القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأبلَه البغداديّ الكل
المجموع : 24
تبدن لي وصبغ الليل ناصل
تبدن لي وصبغ الليل ناصل / بروق مثل ما اخترطت مناصل
إذا لحظت سلاسلها رياضا / رأيت بها جد أول كالسلاسل
أَرب على ربى نجد بكاها / وأضحك دمعها تلك الخمائل
فكم يوم جمعت الشمل فيه / بمر الهجر معسول الشمائل
يهيج لى الغليل إذا تثنى / تثني الغصن في ثني الغلائلُ
كأن بياض مبسمة أقاح / نضيد طل في طلل الأصائل
أطعت صبابتي والحب فيه / وعاصيت اللواحي والعواذل
كنطق وشاحه نطقوا فمن لي / بهم لو أخر سواخرس الخلاخل
تراه كرامح إن هز عطفا / وإن كر اللواحظ فهو نابل
الأم أرى الغرام يجد حتما / بقلب المستهام وأنت هازلُ
وكم من قائل لي إذ رآني / نبيه الفضل حظي حظ خاملُ
تسلل فما انتقاض المال مما / يعاب به غزير العلم كاملُ
وما نفعي إذا ما كنت قساً / بلا وفر ويعطى الوفر بأقل
وإن أك قد أجدت فإن جيدي / خلي من حلي الرفد عاطلُ
بلى فيه لمحيي الجود يحيى / قلائد من ندى جم ونائل
هو الملك الذي أمسى وأضحى / ندا مسائلا عن كل سائلُ
إذا ركب بالغداة إلى عداه / فقد نزلت بساحتها النوازل
فنعم معرس العاشي ذراه / وبئس عشية الكوم الماطفل
ثمال المقتربين من الأيامى / ومنتجع اليتامى والأرامل
سحاب فيه للعافي زلال / يمير وفيه للجافي زلازل
يميل على العدا والمال قسرا / ويحكم في البريدة حكم عادل
وأشجع من يجالد يوم حرب / ويوم السلم أبرع من يجادل
أيا تاج الملوك وأنت خرق / وعيدك أجل والوعد عاجل
أجل أنت الذي مازلت تجلو / بإصباح الظبي ليل القساطل
وتذخر للعدا سمر العواني / وبيض الهند والجرد الصواهل
وأسدا غابها الأرماح تهوي / بها خيل كامثال الأجادل
أعون الدين مالك من ماسو / إذا عد الكرام ولا مساجلُ
قضيت من السماحة كل فرض / تسربه وعدت إلى النوافلُ
إذا كان المقال بلا فعال / فأنت المرء قبل القول فاعل
بربعك يا ربيع الناس طرا / لوراد الندى صفت المناهل
معاقلك الحصينة مغربات / تبيحك ما تحصنه المعاقل
الأبابي وبالعافين جمعا / ثراك الجعد يا سبط الأنامل
تمليت البقاء تمل عبدا / بنيل مناك من دنياك كافل
وعش في نعمة ودوام ملك / وعز سابغ الأذيال شامل
لا عدا ربعك السحاب الهطول
لا عدا ربعك السحاب الهطول / وتمشت فيه الصبا والقبول
وأربت على رباه سيول / ليس يدري من بعدها ما المحول
فلكم صافحت به شمأل الري / ح بأيدي السقاة راح شمولُ
حب غصن الشباب غض نضير / ورداء النعيم ضاف صقيلُ
ولولوعي بكل مجدولة القد / يطيع الغرام فيها العذول
غادة تصمت الخلاخل ريا / حين يظما وشاحها فيجولُ
تتثني على اعتدال ويرتا / ح إلى الجور قدها فيميلُ
قد حملت الملام وهو ثقيل / ورعيت الغرام وهو وبيلُ
وتحدثت في السلو فما أق / صر شوق ولا تمادي ذهولُ
ونهاني عن ذاك خصر نحيل / وقوام لدن وخد أسيلُ
يا عذولي وهل يبل غليل / من جوى الحب أو يبل عليلُ
وغرامي بعلوة ليس ينفك / ووجدي بها عريض طويلُ
ما سبيل إلى السلو كما لي / س إلى ساكن الغوير سبيل
ونحولي من لاخصور فإن زا / ل نحول الخصور زال النحولُ
غير أن الهوى يحول مع الده / ر وجود الوزير يحولُ
ملك عرضه مصون كمن حل / ل ذراه ووفره مبذولُ
عذلوه على السماح فلم يص / غ وأين العذول والعذولُ
جوده جود عالم إن ما يذ / خر غيرا لثناء ذخر يزولُ
المعي الأراء متقد الفط / نة من طينة الندى مجبولُ
قائل فاعل وليس يجوز ال / مجد خلف إلا القؤول الفعلوُ
عبدت كفه طريق الأيادي / فحزون الآمال فيها سهولُ
كافل للعفاة بالنجح فيما / أملوه منه فنعم الفإيل
روعت كتبه الكتائب فانصا / ع هزيما خميسها والوعيلُ
وكفاه من أن يسل حساما / مطلق الحد عزمخه المسلولُ
مشرق البشر مسرف الجود للمج / د خدين وللعلاء خليلُ
ويمين لولا سماحة عون البد / ين ما كان للغمام رسيلُ
عم معروفه فهل جاش بحر / حين أسداه أو تدفق نيل
مستباح الجدوى يمد غلى العل / ياء باعا يزهام طول وطولَ
كل طرف الزمان عنه فمن دو / ن علاء السماك والإكليل
أسد باسط ذراعيه في الرو / ع عليه من القنا السمر غيلُ
لك منه رأي يفل شبا الخط / ب وعزم منافر لا يفيلُ
يا جلال الإسلام هذا جلال الش / عر لا ما يقوله من يقولُ
معشر قرضوا القريض وباعو / ه بزيف كما يباع الغلولُ
حرفوه عن السبيل وقالوا / باحتقار قد حرف الإنجيلُ
ليت شعري أيستباح حمى الشع / ر ولا يستباح منهم قتيلُ
ولعمري لأنت أعدل من يح / كم فيه ومن إليه يؤولُ
متنبيه بحتريه أبو تم / مامه مرء قيسه الضليلُ
حبذا ربعك الخصيب ومرعا / ه فكم فيه للمقيل مقيلُ
حيث لا يذمم الغريب تنائي / ه ولا يصحب الأديب خمول
خلق كالربيع باكر القط / ر فحياك زهره المطلول
فاستمعها غراء شاردة الأب / يات معقولة لديها العقولُ
لم يعزها سهل الكلام ولا يع / وزها من عطائك التسهيلُ
يتلالا لها الكريم ارتياحا / للمساعي ويضمحل البخيلُ
وتمل الحول الجديد فلازل / ت مما بألف حول يحولُ
وابق ما ناوح النسيم ذرى البا / ن وما راوح الغد والأصيلُ
إن زار من علوة الخيال
إن زار من علوة الخيال / تناقص الوجد والخبال
وإن تناءت عنّا دلالا / فحبّذا ذلك الدلال
حوراء في طرفها اعتلال / سمراء في قدّها اعتدال
تغزّل المقلتين منها / والجيد يحكؤيها الغزال
صامتة الحجل ذات وجه / يشرق من ضوئه الحجالُ
لي من سنا ثغرها اهتداء / ومن دجى شعرها ضلالُ
دع ما يقول الوشاة فيها / فعثرة الحب ما تقال
يا منزلا فيه ودّعتني / جمل وسارت بها الجمالُ
لا برد الظل بعد طل / فيك ولا اعتلت الشمالُ
ملية بالمطال أقضي / من قبل أن ينقضي المطالُ
لي النوى والصدود منها / ومن حسام الدين النوالُ
عتاد من ماله عتاد / ومال من ماله مآلُ
يسأل منه العفاة خرقا / ما ضاع في سمعه سؤالُ
أنال لما نال المعالي / ونال قوم فما أنالوا
دواء قصاده لهاه / وداء حساد عضغالُ
يعشق بذل السماح عشقا / ما فيه صدّ ولا ملالُ
تمطرنا كفه سجالا / من الغنى بعدها سجالُ
ذو عرض ضائع وعرض / هذا مصون وذا مذالُ
بشرّني بالسماح منه / بشر له رائق زلالُ
جانب أقواله وأرضا / يحلها المحل والمحالُ
ما صال إلا أبصرت ثبتا / تعنو لآرائه النصالُ
لخيله كل يوم حرب / من دم أعدائه نعالُ
يلين مستعطفا ويقسو / ففيه مع عفوه نكالُ
رق له مدحنا فراقت / لنا سجاياه والخلالُ
من معشر لو سموا بفخر / وطاولوا النيرات طالوا
هم إذا سوا جلوا بحار / تطمي وإن حولموا جبالُ
أليت بالقاصدين شعثا / مِنَّي وما ضمنت ألالُ
كأنما في الجبال منها / وقد فلين الفلا جبالُ
إنك آل الوحيد منا / يا من سواه في العين آلُ
والملك والدين لا مراء / أمينه أنت والكمالُ
لا زال يفدى علاك غمر / يمينه في العلا شمالُ
ذاك ثماد لمن رآه / وأنت للمرتجى ثمالُ
نداه قول بلا فعال / وأنت يتلو القول الفعالُ
فاسمع بها جزلة المعاني / بديعة سحرها حلالُ
واحدة في القريض عنها / تقصر السبعة الطوالُ
بقيت ما ضاحكت رياض / جفون سحب لها انهمالُ
وعبلة الأرداف مجدولة
وعبلة الأرداف مجدولة / تمشي كما يطرد الجدولُ
في فمها الشد ولكنه / في فم من يحرمه حنظلُ
لم أنسها أمس ولا قولها / حلاوة الشكر ما تؤكلُ
قلت بلى يأكلها معشر / بالهجو أعراضهم وكلوا
لهم إذا أمَّهُم سائلٌ / حواجغي وجهه تقفلُ
ألا فدليني على واحدٍ / أقصده اليوم فلا يبخلُ
قالت أمين الدين فهو امرؤ / لسائل بالرد لا يبخجلُ
واحلف له من بعد ذا كله / فهو كريم مقبل يقبلُ
أنك لا تقرب أبوابه / يوما إلى أن يقع المنجل
يا ابن الدوامي الذي مثّلت
يا ابن الدوامي الذي مثّلت / كفّاه في بذل الندى مثلا
لا زلت بحرا للسماحة مو / رودا وبدرا للعلى كملا
متنفلا في لمكرمات يرى / أمواله لعفاته نفلا
بعزيمة كالنجم ثاقبة / وصريمة تستخدم الأجلا
لما أتى شرف الزمان على / ريح الكبيس يكبس الحلالا
ترك المحوَّل بعد رمتها / والجمع ظلاّ كان فانتقلا
كم غارة شعواء شنَّ وكم / من فعلة في أهلها فعلا
فبقاء من يبقى بها عجب / من بعد ما قاسى الذي قتلا
ولقد رأيت ولا كرويته / حمل بن يد يتبع الحملا
ولقد رأيت ابناً له حدثا / فلقيت منه فارسا بطلا
يجلو الموائد وهي مترعة / شلت يمين الفارس ابن جلا
والله لولا تخمة عرضت / أكلاك في ضمن الذي أكلا
هي شقوة كانت عليك وقد / زالت وقطع كان فارتحلا
حلمك رأس ثابت كالجبال
حلمك رأس ثابت كالجبال / يا وابلا فيه لعلت وبالُ
يا ماجداً صدف آمالنا / أنت مآل للمرجّي ومالُ
يا رب حط يحيى الذي لم يزل / يحيى أخا الفقر ببذل النوال
أكرم من سدَّت به خلَّة / وخير من شدت إليه الرحال
خصب المساكين إذا أجدبوا / ولليتامى والأيامي ثمال
أشجع من خالد في مأزق / وأبرع الناس غداة الجدال
يشرف مع هيبته بشره / والسيف فيه حدة والصقال
لأن لعاف ولجاف قسا / فالعفو من شيمته والنكال
مثل الربيع الطلق في سحبه / ضدان زلزال وعذب زلال
وحاكم بالعدل لكنه / أجور انسان على المال مال
لا ينبع المعروف منا ولا / يكدّر المنّ لدية المطال
ملآن من فضل ومن فطنه / خال من الكبر كريم الخلال
لم يقتصر في طوله والندى / بن بذ بالرأي قصير وطال
مولاي عون الدين خير من / ينصر صدف القول منه الفعال
أنت الذي تعرفه أيامه / بقتل محلٍ قاتل أو محال
أنت الذي أعتقني جوده / من أن يراني الناس عند السؤال
حسبي بلال من ندك الذي / لويل غيلان تعدى بسلال
لا زلت مصقول حواشي الندى / ممتد أطناب العلى والكمال
أقسمت لو مات محمود الضرير ولم
أقسمت لو مات محمود الضرير ولم / يغسله إلا بماء الورد غاسله
ومنكر ونكير سائلان له / عما جنى وهو قبل الموت فاعله
وأقعده وفاحت ريح نكهته / وكيف يبقى وذاك الداء قابلة
عاذا إلى الله بل عادا وقولهما / ابعث إليه سوانا من يسائله
مولاي مجد الدين يا من غدا
مولاي مجد الدين يا من غدا / لا ظل للعافي سوى ظِلهِ
ما أنت إلا الليث في بأسه / مصمما والغيث في وبلهِ
بلغت أقصى السؤل في غبطة / أجب سؤال الشاعر الأبلهِ
فقد أتى يشفع في وردة / ومثله يشفع في مثلهِ
يا ابن الدوامي لا زلت طوداً
يا ابن الدوامي لا زلت طوداً / نأوي إلى ظلِّه الظليل
بلغت ما ترتجيه فاسمع / من شاعر عاشق عليلِ
وامنن عليه بباحثات / تهد ثقلا كتف الرسولِ
فإن صوت الدجاج أحلى / في السمع من ثاني الثقيلِ
إن شراب الأصول شيء / رأيت فيه قلع الأصولِ
والكرخ يا سيدي فمغنى / شددت في حبه طبولي
ما بين ردف راب ثقيل / وبين خصر بال نحيلِ
لو عشق ابن العطار فيه / كدى من الناس عن قليلِ
وإن أكدى الكريم أولى / من أن أكدى من البخيلِ
قالوا فتى الخل مستهام
قالوا فتى الخل مستهام / بشِعره وابنِهِ المثَّل
وما له في الجميع شيء / الشعر نغل والابن أنغل
يا زين دين الإله يا من
يا زين دين الإله يا من / يحسن في القول والفعال
إليك أشكو الكمال فالحظ / نقصان حظّي من الكمال
من بعد ما كان لي مالا / آوي إليه ورأس مال
فصار من بعد ذاك جهما / يترك حقي ولا يبالي
عذلك لي ليس من العدل
عذلك لي ليس من العدل / كم قتل العشق فتى قبلي
جملة أمري أنني مغرم / لا أسمع اللوم على جملِ
حراء تستعبد أحرارنا / بالكمحل المغني عن الكحل
وردة خدَّيها يرى فوقها / ظل الآلي القرط كالطلِ
حكت كثيب الرمل ردفا وفي / قلبي حلَّت لا لوى الرّملِ
دل عليها أنها فتنة / لعاشقيها سمة الدلِ
لله ما أجهل من لم يبع / فيها وقار الحلم بالجهل
فضلها الحسن كما فضلت / على الحياكفّ أبي الفضلِ
يونس محيى الدين مجيي النَّدى / وقاتل الأعدام والمحلِ
الجائر الدهر على ماله / لا غير والحاكم بالعدلِ
صانت وجوه الطالبي عرفه / كف له تعرف بالبذل
خل العلى والمجد أكرم به / للمجد والعلياء من خلِ
ذاك الذي يوفي بميعاده / من غير تسويف ولا مطلِ
كالغيث في السلم ويوم الوغى / أشجع من ليت أبي نبلِ
تحل عزم الدهر آراؤه / وما لما يعقد من حلِّ
لله كم حملني منَّةً / خففت الباغض من تقلي
كلَّ لساني من ثنائي على / بعض ندى عجزني كلي
لا زال في عز رفيع الذري / ودولة ضافية الظلِ
قل للرشيد الأريحي الذي
قل للرشيد الأريحي الذي / ما زال يرتاح إلى البذلِ
حاشاك إن تطرف عن ساهر / شوقا على الظرفاء والجزلِ
يغلي من الغم لفرحانة / في القدر ما تقدر إن تغلي
ممرمر العيش لحلوية / يغلي من الغيظ وما تغلي
ماذا يحاولُ قدّكَ المجدولُ
ماذا يحاولُ قدّكَ المجدولُ / جدلَ العنانِ وخصرك المتبولُ
لو شئتَ بلّ غليله بك حائمُ / وأبلَّ من داء الغرام عليك
حتام يغريني بهجركِ كاشحُ / ويسومني السلوان عنك عذولُ
ما لي حملت اللَّوم فيك وإنه / عبء على ظهر المحب ثقيل
أجمِل فإني ذقت من ألَمِ الهوى / ما لم يذقه كثيِّر وجميلُ
ولئن أردت على الغرام شهادة / فسل الدموع فإنهن عدولُ
وأغن يحكي الشمس في رأد الضحى / كالليل وارد فرعه المسدولُ
يصبي الحليم بوجنة ماء الصبا / فيها على شعل الحياء تجولُ
يزداد تمويجا إذا أخجلته / حتى يكاد من الأسيل يسيلُ
كم رمت أن أسلو هواه فردني / كفل بتجديد الغرام كفيلُ
خنث الشمائل ليس يصحو طرفه / وعلام يصحو والرضاب شمولُ
ينآد من سكر الشباب وأنا / يحلو اعتدال الغصن حين يميلُ
أهوى زيارته ولو أن الدجى / جيش يمانع والنجوم نصولُ
ويشوقني نفس العرار تسوقه / بالغور من قبل الحَبيب قبولًُ
طربا إلى ذاك الجناب ودونَه / عرض الفلاة وتيهها المجهولُ
ورجال هيجاء أعلوا سمرهم / مهج النفوس فما إليه سبيلُ
يهتز في كف المدجج منهم / لدن كأنَّ سنانه قنديلُ
وسليل برق ليس يمنع حدّه / تحت العجاجة مغفر وشليلُ
ماض كعزم الماجد ابن محمد / وكوجهه بشرا غداة ينيلُ
ملك توقَّلَ من علاه ذروة / يرتد عنها الطرف وهو كليلُ
متواضع فإذا بدا لمتوح / فشعاره التعظيم والتبجيلُ
يهب الكواعب في الحجال وسُبقا / قد زانها غرر لها وحجولًُ
لا يبلغ المدَّاح كنه صفاتهِ / عجزا ويبلغ من نداه السولُ
أسد له البِيض الحِدادُ أظافر / إن صال والسمر الذوابل غيلُ
ومؤنب أبدا على بذل اللهى / تأبى المسامع إن لحاه عذولُ
ما إن مسائله إليه وسيلة / إلا الرجاء عليه والتعويلُ
فالورد أعذب والحِجاب مسهل / والوجه طلقُ والعطاء جزيلُ
واشمّ أَروع لا يرَّوع جاره / فنزيله للفرقدين نزيلُ
غيث على سؤَّاله متهلل / سيف على أعدائه مسلولُ
رقت شمائله فهن شمول / وجرت مواهبه فهن سيولُ
بطل عتاداه لكل كريهة / بيض تخال بوارقا وخيول
وسوابغ كالغدر تمسكها العرى / وتكاد بالأرض العراء تسيلُ
لك يا بهاء الدين يا ابن محمد / بشر على كرم الطباع دليلُ
بشر به يوري زنادَ المجتدي / فيرى وعورَ الجودِ وهي سهولُ
يفديك من يده قرارة وفره / يا من يداه لما اقتناه مسيلُ
ما إن يرى إلا مخلاًّ بالندى / لؤما وإنك للندى لخليلُ
أبني الرفيل ومن ملابسُ مجدهم / فيها لهم عمر الزمان رفولُ
لا غروَ إِن طبتم فأنتم معشر / طابت فروع منكم وأصولُ
لكم الرجاحة والسماحة والحجى / والبذل والأنعام والتنويلُ
ما للمطيّ إلى سِوى أبوابكم / عَنَق لَوى أَعناقَها وذميلُ
فاسلم أبا الفضل الذي ما في الورى / إلا امرؤ بنواله مفضولُ
وتهنّ شهرَ الله فهو بكل ما / ترجوه عن كثب إليك رسولُ
لا زلت مطروق الفناء تجود لي / وأجيد فيك مدائحي فأقولُ
أهاجَك المنحنى وأطلالُه
أهاجَك المنحنى وأطلالُه / والحي تحدى للبين أجماله
يوم تولوا بمثل بدر دجى / يخجل بدر السماء تمثالُه
ذي مبسم طله مضاحكه / يبرد حَرَّ الفؤادِ سلمالُه
أغصُّ العذلِ في هواه كما / بِساقِه العبلِ غصّ خلخالُه
حليه دلّه وعنبره / نسيمه والجمال سربالُه
أخال من خطي أستعير له / خط عذار ونقطه خالُه
خط عذار بالمسك مستطر / يعذر فيه المحب عذالُه
على احمرار ينبئك أنَّ بني ال / أصفر أعمامه وأخوالُه
شوس أصدافه وبلبلَها / فأي قلب ما زاد بلباله
حال عن العهد غير مكترث / ولاعج الشَّوق لم تحل حالُه
هذا وبرٍّ يحار سالكُهُ / كأَنما البحر مزيداً آله
قفر تداعى في كل مهلكَةٍ / منه بقرب الآجال آجالُه
قطعت أهوالهُ بمنجردٍ / مكتسيات بالنحض أوصاله
بلا حقيّ الأنساب ذي عذر / لاحقه حزمه وآطاله
ذاك الجواد الذي يبلّغني / حمى جواد للبذل أمواله
حمى أَبي الفَضلِ خير من غمرال / عافين إنعامه وأفضالُه
غيث الورى والمغيتهم أبدا / جودا وليث الوغى ورئبالُه
مقابل فخره وسؤدده / مقتبل مجده واقبالُه
بحر ندى لا تخاض غمرته / وشاهق لا تطال أجبالُه
محققات لديه ظنون آمله / مخففات لديه أثقالُه
ذو لسن لا تغيب حجته / ومنعم لا تخيب سؤالُ
جمع اللهى شسغل معشَرٍ أبداً / وبذلها في العفاة أشغالُه
إِيهاً بهاء الدين الذي دعمت / أقواله الصادقات أفعالُه
يا واحدا في الندى ويا ملكا / أكرم آلٍ وأُسرة ألُه
فالحمد ما جاؤه لغيرهم / قط ولا ميمه ولا دالُه
كم كاسف البال عاد عن كثب / وهو بنعماك ناعم بالُه
أسعد بصوم تأتي مبشرة / مخبرة بالخلود أمثالُه
في ظل مُلكٍ ما زال مرتضعا / خِلفَ سعودِ به جرى فالُه
يا من لواحظه مناصل
يا من لواحظه مناصل / دع هجرك المضني وواصل
يا فارغا من لوعتي / وهواي شغلي فيك شاغل
أنا بين صدكَ والبعا / د لأكؤسِ الهجران ناهل
وبسوء حال في بحار / من جفاك بلا سواحل
واغن حال من فنو / ن جماله حلو الشمائل
تلقاه بدرا في دجى / شعر وغصنا في غلائل
في فيه حمرة بابل / ولطرفه نفثات بابل
ويريك خصرا مدنفا / نضوا كجسم الصب ناحل
يا سائلي عن ظبي ذُهلٍ / عنه قلبي غير ذاهل
نطقت مناطقه فَاخ / رس عاذلي خرص الخلاخل
أحببت ذلي في هوا / ه ولم أحل عما يحاول
ورددت لوم لوائمي / فيه على عذل العواذل
ولقد تسديت الظلا / م ونجمه في الغرب مائل
من فوق عود مشرف / عال علو الطود بازل
مرح إذا حث النجا / ءُ حسبت خطوته مراحل
حتى أتيت جناب أر / وع شيمتا على ونائل
أعني بهاء الدين خل / السودد الطلق المخايل
ملك مكارمه وسا / ئل مجتد منا وسائل
متسنم يوم الفخا / ر سنام كل على وكاهل
أهل لأن يرجى ندا / ه فربعه بالوفد آهل
أخلاقه زهر النجو / م خلاله زهر الخمائل
بدر المحافل حين يب / دو باشرا أسد الجحافل
من معشر فضلوا الأوا / خر بالسماحة والأوائل
حمر الأسنة والظبي / سود القساطل والمراجل
ما فيهم إلا مصو / ن عرضه للوفر باذل
أأخا العلى وابن الأولى / ركبوا من المجد الكواهل
يا واهب الكوم الهجا / ئن والصريحات العقائل
والصافيات كأنها / رسل القطا أو كالأجادل
ومثيرها مبثوثة / كنعائم الدو الجوافل
خجلت سبعة أبحر ال / أرضين بالعشر الأنامل
وغدوت منتجع اليتا / مى والأيامي والأرامل
لا زلت يا ابن محمد / في ظل ملك غير زائل
وسلمت تحيا يا أبا ال / فضل الكريم بك الفضائل
وأتاك عيدك ضامنا / ببلوغ ما تهواه كافل
وحلت هباتك للعفا / ة ولا خلت منك المحافل
سعى نحوي وبُرد الليل بالي
سعى نحوي وبُرد الليل بالي / فبت من الهموم خلي بالِ
غزال بت أسقى من يديه / سلاف مدامة كدم الغزالِ
شمولي الرضاب إذا تثني / رأيت قضيب بأن في شمالِ
على ورد تلثم أَم شقيق / وعن برد تبسم أم لآلِ
له خال يبي له فؤادي / من الوجد المبرح غير خالي
وخذ لا يزال يلوح غضا / على صفحاته روض الجمالِ
تموج فيه ماء الحسن حتى / غدا كالسيف حودث بالصقالِ
فيا لله هل للصب يوما / مجير من هلال بني هلالِ
أغن مهفهف الكشحين أحوى / شهي الدل موموق الدلالِ
قضيب في مؤزره كثيب / يهيل لها صر هيل الرمالِ
وقفت إليه أشكو سوء حالي / وخصر الأفق بالجوزاء حالي
وقد ظل النسيم الرطب وهنا / يهز فروع بانات وضالِ
أأطلالِ الحمى حيتك عنّا / مع الأسحار أنداء الظلالِ
وإن شح الحيا فسقتك سحا / غيوث الدمع مع مطلقة العزالي
بمثل ندى أبي الفرج المرجَّى / خليل السؤدد الدمث الخلالِ
فتى ما زال مشفوع العطايا / معاد الجود محسود الكمالِ
كريم العود أبلج ذو وعود / حلت وخلت لعاف من مطالِ
وصب بالمكارم مستهام / ببذل الرمد مغرى بالنوالِ
إذا أبطا ندى الأقوام أعطى / وجاد تسرعا قبل السؤالِ
وإن خفت حلومهم وشفت / رجحن له حلوم كالجبالِ
فقد أضحى أعزهم نزيلا / وأشجعهم إذا دعيت نزالِ
يفكِ بجوده العاني وتعنو / لسود طروسه عمر النصالِ
سنى الرفد تمطرنا يداه / سجالا من لهاه على سجالِ
ثمال حيث كل ندى ثماد / وهل يغني الثماد عن الثمالِ
لقد عقمت فما ترجو نتاجا / بمثل سماحه أم المعالي
فتى لصقت مودته بقلبي / لصوق الخمر بالماء الزلالِ
وقفت بربعه فعمرت برا / ولم أسأل محيلا عن محالِ
حسامي إن عراني الخطب درعي / يميني في معاصيه شمالي
يراعي خلتي ويذب عني / وينقع غلتي ويرب حالي
سأكسوه برودا من ثناء / يخلن لحسنهن برود خالِ
ولم لا أنتحيه بسائرات / من الأمثال معوزة المثالِ
عبيد الله يا مسدي الأيادي / رجاؤك موئلي ونداك مالي
لك المنن الجسيمات اللواتي / وسمت بهن أعناق الرجالِ
فدمت على ممر الدهر تبقى / بقاء لا يجيب إلى زوالِ
وعاد إليك عيدك كل عام / بأيمن طالع وأجل فالِ
طلولَ الحي جادتك الطلال
طلولَ الحي جادتك الطلال / ومدت فوق دمنتك الظلالُ
ولا برحت دموع الغيث تهمي / عليك وذيل مزنتها مذالُ
ففي مغناك تاب الهجر مما / جناه وطاب من سعدي الوصالُ
مهفهفة لها قد نبيل / وأجفان لواحظها نبال
صموت الحجل تشرقني بدمعي / وتشرق صين تبتسم الحجالُ
بدت ورنَت اليّ على اتقاءٍ / فغاب البدر وارتاب الغزالُ
أيجمل بي سماع العذل فيها / وقد سفرت وبرقعها الجمالُ
تريك مقبلا عذبا لماه / ووجها في شبيبته اقتبالُ
وحوراء المدامع ذات طرف / صحيح في تغزله اعتلالُ
تجور ولا تجير إذا تثنت / عليك بقامة فيها اعتدالُ
تذل محبها وتدل حسنا / عليه وآفة الحسن الدلالُ
وقفت علي مغانيها ركابي / أسائلها وما يغني السؤالُ
وقد نشأت من الأجفان سحب / خفاف عندها السحب الثقالُ
وخرق قد خرقت باعوجي / نجي لا يلم به الكلالُ
يكاد إذا تدفق في جراء / تشب على سنابكه الذبالُ
فأربعة يقال هي الصبا / والدبور هي النعامى والشمالُ
إذا انطلقت فهن بكل ريم / وجازئة تجوز بها عقالُ
إلى المولى أبي الفرج المرجى / فذاك مآل ذي أمل ومالُ
يضيق بنا مجال الرزق حتى / نوافيه فيتسع المجالُ
ونشرع في مدائحه فنطغى / ويمكننا إذا قلنا المقالُ
بشير للعفاة بما رجوه / لديه بشره العذب الزلالُ
ورفد رائق ما فيه مطل / إذا ما الرفد كدره المطالُ
يصوب ندى إذا الأنواء ضنت / ويقدم أن تأخرت الرجالُ
له حزم يسود به وعزم / طرير مثل ما شحذت نصالُ
وعلم مثل ما انفجرت بحار / وحلم مثل ما ثبتت جبالُ
حلفت إليه بمنى وجمع / وما يحويه من شرف الألُ
ووفد الله ما رميت جمار / بأيديهم وما دميت جمالُ
بأنك يا ابن عبدالله مولى / صفت منه المواهب والخلالُ
له في كلّ يوم مكفهرّ / لنيران الحروب به اشتعالُ
دروع مثل ما مطرت نهاء / وسمر من دم القتلى نهالُ
وتسلكَ خيله في كل فجٍّ / مضيقا ليس يسلكه الخيالُ
فيا عضد الدنا والدين يا من / ينال برأيه مالا ينالُ
نداك العد ما ليس يحصى / وكيف تعد أ تحصى الرمالُ
ألا يا ابن الألى طابوا أصولا / ونالوا الفرقدين على وطالوا
مصاول حين يدهمهم جلاد / مقاول حين يحتد الجدالُ
محل لست ساكنه محيل / وقول لست قائله محالُ
نراك تلين أحيانا وتقسو / ففيك العفو أجمع والنكالُ
تداركت الوحيد فأنت آل / له وسواك للظآن آلُ
إذا ما الجود أضحى وهو خدّ / فجودك فوق ذاك الخد خالُ
فعيد وانحر الأعداء واسلم / لملك ما له أبدا زوالُ
فاقسم صادقا ما أنتت إلاّ / يمين المجد والناس الشمالُ
فسارت نحوك الآمال عجلى / ولا وقفت مكارمك العجالُ
نعماك بغية كل آمل
نعماك بغية كل آمل / منا وظل نداك شامل
ولهاك منتجع اليتا / مي والأياسى والأرامل
يا أحسن الكرماء أح / سانا وأصدقهم مخائل
أنت الجواد الأربحي / ي الماجد الملك الحلاحل
أنت الذي نال العلا / ء يشيمتي بأس ونائلًُ
أنت الذي أخلاقه / كالزهر بل زهر الخمائلُ
شرنا فقد فت الأوا / ئل بالفواضل والفضائل
وختمت بالجود الكرا / م فما لمجدك من مساجل
في الطول من كعب الندي / والقول من سحبان وائل
أين الثريا والثرى / أين الاعالي والأسافك
يا فارس البيض الصوا / رم والمسومة الصواهلُ
قومت من زيغ الأمو / ر بلطف رأيك كل مائل
وغدوت كفا للخلا / فة لا يطاولها مطاول
وجعلت وعدك والوعي / د مسجلا أبدا وأجل
يا شمس دولة هاشم / لا بات نجم علاك آفل
يا عاقرا للضيف في / طفل الدجى كوم المطافل
ومجيلها مثل القدا / ح ضوامرا لحق الأياطل
قبا تعيد الصبع مس / ودا بليل من قساطل
مولاي مجد الدين يا / بدر الجحافل والمحافل
يا منعما أضحت أيا / ديه وسائل كل سائل
فعليه من دون الورى / تعويل معتر وعائل
إن جرت في بذل التلا / د فما لعدلك من معادل
كرم يخجل طله / غيث السحائب وهو وابل
ومكائدهنَّ السها / صوائب من كف نابل
حظ الحسود علاك غض / ض الطرف يا عض الأنامل
ما فال من رجاك يا / فلال جيش العسر فائل
فبقيت مأمولا وغالت / من يعاديك الغوائل
أيها البائع الجليل أَجل أن
أيها البائع الجليل أَجل أن / ت عليم بهذه الأحوالِ
غصبك الشعر بالنسايا على البص / رة والأنحدار غير حلالِ
هات قل لي لمن أطالب أن جئ / ت بوجه مصفر وطحالِ
ثم دع ذا إن وسطتك الحرامي / ة في طرق واسطما ما احتيالي
وإذا ما سلمت والله يكفي / وتسلمت معظم الأموالِ
غسآتي وأنت في حبس قطب إليه / دين تحت السبا لفي الأغلالِ
وأنادي بالله لا تخرجوه / إن فعلتم الأعلى حمالِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025