المجموع : 19
أنجزَ الدهرُ في فنَائك عهدي
أنجزَ الدهرُ في فنَائك عهدي / ولَعَهدي به يُطيلُ المطالا
فأنثنت عني الخطوبُ سجالاً / واغتدت نحوي الخطوبُ عِجَالا
ورأيتُ المريخَ عندك سعداً / ورأيتُ شهري لديك ملالا
أوَما انثنيتَ عن الوداعِ بلوعةٍ
أوَما انثنيتَ عن الوداعِ بلوعةٍ / ملأت حشَاك صبابةً وغليلا
ومدامعٍ تجري فيحسبُ أن في / آماقِهنَّ بَنَانَ إسماعيلا
يا أيها القرمُ الذي بعلوِّهِ / نال العَلاءُ من الزمانِ السُّولا
قَسَمت يداك على الوَرَى أرزاقها / فَكنوكَ قاسمَ رزقها المسئُولا
أهدت لمجدكَ حُلة موشيةً / تكسو الحسودَ كآبةً وذبولا
أحيَت حبيباً والوليدَ ففصَّلا / منها وشائعَ نسجها تفصيلا
فأفادها الطائيُّ دقةَ فكرهِ / والبُحتُري دماثةً وقَبُولا
ليلة للعيونِ فيها وللأس
ليلة للعيونِ فيها وللأس / ماعِ ما للقلوبِ والآمالِ
نُظِمَت للنِّدامِ فيها الأماني / مثل نَظمِ الأميرِ شمسِ المعالي
أغرُّ أروعُ تلهينا وقائعُهُ
أغرُّ أروعُ تلهينا وقائعُهُ / في المالِ والقرن عن صفينَ والجملِ
مُسترضعٌ بيُديِّ المجد مُفترشٌ / حجرَ المكارم مفطومٌ عن البخلِ
أمضى من السف لفظاً غيرَ لجلجةٍ / تغشَاه إن مال مُضطرُّ إلى العلَل
وسائلس لي عن نُعماك قلت له / تفصيلُها مستحيل فَارضَ بالُجملِ
هذي صُبابة ما أَبقَت يدايَ وقد / عرفتُ حرفهُما فانظر ولا تسل
كلُّ الزمانِ إذا أفضَى تَصرفهُ / إليك وقتَ نزولِ الشمس في الحملِ
كريمٌ يرى أن الرجاءَ موَاعدُ
كريمٌ يرى أن الرجاءَ موَاعدُ / وأنَّ انتظار السائلين منَ المطلِ
وَخيرُ الموالي من إذا ما مدحُته / مَدَحتُ به نفسي وأخبرتُ عن فضلي
قل للأمير الذي فَخرُ الزمان بهِ
قل للأمير الذي فَخرُ الزمان بهِ / ما الدَّهرُ لولاك إلا مَنطقٌ خَطلُ
كفتكَ آثارُ كَفَّيكَ التي ابتدعت / في المجد شاده آباؤك الأُولُ
ما زال في الناس اشباهٌ وأمثلةٌ / حتى ظهرتَ فغاب الشكلُ والمثلُ
سقى الغيثُ أو دَمعي وَقَلَّ كِلاهُما
سقى الغيثُ أو دَمعي وَقَلَّ كِلاهُما / لها أربُعاً جَورُ الهوى بينها عَدلُ
بحيث استرقَّ الدِّعصُ وانبسطَ النَّقى / وحيثُ تناهَى الحِقفُ وانقطعَ الرَّملُ
أُكَثِّرُ من أوصافها وهي واحدٌ / ولكن أَرى أسماءَها في فَميِ تحلُو
وفي ذلك الخِدرِ المُكلَّلِ ظَبيَةٌ / لكلِّ فؤاد عندَ أجفانها ذَحْلُ
إذا خَطَراتُ الريحِ بين سُجُوفِها / أباحت لطَرف العين ماحَظرَ البُخلُ
تلقَّت بأثناءِ النَّصيفِ لحاظنَا / وقالت لأُخرى ما لُمستهترٍ عقلُ
أفي مثلِ هذا اليوم يَمرَحُ طرفُهُ / وأعداؤنا حُولٌ وحُسادُنا قُبْلُ
ومدَّت لإسبالِ السُّجُوفِ بنَانَها / فَغازَلَنا عنها الشمائلُ والشكل
ولو تراني وقد ظَفرتُ به
ولو تراني وقد ظَفرتُ به / ليلاً وسترُ الظَّلام مُنسدِلُ
وللكَرىَ في الجفونِ داعيةٌ / وقد حَدَاها حادٍ له عَجِلُ
وحَوِصَت أعينُ الوُشاةِ كما / جَمَّشَ مَعشُوقَه الفتى الغَزلُ
فذاك مُغفٍ وذاك مُختَلط / يَهذي وهذا كأنه ثَمِلُ
وقلت يا سيدي بَدَا عَلَمُ الصب / ح وكاد الظلامُ يَرتحلُ
ثم انثنى يَبتَغي وُسادي إذ / أيقنَ أنَّ الوُشاةَ قد غَفَلُوا
فبات يشكو وبِتُّ أعذرُهُ / وليس إلا العتابُ والِعلَلُ
لَخلتَنَا ثمّةَ شَعبتي غُصُنٍ / يَومَ صباً نَلتَوي ونَعتَدِلُ
يا طِيبَهَا ليلةً نَعِمتُ بها / غرَّاء أدنى نَعِيمِها القُبَلُ
بقيتَ بقاء الدهر يا كَهفَ أهِله
بقيتَ بقاء الدهر يا كَهفَ أهِله / وهذا دعاءٌ للَبرِيَّة شاملُ
وما أُقيمُ بدارٍ لا أعزُّ بها
وما أُقيمُ بدارٍ لا أعزُّ بها / ولا يقرُّ قراري حيثُ أُبتذَلُ
وقد كفاني انتجاعَ الغيث مَعرِفتي / بأنَّ دَلِّير لي من سَيِبه بَدَلُ
تَجَنَّبَت نشوات الخمر هِمَّتهُ / وأَعلمَتنَا العطايا أنه ثَملُ
أبا قاسم ما للحِجى عند معدِلُ
أبا قاسم ما للحِجى عند معدِلُ / ولا للعُلى إلا عليك مُعَوَّلُ
عَهِدتُك لا يَثنى اعتزامك حادثٌ / مُلمٌّ ولا يحتاجُ صبرَك مُعضِلُ
تأمَّل تصاريفَ الزمانِ فإنَّما / يُكشِّفُ أسرارَ الأمورِ التأمُّلُ
أتبصرُ مَغبوطاً بحالٍ تَسُرُّهُ / إذا كَمُلَت لم تَبتَد تَتَحوَّلُ
نعيشُ كما تَهوى الخطوبُ تقودُنا / مذاهبُ آمالٍ تجورُ وتَعدِلُ
إذا ما تأمَّلنا الخُطوبَ وَكرّها / علينا عَلِمنا أنَّنا نَتَعَلَّلُ
وقَصرُ الَجزوعِ الصَّبرُ لكنَّ كُلمَّا / تقدَّمَ من صَبرِ الفتى فهو أجملُ
فَتَى كَيفما مِلنَا رأينا له يداً
فَتَى كَيفما مِلنَا رأينا له يداً / بعيدةَ مَرمَى الشكر مَطلبُها سَهلُ
خفيفُ على الأعناق مَحمَلُ مَنِّهَا / ولكن على الإنكار من عَدِّها ثقلُ
وواله ما أَفضَى من المال ما نَشَا / إلى كَفِّه إلا العِنانُ أو النَّصلُ
تَفَرَّقَ طُلابُ المساعي فَكُلُّهم / إذا اجتمعوا بعضٌ وأنت له كلُّ
وما فرَّعَ الأقوامُ في المجدِ / فباهوا به إلا وأنتَ له أصلُ
لا وَجُفون يَغضُّها العذَلُ
لا وَجُفون يَغضُّها العذَلُ / عن وَجناتٍ تُذيبُهَا القُبَلُ
ومُهجة للهوى مُعَرَّضة / تعيثُ فيها القُدُودُ والُمقَلُ
ما عاش من غاب عن ذَرَاك وإن / أخَّرَ ميقاتَ يوِمهِ الأَجَلُ
أنا الوليّ الذي إذا كُشِفَت
أنا الوليّ الذي إذا كُشِفَت / أسرارُهُ قيلَ أخلصَ الرَّجُلُ
مودَّةٌ لا يشينُها ملقٌ / ونيَّةٌ لا يشوبُها دَخَلُ
إذا دَنَا فالولاءُ مُشتهرٌ / وإن نأى فالثَّناءَ مُتَّصلُ
ليَهنَ ويسعد من به سعدَ الفضلُ
ليَهنَ ويسعد من به سعدَ الفضلُ / بدارٍ هي الدنيا وسائرهُا فضلُ
بها خيَّم الإقدامُ والحزمُ والنُّهى / وفيها استقر العلمُ والحلمُ والبذلُ
تولَّى له تقديرها رحبُ صدره / على قدرِه والشَّكلُ يُعجبه الشَّكلُ
فجاءت على وفقِ الضَّمير كأنما / تصورتِ الآمال فهي لها مثلُ
بَنِيَّةُ مجدٍ تشهدُ الأرضُ أنها / ستُطوى وما حاذي السماءَ لها مثلُ
تُكلِّف أحداقَ العيونِ تخاوُصاً / إليها كأنَّ الناسَ كلَّهمُ قُبلث
منارٌ لأبصارِ السراة وربُّها / منالٌ لآمال العُفَاةِ إذا ضلُّوا
سحابٌ علا فَوقَ السَّحَاب مصاعدا / وأحرِ بأن يَعلوَ وأنت له وبلُ
وقد اسبلَ الخيريُّ كمَّي مفاخر / بصحن به للملك يجتمعُ الشَّملُ
كما طلع النَّسرُ المنيرُ مُصفِّقاً / جَنَاحيه لولا أن مطلَعه غُفل
بَنيتَ على هامِ العداةِ بَنيَّةً / تمكنَ منها في قلوبهمُ الغلُّ
ولو كنت ترضى هامهم شرفاً لها / أتوك بها جُهدَ المقلِّ ولم يألُوا
ولكن أراها لو هَمَمتَ برفعها / أبى الله أن تَعلَوَ عليك فلم تعل
تحُجُّ لها الآمالُ من كُلَّ وجهةٍ / وينحَرُ في حافاتها البخلُ والمحلُ
وما ضرَّها ألا تُقَابلُ دجلة / وفي حافتيها يلتقي الفيضُ والهطلُ
تَجَلَّى لأطراف العراقِ سُعودُها / فَعَادَ إليها الملكُ والأمنُ والعدلُ
كذا السَّعدُ قد القى عليها شعاعَه / فليس لنَحسٍ في مطارِفها فِعلُ
وقالوا تَعدَّى خلقَه في بنائها / وكان وما غيرُ النوال به شُغلُ
فقلتُ إذا لم يُلهه ذاك عن نَدىً / فماذا على العَليَاءِ إن كَانَ لا يخلو
إذا النَّصلُ لم يُذمَم نجاراً وشيمةً / تأنَّقَ في غِمدٍ يُصانُ به النَّصلُ
تملَّ على رغم الحواسد والعدا / عُلاك وعش للجود ما قَبُحَ البُخلُ
ليَهنِ الصاحبَ المسعودَ عيدٌ
ليَهنِ الصاحبَ المسعودَ عيدٌ / تولَّته السعادُة والقبولُ
لهُ من مجدِهِ غُررٌ توالى / عليه ومن مدائِحهِ حُجُولُ
فلا زالت له الأعيادَ تَترى / تتابعُ بينها العمرُ الطويلُ
ولا بَرحَت به الأفلاكُ تجري / على شمسينِ ما لهُما أفُولُ
معاليه المنيرةُ في ذُرَاهَا / وفي الأقطار نائِلُهُ الجزيل
وكنتُ متى أَشحذ بِلفظكَ خاطِرِي
وكنتُ متى أَشحذ بِلفظكَ خاطِرِي / يَقُم لي على ما في النُّفوسِ دَليلُ
وأحسن ما قال امرؤ فيك دعوة / تلاقَت عليها نيةٌ وقَبُولُ
وشكر كأن الشَّمس تُعني بِنشرِهِ / ففي كلِّ أرضٍ مُخبِرٌ ورسولُ
يبثَّانِ عَرفَ العُرفِ حتى كأنما / تروقُ في يوم الشَّمال شمول
وكم لك نُعمى لو تصدَّى لشُكرِها / لسانٌ مُعدٌّ لاعتراهُ نُكُول
أكلَّفُ نفسي أن أقابلَ عَفوَها / بجهديِ وَهَل يُجزيِ الكثيرَ قلِيلُ
فإن أنا لم اصدع بِشُكرِك إنَّنِي / وحَاشاي من خُلقِ البخيلِ بخيلُ
لحاظك أقدار وكفُّك مُزنةٌ
لحاظك أقدار وكفُّك مُزنةٌ / وعزمُك صَمصَامُ وريقك غيل
ألا يا أيها الملكُ المعَلَّى
ألا يا أيها الملكُ المعَلَّى / أَنلني من عطاياك الجزيله
بعبدك حُرمةٌ والّكر فحشٌ / فلا تُحوِج إلى ذكر الوسيله