القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد نسيم الكل
المجموع : 30
سلي ليس فيما تسألين فضولُ
سلي ليس فيما تسألين فضولُ / أخبّرك أي الدولتين تدولُ
أرى ليَ رأياً في الحروب مسدداً / يرى ان عقبى الامتين وبيل
فكم من يتامى مالهم من يعولهم / وكم من أيامي ما لهن بعول
شربن الردى كاساً ومنهن مطفل / وأخرى بحكم الحادثات ثكول
لبسن حجول المجد والعز حقبة / ورحن وفي أقدامهن كبول
وكم من شباب عاجل الموت عمرهم / وعاش على مهد الهوان كهول
يسيرون والموت الزؤام وراءهم / يسير على آثارهم ويجول
ترين دياراً قد اناخ بها البلى / وعفت عليها الحرب فهي طلول
وما للكعاب الغيد في عرصاتها / من الرعب الا رنة وعويل
جسوم واشلاء تمزقها الظبى / وطرق المنايا للعباد شكول
وكم من رؤوس اينعت لقطافها / اذا استل مشحوذ الغرار صقيل
هناك ترين القوم سالت دماؤهم / كأغدرة الوديان حين تسيل
ترين رجالاً كالليوث كواسرا / لهم من قناهم حين تركز غيل
يصولون في الهيجاء والنقع ثائر / له فوق هام الدارعين سدول
ترين سيوفاً كالبروق لوامعاً / لها بين أضلاع الكماة صليل
ترين جريحاً بالدماء مضرجا / وآخر تحت النقع وهو قتيل
وكم من قويّ أوهن الضعف عزمه / وكم من عزيز بات وهو ذليل
ويا رُبَّ عان في الحديد مكبل / على إثره يشكو السقام عليل
وكم من شجاع لا يراع فؤاده / نهيك عن الهيجاء ليس يحول
وآخر وثابٍ بابتر ما به / اذا قارع الصلد الأَصم فلول
ترين ليوثاً فوق خيل ضوامر / لها بين رنات الظباة صهيل
كأنهمُ نبت الربى في متونها / يميلون حيث الصافنات تميل
ترين بسوح الحرب جيشاً عرمرما / تضيق حزون دونه وسهول
يسير بها شرقا وغربا وفوقه / من الطير جيش ما اليه وصول
شروب لما يجري على الارض من دم / وآخر من لحم الكماة أكول
وبالبيض شوق للرقاب ولهفة / اليها وبالسمر العطاش غليل
ولا نفس الا جال فيها حمامها / ولا عقل الا حل فيه ذهول
فإيها لحرب ادهشت كل سامع / وزاغت لديها أعين وعقول
فهل بعد هذا الوصف تبغين جيئة / الى باحة فيها المنون تغول
قفي أمة اليابان في الحرب موقفا / يعز على من رامه ويطول
يقولون ما للصفر هبوا من الكرى / وقد كان فيهم ذلة وخمول
وباتوا يخوضون الوغى بجنودهم / وكلهمُ مستبسل وصؤول
ومن يعبد الاوثان لا دين عنده / وكيف ولم يبعث اليكِ رسول
وقالوا نكثت العهد والنكث وصمة / وليس الى ما يدعون سبيل
شحذت سنان العزم بعد انثلامه / وأرهفت حد الحزن وهو كليل
سرى عزمك اليقظان والغرب راقد / فنبهت طرف الغرب وهو غفول
فلا تجنحي للسلم ما دامت الوغى / وما دام في أيام عمرك طول
وهذاك نجم النصر فوقك مشرق / ينير ولما يعتوره أفول
ومن يدفع الاعداء عن عقر داره / وقد ركب الجليَّ فذاك جليل
أميمة ليس المجد بالمطلب السهل
أميمة ليس المجد بالمطلب السهل / لئن لمتني جهلاً فحاشاي من جهلِ
أقلّ الذي ألقاه فيه من الأسى / عداء ذوي حقد وكيد ذوي غلّ
وما الناس الا ما عرفتِ وفيهُّم / خفيّ مدبّ الكيد كالارقم الصلّ
ولولاك ما علّمت نفسي صبرها / ولا صنتها شأن المروع عن القتل
ولا سرت الا تحت نقع كأنه / غمام اذا استسقى توكف بالنبل
وبيض اذا استلت رأيت متونها / تألّق مثل البرق من جودة الصقل
بقوم اذا هزوا الظبا صدعوا الدجى / وشقوا جيوشاً من حنادسه العُزل
كفاك فتى لم تقبل الضيم نفسه / ولما يقف بين المهانة والذل
أخو مهجة لا تستخف بها الدمى / فيصبح مشغوفاً بعفراءَ أو جُمل
ولا تامه وجد ولا شفه جوى / ولا بات مسلوب الفؤاد من التبل
أجد فيثنيني الزمان بهزله / ويا بؤس جد قد تناهى إلى هزل
الى أن لوت من ذلك الدهر أخدعى / يد جذبت ضبعي بساعدها العبل
تساقط أحداث الليالي ولم تزل / سحابتها وكفاء دائمة الهطل
نوائب لو يهمى عليّ رذاذها / لهان ولكنّ البلية في الوبل
هو الرزق لو يجري على العلم والحجى / لأصبح أثرى العالمين أخو العقل
وعاذلةٍ تبغى جلاء حوالك / عواقبها عن كل كارثة تجلى
فلا تعذليني يا أميم فانما / فؤادي لا يجديه شيء من العذل
كفا بيَ همّاً لو تقسم بعضه / وكان على رضوى لناءَ من الثقل
ولا تسأليني صنع كفيَ بعدما / شغلت بتأنيب القضاء عن الشغل
سلى ابن ابراهيم فهو سميدع / خبير بحالات السماحة والبذل
ولا تشتكي الا اليه فانه / حليف مروآت يواسيك أو يسلى
فتى حاز في سن الشباب مهابة / فكيف به لو بان عن أشيب كهل
من الغر أعلو قبة الجود بعد ما / تهاوت مبانيها من الشح والبخل
بدوا في سماء المكرمات أهلة / فضاءت بهم في الليل حالكة السبل
غنيت به عن كل قربى وشيجة / ورب يد سمحاء أغنت عن الأهل
فتى النثر لو أرخى عنان يراعه / تمايلت الأعناق بالمحكم الجدل
وإن شد أسباب القريض تكفأت / حياءً فحول الشعر من شعره الجزل
فيا ابن الذي طار الفخار بصيته / وحلق في جو المروءة والفضل
عرفناه لا عن رؤية عرضت لنا / ولكنَّ ليث الغاب يعرف بالشبل
دللت على غرس تسامت فروعه / ويا حبذا فرع يدل على الأصل
يعدُّ الفتى أحسابه لتزيده / ويغنيك عنها قولهم معرق الفحل
كذاك سيوف الهند تشهر باسمها / وتعرف من ماء الفرند على النصل
وراءك يجري الحاسدون ليدركوا / علاك فتستحي فتمشي على مهل
أمانيُّ قوم طاولوك سفاهة / كما طاول النجمُ السحوقَ من النخل
أسرت قلوب الخلق بالبر والندى / كما أسرتها الغيد بالاعين النجل
فلو عدل المقدار أعطاك حكمه / وشاطرك السلطان عن قسمة عدل
ودست هوادي المالكين وهامهم / بصافنةٍ خُزرِ ومقربةٍ قُبل
تداركت جمع الفضل بعد شتاته / فلولاك عاش الفضل منصدع الشمل
وشام هلال الافق مجد سميّه / فأوشك أن يهوى إلى موطئ النعل
تقوَّس ما بين النجوم كأَنه / يعيش الليالي باحثاً لك عن مثل
خرجتُ إلى الدنيا وعيسيَ شرَّدٌ / درأت بها في رحب جانبك السهل
سوائر سواهن فكري وخاطري / لجوب الفيافي كالمعبدة البزل
وخلفت قوماً ليس يهمى جهامهم / ولذت بمسكوت العوارف منهل
معاشر جادوا باللسان وما بهم / أخو نجدات يتبع القول بالفعل
اذا أنا شيدت القوافي بمدحهم / هوت مثلما يهوى البناء على الرمل
لهم نسب إن رمت مد حباله / نسلت خيوطاً غير محكمة الفتل
همُ سودوا وجه العطايا بمنهم / وهم كدروا صفو المكارم بالمطل
وما أسفى الا على مدح معشر / خلائقهمِ شيدت على المين والبطل
فلا تعطهم شعري وأنت كفيله / يمينا ولو جشمت عزمك من أجلي
ولا تجعلنهم ينهشون قصائدي / بحد نيوب لا أبا لهمُ عُصل
جرى ضحلهم حتى سئمت عبوره / ومن يلق غمرا لا يهم إلى ضحل
أحاطت بنا نعماك والدهر مجدب / إحاطة رسغ بالسوار أو الحجل
وألبستني ثوباً من العرف معلما / جررت به ذيل الفخار على رسل
ومثلك يعطى الألف وهو يظنها / سحابة رفد لا تعد من الطل
وليس عجيباً أن تمنَّ بمثلها / ويمناك مثل الغيث كشافة المحل
يمين بها مفتاح كل عسيرة / ويسرى بها إقليد عاصية القفل
تفتح هذي بابة اروقة الغنى / وتوصد هذي باب أفنية الأزل
مديحك عندي من فراضيَ التي / تقام ومدح العالمين من النفل
ولي فيك ملئ الخافقين أوانس / يتهن على الغيد الأوانس بالدل
كواعب لو ذاق الأديب رضابها / لما استعذب الأريَ الجنيَّ من النحل
مشت تتهادى نحة بيت محمد / لتسكن من بيت المحامد في ظل
أراك لها كفؤاً ولولاك أصبحت / دمى عانسات لا تزف إلى بعل
عدمت بناتي وارتضيت بوأدها / إذا لم أجد أكفاءَهن أو العضل
قريض تمنته الحسان قلائداً / يزنَّ بها أجيادهن لدى العطل
أبا أحمد لا زال شعريَ فيكما / يضوع مدى الأيام بالأب والنجل
وليس عجيباً ان نراك أبا الحجى / ونبصره رب النجابة والنبل
لقد نال حظاً من معاليك وافيا / وسوف يرى في فضله وافيَ الكفل
فان يك طفلاً لا يميز فانه / كبير علاء مجده ليس بالطفل
زكا بك نسل أحمدٌ عرف طيبه / فبوركت من زال وبورك من نسل
ولا زال محمود النقيبة طالعاً / هلالا بآفاق العلى حسن الفأل
ودونك شعرا شرف اللَه قدره / بأن جعل الانشاد في مجمع حفل
حديث وإن ضاق المقام طويلُ
حديث وإن ضاق المقام طويلُ / يهش اليه عالم وجهولُ
مضت أمة من بعد أخرى وذكرها / على صفحة التاريخ ليس يزول
قفا نبك من ذكر ابن كورش ساعة / ففي الصدر مما قد جناه غليل
فتى لم يطب في دوحة المجد فرعه / ولا أعرقت في الملك منه أصول
مشوق إلى حرب يهز بسوحها / سيوفاً لها بين الرقاب صليل
يدير رحاها حيث دارت وسيفه / اذا هز ماضي الشفرتين صقيل
شديد مناط القلب والموت سائرٌ / يعبئ من اعدائه ويكيل
لقد كان سفاكاً اذا صال في وغى / بأبتر طاغي المتن حين يصول
وكان محباً للشراب ومدمناً / وناهيك إدمان الشراب ثقيل
ففي ذات ليل قام في حان لهوه / وللخمر من ثقب الدنان مسيل
وقال لهم يا قوم هل لي مماثل / وهل لي بين المالكين عديل
فتحت بسيفي مصر وهي عزيزة / وقدتُ سماتيكوس وهو ذليل
وحملت أعباءَ الهوانِ بناته / فبتنَ وكلٌ للهوانِ حمول
وجلت وللصمصام في موقف الردى / صليلٌ وللنهد الكميت صهيل
وقاتلت أعدائي بأصلت ما به / اذا صلت في الحرب العوان فلول
وروّيت منهم صارمي غير راحمٍ / فجفت دماء القوم وهو بليل
فقولوا ألست المرءَ من بات ملكه / يشب إلى نيل السهى فيطول
فقال له اليقظان من ندمائه / وجفن زمان السوء عنه غفول
تأيّ سليل الملك فاللَه شاهدٌ / بأنك للجيش اللهام كفيل
تصولُ بأطراف القواضب بينهم / فيفديك منهم مقنب ورعيل
ويكفيك فخراً أنك الليث ثائراً / وكل مكان ضم شملك غيل
ولا عيب إلا حسوك الخمر جهرة / وما شربها إِلا أَذىً وخمول
وإنك لولاها لكنت محبباً / الينا وما للخوض فيك سبيل
وما كنت إلا خير من ملك الورى / وما لك بين العالمين مثيل
فجانب رعاك اللَه ما اسطعت شربها / وإن كنت مشغوفاً بها فقليل
ولا زلت في الدنيا مليكاً مؤيداً / ومجدكَ فيها غرة وحجول
فلما وعى قمبيز ما قال لم يصخ / إلى النصح واستولى عليه ذهول
وقال له قم فأتِ بابنك مسرعا / ولا تعترضني فالطلاب جليل
وكان غلاماً في نضارة وجهه / وطلعته ماء الشباب يجول
له غرة تعشى العيون صقيلة / وخد كما تهوى العيون أسيل
فجاء به قسراً وفي الصدر غلة / وفي القلب داءُ النائبات دخيل
هنا الملك الطاغي تلهب حقده / وبات بمنح العفو وهو بخيل
هنا قبض العاتي على القوس قائلاً / أمثلى له في العالمين عذول
إلى الموت يا هذا الغلام إلى الردى / ليعلم كلٌّ فيّ كيف يقول
أمثلى يُنهى من أبيكَ وما درى / لغفلته أن الحياة شمول
وها أنذا سكران سكرة مدمن / يميل مع الصهباء حيث تميل
فان لم أغب عقلاً ولم أرتجف يداً / فان ملام اللائمين فضول
وقد فوّق السهم المراش إلى الفتى / فخرّ على الغبراءِ وهو قتيل
وسارت ولم تأثم إلى اللَه روحه / وضوعف أجرٌ للغلام جزيل
وسار أبوه وهو ينشدُ أمه / وقد أصبحت بالرزءِ وهي ثكول
أوالدة المقتول صبراً على الأذى / ومهلاً فحالات الزمان تحول
وقولي لمن دارت على الظلم كأسهم / أفيقوا فعقبى الظالمين وبيل
فرحتم بكاس الجور حيث وراءَها / من العدل كأس للظلوم تغول
سيهدم دهر العدل ما قد بنيتمُ / وتصبح دور الظلم وهي طلول
ومن يظلم الشعب الكثير عديده / فللشعب عن هذا الظلوم بديل
ويا ويح قوم لا يزال بيومهم / مليك على مهد الضلال عليل
أمير الندى أزمعت نحوك رحلة
أمير الندى أزمعت نحوك رحلة / وأحسن ما يُرجى اليك رحيل
سجاياك بين العالمين حميدة / وذكرك عند السامعين جميل
سأطريك بالشعر الذي أنت أهله / وأسدى اليك الشكر وهو جزيل
فلا زلت للآداب ترعى ذمارهم / وأنت صديق للعلى وخليل
أبعدك أصغى الى العاذل
أبعدك أصغى الى العاذل / وهل يبدل الحق بالباطل
لسوف يرى سعيه بيننا / ويجزى من الحكم العادل
أرى الحب فوضى وبي هاجس / يمثل لي غيلة القاتل
فيا ظبي رفقاً بقلب امرئ / كليم وجسم فتى ناحل
فؤادي عفَّى عليه الهوى / فزال وما كان بالزائل
لقد علمتك الجفا عذلي / وحسبك من عالم عامل
ومن عجب أن لي حسدا / أطالوا هجائي بلا طائل
ومن عينه ابيضَّ إنسانها / رأى الصبح كالغسق الحائل
يسير الكمال إلى مصطفى / وتسعى المعالي إلى كامل
خطيب المنابر منطيقها / اذا قام في محفل حافل
له قلم مثل حد الظبي / اذا رعفت في يد الصائل
ينبه للمجد قوماً سهوا / عن المجد سهو الفتى الغافل
وليس سواه بمصر امرؤ / مشوق إلى مجدها العاجل
يحرر مصرا ويبنى لها / صروح السعادة في القابل
فلا زال يرقى إلى سؤدد / يعز على الحاسد الجاهل
وما كل راج بلوغ العلى / إلى ذروة المجد بالواصل
تيمور يا ابن الأولى عزوا بسؤددهم
تيمور يا ابن الأولى عزوا بسؤددهم / وخيرَ من يرتجى في الحادث الجلل
اني شكرتك شكر الروض باكره / من الغمام ملثُّ العارض الهطل
من لي بيمناك يا ابن الغر ألثمها / فإنها خلقت للثم والقبل
لقد تمنيت ان تطوى بشاردة / لكنَّ فكري من الأيام في شغل
فاعذر فتاك على تقصير همته / فانه منك يوم الحمد في خجل
وقائلةٍ ما بال ثغرك باسماً
وقائلةٍ ما بال ثغرك باسماً / أصادفت بشرا أم غنيت بمال
فقلت لها بشر ومال ومجلس / على الخير مأهول بخير رجال
فقالت لمن هذي المحامد كلها / فقلت لها لابن الكرام هلال
وغادرتها تدعو من البشر ربها / بحفظك محفوفاً بارغد حال
وما صغت مدحي فرحة ليد امرئ / كثار العطايا عنده كقلال
أبا أحمد دم للثناء مخلدا / لتزدان أيام به وليال
يقولون في مرآى الهلال سعادة
يقولون في مرآى الهلال سعادة / يحلّ بها يسرٌ وتحسن حال
فكيف وفي عيني هلالان واحدٌ / هو الشهر وابن الاكرمين هلال
ليهنأ أناس أبصروا المجد جهرة
ليهنأ أناس أبصروا المجد جهرة / اذا قيل هذا أحمد بن هلال
وإن صوروه حاسر الرأس بينهم / فقد صوروا للمجد خير مثال
دعيني من الأمل الباطل
دعيني من الأمل الباطل / يعز السماك على الآمل
ترومين أشياء لو رمتها / لخضت المعامع بالذابل
وفيم الصعور إلى هضبة / اذا أصبح الحظ في النازل
اذا نظر الطرف نحو السما / ء رد بنجم بها آفل
بعثت بحظي يرود المنى / فعاد بجسم له ناحل
وما كل راج بلوغا إلى / غدير المجرة بالواصل
فيا ليت أمي في عصرها / قد ابتليت بأب عاضل
ويا ليتها لم تزر بعلها / ولم تلف في القوم بالحامل
وليت أبي قبل عقد القران / رمته المنون إلى الغاسل
هما سببا للفتى ضجعة / بقبر على ضيقه آهل
فاما إلى جوهر صاعد / واما إلى عرض سافل
ولست بدار أأنحى على / أبي أم على أمي الهابل
ولست بناس لتلك يدا / ولا لأبي الحازم الفاضل
ولكنها النفس جاشت أسى / ففاضت من الكمد القاتل
أنوء بعبأ ولم أشكه
أنوء بعبأ ولم أشكه / ويا ثقل عبأي على الكاهل
عروس وطفلٌ على ثديها / يخلف للقدر العاجل
أخاف عليه اغتيال الردى / واحنو على أمه الثاكل
وقد كنت من قبل في غبطة / فادركت بؤس امرئ عائل
ومن كان مثلي في حاله / قضى العمر والدهرَ في شاغل
وحسب التي نظرت غيرها / فهاجت لجيد لها عاطل
وما عذرت بعلها مقترا / من العلم والجاه والنائل
انابتة النيل لا تقدموا / وصية من ليس بالهازل
ويا ثاقب الرأي عش أعزبا / اذا كنت للنصح بالقابل
مصابك يوم زفاف العروس / مصابك من حادث هائل
أرى كل يوم فتى شاعراً
أرى كل يوم فتى شاعراً / تلقى الفصاحة عن باقل
يحن إلى غزل بارد / ويمدح عصر أبي وائل
ويشتاق ليلى ومجنونها / وما هو في القوم بالعاقل
يذكرنا العيس في شعره / ويهفو إلى الناب والبازل
ويطرى خلائق لو خيروا / لمدوا اليه يد السائل
فيا شعراء الزمان افقهوا / وجولوا بطرف لكم جائل
خذوا الغرب في شعركم أسوة / ليحيى به الشرق في الآجل
هزبر وشمس وبدر الدجى / اباطيل تحلو لدى الجاهل
تعالوا فأنحوا على ظالم / ين ساسوا الشعوب بلا كافل
وشر ملوك الورى مالك / يحط من العالم العامل
يصول الظلوم على شعبه / ولم يلف في الحرب بالصائل
وممن يرجّى الحجى نصرةً / أمن ملك للحجى خاذل
اذا ولى الصيد او توجوا / فلا بد للصيد من عازل
غطاريف غالوا حقوق العباد / وما ارتدعوا بالردى الغائل
رعى اللَه من ساس شعبا له / بعدلٍ فسمىَ بالعادل
ولا بارك اللَه في ظالم / يصيخ الى كذب الناقل
حماة الرعايا وكل امرئ
حماة الرعايا وكل امرئ / حفيظ على عرشه خائل
اذا لم تهبوا الى نهضة / تقضى الزمان بلا طائل
هجدتم عن الدأب رأد الضحى / وبتم بطرف لكم غافل
فلا تحوجونا إلى نفرة / كما ينفر النحل من عاسل
خذوا عبرة من ملوك مضوا / وراحوا بذكر لهم خامل
لقد غصبوا الملك حيناً وكان / مقيمهم فيه كالراحل
وكم ثل ربك عرش امرئ / فخور بموكبه الحافل
وكم من ظلوم عفا ملكه / فتاق الى ملكه الزائل
جويّ له جفن من البين هامل
جويّ له جفن من البين هامل / وجسم من الشوق المبرح ناحل
وما البين الا لوعة وتلهف / وما الحب الا لوّم وعواذل
ولا العيش إلا حسرة ومضاضة / ولا الناس الا خادع ومخاتل
ومن مضض الأيام أني بمعشر / لهم أوجه قد رقعتها الجنادل
ولست براض بالمذلة بينهم / وأم الذي يرضى المذلة ثاكل
الى كم ألاقي كل حين شويعراً / جهولا يعاديني عيياً يجادل
فيا نفس تأساء فلا بد في غد / يفي عهدي الممطول دهر مماطل
ألهفاً أرى قوماً يهان عزيزهم / ويكرم فيهم ساقط الذكر خامل
لهم من يراعي ما يسود ذكرهم / ولي منه ما ضمت عليه الأنامل
ومن مد في سوء حبائل مكره / تمد له من كل سوء حبائل
وما مصر الا موطن ساء حاله / ومغنى رحيب بالسعاية آهل
فلا يغتلني المبغضون فانني / فتى علم هانت عليه الغوائل
واني على رغم الكواشح شاعر / لمولى أظلته المواضي الصياقل
مليك غدا فوق الثريا جلاله / فما بعدت لو أنه المتناول
وما هو الا خير من وطئ الثرى / من الخلق والتفت عليه المحافل
وما خلقت أمّ النجوم لموطئ / ولكنه فوق المجرة راجل
وما هو الَّا البدر في هالة العلى / وليس له الا القلوبَ منازل
قصدتك يا عباس والشعر في فمي / عليه من الذوق السليم دلائل
مديحك سحر للعقول بيانه / ومصرك لو تدرى القصائد بابل
توليت ملكاً ثبت اللَه عرشه / فلا هو منقوض ولا هو زائل
فدم واهن بالعام الذي أنت عيده / لنا فيه من يمناك جود ونائل
أحسُن دل على القلى حملَه
أحسُن دل على القلى حملَه / أم ما رواه الوشاة والعذله
قد غادر الصب ما به رمق / تراه يحييه بعد ما قتله
وما الهوى غير لوعة وجوى / والشوق الا تلهف ووله
ما للعذول الذي منيت به / لا يتقي اللَه في الذي نقله
يا هاجر الصب حيلتي نفدت / وعاذل الصب متقن حيله
قطعت حبل الهوى بلا سبب / يقضى به والمحب قد وصله
مالي وللحب اني رجل / ثناك يا خير راحل شغله
قول من الشعر في سلاسته / يحار ربُّ البلاغة القُوَله
أقمت في مصر فازدهت طربا / حتى تثنت بمهجة ثمله
وظل وادي النضار في دعة / وأصبح القطر لابساً حلله
مثلت إدوار في مهابته / وفي علاءٍ ظهرت مشتمله
مملكا سائدا على أمم / العدل فيها أقل ما فعله
رَبَّ معالٍ مطاعَ مملكة / لم يرض بالشمس عرشه بدله
أذل أعداءَه وما برحت / قلوبهم من سيوفه وجله
فسر بيمن مفاخرا دولا / بدولة بالفخار متصله
بدولة لن نزال نحمدها / مقيمة بيننا ومرتحله
كم من دعى جعلته هدفاً / للذل والبعض للعلى جعله
وشر مولى يسوس عن خطل / في رأيه ثم لا يعي خطله
وثاقب الرأي من رمى غرضا / الى المعالي فنال ما أمله
يا منقذ النيل لا ينسى لك النيل
يا منقذ النيل لا ينسى لك النيل / يدا لها من فمِ الاصلاح تقبيل
انا نودّعُ فيكَ العرفَ أجمعه / وما لنا غيرَ حسنِ الصبرِ تعليل
تسعى النفوسُ الى تشييعِ مرتحل / أنيَّ يكن فهوَ مرجوٌّ ومأمول
حاشاك ما انتَ بالمغصوبِ منصبه / كلا ولا أنتَ عن علياكَ معزول
نرضى بديلك عن طيبٍ بأنفسنا / وليس لِلّهِ فيما رامَ تبديل
ألفتَ بين قلوبِ الخلقِ عن مقةٍ / يدعو لها الخلقَ فرقانٌ وانجيل
جعلتَ مصرَ بلادا أمطرت ذهبا / فتربها بمذاب التبرِ مبلول
خلفتها ويدُ الاسعادِ تكنفها / داراً عليها منَ النعمى سرابيل
حللتَ فيها وغلُّ الجورِ مقعدُها / ذلّاً وفارقتها والجور مغلول
وكنت ملجأها أيامَ نكبتها / وللحوادث بابن النيل تنكيل
سستَ العباد بأمرٍ ليس ينقصه / ناهٍ تحقق ان الامر مفعول
وقد رفعتَ من الاصلاح ألويةً / لها رواق على الاصقاع مسدول
وقمتَ بالامرِ حتى ما لنا طلب / يرجى وأنت امام اللَه مسؤول
وللوزير الذي أطراك عن ثقة / مدح على صفحات البرقِ منقول
أرى اناساً تمنوا في سياستهم / ان يخذلوك وخصم الحق مخذول
يهوّلون بلا جدوى مزاعمهم / ولن يضرَّك ايهامٌ وتهويل
لو كان بالناس عدلٌ ما قضى عمرٌ / ربُّ العدالة فيهم وهو مقتول
ولو تأنوا دَرَوا ما كنت تزمته / ففيهِ ما هو معلومٌ ومجهول
وكنت تنجز بالحسنى مطالبهم / لو انَّ قولهمُ في النقدِ معقول
صرنا نخاف على الاعراضِ من نفر / كأن جروهمُ في نهشها غول
قد جردوا ألسناً يا ليتها قطعت / من دونها مرهفُ الحدَّين مسلول
فلو أردت انتقاما منهمُ نهضت / ناسٌ لنصركَ لا عزلٌ ولا ميل
قوم يحاكونَ أسد الغاب رابضةً / لهم منَ البيضِ أو سمر القنا غيل
وخاضت البحرَ والآذىُّ ملتطمٌ / شمُّ البوارج تقفوها الاساطيل
لكنَّ حلمكَ يقضى ان تجاملهم / بالرفق مهما أساءتك الاباطيل
لك الاناةُ التي في نيلها طمعت / شيبٌ كهولٌ وشبانٌ بهاليل
فلا يهولنكَ في أفعالهم نزقٌ / ولا يسوءَنك للاقوالِ تأويل
ما أنت ممن يثير اللغو هادئه / أو يستفزُّ حجاهُ القال والقيل
قضيتَ عمركَ والآثارُ ناطقةٌ / توحى الهدى ولبعضِ القوم تضليل
مذ كان عهد الصبا غضّاً ونضرتهُ / لها على ريّقِ الايام تحجيل
أجهدتَ نفسكَ فاربأ تسترح زمنا / لا يستريح امروءٌ والفكرُ مشغول
لك الشفاءُ أقم ما شئت من زمن / فينا فانت على العينين محمول
وان رحلت عن الفسطاطِ كان لنا / شكرٌ كبرّك بالفسطاطِ موصول
نعلل النفس بالتمثال نبصره / وان تكن عنك لا تغنى التماثيل
وللقوافي التي أطلقت بلبلها / في نظم مدحك تسجيعٌ وترتيل
بناتُ فكر تراكَ الكفوءَ ما تليت / لها على الدرّ ادلال وتفضيل
فسر مع اليمنِ مصحوباً بادعيةٍ / يحف ركبك تعظيمٌ وتبجيل
إنني قلت للعذول تمهل
إنني قلت للعذول تمهل / لست ممن عن الهوى يتحول
أبصر الليل في دنوك صبحا / وإذا ما نأيت فالصبح أليل
وإذا ما استعذبت فيك عذابي / كان عندي لماك أعذب منهل
كيف أسلو أم كيف ينهض قلبي / والغواني حملنه ما تحمل
قتلتني العيون من غير سيف / وعيون المها من السيف أقتل
ان أطلت الحنين شوقاً إليها / فليالي النوى على القلب أطول
أبدل الهزل يا فؤادي بجد / إنَّ جد المقال بالحر أفضل
واطلب المجد بالظبا والعوالي / انما المجد في سنان وفيصل
زان شعري وزان نظمي مديحي / للذي يعني بالمديح ويحفل
هو أعلى من ان يقال مليك / ان عددناه والملوك فأول
شيم كالسلسال من غير مدح / وسجايا مثل الرحيق المسلسل
صقلت ذهنه التجاربُ حتى / مثل الغيبَ ذهنهُ فتمثل
يا ابن توفيق والأمور ضروب / أصعب الامر عند رأيك أسهل
ليس يُرضى الورى سواك عزيز / صّعر الخد في ثراه المقبّل
أنت تاجٌ على رؤوس البرايا / والمعالي عليك تاجُ مكلل
ما رآى الطرف في الخضم سفينا / قبل هذي على الجلالة تحمل
قد رست باسم اللَه واسمك حتى / بان عنها بدر العلى وترجل
فأتيناه راجلين احتراما / وهرعنا اليه من حيث أقبل
فهنيئاً لمصر منك قدوم / وهنيئاً لك العلاءُ المؤثل
البدر أم أنت أجلى
البدر أم أنت أجلى / والظبي أم أنت اجلى
نأيت عني وقلبي / بجذوة النأي يصلى
والبين لم يبق مني / للصبر الا الأقلا
والدمع اغرق عيني / بما جرى واستهلا
والسهد كحل جفني / ولم يك السهد كحلا
فهل بنفسك مني / كما بنفسي أم لا
من مل فيك غراما / فانما الهجر ملا
حرمت وصلي وهجري / في مذهبي لن يحلا
فجد بطيفك ليلا / لعل في الطيف وصلا
ومرحبا بك أهلا / اذا طرقت وسهلا
كتمت حبك خوفاً / من الوشاة لئلا
يا طالما عنفوني / عليك ظلماً وجهلا
وفوقوا نحو قلبي / من الملامة نبلا
كفاك مني محبا / لم يخش في الحب عزلا
انا العزيز ومثلي / يأبى امتهاناً وذلا
يا قلب نهنه قليلا / واختر سوى الحب شغلا
فليس يجديك نفعا / وعدٌ ترى فيه مطلا
يا جفن لا تبك دهرا / عن الكرام تخلى
قد أخلق الفضل فيه / وقد عفا واضمحلا
ودولة العلم زالت / وحكمها قد تولى
مولاي خير وأبقى / وأغزر الخلق فضلا
سمح تكاد الغوادي / تراه أعظم هطلا
أنار مصر بفكر / مجا الخطوب وجلى
يا سيدي استجل مدحا / عليك بالحمد يملى
دنوت بعد التنائي / يا ألف مولاي أهلا
بدا سناك فقلنا / بدا الهلال وهلا
وانت أسمى مقاما / وأنت أعلى محلا
أدركت مصر بخصب / لولاك ما انفك محلا
لولاك لم ترق مصر / لولاك لم تلق عدلا
ان أظلمت كنت شمسا / أو أجدبت كنت وبلا
يا فرحتي بزمان / أراك فيه الاجلا
زكوت نفسا وأهلا / سروا الى الحرب بُسلا
جروا السيوف وقادوا / خيلا الى المجد قُبلا
والنصر يضحك فيهم / مدججين وعزلا
فيا ملاذ البرايا / وأشرف الخلق أصلا
أراك من غير مثل / ولن أرى لك مثلا
ولست تدرك وصفا / أتعبت فكري فمهلا
أمل نأى عن أرض مصر وزالا
أمل نأى عن أرض مصر وزالا / أصمى القلوب وقطع الاوصالا
يا نائياً عنا وكنت محسدا / فينا كما كنت الشريف فعالا
مدت اليك يد المنون فانشبت / بقلوبنا قضبا لها ونصالا
وضعوك في نعش يضيق بماجد / ما ضاق ذرعا في العلى ومجالا
نعش تروّيه العيون بمائها / أسفا وتسقيه الدموع سجالا
ولك الخلائق نكسوا اعلامهم / حزناً وكانت قبل ذاك طوالا
جشمت نفسك همة تبغى بها / إرضاء قومك لا على أو مالا
خففت عن مصر الهموم وانما / حملتها بفراقك الاثقالا
أعزز علينا ان نواريك الثرى / ونجر بعدك للنهى اذيالا
أعزز علينا ان نراك موسدا / وعلى فضائلك الرغام انهالا
يا أخطب الشرقين قم بين الملا / واخطب عليهم ان صمتك طالا
وانظر الى قوم بكتك جفونهم / وارحم نساءً منهم ورجالا
احييت آمال العباد ولم تعش / حتى تحقق هذه الآمالا
قد اطرقوا رهبا حيالك وانثنوا / جزعا وساؤا بعد موتك حالا
إنا سنبقى ذكر فضلك خالدا / لنكون في صدق الولاء مثالا
قد كنت أفضل من يذود لسانه / عنا واصدق من يقول مقالا
فليسق شؤبوب الحيا لك موحشا / قد ضم مجدا بينه وجلالا
ذات اللحاظ وما فيهن من كحل
ذات اللحاظ وما فيهن من كحل / اللَه في مغرم للحسن ممتثل
خذي ضماناً على عينيك من دنف / هيهات ينسى ضمان الاعين النجل
لولا رضاك بما في القلب من ألم / لما رضيت بجرح غير مندمل
أرعيت سمعاً الى العذال فابتدعوا / فيّ الحديث ومن يسمع لهم يخل
أصانع أنا في العذال سيئة / أم غيرة الحب تدعوهم الى العذل
قولي لهم حال عن ودي ليتئدوا / ويشهد اللَه أني عنه لم أحل
فيم امتناعك عن معطيك مهجته / حباً وجوداً على ما فيك من بخل
مازال يضعف من سهد يؤرقه / حتى غدا جسمه أعفى من الطلل
مالي حببت التي في طي نظرتها / غض يدل على شيء من الملل
غد عبارة وعد من مماطلة / خالت حياتي في الدنيا بلا أجل
اذا جلست إليها في مغازلة / ردت عليّ بلحظيها ولم تقل
وان رأتني تجافت وادعت سبباً / كأنها لدواعي الصوم في شغل
خير الملوك ولا أدعو سوى ملك / يتلو عليه القوافي فكر مرتجل
وافاك شهر ببرد الدين مشتمل / يرنو لوجه بنور اللَه مشتمل
هلاله مسفر والشك يحجبه / كأنه منك بين الزهر في خجل
قد عاد يلثم كفاً أنت باسطها / بين الخلائق للاحسان والقبل
يأتي ويمضي وفي لألائه يدل / وما لنورك في الابصار من بدل
لقد اقمت قناة الملك فاعتدلت / بمستتب من الآراء معتدل
وقد اعدت الى الاسلام نضرته / حتى ارتدى روضه باليانع الخضل
وبت ترعى الرعايا في مراقدها / وصرت تحمي ذمار الفازع الوجل
وكان قبلك قلب السيف مضطربا / فقر بعدك قلب السيف في الخلل
سست البلاد وقوما ان دعوتهمُ / جاؤا اليك زرافات على عجل
قوماً اذا شهروا اسيافهم فزعت / جوانب الارض من سهل ومن جبل
يمشون للحرب والهيجاء مسعرة / كأنهم من حنايا البيض في ظلل
بيض مواض على الاعداء مرهفة / كالبرق في ومض والرعد في زجل
وأدرع مثل ظهر الصل لاوية / أيدي الفوارس بالخطية الذبل
أدب عداك فقد ضلوا بذي شطب / ماضي الغرارين يقصيهم عن الزلل
ظنوا فؤادك هياباً لحادثة / قحمتها غير هياب ولا وكل
وكيف ينفذ سهم الغدر في ملك / على المهيمن والفرقان متكل
كادوا فلم يثمروا من غرس كيدهم / ولا انتهى سعيهم الا الى الفشل
هم ناوأوك على جهل بغايتهم / فغودروا بين ضرب البيض والاسل
وذدتهم وزجاج الرمح عاملة / والسيف يلعب بالاجسام والقلل
لا تغفر الاثم من قوم نرى بهم / سوء السريرة عنوانا على الدخل
وانصر برأيك أقواما حميتهم / من طارئ الدهر أو من طارق الغيل
ناؤوا زماناً بعبء الظلم واحتملوا / من المذلة عبأً غير محتمل
حتى وليت فحل العدل بينهمُ / وفكت الناس من شكُل ومن عُقُل
فلا برحت لهذا الدين تكلأه / حتى يعود الى أيامه الاول

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025