المجموع : 48
زارَنا زَورٌ سُرِرتُ بِهِ
زارَنا زَورٌ سُرِرتُ بِهِ / لَيتَ ذاكَ الزَورَ لَم يَعجَل
إِذ أَتانا لَيلَةً وَجِلاً / مِن عُيونِ الخانَةِ العُذلِ
وَأَتانا وَهوَ مُنخَرِقٌ / وَبِغالُ الحَيِّ لَم تُرحَل
يا أَبا الخَطّابِ هَل لَكُمُ / مِن رَسولٍ ناصِحٍ يُرسَلِ
بِالَّذي أُخفي وَأَكتُمُهُ / مِن جَميعِ الناسِ لَم أَقبَل
فَأَذاقَتني عَلى مَهلٍ / طَيِّبَ الأَنيابِ لَم يَثعَلِ
نَحسَبُ الراحَ الذَكيَّ بِهِ / وَسُلافَ الراحِ وَالسَلسَل
قَد زادَ قَلبي حَزَناً
قَد زادَ قَلبي حَزَناً / رَسمٌ وَرَبعٌ مُحوِلُ
رَبعٌ لِهِندٍ مُقفِرٌ / قَد كانَ حيناً يُؤهَلُ
ما إِن بِهِ مِن أَهلِهِ / إِلّا الظِباءُ الخُذَّلُ
قَد كُنتُ فيهِم ناعِماً / أَلهو بِهِم وَأَجذَلُ
أَيامَ هِندٍ وَالهَوى / مِنّا لِهِندٍ تَبذُلُ
فَحالَ دَهرٌ دونَها / دَهرٌ لَعَمري مُعضِلُ
بِتنا وَقَلبي مُشفِقٌ / مِن صَرمِ هِندٍ أَوجَلُ
إِذ أَرسَلَت في خُفيَةٍ / إِنَّ المُحِبَّ المُرسِلُ
تَقولُ هِندٌ اِئتِنا / فَقُلتُ لا لا أَفعَلُ
وَاللَهُ لا آتيكُمُ / حَتّى يَزورُ الأَوَّلُ
عَن حُبِّكُم يا هِندُ ما / عُمِّرتُ حَيّاً أَغفُلُ
أَلَم تَربَع عَلى الطَلَلِ
أَلَم تَربَع عَلى الطَلَلِ / وَمَغنى الحَيِّ كَالخِلَلِ
تُعَفّي رَسمَهُ الأَروا / حُ مِن صَبَإٍ وَمِن شَمَلِ
وَأَنداءٌ تُباكِرُهُ / وَجَونٌ واكِفُ السَبَلِ
لِهِندٍ إِنَّ هِنداً حُب / بُها قَد كانَ مِن شُغُلي
لَيالي تَستَبي عَقلي / بِوَحفٍ وارِدٍ جَثِلِ
وَعَينَي مُغزِلٍ حَورا / ءَ لَم تُكحَل مِنَ الخُذُلِ
فَلَمّا أَن عَرَفتُ الدا / رَ عُجتُ لِرَسمِها جَمَلي
وَقُلتُ لِصُحبَتي عوجوا / فَعاجوا هِزَّةَ الإِبِلِ
وَقالوا قِف وَلا تَعجَل / وَإِن كُنّا عَلى عَجَلِ
قَليلٌ في هَواكَ اليَو / مَ ما نَلقى مِنَ العَمَلِ
لَقَد أَرسَلَت في السِرِّ لَيلى بِأَن أَقِم
لَقَد أَرسَلَت في السِرِّ لَيلى بِأَن أَقِم / وَلا تَنأَنا إِنَّ التَجَنُّبَ أَمثَلُ
لَعَلَّ العُيونَ الرامِقاتِ لِوُدِّنا / تُكَذَّبُ عَنّا أَو تَنامُ فَتَغفُلُ
أُناسٌ أَمِنّاهُم فَبَثّوا حَديثَنا / فَلَمّا قَصَرنا السَيرَ عَنهُم تَقَوَّلوا
فَقُلتُ وَقَد ضاقَت عَلَيَّ بِرُحبِها / بِلادي بِما قَد قيلَ فَالعَينُ تَهمِلُ
سَأَجتَنِبُ الدارَ الَّتي أَنتُمُ بِها / وَلَكِنَّ طَرفي نَحوَكُم سَوفَ يَعدِلُ
أَلَم تَعلَمي أَنّي فَهَل ذاكَ نافِعٌ / لَدَيكِ وَما أُخفي مِنَ الوَجدِ أَفضَلُ
أَرى مُستَقيمَ الطَرفِ ما أَمَّ نَحوَكُم / فَإِن أَمَّ طَرفي غَيرَكُم فَهوَ أَحوَلُ
جَرى ناصِحٌ بِالوُدِّ بَيني وَبَينَها
جَرى ناصِحٌ بِالوُدِّ بَيني وَبَينَها / فَقَرَّبَني يَومَ الحِصابِ إِلى قَتلي
فَطارَت بِحَدٍّ مِن فُؤادي وَقارَنَت / قَريبَتُها حَبلَ الصَفاءِ إِلى حَبلي
فَما أَنسَ مِلأَشياءِ لا أَنسَ مَوقِفي / وَمَوقِفَها وَهناً بِقارِعَةِ النَخلِ
فَلَمّا تَواقَفنا عَرَفتُ الَّذي بِها / كَمِثلِ الَّذي بي حَذوَكَ النَعلَ بِالنَعلِ
فَعاجَت بِأَمثالِ الظِباءِ نَواعِمٍ / إِلى مَوقِفٍ بَينَ الحَجونِ إِلى النَخلِ
فَقالَت لِأَترابٍ لَها شَبَهِ الدُمى / أَطَلنَ التَمَنّي وَالوُقوفَ عَلى شُغلي
وَقالَت لَهُنَّ اِرجِعنَ شَيئاً لَعَلَّنا / نُعاتِبُ هَذا أَو يُراجِعُ في وَصلِ
فَقُلنَ لَها هَذا عِشاءٌ وَأَهلُنا / قَريبٌ أَلَمّا تَسأَمي مَركَبَ البَغلِ
فَقالَت فَما شِئتُنَّ قُلنَ لَهَ اِنزِلي / فَلَلأَرضُ خَيرٌ مِن وُقوفٍ عَلى رَحلِ
وَقُمنَ إِلَيها كَالدُمى فَاكتَنَفنَها / وَكُلٌّ يُفَدّى بِالمَوَدَّةِ وَالأَهلِ
نُجومٌ دَرارِيٌ تَكَنَّفنَ صورَةً / مِنَ البَدرِ وافَت غَيرُ هَوجٍ وَلا نُكلِ
فَسَلَّمتُ وَاِستَأنَستُ خيفَةَ أَن يَرى / عَدوٌ مَكاني أَو يَرى كاشِحٌ فِعلي
فَقالَت وَأَرخَت جانِبَ السِترِ إِنَّما / مَعي فَتَحَدَّث غَيرَ ذي رِقبَةٍ أَهلي
فَقُلتُ لَها ما بي لَهُم مِن تَرَقُّبٍ / وَلَكِنَّ سِرّي لَيسَ يَحمِلُهُ مِثلي
فَلَمّا اِقتَصَرنا دونَهُنَّ حَديثَنا / وَهُنَّ طَبيباتٍ بِحاجَةِ ذي التَبلِ
عَرَفنَ الَّذي تَهوى فَقُلنَ لَها اِئذَني / نَطُف ساعَةٌ في طيبِ لَيلٍ وَفي سَهلِ
فَقالَت فَلا تَلبَثنَ قُلنَ تَحَدَّثي / أَتَيناكِ وَاِنسَبنَ اِنسِيابَ مَها الرَملِ
فَقُمنَ وَقَد أَفهَمنَ ذا اللُبِّ أَنَّما / فَعَلنَ الَّذي يَفعَلنَ في ذاكَ مِن أَجلي
وَباتَت تَمُجُّ المِسكَ في فِيَّ غادَةٌ / بَعيدَةُ مَهوى القُرطِ صامِتَةُ الحَجلِ
تُقَلِّبُ عَينَي ظَبيَةٍ تَرتَعي الخَلى / وَتَحنو عَلى رَخصِ الشَوى أَغيَدٍ طَفلِ
وَتَفتَرُّ عَن كَالأُقحُوانِ بِرَوضَةٍ / جَلَتهُ الصَبا وَالمُستَهِلُّ مِنَ الوَبلِ
أَهيمُ بِها في كُلِّ مُمسىً وَمُصبَحٍ / وَأُكثِرُ دَعواها إِذا خَدِرَت رِجلي
أَشِر يا اِبنَ عَمّي في سَلامَةَ ما تَرى
أَشِر يا اِبنَ عَمّي في سَلامَةَ ما تَرى / لَنا وَتَبَدّيها لِتَسلُبَني عَقلي
عَلى حينِ لاحَ الشيبُ وَاِستُنكِرَ الصِبا / وَراجَعَني حِلمي وَأَقصَرتُ عَن جَهلي
وَآلَت كَما آلَ المُجَرَّبُ بَعدَ ما / صَحَوتُ وَمَلَّ العاذِلاتُ مِنَ العَذلِ
وَأَبدَيتُ عِصياناً لَهُنَّ سَبَبنَني / وَأَلقَينَ مِن يَأسٍ عَلى غارِبي حَبلي
وَأَقبَلنَ يَمشينَ الهُوَينا عَشِيَّةً / يُقَتِّلنَ مَن يَرمينَ بِالحَدَقِ النُجلِ
غَرائِبُ مِن حَيَّينِ شَتّى لَقينَني / عَلى حالَةٍ ما خافَ مِن مِثلِها مِثلي
فَسَلَّمنَ تَسليماً ضَعيفاً وَأَعيُنٌ / نُحاذِرُها مِن أَهلِهِنَّ وَمِن أَهلي
وَقُلنَ لَوَ اِنَّ اللَهَ شاءَ لَقيتَنا / عَلى غَيرِ هَذا مِن مَقامٍ وَمِن شُغلِ
إِذاً لَبَثَثناكَ الأَحاديثَ وَاِشتَفَت / نُفوسٌ وَلَكِنَّ المَقامَ عَلى رِجلِ
وَقُلنَ مَتى بَعدَ العَشيَّةِ نَلتَقي / لِميعادِنا هَيهاتَ هَيهاتَ لِلوَصلِ
أَلَم يُسلِني نَأيُ المَزارِ صَبابَتي
أَلَم يُسلِني نَأيُ المَزارِ صَبابَتي / إِلى أُمِّ عَبدِ اللَهِ وَالنَأيُ قَد يُسلي
مِنَ المُرعِداتِ الطَرفِ تَنفُذُ عَينُها / إِلى نَحوِ حَيزومِ المُجَرِّبِ ذي العَقلِ
فَلا هِيَ لانَت بَعضَ لينٍ يُصيرُها / إِلَينا وَلا أَبدَت لَنا جانِبَ البُخلِ
كِدتُ يَومَ الرَحيلِ أَقضي حَياتي
كِدتُ يَومَ الرَحيلِ أَقضي حَياتي / لَيتَني مِتُّ قَبلَ يَومَ الرَحيلِ
لا أُطيقُ الكَلامَ مِن شِدَّةِ الوَج / دِ وَدَمعي يَسيلُ كُلَّ مَسيلِ
ذَرَفَت عَينُها فَفاضَت دُموعي / وَكِلانا يَلقَي بِلُبٍّ أَصيلِ
لَو خَلَت خُلَّتي أَصَبتُ نَوالاً / أَو حَديثاً يَشفى مَعَ التَنويلِ
وَلَقَد قالَتِ الحَبيبَةُ لَولا / كَثرَةُ الناسِ جُدتُ بِالتَقبيلِ
لَيسَ طَعمُ الكافورِ وَالمِسكِ شيباً / ثُمَّ عُلّا بِالراحِ وَالزَنجَبيلِ
حينَ تَنتابُها بِأَطيَبِ مِن في / ها طُروقاً إِن شِئتَ أَو بِالمَقيلِ
ذاكَ ظَنّي وَلَم أَذُق طَعمَ فيها / لا وَما في الكِتابِ مِن تَنزيلِ
وَبِفَرعٍ حُدِّثتُهُ كَالمَثاني / عُلَّ بِالمِسكِ فَهوَ مِثلَ السَديلِ
رَبعَةٌ أَو فُوَيقَ ذاكَ قَليلاً / وَنَؤُومُ الضُحى وَحَقُّ كَسولِ
لا يَزالُ الخَلخالُ فَوقَ الحَشايا / مِثلَ أَثناءِ حَيَّةٍ مَقتولِ
زانَ ما تَحتَ كَعبِها قَدَماها / حينَ تَمشي وَالكَعبُ غَيرُ نَبيلِ
سِر قَليلاً وَلا تَلُمني خَليلي
سِر قَليلاً وَلا تَلُمني خَليلي / لِوَداعِ الرَبابِ قَبلَ الرَحيلِ
إِنَّ في النَفسِ حاجَةً ما تَقَضّى / ما دَعا في الغُصونِ داعي هَديلٍ
إِنَّ طَرفي دَلَّ الفُؤادَ عَلَيها / فَفُؤادي كَالهائِمِ المَقتولِ
ذَكَرَ القَلبُ ذِكرَةً
ذَكَرَ القَلبُ ذِكرَةً / مِن حَبيبٍ مُزايِلِ
ماجِدٌ قَد صَبا بِكُم / وَالصِبى غَيرُ طائِلِ
مُستَمِرٍّ لِطَيَّةٍ / سالِكٍ في الغَوائِلِ
وَلَقَد خِفتُ خُلَّةً / لَستُ مِنها بِوائِلِ
إِن نَأَتكُم دِيارُنا / وَاِلتِباسُ الحَبائِلِ
وَصَرَمتُم مُشَيَّعاً / وُدُّهُ غَيرُ زائِلِ
أَحدَثَ الصَرمَ بَينَنا / إِذ بَدا قَولُ قائِلِ
إِذ بَدَت بَينَ نِسوَةٍ / جازِئاتٍ عَقائِلِ
هاجَ ذا القَلبَ مَنزِلُ
هاجَ ذا القَلبَ مَنزِلُ / دارِسُ الآيِ مُحوِلُ
غَيَّرَت آيَهُ الصَبا / وَجَنوبٌ وَشَمأَلُ
وَلَقَد كانَ آهِلاً / فيهِ ظَبيٌ مُبَتَّلُ
طَيِّبُ النَشرِ واضِحٌ / أَحوَرُ العَينِ أَكحَلُ
فَلَئِن بانَ أَهلُهُ / فَبِما كانَ يُؤهَلُ
قَد أَرانا بِغَبطَةٍ / فيهِ نَلهو وَنَجذَلُ
بِجَوارٍ خَرائِدٍ / ذاكَ وَالوُدُّ يُبذَلُ
إِذ فُؤادي بِزَينَبٍ / أُمِّ يَعلى مُوَكَّلُ
وَهيَ فينا فَلا تُبا / ليهِ تُلحى وَتَعذَلُ
قَبلَ أَن يَستَفِزَّها / قَولُ واشٍ يُحَمِّلُ
حينَ أَرسَلتُ ثَهلَلاً / وَأَخو الوُدِّ مُرسِلُ
بِاِعتِذارٍ مِن سُخطِها / عَلَّ أَسماءَ تَقبَلُ
فَأَتَتني بِما هَوي / تُ مِنَ القَولِ ثَهلَلُ
حينَ قالَت تَقولُ زَي / نَبُ إِنّا سَنَفعَلُ
أَنا مِن ذاكَ آيِسٌ / غَيرَ أَنّي أُعَلَّلُ
وَأَخٌ يَستَحِثُّني / وَيُنادي وَيَبذُلُ
كُلَّما قالَ لي اِنطَلِق / قُلتُ إِربَع سَأَفعَلُ
يا أَيُّها العاذِلُ في حُبِّها
يا أَيُّها العاذِلُ في حُبِّها / لَستَ مُطاعاً أَيُّها العاذِلُ
أَنتَ صَحيحٌ مِن جَوى حُبِّها / وَحُبُّها لي سَقَمٌ داخِلُ
إِنَّ الَّذي لاقيتُ مِن حُبِّها / لَم يَلقَهُ حافٍ وَلا ناعِلُ
المَوتُ خَيرٌ مِن حَياةٍ كَذا / لا أَنا مَوصولٌ وَلا ذاهِلُ
لَمّا أَتاني قائِلٌ بِالَّذي / أَكرَهُ مِمّا يُخبَرُ السائِلُ
قُلتُ وَعَيني مُسبَلٌ دَمعُها / كَالدُرِّ مِن أَرجائِها هامِلُ
يا ليتَني مِتُّ وَماتَ الهَوى / وَماتَ قَبلَ المُلتَقى واصِلُ
يا دارُ أَمسَت دارِساً رَسمُها / وَحشاً قِفاراً ما بِها آهِلُ
قَد جَرَّتِ الريحُ بِها ذَيلَها / وَاِستَنَّ في أَطلالِها الوابِلُ
مَرحَباً ثُمَّ مَرهَباً بِالَّتي قا
مَرحَباً ثُمَّ مَرهَباً بِالَّتي قا / لَت غَداةَ الوداعِ يَومَ الرَحيلِ
لِلثُرَيّا قولي لَهُ أَنتَ هَمّي / وَمُنى النَفسِ خالِياً وَخَليلي
فَاِلتَقَينا فَرَحَّبَت ثُمَّ قالَت / عَمرَكَ اللَهُ اِئتِنا في المَقيلِ
في خَلاءٍ كَيما يَرَينَكَ عِندي / فَيُصَدِّقنَني فَداكَ قَبيلي
لَم يَرُعهُنَّ عِندَ ذاكَ وَقَد جِئ / تُ لَميعادِهِنَّ إِلّا دُخولي
قُلنَ هَذا الَّذي نَلومُكِ فيهِ / لا تَحَجّي مِن قَولِنا بِفَتيلِ
فَصِليهِ فَلَن تُلامي عَلَيهِ / فَهوَ أَهلُ الصَفاءِ وَالتَنويلِ
قالَتِ اِنصِتنَ وَاِستَمِعنَ مَقالي / لَستُ أَرضى مِن خُلَّتي بِقَليلِ
قَد صَفا العَيشُ وَالمُغيرِيُّ عِندي / حَبَّذا هُوَ مِن صاحِبٍ وَخَليلِ
تَصابي وَما بَعضُ التَصابي بِطائِلِ
تَصابي وَما بَعضُ التَصابي بِطائِلِ / وَعاوَدَ مِن هِندٍ جَوى غَيرُ زائِلِ
كَما نُكِسَت هَيماءُ أُحدِثَ رَدعُها / بِمُستَنقَعٍ أَعراضُهُ لِلهَوامِلِ
عَشِيَّةَ قالَت صَدَّعَت غُربَةُ النَوى / فَما مِن لِقاءٍ بَينَنا دونَ قابِلِ
وَما أَنسَ مِلأَشياءِ لا أَنسَ مَجلِساً / لَنا مَرَّةً مِنها بِقَرنِ المَنازِلِ
بِنَخلَةَ بَينَ النَخلَتَينِ تُكِنُّنا / مِنَ العَينِ خَوفَ العَينِ بُردَ المَراجِلِ
قُل لِلَّذي يَهوى تَفَرُّقَ بَينِنا
قُل لِلَّذي يَهوى تَفَرُّقَ بَينِنا / بِحَبلِ وِدادي أَيَّ ذَلِكَ يَفعَلُ
فَوَيلُ اِمِّها أُمنِيَّةً لَو تَفَهَّمَت / مَعانِيَها أَو كانَتِ اللُبَّ تُعمِلُ
أَغَيظي تَمَنَّت أَم أَرادَت فِراقَها / إِلَيَّ فَلا حاشايَ بَل أَنا أَقبَلُ
أُؤَمِّنُ فَاِدعُ اللَهَ يَجمَعُ بَينَنا / بِحَبلٍ شَديدِ العَقدِ لا يَتَحَلَّلُ
وَدِدنا وَنُعطى ما يَجودُ لَوَ أَنَّهُ / لَنا رائِمٌ حَتّى يَأوبَ المُنَخَّلُ
لَستُ بِناسٍ ما حَيّتُ مَقالَها / لَنا لَيلَةَ البَطحاءِ وَالدَمعُ يَهمِلُ
فَقَد غَنِيَت نَفسي وَأَنتَ بِهَمِّها / فَقَد جَعَلَت وَالحَمدُ لِلَّهِ تَذهَلُ
أَراكَ تُسَوِّني بِمَن لَستُ مِثلَهُ / وَلِلحِفظِ أَهلٌ وَالصَبابَةِ مَنزِلُ
وَلَو كُنتَ صَبّاً بي كَما أَنا صَبَّةٌ / أَطَعتَ وَلَكِنّي أَجِدُّ وَتَهزِلُ
فَقُلتُ لَها قَولَ اِمرِئٍ مُتَحَفِّظٍ / تَجَلَّدَ عَمداً وَهوَ لِلصُلحِ أَشكَلُ
أَبيني لَنا إِن كانَ هَذا تَجَنُّباً / لِصَرمٍ فَتَصريحُ الصَريمَةِ أَجمَلُ
وَإِن كانَ إِنكاراً لِأَمرٍ كَرِهتِهِ / فَرابَكِ إِنّي تائِبٌ مُتَنَصِّلُ
وَقَد عَلِمَت إِذ باعَدَتني تَجَنُّباً / فَدَت نَفسَها نَفسي عَلى مَن تُعَوِّلُ
هَنيئاً لِقَلبٍ كُنتُ أَحسَبُ أَنَّهُ / إِذا شاءَ سالٍ عَنكِ أَو مُتَبَدِّلُ
فَمُت كَمَداً يا قَلبِ أَو عِش فَإِنَّما / رَأَيتُكَ بِالجافي البَخيلِ مُوَكَّلُ
أَتاني كِتابٌ مِنكِ فيهِ تَعَتُّبٌ
أَتاني كِتابٌ مِنكِ فيهِ تَعَتُّبٌ / عَلَيَّ وَإِسراعٌ هُديتِ إِلى عَذلي
فَعَزَّيتُ نَفسي ثُمَّ مالَ بِيَ الهَوى / وَقَبلِيَ قادَ الحُبَّ مَن كانَ ذا تَبلِ
فَقُلتُ إِذا كافَأتُ مَن هُوَ مُذنِبٌ / مُسيءٌ بِما أَسدى إِلَيَّ فَما فَضلي
لِمَ أَرتَجي حِلمي إِذا أَنا لَم أَعُد / عَلَيكِ وَلَم يُجمَع لِجَهلِكُمُ جَهلي
فَلا تَقتُليني إِن رَأَيتِ صَبابَتي / إِلَيكِ فَإِنّي لا يَحِلُّ لَكُم قَتلي
وَقُلتُ لَها وَاللَهِ ما زِلتُ طائِعاً / لَكُم سامِعاً في رَجعِ قَولٍ وَفي فِعلِ
فَما أَنسَ مِن وُدٍّ تَقادَمُ عَهدَهُ / فَلَستُ بِناسِن ما هَدَت قَدَمي نَعلي
عَشِيَّةَ قالَت وَالدُموعُ بِعَينِها / هَنيئاً لِقَلبٍ عَنكَ لَم يُسلِهِ مُسلي
لَقَد كانَ في إِقراضِكَ الوُدَّ غَيرَنا / وَفِعلِكَ ناهٍ لي لَوَ اِنَّ مَعي عَقلي
فَهَذا الَّذي في غَيرِ ذَنبٍ عَلِمتُهُ / صَنيعُكَ بي حَتّى كَأَنّي أَخو ذَحلِ
هَلِ الصَرمُ إِلّا مُسلِمي إِن صَرَمتِني / إِلى سَقَمٍ ما عِشتُ أَو بالِغٌ قَتلي
سَأَملِكُ نَفسي ما اِستَطَعتُ فَإِن تَصِل / أَصِلكَ وَإِن تَصرِم حِبالِكَ مِن حَبلي
أَكُن كَالَّذي أَسدى إِلى غَيرِ شاكِرٍ / يَداً لَم يُثَب فيها بِحَمدٍ وَلا بَذلِ
فَجَعَتنا أُمُّ بِشرٍ
فَجَعَتنا أُمُّ بِشرٍ / بَعدَ قُربٍ بِاِحتِمالِ
بَينَمَ نَحنُ جَميعاً / حيرَةٌ في خَيرِ حالِ
إِذ سَمِعنا مِن مُنادٍ / أَن تَهَيَّوا لِاِرتِحالِ
فَزِعوا لِلبَينِ لَمّا / نَزَلوا بَزلَ الجَمالِ
وَبِغالاً مُلجَماتٍ / جَنَّبوها بِالجِلالِ
فَاِستَقَلّوا وَدُموعي / قَد أَرَبَّت بِاِنهِمالِ
مِن هَوى خودٍ لَعوبٍ / غادَةٍ مِثلِ الهِلالِ
أَشبَهِ الخَلقِ جَميعاً / حينَ تَبدو بِالمِثالِ
إِنَّما أَلوَت بِعَقلي / بَعدَ حِلمٍ وَاِكتِهالِ
حينَ لاحَ الشيبُ مِنّي / في شَواتي وَقَذالي
أَيُّها الناصِحُ قَبلي / فُتِنَت شُمطُ الرِجالِ
فَفُؤادي مِن هَواها / هائِمٌ أُخرى اللَيالي
أَرسَلتُ لَمّا عيلَ صَبري إِلى
أَرسَلتُ لَمّا عيلَ صَبري إِلى / أَسماءَ وَالصَبُّ بِأَن يُرسِلا
أَذكُرُ أَن لا بُدَّ مِن مَجلِسٍ / يَكونُ عَن سامِرِكُم مَعزِلا
أَبُثُّكُم فيهِ جَوىً شَفَّني / حُمِّلتُهُ مِن حُبِّكُم مُثقِلا
فَاِبتَسَمَت عَن نَيِّرٍ واضِحٍ / مُفَلَّجِ عَذبٍ إِذا قُبِّلا
كَأُقحُوانِ الرَملِ في جائِرٍ / أَو كَسَنا البَرقِ إِذا هَلَّلا
ثُمَّ دَعَت مِن عَجَبٍ أُختَها / هِنداً فَقالَت عُمَرٌ أَرسَلا
يَسومُني مُعتَذِراً مَجلِساً / كَأَنَّهُ يَأمَنُ أَن نَبخَلا
فَأَرسَلَت أَروى وَقالَت لَها / مِن قَبلِ أَن تَرضى وَأَن تَقبَلا
إِئتيهِ بِاللَهِ وَقولي لَهُ / وَاللَهِ لا يَفعَلُهُ ثُمَّ لا
وَواعِديهِ سَرحَتَي مالِكٍ / أَوِ الرُبى دونَهُما مَنزِلا
وَليَأتِ إِن جاءَ عَلى بَغلَةٍ / إِنّي أَخافُ المُهرَ أَن يَصهِلا
لَمّا اِلتَقَينا رَحَّبَت تِربُها / هِندٌ وَقالَت قُلَّباً حُوَّلا
وَأَعرَضَت مِن غَيرِ ما بِغضَةٍ / لِكاشِحٍ لَم يَألُ أَن يَمحُلا
بَلَّغَها كِذباً وَلَم يَألُها / غِشّاً وَشَرُّ الناسِ مَن حَمَّلا
أَلا إِنّي عَشيَّةَ دارِ زَيدٍ
أَلا إِنّي عَشيَّةَ دارِ زَيدٍ / عَلى عَجَلٍ أَرَدتُ بِأَن أَقولا
أَنيلي قَبلَ وَشكِ البَينِ إِنّي / أَرى مَكثي بِأَرضِكُم قَليلا
فَهَزَّت رَأسَها عَجَباً وَقالَت / عَذَرتُكَ لَو تَرى مِنهُم غُفولا
وَلَكِن لَيسَ يُعرَفُ لي خُروجٌ / وَلا تَسطيعُ في سِرٍّ دُخولا
هَلُمَّ فَأَعطِني وَاِستَرضِ مِنّي / مَواثيقاً عَلى أَن لا تَحولا
وَأَن نَرعى الأَمانَةَ ما نَأَينا / وَنُعمِلُ في تَجاوُرِنا الرَسولا
فَقُلتُ لَها وَدِدتُ وَلَيتَ أَنّي / وَجَدتُ إِلى لِقائِكُمُ سَبيلاً
يا أُمَّ نَوفَلَ فُكّي عانِياً مَثَلَت
يا أُمَّ نَوفَلَ فُكّي عانِياً مَثَلَت / بِهِ قَريبَةُ أَو هُوَ هالِكٌ عَجَلا
كَمَ دَعوتِ الَّتي قامَت بِقَرقَرِها / تَمشى كَمَشيِ ضَعيفٍ خَرَّ فَاِنخَدَلا
فَمَجَّتِ المِسكَ بَحتاً لَيسَ يَخلِطُهُ / إِلّا سَحيقٌ مِنَ الكافورِ قَد نُخِلا
وَالزَنجَبيلُ مَعَ التُفّاحِ تَحسَبُهُ / مِن طيبِ ريقَتِها قَد خالَطَ العَسَلا
يا طيبَ طَعمِ ثَناياها وَرِيقَتِها / إِذا اِستَقَلَّ عَمودُ الصُبحِ فَاِعتَدَلا
مَجّاجَةُ المِسكِ لا تُقلى شَمائِلُها / تَزدادُ عِندي إِذا ما ماحِلٌ مَهَلا
لَو كانَ يَخبِلُ طيبُ النَشرِ ذا كَلَفٍ / لَكُنتُ مِن طيبِ رَياها الَّذي خُبِلا
لَها مِنَ الرِئمِ عَيناهُ وَسُنَّتُهُ / وَنَخوَةُ السابِقِ المُختالِ إِذ صَهَلا
مَطَلتِ دَيني وَأَنتِ اليَومَ موسِرَةً / أَحبِبِّهامِن غَريمٍ موسِرٍ مَطلا
مَطَلتِهِ سَنَةً حَولاً مُجَرَّمَةً / وَبَعضَ أُخرى تَجَنّي الذَنبَ وَالعِلَلا