المجموع : 11
بما بجفنيك من غنجٍ ومن كحَلِ
بما بجفنيك من غنجٍ ومن كحَلِ / صل مغرما ليس يصغي فيك للعذل
يخفي هواك ودمع العين يُظهرهُ / بمدمع ظلّ مطلولا على الطلل
في كل يوم غرام فيك يوقفهُ / في موقف الذلّ بين اليأس والأمل
ويمزي درّ أجفانٍ موكلةٍ / من الدموعِ بغيض المسبل الهطل
إن دام هجرك لي يا من أؤمّله / أصار ما قد بقي مني إلى الأجل
أو أدّعي سقمي ظلما عليك جوى / فالقلبُ يجحده من شدّة الوجل
أما كفاك بأني في هواك لقى / من الصبابة والتبريج والعلل
حتى صددت بلا جرم ولا سببٍ / صدّاً يحقّقُ عندي سرعة المللِ
يا مانعي طيب لذاتي على مقة / وما نحى كلّها ألقى من الخبَلِ
أما السلوّ فقلبي من ملابسه / عارٍ وجسمي من الأسقام في حُلَلِ
أجود حنّى بروحي في هواك وما / تنفكّ حتى بطيبِ القول في نحَلِ
فمن لصَبّ أصابته سهام هوىً / رمي فأصماه راممن بني ثمَلِ
مغرىّ بذكر رماح الخط عن غرضٍ / حبّا لكل رشيق القدّ معتدلِ
ففي القدود وفي الأجفان سرّ هوى / يريك كيف اتفاق البيض والأسَلِ
وفي نوال صلاح الدين غزُر غنىً / منه الأمان لوقع الحادثِ الجلَلِ
قليجُ رسلان من ألطافه أبداً / تستنزل العصم بالجدوى من القلل
ملك له عزمة ذل الزمان لها / وجيش جاش يريك الناس في رجل
مؤيد الرأي إلا أنّ همته / أمضى من البيض والخطية الذبل
طوفان راحته بالجود ولا أحد / إن عمّه قائلا أوى إلى جبل
كلا ولا عاصم من بأسهِ أبداً / يوم الوغى بظبا الهندبةالقصل
ما أعمل الفكر في يومي ندى وردى / إلا لتعجيل رزق منه أو أجل
كأننا من قريش جاهليتنا / في الجود عاكفه منه على هبَلِ
أكذبتَ ظنّ السحاب الجون من نعمٍ / روّيت منها الورى بالعلّ والسهل
جود يعم البرايا منك متصل / وهاطل الغيث حينا غير متصل
فانهض إلى نصر دين الله في جذلٍ / في جحفل شرق بالخيل ذي زجَلِ
جيش بجيش بأبطال إذا برزوا / قال الروى للعدا موتوا على عجل
من كل أعلب في عرنيهِ شمم / ضخم الدسيعة مرد غير محتفل
وكل مدرع للصبر مؤتزر / بالحزم ملتحف بالعزم مشتمل
أبناء حرب غذوا فيها ومشأهم / بها ولم يحكموا قولا بلا عمل
فالله جارك والأفلاك دائرة / بما تؤمّله في أوضح السبل
قد سدت كل ملوك الأرض قاطبة / وشدتها دولة تسمو على الدول
يا أيها الملك الميمون طائره / وابن الملوك ونجل السادة الأول
سمعا لشكواي من دهر حوادثهُ / لا تتّقى بصنوف المكر والجيل
ما زلت عند بني أيوب في نعم / موفورة ونوال غير منخزل
أرعى رياض الندى من فيض أنعمهم / وأسرح الطرف بين الخيل والخول
وعشت في عزّة قعساء عندهمُ / موفّر الخط في الأفراح والجذَل
أرعى الفضلي وما حصّلتُ من أدبٍ / ومن علوم ولا أرعى مع الهمَلِ
وكان لي الملك المنصور أعظم من / يعلي محلي ويدني مسرعا أملي
فخانني الدهر في حظي وأعدمني / من كان أضحى عليه متّكلي
فكنت لي عوضا عن كل من نظرَت / عيني وجئتك أسعى جد مختتل
قصدت بابك والآمال تلعب بي / واعتضت بالجم عن نزر من الوشل
فاسلك مسالك أهليك الكرام معي / ولا تكن عن قضاء الحقّ في شغل
فإن جودك يكفي كلّ حادثةٍ / وحسن رأيك لا يؤتى من الزلل
قد صاغ كفيك رب العرش عن قدرٍ / للمشرفية والتوقيع والقبل
وإن بابك يولي قاصد بك علا / كأنما الشمس منك الدهر في الحمَلِ
يا أيها المولى الوزير ومن له
يا أيها المولى الوزير ومن له / عزم منال النجم دون مناله
يا ذا الذي عم الأنام فضائلاً / وفواضلا فالخلق في إفضاله
أنت أمرؤ ما أمه ذو فاقة / إلا ولاح النجح في آماله
ألحقّ في آرائه والصدق في / أقواله والجود في أفعاله
أثنى بنعمتك التي شكري لها / شكر الرياض الغيث في تهطاله
إن رنقت وردى الحوادث لم يزل / وردي لدى جدواه عذب زلالهِ
عصبّية جازت مدى أملى ولا / أنفكّ أرتع في حدائق ماله
مولاي مجد الدين دونك مدحة / تبقى بقاء الدهر في إقباله
كن لي كعادتك التي عودتها / عند الملك منجزاً لنواله
فإذا امرؤ أسدى إليكَ صنيعةً / من جاههِ فكأنّها من ماله
يا من تحلى الدهر من اخلاقه / حللا فابدى عن جميل خلاله
ما زال عبدك يرتجيك لأمره / في كثره حقا وفي إقلاله
وشريف رأيك عالم ما يقتضي / الإسلام من حقّ النبي وآله
يا مانعي النوم بقطع الوصال
يا مانعي النوم بقطع الوصال / جد بالكرى واسمع بزور الخيال
قد ملّني العائد من بعدما / أنملت جسمي بالقلى والملال
ودلّ وجدي بكمُ أنني / أتلف ما بين الجفا والدلال
حلت قوى صبري وقد علّمت / هاروت أجفانك سحرا أحلال
ملكت فاسجح في قلوب الورى / واعدل ففي قامتك الإعتدال
واجمل بمن غنّى في حبّكم / قد كملت فيك معاني الجمال
أبدعت في الحسن فما في الورى / شبهك خلق فاخش عين الكمال
أعطيت ما لم يعط خلق فقل / جلّ الذي قد خصّني بالجلال
ذلّت لكم زوجي فقلبي بكم / يشقى من الصدر ودمعي يزال
يا عاذلي فيه ترفّق وسل / كم بين مغرى بهواه وسال
ظللت ما بين سنا وجهه / وشعره بين الهدى والضلال
إن رام أن يمنعني عامدا / طيب وصال حاد عني وصال
من منصفي من قمر لحظه / أقتل لي من مرهفات النصال
متى أراد الفتك راشت له / أجفانهُ للقتل سمرَ النبال
ينزل بي من هجره مثل ما / يفعلهُ زنكيّ يوم النزال
ملك متى وأرمت وصفا له / قصّرت عنه في فصيح المقال
يستنزل العصم بألطافه / فإن سطا زالت رواسى الجبال
يهتزّ للمدح كما اهتزّ غُص / ن البان وافته الصبا والشمال
فما اغتدى يضحك يوم الندى / إلا بكى المال إذا عنه مال
يبدأ بالجود فان شئت أن / تسألهُ أعطاك قبل السؤال
لا يتبع الجور أذى مثل ما / يتبعه الغير وطول المطال
اعداؤه صور إلى ما ابنى / في المجد من مستشرفات بالعلال
إن حاولوا أن يبلغوا شأوَهُ / ضاف عليهم في المعالي المجال
يحفظ عهد اللّه في المصطفى / وآلهِ الفرّ وهم خير آل
لا برح الدهر ميعنا له / بكلّ ما يرجوه في كلّ حال
أبى الدهر إلا أن تلمّ نوازلُه
أبى الدهر إلا أن تلمّ نوازلُه / وقلبيَ إلا أن تهيجَ بلابلُه
وجفني إلا أن تصوبَ دموعهُ / وأن لا يرى من فوق خدّي سائله
خليليَ إما كنت خلّي فخلّني / وشوي فقد يروي أخا البث عاذله
أعنّي على قلب تكاثر همّهُ / ودمعٍ همى واستفزر اليوم هالمه
فقد شتّ شمل الدين بعد اجتماعهِ / وربع الندى أضحت خلاءً منازله
ونكّر عرف الكرمات ورنّقت / من الجود بعد الصفونية مذاهله
فقُبحاً لدهر جار في الحكم صرفهُ / وغالت لكيسخرو المليك غوائله
مليك كان الله أعطاه آخراً / من المجد إذ تمّت لديه أوائله
وفضّلهُ بالدين والحلم والحجا / فعمّ الورى من راحتيه فواضله
فتى كانت الآمال تروي بجوده / إذا ظمئَت ألفت به ما تحاوله
فواعجبا منه لدى الحرب إذ غدت / تفرّق أرواح الكماة مناصلُه
وما زال مطعانا لكل سميدعٍ / من القوم حتى اندقّ بالطعن عامله
وخرّ صريعا والرماح تنوشهُ / لدى الروم إذ خانته حقا جحافله
فوا اسفا لو كان ينفعني الأسى / عليه ويا لهفا تدوم نوازلُه
يُبَكّي عليه مجدهُ وعلاءهُ / وتندبهُ أخلاقه وشمائلُه
هو الحزن موقوف على كل بلدة / من الأرض إذ قد شاع في الخلق نائله
فمن للمعالي والمكارم والندى / وللجود أكدت في الأنام وسائله
ومن لحداد المشرفيّة والقنا / وجرر المذاكي بعده من يماثله
فدى شرعة الإسلام حقا بنفسه / لئلّا يُرى تفديه يوما معاقله
فجرّع كاسا للحرام وطالما / سقى الروم كأسا للمنيّة عاجله
ومن لي وقد اصبحت في الناس مملقا / إذا الفقر يوما أعلقتني حبائله
وأنت الذي أعطتيني الألف سرعة / وقد كان دهري أجحفت بي نوازلُه
سقتك الغوادي من جفوني سحابة / إذا لم يجد سح السحاب وهاطلُ
وواعجبا أبقي من الجفن أدمُعا / تروّي ثراه والحيا لا يماثلُه
لقد كان دين اله يذهب أصله / ويصبح حقا مخلقات غلائلُه
ولو لا غياث الدين غازي ين يوسف / وهت قوة الإسلام واندقّ كاهلُه
مليك الورى يغني إذا جئت قاصدا / نداه ويردي في الوغى من يناضله
مليك إذا أمّ العفاة نوالهُ / تجلّلهم أموالهُ وفضائلُه
أعزّ به والصبر الجميل وقاية / من الله تعطى العبد ما هو آمله
ومن راية تستأصل الشمس نورها / ومن جوده يهمي من الغيث وابلُه
أيا ملكا إما قصدت مديحهُ / تعلّمُني جدواه ما أما قائله
لسان المعالي بامتداحك مطلق / وسرّ المعاني بالفصاحة كافلُه
فما عدم الإسلام إذ أنت ربّهُ / حمى لا ولا نصرا وسيفك نائله
ولا خاب ظني من زماني وأنتم / رجايَ وحظّي منك شميت فمايله
رفعت لي القدر الجليل وصنتَني / وأغنيتني بالبذل عمّن أسايلُه
وأوليتني من جود كفّيك ما غدا / جنابي به كالروض طلّت خمائله
فلا برح الإسلام منك مشيّداً / بنصر وسعد دايم لا يزايلُه
فما الناس الا حيث أنت ولا الندى / يرى في الورى إلا وكفّك باذلُه
يا حادياً هلا وقفت قليلا
يا حادياً هلا وقفت قليلا / فعساي أبرد بالحمول غليلا
أما يضرّك لو حبست فإنّ لي / قلبا غدا يوم الفراق عليلا
لأبثّ ما ألقاه من ألم الهوى / جملا وأوضح شرحها تفصيلا
وصلوا السرى بالسر حتى غادروا / قلبي ليعد مزارهم متبولا
واستقبلوا بخدا فليس لأدمعي / إن لم تقض عذرا يرى مقبولا
حثّوا المطايا واستقلّوا فاغتدى / صبري لتعذيبِ الغرام قليلا
وظلَلتُ أسأل ربعهم من لوعتي / وكفي المحبّ معالما وطلولا
ماذا عسى الأطلال تغنى إذ غدا / من بعد فرقتهم رمي مطلولا
يا جيرة الزوراء هل زور به / يفدى أسير لم يزل مفلولا
فالنوم أشبهكم بعادا إذ غدا / شبهي الخيال يخافة ونحولا
أهملتموني حيث لاح بمفرقي / شيب غدت منه الدموع همولا
لو رمت عنكم سلوة وأبتغي / بدلا سواكم ما وجدت بديلا
ولقد حمدت قصير ليلي بعدكم / وذممت من يوم الفراق طويلا
عينايَ أسبلتا الدموع فلو أرى / أنّي الفلق ما استطعت سبيلا
فكأنّ شمان كالدموع تفرّقاً / إذ راح جسمي كالخيال ضئيلا
أنّى تروم من القواني ذمَةً / أم كيف تثأر عندهُنّ قتيلا
ولقد خلقن ولا وفاء يرتجى / من ودّهنّ ولا منحن عقولا
خذ في سوى ما أنت فيه فللهوى / سمة يصير بها العزيز ذليلا
ما كنت أعهد منك تسحب للأذى / ذيلا فيعقب بعده تذليلا
كلا ولكن من عزيمك همّة / بخمت فاكسبت النجوم أفولا
لولا المساعي الغرّفي طلب العلا / ما رمت من دنيايَ حقا سؤلاء
وكذاك لولا مدح آل محمد / ما كنت في نظم العريض قؤولا
قوم لهم خلق الزمان واهلهُ / رب الأنام وأنزلَ التنزيلا
قوم إذا هجدوا يكون وقاؤهمُ / من كل ما يعروهم جبريلا
فلبكر مجدهم الأصيل ومدحهم / تتلوا الملائك بحكرة وأصيلا
لولاهم ما كان خلق في الدنا / كلا ولا بعث الإله رسولا
لولاهم ما كان نوح هاديا / حقا ولا اتخذ الإله خليلا
ولما غدا مرسى فكلّم ربّه / جهراً ولم يشف المسيح عليلا
بهم هدى الله الأنام وفصّل ال / قرآن والتوراة والإنجيلا
ويسير علمهم غدا في الخلق مب / ثوثاً فانقذها لكا ضلّيلا
مستودعو علم الإله وستره / والقائمون على البخاة دليلا
علموا بسرّ العالمينِ فعلمهم / لم يأت جبريلاً وميكائيلا
قوم تجلّى الله في ملكوته / فرأى محلّهم الجليل جليلا
شكرا الإله مساعيا لهم فقد / أبقوا النيل المكرمات سليلا
وتبّوؤا الفردوسَ مبدأ خلقهم / وتفيّؤوا ظلّ الإله ظليلا
فلقد أقاموا بالمعمّر حجّةً / شهدت بفضلهم الورى تفضيلا
ما شمت برقا من جميل خلاله / إلا رددت الطرف عنه كليلا
أعطى فلا حصر يحيط بجوده / حتى لقد أضحى السحاب بخيلا
يا ابن الوصيّ ويا ابن بنت محمد / أدركت من زمني بك التأملا
لولا نوالك في البرية صرّحت / زهر الأماني واكتسين ذبولا
ولو أن علمك لم يكن ما بيننا / رحنا ضلالا عالما مجهولا
أرعيتنا روض العلوم كأنّما / ردّ الإله لنا القرون الأولى
لا تلحني إن كنت عنك مقصّرا / لا استطيع إلى علاك وصولا
أضحت مناقب للنقيب تدلّني / سبل المديح فقد سلكت سبيلا
أوليت ما أملت صفاتك في العلا / حتى عجزتُ فلم أطق تطويلا
لو لم ألم دينا وأبنز كافرا / لمختك التكبير والتهليلا
فليهن شهر الصوم منك مؤمّل / أعطى المراد وبلّغ المأمولا
أيقطعنا في حبّه من نواصلُه
أيقطعنا في حبّه من نواصلُه / ويطنب في عذل عليه عواذلُه
وهل يبعدني من أروم اقترابهُ / ويلغي جوابي في الهوى من أسائله
وليس عجيب أن تشُطّ به النوى / وقد أوضحت منه الدلال دلائله
سرى الطيف من سعدى وقد هدّمت لنا / نواظرُ لمّا اشبه الحقّ باطلُه
أرجّم فيه الظنّ طوراً أضافهُ / وطورا أرجي أن تلمّ شمائله
فاكرم به لو ساعفتنا يد النوى / بوصل غزال ظلت دهرا أغازلُه
ولو لم يشقّ الصبح جيبا عن الدجى / لجلّيت هماما ما تغبّ نوازلُه
وكم للدجى عندي أيادٍ كريمة / وكم نعمة أسدى إلينا تطاوله
وم الصبح إلا كالرقيب إذا وشى / بسرّ الفتى هاجت عليه بلابله
وإني لأخشى هجر من رمت وصله / مليّا وأهوى هجر من لا أواصله
وكم قلت للساعي إلى المجد والعلا / تزحزح قصيّا فالمعمّر نائله
له السورة العلياء منه وإنما / أواخرهُ تزهو به وأوائله
فإن انسكاب الغيث يقصر صوبه / إذا هطلت من راحتيه فواضله
أيدركهُ من راح سعى لمجدهِ / فأنّى وقد عمّ البريّة نائله
أبا طالب لو لم يكن لمحمد / سواك من الآيات تمّت فضائله
إليك انتمى آل النبي وشرّفت / بذكرك من هذا الأنام قبائله
وأنت الذي أوطنت للمجد والعلا / ربوعا وقد أضحت خلاءً منازله
وألبست هذا الدين بردا مفوّفا / من الغرّ إذ رثّت عليه غلائلُه
وأوليتني من جود كفّيك أنعما / فأدركت من دنيايَ ما كنت آملُه
شرحت من الإحسان صدري وظفّرت / يدايَ يودّ كنت دهري أحاوله
وما جاء يبقي جود كفّيك قاصد / يروم الفنى إلا وتمت وسائله
فقل للذي باراه أخطأت إنّه / هو البحر لكن ليس يدرك ساحله
إذا رمت في العلياء رتبة مجده / رجفت بذنب موبقات غوائله
فإن تك ذا مال فإن نواله / ومعروفه لا يدرك الوصف قائله
إليك ابن بنت المصطفى حثحثت بنا / غرائم قلب راح والرد شامله
سأركو زماني إذ رماني بصرفهِ / على مضضٍ أن رحت دهرا أجامله
وكيف بشكوايَ الزوان وقد غدا / بكم جامعا شملى وأنتم أفاضله
ولكنّني أستغفرُ الله جاهدا / إليك فإنّ لجدّ لاحت مخابله
ومن بعد مدحي مجدكم فعليكمُ / سلام كنشر الروض طلّت خمائله
لي مذهبٌ وملّه
لي مذهبٌ وملّه / في حبّ ظبي الكلّه
لكنّ قتلى في هوا / ه بالنوى أخلّه
طلّ دمي وهو الذي / يبعده أطلّه
يا معملا لي الحمى / هو جاء مشمعله
قف بالكثيب وابلغ السلا / م عنّي أهلّه
وقل لهم إن المو / ب صار فيكم مثله
بعض جفاكم قد أبا / ن الصبر عن كلّه
لم يطرق الرقاد من / ه مذ نأيتم مقله
يغنيه عن تفصيل ما / حملتموه الجمله
جسم عليل وفؤا / د ما خلتهُ علّه
واصله حرّ الجوى / لما قطعتم حبله
راح غريما للغرا / م عقله مدلّه
يروم إهداء السلا / م منكم تعلّه
اورثتمون بعد طو / ل العزّ منكم ذلّه
كثّر فيه العاذلو / ن لومهُ وعذلَه
يا ويك قلبي لم حمل / ت من هواهم ثقله
كنت جليدا فغدو / ت منهم مولّه
تحمل أعباء الغرا / م يا لها من ضلّه
إنّي ارى الزمان قد / ألقى عليك كلّه
غلت يداه ما شفي / للقلب فيه غلّه
تعسا له كم قد سقى / كأس الحمام أهله
أفنى الكرام واغتدى / يرفع كلّ سفله
فأيّست نفسي أن / أرجو أمرأً وفضله
فقال لي رجائي / إقصد أبا عبد الله
فقد غدا للمكرما / ت كعبة وقبله
أقام من معروفه / على الندى أدلّه
لم تر عين من رآ / ه في البرايا مثله
أعيا الذين بعده / لمّا نسى من قبله
يجمع شمل المجد والمال يغضّ شمله /
يعطى وماء الوجه ما / أراقه ببذله
لم يحك جود كفّه / للناس فيض دجله
يرقب من يرجو ندا / ه رقبة الأهلّه
عفا الندى فأوضحت / كفّاه منه سيله
يا ابن النبي رحتم / فرع العلى وأصله
حملتم الزمان ما / لا يستطيع حمله
أنتم براهين الهدى / وأنتم الأدلّه
بكم نجا آدم ل / ما أوبقته الزلّه
لولاكم لم ينج نو / حا فلكه وأهله
ولم يتمّ للخلي / ل بالإله خلّه
ولا نجا شعيب من / يوم عذاب الظلّه
ولم يكلم ربه / موسى بأعلى القلّه
هذا ولم يشف المسي / ح مرضا وعلّه
لولاكم ما ثبتت / دعام هدى الملّه
أنتم دعاة الله إن / كان الورى في غفله
وأنتم لي آل ط / ه في المعاد الوصله
مهلا ضياء الديه حي / رت الأنام باللّه
أخجلت صوب المزن حق / قا وبله وظله
بك استجرت من زما / ني المستطيل الابله
جربته وأهلهُ / فما حمدت خلّه
وما شكرت منهم / قول امرئ وفعله
وشاهد العدل كلا / م المصطفى خير
فدمت للدين تقي / م فرضه ونفله
وللندى والجود نس / خو بالعطايا الجذله
فما يزال للعلى / إذا سلمت دوله
مال في الحبّ على ضعيفي وملّا
مال في الحبّ على ضعيفي وملّا / رشأ أبدلني بالعز ذلّا
ورأى الوصل حراما عنده / مثلما الهجر رآه فيّ حلّا
كلّ يوم ليَ منه منفرة / أنا من نار جفاها أتلقى
يا غزالاً باعتدال القد لم / يرحكم الحب في العاشق عدلا
كم ترى حظّي صدود وقلىً / أحقيق أن ودّي لك يقلى
صلت في الحكم على من لم يزل / حظّه منك قديم الدهر وضلا
قلت للعاذل كفّ اللوم عن / مغرم لم يستمع في الحب عذلا
لا ترم مني محالا في الهوى / إنني عن حبّ حبّي أتسلّى
سل تخبّر عن تجافيه وكم / مرهف للفتك من جفنيه سلا
لو حكى سقمي خلال فيه ما / كنت أظهرت هواه للأخلا
فزت بالقدح المعلّى لو أرى / وصل ظبي داره نهر المعلى
إن ندانيت نأى اواف أكن / أعقد الود له في القلب حلّا
أو أرى الحفظ له فرضا رأى / قطع مثلي بالتناسي عنه نفلا
أتراه ابتدع الصدّ قلىً / أم حكى أحمد إعراضا وفصلا
ملك ما كان بي من فاقة / بل من الصرّ تولى إذ تولّى
ليس في الناس امرؤ إلا وقد / عمّه جوداً وإحساناً وبذلا
خصّه اللّه بعلم وبحلم / وحباه كرما محضا وعقلا
تعجزُ الأبحر من جود يديه / وتعود السحب من كفّيه خجلى
باسهُ أغناه يوم الروع حتى / لم يجرد للعدى إذ ذاك نصلا
لم يكن شاهد حربا قط إلا / راح منه أهلها أسرى وقتلى
يا ابن عبد الله ما زلت لكم / رتب الأفلاك حقا مستقلّا
وأرجّي لكم ما لم يكن / يرتجيه لكم مولى ومولى
وفؤادي فلكم أعشارهُ / بوداد لست عنه أتخلّى
ومديحي كلّه فيكم وقد / تلي الدهر ومدحي ليس يبلى
مدح راقت وفاقت في الورى / أبد الآباد والأعصار تتلى
كل يوم غضبة منكم بها / كبدي جمر الفضا في الناس تصلى
ما الذي أذنبت حتى عاد لي / مهيعي حزنا وقدما كان سهلا
وعلى تقدير ذنب شنيع / اين عفو منك ما زال بظلا
أبجرم واحد يدحض لي / كل إحساني وأقلى ثمّ أجلى
أنت اعلى رتبة أن تنمحي / حسناتي أو تناساها وأعلى
مشمنا بي حاسدا لما يزل / يتمنى لي ما يلقاه جهلا
لا يرى ودّك إلا ملقاً / أو يرائي أبدا قولا وفعلا
لم يرم إلا انتفاعا بكم / وهو في جلسته مثل القرلي
إن رأى شرّاً معلى صاعداً / أو رأى خيرا إلى الأرض تدلى
عُد إلى أفضل ما عوّدتهُ / كرما غذّيته مذ كنت طفلا
لا يتجافاني بذنب واحد / كل حبر عالم في الناس زلّا
طاب منك الفرع حقاني العلى / ودليل الحق أن قد طبت أصلا
فضلت أخلاقكم كل الورى / زادك الله على الأيام فضلا
دعوا مقلتي تغفي إذا لم يكن وصل
دعوا مقلتي تغفي إذا لم يكن وصل / فما رقدني حرم ولا سهري حل
وإن لم أكن أهلا لما تسمحون به / من الجود والجدوى فأنتم له أهل
هبوا القلب صبرا إن بخلتم بزورة / فكل كريم لا يليق به البخل
فإني غريم للغرام موله / قتيل رمته منكم الحدق البخل
أيا ساكني أطلال جلق إنني / مدى الدهر لا أنسى هواكم ولا أسلو
منعتم عن العين القريحة فاغتدت / تجود بدمع فيضه أبدا هطل
نوالله لا أنفك من بعد بعدكم / تمرّ حباتي إذ غدت قبلها تحلو
وإني وتذكاري لياليا تصرّمت / بقربكم يعتادني للنوى خبل
بعدت عن الأهلين بعد فراقكم / ومالي بعد في هواكم ولا قبل
وصرت عدوّا وبعد ما كنت صاحبا / محبا وفي حبيكم عزني الأهل
سلام إذا هبّت صبا من جنابكم / ينشره بأن البيرق والأثل
تحيّة مشتاق على بعد داره / يرجي لقاكم وهو بالروح لا يغلو
سلوا هل سلا قلبي هواكم وهل به / سواكم وإن لم يبق قلب ولا عقل
سوى رمق إن دام ذا البعد والنوى / قضى وتولى لا فراق ولا وصل
ايا ساكني باب البريد تعطّفوا / على من به عن كل لذاته شغل
يجن إذا ما جن ليل وأنه / قتيل هوى لا يستقاد له قتل
لحا الله قلبي ما أشد حفاظه / أدام له وصل أم أنصرم الحبل
غدا بين حاليه وقد شطت النوى / وسدّت عليه دون وصلكم السبل
يملّ ثواء أن يدوم له النوى / ويرجو لقاء أن يسجتمع الشمل
وما دون ما أمّلته لقائكم / بلوغ منى يدنو ولا أمل يعلو
سوىي جود إبراهيم والملك الذي / فما فرعه الزاكي وقد كرم الأصل
فتى وعرّت طرق المعالي خلاله / على غيره إذ كل وعر له سهل
يجود إذا ما العام أغير مجدب / ويولي العطايا والحيا ليس ينهلّ
خلائق ما تنفكّ تولي فواضلا / تأثّل منها عنده المجد والفضل
ونفس تعاف العار حتى كأنّه / هو الثكل طعما أو غدا دونه الثكل
تجمع فيه العلم والحلم والتقى / وبذل الندى والخير والدين والعقل
فمن حلمه عفو ومن علمه حجا / ومن خيره بر ومن دينه عدل
ومعروفه جم وإحسانه الغنى / وفي ظله أمن وفي نطقه الفصل
فضائل لا تحصى إذا ريم حصرها / ويعجز من إحصاؤه القطر والرمل
به وضحت طرق المكارم والعلى / فما أن له في الناس شبه ولاشك
قؤول فعول للمكارم والندى / سريع وحسن القول أن يحسن الفعل
فيا أيّها المحمود في كلّ موقف / يرى الموت فيه والمثقف والنصل
شددت عرى ذا الدين منك بعزمة / قليل المنايا من وقائعها جزل
وأنقذت أهليه من الخوف والردى / بوقعاتك اللاتي يشيب لها الطفل
ملأت قلوب المشركين مهاية / بباسك حتى قد تغشاهم الذل
وقدت إليهم كل أروع باسل / له نغثات ليس ينفثها الصل
فما فتحت يوم الكريهة مقلة / لدى الروع إلا والسيفو لها كحل
أيا ملكا أدركت ما أرتجي به / وشرفت حتى لي بهام السها تجل
إذا كنت بي برا رؤوفا فإنما / رؤوس الأعادي ل ولم أرضها نعل
فإن تتخذني في الملمات تلقني / عليما بها إن راح غيري به جهل
خبير بما يأتي به الدهر حاذق / وأنفع ما لا تنفع الخيل والرجل
وأبقى لك المجد الرفيع على المدى / بشعر ستبلى بل ستحدى به البزل
فلا تسمعن عني مقالة كاذب / فما طاب إلا من يطيب له الأصل
أشفيت حر جوى ودمعك يهمل
أشفيت حر جوى ودمعك يهمل / يوم استقل فريقها المتحمّل
أم ظلت تسأل سالفا بسويقة / رفقاً وليس يجيب عما نسأل
مستخيراً بين المشقر واللوى / أين اطمأنت دارها والمنزل
افتلكم الأوطان أم أوطانها / درست معالمها الصبا والشمأل
سأطيع داعية الغرام بربعها / كلفا وأعصي من يلوم ويعذل
وأفيض عارض مدمعي في عرضها / إن ضنّ عنها العارض المتهلّل
كم قلتُ إني قد سلوت سفاهة / إن المحبّ يقول ما لا يفعل
كيف السلو وقد تملّك مهجتي / قاضٍ بفصل قضائه لا يعدل
لجّ العواذلُ في هواه وإنما / أصلى الهوى ما لجّ فيه العذّل
والحبّ فيه حلاوة ومرارة / وكذاك فيه تعزّز وتذلّل
كم لي أسائل دمع عين سائل / فيجيبني إن التصبّر أجمل
مالي وللظبي الغرير كأنّه / مفرىً بقتل العاشقين موكّل
ويلاه من نزقاته ومقاته / فلها ضرام في الأضالع تشعل
فيعزّ إذ لي في هواه تذلّل / وأدلّ حين له عليّ تدلّل
ما بحت لولا الدمع يظهر بعض ما / أخفيته لو أن ذلك يجمل
بأبي غزال كلما غازلته / أحيى بناظره العليل وأقتلُ
مشت الرسائل بيننا بلواحظ / مافي الضمائر والقلوب تحمل
أيام داعية الفراق خليّة / عنا ووجه وداده لي مقبل
واليوم أفضلُ كل شيء حبّه / عندي ولكن المعظّم أفضلُ
ملك له العلياء يت شادهُ / ربّ السماء وما بني لا ينقل
متسربل حلل المناقب محتب / للمكرمات فحبوة ما تحلل
عزم يقرب ما نأى وبديهة / للمشكلات وحلّها يتكفّل
فإذا أراد منَ الأمور أجلّها / أعطاه صفحته فبان المفصل
وأنت له الأقدار فيما رامهُ / ومضى بذلكم القضاء المنزل
تحلو مذاقتهُ إذا لا تيته / وتمرّ إن عاززتهُ وتبدّل
وجهان وجه في الكريهة باسل / يخشى ووجه للذي يتهلّل
لم ينجُ من سطوات بأسك معقل / يرقى ذراه ولا الأشمّ الأطول
من رمنه أوركنه عن بسطة / أو فرّ يوما علقته الأحبل
وكم اشتغلت وما شغلت عن العلى / إنّ اللئيم عن المكارم يشغل
ولقد بنيت لآل أيوب الألى / بيتا بنا وجه السماك الأعزل
بيتاً دعائمه على حبل العلى / ورست فوارعه فليست توصل
قد سدتهم علما وجوداً بعدما / سادوا الأنام إذا يعدّ الأوّل
من كل أزهرَ في المحافل يبتني / بالسيف مجداً بالفخار يؤثّل
غلبوا بأنّهم الفوارس في الوغى / والأكثرون حصابها والأفضل
يا أيّها الملك المعظّم إنّني / عن قصد بابك دائما لا أعدِل
بشرت نفسي حين زرتك بالغنى / ووثقت أنّى من نوالك أفضل
ما قادني إلا مروءتك التي / هي عصمة للأئذين ومعقل
أأرود أملاك البلاد ورفدهم / سفها وربع الجود فيهم ممحل
ولقد نهتني الأربعون وأصرخت / شيبي ففضي عندهنّ مميل
وعلام أطلب من سواك صبابةً / تولى ولي من جود كفّك منهل
أنا والعشيرة عائدون ببابكم / وعليك بعد إلهنا نتوكّل
كم قد وردت خضمّ جودك والندى / حججاً وعدت وجود حالي مخضل
فاسعد بما خلّدتُ فيك فإنّني / أنا بحتريّ علاك يا متوكّل
كل يوم لي من صدودك حاله
كل يوم لي من صدودك حاله / أنا منها حلف الضنى لا محالَه
عذلوني على هواك سفاها / وأخو الحزم من عصى عذّاله
قيل قد ضل فيه قلت محقّا / قد لعمري بعت الهدى بالضلاله
قد تكفّلت بالدموع وإنّي / لمليّ يوم النوى بالكفاله
وتولّيت في الغرام على العش / شاق دهرا وقد طلبت الإقاله
كيف يرجو البقاء في الحبّ من أص / بح منه بين القلى والملاله
من مجيري من العيون فقد أو / دت بقلبي سهامها القتّاله
يا لها فتكةً من السرب في حب / لي زرود وقد نصبن الحباله
فغدا القلب منهم في وثاقٍ / بغزال تغار منه الغزاله
قد تولّى حكم القلوب ولا يأ / خذ من عامليه فيها عماله
وأوصدغ ما فيه عطف وقدّ / ألفيّ تعتريه الإماله
أيّ قلب قلبي وقد صار في حك / م يديه لقد عرفت مآله
أيّها اللائمي على بدر تمّ / مستنير له من الحسن هاله
ويك قصّر عن الملام وذرني / عثرتي فيه ما لها من إقاله
أين قلبي من السلو وجفني / من رقاد بل كل ذاك مقاله
أيّ يوم أصغيت فيه إلى عذ / ل عذول لا نلت منه وصاله
وعداني جود المؤمّل سيف ال / دين ذي المجد والعلى والجلاله
ملك إن تعذّر الغيثُ حينا / لم تزل كفّه لنا هطّاله
ديمة من يديه بارقها البش / ر بآلاته وحسن الآياله
لست أدري ماذا أحدّث عنه / فضله المستطيل أم إفضاله
ضلّ من قال جوده يشبه البح / ر وما البحر منه إلا فضاله
من يكن حاز في المكارم جزءا / فهيَ قد سلّمت إليه كلالَه
صمّ سمعيّ بل خانني نور عيني / إن أرتني في العالمين مشاله
من أتاه يرجوه يحظ بجود / يرتجي العالمون منه نواله
زره وانطر مكارما تعجب الخل / ق إذا ما بثثت فيهم خلاله
واقصدنه تفر بمال وجاهٍ / وتعلّم أقوالهُ وفعالَه
حكم لا تريك حكمة لقما / ن لديها إلا كمثل العلاله
كل معنى إن سار في كل لفظ / فهو بدر يحوز فيه كماله
ولكم موقف بعثت إلى الأب / طال فيه من المنون رساله
حطت فيه حمى الشريعة لمّا / كاد أن تسرع الحتوف زياله
نلت بالباس والمهابة ما لم / يكن الفير بالبسالة ناله
قد توكّلت للعلى ثم أثبت / ت لما يستحقّ منها الوكاله
ليتَ دهري إذ خصّني منك بالقر / ب حباني بمدّة مستطاله
قائما من وظائف الشكر والحم / د بما تستحقّ منه الإطاله
لم يكن مقصدي سواك ولم أب / غ سوى أن أراك في كل حاله
سوف أثني على الزمان وإن أد / نى محلّي فسوف أعرفها له
لاعدائي ما جئت آمله من / ك ولا زلت بالغا آماله