المجموع : 30
سلي ليس فيما تسألين فضولُ
سلي ليس فيما تسألين فضولُ / أخبّرك أي الدولتين تدولُ
أرى ليَ رأياً في الحروب مسدداً / يرى ان عقبى الامتين وبيل
فكم من يتامى مالهم من يعولهم / وكم من أيامي ما لهن بعول
شربن الردى كاساً ومنهن مطفل / وأخرى بحكم الحادثات ثكول
لبسن حجول المجد والعز حقبة / ورحن وفي أقدامهن كبول
وكم من شباب عاجل الموت عمرهم / وعاش على مهد الهوان كهول
يسيرون والموت الزؤام وراءهم / يسير على آثارهم ويجول
ترين دياراً قد اناخ بها البلى / وعفت عليها الحرب فهي طلول
وما للكعاب الغيد في عرصاتها / من الرعب الا رنة وعويل
جسوم واشلاء تمزقها الظبى / وطرق المنايا للعباد شكول
وكم من رؤوس اينعت لقطافها / اذا استل مشحوذ الغرار صقيل
هناك ترين القوم سالت دماؤهم / كأغدرة الوديان حين تسيل
ترين رجالاً كالليوث كواسرا / لهم من قناهم حين تركز غيل
يصولون في الهيجاء والنقع ثائر / له فوق هام الدارعين سدول
ترين سيوفاً كالبروق لوامعاً / لها بين أضلاع الكماة صليل
ترين جريحاً بالدماء مضرجا / وآخر تحت النقع وهو قتيل
وكم من قويّ أوهن الضعف عزمه / وكم من عزيز بات وهو ذليل
ويا رُبَّ عان في الحديد مكبل / على إثره يشكو السقام عليل
وكم من شجاع لا يراع فؤاده / نهيك عن الهيجاء ليس يحول
وآخر وثابٍ بابتر ما به / اذا قارع الصلد الأَصم فلول
ترين ليوثاً فوق خيل ضوامر / لها بين رنات الظباة صهيل
كأنهمُ نبت الربى في متونها / يميلون حيث الصافنات تميل
ترين بسوح الحرب جيشاً عرمرما / تضيق حزون دونه وسهول
يسير بها شرقا وغربا وفوقه / من الطير جيش ما اليه وصول
شروب لما يجري على الارض من دم / وآخر من لحم الكماة أكول
وبالبيض شوق للرقاب ولهفة / اليها وبالسمر العطاش غليل
ولا نفس الا جال فيها حمامها / ولا عقل الا حل فيه ذهول
فإيها لحرب ادهشت كل سامع / وزاغت لديها أعين وعقول
فهل بعد هذا الوصف تبغين جيئة / الى باحة فيها المنون تغول
قفي أمة اليابان في الحرب موقفا / يعز على من رامه ويطول
يقولون ما للصفر هبوا من الكرى / وقد كان فيهم ذلة وخمول
وباتوا يخوضون الوغى بجنودهم / وكلهمُ مستبسل وصؤول
ومن يعبد الاوثان لا دين عنده / وكيف ولم يبعث اليكِ رسول
وقالوا نكثت العهد والنكث وصمة / وليس الى ما يدعون سبيل
شحذت سنان العزم بعد انثلامه / وأرهفت حد الحزن وهو كليل
سرى عزمك اليقظان والغرب راقد / فنبهت طرف الغرب وهو غفول
فلا تجنحي للسلم ما دامت الوغى / وما دام في أيام عمرك طول
وهذاك نجم النصر فوقك مشرق / ينير ولما يعتوره أفول
ومن يدفع الاعداء عن عقر داره / وقد ركب الجليَّ فذاك جليل
أميمة ليس المجد بالمطلب السهل
أميمة ليس المجد بالمطلب السهل / لئن لمتني جهلاً فحاشاي من جهلِ
أقلّ الذي ألقاه فيه من الأسى / عداء ذوي حقد وكيد ذوي غلّ
وما الناس الا ما عرفتِ وفيهُّم / خفيّ مدبّ الكيد كالارقم الصلّ
ولولاك ما علّمت نفسي صبرها / ولا صنتها شأن المروع عن القتل
ولا سرت الا تحت نقع كأنه / غمام اذا استسقى توكف بالنبل
وبيض اذا استلت رأيت متونها / تألّق مثل البرق من جودة الصقل
بقوم اذا هزوا الظبا صدعوا الدجى / وشقوا جيوشاً من حنادسه العُزل
كفاك فتى لم تقبل الضيم نفسه / ولما يقف بين المهانة والذل
أخو مهجة لا تستخف بها الدمى / فيصبح مشغوفاً بعفراءَ أو جُمل
ولا تامه وجد ولا شفه جوى / ولا بات مسلوب الفؤاد من التبل
أجد فيثنيني الزمان بهزله / ويا بؤس جد قد تناهى إلى هزل
الى أن لوت من ذلك الدهر أخدعى / يد جذبت ضبعي بساعدها العبل
تساقط أحداث الليالي ولم تزل / سحابتها وكفاء دائمة الهطل
نوائب لو يهمى عليّ رذاذها / لهان ولكنّ البلية في الوبل
هو الرزق لو يجري على العلم والحجى / لأصبح أثرى العالمين أخو العقل
وعاذلةٍ تبغى جلاء حوالك / عواقبها عن كل كارثة تجلى
فلا تعذليني يا أميم فانما / فؤادي لا يجديه شيء من العذل
كفا بيَ همّاً لو تقسم بعضه / وكان على رضوى لناءَ من الثقل
ولا تسأليني صنع كفيَ بعدما / شغلت بتأنيب القضاء عن الشغل
سلى ابن ابراهيم فهو سميدع / خبير بحالات السماحة والبذل
ولا تشتكي الا اليه فانه / حليف مروآت يواسيك أو يسلى
فتى حاز في سن الشباب مهابة / فكيف به لو بان عن أشيب كهل
من الغر أعلو قبة الجود بعد ما / تهاوت مبانيها من الشح والبخل
بدوا في سماء المكرمات أهلة / فضاءت بهم في الليل حالكة السبل
غنيت به عن كل قربى وشيجة / ورب يد سمحاء أغنت عن الأهل
فتى النثر لو أرخى عنان يراعه / تمايلت الأعناق بالمحكم الجدل
وإن شد أسباب القريض تكفأت / حياءً فحول الشعر من شعره الجزل
فيا ابن الذي طار الفخار بصيته / وحلق في جو المروءة والفضل
عرفناه لا عن رؤية عرضت لنا / ولكنَّ ليث الغاب يعرف بالشبل
دللت على غرس تسامت فروعه / ويا حبذا فرع يدل على الأصل
يعدُّ الفتى أحسابه لتزيده / ويغنيك عنها قولهم معرق الفحل
كذاك سيوف الهند تشهر باسمها / وتعرف من ماء الفرند على النصل
وراءك يجري الحاسدون ليدركوا / علاك فتستحي فتمشي على مهل
أمانيُّ قوم طاولوك سفاهة / كما طاول النجمُ السحوقَ من النخل
أسرت قلوب الخلق بالبر والندى / كما أسرتها الغيد بالاعين النجل
فلو عدل المقدار أعطاك حكمه / وشاطرك السلطان عن قسمة عدل
ودست هوادي المالكين وهامهم / بصافنةٍ خُزرِ ومقربةٍ قُبل
تداركت جمع الفضل بعد شتاته / فلولاك عاش الفضل منصدع الشمل
وشام هلال الافق مجد سميّه / فأوشك أن يهوى إلى موطئ النعل
تقوَّس ما بين النجوم كأَنه / يعيش الليالي باحثاً لك عن مثل
خرجتُ إلى الدنيا وعيسيَ شرَّدٌ / درأت بها في رحب جانبك السهل
سوائر سواهن فكري وخاطري / لجوب الفيافي كالمعبدة البزل
وخلفت قوماً ليس يهمى جهامهم / ولذت بمسكوت العوارف منهل
معاشر جادوا باللسان وما بهم / أخو نجدات يتبع القول بالفعل
اذا أنا شيدت القوافي بمدحهم / هوت مثلما يهوى البناء على الرمل
لهم نسب إن رمت مد حباله / نسلت خيوطاً غير محكمة الفتل
همُ سودوا وجه العطايا بمنهم / وهم كدروا صفو المكارم بالمطل
وما أسفى الا على مدح معشر / خلائقهمِ شيدت على المين والبطل
فلا تعطهم شعري وأنت كفيله / يمينا ولو جشمت عزمك من أجلي
ولا تجعلنهم ينهشون قصائدي / بحد نيوب لا أبا لهمُ عُصل
جرى ضحلهم حتى سئمت عبوره / ومن يلق غمرا لا يهم إلى ضحل
أحاطت بنا نعماك والدهر مجدب / إحاطة رسغ بالسوار أو الحجل
وألبستني ثوباً من العرف معلما / جررت به ذيل الفخار على رسل
ومثلك يعطى الألف وهو يظنها / سحابة رفد لا تعد من الطل
وليس عجيباً أن تمنَّ بمثلها / ويمناك مثل الغيث كشافة المحل
يمين بها مفتاح كل عسيرة / ويسرى بها إقليد عاصية القفل
تفتح هذي بابة اروقة الغنى / وتوصد هذي باب أفنية الأزل
مديحك عندي من فراضيَ التي / تقام ومدح العالمين من النفل
ولي فيك ملئ الخافقين أوانس / يتهن على الغيد الأوانس بالدل
كواعب لو ذاق الأديب رضابها / لما استعذب الأريَ الجنيَّ من النحل
مشت تتهادى نحة بيت محمد / لتسكن من بيت المحامد في ظل
أراك لها كفؤاً ولولاك أصبحت / دمى عانسات لا تزف إلى بعل
عدمت بناتي وارتضيت بوأدها / إذا لم أجد أكفاءَهن أو العضل
قريض تمنته الحسان قلائداً / يزنَّ بها أجيادهن لدى العطل
أبا أحمد لا زال شعريَ فيكما / يضوع مدى الأيام بالأب والنجل
وليس عجيباً ان نراك أبا الحجى / ونبصره رب النجابة والنبل
لقد نال حظاً من معاليك وافيا / وسوف يرى في فضله وافيَ الكفل
فان يك طفلاً لا يميز فانه / كبير علاء مجده ليس بالطفل
زكا بك نسل أحمدٌ عرف طيبه / فبوركت من زال وبورك من نسل
ولا زال محمود النقيبة طالعاً / هلالا بآفاق العلى حسن الفأل
ودونك شعرا شرف اللَه قدره / بأن جعل الانشاد في مجمع حفل
حديث وإن ضاق المقام طويلُ
حديث وإن ضاق المقام طويلُ / يهش اليه عالم وجهولُ
مضت أمة من بعد أخرى وذكرها / على صفحة التاريخ ليس يزول
قفا نبك من ذكر ابن كورش ساعة / ففي الصدر مما قد جناه غليل
فتى لم يطب في دوحة المجد فرعه / ولا أعرقت في الملك منه أصول
مشوق إلى حرب يهز بسوحها / سيوفاً لها بين الرقاب صليل
يدير رحاها حيث دارت وسيفه / اذا هز ماضي الشفرتين صقيل
شديد مناط القلب والموت سائرٌ / يعبئ من اعدائه ويكيل
لقد كان سفاكاً اذا صال في وغى / بأبتر طاغي المتن حين يصول
وكان محباً للشراب ومدمناً / وناهيك إدمان الشراب ثقيل
ففي ذات ليل قام في حان لهوه / وللخمر من ثقب الدنان مسيل
وقال لهم يا قوم هل لي مماثل / وهل لي بين المالكين عديل
فتحت بسيفي مصر وهي عزيزة / وقدتُ سماتيكوس وهو ذليل
وحملت أعباءَ الهوانِ بناته / فبتنَ وكلٌ للهوانِ حمول
وجلت وللصمصام في موقف الردى / صليلٌ وللنهد الكميت صهيل
وقاتلت أعدائي بأصلت ما به / اذا صلت في الحرب العوان فلول
وروّيت منهم صارمي غير راحمٍ / فجفت دماء القوم وهو بليل
فقولوا ألست المرءَ من بات ملكه / يشب إلى نيل السهى فيطول
فقال له اليقظان من ندمائه / وجفن زمان السوء عنه غفول
تأيّ سليل الملك فاللَه شاهدٌ / بأنك للجيش اللهام كفيل
تصولُ بأطراف القواضب بينهم / فيفديك منهم مقنب ورعيل
ويكفيك فخراً أنك الليث ثائراً / وكل مكان ضم شملك غيل
ولا عيب إلا حسوك الخمر جهرة / وما شربها إِلا أَذىً وخمول
وإنك لولاها لكنت محبباً / الينا وما للخوض فيك سبيل
وما كنت إلا خير من ملك الورى / وما لك بين العالمين مثيل
فجانب رعاك اللَه ما اسطعت شربها / وإن كنت مشغوفاً بها فقليل
ولا زلت في الدنيا مليكاً مؤيداً / ومجدكَ فيها غرة وحجول
فلما وعى قمبيز ما قال لم يصخ / إلى النصح واستولى عليه ذهول
وقال له قم فأتِ بابنك مسرعا / ولا تعترضني فالطلاب جليل
وكان غلاماً في نضارة وجهه / وطلعته ماء الشباب يجول
له غرة تعشى العيون صقيلة / وخد كما تهوى العيون أسيل
فجاء به قسراً وفي الصدر غلة / وفي القلب داءُ النائبات دخيل
هنا الملك الطاغي تلهب حقده / وبات بمنح العفو وهو بخيل
هنا قبض العاتي على القوس قائلاً / أمثلى له في العالمين عذول
إلى الموت يا هذا الغلام إلى الردى / ليعلم كلٌّ فيّ كيف يقول
أمثلى يُنهى من أبيكَ وما درى / لغفلته أن الحياة شمول
وها أنذا سكران سكرة مدمن / يميل مع الصهباء حيث تميل
فان لم أغب عقلاً ولم أرتجف يداً / فان ملام اللائمين فضول
وقد فوّق السهم المراش إلى الفتى / فخرّ على الغبراءِ وهو قتيل
وسارت ولم تأثم إلى اللَه روحه / وضوعف أجرٌ للغلام جزيل
وسار أبوه وهو ينشدُ أمه / وقد أصبحت بالرزءِ وهي ثكول
أوالدة المقتول صبراً على الأذى / ومهلاً فحالات الزمان تحول
وقولي لمن دارت على الظلم كأسهم / أفيقوا فعقبى الظالمين وبيل
فرحتم بكاس الجور حيث وراءَها / من العدل كأس للظلوم تغول
سيهدم دهر العدل ما قد بنيتمُ / وتصبح دور الظلم وهي طلول
ومن يظلم الشعب الكثير عديده / فللشعب عن هذا الظلوم بديل
ويا ويح قوم لا يزال بيومهم / مليك على مهد الضلال عليل
أمير الندى أزمعت نحوك رحلة
أمير الندى أزمعت نحوك رحلة / وأحسن ما يُرجى اليك رحيل
سجاياك بين العالمين حميدة / وذكرك عند السامعين جميل
سأطريك بالشعر الذي أنت أهله / وأسدى اليك الشكر وهو جزيل
فلا زلت للآداب ترعى ذمارهم / وأنت صديق للعلى وخليل
أبعدك أصغى الى العاذل
أبعدك أصغى الى العاذل / وهل يبدل الحق بالباطل
لسوف يرى سعيه بيننا / ويجزى من الحكم العادل
أرى الحب فوضى وبي هاجس / يمثل لي غيلة القاتل
فيا ظبي رفقاً بقلب امرئ / كليم وجسم فتى ناحل
فؤادي عفَّى عليه الهوى / فزال وما كان بالزائل
لقد علمتك الجفا عذلي / وحسبك من عالم عامل
ومن عجب أن لي حسدا / أطالوا هجائي بلا طائل
ومن عينه ابيضَّ إنسانها / رأى الصبح كالغسق الحائل
يسير الكمال إلى مصطفى / وتسعى المعالي إلى كامل
خطيب المنابر منطيقها / اذا قام في محفل حافل
له قلم مثل حد الظبي / اذا رعفت في يد الصائل
ينبه للمجد قوماً سهوا / عن المجد سهو الفتى الغافل
وليس سواه بمصر امرؤ / مشوق إلى مجدها العاجل
يحرر مصرا ويبنى لها / صروح السعادة في القابل
فلا زال يرقى إلى سؤدد / يعز على الحاسد الجاهل
وما كل راج بلوغ العلى / إلى ذروة المجد بالواصل
تيمور يا ابن الأولى عزوا بسؤددهم
تيمور يا ابن الأولى عزوا بسؤددهم / وخيرَ من يرتجى في الحادث الجلل
اني شكرتك شكر الروض باكره / من الغمام ملثُّ العارض الهطل
من لي بيمناك يا ابن الغر ألثمها / فإنها خلقت للثم والقبل
لقد تمنيت ان تطوى بشاردة / لكنَّ فكري من الأيام في شغل
فاعذر فتاك على تقصير همته / فانه منك يوم الحمد في خجل
وقائلةٍ ما بال ثغرك باسماً
وقائلةٍ ما بال ثغرك باسماً / أصادفت بشرا أم غنيت بمال
فقلت لها بشر ومال ومجلس / على الخير مأهول بخير رجال
فقالت لمن هذي المحامد كلها / فقلت لها لابن الكرام هلال
وغادرتها تدعو من البشر ربها / بحفظك محفوفاً بارغد حال
وما صغت مدحي فرحة ليد امرئ / كثار العطايا عنده كقلال
أبا أحمد دم للثناء مخلدا / لتزدان أيام به وليال
يقولون في مرآى الهلال سعادة
يقولون في مرآى الهلال سعادة / يحلّ بها يسرٌ وتحسن حال
فكيف وفي عيني هلالان واحدٌ / هو الشهر وابن الاكرمين هلال
ليهنأ أناس أبصروا المجد جهرة
ليهنأ أناس أبصروا المجد جهرة / اذا قيل هذا أحمد بن هلال
وإن صوروه حاسر الرأس بينهم / فقد صوروا للمجد خير مثال
دعيني من الأمل الباطل
دعيني من الأمل الباطل / يعز السماك على الآمل
ترومين أشياء لو رمتها / لخضت المعامع بالذابل
وفيم الصعور إلى هضبة / اذا أصبح الحظ في النازل
اذا نظر الطرف نحو السما / ء رد بنجم بها آفل
بعثت بحظي يرود المنى / فعاد بجسم له ناحل
وما كل راج بلوغا إلى / غدير المجرة بالواصل
فيا ليت أمي في عصرها / قد ابتليت بأب عاضل
ويا ليتها لم تزر بعلها / ولم تلف في القوم بالحامل
وليت أبي قبل عقد القران / رمته المنون إلى الغاسل
هما سببا للفتى ضجعة / بقبر على ضيقه آهل
فاما إلى جوهر صاعد / واما إلى عرض سافل
ولست بدار أأنحى على / أبي أم على أمي الهابل
ولست بناس لتلك يدا / ولا لأبي الحازم الفاضل
ولكنها النفس جاشت أسى / ففاضت من الكمد القاتل
أنوء بعبأ ولم أشكه
أنوء بعبأ ولم أشكه / ويا ثقل عبأي على الكاهل
عروس وطفلٌ على ثديها / يخلف للقدر العاجل
أخاف عليه اغتيال الردى / واحنو على أمه الثاكل
وقد كنت من قبل في غبطة / فادركت بؤس امرئ عائل
ومن كان مثلي في حاله / قضى العمر والدهرَ في شاغل
وحسب التي نظرت غيرها / فهاجت لجيد لها عاطل
وما عذرت بعلها مقترا / من العلم والجاه والنائل
انابتة النيل لا تقدموا / وصية من ليس بالهازل
ويا ثاقب الرأي عش أعزبا / اذا كنت للنصح بالقابل
مصابك يوم زفاف العروس / مصابك من حادث هائل
أرى كل يوم فتى شاعراً
أرى كل يوم فتى شاعراً / تلقى الفصاحة عن باقل
يحن إلى غزل بارد / ويمدح عصر أبي وائل
ويشتاق ليلى ومجنونها / وما هو في القوم بالعاقل
يذكرنا العيس في شعره / ويهفو إلى الناب والبازل
ويطرى خلائق لو خيروا / لمدوا اليه يد السائل
فيا شعراء الزمان افقهوا / وجولوا بطرف لكم جائل
خذوا الغرب في شعركم أسوة / ليحيى به الشرق في الآجل
هزبر وشمس وبدر الدجى / اباطيل تحلو لدى الجاهل
تعالوا فأنحوا على ظالم / ين ساسوا الشعوب بلا كافل
وشر ملوك الورى مالك / يحط من العالم العامل
يصول الظلوم على شعبه / ولم يلف في الحرب بالصائل
وممن يرجّى الحجى نصرةً / أمن ملك للحجى خاذل
اذا ولى الصيد او توجوا / فلا بد للصيد من عازل
غطاريف غالوا حقوق العباد / وما ارتدعوا بالردى الغائل
رعى اللَه من ساس شعبا له / بعدلٍ فسمىَ بالعادل
ولا بارك اللَه في ظالم / يصيخ الى كذب الناقل
حماة الرعايا وكل امرئ
حماة الرعايا وكل امرئ / حفيظ على عرشه خائل
اذا لم تهبوا الى نهضة / تقضى الزمان بلا طائل
هجدتم عن الدأب رأد الضحى / وبتم بطرف لكم غافل
فلا تحوجونا إلى نفرة / كما ينفر النحل من عاسل
خذوا عبرة من ملوك مضوا / وراحوا بذكر لهم خامل
لقد غصبوا الملك حيناً وكان / مقيمهم فيه كالراحل
وكم ثل ربك عرش امرئ / فخور بموكبه الحافل
وكم من ظلوم عفا ملكه / فتاق الى ملكه الزائل
جويّ له جفن من البين هامل
جويّ له جفن من البين هامل / وجسم من الشوق المبرح ناحل
وما البين الا لوعة وتلهف / وما الحب الا لوّم وعواذل
ولا العيش إلا حسرة ومضاضة / ولا الناس الا خادع ومخاتل
ومن مضض الأيام أني بمعشر / لهم أوجه قد رقعتها الجنادل
ولست براض بالمذلة بينهم / وأم الذي يرضى المذلة ثاكل
الى كم ألاقي كل حين شويعراً / جهولا يعاديني عيياً يجادل
فيا نفس تأساء فلا بد في غد / يفي عهدي الممطول دهر مماطل
ألهفاً أرى قوماً يهان عزيزهم / ويكرم فيهم ساقط الذكر خامل
لهم من يراعي ما يسود ذكرهم / ولي منه ما ضمت عليه الأنامل
ومن مد في سوء حبائل مكره / تمد له من كل سوء حبائل
وما مصر الا موطن ساء حاله / ومغنى رحيب بالسعاية آهل
فلا يغتلني المبغضون فانني / فتى علم هانت عليه الغوائل
واني على رغم الكواشح شاعر / لمولى أظلته المواضي الصياقل
مليك غدا فوق الثريا جلاله / فما بعدت لو أنه المتناول
وما هو الا خير من وطئ الثرى / من الخلق والتفت عليه المحافل
وما خلقت أمّ النجوم لموطئ / ولكنه فوق المجرة راجل
وما هو الَّا البدر في هالة العلى / وليس له الا القلوبَ منازل
قصدتك يا عباس والشعر في فمي / عليه من الذوق السليم دلائل
مديحك سحر للعقول بيانه / ومصرك لو تدرى القصائد بابل
توليت ملكاً ثبت اللَه عرشه / فلا هو منقوض ولا هو زائل
فدم واهن بالعام الذي أنت عيده / لنا فيه من يمناك جود ونائل
أحسُن دل على القلى حملَه
أحسُن دل على القلى حملَه / أم ما رواه الوشاة والعذله
قد غادر الصب ما به رمق / تراه يحييه بعد ما قتله
وما الهوى غير لوعة وجوى / والشوق الا تلهف ووله
ما للعذول الذي منيت به / لا يتقي اللَه في الذي نقله
يا هاجر الصب حيلتي نفدت / وعاذل الصب متقن حيله
قطعت حبل الهوى بلا سبب / يقضى به والمحب قد وصله
مالي وللحب اني رجل / ثناك يا خير راحل شغله
قول من الشعر في سلاسته / يحار ربُّ البلاغة القُوَله
أقمت في مصر فازدهت طربا / حتى تثنت بمهجة ثمله
وظل وادي النضار في دعة / وأصبح القطر لابساً حلله
مثلت إدوار في مهابته / وفي علاءٍ ظهرت مشتمله
مملكا سائدا على أمم / العدل فيها أقل ما فعله
رَبَّ معالٍ مطاعَ مملكة / لم يرض بالشمس عرشه بدله
أذل أعداءَه وما برحت / قلوبهم من سيوفه وجله
فسر بيمن مفاخرا دولا / بدولة بالفخار متصله
بدولة لن نزال نحمدها / مقيمة بيننا ومرتحله
كم من دعى جعلته هدفاً / للذل والبعض للعلى جعله
وشر مولى يسوس عن خطل / في رأيه ثم لا يعي خطله
وثاقب الرأي من رمى غرضا / الى المعالي فنال ما أمله
يا منقذ النيل لا ينسى لك النيل
يا منقذ النيل لا ينسى لك النيل / يدا لها من فمِ الاصلاح تقبيل
انا نودّعُ فيكَ العرفَ أجمعه / وما لنا غيرَ حسنِ الصبرِ تعليل
تسعى النفوسُ الى تشييعِ مرتحل / أنيَّ يكن فهوَ مرجوٌّ ومأمول
حاشاك ما انتَ بالمغصوبِ منصبه / كلا ولا أنتَ عن علياكَ معزول
نرضى بديلك عن طيبٍ بأنفسنا / وليس لِلّهِ فيما رامَ تبديل
ألفتَ بين قلوبِ الخلقِ عن مقةٍ / يدعو لها الخلقَ فرقانٌ وانجيل
جعلتَ مصرَ بلادا أمطرت ذهبا / فتربها بمذاب التبرِ مبلول
خلفتها ويدُ الاسعادِ تكنفها / داراً عليها منَ النعمى سرابيل
حللتَ فيها وغلُّ الجورِ مقعدُها / ذلّاً وفارقتها والجور مغلول
وكنت ملجأها أيامَ نكبتها / وللحوادث بابن النيل تنكيل
سستَ العباد بأمرٍ ليس ينقصه / ناهٍ تحقق ان الامر مفعول
وقد رفعتَ من الاصلاح ألويةً / لها رواق على الاصقاع مسدول
وقمتَ بالامرِ حتى ما لنا طلب / يرجى وأنت امام اللَه مسؤول
وللوزير الذي أطراك عن ثقة / مدح على صفحات البرقِ منقول
أرى اناساً تمنوا في سياستهم / ان يخذلوك وخصم الحق مخذول
يهوّلون بلا جدوى مزاعمهم / ولن يضرَّك ايهامٌ وتهويل
لو كان بالناس عدلٌ ما قضى عمرٌ / ربُّ العدالة فيهم وهو مقتول
ولو تأنوا دَرَوا ما كنت تزمته / ففيهِ ما هو معلومٌ ومجهول
وكنت تنجز بالحسنى مطالبهم / لو انَّ قولهمُ في النقدِ معقول
صرنا نخاف على الاعراضِ من نفر / كأن جروهمُ في نهشها غول
قد جردوا ألسناً يا ليتها قطعت / من دونها مرهفُ الحدَّين مسلول
فلو أردت انتقاما منهمُ نهضت / ناسٌ لنصركَ لا عزلٌ ولا ميل
قوم يحاكونَ أسد الغاب رابضةً / لهم منَ البيضِ أو سمر القنا غيل
وخاضت البحرَ والآذىُّ ملتطمٌ / شمُّ البوارج تقفوها الاساطيل
لكنَّ حلمكَ يقضى ان تجاملهم / بالرفق مهما أساءتك الاباطيل
لك الاناةُ التي في نيلها طمعت / شيبٌ كهولٌ وشبانٌ بهاليل
فلا يهولنكَ في أفعالهم نزقٌ / ولا يسوءَنك للاقوالِ تأويل
ما أنت ممن يثير اللغو هادئه / أو يستفزُّ حجاهُ القال والقيل
قضيتَ عمركَ والآثارُ ناطقةٌ / توحى الهدى ولبعضِ القوم تضليل
مذ كان عهد الصبا غضّاً ونضرتهُ / لها على ريّقِ الايام تحجيل
أجهدتَ نفسكَ فاربأ تسترح زمنا / لا يستريح امروءٌ والفكرُ مشغول
لك الشفاءُ أقم ما شئت من زمن / فينا فانت على العينين محمول
وان رحلت عن الفسطاطِ كان لنا / شكرٌ كبرّك بالفسطاطِ موصول
نعلل النفس بالتمثال نبصره / وان تكن عنك لا تغنى التماثيل
وللقوافي التي أطلقت بلبلها / في نظم مدحك تسجيعٌ وترتيل
بناتُ فكر تراكَ الكفوءَ ما تليت / لها على الدرّ ادلال وتفضيل
فسر مع اليمنِ مصحوباً بادعيةٍ / يحف ركبك تعظيمٌ وتبجيل
إنني قلت للعذول تمهل
إنني قلت للعذول تمهل / لست ممن عن الهوى يتحول
أبصر الليل في دنوك صبحا / وإذا ما نأيت فالصبح أليل
وإذا ما استعذبت فيك عذابي / كان عندي لماك أعذب منهل
كيف أسلو أم كيف ينهض قلبي / والغواني حملنه ما تحمل
قتلتني العيون من غير سيف / وعيون المها من السيف أقتل
ان أطلت الحنين شوقاً إليها / فليالي النوى على القلب أطول
أبدل الهزل يا فؤادي بجد / إنَّ جد المقال بالحر أفضل
واطلب المجد بالظبا والعوالي / انما المجد في سنان وفيصل
زان شعري وزان نظمي مديحي / للذي يعني بالمديح ويحفل
هو أعلى من ان يقال مليك / ان عددناه والملوك فأول
شيم كالسلسال من غير مدح / وسجايا مثل الرحيق المسلسل
صقلت ذهنه التجاربُ حتى / مثل الغيبَ ذهنهُ فتمثل
يا ابن توفيق والأمور ضروب / أصعب الامر عند رأيك أسهل
ليس يُرضى الورى سواك عزيز / صّعر الخد في ثراه المقبّل
أنت تاجٌ على رؤوس البرايا / والمعالي عليك تاجُ مكلل
ما رآى الطرف في الخضم سفينا / قبل هذي على الجلالة تحمل
قد رست باسم اللَه واسمك حتى / بان عنها بدر العلى وترجل
فأتيناه راجلين احتراما / وهرعنا اليه من حيث أقبل
فهنيئاً لمصر منك قدوم / وهنيئاً لك العلاءُ المؤثل
البدر أم أنت أجلى
البدر أم أنت أجلى / والظبي أم أنت اجلى
نأيت عني وقلبي / بجذوة النأي يصلى
والبين لم يبق مني / للصبر الا الأقلا
والدمع اغرق عيني / بما جرى واستهلا
والسهد كحل جفني / ولم يك السهد كحلا
فهل بنفسك مني / كما بنفسي أم لا
من مل فيك غراما / فانما الهجر ملا
حرمت وصلي وهجري / في مذهبي لن يحلا
فجد بطيفك ليلا / لعل في الطيف وصلا
ومرحبا بك أهلا / اذا طرقت وسهلا
كتمت حبك خوفاً / من الوشاة لئلا
يا طالما عنفوني / عليك ظلماً وجهلا
وفوقوا نحو قلبي / من الملامة نبلا
كفاك مني محبا / لم يخش في الحب عزلا
انا العزيز ومثلي / يأبى امتهاناً وذلا
يا قلب نهنه قليلا / واختر سوى الحب شغلا
فليس يجديك نفعا / وعدٌ ترى فيه مطلا
يا جفن لا تبك دهرا / عن الكرام تخلى
قد أخلق الفضل فيه / وقد عفا واضمحلا
ودولة العلم زالت / وحكمها قد تولى
مولاي خير وأبقى / وأغزر الخلق فضلا
سمح تكاد الغوادي / تراه أعظم هطلا
أنار مصر بفكر / مجا الخطوب وجلى
يا سيدي استجل مدحا / عليك بالحمد يملى
دنوت بعد التنائي / يا ألف مولاي أهلا
بدا سناك فقلنا / بدا الهلال وهلا
وانت أسمى مقاما / وأنت أعلى محلا
أدركت مصر بخصب / لولاك ما انفك محلا
لولاك لم ترق مصر / لولاك لم تلق عدلا
ان أظلمت كنت شمسا / أو أجدبت كنت وبلا
يا فرحتي بزمان / أراك فيه الاجلا
زكوت نفسا وأهلا / سروا الى الحرب بُسلا
جروا السيوف وقادوا / خيلا الى المجد قُبلا
والنصر يضحك فيهم / مدججين وعزلا
فيا ملاذ البرايا / وأشرف الخلق أصلا
أراك من غير مثل / ولن أرى لك مثلا
ولست تدرك وصفا / أتعبت فكري فمهلا
أمل نأى عن أرض مصر وزالا
أمل نأى عن أرض مصر وزالا / أصمى القلوب وقطع الاوصالا
يا نائياً عنا وكنت محسدا / فينا كما كنت الشريف فعالا
مدت اليك يد المنون فانشبت / بقلوبنا قضبا لها ونصالا
وضعوك في نعش يضيق بماجد / ما ضاق ذرعا في العلى ومجالا
نعش تروّيه العيون بمائها / أسفا وتسقيه الدموع سجالا
ولك الخلائق نكسوا اعلامهم / حزناً وكانت قبل ذاك طوالا
جشمت نفسك همة تبغى بها / إرضاء قومك لا على أو مالا
خففت عن مصر الهموم وانما / حملتها بفراقك الاثقالا
أعزز علينا ان نواريك الثرى / ونجر بعدك للنهى اذيالا
أعزز علينا ان نراك موسدا / وعلى فضائلك الرغام انهالا
يا أخطب الشرقين قم بين الملا / واخطب عليهم ان صمتك طالا
وانظر الى قوم بكتك جفونهم / وارحم نساءً منهم ورجالا
احييت آمال العباد ولم تعش / حتى تحقق هذه الآمالا
قد اطرقوا رهبا حيالك وانثنوا / جزعا وساؤا بعد موتك حالا
إنا سنبقى ذكر فضلك خالدا / لنكون في صدق الولاء مثالا
قد كنت أفضل من يذود لسانه / عنا واصدق من يقول مقالا
فليسق شؤبوب الحيا لك موحشا / قد ضم مجدا بينه وجلالا
ذات اللحاظ وما فيهن من كحل
ذات اللحاظ وما فيهن من كحل / اللَه في مغرم للحسن ممتثل
خذي ضماناً على عينيك من دنف / هيهات ينسى ضمان الاعين النجل
لولا رضاك بما في القلب من ألم / لما رضيت بجرح غير مندمل
أرعيت سمعاً الى العذال فابتدعوا / فيّ الحديث ومن يسمع لهم يخل
أصانع أنا في العذال سيئة / أم غيرة الحب تدعوهم الى العذل
قولي لهم حال عن ودي ليتئدوا / ويشهد اللَه أني عنه لم أحل
فيم امتناعك عن معطيك مهجته / حباً وجوداً على ما فيك من بخل
مازال يضعف من سهد يؤرقه / حتى غدا جسمه أعفى من الطلل
مالي حببت التي في طي نظرتها / غض يدل على شيء من الملل
غد عبارة وعد من مماطلة / خالت حياتي في الدنيا بلا أجل
اذا جلست إليها في مغازلة / ردت عليّ بلحظيها ولم تقل
وان رأتني تجافت وادعت سبباً / كأنها لدواعي الصوم في شغل
خير الملوك ولا أدعو سوى ملك / يتلو عليه القوافي فكر مرتجل
وافاك شهر ببرد الدين مشتمل / يرنو لوجه بنور اللَه مشتمل
هلاله مسفر والشك يحجبه / كأنه منك بين الزهر في خجل
قد عاد يلثم كفاً أنت باسطها / بين الخلائق للاحسان والقبل
يأتي ويمضي وفي لألائه يدل / وما لنورك في الابصار من بدل
لقد اقمت قناة الملك فاعتدلت / بمستتب من الآراء معتدل
وقد اعدت الى الاسلام نضرته / حتى ارتدى روضه باليانع الخضل
وبت ترعى الرعايا في مراقدها / وصرت تحمي ذمار الفازع الوجل
وكان قبلك قلب السيف مضطربا / فقر بعدك قلب السيف في الخلل
سست البلاد وقوما ان دعوتهمُ / جاؤا اليك زرافات على عجل
قوماً اذا شهروا اسيافهم فزعت / جوانب الارض من سهل ومن جبل
يمشون للحرب والهيجاء مسعرة / كأنهم من حنايا البيض في ظلل
بيض مواض على الاعداء مرهفة / كالبرق في ومض والرعد في زجل
وأدرع مثل ظهر الصل لاوية / أيدي الفوارس بالخطية الذبل
أدب عداك فقد ضلوا بذي شطب / ماضي الغرارين يقصيهم عن الزلل
ظنوا فؤادك هياباً لحادثة / قحمتها غير هياب ولا وكل
وكيف ينفذ سهم الغدر في ملك / على المهيمن والفرقان متكل
كادوا فلم يثمروا من غرس كيدهم / ولا انتهى سعيهم الا الى الفشل
هم ناوأوك على جهل بغايتهم / فغودروا بين ضرب البيض والاسل
وذدتهم وزجاج الرمح عاملة / والسيف يلعب بالاجسام والقلل
لا تغفر الاثم من قوم نرى بهم / سوء السريرة عنوانا على الدخل
وانصر برأيك أقواما حميتهم / من طارئ الدهر أو من طارق الغيل
ناؤوا زماناً بعبء الظلم واحتملوا / من المذلة عبأً غير محتمل
حتى وليت فحل العدل بينهمُ / وفكت الناس من شكُل ومن عُقُل
فلا برحت لهذا الدين تكلأه / حتى يعود الى أيامه الاول