القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحسين الجزّار الكل
المجموع : 16
حَتَّامَ تَخدَع عزمي الآمالُ
حَتَّامَ تَخدَع عزمي الآمالُ / وتَصُدُّني عن فعليَ الأقوالُ
وإلامَ يُصبحُ ظاهري مُتَفَرِّغاً / ولباطني بهمومه أشغالُ
ولقد عجبتُ لِهِمَّتي كيف اهتَدَت / لسبيلها اللُّوَّامُ والعُذَّالُ
ما العُذرُ عن إدراك آمالي وقد / صَحَّ الزمانُ وأمكن التِّرحالُ
غيري تَشُقُّ عليه حادثَةُ النَّوَى / وتَرُدُّهُ عن قَصده الأهوالُ
ولقد وثقتُ من الزمان بعادةٍ / ما إن يفَيلُ لديَّ منها الفالُ
إنَّ الدُّنوَّ نتيجةُ البُعدِ بعادةٍ / ما إن يفيلُ لديَّ منها الفالُ
ولكم فقير صار من أهل الغنى / ولكم غنى مالَ عنه المالُ
وكذا الليالي قد جرَت عاداتُها / ألا يدومَ لنا عليها حالُ
وبقاؤها لا يُستطَاعُ لطالبٍ / وطلابُ ما لا يُستطاعُ محالُ
حَسبُ الفتى حُسنُ الثناءِ فإنَّهُ / لا يَعتريه مدى الزمان زَوَالُ
دعني على خُلقي فقد أكثرتَ في / عذل امرئٍ يحلو لهُ الإقلالُ
بحوادث الأيَّام عند ذوي النُّهى / تَتَبيَّنُ الكرماءُ والبُخَّالُ
ولقلما يخشى الحوادث من غدا / وله إلى آل الزبيرِ مآل
قومٌ يُضئ الليلُ من أنوارهم / فيهم تدُلُّ عليهمُ السؤال
أعراضُهم ووجوههم وجفانهم / بيضٌ فلم لا تهتدي الضّلالُ
بيراعهم وسُيُوفهم بين الورى / تتقسَّمُ الأرزاقُ والآجالُ
لا بُوسعُون نفوسهم عُذراً إذا / لم يفعلواأضعافَ ما قد نالوا
فهمُ بحارٌ إن أتاهم واردٌ / وهُم إذا خَفَّ الحليمُ جِبَالُ
نالوا المعالي بالنَّدى والبَأس في / كَيد الحسود وحَسبُهُم ما نالوا
طَابَت أصولٌ منهمُ فتشابَهَ ال / آباء والأعمامُ والأخوالُ
ولهم بيعقوبَ الفَخَارُ على الوَرى / فإليه يُعزى الفضلُ والأفضالُ
سَمحٌ إذا دجت الخطوبُ فبشرُهُ / بَرقٌ وغَيثُ نواله هَطَّالُ
ماضي العزيمة تُنصَفُ الأمداحُ في / نادي نَداه وتُظلَمُ الأمَوالُ
دَع ما سواه ومَن سواه وسر له / إن شئت تدري العِزُّ كيف يُنالُ
تلق الكريم على الحقيقة طالما / نابَت لنا عن قوله الأفعالُ
مُتَوَقَدُ العزمات لكن قد حوى / بأسٌ على طول المدا ونوالُ
حَسبُ المُعَادي والمُوالي عنده / بَأسٌ على طول المدَا ونوالُ
حبرٌ إذا هزَّ البراعَ بنانُهُ / شاهدت منه السِّحر وهوَ حلالُ
خَطّاً ولفظاً راق ذاك ورقَّ ذا / كالماء إِذ مُزِجت به الجريالُ
فبعلمه وبحلمه وبجوده / في كلّ حينٍ تُضربُ الأَمثالُ
مولايَ زينَ الدينِ كم لك من يَدٍ / شهدت بحُسن وفائها الآمالُ
أنتَ الذي لا يَعتَريه السَّهوُ في / حالِ كمثل سواك والإِغفَالُ
أشكو لعَدلك جَورَ دَهرٍ جاهلٍ / فَضَلَت به فضلاءَهُ الجُهَّالُ
مُنِعَت به عقلاؤه إذ قسِّمَت / بالجَورِ في أَنعامه الأَنفَالُ
علمي به لا ينَقضى وإذا بَدَت / حِيَلى عليه فدوني البَطَّالُ
يكفيك أني في الصيام رَغِبتُ عن / وطني وخَلفي معثَرُ وعِيَالُ
زمنٌ قد انعكست حَقائِقُ ذاته / فكأنما رمضانُه شَوَّالُ
والإِمَ أُصبِحُ مُنجِداً أو مُتهماً / سَئمَتني الأَعمال والعُمَّالُ
والأرضُ قد ثَقُلَت عليها وَطأَتي / إذ عَمَّها الإِدبارُ والإِقبَالُ
حتَّام أسبحُها فلولا أنَّ لي / عَينينِ قال الناسُ ذا الدجَّالُ
مولاي خذها مِدحَةً ببديعها / لِبَني الفَريض وللقريض جَمَالُ
حسُنَت بإنشادي لها ولرُبَّما / زان الحسامَ المَشرفي صقالُ
افعل معي ما أنت أَهلُه
افعل معي ما أنت أَهلُه / يا مَن لديه الفضلُ كلُّه
يا حاكماً عَمَّ البريَّة / بعد ظلمِ سواهُ عَدلُه
يا مَن تَشَرَّفَت المحلَّة / إذ غدا فيها مَحَلُّه
مولايَ لا تُبدِ أشتغا / لا عن محبّ أنت شُغلُه
ضاقت عليهِ يا رَحيبَ / الصَّدرِ منذ رَحَلتَ سُبله
كَفَرَت به الأصحابُ إذ / أوراقُه بالشعر رَسلُه
وتباعدت عن قُربه / إخوانُهُ وجَفَتهُ أهلُه
عثراتُ الناسِ بالناسِ تُقَالُ
عثراتُ الناسِ بالناسِ تُقَالُ / فإلى كم بيننا قيلٌ وقالُ
راعني منك صدودٌ رائعُ / بعد ما قد راقني منك وصالُ
سيدي أنتَ وهَبها هَفوَةً / صَدَرَت مني فأين الإحتمالُ
بالذي عافاك من وَجدٍ بهِ / لم يكن للصبر في صَدري مجالُ
لا تُحاققني على ذنبٍ بَدا / فاعتذاري عنه زُورٌ ومُحَالُ
في محيَّاي حياءٌ ظاهرٌ / حين ألقاكَ وفي لفظي اختلالُ
فاعفُ عني أن تَلَجلَجت فما / لي إن لم تغتفر قولاً يُقالُ
أنا مملوكك إلا أنني / ليس لي في دفع ما يُقضى احتيالُ
عاقبِ الأعضاء مني كلَّها / ما خلا قلبي فما فيه احتمالُ
أقول لسفرٍ يَمَّمُوا قِبلَةَ النَّدَا
أقول لسفرٍ يَمَّمُوا قِبلَةَ النَّدَا / عليكم إِذاً بالقَصرِ فالقَصرُ أفضَلُ
بَذلُ وَجهي إلا لمثلك بِذلَه
بَذلُ وَجهي إلا لمثلك بِذلَه / واعتزازي بغير جاهِكَ ذلَّه
يا جواداً سحابُ كَفَّيهِ بالجو / د على كل قاصد مُستَهِلَّه
والذي لو رآهُ في دَستهِ الفض / لُ بن يحيى لجاء يَطلُبُ فَضلَهُ
لك نَيلٌ قد أخجل النِّيلَ جوداً / وغدا دونه الفُراتُ ودجلَه
سيدي صَدرَ الدين دعوةَ عَبدٍ / لم تَزَل طرقُهُ لمدحك سَهلَه
بالذي قد أعطاك جاها وقد م / دَّ على الخافقين بالأمن ظلَّه
لا تكلني إلى سواك فإنِّي / جئتُ أشكو إليك كَثرَةَ قلَّه
حاشَ لله أن أحيدَ بوجهي / عنك يا مالكي وبابُك قَبلَه
ضاقَ صدري مما أَطالبُ دهري / ببلوغ المُنَى ويُظهِرُ مَطلَه
وإلى كم كذا أذمُّ زماني / ضَجَرٌ لا يفيد والأمر لله
ولعبدِ الرحمن أَشكُو زماناً / قتلتني صُروفُه ألف قِتلَه
ضاقَ صدري هماً ولو لم أُهَدِّد / بك دهري ما كان ينجَرُّ خَبلَه
تارةً أغتدى بدمياط أرجو ال / رِّزقَ منها وتارةً بالمحلَّة
بين قومٍ قد صَيروا المنع والم / نَّ لهم في الزمان دَأباً وملَّه
فاغننى عن سؤال كل لئيمٍ / قد علا قدره وإن كان سِفلَه
معشرٌ ما ظفرتُ منهم عَقيب ال / قصِد عند السؤال إلا بخَجلَه
ومتى غبت عنهمُ عَتَبُوني / ومتى جئتهم رأوا ذاك ثقلَه
أنا فيهم عارِ وماشِ وغيري / وهو دوني له ثيابٌ وبَغلَه
لي نصفيَّةٌ تَعُدُّ من العُم / ر سنينا غَسَلتُها ألفَ غَسلَه
لا تسلني عن مشتراها ففيها / منذ فَصَّلتُها نِشَاءً بجُملَه
نَشَّف الريحُ صَدرَها والأرَازِيبُ / فباتَت تشكو هَواءً ونَزلَه
ظَلَمَتها الأيَّامُ حكماً فأضحَت / في العذاب الأليم من غير زَلَّه
كلَّ يَومٍ يحوطها العَصرُ والدَّقُّ / مراراً وما تُقرُّ بجُملَه
فَهي تَعتَلُّ كلما غَسَّلُوها / ويُزيلُ النَّشاءُ تلك الغِسلَه
أين عيشي بها القديمُ وذاك الت / يَّهُ فيها وخطَرَتي والشَّملَه
حيثُ لافى أجنابها رُقعَةٌ / قَطُّ ولا في أكمامِها قَطُّ وَصلَه
قال لي الناس حين أطنبتُ فيها / بَسِّ أكثرت خَلَهَّا فَهيَ بَقلَه
يا لقومي أنا من فَق
يا لقومي أنا من فَق / رِيَ في أنحَسِ حاله
حين آلى الدَّهرُ أني / لا أرى من فيه آلَه
ضاق صدري وأضرَّت / بي مع الفقر البَطَالَه
وأرى الآمال للعُد / م وإن لذَّت عُلالَه
وأبي قد بات منِّي / يسأل اللَه الإقالَه
مَلَّني فقراً وإن كا / ن شفيقاً لا محالَه
كلَّ يوم أطرقُ الخَبَّ / ازَ منه بحوِالَه
فَرَغَت دُكانُهُ لو / أَنَّهَا دارُ الوِكالَه
قضى حُبُّه ألا تُطَاعَ عواذله
قضى حُبُّه ألا تُطَاعَ عواذله / وهل يَرعوى للعَذل والحبُّ شاغلُه
محبٌّ يَحُلُّ الوَجد عقدَ اصطبَارِه / إذا البَينُ شُدَّت للفراقِ رواحلُه
أأحبابَنا إن ألَّف الدهرُ شَملَنا / تحلى بلُقياكم من العيش عاطلُه
نأيتُم فلولا ما تُقَرِّرُهُ المُنى / بقلبي عليكم ما استقَرَّت بلابلُه
وأهيفُ يحكي الغصنُ لينَ قوامهِ / وتفعَلُ أفعالَ الشَّمُولِ شَمائَلُه
يَلينُ إلى أن يَجرَحَ الوهمُ جسمَه / وتَغرَقَ في ماء النعيم غَلائِلُه
إذا ما بدا من شعرِهِ في ذوائبٍ / رأيتَ غزالاً لم ترُعهُ حبائِلُه
رَمَى فانتضى من لحظ عينيهِ صارماً / عذارَهُ عند الناظرين حمائَلُه
وسدَّدَ من عطفَيهِ لَدناً مُثَقَّفاً / وناظُرهُ الفَّتانُ بالسِّحر عاملُه
أرى خصره أهدى لجسمي تحولَه / فها أنا فيه مدنف الجسم ناحِلُه
رماني فأصمى نُبلُ عينيه مُقلتي / فواهاً لصبٍّ قد أُصيبَت مَقائَلُه
أأرجو حياةً عِندِ من ماسَ أو رنا / ورامِحُهُ يَسطو على ونابله
وإني لمعتادٌ بحملِ خُطُوبهِ / إذا كلَّ أو أعيى من الهمِّ حاملُه
أقول لفقري مرحبا لتيقني / بأن عليّاً بالمكارم قائِلُه
لقد أغنيتني في كلِّ حالِ
لقد أغنيتني في كلِّ حالِ / بما أوليتَ من جاه ومالِ
وقد آمنتني من كلِّ خوفٍ / يُراقبُ من مقامٍ أو مقالِ
فلا الأيام تُضمرِ لي عِناداً / لكوني في ذَراك ولا الليالي
أَصَدرَ الدين دعوةَ مُستَجيرٍ / بحبِّك من مباغضة الرجال
جعلتَ الناسَ حُسَّادي جميعاً / بما أوليتنيهِ من النَّوالِ
وكم في مصرَ عندي من غنى / وفقري لا يمرُّ له ببالِ
يقابلني على مدحي بشكرٍ / فأقنع بالمحال عن المُحَالِ
وبي ضعفٌ مدى الأيام يقوى / على جسمٍ ضعيفٍ كالخلال
وحُمَّى قد غدا كانواُ عندي / بها تَمُّوزَ من غير انتقال
وبي جَرَبٌ إذا أدماهُ حكّى / جرى منه العقيقُ على اللآلي
وقد ماتت حياتي في خمولٍ / تنبَّه لي وقد صَحَّ اعتلالي
به ذلك الثغرُ المباركُ لم يزل
به ذلك الثغرُ المباركُ لم يزل / مصوناً من الأعداء عَذبَ المقبَّلِ
هو الطود عنه السيلُ زل بنطقه / ولا غَروَ في سيلٍ إذا جاء من عَلِ
قصيدٌ يَغَارُ منها وكيف لا / وَوَصفُكَ فيها حين تُنشدُ قد تُلى
أقامت منارى فامرؤُ القَيسِ حاسدي / عليها وحسبي أنها فيكَ وهي لي
تصكُّ بكفِّ النظم من حُسنها قفا / قِفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل
أمولايَ ما من طباعي الخروجُ
أمولايَ ما من طباعي الخروجُ / ولكن تعلمتُهُ بالخمول
وصرتُ أرومُ لديك الغِنى / فيخرجني الضربُ عند الدخول
ما عَوَّضتكَ بهجرها عن وَصلها
ما عَوَّضتكَ بهجرها عن وَصلها / إلا وقد جادَت عليك ببخلها
فاطلب لمُقلَتك الهجوع تخيُّلاً / فعسا يُعلَلكَ الخيالُ يمثلها
هيهاتَ أن تحظى بزورَةِ طَيفها / ما دام طرفُكَ ساهراً من أجلها
حَمَّلتَ نفسك فوق ما اعتادته من / تَعَب الهوى فَتَعبتَ أنت بحمله
يا صاحبي باللَه إن جئتَ الحمى / قف بالربوع مُسائلا عن أهلها
والثُم ثراها كلَّه عَنِّى فلى / قَلبٌ أقام بِحَزنِها وبسَهلِها
ومتى بَدَت لك من فُتنتَ بحُبِّها / فاخرُس فؤادك أن تصابَ بنبلَها
وإذا ادَّعَت حُسنَ الحسانِ بأسره / سَلم فقد دلَّت عليه بدَلَّها
أَترى ليالي الوَصل ترجَعُ ليلةً / منها فيُقنع بعضُها عن كلّها
والإمَ في الدنيا أُوَسِّعُ رغبتي / وعليَّ قد ضاقَت مسالكُ سُبلها
لا ذَنبَ للأيام عندي في الذي / صَنَعَت ويَعذرها الحليم لجهلها
كم ذا أُعاتبها كأن لم يُنسني / إحسانُ صدرِ الدين سَيِّئَ فعلها
سَمَت الوزارةُ في حماه لأنها / من أهله ولأنه من أهلها
لا تَعتَرِر بالصَّفحِ من أخلاقهِ / وحذارِ تُطمِعُك السيوف بصَقلها
أنا في راحةٍ منَ الآمال
أنا في راحةٍ منَ الآمال / أينَ من همَّتي بلوغُ المعالي
لي عجزٌ أراحَ قلبي من الهمِّ / ومن طول فكرتي في المُحال
طابَ عيشي والحمد لله إذ / كنتُ له حامداً على كل حال
ما لباسُ الحرير مما أُرَجِّيهِ / فيُرجَى ولا ركوبُ البغال
راحةُ السرِّ في التخلُّف عن / كلِّ محل أضحى بَعيدَ المنال
إنَّ عِزَّ الإنسان في تركه العزَّ / لذلٌ في مُبتدا الأحوالِ
حارَ فكري وضاق صدري لأمرٍ / أخطرَتهُ الأقدارُ عجزاً ببالي
وتَحَيَرتُ بين أمرين فيه / كلما لُذتُ بالجناب الجَمَالي
إن تأخَّرتُ قيل ملَّ وإن لا / زَمتُ أُدعَى من جُملَةِ الأثقَالِ
يا مُعيني على الزمان أَعني / فلقد قلَّ عن سَطَاهُ احتمالي
كلَّ يوم أسعى ولكن بلا نفعٍ / فسيَّانِ فَرغَني واشتغالي
عملي دائمٌ ولي سيرةٌ في الدَّهرِ / ترُوى كِسيرَةِ البَطَّالِ
قِفا تبكِ من ذكرى قميصي وسِروَال
قِفا تبكِ من ذكرى قميصي وسِروَال / ودَرَّاعة لي قد جفا غُصنُها البَالي
ولا سيما والبردُ وافى بَريدُهُ / وحالي على ما اعتدت في حالة حَالي
تُرى هل يَراني النَّاسُ في فَرَّجية / أجرُّبها تيهاً على الناسِ أذيالي
ويُمسي عذولي غيرَ خالٍ من الأسى / إذا باتَ من أمثالها بيته خالي
ولو أنني أسعى لتفصيلٍ جُبَّة / كفاني ولم أطلُب قليلٌ من المالِ
ولكنني أسعى إلى نحو جبَّةً / وقد يبلُغُ المَجدَ المؤَثل أمثالي
وكم ليلةٍ استغفر اللَه بتُّها / بخدٍّ وريقٍ بين وردٍ وجريالِ
تبطنت فيها بدر تم مشنَّف / ولم أتبطن كاعباً ذاتَ خلخالِ
وما أنا ممن يبكي لأسماء إن نأت / ولكنَّني أبكي على فقد أسمالي
ولو أنَّ امرأ القيس بين حَجرٍ رأى ما / أكابده من فرطِ هَمٍّ وبَلبَالِ
لما مآل نحو الخِدرِ خِدرِ عُنيزةٍ / ولا باتَ عن حُسنِها سالي
إذا أنا لم أُغضب عليكَ رَسُولي
إذا أنا لم أُغضب عليكَ رَسُولي / فلا فُزتُ يوماً من نَدَاك بِسُولِ
يُكلِّفني الصَّبر الجميل بوجههِ / وما كلُّ صبرٍ في الهوى بجميلِ
وأكتُمه ما متُّ من ألم الجوى / فيظهُرُهُ دمعي له ونحولي
قَضى الحبُّ أن أشقى بحبِّ مُنعَّم / وأبذلُ روحي في طلابِ بخيلِ
وأبكي بدمعٍ بل وابله الثرى / على أنَّه ما بلَّ بعضَ غليلي
نسيم الصبا بلغه عني تحيةً / فأنت بهذا الأمير خيرُ كفيلِ
فأمَّا وقد أحببتُ غُصناً مهفهفاً / فأوفقَ ما كان النسيمُ رسُولي
وكم ليلةٍ من وجنتيه وريقة / ظَفِرتُ بزهرٍ يانعٍ وشممولِ
يطولُ عليَّ الليلُ مدَّة هجرهِ / فمن ليل بليلٍ في الوصال طويلِ
ومالي لا أبكي على أنسِ قُربهِ / وما دام ذاكُ الأنسُ غيرَ قليلِ
ألا قُل للذي يسألُ
ألا قُل للذي يسألُ / عن قومي وعن أهلي
قد تسأَلُ عن قومٍ / كرام الفَرعِ والأصلِ
يُرجِّيهم بنو كَلبٍ / ويخشَاهُم بنو عجلِ
لحَى اللَه أيا ما مضت في بطالة
لحَى اللَه أيا ما مضت في بطالة / وما فزتُ من قبر النبيّ بسُولِ
لقد ضاع عمرٌ لم أكن فيه واصلاً / إلى خير مبعوث وخير رَسُول
لك الخير يا خيرَ النبيينَ كُلهِّم / ومن فضله لم يفتقر لدَليلِ
لبَابُكَ يومَ الخوفِ أعظمُ مأمنٍ / يُسكِّنُ مِنَّا حَرَّ كُلِّ غليلِ
لِجاهِكَ نأوي حين نَخشى جَهنَّما / فجاهُك ذو ظلٍّ هُنَاك ظَليلِ
لَعلَّ زماني أن يبلِّغَني المُنى / فأسعدُ من قبلِ الرَّدى بوصُولي
لعمري لقد أرجُو الوصُولَ ليثربٍ / وحسبي لديها إنني ابنُ سَبيلِ
لهوتُ وقد كانت للهوى دولةٌ / فما دَام ذاك اللهُو غير قليلِ
لبستُ ثياباً للمعَاصي طويلةً / فجرّرتُ منها في الشَّبابِ ذُيُولي
لجأت لعفوِ اللَه سِرّاً وجَهرةً / لأحظى بسترٍ في المَعادِ جَميلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025