أفي كل يوم منك عتب يسوءني / كجلمود صخر حطه السيل من عل
وترمي على طول المدى متجنيا / بسهميك في اعشار قلب مقتل
فأمسي بليل طال جنح ظلامه / علي بأنواع الهموم ليبتلي
وأغدو كأن القلب من وقدة الجوى / إذا جاش فيه حميه غلي مرجل
تطير شظاياه بصدر كأنما / بأرجائه القوى انا بيش عنصل
وسالت دموعي من همومي ولوعتي / على النحر حتى بل دمعي محملي
إذا عاين الأصحاب ما بي من الجوى / يقولون لا تهلك أسى وتجمل
ترفق ولا تجزع على فائت الوفا / فما عند رسم دارس من معول
ولي فيك ود باقي كذا قد شددته / بأمراس كتان إلى صم جندل
ولي خطرات فيك منها جوانحي / صبحن سلافا من رحيق مفلفل
كأن أمانيها كؤوس مدامة / غدا ونمير الماء غير محلل
سلوت غوايات الشبيبة والصبا / وليس فؤادي عن هواها بمنسل
وأجلو محيا الود فيك لأهله / متى ما ترق العين فيك تسهل
فكر على جيش الخيانة عائدا / بمنجرد قيد الأوابد هيكل
تجد خفرات الإنس مني كواعبا / ترائبها مصقولة كالسجنجل
وخل الجفا وارجع إلى معهد الوفا / وإن كنت قد أزمعت صرمى فأجمل

يقول الزمان ولم نستمع / لمن طلب الرزق أو أمله
أنا حرب من جد في كسبه / ومن يتقنع تعصبت له

وجدت في عشرة صحبي أذى / لما لزمت البيت في الوقت زال
يا عجبا من أشعرى غدا / يحمد رأي الناس في الاعتزال

تجنب ولاة الأمر لا تقربنهم / إذا كنت ما ترضى ملابس إذلال
وإن خفت لوما في سؤال امرئ فكم / ملام سؤال في ملامس وال

لزمت بيتي كلزوم البنا / في الحرف والفعل على الأصل
واستوحشت نفسي حتى لقد / نفرت لو أمكن من ظلى

والهوى لو ملكت أمرا مطاعاً / في الهوى تقتفى هداه العقولُ
لأمرت العيون ترنو ودر الث / غر يفتر والقوام يميل
ثم أدعو العذال إذ ذاك حتى / إن رأوا عندهم فضولاً يقولوا

لا تنكروا أن حالي فيهم حالي / إن كنت ذا جسد في حبهم بالي
كفى بقدري علواً أن هجرهم / لي شاهدٌ أنني منهم على بالِ
وصار لي بين أهل العشقِ مرتبةٌ / بذا على رغم حسادي وعذالي

بلاني بتسهيدي وسقمي وعبرتي / وزاد ملامي فيه طول ملالهِ
فما فزت مع هذا العذاب بطائلٍ / سوى حسن ظني في تمني وصاله

لا أنس لما قال لي مستفهماً / والراح قد راضته لي فتسهلا
هذا فؤادك مذ سكنت ضميره / هل حل فيه سواي قلت ولا حلا

يقول لما أن سألت اللقا / لبرء أوجاعي وأوجالي
يا ناظري جدد لباسَ الضنى / له فما ألقاه في بالي

تجمع في عاقلٍ شملنا / وفرقنا البين لما ولى
فلم لا أجحن إذا ما بدت / سلاسلُ برقٍ على عاقلِ

أشكو إلى دهري خيانةَ غادةٍ / أضحى بها ربع اصطباري ماحلا
ملت ومالت للجفا وأظنها / نسيت عهوداً بالحمى ومنازلا

لم يرني الطيفُ إذا أتاني / لأن جسمي ذات انتحالا
وعندما دله أنيني / بات كلانا يرى خيالا

قلت له زرني فلا بد أن / يدري بك الواشي ويغري العذول
فالريح ما تكتم سرا وما / يزال رياك يعاني الفضول

إن لم تصدقني تصدق بالكرى / ليزورني فيه الخيال الزائل
وانظر إلى فقري لوصلك واغتنم / أجرى وقل للدمع قف يا سائل

أقول له أما ترثي لخدي / وتسمع في دموعي ما تقولُ
وتبصر ما جرى منه عليه / لأجلك قال ذا شرحٌ يطولُ

أيا باكياً بالدموع التي / جرت عندما لاح ضري حالي
أتوهمني أنها رحمةٌ / وماهي إلا دموع الدلال

أنعم روحي بالشقاء عليكم / ولا أتمنى أن يحول نحولي
وكم شمت برق الذل فيكم فلم أجد / كلامع ذل من كلام عذولي

يا حسرتا فيه على سلوة / ليستريح القلبُ من عاذلي
فإن عمري بين ذل الهوى / وعذله قد ضاع في الباطل

تداهى عذولي في هواه ولم تكن / مقاصده تخفي على عاشق مثلي
أحب فلما غار مني وخاف أن / أفاتحه في ذاك سابق بالعذل