المجموع : 8
الصبر إلا في فِرَاقِكَ يجمل
الصبر إلا في فِرَاقِكَ يجمل / والصعبُ إلا عن ملالكَ يَسهلُ
يا ظالماً حكَّمتهُ في مُهجَتي / حَتّامَ في شرع الهَوى لا تعدلُ
أنفَقتُ عُمري في هَواكَ تكرُّماً / وتضنُّ بالنّزر القليل وتَبخلُ
إن تَرمِ قَلبي تَصمِ نَفسكَ إِنهُ / لَكَ مَوطِن تَأوي إليه وَمنزلُ
أَتظنُّ أَني بالإساءة مُقلع / كيفَ الدّواء وقد أصيبَ المقتلُ
أعرض وصُدَّ وجُر فَحبك ثابت / بتنقل الأحوال لا يتنقَّلُ
واللَّه لا أسلوكَ حتى أنطوي / تَحتَ الترابِ ويحتَويني بالجندلُ
تَتبدَّلُ الدُّنيا وحُبُّكَ ثابتٌ / في القلبِ لا يفنى ولا يَتبدَّلُ
مَن لي بأهيفَ قد أقامَ قيامتي / خَدٌّ لَهُ قانٍ وطَرف أكحلُ
نشوانَ من خمر الصبا لا يسمع الش / شكوى ويصغي للوشاة فيقبلُ
مُتلوِّن متغيِّر متعتِّبٌ / مُتعنِّتٌ متمنِّع متدَلِّلُ
إن قلتُ متُّ من الصبابَة قال لي / ظُلماً وأَي صَبابةٍ لا تقتلُ
أو قلتُ قد طَال العذاب يقول لي / ما سوف تلقى مِن عذابكَ أطولُ
قَسماً بترب نِعاله فَمحاجِري / أبَداً بغير غباره لا تُكحلُ
وصَعيدُ بَيتٍ حَله فركائبي / تَسعى به دُونَ البيوت وترملُ
لأخالفنَّ عَوَاذِلي لو أنهُ / ممن يظل على هَواهُ ويَعدِلُ
ولأهتكَنَّ على الهوى سِتر الحيا / إنَّ الفضيحةَ في المحبةِ أجملُ
يَصفرُّ وجهي حين أَنظر وجههُ / خَوفاً فَيدركه الحياء فيخجلُ
فكأنَّما بِخدُودِه من حُمرةٍ / ظَلَّت إليها من دَمي تَتحوَّلُ
هو مُلبسي حُللَ الضنا ومُعلمي / من زلتي ما كنت منها أجهلُ
لولاه لم أرد الحياة ولم أقل / طلب الثراء من القناعة أجملُ
من أجله أخشى المماتَ وأتقي / ولأجله أرجُو الغنى وأؤملُ
أستعذِبُ التعذيب فيه كأنَّما / جُرَع الحميم هي البرود السلسلُ
لا فَرَّجَ الرَّحمنُ كربَةَ عَاشِق / طلب السُّلوَّ وخاب فيما يسألُ
لا تُنكروا فَيضَ الدُّموع فإنها / نفسي يُصعِّدُها الغرام المشعلُ
هي مُهجَتي طوراً تَحلل بالبكا / أسفاً وطوراً بالزَّفير تحللُ
يا كرخُ جادَ عليكَ مدرارُ الحيا / وسقى ثراكَ من الرَّواعدِ مُسبلُ
إن كان جِسمي عَنكَ أصبح راحلاً / كرهاً فَقلبي قاطِنٌ لا يرحلُ
ما رُمتُ بَعدكَ بالمدائنِ صبوةً / إلا ثنى الثاني هَواكَ الأولُ
أنا عَاذرٌ إن طُلَّ بعدَ طلاكَ لي / حُبّ دمٌ أو غازَلتني المُغزِلُ
يا راكباً تهوي به شَدَنيّةٌ / حرفٌ كما تهوي حصاة من علُ
هَوجاء تَقطعُ جَوزَ تيَّارِ الفلا / حتى تَبوصَ على يَديها الأرجُلُ
عُج بالغريّ على ضريحٍ حولَه / نادٍ لأملاكِ السماءِ ومحفلُ
فَمسبِّحٌ ومقدسٌ وممجدٌ / ومعظمٌ ومكبِّر ومهلِّلُ
والثم ثراه المسكَ طيباً واستلم / عيدانهُ قُبلاً فَهنَّ المندَلُ
وانظر إلى الدَّعواتِ تسعد عندهُ / وجُنود وحي اللَّه كيف تنزَّلُ
والنورُ يلمعُ والنواظِرُ شخَّصٌ / واللسنُ خرسٌ والبَصائر ذُهَّلُ
واغضض وغُضَّ فَثَمَّ سِرٌّ أعجمٌ / دقَّت معانيهِ وأمرٌ مشكلُ
وقلِ السلامُ عَليكَ يا مَولى الورى / نصّاً بهِ نَطقَ الكتابُ المنزلُ
وَخِلافَةً ما إِن لها لو لم تكُن / منصوصةً عن جيدِ مجدك معدلُ
عجباً لقومٍ أخروكَ وكعبكَ ال / عالي وخدُّ سِواكَ أضرَعُ أسفلُ
إن تمسِ مَحسوداً فسؤددك الذي / أعطيت محسود المحل مبجَّلُ
عضبٌ تحزُّ به الرقاب يمدُّه / رأيٌ بعزمتِه يحزُّ المفصِلُ
وعلومُ غيبٍ لا تنال وحكمةٌ / فصلٌ وحكمٌ في القضية فيصلُ
عَجباً لهذي الأرض يضمر تُربها / أطواد مجدك كيفَ لا تتزلزلُ
عَجباً لأملاكِ السماءِ يَفوتها / نظر لوجهكَ كيف لا تتهيلُ
يا أيها النبأ العظيم فمهتدٍ / في حبه وغواة قوم ضلَّلُ
يا أيُّها النار التي شبّ السنا / منها لموسى والظلام مجلِّلُ
يا فلكَ نوحٍ حيثُ كلّ بسيطةٍ / بحرٌ يمور وكلُّ بحرٍ جدولُ
يا وارثَ التوراةِ والإنجيل وال / فرقان والحكم التي لا تعقلُ
لولاك ما خلقَ الزمانُ ولا دجى / غِبَّ ابتلاج الفجر ليلٌ أليَلُ
يا قاتِلَ الأَبطالِ مجدك للعدى / من غربِ مخذمكَ المهنَّد أقتلُ
بذباب سيفكَ قَرَّ فارعُ طَوده / بَعدَ التأوُّد واستقام الأميلُ
إن كانَ دينُ محمدٍ فيه الهدى / حَقاً فحبكَ بَابُهُ والمدخلُ
لولاك أصبح ثلمة لا تُتقى / أطرافها ونقيصةٌ لا تكملُ
كم جَحفلٍ لِلجزءِ من أجزَائهِ / يومَ النزالِ يقلُّ قولكَ جحفلُ
أثوابهُ الزردُ المضاعفُ نَسجه / لكنهُ بالزَّاغبية مخملُ
يحيي المنيةَ منهُ طعنٌ أنجلُ / برحٌ محاجرهُ وضربٌ أهدلُ
نَهنهتُ سورَتهُ بِقلبِ قلَّبٍ / ثبتٍ يُحالفه صَقيلٌ مصقلُ
صلى عليكَ اللَّهُ من متسربلٍ / قمصاً بهنّ سواكَ لا يَتسربلُ
وجزاكَ خيراً عن نَبيك إنهُ / ألفاكَ ناصرَهُ الذي لا يُخذلُ
سمعاً أمير المؤمنينَ قصائداً / يَعنو لها بِشرٌ ويخضع جَروَلُ
الدُّرُّ من ألفاظِها لكنهُ / دُرٌّ له إبنُ الحديد يفصِّلُ
هيَ دونَ مدح اللَّه فيكَ وفوق ما / مدح الورى وعلاكَ منها أكملُ
تقول قد أشكل فهو مشكل
تقول قد أشكل فهو مشكل / واقفل الحانوت فهو مقفَل
وقد أمرّ الشيء صار مُرا / كذاك أكرى البيت فهو مكرى
وأغلق الباب وباب مغلق / وأعتق العبد وعبد معتق
وعتق العبدُ وأبغضت الرجل / وبغض البغيض بالضم فقل
وأقفل الأميرُ جندَ البصره / فقفلوا أي رجعوا بالنُّصره
وقد أسف للدني أي دخل / فيه والطائر من أُفق نزل
وقد أَسفَّ الخوصَ معناه نسج / وقد أعلّ اللضه زيداً بالعرج
وأنشر اللَه رفاق الموتى / فنشروا والستر قد أرخيتا
وما أحاك السيفُ إذ ضرب / به وأَهللت الهِلال لرجب
وقد أمض القولَ زيداً والجرب / وقال قوم مضَّ فاحفظها تصب
وأنعم اللَه بزيد عينا / ومن نُعاس السير قد أغفينا
ومثله أيديت في القوم يدا / والماءُ أغليت وآذيت العُدا
ولا أشبّ اللَه منه قرنا / لمّا خلا بمن يحب أَمنا
تقول للصنجة هذا الرطل
تقول للصنجة هذا الرطل / والعلو هذا وكذاك السِّفل
وقد يضم فيهما والرِخو / وإذخر وقرقس وجرو
وزيد استولى على الشأم وما / أَخَذ إخذَه فأضحى علما
وهكذا الديباج ثم الديوان / والفكر والإِصبع ثم النسيان
وهو كِسرى وسداد من عَوَز / وهي إِوزَّة وفي الجمع إوز
وهو الخُوان وهو في جوارى / والجِصّ والزئبق فافهم حار
ودِرهم مزابق ومروحه / ومئزر ومِحلَب ومِقدحه
وكل ما ينقل من هذا البنا / مستعملاً فاكسره كسراً بينا
إلا حروفاً قد أتت بالضم / مشهورة ما بين أهل العلم
كمُسعط ومُدهُن ومُنخُل / ومُكحُل ثم مُدُقّ منصل
وهو مِلاك الأَمر والصِّنَاره / وكفة الميزان والإصباره
وهذه إضمامة من كتب / وهو قوام الدين غير كذب
والمال في الرعى وسعي ما نُصب / فإن أردت مصدراً فافتح تُصب
وهذه الإشفى وزرع سِقى / وهذه الأشافي والزروع عذى
وزِئبر الثوب وثوب أحمد / مزأبِر وهو السوار لليد
وقد أتى الإِسوار يرمى النبلا / وجاءَ بالضم وكذاك يُمّلى
وهذه جِنازة وتفتح / وخالد لزينة لا يفلِح
وعامِر لرِشدة صحيح / وحارث لنَيّة مفتوح
وهذه حِدأَة فاخشَ الغلط / وتحذف الهاءُ من الجمع فقط
وقل له أوطأَتني العِشوة مِن / إحنة صدر بيننا فابعد وبِن
ولى هناك بغية أبغيهَا / ولَيلة الإِملاك لا أُخفيها
وهذه إنفحَّة الجدى وقد / خفّفها قوم وذاك قد ورد
وقد وجدت في عظامي إِبرده / وخف على بطيخنا أن تفسده
وجاءَ طبّيخ وهذا المنديل / وادخل إلى الدهليز فارم القنديل
وهو الإكاف والوِكاف والشَّبع / وهذه إرزَبّة وهو القِمَع
وهكذا السرجين والسهريز / للتمر والشيم أتت تجوز
وهذه الإِبهام تعني الإصبعا / أما البهام جمع بَهم قد رعى
للسَّخل والرمان إمليسيّ / وعندَنا إهليلج هنديّ
وهذه غِسلة رأس ونِطَع / وهذه جرية ماءٍ وضِلَع
وخف من السِّكين يا ذا السِكِّير / وهكذا الشَّريب ثم الحِميِّر
وحسنَ الرِكبة ثم الجِلسه / ومشية كذا جميع الهيئه
تقول هذي لحمة الثوب وقل
تقول هذي لحمة الثوب وقل / لحمة صقر والمراد ما أَكل
ولُحمة النسب والحَموله / ما يحمل المتاع والحُموله
أَحمالها وقد سمعت اللَّجَّه / للصوت وهو سابح في اللُّجّه
وقل لما يؤكل هذا أكله / وأكلة أي دفعة والخُلَّه
للودّ والخُلو من المراعي / والخَلَّة الخَصلة في السماع
والفَقر أيضاً وكذا المَقامه / للقوم والمُقامة الإقامه
وموتة واحدة تأتيني / ومُوتة ضرب من الجُنون
وخالد قد أخذته المُؤته / مُلَيّنا واستشهدوا بمُوته
أرض بها استشهد ذو الجناحين / ووقع العامَ مُوات للحَين
وأرضك المواتُ وهي القفر / وما ببيداءِ الحجاز شَفَر
أي أحد والشُّفر للعين وقد / قدِمت عُقب الشهر بعد ما نفِد
فإن تقل في عَقبه أو عَقِبه / فإنه لم يَفِن حرف مشتبه
والدَّف للجَنب ودُفّ يلعب / به وهذي جُمَّة تستوهَب
معناه قوم يُسأَلون في الديه / وجَمَّة الماء اجتماع الأَوديه
وجُمة مجموعة من الشعر / بالضم فاسلك سُبلى واقف الأَثر
تقول هنا جُمل ذو رُحله
تقول هنا جُمل ذو رُحله / تعنى قوياً وعزمت الرحله
للارتحال والنحاس صفر / والصفر للفارغ ثم العشر
ظمء من الأظماءِ كالتسع وقل / حقلك تُسع أدرهم عن العمل
وأُمّة جماعة من البَشَر / والأُمّة الحين ومنه وادّكَر
والأُمة العَامة وكلاً ضُمّا / والإِمة النعمة فارو العلما
وقد خطبت يا سعيد خِطبه / للمَصدر اكسرها والاسم الخُطبه
وقد حَملت رُجلة المُشاءِ / ورِجلة للبقلة الحمقاء
وحَبوة من العطاءِ واحتبى / زيد وحلّ حبوة من الحِبا
وحبية ولبن في الخِلف / وما لوعد حاتم من خُلف
وجعفَر حاورته حِوارا / وولدت ناقتنا حُوارا
وعنده ماءٌ جِمام القدح / وفي الدقيق ضم ذاك وافتح
وهذه عُلاوة الريح وقل / سُفالة واضرب علاوة الرجل
تريد أعلاه كذا العِلاوه / ما فوق حمل الإِبل كالإداوه
تقول زيد ربعة ثم قل
تقول زيد ربعة ثم قل / أُم البنين ربعة لم تطُل
ومثله صرورة ما حج قط / فروقةٌ ملولة فاخش الغلط
همزة لمزة يعيب / هُذَرة منطيقنا الخطيب
فيك يا أعجوبة الكون
فيك يا أعجوبة الكون / غدا الفكر كليلا
أنت حيرت ذوي اللب / وبلبلت العقولا
كلما أقدم فكري / فيك شبراً فر ميلا
ناكصاً يخبط في عم / ياء لا يهدى السبيلا
كلما زادك الاله جلالا
كلما زادك الاله جلالا / ردت جودا على الورى ونوالا
يا ابن عم النبي لا زالت الاق / دار طوعا لما تشاء عجالا
تلتقي عندك الاماني ويغشي ال / نصر في ظل قصرك الامالا
أي يوميك تجتلى يوم تذكي ال / حرب ام يوم تتهب الاموالا
ما رأى الناس قبل جيشك جيشا / سال فرسانه فخيل رمالا
فرعت خيله الجبال الى ان / كاد من بأسه يهد الجبالا
غص منه الوهاد بالجحفل المج / ر فعادت به الوهاد قلالا
شرق الافق بالقساطل منه / واشتكت السن الجبال الكلالا
دوخ الارض بالسنابك حتى / زلزلت من لطامه زلزالا
واتاك الرسول من ملك التر / ك يؤدي ضراعة وسؤالا
مستظلا بظل عفوك بيدي / منطقا خاشعا وخدا مذالا
اعشت البيض عينه فهو لا ين / ظر الا اسنة ونصالا
كاثرته الرجال حتى رأى الآ / فاق خيلا مجنوبة ورجالا
فهو في حضرة الخلافة يرجو ال / عفو من جودها ويخشي النكالا
كلما عاين المخاوف نادا / ه نداها فامل الآمالا
فاذا ما رددته عاد ذا ضد / ين يحكى الافراح والاوجالا
يحسب الآل في الصحاصح بيضا / مثل ما كان يحسب البيض آلا
منذراً قومه بما لقشعر ال / عين منه قولا فكيف فعالا
يا امام الهدى ويا اشرف العا / لم نفسا واظهر الخلق آلا
ثبت اللّه دولة بك تزدا / ن وملكا منك استفاد الجمالا
دمت حتى تنال خيلك من جي / حون والنيل مورداً ومنالا
جامعا بين ملك طمغاج في الشر / ق ومراكس الطويل مطالا
ومضيفا الى ضغار وصنعا / ه عمانا وفارسا واوالا
باعثاً نحوها جياداً خفافاً / ورجالا لدى الحروب ثقالا