القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو عُيَيْنة بن أبي عُيَيْنة الكل
المجموع : 2
ألا ما لعينِكَ معتَلَّه
ألا ما لعينِكَ معتَلَّه / وما لدموعك منهَلّه
وكيف بجرجان صبر امرىءٍ / وحيدٍ بها غيرِ ذي خلَّه
وأطوِل بليلك أطول به / إذا عسكرَ القومُ بالأثلَه
وراعكَ من خيلهِ حاشرٌ / من القومِ ليست لهُ قبلَه
يسوقُكَ نحوَهمُ مكرَهاً / وداودُ بالمصر في غفلَه
عروسٌ ينَعَّمُ من تحتهِ / سريرٌ ومن فوقهِ كلّه
وما مدنفٌ بين عوّادهِ / ينادي وفي سمعهِ ثقلَه
بأوجعَ منّي إذا قيلَ لي / تأهّب إلى الريِّ بالرحلَه
وما لي وللرَيِّ لولا الشَقا / ءُ إن كنتُ عنها لفي عزلَه
أكلَّفُ أجبالَها شاتِياً / على فرَسٍ أو على بغلَه
وأهوَنُ من ذاك لو سهَّلوهُ / ركوبُ القراقيرِ في دجلَه
تروحُ إلينا بها طربَةٌ / رواحَ الندامى إلى دلّه
أخالِدُ خُذ من يدي لطمَةً / تغيظُ ومن قدَمي ركلَه
جمَعتَ خصالَ الردى جملَة / وبعت خصالَ الندى جُملَه
فما لكَ في الخَيرِ من خلَّةٍ / وكَم لكَ في الشرِّ من خَلَّه
ولَمّا تناضَلَ أهلُ العُلى / نُضِلتَ فأذعَنتَ للنَضلّه
فَما لك في المجد يا خالِدٌ / مقَرطَسَةُ لا ولا خصلَه
وأسرَعتَ في هدمِ ما قد بنى / أبوكَ وأشياخُهُ قبلَه
وكانَت من النبعِ عيدانهُم / نضاراً وعودُكَ من أثلَه
فيا عجَباً نبعَةٌ أنبَتَت / خلافاً وريحانَةٌ بقلَه
ثيابُكَ للعيدِ مطوِيَّةٌ / وعِرضُك للشَتمِ والبِذلَه
أجَعتَ بنيكَ وأعرَيتَهُم / ولَم تؤتَ في ذاك من قِلّّه
إذا ما دعينا لقبضِ العطا / ءِ هيّأتَ كيسَكَ للغَلّّه
وجُلّةِ تمرٍ تغادى بها / فتأتي على آخرِ الجلّه
وتقصي بنيك وهم بالعرا / ء نزلُهُمُ الملح والملّه
ولو كان خبزٌ وتمرٌ لدَيكَ / لما طمعوا منكَ في فضلَه
وتصبِحُ تقلسُ عن تخمَةٍ / كأنّ جُشاءَكَ عن فجلَه
إذا الحيُّ راعهمُ رائِعٌ / فأوهَنُ من غادَةٍ طفلَه
ولَيثٌ يصولُ على قرنهِ / إذا ما دعيتَ إلى أكلَه
فلِلَّهِ درّك عند الخوا / نِ من فارسٍ صادقِ الحملَه
وإن جاءك الناسُ في حاجَةٍ / تفكّرتَ يومَينِ في العلّه
وتلقاهمُ أبداً كالحا / كأن قد عضَضتَ على بصلَه
فهذا نصيبيَ من خالدٍ / لكم هبة بتّة بتلَه
وإنّي لصحبتهِ مبغضٌ / ولا خيرَ في صحبَةِ السفلَه
أنا الفارغُ المشغولُ والشوق آفتني
أنا الفارغُ المشغولُ والشوق آفتني / فلا تسألوني عن فراغي وعن شغلي
عجبتُ لتَرك الحبّ دنيا خليَّةً / وإعراضهِ عنها وإقبالهِ قُبلي
وما بالُها لمّا كتبتُ تهاونَت / بكُتبي وقد أرسلت فانتهزت رسلي
وقد حلَفَت ألّا تخُطُّ بكَفِّها / إلى قابلٍ خطّاً إليّ ولا تملي
أبُخلاً علينا كلُّ ذا وقطيعةً / قضَيتُ لدُنيا بالقطيعةِ والبُخلِ
سلوا قلبَ دُنيا كيفَ أطلقَهُ الهَوى / فقَد كانَ في غُلٍّ وثيقٍ وفي كبلِ
فإن جحَدَت فاذكُر لها قصرَ معبَدٍ / بمنصف ما بين الأبُلَّةِ والحبلِ
وملعبنا في النهر والماء زاخر / قرينين كالغصنين فرعين في أصل
ومن حولنا الريحان غضا وفوقنا / ظلال من الكرم المعرش والنخل
إذا شئتُ مالت بي إليها كأنّني / إلى غصنِ بانٍ بينَ دعصَينِ من رملِ
لياليَ ألقاني الهوى فاستضفتها / فكانت ثناياها بلا حشمة نُزلي
وكم لَذّّةٍ لي في هواها وشهوة / وركضي إليها راكباً وعلى رجلي
وفي مأتَمِ المهدِيِّ زاحَمتُ ركنَها / برُكني وقد وطّنتُ نفسي على القتلِ
وبتنا على خوفٍ أسَكِّنُ قلبَها / بِيُسرايَ واليُمنى على قائمِ النصلِ
فيا طيبَ طعم العيشِ إذ هيَ جارَةٌ / وغذ نفسُها نفسي وإذ أهلُها أهلي
وإذ هيَ لا تعتَلُّ عنّي برقبَةٍ / ولا خوفِ عينٍ من وشاةٍ ولا بعلِ
فقد عفَتِ الآثارُ بيني وبينَها / وقد أوحشَت منّي إلى دارِها سبلي
ولمّا بلوتُ الحبَ بعد فراقِها / قضَيتُ على أمِّ المحبّينَ بالثكلِ
وأصبَحتُ معزولاً وقد كنتُ والياً / وشتّانَ ما بينَ الولايةِ والعَزلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025