المجموع : 17
أتطلّب الانصاف من غير منصف
أتطلّب الانصاف من غير منصف / ومن ظالم هيهات ما الكحل الكحل
يغرك آل تبتغي منه مورداً / وذو اللبّ عن دعوى المحال له شغل
وتبغي بغير الجدّ أن تطلب العلى / ودون اجتناء النحل ما جنت النحل
فإن كنت ذا رأيٍ فكن ذا حفيظة / فما الجبن من طبع الكريم ولا البخل
إذا الحر لاقى الحادثات فإنه / بمزدحم ليث وفي حذر وعل
رعى اللَه رأياً عن يد الحزم رامياً / وقلباً به عن كلّ نائبة نبل
وآل عليّ فاتخذهم وسيلة / فإنهم روح البسيطة والعقل
ولا تتخذ إلا حماهم وقاية / بهم تكشف الأهوال إن زلت النعل
بكم آل بيت المصطفى ميّز الهدى / عن الغيِّ والتوحيد والفضل والعدل
فكل أخي فضل ومجد وأن علا / فمفخرهم بعض وعندكم الكل
وإن قيس جدواكم بجدوى سواكم / فجودكم يمّ ومن بعضه الوبل
وما سيّد يعلو على متن منبر / ليهدي الورى إلا لذكركم يتلو
وقربكم من كلّ لاسبه رقىً / وقولكم فصل وحبلكم وصل
وحبكم سعد وبغضكم شقاً / بذا حكم التنزيل والعقل والنقل
لقد خيّب الساعي إذا أمّ غيركم / إذا لم يفز فيكم فلا أجملت جمل
سفينة نوح للنجاة ورفدكم / هو الخصب للدنيا إذا أعوز المحل
وعلمكم ما لا يحاط بوصفه / لقد ضاق عنه اليم والوعر والسهل
بأيِّ جناية منع الوصال
بأيِّ جناية منع الوصال / أبخل بالمليحة أم دلال
تحرِّم أن تمَسَّ النوم عيني / مخافة أن يمرَّ بها خيال
وفي الركب اليمانيّين خشف / بحبات القلوب له اكتحال
يغصّ شتيته بنمير عذبٍ / لكلّ من عذوبته اشتعال
قرأت السحر من عيني غرير / يترجم عنهما السحر الحلال
ويثمر غصنه قمراً منيراً / قليل أن يقال له كمال
يميناً إن في برديه نشرا / كما هبت بغالية شمال
وفي ديباجيته فتات مسك / يقال لها بزعم الناس خال
وفي عينيه نرجسة ذبول / تعلّق بالقلوب لها ذبال
وفي الحدق المراض بدا عجيب / شفاء للنواظر واعتلال
يمج لعابه عسلا وخمراً / تفانت في طلابهما الرجال
وفيه كل جاذبة إليه / إلا للّه ما صنع الجمال
وقالوا لو سلا لأصاب رشداً / لقد كذبوا وبئس القول قالوا
أتحسب أنّ بعد الدار يسلي / نعم للعاشقين به انسلال
ويوم مثل أجياد العذارى / يقلده من البيض الوصال
شربت به على نغم الأغاني / عقارا للقلوب بها اعتقال
هواء في الاكفّ له جمود / وتبر في الزجاج له انحلال
حللنا تحت حلته نشاوى / ومن خيم الغمام لنا ظلال
ربوع للقيان بهن رقص / وغيث للربيع به اغتسال
وغنّى العود مرتجلا علينا / وللورقاء في الورق ارتجال
وقد مالت عمائمنا لسكر / تمكن في الرؤوس له مجال
ألا يا مالكي هبني لوجه / بمثل هواه طاب الاعتزال
جفونك أيها الرشأ المفدى / حسام اللَه ليس له انفلال
وركب في هواك سروا حيارى / يميل بهم نسيمك حيث مالوا
يذكرهم حديثك يوم حزوى / فتنهتك البراقع والحجال
يرحّلهم هواك بلا اختيارٍ / وتخلع في طواك لهم نعال
أنلتك هذه روحي فخذها / وقلّ من الحياة لك النّوال
تركت بك الجدال فلذّ عيشي / ولولا الحمق لم يكن الجدال
أعينونا على كبدٍ تلظّى / عسى أن ينقع الظما الزلال
وقد طال الحديث بذكركم لي / فواطرباه إن صدق المقال
فسادي في محبتكم صلاحي / وفي عوج القسيّ لها اعتدال
ولا تنسوا تطلعنا إليكم / لكلّ مغيب شارقة مآل
وما أنسى الوداع وقد وقفنا / وجدّ بجيرة الحيّ ارتحال
وقد غفلت عيون الركب عنّا / فأنعم بالوصال لنا غزال
مضت تلك الظعون فلا التفات / إلى تلك الديار ولا انفتال
رعى اللَه الجمال فكم لديه / مواقع عثرة لا تستقال
هوى كالمزح أول ما تراه / مداعبة وآخره قتال
وما أنا والهوى لولا قدود / مهفهفة وارداف ثقال
فكم طير بنى في الجوّ بيتاً / فأسلمته إلى الشرك اغتيال
أراه وباله طمع مبيد / وغاية صاحب الطمع الوبال
نشدتك هل على الدنيا خليل / أخو ثقة تسد به الخلال
كذبت إذا ادّعيت له وجوداً / ولكن هكذا أبداً يقال
تأنّ على الأمور تنل مداها / فإن البدر أوّله هلال
ومن جدّت مطاياه فأكدت / ولكن آفة الطّلب الملال
ولا تسأل تذلّ ولو نفيساً / فإن الذلّ قائده السؤال
ولا تؤيسك قارعة ألحّت / وكيف اليأس والدنيا سجال
ألم تر كيف يتلو الليل صبح / كذاك لكلّ مقبلةٍ زوال
فإن حاولت في الدنيا صديقا / فإنك ليس تعرف ما المحال
وربّ سحابة ملئت بروقاً / وما كل السحاب له انهمال
يروم المرء بالحيل المرامي / وما يغني عن القدر احتيال
ذري إبلي تخد الأرض خدا / فعز الشهب في الفلك انتقال
فأما أن يبادرها نعيم / وأما أن يفاجئها نكال
تريدين الإقامة والتهاني / بأرض ما بها إلا الصلال
وكيف أراع من خطب عقور / سليمان الزمان له عقال
سرى بالخيل موقرة نضاراً / ومن عدد الوغى خيل ومال
يبتّ حبائل الحدثان بتّاً / كريم لا تبت له حبال
تعرّض منه للأقران بحر / تموج به الأسنة والنّصال
ويسبح في غدير من دلاص / تحوم على مشارعه النّبال
ولولا طبّه ما كان يرقا / من الملوين جرحهما العضال
ولا يالو لعمرك عن جميل / فتى بحر الجميل لديه آل
لكلّ صفات أهل المجد فضل / وأفضلها السماحة والنزل
يجدّد كل آونة رسوماً / من العلياء جدّ بها اختلال
تسهل حزنها منه علوم / بخاتمهنّ تنطبع الجبال
مواسم أنعم ومناخ فضل / وذروة حكمة لا تستطال
منازل تنزل الآمال فيها / وأفنية تحط بها الرحال
تسايره الروائح والغوادي / لينعشهن منه الانتحال
وتطلع من خلال قباه شمس / مطالعها الأبوة والجلال
لنائله من الإكسير معنىً / له بالشمس والقمر اتّصال
أقل صفاته نسب نقيّ / وأخلاق مضاربها صقال
أبا داود فزت بمأثرات / هي الأقمار والأيام هال
لو استهديت أعناق الأعادي / لا هدوها إليك وهم عجال
طعنت الطاعنين بطول باع / يقصّر دونه الاسل الطوال
حمدتك إذ ثبتّ له وفروا / ولولا القبح ما عرف الجمال
يريك الرأي صورة كلّ أمر / وفي المرآة يرتسم المثال
جررت فيالقاً لو طاولتهم / أعالي كلِّ شاهقة لطالوا
خزنتهم فكانوا حيث تهوى / وخير خزائن الدول الرجال
تجز بهم نواصي الخيل جزّاً / ويصفع للملوك بهم قذال
وكم أمر تنشق منه عَرفاً / فشبَّ وقد تعاوره اكتهال
وحسبك أنَّ رأيك فلسفيَّ / عليه فلاسف الدنيا عِيال
ضربنا منك بالقدح المُعلّى / ففازت ضربة وأجاد فال
أنالتنا يداك من المعالي / أعاليها اللّواتي لا تنال
فرغت من المثالث والمثاني / بقلب فيه للكرم اشتغال
يمر الدهر حالا بعد حال / وليس يحول من جدواك حال
ولولا أن بخلك مستحيل / لقلنا ليس في الدنيا محال
لينهك طالع لقحت سعوداً / به الدنياوكان بها محال
جمالك لم يزل للعيد عيداً / وأنت شبابه والاقتبال
ولاكملت سعودك في المراقي / فإن البدر آفته الكمال
متى توفى عهودكم وتقضى / ديونكم وقد طال المطال
أرى كرم الكريم بغير وعد / وما أقواله إلا الفِعال
فدم واسلم بعافية وخير / فإن بقاك للنوب اعتلال
هي نعم العروس زفت إلى دا
هي نعم العروس زفت إلى دا / رك بكراً وأنت نعم البعل
أنت أهل لحسنها علم الل / ه كما أنها لحسنك أهل
أهلاً وسهلاً لقد أسفرت عن قمر
أهلاً وسهلاً لقد أسفرت عن قمر / محا كتاب الليالي ضوؤه وجلا
أهلاً بمن أمّن اللَه الزمان به / وكان من رأقت الدنيا بريقه
أهلاً بمن راقت الدنيا بريقه / كأنها ذات عطل البست حللا
أهلاً بمن كان مصباحاً لكل دجى / أهلاً بمن كان مفتاحاً لكل علا
أهلاً بمن لو أتت معناً مكارمه / لعرّفته من المعروف ما جهلا
اللَه أكبر ما أهداك من علم / أوضحت للمبتغي نيل المنى السبلا
يا حبّذا منك شمس نوّرت ظلماً / وحبّذا منك الطاف شفت عِللا
وماجد كلّما هيّجت نخوتَه / هاجت فأفنت يداه الخيلَ والخَولا
قلبٌ سليم وعرضٌ ليس منخرماً / كصفحة الأفق لم تعهد بها خلَلا
يُريك عن عرضه المصقول جوهره / عضباً بغير يد الرحمن ما صقلا
وهمة لم يضق ذرع الكلام بها / كالسَيف منصلتاً والرمح معتدلا
يا صاحب النظر الأعلى أعد نظراً / فإن رأيك رأيٌ لا يرى الزللا
فإن غمزت قناها لاستقامتها / فأنت أنت وأمّا العالمون فلا
إن لم تكن يا أبا نعمان مرويها / فمن بنائله أن ينقع الغَلا
منكم وعنكم وفيكم كل مكرمة / والنحل من طبعه أن ينحل العسلا
فاهنأ بشكري على مرّ الزمان فما / يبيده أو يبيد السهل والجبلا
إن رمت من بكر العلاء وصالا
إن رمت من بكر العلاء وصالا / فأزل حسامكَ واقطع الأوصالا
من يطلب الدنيا بغير مخذّم / فليخذم الحسرات والإذلالا
قلقل ركابك في البلاد فربما / تلقي بأودية النعيم رحالا
واستحل ممقرها وسوّغ صابَها / فلربَّ مالحة غدت سلسالا
وانهض لمقفلة المعالي بالقَنا / إن الأسنة تفتح الاقفالا
ودع الخدائع فهي تخدع أهلها / كم غيلةٍ قد غالت المغتالا
لا تقدمنَّ على مهولات الردى / إلا بعينِ لا ترى الأهوالا
والحزم للحرّ الكريم مقلّدٌ / عطل امرؤ يتقلّد الآمالا
وذر المقامَ ولو أقمتَ بعرّة / فالبدر يسري كي ينالَ كمالا
وإذا طلبت منىً فكن كمحمّد / يجد الجبالَ من الأمور خيالا
ملك يرى علقَ النجيع لطيمةً / وأعاليَ الأسَل الطول ظِلالا
غيث النّدى لدّاغ أفئدة العدى / بالبارقات تخالهن صِلالا
بطل من الملكوت تبطل دونه / حيل الكماة فلا ترى محتالا
يعدو على الجيش البئيس بفتكة / لو لاقت الجبل العظيم لهالا
قرم إذا استنجدت منه فارساً / للمكرمات وجدته معجالا
كم خاض ملحمة يذوب بها القنا / خوفاً فأنّف بالحسام رجالا
يلقى الجنود فتلتقي آجالهم / فتخال زرق رماحه آجالا
ويروعهم منه دوي عزائم / تذري بعاصف ريحها الاقتالا
طعّان كلّ ثنيّة ومجيلها / من حيث لا تجد الرياح مجالا
أخذ الفوارس للأسنة مطعما / والأعوجية للعفاة نوالا
متجلبباً عزمين عزماً يقتضي / طبّا وعزماً يقتضي إعلالا
وإذا العيون تحدقت للقائه / كحل العيون جنادلا ورمالا
تلقاه يوم الرّوع قيد عداته / لم تستطع هرباً ولا اجفالا
وتفوز يوم السّلم منه بأبلج / يحيى النفوس ويقتل الاموالا
كم أمّلوا الآمال منه فلم يروا / إلا ضرائب تقطع الآمالا
ترك الغواني بعد طول عنائها / تستحلب العبرات والأعوالا
شكّت صدورهم صدور رماحه / حتى أعاد جديدهم أسمالا
ولربّ قوم قاتلوك فلم يروا / للسيف فيك ولا السّنان قتالا
فرموا سلاحهم لديك وصيّروا / أمضى سلاحهم عليك سؤالا
لك في العلى رأي كضاحية الضحى / يأبى لها الطبع القديم زوالا
لا مثل طبع البدر يكمل نوره / ويعود من بعد الكمال هلالا
وأشم شئن اللّبدتين ترى له / همماً يكيل بكيلها الابطالا
همم إذا نفخت بأنفخة الردى / سبكت بنار وطيسها الآجالا
تجري على المتغطرفين رياحه / فترى مرابع عيشهم أطلالا
لم أنسه من كلّ عارٍ عارياً / والطعن قد لبِسَ القلوب حجالا
والدهر بالنقع المثار مدجج / لكنه يتوقع الاهوالا
والحرب كالحرباء تجهد جهدها / في الشمس عاشقة لها تمثالا
والضرب يبدع بالجماجم صنعة / كالسحب ترسم في الثرى أشكالا
والسمر من علق النجيع نواهل / كالروض يرتشف الحيا الهطالا
والمشرفية تستدير على الطلى / فكأنها صيغت لها أغلالا
والخيل من خيلائها لا ترعوي / حتى تكاد تلاعب الرئبالا
فيصول جذلان المعاطف باسماً / حيث الصلال تخاف فيه مصالا
للَه دَرَّ المعضلات تطيعه / من حيث تعرف بأسه القتالا
وكأن رامية الحمام تهابه / فتكفَّ يوم الرمي عنه نبالا
واعجب لعين يستقر قرارها / من بعد ما شهدت له تمثالا
ماذا تذوق الشوس منه لدى الوغى / والموت يسقي من يديه نكالا
وإذا الشواهق حصنت أعداءه / لاكت شواهق خيله الأجبالا
للَه حزمك والقلوب خوافق / من حيث زلزلت الوغى زلزالا
والنبل من فزع يطيش رشاشه / قد يورث الفزع الشديد خبالا
والرمح مضطرب الكعوب كأنه / غصن أمالته الرياح فمالا
ففتكت بالأيام فتكة عالم / بالنائبات يقلب الأحوالا
فرقت من آل المجمّع جمعهم / وجمعت من نسب المكارم آلا
وافيتهم والقوم قد فرشوا المنى / وتلحفوا الأيسار والإقبالا
غرّتهم الدنيا بوابل سعدها / ومن السعادة ما يعود وبالا
حتى قدحت من الآسنة والظبى / نار المنون فأشعلت إشعالا
ذابت جسومهم لديك كأنها / برد أصابته السموم فسالا
ولو أنهم ألقوا لديك عصيهم / لرأوا مكان الزاعبية مالا
كم أرؤس من شانئيك نثرتها / بالسيف فانعقدت هناك جبالا
وتركتهم للطير رزقاً واسعاً / فكأنها كانت عليك عيالا
لا يستقال عثار سيفك فيهم / كم من عثارٍ لا يكون مقالا
خضت العجاجة كالدجى تجد القنا / فيها نجوماً والحسام هلالا
وعبرت ذيّاك العباب بمعشر / يجدون بحر القعضبية آلا
جيش إذا هزّت معاطفه الوغى / سحبت على زحل له أذيالا
لقد امتطيت كتائبا ملكيّة / حذيت خدود الحاداث نِعالا
جهلوا إحالتك الحياة منيّة / إن الغبيَّ يرى الصواب محالا
فإذا زجرت الغيث عاد صواعقاً / وإذا نظرت السمّ عاد زلالا
فمسحت هامهم بسطوة قادر / مسخت جبابرة الوغى أطفالا
وبلغت سؤلك منهم وكذا الفتى / لو رام أسنمة السماك لنالا
أذهلتهم بالضرب حتى أنهم / وجدوا لهادية السيوف ضلالا
يا ليت علمي كيف تنكرك الطلى / من بعد ما قلدتهنّ نصالا
وبأيّ أسلحة تقاتلك العِدى / وإذا لحظت أبا قبيس مالا
بأبي صِفاتك لو تقدم عصرها / لجززت من تلك القرون سِبالا
ولقد حملت من الزمان وقائعا / كانت على عنق الزمان ثِقالا
يا فرحة العلياء فيك لأنّها / كانت أشد من المتيّم حالا
لو لم تفضّ عن العلوم ختامها / ما آنست في الكائنات رجالا
يا ابن الكرام السابقين إلى العلى / والمحرزين الباس والافضالا
لا تظن الخليل من رقّ عطفا
لا تظن الخليل من رقّ عطفا / وحلا مبسما وراق مقولا
ليت شعري ما يرتجى من زمان / يستطب الحكيم فيه العليلا
فإذا لم تجد مكاناً لجود / فمن الحزم أن تكون بخيلا
وإذا لم تكن صقيل بنان / لم يفد حملك الحسام الصقيلا
وإذا سيمت النفوس بخسفٍ / لم يكن صبرها عليه جميلا
ربّ غِرٍّ مستنصرٍ بالأماني / مثلما استنصر الثكول العويلا
فاعل فعله الجميل قؤول / إن قيل الكرام أقول قيلا
هو وعدٌ لذي الجلال قديم / أنه كان وعده مفعولا
وإذا لاحظتك مقلة ضيم / فاحش أحداقها قنا ونصولا
ربَّ من تطلب الاعانة منه / فتراه محارباً وخذولا
طيّب الفعل من أطائب قوم / وكذا تتبع الفروع الأصولا
هو ذاك الطبيب لم يبق جسماً / من جسوم الأيام يشكو النحولا
أيها الماجد المشرف شعري / حمّلتني يداك حملا ثقيلا
قد كسوت الزوراء بردى سناءٍ / وسنىً خالدين لن يستحيلا
ولعمري لقد هززت العوالي / بالأيادي كما هززت الرّعيلا
كلما لاحظته عين المعالي / قبّلت ذلك المحيّا الأسيلا
يا هماماً لمثل خطبي يرجى / وكذا يدرا الجليل الجليلا
كيف يسري إلى نزيلك ضيم / وهو للنجم لا يزال نزيلا
شاخصاً للنجوم راقب منها / كلّ حين إناخةً وقفولا
كم عليل لم يمس إلا معافى / ومعافىً لم يمس إلا عليلا
بل إذا أنكرت حقوفك قوم / فاجعل السيف شاهداً ووكيلا
من عذيري إذا نبا ليَ حدَّ / ربما أعقب الضراب فلولا
أيها الليل كم تطول كأني / راكب منك أدهماً مشكولا
وله سطوة تدك الرواسى / لو رأته لعاقها أن تطولا
آخذ مأخذ الصلاح نفور / عن سلوك الفساد ساء سبيلا
زار والليل مؤذن بالرحيلِ
زار والليل مؤذن بالرحيلِ / ضيف طيف مبشّراً بالقبول
مرحبا بالخيال حيّا فأحيا / وقضى حقَّ مغرمٍ عن ملولِ
جاء يسعى في حلّتين بهاء / وتهادى مبشّراً بالوصول
يا خيالاً ألمّ دار خيالٍ / هل إلى آل وائل من سبيل
إن لي بينهم فرند جمالٍ / لاح في مرهف الزمان الصقيل
شمت من وامض الجمال بروقاً / جمعت لي غرائب التشكيل
أعشق السالف الطريّ وأهوى / ريَّ ذاك المفلّج المعسول
ويروق القدّ الأنيق لطرفي / لا على ضّمة ولا تقبيل
وإذا الحب لم يكن عن عفافٍ / كان كالخمر مفسداً للعقول
لست أنسى ركابنا يوم سلع / نوّخاً بين رقّة ونحول
نسأل الأرسم الدوارس عنهم / ربّ علمٍ أصبته من جهولِ
فأذلنا بقيّة الدم والدم / ع لما طلّ من بقايا الطلول
لا عداها حيّا يجس ثراها / مثل جسِّ الطبيب نبضَ العليل
باديار الأحباب كيف تنكّر / تِ ومن ذا رماكِ بالتَبديل
كنت ديباجة المنى بين خدّ / سندسيِّ وسالفٍ مصقول
فسقى ملعب الغزال وميض / يسحب الذيل من أجشَّ هطول
ما قضت عني السحائب ديناً / كان في ذمّتي لرسم محيلِ
يا جفوني أمّا وقد بخل الغي / ث فلا تبخلي بدمعٍ هطول
علّلاني يا صاحبيَّ فعندي / سكرة من شمائل وشمول
عنَّ لي في القِباب من عرفات / رشأ لحظه عِقال العقول
قمرٌ يقمر الفؤادُ يمر / آه ويشفى بريقه المعسول
نفحتنا منه الصبا فأتتنا / من عذاريه بالنَسيم البليل
بأبي أهيف عهودي لديه / مثل خِصر له ضعيف نحيلِ
عقدت وجنتاه وجدي ولكن / خلَّ صبري ببنده المحلول
فهنيئاً لا عينٍ كحلتها / فترات لاعينٍ كحلتها
علّلاني بذكر ميٍّ ألا ربَّ / عليل يصِحّ بالتَعليل
كنت في جانب العيش رغدٍ / بين شرخ الصبا وصفو الخليل
ما تيقظت للنوائب إلا / يوم نادى نفيرهم للرحيل
ما سمعت العذول فيهم وما كا / صواباً إلا مقال العذول
إن دهراً يذل كلّ عزيز / هو دهر يعزّ كلَّ ذليل
أيها الواشيان لا تهزءا بي / ربَّ عود يخضر بعد ذبول
إنَّ فتنة العيون السَواجي / عثرة ما لأهلها من مقيل
ما شعرنا إلا وللبين فتك / إن عمر السرور غير طويل
كم تقول الوشاة عني وعنهم / جهش السمع بين قال وقيل
يا كثير الملال جد بقليل / فقليل الحبيب غير قليل
إن برتنا النَوى فغير عجيب / ظمأ الأرض مؤذن بالذبول
كيف لا أذكر الديار بنجد / وبها مرتع الأغرّ الكحيل
إن نسيت الكرى فعن نكبات / لم تدع لي إلى الكرى من سبيل
كنت صعباً على المقادير لا تك / بو زنادي ولا تقاد خيولي
فاستشاطت عليّ مختلفاتٍ / كسرت أسهمي وأنبت نصولي
يا نديمي جفّ ضرعُ اللَيالي / فانهضا للمعتّق السلسبيل
أعطياني سلافة أتناسي / بحلاها مرَّ الزمان الوبيل
ذكّراني الصبا وأيام سعد / بندى أسعد المليك الجليل
باذخِ العزِّ حلَّ أي محل / من مقام التعظيم والتبجيل
فلك ذو مآثر دائرات / بالمصابيح من أثير الجميل
قرشيٌ تأملته المعالي / فرأته نهاية المأمول
عشت في ظلّه زماناً طويلا / بنوال له عريض طويل
أريحيِّ أراد رعي رسوم / في ربيع ارتياحه المبذول
حدّثاني عن علمه ونداه / وهما نيّرا الفخار الأثيل
عاوناني إن كنتما تسعداني / بمديحي له وإكرامه لي
خبّرا من يروم نيل علاه / ما إلى الشمس مطمع في الوصول
نام من رفدِه الأنام بمأوى / حرم آمنٍ وظلٍّ ظَليلِ
كلّما ما طلّ الزمان بوعد / خلته للزمان أيَّ كفيل
ثم لا تنكر التكرم منه / إنَّ ذاك الكريم فرع الرسول
كيف لا تحسن الصنيعة ذات / ركبت من محمّدٍ والبتولِ
وإذا الفرع لم يطب فتأمل / تجد الذّنب كلّه للأصول
حيِّ المدامَ مدام بيض الأنصل
حيِّ المدامَ مدام بيض الأنصل / فلكم سكرت بريقهن السَلسلِ
كم ليل حرب سرت فيه على هدى / والموت يخبط في ظلام القسطل
وأرى مكان الخدع لا أرضى به / أي الخداع لأهله لم يقتل
مثلي أقل من الغنى في عاقل / ومن الخصاصة عند من لم يَعقِل
وإذا الزمان تجاهلت أوقاته / فأغضض جفونك دونه أو فاجهل
كم في رحى الدنيا مدار دوائر / تأتي خلاف تخيّل المنخيّل
كم طاش سهم مؤمّل عن قصده / وأصاب مرمى القصد غير مؤمّل
واصبر ترد ماء الأماني صافياً / إن المعجل سؤر كلّ مؤجل
أقلل عثارك بالأناة أما ترى / ما أكثر العثرات بالمستعجل
وإذا الفتى لم يختبر أوقاته / حسب السراب بها حساب الجدول
صن ماء وجهك عن سواك فإنه / ماء الحياة لطالب لم يبذل
وإذا افتقرت إلى السؤال وشبهه / فاختر لنفسك ذا مكارم واسأل
فالجود يهتف بالكريم كأنّه / هتف السحاب بمبرق ومجلجل
يا من يرى الآمال عنه بعيدة / أقدم ومهما شاء قلبك فافعل
فالحرب مكتوب على جبهاتها / من يكره الأسل العوالي يسقل
كن كيف تهوى عاذلا أو عاذراً / فالحظ معتقل لمن لم يَعقلِ
نعم المطية للفتى ظهر العلى / وإذا امتطته أسافلٌ فترجّل
هيهات لو ترك الزمان فضوله / لرأيت حينئذٍ مقام الأفضل
لا تحسب الأيام تعثر بالفتى / لكنها الافلاك ذات تنقل
والشيب عنوان الفناء ومن يدر / فكراً بعاقبة الليالي يذهل
إن تنكر الأيام صحبة أهلها / فالسيف ليس بصاحبٍ للصقيل
إن شئت عمر محامد لا تنقضي / فالذكر من عمل المكارم فاعمل
ودع الأذى لا تدخلن ببابه / فالحر في باب الأذى لا يدخل
إن شئت أن تحكي الأوائل فاحكها / هذا زمانك كالزمان الأوّل
وإذا رأيت عزيز قوم ضارعاً / فارفق به مهما استطعت وأجمل
كم حاسدٍ بعدت عليه مذاهبي / هيهات تلك نهاية الشرف العلى
أن يعيه ذاك الطلال فإنما / شر الطباع طبيعة المتعقل
والغِر يعتسف الأمور جهالة / والشهم يسلك في الطريق الأسهل
أعد التأمل في الأمور فربما / يدنو البعيد لناظر المتأمل
كم مدّعٍ غير الحقيقة يدعي / والحق يظهر من كلام المبطل
لو كان في طول الكلام المبطل / نال الهزار به منال الأجدلِ
من لي بيوم للأسنّة ثائرٍ / تغلي الفوارس فيه غلي المرجل
متسردق بالخيل تحسب أنه / تحت العجاجة جنح ليل اليل
فينال قلبي من مغازلة الظبى / نيل المشوق من الظباء الغزل
اللَه أكبر ما طلعت بمعرك / إلا وسال به لعاب الأنصل
بالمرهفات أنال إدراك المنى / وعلى أبي الهيجاء كل معوّلي
القرم عبداللَه ذو الهمم التي / حد الزّمان بغيرها لم يفلل
بأبي سليمان الزّمان ومن له / سلطان مجد قطّ لم يتبدّل
مرّيخ بأس يعتري شهب الوغى / فيصيب رامحها بقلب أعزل
يرث المراتب بالطعان وعنده / أن الغنى بسوى القنا لم يسأل
وإذا السماح أبي النزول بغيره / فالرب للأقمار ليس بمنزِلِ
ملك بريك مع السماح شجاعة / ومن السماح شجاعة المستبسل
وإذا الشجاع سخا بجوهر نفسه / فبعارض من ماله لم يبخل
يا رائد المعروف من جنباته / من ذا هداك إلى حمى الكرم العلي
جئت الفضائل كلّها من بابها / فانهض على اسم اللَه ربّك وادخل
وأغرّتيّمت الزمان بحبّه / لحظات عينٍ بالقذى لم تكحل
طود متى عصف الزمان يلاقه / بفؤاد لا قلقٍ ولا متزلزل
حاز المآثر لم ينل أطرافها / والشلو للآساد ليس بمأكل
وإذا الهداية لم تغب عن رأيه / فالشمس عن أهل السّما لم تأفل
يا من بغير السرّ طال أناته / والسرّ يحمد فيه كل معجل
والجود ميدان السباق إلى العلى / من رام حسن السّبق لم يتمهل
لولاك يا أسد الملاحم لم يكن / نسب الصوارم والقنا بمؤثّل
ضرب وطعن بات بين كليهما / نسب الأسود من الظباء الجفل
خضت الملاحم غير مكترث بها / والجبن للآجال غير مؤجل
وجدت بك الهيجاء ما يردى الردى / ويذيب قاسية الحصى والجندل
لم تدر أنك للمكارم عنصر / وعناصر الأشياء لم تتجول
من سبّق بهم الأماجد تقتدي / والفضل للماضي على المستقبل
أي الحوادث لم تطأ تيجانها / من خيل سؤددك القِداح بأنعل
ذللت أعراق الزمان براحة / تلوي الجبال الصم لوي الأحبل
كف مقدسة المساعي في العلى / طافت بها رشفات كلّ مقبل
ما طار ذكرك في مساعي جحفل / إلا وقصّ به جناح الجحفل
لك حكمة قام الوجود بلطفها / والروح موجبة قيام الهيكل
لا غرو أن أودى خيالك بالعدى / فالوهم قد يقضي على المتوجّل
تهنيك نفس لا يمازجها القذى / والشر عن شيم الكرام بمعزل
هي غرّة ميمونة بزكائها / تجلى بطلعتها الهموم فتنجلي
وكرام أبناء كأن أكفهم / لعواطل المِنن الحسان هي الحلى
من كلّ من شاء العلى فأطاعه / والقول لا يعصي مشيئة مقول
المقفلون لباب كلّ دنيّة / والفاتحون لكلّ مجدٍ مقفل
والمنزلون على من اختار الرّدى / فكأنهم رسل القضاء المنزل
ولقد أراك كأن جودك جنة / للمجتني أو وجنة للمجتلي
إن كان وصفك لم يصبه ذوو النهى / فالحق قد يخفى لمعنىً مشكل
قلّدت لا هوتيّة الحكم التي / أدنى عقود نظامها لم يحلل
ولمست أعضاء الزمان بفكرة / عرفت مكان شفائها والمقتل
من أكرمين هم رؤوس زمانهم / والناس قائمة مقام الأرجل
هم آل حمير الذين عهدتهم / أقصى أمان الدهر للمتوجل
للَه من تلك النفوس أطبّة / ضمنوا الشفاء لكلّ داء معضل
جاؤا الخلائق منذرين ببأسهم / ومبشرين بكل رفد مرسل
من كلّ من ذبل الزمان وذكره / ريحانة بيد العلى لم تذبل
يا بدر هالتها وقطب مدارها / وشهاب مركزها الذي لم يأفل
كن كيف شئت فإنّ جودك كعبة / يسعى إليها قصد كلّ مؤمّل
لا تزرعنَّ سوى نبات عوال
لا تزرعنَّ سوى نبات عوال / إن العلى ثمر القنا العسّالِ
وإذا الليالي حاربتك صروفها / فألبس لتلك الحرب صبر رجال
كم للقضاء جواد عزم سابق / ظلعت لديه حيلة المحتال
وشواظ حرب أججتها غلمة / فغدا لها ذاك المؤجج صالي
راموا النجاة فلم يروا من بأسنا / عللا تداويهم من الأعلال
وأغن لو زجّ السماء بلفتة / هالت كواكبها مهيل رمال
قنّاص أسد الغاب غلا أنه / يرنو بأحور من جفون غزال
لم تلقه إلا كومضة بارق / ينهل بالمعسول والعسّال
سالت غدائره على وجناته / سيل الحيا من عارض هطّال
لم أنسه وهو المفرّد بعدما / طافت يداه بقرقف سلسال
فأدرانا دور الكؤوس بحبّه / ما بين يمنى للهوى وشمال
خاض الورى من شعره وجينه / بحرين بحر هدى وبحر ضلال
للَه ليلتنا بضال المنحنى / ونديمنا فيها غزال الضّال
والكأس راكعة لدنّ ساجد / والراح خاشعة لصوت التّالي
والدهر يطرق لارتياح نشيده / حتى شممنا منه ريح هبال
في روضة جوريّها من خدّه / وقضيبها من قدّه الميّال
مغتالة الأغصان ينشق الربى / منها بكفّ مساحب الأذيال
يا آل ميّ ما إخال عهودكم / إلا كومضِ أو كلمعة آل
ولقد بكينا للطلول بواكيا / وجسومنا أبلى من الأطلال
أيام كنّا والزمان كأنّه / حبّ يمكن من عناق وصال
حيث الشبيبة غضّة أعطافها / والعيش أترف من رياض جمال
سيزول شيب الدهر مثل شبابه / وستضمحل أواخر كأوال
إن كنت طالب سؤدد ومعالٍ
إن كنت طالب سؤدد ومعالٍ / فاطلبه بين صوارم وعوال
كم من فتىً يبغى بغيلته العلى / والسيف يبطل غيلة المغتال
من صدّق الآمال كذب حزمه / إن الغرور نتيجة الآمالِ
والمجد في طرفي أصم كأنما / ميلانه ميلان ذات دلال
في كعبه كعب المعيشة سافل / وبصدره صدر المنية عال
من مرويات الوحش وهي ظوامىء / بغدير قانٍ لا غدير زلال
سمر ذوابل غير أنّ ذبولها / يخضر عن ورق من الأقيال
أوحدّ أحدب تلتوي عذباته / بمعاقد الهمام التواء صلال
ينشق عنه دجى القتام كأنّه / في جيد ليل النقع طوف هلال
عضب إذا عزّت مواصلة العلى / وجد القريع به طريق وصال
ورياض غلمانٍ أعارتها القنا / في يوم معترك بلى لاطلال
إن أججوا نار الحروب فلم يكن / إلا لها قلب المؤجج صال
طلبوا الفرار فأوقفتهم حيرة / والخوف قد يدعو إلى استبسال
وجدوا بروقاً في خصور أهلّة / وقلوب أسد في صدور رجال
فثنوا إلى الأجفال كلّ مطهّم / سدت عليه طرائق الأجفال
مهلا بني الأعمام لو نطق القنا / كانت لكم أبدا من العذال
أن غركم حلم الكرام فربما / غرَّ العيون تبسم الرّئبال
ولقد طمعتم أن تنالوا نيلنا / طمع الجهول بمستحيل الحال
هيهات أين لكم عزائمنا التي / ردّت إلى الأمكان كل محال
عزم ينوب عن السلاح بنفسه / وكذا الغِنى بالنّفس لا بالمال
نحن البقية من أكارم دهرهم / يومان يوم وغى ويوم نوال
من عصبة إنسية ملكية / قد أرخصوا قيم الزمان الغالي
من كلِّ مستلب القشاعم حاذق / في سرقة الأرواح لا الأموال
يجد الردى أقضى القضاة حكومة / والمرهفات شهود تلك الحال
ترك السّوابق بالرؤوس عواثراً / عثر الرياح بأرؤس الأجبال
لم يلتق الحرب العوان بكرّه / إلا وانكحها ذكورَ نصال
قوم أناملهم قبائل للنّدى / يحمون فيها بيضة الأفضال
وإذا تفيأت الملوك وجدتهم / يتفيّؤن من القنا بظلال
حيّ من الكرماء لست تخالهم / إلا فرائد في عقود كمال
لم يعد قولهم الفعال وهكذا / قول الأكارم أكرم الأقوال
قد صح معتل الزمان بقربهم / إن الكريم طبيب ذي الأقلال
نحن الذين كأن مسكة وجدهم / في وجنة الأيام نقطة خال
إن تغننا الهيجاء أفقرنا الندى / إن السماحة آفة الأموال
والمرء يعرف بالتكرم قدره / إن التكرم سيد الأفعال
لا نسأل الدنيا جناح بعوضة / والذل غايته أقل سؤال
إن ضمّنا النسب الأثيل فإنه / ليس الغدو يقاس بالآصال
نمتم فخيلت المنى لكم الغنى / إن الكرى سمح بكلّ خيال
إن غركم رهج المنى فسينجلي / بصبا من الأسياف أو بشمال
لا نرتضي إلا محاكمة القنا / حيث الأمور منوطة بجدال
لم نتخذ إلا السيوف وسائلا / وكذا السيوف وسائل الأبطال
أنسيتم يوم اللقاء وقوفنا / والخيل تسبح في دم الأقيال
ونزولنا في الأثل من قصب القنا / والحرب دائرة بكاس نزال
والموت يجلى كالعروس بمعرك / نشرت عليه ذوائب الآسال
والطعن يقذي عين كلّ عزيمة / فيحول بين الأسد والأشبال
ولكم سلكت من الطعان مسالكا / ضاقت بهنّ منافس الآجال
فوقفت ثم أذب عن حرم العلى / لتصان منها كل ذات حجال
ولبست للهيجاء صهوة أدهم / كالبدر منتعلا أديم ليال
حتى انثنت تلك الجبال كأنها / في عاصفات الريح كثب رمال
وخطرتم في حرّ قلبي خطرة / ردت عليَّ حياة بالي البالي
حتى فضضت لكم على روض المنى / دنّ الكرامة بعد دنّ وبال
وعزائم اردفتها بعزائم / موصولة الأهوال بالأهوال
المحييات الجود يوم سماحة / والقاتلات الموت يوم قتال
قالوا نراك تخوض أبحر صابها / والأسد صادرة عن الأوشال
تغزو الطوائف مفرداً لم تستعن / إلا بطائفتي قنا ونصال
قلت اسكتوا كيف التوجل والقضا / درع مزررة على الآجال
هيهات لم يرد الردى إلا الذي / طبعت طبيعة من الأوجال
رمتم بسوء الغدر حسن وصالها / والغدر أقصى همة الأنذال
هيهات قد ركض القضاء بسابق / ظلعت لديه حيلة المحتال
أي النواحي تنتحون وخلفكم / من يملأ الدنيا من الزلزال
لو تعقلون رضيتم بامامها / والعقل للإنسان أي عقال
لولا ضلال لاح في زيّ الهدى / ما غرَّت الظمآن لمعة آل
عللتم تلك الجوارح بالمنى / وكذا المنى ضرب من الأعلال
أو ما علمتم أنّ مشكلة العلى / بالسيف راجعة عن الأشكال
إن تقفلوا أبوابها فاستبشروا / من راحتي بمفاتح الأقفال
وتذكروا أجياد عيشكم التي / صفنا السيوف لها من الأغلال
أيام تستسقي عزائمنا لكم / صاب المنون من القنا العسّال
ونردكم قرحى الجفون كأنها / مقل تفيض بمدمع هطّال
وعلى العلى منا رواصد لم نزل / كالصبح مرصوداً بعين بلال
نحن الذين نصول ما بين الورى / بمثقفات القول والأفعال
نختال بين حماسة وسماحة / والمجد أفضل حلية المختال
وكذا السيادة عزّة مقرونة / بجميل فعل الخير لا بجمال
أعلمتم أني امرؤ يوم الوغى / تلقى إليه مفاتح الآجال
أو لا فقوموا لاصطلامي تعلموا / والعلم مفترض على الجهّال
أنا ذاك مفتاح المكارم والعلى / ما بين باب ندىً وباب نزال
المسقم الآسي الذي أجسامكم / من راحتيه كثيرة الأعلال
جرد حسامك في الوجوه فإنه / لم يبق من يسوى شراك نعال
ترك الورى طعم الحياء زهادة / فأذقهم بالسيف طعم نال
ولقد عجبت من الحريص ورزقه / كالموت يأتيه بغير سؤال
وكذا إذا ترك الزمان وصنعه / جعل الأواخر في الأمور أوالي
بين وادي النقا وبين المصلّى
بين وادي النقا وبين المصلّى / زمن مر ما ألذ وأحلى
إن يوم اللقا لأعظم يوم / جلبته لنا المنى فاستهلا
حيّ ذاك المحلّ من حيّ نعم / طاب ما كان بالنعيم محلّا
فانثنى ذلك الزمان زمان / وكذاك المحلّ جدباً ومحلا
لا تلم بالسواد صحف الليالي / خط في لوحها القضاء فأملى
قم بنا نسأل الفلا والمطايا / كيف نيل العلى وأين استقلا
إن أيدي النياق أذرع عزّ / تذرع الحادثات حزناً وسهلا
كيف ترجى الحياة لولا المعالي / وإذا الروح فارق الجسم ولّى
خلّها في السرى تمد خطاها / فعساها ترى الثريا محلّا
يترامى بها إلى خير واد / داء شوق يصحه من أعلّا
إن براها السرى فحل براها / لبست عقد عزمة لن يحلا
شامت البارق الإلهي وهنا / فترامت كأنما هي شكلا
أخذتها تلك المطالع حتى / عقلتها تلك الأشعة عقلا
وبدا خير طالع من معالي / خادم المصطفى فأهلاً وسهلا
نور علم لا يمتري الظن فيه / أنه الشمس بل أجلّ وأعلا
وبقول النبيّ سلمان منّا / شرف يحتذي من الشمس نعلا
أحدقت بالوجود منه أمور / بالغات بها غدا الدهر طفلا
صيّرت ذاته الغيوب حيارى / ليس تدري أصدره اللوح أم لا
حلّ منه النهى بتمثال لطفٍ / كان بالجوهر الربوبيّ شكلا
كلما حاولت منى راحتيه / غصن أكرومة دنا فتدلى
ذاك روح القدس الذي مذ حواه / هيكل الدهر كان للدهر مثلا
جوهر لو يقاس بالجوهر الفر / د علاه لكان أعلى وأغلى
هيكل طلسمته أيدي المعالي / فحشت جانبي هيولاه فضلا
بأبي ناظر بمرآة عِلم / أوجه الغيب دونها تتجلى
بأبي من له المعالي تخلت / مخلصات وللمعالي تخلى
بأبي الماجد الذي اتخذته / كل بكر من الفضائل بعلا
يا أخا المكرمات إن ذنوبي / حملتني إلى معادي ثقلا
إن تكن شافعي فغير عجيب / أنت بالسيد المشفع أولى
من معيني على مدائح ندب / صح عنه الكمال نقلا وعقلا
وأخيه الفتى حذيفة لا ير / هج قولا ولا يرنق فعلا
وأمين النبي في كل سرّ / كان للمخبر الإلهي أهلا
قد رمى في الحشا لحاظاً صحاحا / فاصابت هادي الورى والمضلا
كيف يطوي النفاق أهلوه عمّن / حشى العلم فيه حاشا وكلا
لحظت مقلة الشجاعة منه / أسدا لم يزل له الموت شبلا
سيد يلتقى صدور المعالي / مثلما تلتقي الجواهر وبلا
سل قنا الخط أو ظبى الهند عنه / تلف عزَّ الدنيا بكفيه ذلّا
حبذا من نسيم وادي المصلّى
حبذا من نسيم وادي المصلّى / نفحات سرت فأهلاً وسهلا
يا زمان الحمى نعمت زمانا / حلبته أنواؤنا فاستهلا
متجر للهوى مضى في عكاظ / كان من جوهرية الروح أغلا
ومناخ للركب غير حرام / لحرام الميمين استحلا
موقف لم يدع لذي الروح روحا / يوم حزوى ولا لذي العقل عقلا
قدك يا بعد قد نزعت قلوبا / كنّ ملأى قوىً فأقوين هزلا
وانتدبناك باللقاء لداء / طالما عاده الطبيب فملّا
وأسياني أن الخليل المواسي / لم يدع للخليل في الأرض حملا
لا تكونا زيفاً إذا اشتد سبك / ولعمري كم زيّف السبك خلا
وانهضا نخطب العلى بالعوالي / فالأماني لم ترض بالعجز بعلا
لم ينل بالإقامة العزّ حتى / ينقل الماء بالغرابيل نقلا
إنما تقذف الهموم المطايا / مثلما تقذف السنابك نعلا
والليالي ذوات أيدٍ يعود / السهل حزناً بهنّ والحزن سهلا
وأمون تطوي من الشفّ / والوجد رباها طيّ الأكفّ السجلّا
لم تكن تعرف الهوى غير أن / الوجد منها بها عليها استدلا
شغل الرعي غيرها وطوته / إن للوامقين في الحب شغلا
جهلت ما بها اللحاة فلجّت / ربّ علم يظنه المرء جهلا
شفها من ربيع أحمد مرعى / كان أمرا من الرحيق وأحلا
ملِك غير أنه ملَكيّ / الطبع لم ترضه الثريئا محلا
عزّ بالبيض وهو للبيض عزّ / كل من لم تعزُّه البيض ذلّا
جاور المجد فهو للمجد جار / أي جدّ من ذلك المجد أعلى
كلما مدّ راحتيه ليجني / غصن أكرومة دنا فتدلى
صاحب السؤدد الذي حدثان / الدهر يبلى وذكره ليس يبلى
بأبي ذو منائح هرم الدهر / على أن يرى لجدواه مثلا
لم يزل مكثرا على المال جوراً / وإذا جار حادث كان عدلا
إن حال المليّ وهو شحيح / مثل حال النحاس بالتبريطلي
فاضل لم يقس بفضل سواه / من يساوي بصورة الطين عقلا
تجتلي العين منه أبهى مرأىً / هو أشهى للنفس من أن يملا
شيم كالكواكب الزهر تمحو / مسدفات الدجى وتهدي المضلّا
ما تخطّى الصلاح عنه ولكن / هابه ما رد الفساد فولّى
قد سقاه ساقي الهداية نهلا / وسقى سائر الخلائق علّا
شرف مثلما جلا الصقل درعا / أو كما جودت يد القين نصلا
ونِجار مؤثّل كفرند / أخلصته يد الصياقل صقلا
وأياد كأنهن رياح / خضلات يهطلن بالمزن هطلا
حسبه الحكمة التي طاوعتها / كيمياء الأحكام عقداً وحلا
منعم للعفاة لمّا تلته / بكتاب من المآرب يتلى
وبه أكثر المقل ونادى / هاتف الجود من يرى لي مقلا
كم نحاه عافٍ فعاد مليّا / لم يزل دفتر الغنى عنه يملى
كلّا رمت وصف بعض علاه / قال لي قائل البلاغة كلا
سل به المكرمات تخبرك عنه / أنه أحمد الخلائق فعلا
كن كيف شئت فما المحب بسال
كن كيف شئت فما المحب بسال / طاشت سهامك يا أخا العذال
فاعجب لمرشفه الشهي كأنه / برد يمج مجاجة الجريال
وذؤابتاه دجىً ومفرقه ضحىً / والخد نار أوقدت بزلال
ما كان أطيب عيشنا بلوى النقا / والخندريس تدار بالسلسال
واليوم بالغيم المطلّ تخاله / متشابه الغدوات بالآصال
حيث الشباب ظليلة أفياؤه / والعين سرح في مروج جمال
كلف تقاسمه الغرام فشعبة / في الواديين وشعبة في الضال
ويلاه من قصر الجفون عن الكرى / والليل أطول من منى الجهّال
وبمهجتي المى الشفاه كأنها / منثور سقط أو صحاح لآل
متبسم عن أقحوانه مرشف / تجد الغوالي فهي غير غوال
تقضي على مهج الكماة جفونه / ولو أنها جبل من الأجبال
وعدتني الآمال إن ستجود لي / ما كان أكذب موعد الآمال
إن الذي وعدت به من جودها / كالنوم ما طل مغرماً بخيال
للعامرية أربع معمورة / بين الجوانح والفؤاد البالي
دمن طللت بها الدموع كأنني / قرّبتها هدياً إلى الأطلال
يا دهر لولا من هويت لشمت بي / قبّات برق ما لها من صال
لكن أتاح لي الهوى حبّ التي / عقلت أبيّاتي بغير عقال
كانت لنا دعة فعادت لذعة / والدهر صاحب نعمة ووبال
لم أنس إذ نهضت إلى راووقها / تختال بين تمايل وملال
فسقتك حاسرة الذراع كأنها / كف الخضيب تسورت بهلال
هتكت حجابك يوم وجرة وارتدت / في بردتين تمنع ودلال
لو أن علة ودّها في صدها / ما كنت أجرع غصّة إلا علال
كاد المتيّم أن يكتّم سرّه / لولا ينمّ به لسان الحال
دارت بي الأدوار لولا أنني / أدركت من نعمان أنعم بال
وإذا الليالي أنكرتك فلا تلذ / إلا بيض ظبىً وسمر عوال
بني التصويف أنتم شرّ جيل
بني التصويف أنتم شرّ جيل / لقد جئتم بأمر مستحيل
أفي القرآن قال اللَه هذا / كلوا أكل البهائم وارقصوا لي
أبا أحمد ما الفضل إلا لأهله
أبا أحمد ما الفضل إلا لأهله / وأنت بحمد اللَه أهل الفضائل
إليك حثثنا النجب خمصاً بطونها / تشير بأعناق إليك موائل
وقافية ضلت وتاه دليلها / فجاءتك تبغى منك أهدى الدلائل
مقيدة لا يرتجى فك قيدها / بغير حسام من خطابك فاصل
أبا أحمد أشكو إليك أمانياً / تستّر عنّي وجه حقّ بباطل
إذا نحن يمّمناك توّجت عسرنا / بإكليل يسر للأسرة كافل
فلا تخلنا من همة ذات حلية / تطوق من آمالنا كل عاطل
إذا اسعدتنا منك بعض التفاتة / رجعنا بكلّيّ من السعد شامل
هات زدني من ذكر ذات دلال
هات زدني من ذكر ذات دلال / إن في ذكرها شفاء العضال
غادة كلما تنسم منها / نسمة آذنت برخص الغوالي
يا لقومي من أخت حيّ جديس / عقلت مهجتي بغير عقال
كيف أبكي الصبا وقد كان حتفي / إن شرخ الشباب شيخ الضلال
أيها اللائم المفنّد قلبي / ويك عني ما للملام ومالي
لا تزد قلبي الكليم كلوما / إن للوجد فيه وقع النبال
يا نديميّ هل إلى أم أوفى / من سبيل مساعد بالوصال
أطرباني بطيب ذكر سليمان / المعالي وباسمه غنيّا لي
حكم حكمه يعيد لعمري / مائلات الأحكام ذات اعتدال
كم له مربعاً يروقك منه / ما ترى من مسارح الآمال
وصلاح مستردف بنجاح / ونوال يسير اثر نوال
وأياد يمسحن ما تصبغ / اللأواء مسح البدور صبغ الليالي
واقتبال بكلّ حظّ سعيد / طالع يمنه طلوع الهلال
راكب للندى جواد غمام / تلثم الأرض منه وقع النعال
عزّ في الخلق مثله وعزيز / في مهافي الرياح برد الزلال
فلك قد قضى لنا نيّراه / باقتبال الفتوح والاقبال
بزغت شمس سؤدد في ذراه / زان في جيدها حليّ الكمال
كفه الريح في السماح وأما / ضربها في الوغى فدك الجبال
ليست السبعة الكواكب إلا / راميات عن قوسه بالنبال
أريحيّ كأنما خلق الجود / على ما حواه من تمثال
نمنمت داره الوفود كما نمنم / صحن الخدود ترصيع خال
من رجال تخيط أيدي المنايا / بأنابيبهم برود النزال
وكأن الكمال صيغ على / صورة تمثاله البديع المثال
يا أخا النيرين دوموا بسعد / لا أصابتكم سهام الوبال
بين جنبيك همة من جلاد / خلقت في الوغى صقال النصال
لك رأي كأنه الشهب تقضي / بالغنى والفنا بغير قتال
اليوم ماس العزّ في سرباله
اليوم ماس العزّ في سرباله / والمجد أسفر عن بديع جماله
اليوم أقبلت المكارم والعلى / يمشين مشي البدر في إقباله
اليوم عاد إلى معرسه الهدى / فأضل غاوي القوم جند ضلاله
اليوم أسعدت الأمور ببدرها / فأتم ناقصها مقام كماله
وارتاحت الأرواح منه بعارف / لا عرف للمعروف غير نواله
وتهادت الأحكام حالية به / وكفى عواطلها حليّ جلاله
طويت بعقوته سجايا أفصحت / بالصالحات البيض من أعماله
شرع عليك عداته وصلاته / لا بون بين مقاله وفعاله
هذا فتى الدنيا سليمان الذي / شغل الورى بجماله وجلاله
فالعدل في واديه حط رحاله / والجور هاب فجدّ في ترحاله
تاهت بنائله المنى فتبخترت / تيه المليح تعجبه ودلاله
اللَه أكبر فخر ينبوع النّدى / فليكرع الحرّان من سلساله
يا بدر لا تطمع بمثل كماله / يا ليث دع عنك ادعاء نزاله
فعّال ممتنع الفعال وقائل / لم تجن إلا الصدق من أقواله
ملك يعد السيف من فقرائه / وجماجم الأبطال من أمواله
ظفر الزمان بصيقل من حلمه / لولاه ما انطبعت حدود نصاله
رأي تشنّف بالعلوم كأنه / طبع الجواد يجيب قبل سؤاله
اليوم سلّ السيف من أغماده / وأراش راجي السعد طيش نباله
وأسى جروح الملك قيم أمره / راقي مخاوفه طبيب عضاله
ولعَ الكمال به ولوع متيم / لبس الهيام وجر من أذياله
تلك المعارف لو تصوّر لم يكن / تمثالها إلا على تمثاله
الشمس دون لقاه يهمل طرفها / والدهر يخفق دون خفق نعاله
صحت به العلياء بعد سقامها / وأعيد للمعهود عصر وصاله
وتحيرت منه العقول بواضح / مرآه قيد الطرف عين عقاله
للَه أكيس من تلامذة العلى / وفلاسف الحلكماء بعض عياله
فهو الملاذ وسائس الدهر الذي / راض الحرون الصعب من أهواله
وله السنان من اليراع مثقفا / صوب المنون يسيل من عساله
قلم إذا نفثت نوافث عزمه / بذ العقول العشر عشر مقاله
يتنوّع الموت الزؤام بطعنه / كتنوع الحرباء في أشكاله
وليهن مضمار البلاغة أنه / لولاه ما أتسعت فروج مجاله
قرم إذا لاقى الخميس عرمرماً / جدّت به العثرات من أجلاله
هنئت يا قمر السماء بدورة / للسعد تمسح عنه مسح وباله
دور كأنفاس النسيم تعلّة / تتراقص الأرواح باستقباله
من ذروة الشرف الرفيع قبابه / لا يستظل الحر غير ظلاله
شرف شعاعيّ كافرند الضحى / تتلألأ الدنيا بماء صقاله
وأراك يا ابن الخير غبطة ناظر / عوذت حبك بالنبي وآله
أسفرت بالحسب الأثيل كما بدا / جيد السماء مطوّقاً بهلاله
وحلا القريض بحسن وصفك منظراً / يزهو مكوفَرَه بمسكة خاله
فاعدته نشوان فيك تهزه / ندية الأنفاس من جرياله
ومضى قصارى السوء عنك / فأرّخوا البدر عاد له ارتفاع كماله