المجموع : 54
بِلا غَيْبَةٍ لِلْبَدْرِ وَجْهُكَ أَجْمَلُ
بِلا غَيْبَةٍ لِلْبَدْرِ وَجْهُكَ أَجْمَلُ / وَمَا أَنَا فِيما قُلْتُهُ مُتَجَمِّلُ
وَلا عَيْبَ عِنْدِي فيكَ لَوْلا صِيَانة / لَدَيْكَ بِها كُلُّ امْرِىءٍ يَتَبذَّلُ
وَحَجْبُكَ حَتّى لَوْ عَن الحُجْبِ تَتَّقي / حِجاباً ولا تَبْدُو لَهَا كُنْتَ تَفْعَلُ
لِحاظُكَ أَسْيافٌ ذُكُورٌ فَما لَها / كَمَا زَعَمُوا مِثْلَ الأَرَامِلِ تَغْزِلُ
وَمَا بالُ بُرْهَان العِذَارِ مُسَلِّماً / وَيَلْزَمُهُ دَورٌ وَفيهِ تَسَلْسُلُ
وَعَهْدِي أَنّ الشَّمْسَ بِالصَّحْوِ آذَنَتْ / فَمَا بالُ سُكْرِي مِنْ مُحَيَّاكَ يُقَبِلُ
كَأَنَّكَ لَمْ تُخْلَقْ لِغَيْرِ نَواظِرٍ / تُسَهِّدها وَجْداً وَقَلْباً تُعلِّلُ
عَليَّ ضَمانٌ أَنَّ طَرْفَكَ لا يَرى / مِن الحُسْنِ شَيْئاً عِنْدَ غَيْرِكَ يَجْمُلُ
وأَنَّ قُلوبَ العاشِقينَ وَإِنْ تَجُرْ / عَلَيها إلى سُلْوانِهَا لَيْسَ تَعْدِلُ
حَبيبِي لِيَهْنَ الحُسْنُ أَنَّكَ حُزْتَهُ / ويَهْنَ فُؤَادي أَنَّهُ لَكَ مَنْزِلُ
إذَا كُنْتَ ذا ودٍّ صَحيحٍ فَلَمْ يَكُنْ / يَضرُّ بِي العُذَّالُ حَيْثُ تَقَوَّلُوا
رَأَوْا مِنْكَ حَظّي في المَحَبَّةِ وَافِراً / لِذَا حَرَّفوا عَنِّي الحَدِيثَ وَأَوَّلوا
حَلَلْتَ بِأَحْشَاءٍ لَها مِنكَ قَاتِلُ
حَلَلْتَ بِأَحْشَاءٍ لَها مِنكَ قَاتِلُ / فَهَلْ أَنْتَ فِيهَا نَازِلٌ أَوْ مُنازِلُ
أَرَى اللَّيْلَ مُذْ حُجِّبْتَ مَا حَالَ لَوْنُهُ / عَلى أَنّهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ حَائِلُ
وَمَا كُنْتُ مَجْنُونَ الهَوَى قَبْلَ أَنْ يُرَى / لِقَلْبي مِنْ صُدْغَيْكَ فِي الأَسْرِ عَاقِلُ
وَلَوْلا سِنَانٌ مِنْ لِحاظِكَ قاتِلٌ / لَما كُنْتُ أَدْرِي أَنّ طَرْفَكَ ذابِلُ
وَلِمْ لا يَصِحُّ الوَجْدُ فِيكَ ونَاظِري / لِنَسْخَةِ حُسْنٍ مِنْ سَناكَ يُقَابِلُ
وَلِي مَنْطِقٌ مِنْ نَحْوِ شَوْقي أَصولُه / بِعِلْمِ المعاني مِنْ خِلافِكَ شَاغِلُ
أَيُسْعِدُني يا طَلْعَةَ البَدْرِ طَالِعٌ / وَمِنْ شَقْوتي حَظٌّ بِخَدَّيكَ نَازِلُ
بَخِلْتَ وَلَمْ تَسْمَعْ فَمَا مِنْكَ نائِلٌ / وَصَانَكَ إِعْراضٌ فَمَا لَكَ نائِلُ
وَلَوْ أَنَّ قِسّاً واصِفٌ مِنْكَ وَجْنةً / لأَعَجَزَهُ نَبْتٌ بِهَا وهْوَ باقِلُ
وَلِي مِنْكَ عَرْفٌ مِنْ وِدَادِكَ عاطِرٌ / وَحَاليَ مِنْ عِرْفَانِ وَصْلِكَ عَاطِلُ
عَلَى كُلِّ أَمْرٍ مِنْكَ عَوْنٌ فَرُبَّما / يُعينُ الَّذي أَبْلى بِما أَنْتَ فَاعِلُ
وَبي ساحِرٌ في اللَّحْظِ لِلخَدِّ حارِسٌ / وذَابِلُ أَعْطافٍ لِدَمْعِي باذِلُ
وَشَعْرٍ كَليْلِي كانَ طُولاً فَما لَهُ / قَصيراً كَحَظِّي هَلْ لِذَاكَ دَلائِلُ
نَعم قَدْ تَناهى في الظَّلامِ تَطاوُلاً / وَعِنْدَ التَّنَاهِي يَقْصُر المُتطاوِلُ
كَيْفَ يُصْغي لِعاذِلٍ أَوْ يَميلُ
كَيْفَ يُصْغي لِعاذِلٍ أَوْ يَميلُ / مُغْرَمٌ شَفَّهُ ضَنىً وَنُحولُ
لِيَ شُغْلٌ بِالحُبّ حَتَّى عَنِ الحُب / بِ فَماذَا عَسَى يَقولُ العَذُولُ
إِنّ لِلحُبّ مَعْرِكاً يَسْخَطُ القَا / تِلُ فيهِ وَيَرْتَضي المَقْتُولُ
يا مَلُولاً وَمَالِكاً ما الَّذي يَصْ / نَعُ فِيكَ المَمْلُوكُ وَالمَمْلُولُ
دُونَ نَيْلِ الوِصَالِ مِنْكَ خُطُوبٌ / كُلَّما خِلْتُهَا تَهُونُ تَهُولُ
لِلسُّيوفِ الحدادِ ضَرْبٌ وللسُّم / رِ طِعانٌ وَللجِيادِ صَهِيلُ
أَيْنَ راحُ الوِصالِ بَلْ أَيْنَ كانَ ال / هَجْرُ بَلْ كَيْفَ لِلدنوِّ سَبيلُ
إِنْ شَكَا الطَّرْفُ باكِياً طُولَ لَيْلٍ / قُلْتُ مَهْلاً لَيْلُ الشِّتاءِ طَوِيلُ
ما مُعيني عَلى الهَوَى غَيرُ نَدْبٍ / هُوَ فِي الحَادِثاتِ لَيثٌ يَصُولُ
وَلِمنْ حَارب الزَّمانَ حُسامٌ / وَلِمنْ حَاوَلَ الإخَاءَ خَليلُ
يَا كَثيرَ الإحْسانِ إِنَّ كَثيرَ ال / مَدْحِ فيما حَويْتَهُ لَقَلِيلُ
وَكَريمَ الإحسان ما ضَرَّكَ الدَّهْ / رُ إِذَا ما وَافاكَ وَهْوَ بَخيلُ
لِي شُهودٌ مِنَ الوَفاءِ عُدولٌ / أَنَّنِي عن هَواكَ ما لِي عُدُولُ
لا تَلُمْنِي إن كُنْتُ قَصَّرْتُ في المَدْ / حِ فَعُذْرِي عِنْدَ الوَرى مَقْبُولُ
هَلْ يُحيطُ اللِّسانُ مِنْكَ بِوَصْفٍ / فِيهِ يَفْنَى المَنْقُولُ وَالمَعْقُولُ
مَلامُكَ لا رَبْطٌ لَدَيْهِ وَلاَ حَلُّ
مَلامُكَ لا رَبْطٌ لَدَيْهِ وَلاَ حَلُّ / دَمِي لِلْهَوى إِنْ كَانَ يُرْضِي الهَوَى حِلُّ
إِلَيْكَ وَمَا مَوَّهْتَ عَنِّي فإِنَّما ال / تَجَاهُلُ عِنْدَ العارِفينَ بهِ جَهْلُ
بِرُوحي وَأَهْلي مَنْ إِذَا عَرضُوا لَهَا / بِذِكْرِي قَالتْ دُونَهُ الرُّوحُ والأَهْلُ
تُحِدِّثَ في النَّادِي بِذكْرِي وَذِكْرِها / وَصار لأَهْلِ الحَيِّ مِنْ ذِكْرنا شُغْلُ
وَمَا الحُبَّ إِلّا أَنْ يُقِلُّوا وَيُكْثِروا / بِنَا وَيَصِحُّوا في الظُّنُونِ وَيَعْتَلُّوا
أَبتْ رِقّتي إِلّا الَّذي يَقْتَضِي الهَوَى / وَعَزْمِي إِلّا ما اقْتَضَى الرَّأيُ والعَقْلُ
فَواعَجَباً أَنّي خَفِيتُ وَلَمْ أَبِنْ / وَقَدْ رَاحَ مَمْلُوءً بِي الحَزْنُ والسَّهْلُ
طَريدٌ وَلِي مَأْوىً مُباحٌ وَلِي حِمىً / وَحِيدٌ وَلِي صَحْبٌ غَريبٌ وَلِي أَهْلُ
سَأَجْهَدُ إِمَّا لِلمَنايا أَو المُنَى / قُصَاراي إِمّا النَّصْرُ أَو ما جَنَى النَّصْلُ
فإِنْ لَمْ تَصِلْ بِي هِمَّتي بِمَطالِبي / وَلَمْ يَنْتَسِجْ للشَّيْبِ في لِمَّتي غَزْلُ
فَلا نَظَرتْ عَيْني وَلا فَاهَ مِقْوَلي / وَلا بَطَشَتْ كَفِّي وَلا سَعَتِ الرِّجْلُ
وَمَنْ عَرَفَ الأَمْرَ الَّذي أَنا عارِفٌ / رَأَى كُلَّ صَعْبٍ كُلّ إِدْراكِهِ سَهْلُ
خُذِ العِزِّ مِنْ أَيّ الوُجُوه رَأَيْتَهُ / فَلا خَيْرَ في عَيْشٍ يَكونُ بِهِ الذُّلُّ
وَلِلمَرْءِ مِنْ دَاعِي الطَّبِيعَةِ قائِدٌ / إذَا لَمْ يَذده دُونَهُ الحلْمُ والنُّبْلُ
مِنَ التُّربِ هذا الطَّبْعُ والنَّفْسُ مِنْ عُلاً / فَلِلْمَرْءِ أَنْ يَدْنُو وَلِلْمَرْءِ أَنْ يَعْلُو
قُلْ لِي بِعَيْشِكَ هَلْ عَلى هَذا الجَفَا
قُلْ لِي بِعَيْشِكَ هَلْ عَلى هَذا الجَفَا / تَبْقَى قُلُوبٌ أَوْ تَدُومُ عُقولُ
ما بالُ خَدّكَ جَارَ في تَقْسِيمِهِ / لِي نارُهُ وَلِغَيْرِيَ التَّقْبِيلُ
يا طَرْفَهُ والرُّمْحُ فيه نَضَارَةٌ / فَعلامَ فِي حَدِّ السِّنانِ ذُبُولُ
يا مَنْ جَعَلْتُ إِخاءَهُ لِي عُدَّةً / فِي يَوْمِ يَدَّخِرُالخَلِيلَ خليلُ
مَا بَالُ قَلْبكَ ما دَعَتْهُ صَبابةٌ / مَا بَالُ دَمْعكَ ما عَراه هُمُولُ
أَيْنَ المَودَّةُ إِنَّهَا لَعزِيزةٌ / أَيْنَ التَّودُّدُ إِنَّهُ لَقَليلُ
أَيْنَ المُعينُ عَلى الصَّبَابةِ أَهْلَها / لِيَخِفَّ عِبْءُ الوَجْدِ فَهْوَ ثَقِيلُ
أَيْنَ الَّذي يَحْوي صِفَات مُحَمَّدٍ / هَيْهاتَ عَزَّ فَما إِلَيهِ سَبِيلُ
أَرِحْ يَمِينَكَ مِمَّا أَنْتَ مُعْتَقِلُ
أَرِحْ يَمِينَكَ مِمَّا أَنْتَ مُعْتَقِلُ / أَمْضَى الأَسِنَّةِ ما فُولاذُهُ الكَحَلُ
يَا مَنْ يُرِيني المَنَايَا وَاسْمُهَا نَظَرٌ / مِنَ السُّيوفِ المَواضِي وَاسْمُهَا مُقَلُ
ما بالُ أَلحاظكَ المَرْضَى تُحارِبُني / كَأَنَّما كُلُّ لَحْظٍ فَارِسٌ بَطلُ
وَمَا لِقَوْمِكَ سَاءَتْ بِي ظُنُونُهُم / فَلَيْتَهُمْ عَلِمُوا مِنِّي الَّذي جَهِلُوا
في ذِمّةِ اللَّهِ ناءٍ حُسْنُه أَمَمٌ / وَفَارِغُ القَلْبِ في قَلْبِي بِهِ شُغلُ
مِنْ دُونِهِ كُثُبٌ مِنْ دُونِهَا حَرَسٌ / مِنْ دُونِهِ قُضُبٌ مِنْ دُونِهَا الأَسَلُ
وَمَعْشَرٍ لَمْ تَزَلْ في الحَرْبِ بِيضُهُمُ / حُمْرَ الخُدودِ وَمَا مِنْ شَأنِهَا الخَجَلُ
إِذَا انْتَضَوْهَا بُروقاً رَدَّهَا سُحُباً / بِهَا دَمٌ سَالَ مِنْهَا عارِضٌ هَطِلُ
يُثْنِي حَديثُ الوَغَى أَعْطافَهُمْ طَرَباً / كَأَنَّ ذِكْرَ المَنَايا بَيْنَهُمْ غَزَلُ
كَمْ نَارِ حَرْبٍ بِهِمْ شَبَّتْ وَهُمْ سُحبٌ / وَأَرْضِ قَوْمٍ بِهِمْ فَاضَتْ وَهُمْ شُعَلُ
مِنْ كُلِّ ذِي طُرَّةٍ سَوْدَاءَ يَلْبَسُهَا / غَيْمٌ بِهَا مِنْ عُبابِ النَّقْعِ مُتَّصِلُ
ضَاءَتْ بِحُسْنِهِم تِلْكَ الخِيامُ كَمَا / ضَاءتْ بِوَجْهِ ابن عَبْدِ الظَّاهِر الدُّوَلُ
كَأَنَّما كَفُّ فَتْحِ الدِّين وَجْنتُهُ / لِذَاكَ يَحْسُن في سَاحَاتِهَا القُبَلُ
أَغرُّ ما أَبْدَتِ السُّحْبُ الحَيا لِسِوَى / تَقْصِيرِهَا عَنْ نَداهُ حِينَ يَنْهَمِلُ
إِنْ قُلْتُ يُمْنَاهُ مِثْلُ البَحْرِ صَدَّقني / بِهَا مَناهِلُ مِنْهَا تَشْرَبُ القُبُلُ
يَدٌ لَهَا كَمْ يدٍ مِنْ قَبْلِها سَبَقَتْ / يَدٌ وَكَمْ مِنْ يَدٍ مِنْ بَعْدِهَا تَصِلُ
تُوحي إلى كلّ قِرطاسٍ بَلاَغَتُهُ / سِحْرُ البيانِ وَمِنْ أَقْلاَمِهِ الرُّسُلُ
سُمْرٌ تَرُوقُكَ رَأْيَ العَيْنِ عَارِيةً / وَمِنْ بَديعِ مَعانيهِ لَهَا حُلَلُ
مِنَ الأَسنَّةِ فِي أَطْرافِهَا سِنَةٌ / لَوْلا النَّضارَةِ قُلْنَا إِنَّهَا ذَبلُ
مِنْ كُلّ مُعْتَدِلٍ كَالمِيلِ إِنْ رَمَدَتْ / عَيْنُ المَعالِي فَفِيها نَقْسُه كَحَلُ
فَللعِدَاةِ لَدَيْهِ كُلّ ما حَذِرُوا / وَلِلْعُفَاةِ عَلْيِه كُلّ مَا سَأَلُوا
أَضْحَتْ يَداهُ لِعِقْدِ الجُودِ وَاسِطةً / فَلَيْسَ يُدْرَى لِجُودٍ بَعْدَهَا عَطَلُ
يَجُودُ حَتّى يَملَّ النّاسُ أَنْعُمَهُ / وَلَيْسَ يُدْرِكُه مِنْ بَذْلِهَا مَلَلُ
سَادَتْ وَسَارَتْ بِهَا الأَفْواهُ مُعْلِنةً / فَقَدْ غَدَتْ مَثَلاً يَغْدُو بِهَا المَثَلُ
بَنَى لأَبْنَائِهِ بَيْتَ العُلَى وَثَوَى / فِيما بَناهُ لَهُ آباؤُهُ الأُوَلُ
كَانوا أَتمَّ الوَرَى جُوداً وإِنْ صَمَتُوا / وَأَعْظَمَ النَّاسِ أَحْلاماً وَإِنْ جَهِلُوا
زَالُوا فأُوْدِعَ في الأَسْمَاع ذِكْرُهُمُ / مَحَاسِناً أُوْدِعتها قَبْلَهَا المُقَلُ
امْدَحْ وَقُلْ في مَعَانيهِ فَقَدْ كَرُمَتْ / لا يَحْسُنُ القَوْلُ حَتَّى يَحْسُنُ العَمَلُ
يَا مَعْدِنَ الجُودِ لا أَبْغِي سِوَاكَ وَلَوْ / فَعَلْتُ ذَلِكَ سُدَّت عَنِّيَ السُّبُلُ
إِن ابْنَ بابِكَ مَحْسُوبٌ عَلَيكَ وَلِي / حَقُّ العبودة مَشْفُوعٌ بِهِ الأَمَلُ
مَتى بِالقُرْبِ يُخْبرني الرَّسُولُ
مَتى بِالقُرْبِ يُخْبرني الرَّسُولُ / وَيَسْمَحُ بِاللّقا دَهْرٌ بَخِيلُ
وَيَرْجِعُ فِيكَ سَتْرُ الحُبِّ جَهْراً / وَيُشفى مِنْكَ بِالوَصْلِ الغَليلُ
وِدَادٌ لاَ تُغيِّرهُ اللَّيالي / وَحُبٌّ لا يُنَهْنِههُ العَذولُ
وَعَهْدٌ كُنْتَ تَعْهَدهُ صَحيحٌ / وَقَلْبٌ كُنْتَ تَسْكُنُهُ عَليلُ
وَمَا بَيْنَ الضُّلوعِ إِلَيْكَ شَوْقٌ / تَزولُ الرّاسِياتُ وَلا يَزُولُ
أَلا يا ظاعِناً هَلْ مِنْ رُجُوعٍ / فَتَجْمَعُنَا المنازِلُ والطُّلولُ
فَقَدْ فَقَدَ الكرى جَفْنٌ قَريحٌ / وَقَدْ ألِفَ الضَّنَا جِسْمٌ نَحيلُ
وصبُّكَ قَدْ قَضَى شَوْقاً وَوَجْداً / يَكونُ لِوَجْهِكَ العُمْرُ الطَّويلُ
تِهْ كَيْفَ شِئْتَ فَلِلْحَبيبِ تَدلُّلُ
تِهْ كَيْفَ شِئْتَ فَلِلْحَبيبِ تَدلُّلُ / وَلِصَبِّهِ المُضْنَى إِلَيْهِ تَذَلُّلُ
وَاحْكُمْ بِمَا تَرْضَى فَأَنْتَ أَحَقُّ مَنْ / مَلكَ الفُؤَادَ يَجورُ فيهِ ويَعْدِلُ
إِنّي وإِنْ عَذَلُوا عَلَيْكَ وأَطْنَبُوا / لَتَزيدُ أَشْواقِي إِلَيْكَ العُذَّلُ
لكِنَّني أُبْدِي السُّلوَّ تَجمُّلاً / لِلعاذِلينَ ولِلْمُحبِّ تَجَمُّلُ
وَإِلَيْكَ أَوّل ما انْثَنَيْتُ مع الهَوَى / إِنَّ الحبيبَ هُوَ الحبيبُ الأَوّلُ
يا مَنْ يَصونُ عَنِ العُيونِ تَحرُّزاً / حُسْناً عَلَيهِ كُلُّ رُوحٍ تُبْذَلُ
كَمْ ذا أَلينُ وتَعْتَريكَ قَساوَةٌ / وَإِلامَ أَسْمَحُ بِالوِصَالِ وَتَبْخَلُ
يا مَعْدِنَ الآمَالِ أَيْنَ لِعاشِقٍ / كَلِفٍ بِحُبِّكَ عَنْ جَمالِكَ معدِلُ
كَمْ يَشْمَتُ بي في حُبِّكَ العُذَّالُ
كَمْ يَشْمَتُ بي في حُبِّكَ العُذَّالُ / كَمْ يَكْثُرُ فِيكَ القِيلُ بي وَالقَالُ
الصَّبْرُ بِكُلِّ حَالةٍ أَلْيَقُ بِي / أَحْتاجُ أُدَارِيكَ وَيَمْشِي الحَالُ
بِمُهْجَتي سُلطانَ حُسْنٍ غَدَا
بِمُهْجَتي سُلطانَ حُسْنٍ غَدَا / يَجُوزُ في الحُبِّ وَلا يَعْدِلُ
يا عاشِقيه إحْذَرُوا صُدْغَهُ / فَهوَ الحَشِيشي الَّذي يَقْتُلُ
فَدَيْتُك كَمْ عَلَيَّ عَلَيْكَ عَذْلُ
فَدَيْتُك كَمْ عَلَيَّ عَلَيْكَ عَذْلُ / وَلَيْسَ لَدَيْكَ لِلْعُشّاقِ عَدْلُ
وَكَمْ أَطْوِى إِذَا وَافَيْتَ شَوْقاً / كَأَنِّي عِنْدَ شَمْسِ سَنَاكَ ظِلُّ
وِصَالُكَ مُضمِرٌ لِلْعَبْدِ هَجْرٌ / وَهَجْرُكَ مُظْهِرٌ لِلودّ وَصْلُ
حَبيبي كَيْفَ قِيلَ الشَّعْرُ فَرْعٌ / وَشَعْرُكَ لِلْمَلاحَةِ فِيكَ أَصْلُ
بِرُوحِي مَنْ عَلَى خَدَّيْهِ وَرْدٌ / سَقَاهُ بِأَدْمُعِي وَبْلٌ وَطَلُّ
شَبِيهُ الرِّيمِ ضَنَّ بِطيبِ وَصْلٍ / فَحَدِّثْ عَنْ كَرِيمٍ فيهِ بُخْلُ
إذَا حَاولْتُ حَلَّ البَنْدِ قَالَتْ / مَعَاطِفُه حِمَانا لا يُحَلُّ
وَإِنْ جُلِيَتْ بِوَجْنَتِهِ مُدامٌ / يُرى لِعذارهِ دَوْرٌ وَنَزْلُ
وَأَرْسَلَ صُدْغهُ عَرْفاً نِثَاراً / بِخدٍّ مَا لَهُ فِي الوَرْدِ مِثْلُ
فَلَيْسَ الفَضْلُ والحَسنُ بنُ سَهْلٍ / وَإِنْ يَكُ فِيهما مَنْحٌ وَبَذْلُ
كَجُودِكَ أَوْ كَخُلْقِكَ يَوْمَ سِلْمٍ / فَذَا فَضْلٌ وَذَا حَسنٌ وسَهْلُ
هاتِ قُلْ لي كَمِ الجَفَا والدَّلالُ
هاتِ قُلْ لي كَمِ الجَفَا والدَّلالُ / لَسْتَ مِمَّنْ يُمْسِي لَدَيْهِ مُحَالُ
لَوْ أَردْتَ الوِصَالَ مَا صَدَّكَ ال / واشِي ولا رَدّ عَزْمَكَ العُذَّالُ
أَنا لي مِنْكَ قَسْوَةٌ وَصُدودٌ / وَلغَيْرِي تَعَطُّفٌ وَوِصَالُ
دَعْ دَلالَ الجمالِ وَانْصِفْ وَقُلْ لي / أَيُّ شَيءٍ مِنَ الصُّدودِ حَلالُ
أَنا ذاك الَّذي عَهِدْتَ وَإِنْ حَا / لَ تَجَنِّيكَ بَيْنَنا وَالمَلالُ
يا كَحِيلَ الجُفُونِ لي فِيكَ جَفْنٌ / ما لَهُ مِنْ سِوَى السُّهَادِ اكْتِحَالُ
لِي مِنْ جَمالِكَ شَاهِدٌ وَكَفِيلُ
لِي مِنْ جَمالِكَ شَاهِدٌ وَكَفِيلُ / أَنّي عَنِ الأَشْوَاقِ لَسْتُ أَحُولُ
يَا مَنْ تقاصَر لَيْلُهُ لِسُرورِهِ / لَيْلِي كَمَا شَاءَ الغَرامُ طَويلُ
غَادَرْتني بِحشىً تَذُوب وَمُقْلةٍ / عَبْرَى وَقلْبٍ حَظُّه التَّعْلِيلُ
في كُلِّ جَفْنٍ لِلتَّسَهُّدِ مَوْطِنٌ / وَبِكُلِّ خَدٍّ لِلدُّمُوعِ مَسِيلُ
بِأَبِي وَمَا مَلَكَتْ يَدِي مَنْ سُمْتُهُ
بِأَبِي وَمَا مَلَكَتْ يَدِي مَنْ سُمْتُهُ / وَصْلاً فَلَمْ يَكُ لِي إِلَيهِ وُصُولُ
يَهْوَى الخِلافَ وَقَدْ هَويْتُ مَقالَ لا / إِذْ لَمْ يَزَلْ أَبداً بِفيهِ يَجُولُ
يا بِأَبي مَعاطِفٌ وَأَعْيُن
يا بِأَبي مَعاطِفٌ وَأَعْيُن / يَصُونُ مِنْهَا رَامِحٌ وَنَابِلُ
فَهذِهِ ذَوابِلٌ نَواضِرٌ / وَهَذِهِ نَواظِرٌ ذَوابِلُ
مَا لامَهُ عَليكُمُ عَذُولُهُ
مَا لامَهُ عَليكُمُ عَذُولُهُ / إِلّا وَزادَ نَحْوَكُمْ عُدُولُهُ
مُغْرَى الفُؤَادِ صَبُّه عانِي الحَشَا / أَسيرُه مُضْنَى الهَوى عَلِيلُهُ
قَدْ أَوْقَعَت عُيونُه فُؤادَهُ / في عَثْرةٍ فَمَنْ لَهُ يُقِيلُهُ
وَافى بِشَوْقٍ نَحْوَكُمْ مَدِيدُهُ / سَرِيعُ وَجدٍ فِيكُمُ طَوِيلُهُ
فَمَا الَّذي يُضيرُ قُدْسَ وَصْلِكُمْ / أَن الَّذي هَامَ بِكُمْ خَلِيلُهُ
وَاعَجباً والقَلْبُ يَشْكُو وَحْشةً / إِلَيْكُم وَأَنتمُُ حُلُولُهُ
وَبِي رَشِيقُ القَدِّ لا يَعْطِفُه / تَعَطُّفٌّ نَحوي وَلا يُمِيلُهُ
لا وَاخَذَ اللَّهُ بِدَمْعِي خَدَّهُ / فَهُوَ الَّذي أَسالَهُ أَسيلُهُ
فَلِلْقَنَا وَلِلنَّقا قَوامُهُ / وَللظُّبى وَلِلظِّبا كَحيلُهُ
عَجِبْتُ مِنْهُ إذْ بَدا جَمالُهُ / لِنَاظري كَيْفَ اخْتَفَى جَمِيلُهُ
إنْ ناظَرُوا نَاظِرَهُ فِي قَتْلَتِي / يَقومُ مِنْ دَلالِهِ دَليلُهُ
جَارَ فَهَيْهَاتَ يُرَى عَدْلُهُ
جَارَ فَهَيْهَاتَ يُرَى عَدْلُهُ / أَوْ يُرتَجى بَعْدَ الجَفَا وَصْلُهُ
أَهَكَذا بِاللَّهِ أَخْلاقُهُ / في الحُبِّ أَمْ عَلَّمَهُ أَهْلُهُ
يا مَنْ حَكَى لَوْنَ الدُّجَى فَرْعُهُ / قُلْ لِي هِجْرانُكَ ما أَصْلُهُ
أَطَلْتَ في الحُبِّ تَجَنِّيكَ وال / مَوْتُ وَلا هذا الجَفَا كُلُّهُ
وَاعَجباً مِنْ عَاذِلٍ لَمْ يَزَلْ / يَحْدُو فُؤادِي لِلْهَوى عَذلُهُ
يا ذا الَّذي يَطْمَعُ في سَلْوَتي / أَهكذا قالَ لَهُ عَقْلُهُ
وَشادنٍ يَسْلُب العُقُولَ وَلا
وَشادنٍ يَسْلُب العُقُولَ وَلا / يُمْهِلُهَا في الهَوَى فَيُهْمِلُهَا
تَغْزِلُ ألحاظُه وَكَمْ فَتكَتْ / في القلبِ مَنْ رَاقَهُ تَأَمُّلُهَا
جَدِيدةُ السِّحْرِ لم تَزلْ أَبداً / حَدِيثُها في الهَوَى وَمَغْزَلُها
فَدَتْكَ نُفُوسٌ قَدْ حَلا بِكَ حَالُهَا
فَدَتْكَ نُفُوسٌ قَدْ حَلا بِكَ حَالُهَا / وَأَضْحَى صَحِيحاً فِي هَواكَ اعْتِلالُها
مَلكْتَ قُلوبَ العَاشِقينَ بِطَلْعَةٍ / يَرُوقُ جَمِيعَ الناظِرينَ جَمالُهَا
وَزَادَ بِكَ الحُسْنُ البَديعُ نَضارةً / كأَنَّكَ في وَجْهِ المَلاحَةِ خَالُها
سَلَبْتَ فُؤادَ الصَّبِّ مِنْكَ بِقَامَةٍ / حَكَى الغُصْن مِنْهَا مَيْلَهَا وَاعْتِدَالَهَا
فَصِلْ مُغْرَماً حَمَّلْتَهُ مِنْكَ في الهَوَى / بَلابِل وَجْدٍ لا يُطَاقُ احْتِمالُهَا
عَنَّ لي دُمْيَةً وَلاحَ هِلالا / وَانْثَنَى صُعْدَةً وَفرَّ عَزَالا
فَتَذَلَّلتُ حِينَ أَبْدَى دَلالاً / وَرأى رُخْصَ أَدْمُعِي فَتَغَالا
يا غَنِيّاً بِالحُسْنِ أَسأَلكَ الوَصْ / لَ وَحَاشَاكَ أَنْ تَرُدَّ السُّؤالا
رَشأٌ قَدْ أَطعْتُ فيهِ غَرامِي / وَعَصَيْتُ اللُّوَّامَ وَالعُذَّالا
قَتلتْنِي جُفونُهُ وَهْيَ مَرضَى / سَلَبَتْنِي قِوايَ وَهيَ كَسالا
كانَ ما كانَ وزَالا
كانَ ما كانَ وزَالا / فَاطَّرِحْ قِيلَ وَقَالا
أَيُّها العاتِبُ ظُلْماً / حَسْبُكَ اللَّهُ تَعالَى