المجموع : 6
فخرت باَعمامي وطلت بأخوالي
فخرت باَعمامي وطلت بأخوالي / فزاحمت في الأفلاك كوكبها العالي
على أن لي نفساً عصامية لها / عقول كهول وهي في سن أطفال
وأدركت مجد السابقين بعزمتي / وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي
وسارت بمستن الكواكب همتي / وما وقفت إلا على النجم آمالي
وقلت لعين الشمس ما أنا بارح / ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
سمت كلماتي الساحرات ذوي النهى / سمو حباب الخمر حالاً على ال
قفا أثري المريخ حين سبقته / وقد مسكت كف الثريا بأذيالي
ولو وزنوا بي يذبلا خف وزنه / وقنطاره ما قيس وزناً بمثقالي
وأقوالي الأمثال لم يك سيرها / لغايتها غلا إلى جنب أفعالي
تقدمت فيها تالياً فضل والدي / ومن عجب صرت المقدم والتالي
وفصلت فيه عقد مدحي مجملا / فأغربت في تفصيل عقدي واجمالي
سلام على آل المظفر إنهم / إذا جدَّ جد القوم في شرف آلي
عليهم تحياتي تروح وتغتدي / وفيهم وإلا لا يطيب مقالي
حننت حنين الفاقدات الثواكل
حننت حنين الفاقدات الثواكل / لذكراك والذكرى أثارت بلابلي
وطارحت في الدوخ العنادل باكياً / فأبكيت فيه ساجعات العنادل
أطالت معي إعوالها لا هديلها / فطال لدينا النوح من دون طائل
ذكرت لها فجر الفرات وطيبه / وعصراً تقضى بين تلك الخمائل
فكادت مع الألفاظ تلفظ نفسها / وتخرج من بين الكلى والحواصل
فكيف بها لو أنني ذاكر لها / مساقط ذاك الدر من سحر بابل
فطوراً ترينا منه نفحة عاطر / وطوراً يرينا منه حلية عاطل
يذيب ثمين الدر خمراً لشارب / ويسبك خير القول تبراً لآمل
فيا لك سحراً من تفنن مبدع / يحير أرباب النهى والفضائل
خليط الصبا من لا مرء متباعد / على دجلة ذات الرياحين نازل
تزاحفه أمواجه بسلاسل / وما عدّ يوماً عن غزاة السلاسل
يرى الشاطئ الأدنى فيذكر معهداً / تولى حميداً بين تلك المنازل
أراني لو استبدلت غيرك لي أخاً / لعمر العلى استبدلت حقاً بباطل
إذا أنا جاوزت الحدود من الوفا / فلا جاوزت جيدي حدود المناصل
ميلوا إلى الوصل يا أهل الوفا ميلوا
ميلوا إلى الوصل يا أهل الوفا ميلوا / فالقطع منكم بدا والحبل موصول
لا تخجلوا من تجافيكم فقد عرقت / جباهكم إن أيدينا مناديل
فطالما مسحت صدراً به درن / فعاد وهو بكف الصفح مصقول
لا والذي شاء أن يبقي غريمكم / مستعطفاً يتقاضى وهو ممطول
إنا على عهدنا الماضي فليس لنا / عنه وإن حالت الأيام تحويل
خلتم خلا القلب منكم يا أحبته / وفيكم ربعه المعمور مأهول
قومو النظر واهل تراءى في سجنجله / لغيركم يا مثال الصدق تمثيل
زنوا ليبذر حب الحب صبكم / في ربوة القلب أو في صاعكم كيلوا
يا مصدري غرر الأحكام سافرة / إن الخيال الذي خلتم لتخييل
تدلل صار منكم وهو برهنة / كما تشاء مغازيكم وتدليل
تقولوا أو فقوَّلوا ما بدا لكم / حسبي من الذكر هاتيك الأقاويل
يا من يرّد علي الباب أطرقه / عليه ردك محبوب ومقبول
وناقد القول ملفوظاً لمهزلة / ما هكذا توسم النيب المهازيل
ومرسل السحر يعييني مطالعة / موضوعه وهو في أذني محمول
حللت معدنه نقداً ولا عجب / فالنقد للذهب الابريز تحليل
وللعروض الذي قطعته سبب / من المهازل مصنوع ومجعول
قوضته فتراءى ماله وتد / ترثي له فاعلات أو مفاعيل
أهل الفرات أهل يرضى سديركم ال / عافي الرسوم به أن يقرن النيل
تحير الفكر هل كانت زرواقه / أجرى وأثبت أم تلك الأساطيل
وفي الضفاف بيوت قيل ساكنها / الركب حطوا إلى التعريس أو قيلوا
عرب لهم في عشايا الجدب ضيقة / بالضيف ترحيب ملهوف وتأهيل
كم ضل مضطر ما أخر والقرى / خوف المدى الحمر مرسون ومعقول
في كل يوم لهم عيد وعادتهم / أن تنحر الخيل والكوم المراسيل
آه على القصر شرقياً حييت به / والوقت في هجمات الأنس مقتول
وللكروم وراء القصر مثمرة / عقص الجعود وللأعشاب ترجيل
والورق تهدل في الأغصان ساجعة / وللعناقيد في الأوراق تهديل
لم يجل فيه قذى عينيَّ من سهري / إلا أغن غضيض الطرف مكحول
وفتية كسيوف الهند جوهرها / على المضا قبل طبع القين مجبول
لا تمسك المال أيديهم لجودهم / إلا كما تمسك الماء الغرابيل
الحاصلون على علم وحظهم / من ضيعة الفضل مبسوط ومحصول
كم نثرة من نسيج الفكر محكمة / منهم بها لاح تصدير وتذييل
ان فاكهوا فرزين الحلم تحمله / أخلاقهم وهو باللذات مشمول
أصولهم مثبتات أن دوحهم / له من المجد تفريع وتأصيل
صافيتهم ويمين الدهر تمسط لي / وساعدي بنشاط العمر مفتول
غذاء روحي غدوا والنفس ليس لها / إلا الفكاهة مشروب ومأكول
مباني الجسر ناجيني على بعد / فالقلب عندك رهن الحب متبول
هل السواقي على عهدي مناصلها / فبعضها مغمد والبعض موصول
وهل عرايس ذاك النحل مرسلة / على ترائبها تلك العثاكيل
أحبابنا بالحمى إن ضن وابله / عليكم فركام الدمع مبذول
لجيرة النجف الأعلى بجانحتي / مغنىً كما يتمنى القلب منزول
آراؤهم لا السيوف البيض قام بها / لِلّه في الأرض تكبير وتهليل
أعلت منار الهدى في كل مملكة / هذي العمائم لا تلك الأكاليل
تطاول السمر صهب في أناملهم / نصيبها الطول إذ حظ الظبا الطول
يستعرض العقل روضاً من مهارقها / عليه ينبت معقول ومنقول
بيوت علم عليها أينما ضربت / ستر من العفة البيضاء مسدول
إن حاججوك فشمس الصحو حجتهم / أو جاولوك فلا نكس ولا ميل
لو طال طول المدى تفصيل ناعتهم / لم تبلغ الزند هاتيك التفاصيل
إذا رأى الخصم محجوجاً أدلتهم / صريحة ما بها لبس وتأويل
يظل من تحتها يرنو فتوهمه / بزاتهم تلك أم طير أبابيل
فخراً أدلاء من تاهت بصيرته / فأنتم في دياجيها قناديل
براكم اللَه أرواحاً مقدسة / من معدن اللطف والباقي تماثيل
دافعتم عن سنا القرآن فالتجأت / نوراتهم لسناه والأناجيل
سمعاً خليط شبابي ما لعاطفتي / مهما تغيرت تغير وتبديل
كم عللتني بك الأيام تجمعني / وعلتي أصلها هذي التعاليل
وواعدتني أن تصفو مواردها / وما مواعيدها إلا الأباطيل
قل للألى نفروا بالجهل صيدهم / أين الشباك استقلت والأحاييل
لم يغن عنكم فتيلا طول مكركم / مات الخداع وفي النزع الأضاليل
لا فجر كم صادق حتى تقوم له / من رقدة الليل أحرار بهاليل
ولا ضحاكم له نور فنعرفه / لكنه غشوة فيها الأباطيل
عذولك موصول فكيف انفصاله
عذولك موصول فكيف انفصاله / وصبك مفصول فكيف اتصاله
تذللت للواشي كأنك عاشق / فأصبح مقصوراً عليك دلاله
وحكمته بالروح فالأمر أمره / وهل لك يا مملوك إلا امتثاله
فلم أدر ما المحبوب من حركاته / لعاشقه أقواله أم فعاله
إذا كان ذا من فاين جميله / وإن كان ذا حسن فاين جماله
أحلته ربع المجد منك انخداعة / فثقف معوج الضلوع احتلاله
ألا أيها المخدوع ضيفك صائد / ويوشك أن تلقى عليك حباله
أحذرك السحر الذي بلسانه / وما هو إلا مكره واحتياله
أفي اليوم محبوب إليك نزوله / وبالأمس محتوم عليك نزاله
له الليث أخلى خيفة المكر غابه / ومن فرق خلى الكناس غزاله
نعيمك أضحى عنده متموجاً / وعندك أضحى بؤسه ونكاله
هلال السما ظهر الأبي مقوس / ولا عيب في قوس وأنت مثاله
لقد نبذت أوتاره خلف ظهره / وعادت اليه بعد نزع نباله
غدا الوطن المحبوب جسماً موزعاً / نوادبه أطلاله وظلاله
بمن يدفع الجلى وهذي يمينه / من الزند جذت يوم بانت شماله
بكيت على الماضي وان كان مسلمي / لحاضر وقت ليس يدري آماله
هجير من البأساء شق امتداده / وظل من النعماء عز انتقاله
ومعتقل شد الوثاق على الأبا / وسد طريق المصلحين اعتقاله
يعدل ميل المشتكين فيشتكي / ويشكر صنعا ميلها واعتداله
فلا مطلق حول المفر عنانه / ولا ضيق عند المكر مجاله
فأكبر ممنوع من الظيم نفسه / وأكبر مبذول من الشعب ماله
فيا بارق الآمال ذاب من الصدى / فؤاد على نبض البروق اتكاله
لوى وعده بالغيث خلب برقها / فحتى مَ يبقى ليه ومطاله
واضغاث أحلام بها خطر الرجا / ومرَّ بوادي النوم يسري خياله
عم السؤال فلات حين سؤال
عم السؤال فلات حين سؤال / أو ما كفتك قرائن الأحوال
انظر بتأريخ الزمان الخالي / نظرات عينك في الزمان الحالي
تجد الظروف هي الظروف وإنما / تتفاوت النظرات بالأجيال
يتخالف الإنسان في أخلاقه / إما اغتدى متوافق الأشكال
والملح والعذب الفرات كلاهما / ماء ولا كالبارد السلسال
والدوح نبت والثمار مناسب / والكرم أكرم من عروق الضال
والأرض تلك الأرض ما ان بدلت / بقوارع الأرجاف والزلزال
جيل تعاهدها صعيداً طيباً / واختارها لمنابت الأعمال
غرس المساعي في ثراها فاغتدت / محمودة البكرات والآصال
غرست على ورق الوعول فأثمرت / والغرس في الأوحال لا الأوعال
يرقي إليها السيل وهو مسالم / والسيل حرب للمكان العالي
أجيالنا الماضون عز خضوعهم / وسكوتهم لمصارع الأجيال
درجوا وأبقوا بعدهم أفعالهم / عبراً لأسماء بلا أفعال
تركوا البلاد وخصبها مستوعب / ما بين أجواز إلى أجبال
والخصب ليس بمسمن سكانها / إن كان محفوفاً بقحط رجال
كالفيل ليس بمرهب إن لم يكن / فيه زئير الليث ذي الأشبال
وكذا الغصون القارعات إذا خلت / مثل الديار دوارس الأطلال
ما استوقف اللص المدرب مكنز / فخم له باب بلا أقفال
واحسرتا خلت البلاد فهل بها / من شاغل هذا الفراغ الخالي
تركوه مغزىً يستهان وإنهم / لو يشعرون ربائق الانفال
لا يفلتةن براءة من شعبهم / والمري من دمه دم القيفال
والصل لو لسب الجبين لما نجت / قدم الفتى من سمه القتال
جهل النصيح عليَّ أثقل موضعا / من غلظة اللوام والعذال
رمق السراب فجردت أثوابه / عنه ليسبح في عباب الآل
واستعمر الجو البعيد خياله / فبنى على الأوهام والآمال
حرث الجبال وتلك ضيعة أشعب / يستصعد التيار من أوشال
عقد المنى سرجا على متوهم / فجرى ولكن في مجال خيال
وكأنه شحذ الهلال مهنداً / أو جاء معتقلا مذنب هالي
قالوا أتتك من المشيب غلائل / جدد تطرز في نهىً وجلال
فتعر عن برد الشباب فإنه / صدى المفاضة أقتم السربال
حتى إذا ملأ القميص معاطفي / أبصرت منه طرائق الاذلال
فطفقت أهتف والمسامع لا تعي / من لي برد برودي الأسمال
برد الشباب لأنت نثرتي اللتي / فيها فللت مضارب الأهوال
لو في متون العيس همي لانثنت / ملسا رمين الأرض بالأثقال
ولو أنها بالطود عادي الذرى / لانهار عن دعص النقا المنهال
ولقد مررت على البيوت فساءني / إشغالها وفراغ بيت المال
خفت جبايته وصار خراجه / ثقلا على الأمراء والعمال
والمهلين المهملين كأنهم / خلقوا من الامهال والاهمال
يا موطن العرب الكرام تقطعت / منك البلاد تقطع الأوصال
بعد انساعك صرت أضيق دارة / معدودة الأطراف بالأميال
خسر الجباة السعي فيك وأصبح ال / قسطاس تحت وسادة المكتال
وتشاطر القنطار قوم ما سعوا / سعياً يوازي حبة المثقال
كم جدول أعمى العطاش عيونه / وبصدره ركدت جبال رمال
من آخذ بيديه حتى يشتكي / تعطيله لوزارة الأشغال
اللَه في الشعب الضعيف فمن له / من بعد طول السقم بالابلال
غنوه وقت نزاعه ومن العنا / هزج الغنا بمآتم الإعوال
ولو أنهم تركوا العلاج لنفسه / لغدت تحكمه على الآجال
ومغفلين تلاعقوا من مكره / شهداً يصب عليه سم صلال
ان غرهم عسل يروق فربما / ذاق الحمام الغر من عسال
لا تمتزج بالخائنين فطالما / قلب الذعاف طبيعة الجريال
لا تصحبن أعمى البصيرة خابطا / فمن الضلالة صحبة الضلال
شعراؤنا صنعوا لبؤس قصيدهم / مستحكم الأكمام والأذيال
زرداً بها لقح الشعور مقارنا / وضع الفعال بمولد الأقوال
حفظوا بها روح البلاد لو أنهم / نسجوا مفاضتها على منوالي
غنّت قيانهم فخلت بلابلا
غنّت قيانهم فخلت بلابلا / صدحت وما هاجت لدي بلابلا
وبروا نبال لواحظ ثعلية / لم تتخذ غير القلوب مقاتلا
عرب تحوط قدودهم فتياتهم / فتخالها وهي الرطاب ذوابلا
وتسلّ دون الحي من اجفانهم / بتراً لها عقدوا الجعود حمائلا
من كل مواج الغرار مدعج / لشباه قين الكحل اصبح صاقلا
سود ضفت اهدابها فكأنما / لبست من الهدب الاثيث غلائلا
يحمين امثال الغصون معاطفاً / والمسك طيباً والشمول شمائلا
الحاملات من القسي حواجباً / والواضعات من العقاص سلاسلا
والناطقات حلي انطقة الصبا / والصامتات دمالجاً وخلاخلا
حكت الاهلة حسنهن لو اغتدت / تلك الاهلة في الجمال كواملا
وشأت غصون البان لين قدودها / لورحن من طرف الشباب موائلا
ياعاذريّ وكم دعوت ولا ارى / بهوى الكعاب الرود الاعاذلا
لبرئت من دين الصبا ان لم ادع / انسان عيني في الصبابة سائلا
ميلا لشرقي الكثيب فدونه / الاسراب لحن روامحا ونوابلا
يمرحن في صبب غدت عرصاته / للعاشقين مصارعاً ومجادلا
يعطو وراء قطيعها رشأ له / نصبت يداي من الغرام حبائلا
داجي مشق الطرف الاَّ انَّ في / وجناته لسنا الصباح مخائلا
امليك رهط الريم حسبك كم افي / وتعود في تسويف وعدك ماطلا
قد جار طرفك عابثاً ببني الهوى / عجباً تجور وكان عطفك عادلا
خفَّت بخصرك نشوة غنجية / فغدت روادفك الثقال كواسلا
وزهت شمائلك الحسان كأنما / اعطيت من حسن الفعال شمائلا