القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ أَبي الحَديد الكل
المجموع : 8
الصبر إلا في فِرَاقِكَ يجمل
الصبر إلا في فِرَاقِكَ يجمل / والصعبُ إلا عن ملالكَ يَسهلُ
يا ظالماً حكَّمتهُ في مُهجَتي / حَتّامَ في شرع الهَوى لا تعدلُ
أنفَقتُ عُمري في هَواكَ تكرُّماً / وتضنُّ بالنّزر القليل وتَبخلُ
إن تَرمِ قَلبي تَصمِ نَفسكَ إِنهُ / لَكَ مَوطِن تَأوي إليه وَمنزلُ
أَتظنُّ أَني بالإساءة مُقلع / كيفَ الدّواء وقد أصيبَ المقتلُ
أعرض وصُدَّ وجُر فَحبك ثابت / بتنقل الأحوال لا يتنقَّلُ
واللَّه لا أسلوكَ حتى أنطوي / تَحتَ الترابِ ويحتَويني بالجندلُ
تَتبدَّلُ الدُّنيا وحُبُّكَ ثابتٌ / في القلبِ لا يفنى ولا يَتبدَّلُ
مَن لي بأهيفَ قد أقامَ قيامتي / خَدٌّ لَهُ قانٍ وطَرف أكحلُ
نشوانَ من خمر الصبا لا يسمع الش / شكوى ويصغي للوشاة فيقبلُ
مُتلوِّن متغيِّر متعتِّبٌ / مُتعنِّتٌ متمنِّع متدَلِّلُ
إن قلتُ متُّ من الصبابَة قال لي / ظُلماً وأَي صَبابةٍ لا تقتلُ
أو قلتُ قد طَال العذاب يقول لي / ما سوف تلقى مِن عذابكَ أطولُ
قَسماً بترب نِعاله فَمحاجِري / أبَداً بغير غباره لا تُكحلُ
وصَعيدُ بَيتٍ حَله فركائبي / تَسعى به دُونَ البيوت وترملُ
لأخالفنَّ عَوَاذِلي لو أنهُ / ممن يظل على هَواهُ ويَعدِلُ
ولأهتكَنَّ على الهوى سِتر الحيا / إنَّ الفضيحةَ في المحبةِ أجملُ
يَصفرُّ وجهي حين أَنظر وجههُ / خَوفاً فَيدركه الحياء فيخجلُ
فكأنَّما بِخدُودِه من حُمرةٍ / ظَلَّت إليها من دَمي تَتحوَّلُ
هو مُلبسي حُللَ الضنا ومُعلمي / من زلتي ما كنت منها أجهلُ
لولاه لم أرد الحياة ولم أقل / طلب الثراء من القناعة أجملُ
من أجله أخشى المماتَ وأتقي / ولأجله أرجُو الغنى وأؤملُ
أستعذِبُ التعذيب فيه كأنَّما / جُرَع الحميم هي البرود السلسلُ
لا فَرَّجَ الرَّحمنُ كربَةَ عَاشِق / طلب السُّلوَّ وخاب فيما يسألُ
لا تُنكروا فَيضَ الدُّموع فإنها / نفسي يُصعِّدُها الغرام المشعلُ
هي مُهجَتي طوراً تَحلل بالبكا / أسفاً وطوراً بالزَّفير تحللُ
يا كرخُ جادَ عليكَ مدرارُ الحيا / وسقى ثراكَ من الرَّواعدِ مُسبلُ
إن كان جِسمي عَنكَ أصبح راحلاً / كرهاً فَقلبي قاطِنٌ لا يرحلُ
ما رُمتُ بَعدكَ بالمدائنِ صبوةً / إلا ثنى الثاني هَواكَ الأولُ
أنا عَاذرٌ إن طُلَّ بعدَ طلاكَ لي / حُبّ دمٌ أو غازَلتني المُغزِلُ
يا راكباً تهوي به شَدَنيّةٌ / حرفٌ كما تهوي حصاة من علُ
هَوجاء تَقطعُ جَوزَ تيَّارِ الفلا / حتى تَبوصَ على يَديها الأرجُلُ
عُج بالغريّ على ضريحٍ حولَه / نادٍ لأملاكِ السماءِ ومحفلُ
فَمسبِّحٌ ومقدسٌ وممجدٌ / ومعظمٌ ومكبِّر ومهلِّلُ
والثم ثراه المسكَ طيباً واستلم / عيدانهُ قُبلاً فَهنَّ المندَلُ
وانظر إلى الدَّعواتِ تسعد عندهُ / وجُنود وحي اللَّه كيف تنزَّلُ
والنورُ يلمعُ والنواظِرُ شخَّصٌ / واللسنُ خرسٌ والبَصائر ذُهَّلُ
واغضض وغُضَّ فَثَمَّ سِرٌّ أعجمٌ / دقَّت معانيهِ وأمرٌ مشكلُ
وقلِ السلامُ عَليكَ يا مَولى الورى / نصّاً بهِ نَطقَ الكتابُ المنزلُ
وَخِلافَةً ما إِن لها لو لم تكُن / منصوصةً عن جيدِ مجدك معدلُ
عجباً لقومٍ أخروكَ وكعبكَ ال / عالي وخدُّ سِواكَ أضرَعُ أسفلُ
إن تمسِ مَحسوداً فسؤددك الذي / أعطيت محسود المحل مبجَّلُ
عضبٌ تحزُّ به الرقاب يمدُّه / رأيٌ بعزمتِه يحزُّ المفصِلُ
وعلومُ غيبٍ لا تنال وحكمةٌ / فصلٌ وحكمٌ في القضية فيصلُ
عَجباً لهذي الأرض يضمر تُربها / أطواد مجدك كيفَ لا تتزلزلُ
عَجباً لأملاكِ السماءِ يَفوتها / نظر لوجهكَ كيف لا تتهيلُ
يا أيها النبأ العظيم فمهتدٍ / في حبه وغواة قوم ضلَّلُ
يا أيُّها النار التي شبّ السنا / منها لموسى والظلام مجلِّلُ
يا فلكَ نوحٍ حيثُ كلّ بسيطةٍ / بحرٌ يمور وكلُّ بحرٍ جدولُ
يا وارثَ التوراةِ والإنجيل وال / فرقان والحكم التي لا تعقلُ
لولاك ما خلقَ الزمانُ ولا دجى / غِبَّ ابتلاج الفجر ليلٌ أليَلُ
يا قاتِلَ الأَبطالِ مجدك للعدى / من غربِ مخذمكَ المهنَّد أقتلُ
بذباب سيفكَ قَرَّ فارعُ طَوده / بَعدَ التأوُّد واستقام الأميلُ
إن كانَ دينُ محمدٍ فيه الهدى / حَقاً فحبكَ بَابُهُ والمدخلُ
لولاك أصبح ثلمة لا تُتقى / أطرافها ونقيصةٌ لا تكملُ
كم جَحفلٍ لِلجزءِ من أجزَائهِ / يومَ النزالِ يقلُّ قولكَ جحفلُ
أثوابهُ الزردُ المضاعفُ نَسجه / لكنهُ بالزَّاغبية مخملُ
يحيي المنيةَ منهُ طعنٌ أنجلُ / برحٌ محاجرهُ وضربٌ أهدلُ
نَهنهتُ سورَتهُ بِقلبِ قلَّبٍ / ثبتٍ يُحالفه صَقيلٌ مصقلُ
صلى عليكَ اللَّهُ من متسربلٍ / قمصاً بهنّ سواكَ لا يَتسربلُ
وجزاكَ خيراً عن نَبيك إنهُ / ألفاكَ ناصرَهُ الذي لا يُخذلُ
سمعاً أمير المؤمنينَ قصائداً / يَعنو لها بِشرٌ ويخضع جَروَلُ
الدُّرُّ من ألفاظِها لكنهُ / دُرٌّ له إبنُ الحديد يفصِّلُ
هيَ دونَ مدح اللَّه فيكَ وفوق ما / مدح الورى وعلاكَ منها أكملُ
تقول قد أشكل فهو مشكل
تقول قد أشكل فهو مشكل / واقفل الحانوت فهو مقفَل
وقد أمرّ الشيء صار مُرا / كذاك أكرى البيت فهو مكرى
وأغلق الباب وباب مغلق / وأعتق العبد وعبد معتق
وعتق العبدُ وأبغضت الرجل / وبغض البغيض بالضم فقل
وأقفل الأميرُ جندَ البصره / فقفلوا أي رجعوا بالنُّصره
وقد أسف للدني أي دخل / فيه والطائر من أُفق نزل
وقد أَسفَّ الخوصَ معناه نسج / وقد أعلّ اللضه زيداً بالعرج
وأنشر اللَه رفاق الموتى / فنشروا والستر قد أرخيتا
وما أحاك السيفُ إذ ضرب / به وأَهللت الهِلال لرجب
وقد أمض القولَ زيداً والجرب / وقال قوم مضَّ فاحفظها تصب
وأنعم اللَه بزيد عينا / ومن نُعاس السير قد أغفينا
ومثله أيديت في القوم يدا / والماءُ أغليت وآذيت العُدا
ولا أشبّ اللَه منه قرنا / لمّا خلا بمن يحب أَمنا
تقول للصنجة هذا الرطل
تقول للصنجة هذا الرطل / والعلو هذا وكذاك السِّفل
وقد يضم فيهما والرِخو / وإذخر وقرقس وجرو
وزيد استولى على الشأم وما / أَخَذ إخذَه فأضحى علما
وهكذا الديباج ثم الديوان / والفكر والإِصبع ثم النسيان
وهو كِسرى وسداد من عَوَز / وهي إِوزَّة وفي الجمع إوز
وهو الخُوان وهو في جوارى / والجِصّ والزئبق فافهم حار
ودِرهم مزابق ومروحه / ومئزر ومِحلَب ومِقدحه
وكل ما ينقل من هذا البنا / مستعملاً فاكسره كسراً بينا
إلا حروفاً قد أتت بالضم / مشهورة ما بين أهل العلم
كمُسعط ومُدهُن ومُنخُل / ومُكحُل ثم مُدُقّ منصل
وهو مِلاك الأَمر والصِّنَاره / وكفة الميزان والإصباره
وهذه إضمامة من كتب / وهو قوام الدين غير كذب
والمال في الرعى وسعي ما نُصب / فإن أردت مصدراً فافتح تُصب
وهذه الإشفى وزرع سِقى / وهذه الأشافي والزروع عذى
وزِئبر الثوب وثوب أحمد / مزأبِر وهو السوار لليد
وقد أتى الإِسوار يرمى النبلا / وجاءَ بالضم وكذاك يُمّلى
وهذه جِنازة وتفتح / وخالد لزينة لا يفلِح
وعامِر لرِشدة صحيح / وحارث لنَيّة مفتوح
وهذه حِدأَة فاخشَ الغلط / وتحذف الهاءُ من الجمع فقط
وقل له أوطأَتني العِشوة مِن / إحنة صدر بيننا فابعد وبِن
ولى هناك بغية أبغيهَا / ولَيلة الإِملاك لا أُخفيها
وهذه إنفحَّة الجدى وقد / خفّفها قوم وذاك قد ورد
وقد وجدت في عظامي إِبرده / وخف على بطيخنا أن تفسده
وجاءَ طبّيخ وهذا المنديل / وادخل إلى الدهليز فارم القنديل
وهو الإكاف والوِكاف والشَّبع / وهذه إرزَبّة وهو القِمَع
وهكذا السرجين والسهريز / للتمر والشيم أتت تجوز
وهذه الإِبهام تعني الإصبعا / أما البهام جمع بَهم قد رعى
للسَّخل والرمان إمليسيّ / وعندَنا إهليلج هنديّ
وهذه غِسلة رأس ونِطَع / وهذه جرية ماءٍ وضِلَع
وخف من السِّكين يا ذا السِكِّير / وهكذا الشَّريب ثم الحِميِّر
وحسنَ الرِكبة ثم الجِلسه / ومشية كذا جميع الهيئه
تقول هذي لحمة الثوب وقل
تقول هذي لحمة الثوب وقل / لحمة صقر والمراد ما أَكل
ولُحمة النسب والحَموله / ما يحمل المتاع والحُموله
أَحمالها وقد سمعت اللَّجَّه / للصوت وهو سابح في اللُّجّه
وقل لما يؤكل هذا أكله / وأكلة أي دفعة والخُلَّه
للودّ والخُلو من المراعي / والخَلَّة الخَصلة في السماع
والفَقر أيضاً وكذا المَقامه / للقوم والمُقامة الإقامه
وموتة واحدة تأتيني / ومُوتة ضرب من الجُنون
وخالد قد أخذته المُؤته / مُلَيّنا واستشهدوا بمُوته
أرض بها استشهد ذو الجناحين / ووقع العامَ مُوات للحَين
وأرضك المواتُ وهي القفر / وما ببيداءِ الحجاز شَفَر
أي أحد والشُّفر للعين وقد / قدِمت عُقب الشهر بعد ما نفِد
فإن تقل في عَقبه أو عَقِبه / فإنه لم يَفِن حرف مشتبه
والدَّف للجَنب ودُفّ يلعب / به وهذي جُمَّة تستوهَب
معناه قوم يُسأَلون في الديه / وجَمَّة الماء اجتماع الأَوديه
وجُمة مجموعة من الشعر / بالضم فاسلك سُبلى واقف الأَثر
تقول هنا جُمل ذو رُحله
تقول هنا جُمل ذو رُحله / تعنى قوياً وعزمت الرحله
للارتحال والنحاس صفر / والصفر للفارغ ثم العشر
ظمء من الأظماءِ كالتسع وقل / حقلك تُسع أدرهم عن العمل
وأُمّة جماعة من البَشَر / والأُمّة الحين ومنه وادّكَر
والأُمة العَامة وكلاً ضُمّا / والإِمة النعمة فارو العلما
وقد خطبت يا سعيد خِطبه / للمَصدر اكسرها والاسم الخُطبه
وقد حَملت رُجلة المُشاءِ / ورِجلة للبقلة الحمقاء
وحَبوة من العطاءِ واحتبى / زيد وحلّ حبوة من الحِبا
وحبية ولبن في الخِلف / وما لوعد حاتم من خُلف
وجعفَر حاورته حِوارا / وولدت ناقتنا حُوارا
وعنده ماءٌ جِمام القدح / وفي الدقيق ضم ذاك وافتح
وهذه عُلاوة الريح وقل / سُفالة واضرب علاوة الرجل
تريد أعلاه كذا العِلاوه / ما فوق حمل الإِبل كالإداوه
تقول زيد ربعة ثم قل
تقول زيد ربعة ثم قل / أُم البنين ربعة لم تطُل
ومثله صرورة ما حج قط / فروقةٌ ملولة فاخش الغلط
همزة لمزة يعيب / هُذَرة منطيقنا الخطيب
فيك يا أعجوبة الكون
فيك يا أعجوبة الكون / غدا الفكر كليلا
أنت حيرت ذوي اللب / وبلبلت العقولا
كلما أقدم فكري / فيك شبراً فر ميلا
ناكصاً يخبط في عم / ياء لا يهدى السبيلا
كلما زادك الاله جلالا
كلما زادك الاله جلالا / ردت جودا على الورى ونوالا
يا ابن عم النبي لا زالت الاق / دار طوعا لما تشاء عجالا
تلتقي عندك الاماني ويغشي ال / نصر في ظل قصرك الامالا
أي يوميك تجتلى يوم تذكي ال / حرب ام يوم تتهب الاموالا
ما رأى الناس قبل جيشك جيشا / سال فرسانه فخيل رمالا
فرعت خيله الجبال الى ان / كاد من بأسه يهد الجبالا
غص منه الوهاد بالجحفل المج / ر فعادت به الوهاد قلالا
شرق الافق بالقساطل منه / واشتكت السن الجبال الكلالا
دوخ الارض بالسنابك حتى / زلزلت من لطامه زلزالا
واتاك الرسول من ملك التر / ك يؤدي ضراعة وسؤالا
مستظلا بظل عفوك بيدي / منطقا خاشعا وخدا مذالا
اعشت البيض عينه فهو لا ين / ظر الا اسنة ونصالا
كاثرته الرجال حتى رأى الآ / فاق خيلا مجنوبة ورجالا
فهو في حضرة الخلافة يرجو ال / عفو من جودها ويخشي النكالا
كلما عاين المخاوف نادا / ه نداها فامل الآمالا
فاذا ما رددته عاد ذا ضد / ين يحكى الافراح والاوجالا
يحسب الآل في الصحاصح بيضا / مثل ما كان يحسب البيض آلا
منذراً قومه بما لقشعر ال / عين منه قولا فكيف فعالا
يا امام الهدى ويا اشرف العا / لم نفسا واظهر الخلق آلا
ثبت اللّه دولة بك تزدا / ن وملكا منك استفاد الجمالا
دمت حتى تنال خيلك من جي / حون والنيل مورداً ومنالا
جامعا بين ملك طمغاج في الشر / ق ومراكس الطويل مطالا
ومضيفا الى ضغار وصنعا / ه عمانا وفارسا واوالا
باعثاً نحوها جياداً خفافاً / ورجالا لدى الحروب ثقالا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025