهُ كَفَلُ
إِن لاحَ قُلتُ أَدُميَةٌ أَم هَيكَلُ
إِن لاحَ قُلتُ أَدُميَةٌ أَم هَيكَلُ / أَو عَنَّ قُلتُ أَسابِحٌ أَم أَجدَلُ
تَتَخاذَلُ الأَلحاظُ في إِدراكِهِ / وَيَحارُ فيهِ الناظِرُ المُتَأَمِّلُ
فَكَأَنَّهُ في اللُطفِ فهمٌ ثاقِبٌ / وَكَأَنَّهُ في الحُسنِ حَظٌّ مُقبِلُ
وَبُدِّلَ مِن تاجِ العَمامَةِ بُرنِساً
وَبُدِّلَ مِن تاجِ العَمامَةِ بُرنِساً / يُبالِغُ في تَقويمِهِ وَهُوَ مائِلُ
أَمالَ بِهِ طولاً سِوى الجِسمِ وَهُوَ مِن / زِيادَتِهِ في طولِهِ مُتَضائِلُ
كَأَنَّما اِدَّخَرَ الرَحمنُ معظَمَة
كَأَنَّما اِدَّخَرَ الرَحمنُ معظَمَة / دونَ المُلوكِ لِسَيفِ الدَولَةِ البَطَلِ
رَآهُ أَكرَمَهُم في الخَيرِ إِن ذُكِروا / وَصفاً وَأَفضَلُهُم في القَولِ وَالعَمَلِ
فَهَزَّهُ وَظبا الأَسيافِ مغمدَةٌ / وَاِستَلَّهُ غَيرَ مَنسوبٍ إِلى الفَلَلِ
حَتّى غَدا الدينُ مِن بَعدِ العَبوسِ بِهِ / جِذلانَ يَرفُلُ مِن نُعماهُ في حُلَلِ
فَلَو تَكَلَّمَ في حالٍ وَقيلَ لِهُ / مَن خَيرُ هذا الوَرى لَم يُسَمِّ غَير عَلى
فَصِرتُ أَمسِكُ عَن أَوصافَ نِعمَتِهِ
فَصِرتُ أَمسِكُ عَن أَوصافَ نِعمَتِهِ / عَجزاً وَيَنطِقُ مِن آثارِها حالي
لَمّا تَحَصَّنتُ مِن دَهري بِمَعقِله / سَمَت بِحَملانَهُ أَلحاظُ إِقبالي
وَواصَلَتني صِلاتٌ مِنهُ رِحتُ بِها / أَختالُ ما بَينَ عِزِّ الجاهِ وَالمالِ
فَليَنظُرِ الدَهرُ عُقبى ما صِرتُ لَهُ / إِذ كانَ مِن بَعضِ حُسّادي وَعُذّالي
أَلَم أَكِدهُ بِحُسنِ الأَنتِظارِ إِلى / أَن صُنتُ حَظّي عَن حَلٍّ وَتِرحالِ
بَلَغتُ مالاً يَجوزُ السُؤلَ نائِلَهُ / وَلا يُدافِعُ عَن فَضلٍ وَإِفضالِ
يا عارِضاً لَم أَشُم مَذ كُنتُ بارِقُهُ / إِلا رَوَيتُ بَغَيثٍ مِنهُ هَطّالِ
رُوَيدَ جَودِكَ قَد ضاقَت بِهِ هِمَمي / وَرَدَّ عَنّي بِرَغمِ الدَهرِ إِقلالي
لَم يَبقَ لي أَملٌ أَرجو نِداكَ بِهِ / دَهري لِأَنَّكَ قَد أَفنَيتَ آمالي
يا مَن إِذا خِفتُ فيهِ العَذلَ آمَنَني
يا مَن إِذا خِفتُ فيهِ العَذلَ آمَنَني / جَميلُ إِنصافِهِ مِن عَذلِ عُذّالي
ما يَستَحِقُّ زَماني وَهُوَ سامَحَني / بِمِثلِ وُدِّكَ أَن أَشكوهُ في حالِ
رَآكَ غايَةَ آمالي فَما بَرِحَت / تَسعى لِياليهِ حَتّى نِلتُ آمالي
ما كُلُّ مَن طال عُثنونهُ
ما كُلُّ مَن طال عُثنونهُ / يَزدادُ فَضلاً يا أَبا الفَضلِ
طَوَّلتَ عُثنونَكَ تَبغي العُلا / أَيُّ عَلا في ذَنَبِ البَغلِ
وَلَستُ أَحصى كَم رَأَيتُ اِمرأً / الحَي وَلكِن كَوَسَجِ العَقلِ
قَد مَلَأَت لِحيَتُهُ صَدرَهُ / وَرَأسُهُ أَفرُغُ مِن طَبلِ
كَم لِلصَبابَةِ وَالصِبا مِن مَنزِلِ
كَم لِلصَبابَةِ وَالصِبا مِن مَنزِلِ / ما بَينَ كَلواذي إلى قَطرَبُّلِ
جادَتهُ مِن ديمِ المُدامِ سَحائِب / أَغنَتهُ عَن صَوبِ الحَيا المُتَهَلِّلِ
غَيثٌ إِذا ما الراحُ أَومَضَ بَرقُهُ / فَرُعودهُ حَثَّ الثَقيلِ الأَوَّلِ
لَطفت مَواقِعُ صَوبهُ فَسجالهُ / تَهمى عَلى كَربِ النُفوسِ فَتَنجَلي
راضَعتُ فيهِ الكَأسَ أَهيَفَ يَنثَني / نَحوي بِجيدِ رَشاً وَعَينَي مُغزِلِ
فَأَتى وَقَد نَقَشَ الشُعاعُ ثِيابَهُ / بِمُمَزَّجٍ مِن نَسجِها وَمُثقَلِ
وَكَسا البَنانُ بِها خضاباً يا لَهُ / لَو أَنَّهُ مِن وَقتِهِ لَم يَنصُلِ
قَدَح البزال زَنادُها مِن دَنِّها / فَتَهافَتَت مِثلَ الشَرابِ المُرسَلِ
وَطَغَت لِعَجزِ الماءِ عَن إِطفائِها / حَتّى ظَنَنتُ الكَأسَ جَذوَةَ مُصطَلي
فَوَرَدتُ أَروي مَورِدٍ وَشَرِبتُ أَح / لى مَشرَبٍ وَنَهَلتُ أَعذَبَ مَنهَلِ
وَنَزَعتُ لا في السُكرِ خُنتُ تَصَوُّني / بِخَناً وَلا في الصَحوِ شِنتُ تَجمَلى
مِن كُلِّ مُختالَةٍ تنقب بِال
مِن كُلِّ مُختالَةٍ تنقب بِال / عِثيَرِ في وَجهِ الضُحى مِنَ الخَجَلِ
تَضُمُّ أَحشاءَها عَلى أُسدٍ / تَزأَرُ في غابَةٍ مِنَ الأَسلِ
وَأَكثَرُ مِن تَلقى يَسُرُّكَ قَولُهُ
وَأَكثَرُ مِن تَلقى يَسُرُّكَ قَولُهُ / وَلكِن قَليلُ مَن يَسُرُّكَ فِعلُهُ
وَقَد كانَ حُسنُ الظَنِّ بَعضَ مَذاهِبي / فَأَدَّبَني هذا الزَمانُ وَأَهلُهُ