المجموع : 13
أَمِن حَدَثِ الأَيّامِ عَينُكِ تَهمِلُ
أَمِن حَدَثِ الأَيّامِ عَينُكِ تَهمِلُ / تُبَكّي عَلى صَخرٍ وَفي الدَهرِ مُذهِلُ
أَلا مَن لِعَينٍ لا تَجِفُّ دُموعُها / إِذا قُلتُ أَفثَت تَستَهِلُّ فَتَحفِلُ
عَلى ماجِدٍ ضَخمِ الدَسيعَةِ بارِعٍ / لَهُ سورَةٌ في قَومِهِ ما تُحَوَّلُ
فَما بَلَغَت كَفُّ اِمرِئٍ مُتَناوِلٍ / مِنَ المَجدِ إِلّا حَيثُ ما نِلتَ أَطوَلُ
وَلا بَلَغَ المُهدونَ في القَولِ مِدحَةً / وَلا صَدَقوا إِلّا الَّذي فيكَ أَفضَلُ
وَما الغَيثُ في جَعدِ الثَرى دَمِثِ الرُبى / تَبَعَّقَ فيهِ الوابِلُ المُتَهَلِّلُ
بِأَوسَعَ سَيباً مِن يَدَيكَ وَنِعمَةً / تَعُمُّ بِها بَل سَيبُ كَفَّيكَ أَجزَلُ
وَجارُكَ مَحفوظٌ مَنيعٌ بِنَجوَةٍ / مِنَ الضَيمِ لا يُؤذى وَلا يَتَذَلَّلُ
مِنَ القَومِ مَغشِيُّ الرِواقِ كَأَنَّهُ / إِذا سيمَ ضَيماً خادِرٌ مُتَبَسِّلُ
شَرَنبَثُ أَطرافِ البَنانِ ضُبارِمٌ / لَهُ في عَرينِ الغيلِ عِرسٌ وَأَشبُلُ
هِزَبرٌ هَريتُ الشَدقِ رِئبالُ غابَةٍ / مَخوفُ اللِقاءِ جائِبُ العَينِ أَنجَلُ
أَخو الجودِ مَعروفٌ لَهُ الجودُ وَالنَدى / حَليفانِ ما دامَت تِعارُ وَيَذبُلُ
يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ تَهمالِ
يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ تَهمالِ / وَعَبرَةٍ بِنَحيبٍ بَعدَ إِعوالِ
لا تَسأَمي أَن تَجودي غَيرَ خاذِلَةٍ / فَيضاً كَفَيضِ غُروبٍ ذاتِ أَوشالِ
وَاِبكي لِصَخرٍ طِوالَ الدَهرِ وَاِنتَحِبي / حَتّى تُحُلّي ضَريحاً بَينَ أَجبالِ
يا لَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ وَقَد لَهِفَت / نَفسي إِذا اِلتَفَّ أَبطالٌ بِأَبطالِ
وَاِبكيهِ لِلطارِقِ المُنتابِ نائِلَهُ / وَفي الحَقيقَةِ وَالإِعطاءِ لِلمالِ
وَاِبكيهِ لِلخَيلِ تَحتَ النَقعِ عابِسَةً / كَأَنَّ أَكتافَها عُلَّت بِجِريالِ
يَذودُها عَن حِمامِ المَوتِ ذائِدَةٌ / كَاللَيثِ يَحمي عَريناً دونَ أَشبالِ
سَقى الإِلَهُ ضَريحاً جَنَّ أَعظُمَهُ / وَروحَهُ بِغَزيرِ المُزنِ هَطّالِ
أَيا عَينَيَّ وَيحَكُما اِستَهِلّا
أَيا عَينَيَّ وَيحَكُما اِستَهِلّا / بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورٍ وَعُلّا
بِدَمعٍ غَيرِ دَمعِكُما وَجودا / فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا
عَلى صَخرَ الأَغَرَّ أَبي اليَتامى / وَيَحمِلُ كُلَّ مَعثَرَةٍ وَكَلّا
فَإِن أَسعَفتُماني فَاِرفِداني / بِدَمعٍ يُخضِلُ الخَدَّينِ بَلّا
عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ إِنَّ هَذا / وَإِن قَد قَلَّ بَحرُكَ وَاِضمَحَلّا
فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا / وَحَرّاً في الجَوانِبِ مُستَقِلّا
فَقومي يا صَفِيَّةُ في نِساءٍ / بِحَرِّ الشَمسِ لا يَبغينَ ظِلّا
يُشَقِّقنَ الجُيوبَ وَكُلَّ وَجهٍ / طَفيفٌ أَن تُصَلّي لَهُ وَقَلّا
بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها العَويلُ
بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها العَويلُ / وَهاضَ جَناحِيَ الحَدَثُ الجَليلُ
فَقَدتُ الدَهرَ كَيفَ أَكَلَّ رُكني / لِأَقوامٍ مَوَدَّتُهُم قَليلُ
عَلى نَفَرٍ هُمُ كانوا جَناحي / عَلَيهِم حينَ تَلقاهُم قَبولُ
فَذَكَّرَني أَخي قَوماً تَوَلَّوا / عَلَيَّ بِذِكرِهِم ما قيلَ قيلُ
مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ كانَ رُكني / وَصَخراً كانَ ظِلُّهُمُ الظَليلُ
ذَكَرتُ فَغالَني وَنَكا فُؤادي / وَأَرَّقَ قَومِيَ الحُزنُ الطَويلُ
أُلو عِزٍّ كَأَنَّهُمُ غِضابٌ / وَمَجدٍ مَدَّهُ الحَسَبُ الطَويلُ
هُمُ سادوا مَعَدّاً في صِباهُم / وَسادوا وَهُمُ شَبابٌ أَو كُهولُ
فَبَكّي أُمَّ عَمروٍ كُلَّ يَومٍ / أَخا ثِقَةٍ مُحَيّاهُ جَميلُ
أَلا لَيتَ أُمّي لَم تَلِدني سَوِيَّةً
أَلا لَيتَ أُمّي لَم تَلِدني سَوِيَّةً / وَكُنتُ تُراباً بَينَ أَيدي القَوابِلِ
وَخَرَّت عَلى الأَرضِ السَماءُ فَطَبَّقَت / وَماتَ جَميعاً كُلُّ حافٍ وَناعِلِ
غَداةَ غَدا ناعٍ لِصَخرٍ فَراعَني / وَأَورَثَني حُزناً طَويلَ البَلابِلِ
فَقُلتُ لَهُ ماذا تَقولُ فَقالَ لي / نَعى ما اِبنِ عَمروٍ أَثكَلَتهُ هَوابِلي
فَأَصبَحتُ لا أَلتَذُّ بَعدَكَ نِعمَةً / حَياتي وَلا أَبكي لِدَعوَةِ ثاكِلِ
فَشَأنَ المَنايا بِالأَقارِبِ بَعدَهُ / لِتُعلِل عَلَيهِم عَلَّةٌ بَعدَ ناهِلِ
ياعَينِ جودي بِالدُموعِ السُجول
ياعَينِ جودي بِالدُموعِ السُجول / وَاِبكي عَلى صَخرٍ بِدَمعٍ هَمول
لا تَخذُليني عِندَ جَدِّ البُكا / فَلَيسَ ذا ياعَينِ وَقتَ الخَذول
اِبكي أَبا حَسّانَ وَاِستَعبِري / عَلى الجَميلِ المُستَضافِ المَخيل
نِعمَ أَخو الشَتوَةِ حَلَّت بِهِ / أَرامِلُ الحَيِّ غَداةَ البَليل
يَأتينَهُ مُستَعصِماتٍ بِهِ / يُعلِنَّ في الدارِ بِدَعوى الأَليل
وَنِعمَ جارُ القَومِ في أَزمَةٍ / إِذا اِلتَجا الناسُ بِجارٍ ذَليل
دَلَّ عَلى مَعروفِهِ وَجهُهُ / بورِكَ فيهِ هادِياً مِن دَليل
لا يَقصِرُ الفَضلَ عَلى نَفسِهِ / بَل عِندَهُ مَن نابَهُ في فُضول
قَد عَرَفَ الناسُ لَهُ أَنَّهُ / بِالمَنزِلِ الأَتلَعِ غَيرُ الضَئيل
عَطاؤُهُ جَزلٌ وَصَولاتُهُ / صَولاتُ قَرمٍ لِقُرومٍ صَؤول
وَرَأيُهُ حُكمٌ وَفي قَولِهِ / مَواعِظٌ يُذهِبنَ داءَ الغَليل
لَيسَ بِخَبٍّ مانِعٍ ظَهرَهُ / لا يَنهَضُ الدَهرَ بِعِبءٍ ثَقيل
وَلا بِسَعّالٍ إِذا يُجتَدى / وَضاقَ بِالمَعروفِ صَدرُ السَعول
قَد راعَني الدَهرُ فَبُؤساً لَهُ / بِفارِسِ الفُرسانِ وَالخَنشَليل
تَرَكتَني وَسطَ بَني عِلَّةٍ / أَدورُ فيهِم كَاللَعينِ النَقيل
إِنَّ أَبا حَسّانَ عَرشٌ هَوى
إِنَّ أَبا حَسّانَ عَرشٌ هَوى / مِمّا بَنى اللَهُ بِكِنٍّ ظَليل
أَتلَعُ لا يَغلِبُهُ قِرنُهُ / مُستَجمِعُ الرَأيِ عَظيمٌ طَويل
تَحسَبُهُ غَضبانَ مِن عِزِّهِ / ذَلِكَ مِنهُ خُلُقٌ ما يَحول
وَيلُ اِمِّهِ مِسعَرَ حَربٍ إِذا / أُلقِيَ فيها فارِساً ذا شَليل
تَشقى بِهِ الكومُ لَدى قِدرِهِ / وَالنابُ وَالمُصعَبَةُ الخَنشَليل
أَنّى لِيَ الفارِسُ أَغدو بِهِ / مِثلَكَ إِذ ما حَمَلَتني الحَمول
تَرَكتَني يا صَخرُ في فِتيَةٍ / كَأَنَّني بَعدَكَ فيهِم نَقيل
أَبكي عَلى البَطَلِ الَّذي
أَبكي عَلى البَطَلِ الَّذي / جَلَّلتُمُ صَخراً ثِقالا
مُتَحَزِّماً بِالسَيفِ يَركَبُ / رُمحَهُ حالاً فَحالا
يا صَخرُ مَن لِلخَيلِ إِذ / رُدَّت فَوارِسُها عِجالا
مُتَسَربِلي حَلَقِ الحَديدِ / تَخالُهُم فيهِ جِمالا
وَيلي عَلَيكَ إِذا تَهُبُّ / الريحُ بارِدَةً شَمالا
وَالحَيدَرُ الصُرّادُ لَم / يَكُ غَيمُها إِلّا طِلالا
لِيُرَوِّعَ القَومَ الَّذينَ / نَعُدُّهُم فينا عِيالا
خَيرُ البَرِيَّةِ في قِرىً / صَخرٌ وَأَكرَمُهُم فِعالا
وَهُوَ المُؤَمَّلُ وَالَّذي / يُرجى وَأَفضَلُها نَوالا
أَعَينِيَ فيضي وَلا تَبخُلي
أَعَينِيَ فيضي وَلا تَبخُلي / فَإِنَّكِ لِلدَمعِ لَم تَبذُلي
وَجودي بِدَمعِكِ وَاِستَعبِري / كَسَحِّ الخَليجِ عَلى الجَدوَلِ
عَلى خَيرِ مَن يَندُبُ المُعوَلونَ / وَالسَيِّدِ الأَيِّدِ الأَفضَلِ
طَويلِ النِجادِ رَفيعِ العِمادِ / لَيسَ بِوَغدٍ وَلا زُمَّلِ
يُجيدُ الكِفاحَ غَداةَ الصُياحِ / حامي الحَقيقَةِ لَم يَنكَلِ
كَأَنَّ العُداةَ إِذا ما بَدا / يَخافونَ وَرداً أَبا أَشبُلِ
مُدِلّاً مِنَ الأُسدِ ذا لِبدَةٍ / حَمى الجِزعَ مِنهُ فَلَم يُنزَلِ
يَعِفُّ وَيَحمي إِذا ما اِعتَزى / إِلى الشَرَفِ الباذِخِ الأَطوَلِ
يُحامي عَنِ الحَيِّ يَومَ الحِفاظِ / وَالجارِ وَالضَيفِ وَالنُزَّلِ
وَمُستَنَّةٍ كَاِستِنانِ الخَليجِ / فَوّارَةِ الغَمرِ كَالمِرجَلِ
رَموحٍ مِنَ الغَيظِ رُمحُ الشَموسِ / تَلافَيتَ في السَلَفِ الأَوَّلِ
لِتَبكِ عَلَيكَ عِيالُ الشِتاءِ / إِذا الشَولُ لاذَت مِنَ الشَمأَلِ
أَلا يا صَخرُ إِن أَبكَيتَ عَيني
أَلا يا صَخرُ إِن أَبكَيتَ عَيني / لَقَد أَضحَكتَني دَهراً طَويلا
بَكَيتُكَ في نِساءٍ مُعوِلاتٍ / وَكُنتُ أَحَقَّ مَن أَبدى العَويلا
دَفَعتُ بِكَ الجَليلَ وَأَنتَ حَيٌّ / فَمَن ذا يَدفَعُ الخَطبَ الجَليلا
إِذا قَبُحَ البُكاءُ عَلى قَتيلٍ / رَأَيتُ بُكاءَكَ الحَسَنَ الجَميلا
أَلا ما لِعَينِكِ أَم ما لَها
أَلا ما لِعَينِكِ أَم ما لَها / لَقَد أَخضَلَ الدَمعُ سِربالَها
أَبَعدَ اِبنِ عَمروٍ مِن آلِ الشَريدِ / حَلَّت بِهِ الأَرضُ أَثقالَها
فَآلَيتُ آسى عَلى هالِكٍ / وَأَسأَلُ باكِيَةً ما لَها
لَعَمرُ أَبيكَ لَنِعمَ الفَتى / تَحُشُّ بِهِ الحَربُ أَجذالَها
حَديدُ السِنانِ ذَليقُ اللِسانِ / يُجازي المَقارِضَ أَمثالَها
هَمَمتُ بِنَفسِيَ كُلَّ الهُمومِ / فَأَولى لِنَفسِيَ أَولى لَها
سَأَحمِلُ نَفسي عَلى آلَةٍ / فَإِمّا عَلَيها وَإِمّا لَها
فَإِن تَصبِرِ النَفسُ تُلقَ السُرورَ / وَإِن تَجزَعِ النَفسُ أَشقى لَها
نُهينُ النُفوسَ وَهَونُ النُفوسِ / يَومَ الكَريهَةِ أَبقى لَها
وَنَعلَمُ أَنَّ مَنايا الرِجالِ / بالِغَةٌ حَيثُ يُحلى لَها
لِتَجرِ المَنِيَّةُ بَعدَ الفَتى / المُغادَرِ بِالمَحوِ أَذلالَها
وَرَجراجَةٍ فَوقَها بيضُها / عَلَيها المُضاعَفُ أَمثالَها
كَكِرفِئَةِ الغَيثِ ذاتِ الصَبيرِ / تَرمي السَحابَ وَيُرمى لَها
وَخَيلٍ تَكَدَّسُ بِالدارِعينَ / نازَلتَ بِالسَيفِ أَبطالَها
وَقافِيَةٍ مِثلِ حَدِّ السِنانِ / تَبقى وَيَذهَبُ مَن قالَها
تَقُدُّ الذُؤابَةَ مِن يَذبُلٍ / أَبَت أَن تُفارِقَ أَوعالَها
نَطَقتَ اِبنَ عَمروٍ فَسَهَّلتَها / وَلَم يَنطِقِ الناسُ أَمثالَها
فَإِن تَكُ مُرَّةُ أَودَت بِهِ / فَقَد كانَ يُكثِرُ تَقتالَها
فَخَرَّ الشَوامِخُ مِن قَتلِهِ / وَزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها
وَزالَ الكَواكِبُ مِن فَقدِهِ / وَجُلِّلَتِ الشَمسُ أَجلالَها
وَداهِيَةٍ جَرَّها جارِمٌ / تُبينُ الحَواضِنُ أَحمالَها
كَفاها اِبنُ عَمروٍ وَلَم يَستَعِن / وَلَو كانَ غَيرُكَ أَدنى لَها
وَلَيسَ بِأَولى وَلَكِنَّهُ / سَيَكفي العَشيرَةَ ما غالَها
بِمُعتَرَكٍ ضَيِّقٍ بَينَهُ / تَجُرُّ المَنِيَّةُ أَذيالَها
تُطاعِنُها فَإِذا أَدبَرَت / بَلَلتَ مِنَ الدَمِّ أَكفالَها
وَبيضٍ مَنَعتَ غَداةَ الصُياحِ / تَكشِفُ لِلرَوعِ أَذيالَها
وَمُعمَلَةٍ سُقتَها قاعِداً / فَأَعلَمتَ بِالسَيفِ أَغفالَها
وَناجِيَةٍ كَأَتانِ الثَميلِ / غادَرتَ بِالخِلِّ أَوصالَها
إِلى مَلِكٍ لا إِلى سوقَةٍ / وَذَلِكَ ما كان أُكلاً لَها
وَتَمنَحُ خَيلَكَ أَرضَ العِدى / وَتَنبُذُ بِالغَزوِ أَطفالَها
وَنَوحٍ بَعَثتَ كَمِثلِ الإِراخِ / آنَسَتِ العينُ أَشبالَها
لَمّا رَأَيتُ البَدرَ أَظلَمَ كاسِفاً
لَمّا رَأَيتُ البَدرَ أَظلَمَ كاسِفاً / أَرَنَّ شَواذٌ بَطنُهُ وَسَوائِلُه
رَنيناً وَما يُغني الرَنينُ وَقَد أَتى / بِمَوتِكَ مِن نَحوِ القُرَيَّةِ حامِلُه
لَقَد خارَ مِرداساً عَلى الناسِ قاتِلُه / وَلَو عادَهُ كَنّاتُهُ وَحَلائِلُه
وَقُلنَ أَلا هَل مِن شِفاءٍ يَنالُهُ / وَقَد مُنِعَ الشِفاءَ مَن هُوَ نائِلُه
وَفَضَّلَ مِرداساً عَلى الناسِ حِلمُهُ / وَأَن كُلُّ هَمٍّ هَمَّهُ فَهوَ فاعِلُه
وَأَن كُلُّ وادٍ يَكرَهُ الناسُ هَبطَهُ / هَبَطتَ وَماءٍ مَنهَلٍ أَنتَ ناهِلُه
تَرَكتَ بِهِ لَيلاً طَويلاً وَمَنزِلاً / تَعادى عَلى ظَهرِ الطَريقِ عَواسِلُه
وَسَبيٍ كَآرامِ الصَريمِ تَرَكتَهُ / خِلالَ دِيارٍ مُستَكيناً عَواطِلُه
وَعُدتَ عَلَيهِم بَعدَ بُؤسى بِأَنعُمٍ / فَكُلُّهُمُ تُعنى بِهِ وَتُواصِلُه
مَتى ما تُوازِن ماجِداً يُعتَدَل بِهِ / كَما عَدَّلَ الميزانَ بِالكَفِّ راطِلُه
سَقى جَدَثاً أَكنافُ غَمرَةَ دونَهُ
سَقى جَدَثاً أَكنافُ غَمرَةَ دونَهُ / مِنَ الغَيثِ ديماتُ الرَبيعِ وَوابِلُه
أُعيرُهُمُ سَمعي إِذا ذُكِرَ الأَسى / وَفي القَلبِ مِنهُ زَفرَةٌ ما تُزايِلُه
وَكُنتُ أُعيرُ الدَمعَ قَبلَكَ مَن بَكى / فَأَنتَ عَلى مَن ماتَ بَعدَكَ شاغِلُه