المجموع : 53
لَكِ الخَيرُ غُضّي اللَومَ عَني فَإِنَّني
لَكِ الخَيرُ غُضّي اللَومَ عَني فَإِنَّني / أُحِبُّ مِنَ الأَخلاقِ ما كانَ أَجمَلا
ذَريني وَعِلمي بِالأُمورِ وَشيمَتي / فَما طائِري فيها عَلَيكِ بِأَخيَلا
فَإِن كُنتِ لا مِنّي وَلا مِن خَليقَتي / فَمِنكِ الَّذي أَمسى عَنِ الخَيرِ أَعزَلا
أَلَم تَعلَمي أَنّي أَرى البُخلَ سُبَّةً / وَأُبغِضُ ذا اللَونَينِ وَالمُتَنَقِّلا
إِذا اِنصَرَفَت نَفسي عَنِ الشَيءِ مَرَّةً / فَلَستُ إِلَيهِ آخِرَ الدَهرِ مُقبِلا
وَإِنّي إِذا ما الهَمُّ ضافَ قَرَيتُهُ / زَماعاً وَمِرقالَ العَشِيّاتِ عَيهَلا
مُلَملَمَةٌ خَطّارَةٌ لَو حَمَلتُها / عَلى السَيفِ لَم تَعدِل عَنِ السَيفِ مَعدِلا
إِذا اِنبَعَثَت مِن مَبرَكٍ غادَرَت بِهِ / تَوائِمَ أَمثالَ الزَبائِبِ ذُبَّلا
فَإِن بَرَكَت خَوَّت عَلى ثَفِناتِها / كَأَنَّ عَلى حَيزومِها حَرفَ أَعبَلا
مُرَوَّعَةٌ لَو خَلفَها صَرَّ جُندُبٌ / رَأَيتُ لَها مِن رَوعَةِ القَلبِ أَفكَلا
وَإِنّا لَقَومٌ ما نُسَوِّدُ غادِراً / وَلا ناكِلاً عِندَ الحَمالَةِ زُمَّلا
وَلا مانِعاً لِلمالِ فيما يَنوبُهُ / وَلا ناكِلاً في الحَربِ جِبساً مُغَفَّلا
وَلا جُعبُساً عَيّابَةً مُتَهَكِّماً / عَلَينا وَلا فَهّاً كَهاماً مُفَيَّلا
نُسَوِّدُ مِنّا كُلَّ أَشيَبَ بارِعٍ / أَغَرَّ تَراهُ بِالجَلالِ مُكَلَّلا
إِذا ما اِنتَدى أَجنى النَدى وَاِبتَنى العُلا / وَأُلفِيَ ذا طولٍ عَلى مَن تَطَوَّلا
فَلَستَ بِلاقٍ ناشِئً مِن شَبابِنا / وَإِن كانَ أَندى مِن سِوانا وَأَحوَلا
نُطيعُ فَعالَ الشَيخِ مِنّا إِذا سَما / لِأَمرٍ وَلا نَعيا إِذا الأَمرُ أَعضَلا
لَهُ أَربَةٌ في حَزمِهِ وَفِعالِهِ / وَإِن كانَ مِنّا حازِمَ الرَأيِ حُوَّلا
وَما ذاكَ إِلّا أَنَّنا جَعَلَت لَنا / أَكابِرُنا في أَوَّلِ الخَيرِ أَوَّلا
فَنَحنُ الذُرى مَن نَسلِ آدَمَ وَالعُرى / تَرَبَّعَ فينا المَجدُ حَتّى تَأَثَّلا
بَنى العِزُّ بَيتاً فَاِستَقَرَّت عِمادُهُ / عَلَينا فَأَعيا الناسَ أَن يَتَحَوَّلا
وَإِنَّكَ لَن تَلقى مِنَ الناسِ مَعشَراً / أَعَزَّ مِنَ الأَنصارِ عِزّاً وَأَفضَلا
وَأَكثَرَ أَن تَلقى إِذا ما أَتَيتَهُم / لَهُم سَيِّداً ضَخمَ الدَسيعَةِ جَحفَلا
وَأَشيَبَ مَيمونَ النَقيبَةِ يُبتَغى / بِهِ الخَطَرُ الأَعلى وَطِفلاً مُؤَمَّلا
وَأَمرَدَ مُرتاحاً إِذا ما نَدَبتَهُ / تَحَمَّلَ ما حَمَّلتَهُ فَتَرَبَّلا
وَمُستَرشِداً في الحُكمِ لا مُتَوَجِّهاً / وَلا قابِلاً عِندَ الخُصومَةِ أَخطَلا
وَعِدّاً خَطيباً لا يُطاقُ جَوابُهُ / وَذا أُربَةٍ في شِعرِهِ مُتَنَخِّلا
وَأَصيَدَ نَهّاضاً إِلى السَيفِ صارِماً / إِذا ما دَعا داعٍ إِلى المَوتِ أَرقَلا
وَأَغيَدَ مُختالاً يَجُرُّ إِزارَهُ / كَثيرَ النَدى طَلقَ اليَدَينِ مُعَذَّلا
وَمُستَمطِراً في الأَزلِ أَصبَحَ سَيبُهُ / عَلى مُعتَفيهِ دائِمَ الوَدقِ مُسبِلا
لَنا حَرَّةٌ مَأطورَةٌ بِجِبالِها / بَنى المَجدُ فيها بَيتَهُ فَتَأَهَّلا
بِها النَخلُ وَالآطامُ تَجري خِلالَها / جَداوِلُ قَد تَعلو رَقاقاً وَجَروَلا
إِذا جَدوَلٌ مِنها تَصَرَّمَ ماؤُهُ / وَصَلنا إِلَيهِ بِالنَواضِحِ جَدوَلا
عَلى كُلِّ مِفهاقٍ خَسيفٍ غُروبُها / تُفَرِّغُ في حَوضٍ مِنَ الصَخرِ أَنجَلا
لَهُ غَلَلٌ في ظِلِّ كُلِّ حَديقَةٍ / يُعارِضُ يَعبوباً مِنَ الماءِ سَلسَلا
إِذا جِئتَها أَلفَيتَ في حَجَراتِها / عَناجيجَ قُبّاً وَالسَوامَ المُؤَبَّلا
جَعَلنا لَها أَسيافَنا وَرِماحَنا / مِنَ الجَيشِ وَالأَعرابِ كَهفاً وَمَعقِلا
إِذا جَمَعوا جَمعاً سَمَونا إِلَيهِمُ / بِهِندِيَّةٍ تُسقى الذُعافَ المُثَمَّلا
نَصَرنا بِها خَيرَ البَرِيَّةِ كُلِّها / إِماماً وَوَقَّرنا الكِتابَ المُنَزَّلا
نَصَرنا وَآوَينا وَقَوَّمَ ضَربُنا / لَهُ بِالسُيوفِ مَيلَ مَن كانَ أَميَلا
وَإِنَّكَ لَن تَلقى لَنا مِن مُعَنَّفٍ / وَلا عائِبٍ إِلّا لَئيماً مُضَلَّلا
وَإِلّا اِمرَأً قَد نالَهُ مِن سُيوفِنا / ذُبابٌ فَأَمسى مائِلَ الشِقِّ أَعزَلا
فَمَن يَأتِنا أَو يَلقَنا عَن جَنابَةٍ / يَجِد عِندَنا مَثوىً كَريماً وَمَوئِلا
نُجيرُ فَلا يَخشى البَوادِرَ جارُنا / وَلاقى الغِنى في دورِنا فَتَمَوَّلا
ذَهَبَت بِاِبنِ الزَبَعرى وَقعَةٌ
ذَهَبَت بِاِبنِ الزَبَعرى وَقعَةٌ / كانَ مِنّا الفَضلُ فيها لَو عَدَل
وَلَقَد نِلتُم وَنِلنا مِنكُمُ / وَكَذاكَ الحَربُ أَحياناً دُوَل
إِذ شَدَدنا شَدَّةً صادِقَةً / فاجَأناكُمُ إِلى سَفحِ الجَبَل
إِذ تُوَلّونَ عَلى أَعقابِكُم / هَرَباً في الشَعبِ أَشباهَ الرَسَل
نَضَعُ الخَطِّيَّ في أَكتافِكُم / حَيثُ نَهوى عَلَلاً بَعدَ نَهَل
فَسَدَحنا في مَقامٍ واحِدٍ / مِنكُمُ سَبعينَ غَيرَ المُنتَحَل
وَأَسَرنا مِنكُمُ أَعدادَهُم / فَاِنصَرَفتُم مِثلَ إِفلاتِ الحَجَل
بِخَناطيلَ كَجِنّانِ المَلا / مَن يُلاقوهُ مِنَ الناسِ يُهَل
يَخرُجُ الأَكدَرُ مِن أَستاهِكُم / مِثلَ ذَرقِ النيبِ يَأكُلنَ العَصَل
لَم يَفوتونا بِشَيءٍ ساعَةً / غَيرَ أَن وَلَّوا بِجُهدٍ وَفَشَل
ضاقَ عَنّا الشِعبُ إِذ نَجزَعُهُ / وَمَلَأنا الفُرطَ مِنهُم وَالرِجَل
بِرِجالٍ لَستُمُ أَمثالَهُم / أُيِّدوا جِبريلَ نَصراً فَنَزَل
وَعَلَونا يَومَ بَدرٍ بِالتُقى / طاعَةَ اللَهِ وَتَصديقَ الرُسُل
وَتَرَكنا في قُرَيشٍ عَورَةً / يَومَ بَدرٍ وَأَحاديثَ مَثَل
وَرَسولُ اللَهِ حَقّاً شاهِدٌ / يَومَ بَدرٍ وَالتَنابيلُ الهُبَل
وَتَرَكنا مِن قُرَيشٍ جَمعَهُم / مِثلَ ما جُمِّعَ في الخِصبِ الهَمَل
وَقَتَلنا مِنكُمُ أَهلَ اللِوَا / إِذ لَقيناكُم كَأَنّا أُسدُ طَلّ
فَقَتَلنا كُلَّ رَأسٍ مِنهُمُ / وَقَتَلنا كُلَّ جَحجاحٍ رِفَلّ
كَم قَتَلنا مِن كَريمٍ سَيِّدٍ / ماجِدِ الجَدَّينِ مِقدامٍ بَطَل
وَشَريفٍ لِشَريفٍ ماجِدٍ / لا نُباليهِ لَدى وَقعِ الأَسَل
حينَ أَعلَنتُم بِصَوتٍ كاذِبٍ / وَأَبو سُفيانَ كَي يَعلو هُبَل
نَحنُ لا أَنتُم بَني أَستاهِها / نَحنُ في البَأسِ إِذا البَأسُ نَزَل
أَسَأَلتَ رَسمَ الدارِ أَم لَم تَسأَلِ
أَسَأَلتَ رَسمَ الدارِ أَم لَم تَسأَلِ / بَينَ الجَوابي فَالبُضَيعِ فَحَومَلِ
فَالمَرجِ مَرجِ الصُفَّرَينِ فَجاسِمٍ / فَدِيارِ سَلمى دُرَّساً لَم تُحلَلِ
أَقوى وَعُطِّلَ مِنهُمُ فَكَأَنَّهُ / بَعدَ البِلى آيُ الكِتابِ المُجمَلِ
دَمِنٌ تَعاقَبَها الرِياحُ دَوارِسٌ / وَالمُدجِناتُ مِنَ السِماكِ الأَعزَلِ
فَالعَينُ عانِيَةٌ تَفيضُ دُموعُها / لِمَنازِلٍ دَرَسَت كَأَن لَم تُؤهَلِ
دارٌ لِقَومٍ قَد أَراهُم مَرَّةً / فَوقَ الأَعِزَّةِ عِزُّهُم لَم يُنقَلِ
لِلَّهِ دَرُّ عِصابَةٍ نادَمتُهُم / يَوماً بِجِلَّقَ في الزَمانِ الأَوَّلِ
يَمشونَ في الحُلَلِ المُضاعَفِ نَسجُها / مَشيَ الجِمالِ إِلى الجِمالِ البُزَّلِ
الضارِبونَ الكَبشَ يَبرُقُ بَيضُهُ / ضَرباً يَطيحُ لَهُ بَنانُ المَفصِلِ
وَالخالِطونَ فَقيرَهُم بِغَنِيِّهِم / وَالمُنعِمونَ عَلى الضَعيفِ المُرمِلِ
أَولادُ جَفنَةَ حَولَ قَبرِ أَبيهِمِ / قَبرِ اِبنِ مارِيَةَ الكَريمِ المُفضِلِ
يُغشَونَ حَتّى ما تَهِرُّ كِلابُهُم / لا يَسأَلونَ عَنِ السَوادِ المُقبِلِ
يَسقونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عَلَيهِمِ / بَرَدى يُصَفِّقُ بِالرَحيقِ السَلسَلِ
يُسقَونَ دِرياقَ الرَحيقِ وَلَم تَكُن / تُدعى وَلائِدُهُم لِنَقفِ الحَنظَلِ
بيضُ الوُجوهِ كَريمَةٌ أَحسابُهُم / شُمُّ الأُنوفِ مِنَ الطِرازِ الأَوَّلِ
فَعَلَوتُ مِن أَرضِ البَريصِ إِلَيهِمِ / حَتّى اِتَّكَأتُ بِمَنزِلٍ لَم يوغَلِ
نَغدو بِناجودٍ وَمُسمِعَةٍ لَنا / بَينَ الكُرومِ وَبَينَ جَزعِ القَسطَلِ
فَلَبِثتُ أَزماناً طِوالاً فيهِمِ / ثُمَّ اِدَّكَرتُ كَأَنَّني لَم أَفعَلِ
إِما تَرَي رَأسي تَغَيَّرَ لَونُهُ / شَمَطاً فَأَصبَحَ كَالثَغامِ المُحِولِ
فَلَقَد يَراني موعِدِيَّ كَأَنَّني / في قَصرِ دومَةَ أَو سَواءِ الهَيكَلِ
وَلَقَد شَرِبتُ الخَمرَ في حانوتِها / صَهباءَ صافِيَةً كَطَعمِ الفُلفُلِ
يَسعى عَلَيَّ بِكَأسِها مُتَنَطِّفٌ / فَيَعُلُّني مِنها وَلَو لَم أَنهَلِ
إِنَّ الَّتي ناوَلتَني فَرَدَدتُها / قُتِلَت قُتِلتَ فَهاتِها لَم تُقتَلِ
كِلتاهُما حَلَبُ العَصيرِ فَعاطِني / بِزُجاجَةٍ أَرخاهُما لِلمَفصِلِ
بِزُجاجَةٍ رَقَصَت بِما في قَعرِها / رَقَصَ القَلوصِ بِراكِبٍ مُستَعجِلِ
نَسَبي أَصيلٌ في الكِرامِ وَمِذوَدي / تَكوي مَواسِمُهُ جُنوبَ المُصطَلي
وَلَقَد تُقَلِّدُنا العَشيرَةُ أَمرَها / وَنَسودُ يَومَ النائِباتِ وَنَعتَلي
وَيَسودُ سَيِّدُنا جَحاجِحَ سادَةً / وَيُصيبُ قائِلُنا سَواءَ المَفصِلِ
وَنُحاوِلُ الأَمرَ المُهِمَّ خِطابُهُ / فيهِم وَنَفصِلُ كُلَّ أَمرٍ مُعضِلِ
وَتَزورُ أَبوابَ المُلوكِ رِكابُنا / وَمَتى نُحَكَّم في البَرِيَّةِ نَعدِلِ
وَفَتىً يُحِبُّ الحَمدَ يَجعَلُ مالَهُ / مِن دونِ والِدِهِ وَإِن لَم يُسأَلِ
يُعطي العَشيرَةَ حَقَّها وَيَزيدُها / وَيَحوطُها في النائِباتِ المُعضِلِ
باكَرتُ لَذَّتَهُ وَما ماطَلتُها / بِزُجاجَةٍ مِن خَيرِ كَرمٍ أَهدَلِ
أَهاجَكَ بِالبَيداءِ رَسمُ المَنازِلِ
أَهاجَكَ بِالبَيداءِ رَسمُ المَنازِلِ / نَعَم قَد عَفاها كُلُّ أَسحَمَ هاطِلِ
وَجَرَّت عَلَيها الرامِساتُ ذُيولَها / فَلَم يَبقَ مِنها غَيرُ أَشعَثَ ماثِلِ
دِيارُ الَّتي راقَ الفُؤادَ دَلالُها / وَعَزَّ عَلَينا أَن تَجودَ بِنائِلِ
لَها عَينُ كَحلاءِ المَدامِعِ مُطفِلٍ / تُراعي نَعاماً يَرتَعي بِالخَمائِلِ
دِيارُ الَّتي كادَت وَنَحنُ عَلى مِنىً / تَحُلُّ بِنا لَولا نَجاءُ الرَواحِلِ
أَلا أَيُّها الساعي لِيُدرِكَ مَجدَنا / نَأَتكَ العُلى فَاِربَع عَلَيكَ فَسائِلِ
فَهَل يَستَوي ماءانِ أَخضَرُ زاخِرٌ / وَحِسيٌ ظَنونٌ ماؤُهُ غَيرُ فاضِلِ
فَمَن يَعدِلُ الأَذنابَ وَيحَكَ وَالذُرى / قَدِ اِختَلَفا بِرٌّ يَحُقُّ بِباطِلِ
تَناوَل سُهَيلاً في السَماءِ فَهاتِهِ / سَتُدرِكُنا إِن نِلتُهُ بِالأَنامِلِ
أَلَسنا بِحَلّالينَ أَرضَ عَدُوِّنا / تَأَرَّ قَليلاً سَل بِنا في القَبائِلِ
تَجِدنا سَبَقنا بِالفَعالِ وَبِالنَدى / وَأَمرِ العَوالي في الخُطوبِ الأَوائِلِ
وَنَحنُ سَبَقنا الناسَ مَجداً وَسُؤدَداً / تَليداً وَذِكراً نامِياً غَيرَ خامِلِ
لَنا جَبَلٌ يَعلو الجِبالَ مُشَرَّفٌ / فَنَحنُ بِأَعلى فَرعِهِ المُتَطاوِلِ
مَساميحُ بِالمَعروفِ وَسطَ رِحالِنا / وَشُبّانُنا بِالفُحشِ أَبخَلُ باخِلِ
وَمِن خَيرِ حَيٍّ تَعلَمونَ لِسائِلٍ / عَفافاً وَعانٍ موثَقٍ في السَلاسِلِ
وَمِن خَيرِ حَيٍّ تَعلَمونَ لِجارِهِم / إِذا اِختارَهُم في الأَمنِ أَو في الزَلازِلِ
وَفينا إِذا ما شُبَّتِ الحَربُ سادَةٌ / كُهولٌ وَفِتيانٌ طِوالُ الحَمائِلِ
نَصَرنا وَآوَينا النَبِيَّ وَصَدَّقَت / أَوائِلُنا بِالحَقِّ أَوَّلَ قائِلِ
وَكُنّا مَتى يَغزُ النَبِيُّ قَبيلَةً / نَصِل حافَتَيهِ بِالقَنا وَالقَنابِلِ
وَيَومَ قُرَيشٍ إِذ أَتَونا بِجَمعِهِم / وَطِئنا العَدُوَّ وَطأَةَ المُتَثاقِلِ
وَفي أُحُدٍ يَومٌ لَهُم كانَ مُخزِياً / نُطاعِنُهُم بِالسَمهَرِيِّ الذَوابِلِ
وَيَومَ ثَقيفٍ إِذ أَتَينا دِيارَهُم / كَتائِبَ نَمشي حَولَها بِالمَناصِلِ
فَفَرّوا وَشَدَّ اللَهُ رُكنَ نَبِيِّهِ / بِكُلِّ فَتىً حامي الحَقيقَةِ باسِلِ
فَفَرّوا إِلى حِصنِ القُصورِ وَغَلَّقوا / وَكائِن تَرى مِن مُشفِقٍ غَيرِ وائِلِ
وَأَعطَوا بِأَيديهِم صَغاراً وَتابَعوا / فَأَولى لَكُم أَولى حُداةَ الزَوامِلِ
وَإِنّي لَسَهلٌ لِلصَديقِ وَإِنَّني / لَأَعدِلُ رَأسَ الأَصعَرِ المُتَمايِلِ
وَأَجعَلُ مالي دونَ عِرضي وِقايَةً / وَأَحجُبُهُ كَي لا يَطيبَ لِآكِلِ
وَأَيُّ جَديدٍ لَيسَ يُدرِكُهُ البِلى / وَأَيُّ نَعيمٍ لَيسَ يَوماً بِزائِلِ
إِذا تَذَكَّرتَ شَجواً مِن أَخي ثِقَةٍ
إِذا تَذَكَّرتَ شَجواً مِن أَخي ثِقَةٍ / فَاِذكُر أَخاكَ أَبا بَكرٍ بِما فَعَلا
خَيرَ البَرِيَّةِ أَتقاها وَأَعدَلَها / إِلّا النَبِيَّ وَأَوفاها بِما حَمَلا
وَالثانِيَ الصادِقَ المَحمودَ مَشهَدُهُ / وَأَوَّلَ الناسِ مِنهُم صَدَّقَ الرُسُلا
وَثانِيَ اِثنَينِ في الغارِ المُنيفِ وَقَد / طافَ العَدُوُّ بِهِ إِذ صَعَّدَ الجَبَلا
عاشَ حَميداً لِأَمرِ اللَهِ مُتَّبِعاً / بِهَديِ صاحِبِهِ الماضي وَما اِنتَقَلا
وَكانَ حِبَّ رَسولِ اللَهِ قَد عَلِموا / مِنَ البَرِيَّةِ لَم يَعدِل بِهِ رَجُلا
أَلا أَبلِغ أَبا مَخزومَ عَنّي
أَلا أَبلِغ أَبا مَخزومَ عَنّي / وَبَعضُ القَولِ لَيسَ بِذي حَويلِ
أَما وَأَبيكَ لَو لَبَّثتَ شَيئاً / لَأَلحَقَكَ الفَوارِسُ بِالجَليلِ
وَلَكِن قَد بَكيتَ وَأَنتَ خِلوٌ / بَعيدُ الدارِ مِن عَونِ القَتيلِ
وَهَل يُغني التَلَهُّفُ عَنكَ شَيئاً / وَهَل يُجدي التَلَهُّفُ عَن قَتيلِ
رَأَيتُ سَواداً مِن بَعيدٍ فَراعَني
رَأَيتُ سَواداً مِن بَعيدٍ فَراعَني / أَبو حَنبَلٍ يَنزو عَلى أُمِّ حَنبَلِ
كَأَنَّ الَّذي يَنزو بِهِ فَوقَ بَطنِها / ذِراعُ قَلوصٍ مِن نِتاجِ اِبنِ عَزهَلِ
لَقَد وَرِثَ الضَلالَةَ عَن أَبيهِ
لَقَد وَرِثَ الضَلالَةَ عَن أَبيهِ / أُبَيٌّ يَومَ فارَقَهُ الرَسولُ
أَجِئتَ مُحَمَّداً عَظماً رَميماً / لِتُكذِبَهُ وَأَنتَ بِهِ جَهولُ
وَقَد نالَت بَنو النَجّارِ مِنكُم / أُمَيَّةَ إِذ يَغَوِّثُ يا عَقيلُ
وَتَبَّ اِبنا رَبيعَةَ إِذ أَطاعا / أَبا جَهلٍ لِأُمِّهِما الهُبولُ
وَأَفلَتَ حارِثٌ لِما شُغِلنا / بِأَسرِ القَومِ أُسرَتِهِ قَليلُ
إِذا الثَقَفِيُّ فاخَرَكُم فَقولوا
إِذا الثَقَفِيُّ فاخَرَكُم فَقولوا / هَلُمَّ فَعُدَّ شَأنَ أَبي رِغالِ
أَبوكُم أَلأَمُ الآباءِ قِدماً / وَأَولادُ الخَبيثِ عَلى مِثالِ
مِثالُ اللُؤمِ قَد عَلِمَت مَعَدٌّ / فَلَيسوا بِالصَريحِ وَلا المَوالي
ثَقيفٌ شَرُّ مَن رَكِبَ المَطايا / وَأَشباهُ الهَجارِسِ في القِتالِ
وَلَو نَطَقَت رِحالُ المَيسِ قالَت / ثَقيفٌ شَرُّ مَن فَوقَ الرِحالِ
عَبيدُ الفِزرِ أَورَثَهُم بَنيهِ / وَآلى لا يَبيعُهُمُ بِمالِ
وَما لِكَرامَةٍ حُبِسوا وَلَكِن / أَرادَ هَوانَهُم أُخرى اللَيالي
جاءَت مُزَينَةُ مِن عَمقٍ لِتَنصُرَهُم
جاءَت مُزَينَةُ مِن عَمقٍ لِتَنصُرَهُم / اِنجي مَزينَةُ في أَستاهِكِ الفُتُلُ
فَكُلُّ شَيءٍ سِوى أَن تَذكُروا شَرَفاً / أَو تَبلُغوا حَسَباً مِن شَأنِكُم جَلَلُ
قَومٌ مَدانيسُ لا يَمشي بِعَقوَتِهِم / جارٌ وَلَيسَ لَهُم في مَوطِنٍ بَطَلُ
رُبَ خالَةٍ لَكَ بَينَ قُدسَ وَآرَةٍ
رُبَ خالَةٍ لَكَ بَينَ قُدسَ وَآرَةٍ / تَحتَ البَشامِ وَرَفغُها لَم يُغسَلِ
تَسعى وَتَرقُصُ حَولَ أَيرِ حِمارِها / حَتّى يَكادَ يَمَسُّها أَو يَفعَلِ
يا حارِ في سِنَةٍ مِن نَومِ أَوَّلِكُم
يا حارِ في سِنَةٍ مِن نَومِ أَوَّلِكُم / أَم كُنتَ وَيحَكَ مُغتَرّاً بِجِبريلِ
أَم كُنتَ يا بنَ زِيادٍ حينَ تَقتُلُهُ / بِغِرَّةٍ في فَضاءِ الأَرضِ مَجهولِ
وَقُلتُمُ لَن نُرى وَاللَهُ مُبصِرُكُم / وَفيكُمُ مُحكَمُ الآياتِ وَالقيلِ
مُحَمَّدٌ وَالعَزيزُ اللَهُ يُخبِرُهُ / بِما تُكِنُّ سَريراتُ الأَقاويلِ
أَجِدَّكَ لَم تَهتَج لِرَسمِ المَنازِلِ
أَجِدَّكَ لَم تَهتَج لِرَسمِ المَنازِلِ / وَدارِ مُلوكٍ فَوقَ ذاتِ السَلاسِلِ
تَجودُ الثُرَيّا فَوقَها وَتَضَمَّنَت / لَها بَرَداً يُذري أُصولَ الأَسافِلِ
إِذا عَذِراتُ الحَيِّ كانَ نِتاجُها / كُروماً تَدَلّى فَوقَ أَعرَفَ مائِلِ
دِيارٌ زَهاها اللَهُ لَم يَعتَلِج بِها / رِعاءُ الشَوِيِّ مِن وَراءِ الشَوائِلِ
فَمَهما يَكُن مِنّي فَلَستُ بِكاذِبٍ / وَلَستُ بِخَوّانِ الأَمينِ المُجامِلِ
وَإِنّي إِذا ما قُلتُ قَولاً فَعَلتُهُ / وَأُعرِضُ عَمّا لَيسَ قَلبي بِفاعِلِ
وَمَن مُكرِهي إِن شِئتُ أَن لا أَقولُهُ / وَفَجعُ الأَمينِ شيمَةٌ غَيرُ طائِلِ
شَهِدتُ بِإِذنِ اللَهِ أَنَّ مُحَمَّداً
شَهِدتُ بِإِذنِ اللَهِ أَنَّ مُحَمَّداً / رَسولُ الَّذي فَوقَ السَماواتِ مِن عَلُ
وَأَنَّ أَبا يَحيى وَيَحيى كِلَيهِما / لَهُ عَمَلٌ في دينِهِ مُتَقَبَّلُ
وَأَنَّ الَّتي بِالسُدِّ مِن بَطنِ نَخلَةٍ / وَمَن دانَها فِلٌّ مِنَ الخَيرِ مَعزِلُ
وَأَنَّ الَّذي عادى اليَهودَ اِبنَ مَريَمَ / رَسولٌ أَتى مِن عِندِ ذي العَرشِ مُرسَلُ
وَأَنَّ أَخا الأَحقافِ إِذ يَعذِلونَهُ / يُجاهِدُ في ذاتِ الإِلَهِ وَيَعدِلُ
أَبلِغ عُبَيداً بِأَنَّ الفَخرَ مَنقَصَةٌ
أَبلِغ عُبَيداً بِأَنَّ الفَخرَ مَنقَصَةٌ / في الصالِحينَ فَلا يَذهَب بِكَ الجَذَلُ
لَمّا رَأَيتُ بَني عَوفٍ وَإِخوَتَهُم / كَعباً وَجَمعَ بَني النَجّارِ قَد حَفَلوا
قَومٌ أَباحوا حِماكُم بِالسُيوفِ وَلَم / يَفعَل بِكُم أَحَدٌ في الناسِ ما فَعَلوا
إِذ أَنتُمُ لا تُجيبونَ المُضافَ وَإِذ / تُلقى خِلالَ الدِيارِ الكاعِبُ الفُضُلُ
ما كَثُرَت بَنو أَسَدٍ فَتُخشى
ما كَثُرَت بَنو أَسَدٍ فَتُخشى / لِكَثرَتِها وَلا طابَ القَليلُ
قُبَيِّلَةٌ تَذَبذَبُ في مَعَدٍّ / أُنوفُهُمُ أَذَلُّ مِنَ السَبيلِ
تَمَنّى أَن تَكونَ إِلى قُرَيشٍ / شَبيهَ البَغلِ شَبَّهَ بِالصَهيلِ
أَبَني الحِماسِ أَلَيسَ مِنكُم ماجِدٌ
أَبَني الحِماسِ أَلَيسَ مِنكُم ماجِدٌ / إِنَّ المُروءَةَ في الحِماسِ قَليلُ
يا وَيلَ أُمِّكُمُ وَوَيلَ أَبيكُمُ / وَيلاً تَرَدَّدَ فيكُمُ وَعَويلُ
هَيَّجتُمُ حَسّانَ عِندَ ذَكائِهِ / غَيٌّ لِمَن وَلَدَ الحِماسُ طَويلُ
إِنَّ الحِجاءَ إِلَيكُمُ لَبِعِلَّةٍ / فَتَحَشحَشوا إِنَّ الذَليلَ ذَليلُ
لا تَجزَعوا أَن تُنسَبوا لِأَبيكُمُ / فَاللُؤمُ يَبقى وَالجِبالُ تَزولُ
فَبَنو زِيادٍ لَم تَلِدكَ فُحولُهُم / وَبَنو صَلاءَةَ فَحلُهُم مَشغولُ
وَسَرى بِكُم تَيسٌ أَجَمُّ مُجَذَّرٌ / ما لِلدَمامَةِ عَنكُمُ تَحويلُ
فَاللُؤمُ حَلَّ عَلى الحَماسِ فَما لَهُم / كَهلٌ يَسودُ وَلا فَتىً بُهلولُ
عَلِمتُكَ وَاللَهُ الحَسيبُ عَفيفَةً
عَلِمتُكَ وَاللَهُ الحَسيبُ عَفيفَةً / مِنَ المُؤمِناتِ غَيرَ ذاتِ غَوائِلِ
حَصاناً رَزانَ الرِجلِ يَشبَعُ جارُها / وَتُصبِحُ غَرثى مِن لُحومِ الغَوافِلِ
وَما قُلتُ في مالٍ تُريدينَ أَخذَهُ / بُنَيَّةُ مَهلاً إِنَّني غَيرُ فاعِلِ
مَنَعنا عَلى رَغمِ القَبائِلِ ضَيمَنا
مَنَعنا عَلى رَغمِ القَبائِلِ ضَيمَنا / بِمَرهَفَةٍ كَالمِلحِ مُخلَصَةِ الصَقلِ
ضَرَبناهُمُ حَتّى اِستَباحَت سُيوفُنا / حِماهُم وَراحوا موجَعينَ مِنَ القَتلِ
وَرُدَّ سَراةُ الأَوسِ إِذ جاءَ جَمعُهُم / بِطَعنٍ كَأَفواهِ المُخَيَّسَةِ الهُدلِ
وَذَلَّ سُمَيرٌ عَنوَةً جارَ مالِكٍ / عَلى رَغمِهِ بَعدَ التَخَمُّطِ وَالجَهلِ
وَجاءَ اِبنُ عَجلانٍ بِعِلجٍ مُجَدَّعٍ / فَأَدبَرَ مَنقوصَ المَروءَةِ وَالعَقلِ
وَصارَ اِبنُ عَجلانٍ نَفِيّاً كَأَنَّهُ / عَسيفٌ عَلى آثارِ أَفصِلَةٍ هُملِ
سَمّاهُ مَعشَرُهُ أَبا حَكَمٍ
سَمّاهُ مَعشَرُهُ أَبا حَكَمٍ / وَاللَهِ سَمّاهُ أَبا جَهلِ
فَما يَجيءُ الدَهرَ مُعتَمِراً / إِلّا وَمِرجَلُ جَهلِهِ يَغلي
وَكَأَنَّهُ مِمّا يَجيشُ بِهِ / يُبدي الفُجورَ وَسَورَةَ الجَهلِ
يُغرى بِهِ سُفعٌ لَعامِظَةٌ / مِثلُ السِباعِ شَرَعنَ في الضَحلِ
أَبقَت رَياسَتُهُ لِمَعشَرِهِ / غَضَبَ الإِلَهِ وَذِلَّةَ الأَصلِ
إِن يَنتَصِر يَدمى الجَبينُ وَإِن / يُلبَث قَليلاً يودَ بِالرَحلِ
قَد رامَني الشُعَراءُ فَاِنقَلَبوا / مِنّي بِأَفوَقَ ساقِطِ النَصلِ
وَيَصُدُّ عَنّي المُفحَمونَ كَما / صَدَّ البِكارَةُ عَن حَرى الفَحلِ
يَخشَونَ مِن حَسّانَ ذا بَرَدٍ / هَزِمَ العَشِيَّةِ صادِقَ الوَبلِ