المجموع : 16
حَتَّامَ تَخدَع عزمي الآمالُ
حَتَّامَ تَخدَع عزمي الآمالُ / وتَصُدُّني عن فعليَ الأقوالُ
وإلامَ يُصبحُ ظاهري مُتَفَرِّغاً / ولباطني بهمومه أشغالُ
ولقد عجبتُ لِهِمَّتي كيف اهتَدَت / لسبيلها اللُّوَّامُ والعُذَّالُ
ما العُذرُ عن إدراك آمالي وقد / صَحَّ الزمانُ وأمكن التِّرحالُ
غيري تَشُقُّ عليه حادثَةُ النَّوَى / وتَرُدُّهُ عن قَصده الأهوالُ
ولقد وثقتُ من الزمان بعادةٍ / ما إن يفَيلُ لديَّ منها الفالُ
إنَّ الدُّنوَّ نتيجةُ البُعدِ بعادةٍ / ما إن يفيلُ لديَّ منها الفالُ
ولكم فقير صار من أهل الغنى / ولكم غنى مالَ عنه المالُ
وكذا الليالي قد جرَت عاداتُها / ألا يدومَ لنا عليها حالُ
وبقاؤها لا يُستطَاعُ لطالبٍ / وطلابُ ما لا يُستطاعُ محالُ
حَسبُ الفتى حُسنُ الثناءِ فإنَّهُ / لا يَعتريه مدى الزمان زَوَالُ
دعني على خُلقي فقد أكثرتَ في / عذل امرئٍ يحلو لهُ الإقلالُ
بحوادث الأيَّام عند ذوي النُّهى / تَتَبيَّنُ الكرماءُ والبُخَّالُ
ولقلما يخشى الحوادث من غدا / وله إلى آل الزبيرِ مآل
قومٌ يُضئ الليلُ من أنوارهم / فيهم تدُلُّ عليهمُ السؤال
أعراضُهم ووجوههم وجفانهم / بيضٌ فلم لا تهتدي الضّلالُ
بيراعهم وسُيُوفهم بين الورى / تتقسَّمُ الأرزاقُ والآجالُ
لا بُوسعُون نفوسهم عُذراً إذا / لم يفعلواأضعافَ ما قد نالوا
فهمُ بحارٌ إن أتاهم واردٌ / وهُم إذا خَفَّ الحليمُ جِبَالُ
نالوا المعالي بالنَّدى والبَأس في / كَيد الحسود وحَسبُهُم ما نالوا
طَابَت أصولٌ منهمُ فتشابَهَ ال / آباء والأعمامُ والأخوالُ
ولهم بيعقوبَ الفَخَارُ على الوَرى / فإليه يُعزى الفضلُ والأفضالُ
سَمحٌ إذا دجت الخطوبُ فبشرُهُ / بَرقٌ وغَيثُ نواله هَطَّالُ
ماضي العزيمة تُنصَفُ الأمداحُ في / نادي نَداه وتُظلَمُ الأمَوالُ
دَع ما سواه ومَن سواه وسر له / إن شئت تدري العِزُّ كيف يُنالُ
تلق الكريم على الحقيقة طالما / نابَت لنا عن قوله الأفعالُ
مُتَوَقَدُ العزمات لكن قد حوى / بأسٌ على طول المدا ونوالُ
حَسبُ المُعَادي والمُوالي عنده / بَأسٌ على طول المدَا ونوالُ
حبرٌ إذا هزَّ البراعَ بنانُهُ / شاهدت منه السِّحر وهوَ حلالُ
خَطّاً ولفظاً راق ذاك ورقَّ ذا / كالماء إِذ مُزِجت به الجريالُ
فبعلمه وبحلمه وبجوده / في كلّ حينٍ تُضربُ الأَمثالُ
مولايَ زينَ الدينِ كم لك من يَدٍ / شهدت بحُسن وفائها الآمالُ
أنتَ الذي لا يَعتَريه السَّهوُ في / حالِ كمثل سواك والإِغفَالُ
أشكو لعَدلك جَورَ دَهرٍ جاهلٍ / فَضَلَت به فضلاءَهُ الجُهَّالُ
مُنِعَت به عقلاؤه إذ قسِّمَت / بالجَورِ في أَنعامه الأَنفَالُ
علمي به لا ينَقضى وإذا بَدَت / حِيَلى عليه فدوني البَطَّالُ
يكفيك أني في الصيام رَغِبتُ عن / وطني وخَلفي معثَرُ وعِيَالُ
زمنٌ قد انعكست حَقائِقُ ذاته / فكأنما رمضانُه شَوَّالُ
والإِمَ أُصبِحُ مُنجِداً أو مُتهماً / سَئمَتني الأَعمال والعُمَّالُ
والأرضُ قد ثَقُلَت عليها وَطأَتي / إذ عَمَّها الإِدبارُ والإِقبَالُ
حتَّام أسبحُها فلولا أنَّ لي / عَينينِ قال الناسُ ذا الدجَّالُ
مولاي خذها مِدحَةً ببديعها / لِبَني الفَريض وللقريض جَمَالُ
حسُنَت بإنشادي لها ولرُبَّما / زان الحسامَ المَشرفي صقالُ
افعل معي ما أنت أَهلُه
افعل معي ما أنت أَهلُه / يا مَن لديه الفضلُ كلُّه
يا حاكماً عَمَّ البريَّة / بعد ظلمِ سواهُ عَدلُه
يا مَن تَشَرَّفَت المحلَّة / إذ غدا فيها مَحَلُّه
مولايَ لا تُبدِ أشتغا / لا عن محبّ أنت شُغلُه
ضاقت عليهِ يا رَحيبَ / الصَّدرِ منذ رَحَلتَ سُبله
كَفَرَت به الأصحابُ إذ / أوراقُه بالشعر رَسلُه
وتباعدت عن قُربه / إخوانُهُ وجَفَتهُ أهلُه
عثراتُ الناسِ بالناسِ تُقَالُ
عثراتُ الناسِ بالناسِ تُقَالُ / فإلى كم بيننا قيلٌ وقالُ
راعني منك صدودٌ رائعُ / بعد ما قد راقني منك وصالُ
سيدي أنتَ وهَبها هَفوَةً / صَدَرَت مني فأين الإحتمالُ
بالذي عافاك من وَجدٍ بهِ / لم يكن للصبر في صَدري مجالُ
لا تُحاققني على ذنبٍ بَدا / فاعتذاري عنه زُورٌ ومُحَالُ
في محيَّاي حياءٌ ظاهرٌ / حين ألقاكَ وفي لفظي اختلالُ
فاعفُ عني أن تَلَجلَجت فما / لي إن لم تغتفر قولاً يُقالُ
أنا مملوكك إلا أنني / ليس لي في دفع ما يُقضى احتيالُ
عاقبِ الأعضاء مني كلَّها / ما خلا قلبي فما فيه احتمالُ
أقول لسفرٍ يَمَّمُوا قِبلَةَ النَّدَا
أقول لسفرٍ يَمَّمُوا قِبلَةَ النَّدَا / عليكم إِذاً بالقَصرِ فالقَصرُ أفضَلُ
بَذلُ وَجهي إلا لمثلك بِذلَه
بَذلُ وَجهي إلا لمثلك بِذلَه / واعتزازي بغير جاهِكَ ذلَّه
يا جواداً سحابُ كَفَّيهِ بالجو / د على كل قاصد مُستَهِلَّه
والذي لو رآهُ في دَستهِ الفض / لُ بن يحيى لجاء يَطلُبُ فَضلَهُ
لك نَيلٌ قد أخجل النِّيلَ جوداً / وغدا دونه الفُراتُ ودجلَه
سيدي صَدرَ الدين دعوةَ عَبدٍ / لم تَزَل طرقُهُ لمدحك سَهلَه
بالذي قد أعطاك جاها وقد م / دَّ على الخافقين بالأمن ظلَّه
لا تكلني إلى سواك فإنِّي / جئتُ أشكو إليك كَثرَةَ قلَّه
حاشَ لله أن أحيدَ بوجهي / عنك يا مالكي وبابُك قَبلَه
ضاقَ صدري مما أَطالبُ دهري / ببلوغ المُنَى ويُظهِرُ مَطلَه
وإلى كم كذا أذمُّ زماني / ضَجَرٌ لا يفيد والأمر لله
ولعبدِ الرحمن أَشكُو زماناً / قتلتني صُروفُه ألف قِتلَه
ضاقَ صدري هماً ولو لم أُهَدِّد / بك دهري ما كان ينجَرُّ خَبلَه
تارةً أغتدى بدمياط أرجو ال / رِّزقَ منها وتارةً بالمحلَّة
بين قومٍ قد صَيروا المنع والم / نَّ لهم في الزمان دَأباً وملَّه
فاغننى عن سؤال كل لئيمٍ / قد علا قدره وإن كان سِفلَه
معشرٌ ما ظفرتُ منهم عَقيب ال / قصِد عند السؤال إلا بخَجلَه
ومتى غبت عنهمُ عَتَبُوني / ومتى جئتهم رأوا ذاك ثقلَه
أنا فيهم عارِ وماشِ وغيري / وهو دوني له ثيابٌ وبَغلَه
لي نصفيَّةٌ تَعُدُّ من العُم / ر سنينا غَسَلتُها ألفَ غَسلَه
لا تسلني عن مشتراها ففيها / منذ فَصَّلتُها نِشَاءً بجُملَه
نَشَّف الريحُ صَدرَها والأرَازِيبُ / فباتَت تشكو هَواءً ونَزلَه
ظَلَمَتها الأيَّامُ حكماً فأضحَت / في العذاب الأليم من غير زَلَّه
كلَّ يَومٍ يحوطها العَصرُ والدَّقُّ / مراراً وما تُقرُّ بجُملَه
فَهي تَعتَلُّ كلما غَسَّلُوها / ويُزيلُ النَّشاءُ تلك الغِسلَه
أين عيشي بها القديمُ وذاك الت / يَّهُ فيها وخطَرَتي والشَّملَه
حيثُ لافى أجنابها رُقعَةٌ / قَطُّ ولا في أكمامِها قَطُّ وَصلَه
قال لي الناس حين أطنبتُ فيها / بَسِّ أكثرت خَلَهَّا فَهيَ بَقلَه
يا لقومي أنا من فَق
يا لقومي أنا من فَق / رِيَ في أنحَسِ حاله
حين آلى الدَّهرُ أني / لا أرى من فيه آلَه
ضاق صدري وأضرَّت / بي مع الفقر البَطَالَه
وأرى الآمال للعُد / م وإن لذَّت عُلالَه
وأبي قد بات منِّي / يسأل اللَه الإقالَه
مَلَّني فقراً وإن كا / ن شفيقاً لا محالَه
كلَّ يوم أطرقُ الخَبَّ / ازَ منه بحوِالَه
فَرَغَت دُكانُهُ لو / أَنَّهَا دارُ الوِكالَه
قضى حُبُّه ألا تُطَاعَ عواذله
قضى حُبُّه ألا تُطَاعَ عواذله / وهل يَرعوى للعَذل والحبُّ شاغلُه
محبٌّ يَحُلُّ الوَجد عقدَ اصطبَارِه / إذا البَينُ شُدَّت للفراقِ رواحلُه
أأحبابَنا إن ألَّف الدهرُ شَملَنا / تحلى بلُقياكم من العيش عاطلُه
نأيتُم فلولا ما تُقَرِّرُهُ المُنى / بقلبي عليكم ما استقَرَّت بلابلُه
وأهيفُ يحكي الغصنُ لينَ قوامهِ / وتفعَلُ أفعالَ الشَّمُولِ شَمائَلُه
يَلينُ إلى أن يَجرَحَ الوهمُ جسمَه / وتَغرَقَ في ماء النعيم غَلائِلُه
إذا ما بدا من شعرِهِ في ذوائبٍ / رأيتَ غزالاً لم ترُعهُ حبائِلُه
رَمَى فانتضى من لحظ عينيهِ صارماً / عذارَهُ عند الناظرين حمائَلُه
وسدَّدَ من عطفَيهِ لَدناً مُثَقَّفاً / وناظُرهُ الفَّتانُ بالسِّحر عاملُه
أرى خصره أهدى لجسمي تحولَه / فها أنا فيه مدنف الجسم ناحِلُه
رماني فأصمى نُبلُ عينيه مُقلتي / فواهاً لصبٍّ قد أُصيبَت مَقائَلُه
أأرجو حياةً عِندِ من ماسَ أو رنا / ورامِحُهُ يَسطو على ونابله
وإني لمعتادٌ بحملِ خُطُوبهِ / إذا كلَّ أو أعيى من الهمِّ حاملُه
أقول لفقري مرحبا لتيقني / بأن عليّاً بالمكارم قائِلُه
لقد أغنيتني في كلِّ حالِ
لقد أغنيتني في كلِّ حالِ / بما أوليتَ من جاه ومالِ
وقد آمنتني من كلِّ خوفٍ / يُراقبُ من مقامٍ أو مقالِ
فلا الأيام تُضمرِ لي عِناداً / لكوني في ذَراك ولا الليالي
أَصَدرَ الدين دعوةَ مُستَجيرٍ / بحبِّك من مباغضة الرجال
جعلتَ الناسَ حُسَّادي جميعاً / بما أوليتنيهِ من النَّوالِ
وكم في مصرَ عندي من غنى / وفقري لا يمرُّ له ببالِ
يقابلني على مدحي بشكرٍ / فأقنع بالمحال عن المُحَالِ
وبي ضعفٌ مدى الأيام يقوى / على جسمٍ ضعيفٍ كالخلال
وحُمَّى قد غدا كانواُ عندي / بها تَمُّوزَ من غير انتقال
وبي جَرَبٌ إذا أدماهُ حكّى / جرى منه العقيقُ على اللآلي
وقد ماتت حياتي في خمولٍ / تنبَّه لي وقد صَحَّ اعتلالي
به ذلك الثغرُ المباركُ لم يزل
به ذلك الثغرُ المباركُ لم يزل / مصوناً من الأعداء عَذبَ المقبَّلِ
هو الطود عنه السيلُ زل بنطقه / ولا غَروَ في سيلٍ إذا جاء من عَلِ
قصيدٌ يَغَارُ منها وكيف لا / وَوَصفُكَ فيها حين تُنشدُ قد تُلى
أقامت منارى فامرؤُ القَيسِ حاسدي / عليها وحسبي أنها فيكَ وهي لي
تصكُّ بكفِّ النظم من حُسنها قفا / قِفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل
أمولايَ ما من طباعي الخروجُ
أمولايَ ما من طباعي الخروجُ / ولكن تعلمتُهُ بالخمول
وصرتُ أرومُ لديك الغِنى / فيخرجني الضربُ عند الدخول
ما عَوَّضتكَ بهجرها عن وَصلها
ما عَوَّضتكَ بهجرها عن وَصلها / إلا وقد جادَت عليك ببخلها
فاطلب لمُقلَتك الهجوع تخيُّلاً / فعسا يُعلَلكَ الخيالُ يمثلها
هيهاتَ أن تحظى بزورَةِ طَيفها / ما دام طرفُكَ ساهراً من أجلها
حَمَّلتَ نفسك فوق ما اعتادته من / تَعَب الهوى فَتَعبتَ أنت بحمله
يا صاحبي باللَه إن جئتَ الحمى / قف بالربوع مُسائلا عن أهلها
والثُم ثراها كلَّه عَنِّى فلى / قَلبٌ أقام بِحَزنِها وبسَهلِها
ومتى بَدَت لك من فُتنتَ بحُبِّها / فاخرُس فؤادك أن تصابَ بنبلَها
وإذا ادَّعَت حُسنَ الحسانِ بأسره / سَلم فقد دلَّت عليه بدَلَّها
أَترى ليالي الوَصل ترجَعُ ليلةً / منها فيُقنع بعضُها عن كلّها
والإمَ في الدنيا أُوَسِّعُ رغبتي / وعليَّ قد ضاقَت مسالكُ سُبلها
لا ذَنبَ للأيام عندي في الذي / صَنَعَت ويَعذرها الحليم لجهلها
كم ذا أُعاتبها كأن لم يُنسني / إحسانُ صدرِ الدين سَيِّئَ فعلها
سَمَت الوزارةُ في حماه لأنها / من أهله ولأنه من أهلها
لا تَعتَرِر بالصَّفحِ من أخلاقهِ / وحذارِ تُطمِعُك السيوف بصَقلها
أنا في راحةٍ منَ الآمال
أنا في راحةٍ منَ الآمال / أينَ من همَّتي بلوغُ المعالي
لي عجزٌ أراحَ قلبي من الهمِّ / ومن طول فكرتي في المُحال
طابَ عيشي والحمد لله إذ / كنتُ له حامداً على كل حال
ما لباسُ الحرير مما أُرَجِّيهِ / فيُرجَى ولا ركوبُ البغال
راحةُ السرِّ في التخلُّف عن / كلِّ محل أضحى بَعيدَ المنال
إنَّ عِزَّ الإنسان في تركه العزَّ / لذلٌ في مُبتدا الأحوالِ
حارَ فكري وضاق صدري لأمرٍ / أخطرَتهُ الأقدارُ عجزاً ببالي
وتَحَيَرتُ بين أمرين فيه / كلما لُذتُ بالجناب الجَمَالي
إن تأخَّرتُ قيل ملَّ وإن لا / زَمتُ أُدعَى من جُملَةِ الأثقَالِ
يا مُعيني على الزمان أَعني / فلقد قلَّ عن سَطَاهُ احتمالي
كلَّ يوم أسعى ولكن بلا نفعٍ / فسيَّانِ فَرغَني واشتغالي
عملي دائمٌ ولي سيرةٌ في الدَّهرِ / ترُوى كِسيرَةِ البَطَّالِ
قِفا تبكِ من ذكرى قميصي وسِروَال
قِفا تبكِ من ذكرى قميصي وسِروَال / ودَرَّاعة لي قد جفا غُصنُها البَالي
ولا سيما والبردُ وافى بَريدُهُ / وحالي على ما اعتدت في حالة حَالي
تُرى هل يَراني النَّاسُ في فَرَّجية / أجرُّبها تيهاً على الناسِ أذيالي
ويُمسي عذولي غيرَ خالٍ من الأسى / إذا باتَ من أمثالها بيته خالي
ولو أنني أسعى لتفصيلٍ جُبَّة / كفاني ولم أطلُب قليلٌ من المالِ
ولكنني أسعى إلى نحو جبَّةً / وقد يبلُغُ المَجدَ المؤَثل أمثالي
وكم ليلةٍ استغفر اللَه بتُّها / بخدٍّ وريقٍ بين وردٍ وجريالِ
تبطنت فيها بدر تم مشنَّف / ولم أتبطن كاعباً ذاتَ خلخالِ
وما أنا ممن يبكي لأسماء إن نأت / ولكنَّني أبكي على فقد أسمالي
ولو أنَّ امرأ القيس بين حَجرٍ رأى ما / أكابده من فرطِ هَمٍّ وبَلبَالِ
لما مآل نحو الخِدرِ خِدرِ عُنيزةٍ / ولا باتَ عن حُسنِها سالي
إذا أنا لم أُغضب عليكَ رَسُولي
إذا أنا لم أُغضب عليكَ رَسُولي / فلا فُزتُ يوماً من نَدَاك بِسُولِ
يُكلِّفني الصَّبر الجميل بوجههِ / وما كلُّ صبرٍ في الهوى بجميلِ
وأكتُمه ما متُّ من ألم الجوى / فيظهُرُهُ دمعي له ونحولي
قَضى الحبُّ أن أشقى بحبِّ مُنعَّم / وأبذلُ روحي في طلابِ بخيلِ
وأبكي بدمعٍ بل وابله الثرى / على أنَّه ما بلَّ بعضَ غليلي
نسيم الصبا بلغه عني تحيةً / فأنت بهذا الأمير خيرُ كفيلِ
فأمَّا وقد أحببتُ غُصناً مهفهفاً / فأوفقَ ما كان النسيمُ رسُولي
وكم ليلةٍ من وجنتيه وريقة / ظَفِرتُ بزهرٍ يانعٍ وشممولِ
يطولُ عليَّ الليلُ مدَّة هجرهِ / فمن ليل بليلٍ في الوصال طويلِ
ومالي لا أبكي على أنسِ قُربهِ / وما دام ذاكُ الأنسُ غيرَ قليلِ
ألا قُل للذي يسألُ
ألا قُل للذي يسألُ / عن قومي وعن أهلي
قد تسأَلُ عن قومٍ / كرام الفَرعِ والأصلِ
يُرجِّيهم بنو كَلبٍ / ويخشَاهُم بنو عجلِ
لحَى اللَه أيا ما مضت في بطالة
لحَى اللَه أيا ما مضت في بطالة / وما فزتُ من قبر النبيّ بسُولِ
لقد ضاع عمرٌ لم أكن فيه واصلاً / إلى خير مبعوث وخير رَسُول
لك الخير يا خيرَ النبيينَ كُلهِّم / ومن فضله لم يفتقر لدَليلِ
لبَابُكَ يومَ الخوفِ أعظمُ مأمنٍ / يُسكِّنُ مِنَّا حَرَّ كُلِّ غليلِ
لِجاهِكَ نأوي حين نَخشى جَهنَّما / فجاهُك ذو ظلٍّ هُنَاك ظَليلِ
لَعلَّ زماني أن يبلِّغَني المُنى / فأسعدُ من قبلِ الرَّدى بوصُولي
لعمري لقد أرجُو الوصُولَ ليثربٍ / وحسبي لديها إنني ابنُ سَبيلِ
لهوتُ وقد كانت للهوى دولةٌ / فما دَام ذاك اللهُو غير قليلِ
لبستُ ثياباً للمعَاصي طويلةً / فجرّرتُ منها في الشَّبابِ ذُيُولي
لجأت لعفوِ اللَه سِرّاً وجَهرةً / لأحظى بسترٍ في المَعادِ جَميلِ