المجموع : 24
تبدن لي وصبغ الليل ناصل
تبدن لي وصبغ الليل ناصل / بروق مثل ما اخترطت مناصل
إذا لحظت سلاسلها رياضا / رأيت بها جد أول كالسلاسل
أَرب على ربى نجد بكاها / وأضحك دمعها تلك الخمائل
فكم يوم جمعت الشمل فيه / بمر الهجر معسول الشمائل
يهيج لى الغليل إذا تثنى / تثني الغصن في ثني الغلائلُ
كأن بياض مبسمة أقاح / نضيد طل في طلل الأصائل
أطعت صبابتي والحب فيه / وعاصيت اللواحي والعواذل
كنطق وشاحه نطقوا فمن لي / بهم لو أخر سواخرس الخلاخل
تراه كرامح إن هز عطفا / وإن كر اللواحظ فهو نابل
الأم أرى الغرام يجد حتما / بقلب المستهام وأنت هازلُ
وكم من قائل لي إذ رآني / نبيه الفضل حظي حظ خاملُ
تسلل فما انتقاض المال مما / يعاب به غزير العلم كاملُ
وما نفعي إذا ما كنت قساً / بلا وفر ويعطى الوفر بأقل
وإن أك قد أجدت فإن جيدي / خلي من حلي الرفد عاطلُ
بلى فيه لمحيي الجود يحيى / قلائد من ندى جم ونائل
هو الملك الذي أمسى وأضحى / ندا مسائلا عن كل سائلُ
إذا ركب بالغداة إلى عداه / فقد نزلت بساحتها النوازل
فنعم معرس العاشي ذراه / وبئس عشية الكوم الماطفل
ثمال المقتربين من الأيامى / ومنتجع اليتامى والأرامل
سحاب فيه للعافي زلال / يمير وفيه للجافي زلازل
يميل على العدا والمال قسرا / ويحكم في البريدة حكم عادل
وأشجع من يجالد يوم حرب / ويوم السلم أبرع من يجادل
أيا تاج الملوك وأنت خرق / وعيدك أجل والوعد عاجل
أجل أنت الذي مازلت تجلو / بإصباح الظبي ليل القساطل
وتذخر للعدا سمر العواني / وبيض الهند والجرد الصواهل
وأسدا غابها الأرماح تهوي / بها خيل كامثال الأجادل
أعون الدين مالك من ماسو / إذا عد الكرام ولا مساجلُ
قضيت من السماحة كل فرض / تسربه وعدت إلى النوافلُ
إذا كان المقال بلا فعال / فأنت المرء قبل القول فاعل
بربعك يا ربيع الناس طرا / لوراد الندى صفت المناهل
معاقلك الحصينة مغربات / تبيحك ما تحصنه المعاقل
الأبابي وبالعافين جمعا / ثراك الجعد يا سبط الأنامل
تمليت البقاء تمل عبدا / بنيل مناك من دنياك كافل
وعش في نعمة ودوام ملك / وعز سابغ الأذيال شامل
لا عدا ربعك السحاب الهطول
لا عدا ربعك السحاب الهطول / وتمشت فيه الصبا والقبول
وأربت على رباه سيول / ليس يدري من بعدها ما المحول
فلكم صافحت به شمأل الري / ح بأيدي السقاة راح شمولُ
حب غصن الشباب غض نضير / ورداء النعيم ضاف صقيلُ
ولولوعي بكل مجدولة القد / يطيع الغرام فيها العذول
غادة تصمت الخلاخل ريا / حين يظما وشاحها فيجولُ
تتثني على اعتدال ويرتا / ح إلى الجور قدها فيميلُ
قد حملت الملام وهو ثقيل / ورعيت الغرام وهو وبيلُ
وتحدثت في السلو فما أق / صر شوق ولا تمادي ذهولُ
ونهاني عن ذاك خصر نحيل / وقوام لدن وخد أسيلُ
يا عذولي وهل يبل غليل / من جوى الحب أو يبل عليلُ
وغرامي بعلوة ليس ينفك / ووجدي بها عريض طويلُ
ما سبيل إلى السلو كما لي / س إلى ساكن الغوير سبيل
ونحولي من لاخصور فإن زا / ل نحول الخصور زال النحولُ
غير أن الهوى يحول مع الده / ر وجود الوزير يحولُ
ملك عرضه مصون كمن حل / ل ذراه ووفره مبذولُ
عذلوه على السماح فلم يص / غ وأين العذول والعذولُ
جوده جود عالم إن ما يذ / خر غيرا لثناء ذخر يزولُ
المعي الأراء متقد الفط / نة من طينة الندى مجبولُ
قائل فاعل وليس يجوز ال / مجد خلف إلا القؤول الفعلوُ
عبدت كفه طريق الأيادي / فحزون الآمال فيها سهولُ
كافل للعفاة بالنجح فيما / أملوه منه فنعم الفإيل
روعت كتبه الكتائب فانصا / ع هزيما خميسها والوعيلُ
وكفاه من أن يسل حساما / مطلق الحد عزمخه المسلولُ
مشرق البشر مسرف الجود للمج / د خدين وللعلاء خليلُ
ويمين لولا سماحة عون البد / ين ما كان للغمام رسيلُ
عم معروفه فهل جاش بحر / حين أسداه أو تدفق نيل
مستباح الجدوى يمد غلى العل / ياء باعا يزهام طول وطولَ
كل طرف الزمان عنه فمن دو / ن علاء السماك والإكليل
أسد باسط ذراعيه في الرو / ع عليه من القنا السمر غيلُ
لك منه رأي يفل شبا الخط / ب وعزم منافر لا يفيلُ
يا جلال الإسلام هذا جلال الش / عر لا ما يقوله من يقولُ
معشر قرضوا القريض وباعو / ه بزيف كما يباع الغلولُ
حرفوه عن السبيل وقالوا / باحتقار قد حرف الإنجيلُ
ليت شعري أيستباح حمى الشع / ر ولا يستباح منهم قتيلُ
ولعمري لأنت أعدل من يح / كم فيه ومن إليه يؤولُ
متنبيه بحتريه أبو تم / مامه مرء قيسه الضليلُ
حبذا ربعك الخصيب ومرعا / ه فكم فيه للمقيل مقيلُ
حيث لا يذمم الغريب تنائي / ه ولا يصحب الأديب خمول
خلق كالربيع باكر القط / ر فحياك زهره المطلول
فاستمعها غراء شاردة الأب / يات معقولة لديها العقولُ
لم يعزها سهل الكلام ولا يع / وزها من عطائك التسهيلُ
يتلالا لها الكريم ارتياحا / للمساعي ويضمحل البخيلُ
وتمل الحول الجديد فلازل / ت مما بألف حول يحولُ
وابق ما ناوح النسيم ذرى البا / ن وما راوح الغد والأصيلُ
إن زار من علوة الخيال
إن زار من علوة الخيال / تناقص الوجد والخبال
وإن تناءت عنّا دلالا / فحبّذا ذلك الدلال
حوراء في طرفها اعتلال / سمراء في قدّها اعتدال
تغزّل المقلتين منها / والجيد يحكؤيها الغزال
صامتة الحجل ذات وجه / يشرق من ضوئه الحجالُ
لي من سنا ثغرها اهتداء / ومن دجى شعرها ضلالُ
دع ما يقول الوشاة فيها / فعثرة الحب ما تقال
يا منزلا فيه ودّعتني / جمل وسارت بها الجمالُ
لا برد الظل بعد طل / فيك ولا اعتلت الشمالُ
ملية بالمطال أقضي / من قبل أن ينقضي المطالُ
لي النوى والصدود منها / ومن حسام الدين النوالُ
عتاد من ماله عتاد / ومال من ماله مآلُ
يسأل منه العفاة خرقا / ما ضاع في سمعه سؤالُ
أنال لما نال المعالي / ونال قوم فما أنالوا
دواء قصاده لهاه / وداء حساد عضغالُ
يعشق بذل السماح عشقا / ما فيه صدّ ولا ملالُ
تمطرنا كفه سجالا / من الغنى بعدها سجالُ
ذو عرض ضائع وعرض / هذا مصون وذا مذالُ
بشرّني بالسماح منه / بشر له رائق زلالُ
جانب أقواله وأرضا / يحلها المحل والمحالُ
ما صال إلا أبصرت ثبتا / تعنو لآرائه النصالُ
لخيله كل يوم حرب / من دم أعدائه نعالُ
يلين مستعطفا ويقسو / ففيه مع عفوه نكالُ
رق له مدحنا فراقت / لنا سجاياه والخلالُ
من معشر لو سموا بفخر / وطاولوا النيرات طالوا
هم إذا سوا جلوا بحار / تطمي وإن حولموا جبالُ
أليت بالقاصدين شعثا / مِنَّي وما ضمنت ألالُ
كأنما في الجبال منها / وقد فلين الفلا جبالُ
إنك آل الوحيد منا / يا من سواه في العين آلُ
والملك والدين لا مراء / أمينه أنت والكمالُ
لا زال يفدى علاك غمر / يمينه في العلا شمالُ
ذاك ثماد لمن رآه / وأنت للمرتجى ثمالُ
نداه قول بلا فعال / وأنت يتلو القول الفعالُ
فاسمع بها جزلة المعاني / بديعة سحرها حلالُ
واحدة في القريض عنها / تقصر السبعة الطوالُ
بقيت ما ضاحكت رياض / جفون سحب لها انهمالُ
وعبلة الأرداف مجدولة
وعبلة الأرداف مجدولة / تمشي كما يطرد الجدولُ
في فمها الشد ولكنه / في فم من يحرمه حنظلُ
لم أنسها أمس ولا قولها / حلاوة الشكر ما تؤكلُ
قلت بلى يأكلها معشر / بالهجو أعراضهم وكلوا
لهم إذا أمَّهُم سائلٌ / حواجغي وجهه تقفلُ
ألا فدليني على واحدٍ / أقصده اليوم فلا يبخلُ
قالت أمين الدين فهو امرؤ / لسائل بالرد لا يبخجلُ
واحلف له من بعد ذا كله / فهو كريم مقبل يقبلُ
أنك لا تقرب أبوابه / يوما إلى أن يقع المنجل
يا ابن الدوامي الذي مثّلت
يا ابن الدوامي الذي مثّلت / كفّاه في بذل الندى مثلا
لا زلت بحرا للسماحة مو / رودا وبدرا للعلى كملا
متنفلا في لمكرمات يرى / أمواله لعفاته نفلا
بعزيمة كالنجم ثاقبة / وصريمة تستخدم الأجلا
لما أتى شرف الزمان على / ريح الكبيس يكبس الحلالا
ترك المحوَّل بعد رمتها / والجمع ظلاّ كان فانتقلا
كم غارة شعواء شنَّ وكم / من فعلة في أهلها فعلا
فبقاء من يبقى بها عجب / من بعد ما قاسى الذي قتلا
ولقد رأيت ولا كرويته / حمل بن يد يتبع الحملا
ولقد رأيت ابناً له حدثا / فلقيت منه فارسا بطلا
يجلو الموائد وهي مترعة / شلت يمين الفارس ابن جلا
والله لولا تخمة عرضت / أكلاك في ضمن الذي أكلا
هي شقوة كانت عليك وقد / زالت وقطع كان فارتحلا
حلمك رأس ثابت كالجبال
حلمك رأس ثابت كالجبال / يا وابلا فيه لعلت وبالُ
يا ماجداً صدف آمالنا / أنت مآل للمرجّي ومالُ
يا رب حط يحيى الذي لم يزل / يحيى أخا الفقر ببذل النوال
أكرم من سدَّت به خلَّة / وخير من شدت إليه الرحال
خصب المساكين إذا أجدبوا / ولليتامى والأيامي ثمال
أشجع من خالد في مأزق / وأبرع الناس غداة الجدال
يشرف مع هيبته بشره / والسيف فيه حدة والصقال
لأن لعاف ولجاف قسا / فالعفو من شيمته والنكال
مثل الربيع الطلق في سحبه / ضدان زلزال وعذب زلال
وحاكم بالعدل لكنه / أجور انسان على المال مال
لا ينبع المعروف منا ولا / يكدّر المنّ لدية المطال
ملآن من فضل ومن فطنه / خال من الكبر كريم الخلال
لم يقتصر في طوله والندى / بن بذ بالرأي قصير وطال
مولاي عون الدين خير من / ينصر صدف القول منه الفعال
أنت الذي تعرفه أيامه / بقتل محلٍ قاتل أو محال
أنت الذي أعتقني جوده / من أن يراني الناس عند السؤال
حسبي بلال من ندك الذي / لويل غيلان تعدى بسلال
لا زلت مصقول حواشي الندى / ممتد أطناب العلى والكمال
أقسمت لو مات محمود الضرير ولم
أقسمت لو مات محمود الضرير ولم / يغسله إلا بماء الورد غاسله
ومنكر ونكير سائلان له / عما جنى وهو قبل الموت فاعله
وأقعده وفاحت ريح نكهته / وكيف يبقى وذاك الداء قابلة
عاذا إلى الله بل عادا وقولهما / ابعث إليه سوانا من يسائله
مولاي مجد الدين يا من غدا
مولاي مجد الدين يا من غدا / لا ظل للعافي سوى ظِلهِ
ما أنت إلا الليث في بأسه / مصمما والغيث في وبلهِ
بلغت أقصى السؤل في غبطة / أجب سؤال الشاعر الأبلهِ
فقد أتى يشفع في وردة / ومثله يشفع في مثلهِ
يا ابن الدوامي لا زلت طوداً
يا ابن الدوامي لا زلت طوداً / نأوي إلى ظلِّه الظليل
بلغت ما ترتجيه فاسمع / من شاعر عاشق عليلِ
وامنن عليه بباحثات / تهد ثقلا كتف الرسولِ
فإن صوت الدجاج أحلى / في السمع من ثاني الثقيلِ
إن شراب الأصول شيء / رأيت فيه قلع الأصولِ
والكرخ يا سيدي فمغنى / شددت في حبه طبولي
ما بين ردف راب ثقيل / وبين خصر بال نحيلِ
لو عشق ابن العطار فيه / كدى من الناس عن قليلِ
وإن أكدى الكريم أولى / من أن أكدى من البخيلِ
قالوا فتى الخل مستهام
قالوا فتى الخل مستهام / بشِعره وابنِهِ المثَّل
وما له في الجميع شيء / الشعر نغل والابن أنغل
يا زين دين الإله يا من
يا زين دين الإله يا من / يحسن في القول والفعال
إليك أشكو الكمال فالحظ / نقصان حظّي من الكمال
من بعد ما كان لي مالا / آوي إليه ورأس مال
فصار من بعد ذاك جهما / يترك حقي ولا يبالي
عذلك لي ليس من العدل
عذلك لي ليس من العدل / كم قتل العشق فتى قبلي
جملة أمري أنني مغرم / لا أسمع اللوم على جملِ
حراء تستعبد أحرارنا / بالكمحل المغني عن الكحل
وردة خدَّيها يرى فوقها / ظل الآلي القرط كالطلِ
حكت كثيب الرمل ردفا وفي / قلبي حلَّت لا لوى الرّملِ
دل عليها أنها فتنة / لعاشقيها سمة الدلِ
لله ما أجهل من لم يبع / فيها وقار الحلم بالجهل
فضلها الحسن كما فضلت / على الحياكفّ أبي الفضلِ
يونس محيى الدين مجيي النَّدى / وقاتل الأعدام والمحلِ
الجائر الدهر على ماله / لا غير والحاكم بالعدلِ
صانت وجوه الطالبي عرفه / كف له تعرف بالبذل
خل العلى والمجد أكرم به / للمجد والعلياء من خلِ
ذاك الذي يوفي بميعاده / من غير تسويف ولا مطلِ
كالغيث في السلم ويوم الوغى / أشجع من ليت أبي نبلِ
تحل عزم الدهر آراؤه / وما لما يعقد من حلِّ
لله كم حملني منَّةً / خففت الباغض من تقلي
كلَّ لساني من ثنائي على / بعض ندى عجزني كلي
لا زال في عز رفيع الذري / ودولة ضافية الظلِ
قل للرشيد الأريحي الذي
قل للرشيد الأريحي الذي / ما زال يرتاح إلى البذلِ
حاشاك إن تطرف عن ساهر / شوقا على الظرفاء والجزلِ
يغلي من الغم لفرحانة / في القدر ما تقدر إن تغلي
ممرمر العيش لحلوية / يغلي من الغيظ وما تغلي
ماذا يحاولُ قدّكَ المجدولُ
ماذا يحاولُ قدّكَ المجدولُ / جدلَ العنانِ وخصرك المتبولُ
لو شئتَ بلّ غليله بك حائمُ / وأبلَّ من داء الغرام عليك
حتام يغريني بهجركِ كاشحُ / ويسومني السلوان عنك عذولُ
ما لي حملت اللَّوم فيك وإنه / عبء على ظهر المحب ثقيل
أجمِل فإني ذقت من ألَمِ الهوى / ما لم يذقه كثيِّر وجميلُ
ولئن أردت على الغرام شهادة / فسل الدموع فإنهن عدولُ
وأغن يحكي الشمس في رأد الضحى / كالليل وارد فرعه المسدولُ
يصبي الحليم بوجنة ماء الصبا / فيها على شعل الحياء تجولُ
يزداد تمويجا إذا أخجلته / حتى يكاد من الأسيل يسيلُ
كم رمت أن أسلو هواه فردني / كفل بتجديد الغرام كفيلُ
خنث الشمائل ليس يصحو طرفه / وعلام يصحو والرضاب شمولُ
ينآد من سكر الشباب وأنا / يحلو اعتدال الغصن حين يميلُ
أهوى زيارته ولو أن الدجى / جيش يمانع والنجوم نصولُ
ويشوقني نفس العرار تسوقه / بالغور من قبل الحَبيب قبولًُ
طربا إلى ذاك الجناب ودونَه / عرض الفلاة وتيهها المجهولُ
ورجال هيجاء أعلوا سمرهم / مهج النفوس فما إليه سبيلُ
يهتز في كف المدجج منهم / لدن كأنَّ سنانه قنديلُ
وسليل برق ليس يمنع حدّه / تحت العجاجة مغفر وشليلُ
ماض كعزم الماجد ابن محمد / وكوجهه بشرا غداة ينيلُ
ملك توقَّلَ من علاه ذروة / يرتد عنها الطرف وهو كليلُ
متواضع فإذا بدا لمتوح / فشعاره التعظيم والتبجيلُ
يهب الكواعب في الحجال وسُبقا / قد زانها غرر لها وحجولًُ
لا يبلغ المدَّاح كنه صفاتهِ / عجزا ويبلغ من نداه السولُ
أسد له البِيض الحِدادُ أظافر / إن صال والسمر الذوابل غيلُ
ومؤنب أبدا على بذل اللهى / تأبى المسامع إن لحاه عذولُ
ما إن مسائله إليه وسيلة / إلا الرجاء عليه والتعويلُ
فالورد أعذب والحِجاب مسهل / والوجه طلقُ والعطاء جزيلُ
واشمّ أَروع لا يرَّوع جاره / فنزيله للفرقدين نزيلُ
غيث على سؤَّاله متهلل / سيف على أعدائه مسلولُ
رقت شمائله فهن شمول / وجرت مواهبه فهن سيولُ
بطل عتاداه لكل كريهة / بيض تخال بوارقا وخيول
وسوابغ كالغدر تمسكها العرى / وتكاد بالأرض العراء تسيلُ
لك يا بهاء الدين يا ابن محمد / بشر على كرم الطباع دليلُ
بشر به يوري زنادَ المجتدي / فيرى وعورَ الجودِ وهي سهولُ
يفديك من يده قرارة وفره / يا من يداه لما اقتناه مسيلُ
ما إن يرى إلا مخلاًّ بالندى / لؤما وإنك للندى لخليلُ
أبني الرفيل ومن ملابسُ مجدهم / فيها لهم عمر الزمان رفولُ
لا غروَ إِن طبتم فأنتم معشر / طابت فروع منكم وأصولُ
لكم الرجاحة والسماحة والحجى / والبذل والأنعام والتنويلُ
ما للمطيّ إلى سِوى أبوابكم / عَنَق لَوى أَعناقَها وذميلُ
فاسلم أبا الفضل الذي ما في الورى / إلا امرؤ بنواله مفضولُ
وتهنّ شهرَ الله فهو بكل ما / ترجوه عن كثب إليك رسولُ
لا زلت مطروق الفناء تجود لي / وأجيد فيك مدائحي فأقولُ
أهاجَك المنحنى وأطلالُه
أهاجَك المنحنى وأطلالُه / والحي تحدى للبين أجماله
يوم تولوا بمثل بدر دجى / يخجل بدر السماء تمثالُه
ذي مبسم طله مضاحكه / يبرد حَرَّ الفؤادِ سلمالُه
أغصُّ العذلِ في هواه كما / بِساقِه العبلِ غصّ خلخالُه
حليه دلّه وعنبره / نسيمه والجمال سربالُه
أخال من خطي أستعير له / خط عذار ونقطه خالُه
خط عذار بالمسك مستطر / يعذر فيه المحب عذالُه
على احمرار ينبئك أنَّ بني ال / أصفر أعمامه وأخوالُه
شوس أصدافه وبلبلَها / فأي قلب ما زاد بلباله
حال عن العهد غير مكترث / ولاعج الشَّوق لم تحل حالُه
هذا وبرٍّ يحار سالكُهُ / كأَنما البحر مزيداً آله
قفر تداعى في كل مهلكَةٍ / منه بقرب الآجال آجالُه
قطعت أهوالهُ بمنجردٍ / مكتسيات بالنحض أوصاله
بلا حقيّ الأنساب ذي عذر / لاحقه حزمه وآطاله
ذاك الجواد الذي يبلّغني / حمى جواد للبذل أمواله
حمى أَبي الفَضلِ خير من غمرال / عافين إنعامه وأفضالُه
غيث الورى والمغيتهم أبدا / جودا وليث الوغى ورئبالُه
مقابل فخره وسؤدده / مقتبل مجده واقبالُه
بحر ندى لا تخاض غمرته / وشاهق لا تطال أجبالُه
محققات لديه ظنون آمله / مخففات لديه أثقالُه
ذو لسن لا تغيب حجته / ومنعم لا تخيب سؤالُ
جمع اللهى شسغل معشَرٍ أبداً / وبذلها في العفاة أشغالُه
إِيهاً بهاء الدين الذي دعمت / أقواله الصادقات أفعالُه
يا واحدا في الندى ويا ملكا / أكرم آلٍ وأُسرة ألُه
فالحمد ما جاؤه لغيرهم / قط ولا ميمه ولا دالُه
كم كاسف البال عاد عن كثب / وهو بنعماك ناعم بالُه
أسعد بصوم تأتي مبشرة / مخبرة بالخلود أمثالُه
في ظل مُلكٍ ما زال مرتضعا / خِلفَ سعودِ به جرى فالُه
يا من لواحظه مناصل
يا من لواحظه مناصل / دع هجرك المضني وواصل
يا فارغا من لوعتي / وهواي شغلي فيك شاغل
أنا بين صدكَ والبعا / د لأكؤسِ الهجران ناهل
وبسوء حال في بحار / من جفاك بلا سواحل
واغن حال من فنو / ن جماله حلو الشمائل
تلقاه بدرا في دجى / شعر وغصنا في غلائل
في فيه حمرة بابل / ولطرفه نفثات بابل
ويريك خصرا مدنفا / نضوا كجسم الصب ناحل
يا سائلي عن ظبي ذُهلٍ / عنه قلبي غير ذاهل
نطقت مناطقه فَاخ / رس عاذلي خرص الخلاخل
أحببت ذلي في هوا / ه ولم أحل عما يحاول
ورددت لوم لوائمي / فيه على عذل العواذل
ولقد تسديت الظلا / م ونجمه في الغرب مائل
من فوق عود مشرف / عال علو الطود بازل
مرح إذا حث النجا / ءُ حسبت خطوته مراحل
حتى أتيت جناب أر / وع شيمتا على ونائل
أعني بهاء الدين خل / السودد الطلق المخايل
ملك مكارمه وسا / ئل مجتد منا وسائل
متسنم يوم الفخا / ر سنام كل على وكاهل
أهل لأن يرجى ندا / ه فربعه بالوفد آهل
أخلاقه زهر النجو / م خلاله زهر الخمائل
بدر المحافل حين يب / دو باشرا أسد الجحافل
من معشر فضلوا الأوا / خر بالسماحة والأوائل
حمر الأسنة والظبي / سود القساطل والمراجل
ما فيهم إلا مصو / ن عرضه للوفر باذل
أأخا العلى وابن الأولى / ركبوا من المجد الكواهل
يا واهب الكوم الهجا / ئن والصريحات العقائل
والصافيات كأنها / رسل القطا أو كالأجادل
ومثيرها مبثوثة / كنعائم الدو الجوافل
خجلت سبعة أبحر ال / أرضين بالعشر الأنامل
وغدوت منتجع اليتا / مى والأيامي والأرامل
لا زلت يا ابن محمد / في ظل ملك غير زائل
وسلمت تحيا يا أبا ال / فضل الكريم بك الفضائل
وأتاك عيدك ضامنا / ببلوغ ما تهواه كافل
وحلت هباتك للعفا / ة ولا خلت منك المحافل
سعى نحوي وبُرد الليل بالي
سعى نحوي وبُرد الليل بالي / فبت من الهموم خلي بالِ
غزال بت أسقى من يديه / سلاف مدامة كدم الغزالِ
شمولي الرضاب إذا تثني / رأيت قضيب بأن في شمالِ
على ورد تلثم أَم شقيق / وعن برد تبسم أم لآلِ
له خال يبي له فؤادي / من الوجد المبرح غير خالي
وخذ لا يزال يلوح غضا / على صفحاته روض الجمالِ
تموج فيه ماء الحسن حتى / غدا كالسيف حودث بالصقالِ
فيا لله هل للصب يوما / مجير من هلال بني هلالِ
أغن مهفهف الكشحين أحوى / شهي الدل موموق الدلالِ
قضيب في مؤزره كثيب / يهيل لها صر هيل الرمالِ
وقفت إليه أشكو سوء حالي / وخصر الأفق بالجوزاء حالي
وقد ظل النسيم الرطب وهنا / يهز فروع بانات وضالِ
أأطلالِ الحمى حيتك عنّا / مع الأسحار أنداء الظلالِ
وإن شح الحيا فسقتك سحا / غيوث الدمع مع مطلقة العزالي
بمثل ندى أبي الفرج المرجَّى / خليل السؤدد الدمث الخلالِ
فتى ما زال مشفوع العطايا / معاد الجود محسود الكمالِ
كريم العود أبلج ذو وعود / حلت وخلت لعاف من مطالِ
وصب بالمكارم مستهام / ببذل الرمد مغرى بالنوالِ
إذا أبطا ندى الأقوام أعطى / وجاد تسرعا قبل السؤالِ
وإن خفت حلومهم وشفت / رجحن له حلوم كالجبالِ
فقد أضحى أعزهم نزيلا / وأشجعهم إذا دعيت نزالِ
يفكِ بجوده العاني وتعنو / لسود طروسه عمر النصالِ
سنى الرفد تمطرنا يداه / سجالا من لهاه على سجالِ
ثمال حيث كل ندى ثماد / وهل يغني الثماد عن الثمالِ
لقد عقمت فما ترجو نتاجا / بمثل سماحه أم المعالي
فتى لصقت مودته بقلبي / لصوق الخمر بالماء الزلالِ
وقفت بربعه فعمرت برا / ولم أسأل محيلا عن محالِ
حسامي إن عراني الخطب درعي / يميني في معاصيه شمالي
يراعي خلتي ويذب عني / وينقع غلتي ويرب حالي
سأكسوه برودا من ثناء / يخلن لحسنهن برود خالِ
ولم لا أنتحيه بسائرات / من الأمثال معوزة المثالِ
عبيد الله يا مسدي الأيادي / رجاؤك موئلي ونداك مالي
لك المنن الجسيمات اللواتي / وسمت بهن أعناق الرجالِ
فدمت على ممر الدهر تبقى / بقاء لا يجيب إلى زوالِ
وعاد إليك عيدك كل عام / بأيمن طالع وأجل فالِ
طلولَ الحي جادتك الطلال
طلولَ الحي جادتك الطلال / ومدت فوق دمنتك الظلالُ
ولا برحت دموع الغيث تهمي / عليك وذيل مزنتها مذالُ
ففي مغناك تاب الهجر مما / جناه وطاب من سعدي الوصالُ
مهفهفة لها قد نبيل / وأجفان لواحظها نبال
صموت الحجل تشرقني بدمعي / وتشرق صين تبتسم الحجالُ
بدت ورنَت اليّ على اتقاءٍ / فغاب البدر وارتاب الغزالُ
أيجمل بي سماع العذل فيها / وقد سفرت وبرقعها الجمالُ
تريك مقبلا عذبا لماه / ووجها في شبيبته اقتبالُ
وحوراء المدامع ذات طرف / صحيح في تغزله اعتلالُ
تجور ولا تجير إذا تثنت / عليك بقامة فيها اعتدالُ
تذل محبها وتدل حسنا / عليه وآفة الحسن الدلالُ
وقفت علي مغانيها ركابي / أسائلها وما يغني السؤالُ
وقد نشأت من الأجفان سحب / خفاف عندها السحب الثقالُ
وخرق قد خرقت باعوجي / نجي لا يلم به الكلالُ
يكاد إذا تدفق في جراء / تشب على سنابكه الذبالُ
فأربعة يقال هي الصبا / والدبور هي النعامى والشمالُ
إذا انطلقت فهن بكل ريم / وجازئة تجوز بها عقالُ
إلى المولى أبي الفرج المرجى / فذاك مآل ذي أمل ومالُ
يضيق بنا مجال الرزق حتى / نوافيه فيتسع المجالُ
ونشرع في مدائحه فنطغى / ويمكننا إذا قلنا المقالُ
بشير للعفاة بما رجوه / لديه بشره العذب الزلالُ
ورفد رائق ما فيه مطل / إذا ما الرفد كدره المطالُ
يصوب ندى إذا الأنواء ضنت / ويقدم أن تأخرت الرجالُ
له حزم يسود به وعزم / طرير مثل ما شحذت نصالُ
وعلم مثل ما انفجرت بحار / وحلم مثل ما ثبتت جبالُ
حلفت إليه بمنى وجمع / وما يحويه من شرف الألُ
ووفد الله ما رميت جمار / بأيديهم وما دميت جمالُ
بأنك يا ابن عبدالله مولى / صفت منه المواهب والخلالُ
له في كلّ يوم مكفهرّ / لنيران الحروب به اشتعالُ
دروع مثل ما مطرت نهاء / وسمر من دم القتلى نهالُ
وتسلكَ خيله في كل فجٍّ / مضيقا ليس يسلكه الخيالُ
فيا عضد الدنا والدين يا من / ينال برأيه مالا ينالُ
نداك العد ما ليس يحصى / وكيف تعد أ تحصى الرمالُ
ألا يا ابن الألى طابوا أصولا / ونالوا الفرقدين على وطالوا
مصاول حين يدهمهم جلاد / مقاول حين يحتد الجدالُ
محل لست ساكنه محيل / وقول لست قائله محالُ
نراك تلين أحيانا وتقسو / ففيك العفو أجمع والنكالُ
تداركت الوحيد فأنت آل / له وسواك للظآن آلُ
إذا ما الجود أضحى وهو خدّ / فجودك فوق ذاك الخد خالُ
فعيد وانحر الأعداء واسلم / لملك ما له أبدا زوالُ
فاقسم صادقا ما أنتت إلاّ / يمين المجد والناس الشمالُ
فسارت نحوك الآمال عجلى / ولا وقفت مكارمك العجالُ
نعماك بغية كل آمل
نعماك بغية كل آمل / منا وظل نداك شامل
ولهاك منتجع اليتا / مي والأياسى والأرامل
يا أحسن الكرماء أح / سانا وأصدقهم مخائل
أنت الجواد الأربحي / ي الماجد الملك الحلاحل
أنت الذي نال العلا / ء يشيمتي بأس ونائلًُ
أنت الذي أخلاقه / كالزهر بل زهر الخمائلُ
شرنا فقد فت الأوا / ئل بالفواضل والفضائل
وختمت بالجود الكرا / م فما لمجدك من مساجل
في الطول من كعب الندي / والقول من سحبان وائل
أين الثريا والثرى / أين الاعالي والأسافك
يا فارس البيض الصوا / رم والمسومة الصواهلُ
قومت من زيغ الأمو / ر بلطف رأيك كل مائل
وغدوت كفا للخلا / فة لا يطاولها مطاول
وجعلت وعدك والوعي / د مسجلا أبدا وأجل
يا شمس دولة هاشم / لا بات نجم علاك آفل
يا عاقرا للضيف في / طفل الدجى كوم المطافل
ومجيلها مثل القدا / ح ضوامرا لحق الأياطل
قبا تعيد الصبع مس / ودا بليل من قساطل
مولاي مجد الدين يا / بدر الجحافل والمحافل
يا منعما أضحت أيا / ديه وسائل كل سائل
فعليه من دون الورى / تعويل معتر وعائل
إن جرت في بذل التلا / د فما لعدلك من معادل
كرم يخجل طله / غيث السحائب وهو وابل
ومكائدهنَّ السها / صوائب من كف نابل
حظ الحسود علاك غض / ض الطرف يا عض الأنامل
ما فال من رجاك يا / فلال جيش العسر فائل
فبقيت مأمولا وغالت / من يعاديك الغوائل
أيها البائع الجليل أَجل أن
أيها البائع الجليل أَجل أن / ت عليم بهذه الأحوالِ
غصبك الشعر بالنسايا على البص / رة والأنحدار غير حلالِ
هات قل لي لمن أطالب أن جئ / ت بوجه مصفر وطحالِ
ثم دع ذا إن وسطتك الحرامي / ة في طرق واسطما ما احتيالي
وإذا ما سلمت والله يكفي / وتسلمت معظم الأموالِ
غسآتي وأنت في حبس قطب إليه / دين تحت السبا لفي الأغلالِ
وأنادي بالله لا تخرجوه / إن فعلتم الأعلى حمالِ