المجموع : 12
كم ليلة بت من كاسي وريقته
كم ليلة بت من كاسي وريقته / نشوان أمزج سلسالا بسلسال
وبات لا تحتمي عني مراشفه / كأنما ثغره ثغر بلا والي
أَما آن أَن يزهَق الباطِلُ
أَما آن أَن يزهَق الباطِلُ / وأَنْ يُنْجِز العِدَةَ الماطلُ
إِلى كم يُغِبُّ ملوكَ الضلا / لِ سيفٌ بأَعناقها كافِلُ
فلا تَحْفَلَنَّ بصَوْلِ الذّئاب / وقد زأَر الأَسدُ الباسِلُ
كذا ما انثنتْ قطّ صُمُّ الرّما / حِ أَو يَتَثَنّى القنا الذابل
هو السيف إِلاّ تكنْ حامِلاً / لِبِزَّتِهِ بَزَّك الحامل
وهلْ يمنعُ الدينَ إِلاّ فتىً / يصولُ انتقاماً فسيتاصل
أَبا جعفر أَشرقتْ دولةٌ / أَضاء لها بدرُك الكامِل
فإِما نُصِبتَ لرفعِ اسمها / فإِنكما الفعلُ والفاعل
بكَ انقادَ جامِحُها المُصْعَبِيُّ / وأَخصب جانبُها الماحِلُ
لِيَهْنِك ما أَفرج النصر عنه / وما ناله الملكُ العادل
فُتوح الفتوحاتِ نظم القنا / ة أَعلى أَنابيبها العامِلُ
فقلْ للحِقاق الطريقَ الطريقَ / فقد دلَف المُقْرَم البازِل
وجاهد في الله حقَّ الجِها / د مُحْتَسِبٌ بالعُلى قافِل
بجيشٍ إِذا َمَّ وِرْدَ الثّغور / يروّى به الأَسلُ النّاهِلُ
إِذا شمَّرَ البأْس عن ساقه / مضى وهو في نَقْعه رافل
فيا نعمةً شَمَلَ الشاكر / ينَ فضلَكَ إِفْضالُها الشاملُ
تَمَخَّضَ عزمٌ لها مُنْجِبٌ / فيا سَعْدَ ما وَضَعَتْ حامِلُ
غداةَ ولا رُمْحَ دونَ الطِّعا / نِ إِلاّ وعَقْرَبُه شائلُ
ولا نَصْلَ إِلاّ له بارِقٌ / دِماء الطُّلى تحته وابل
وقد قلَّدوا السيْفَ تحصينَهم / ولكنّه الناصِر الخاذِلُ
وهل يُمْنَعُ السُّورُ مِنَ طالعٍ / يشايعُهُ القدرُ النّازِل
شققتم إِليها بحارَ الحديد / مُلْتَطِماً موْجُهُ الهاطِلُ
وخُضتُمْ غِمارَ الرَّدى بالرَّدى / وعن نَفْسِه يدفَعُ القاتل
فإِنْ يكُ فتحُ الرُّها لُجَّةً / فساحلُها القُدْسُ والساحل
فهل عَلِمَتْ عِلْمَ تلك الديا / ر أَنّ المُقيمَ بها راحل
أَرى القَسَّ يأْمُلُ فَوْتَ الرِّماح / ولا بدَّ أَنْ يُضْرَبَ السابل
يُقوّي مقاعِلَه جاهِداً / وهل عاقِلٌ بَعْدَها عاقِل
وكيف بِضبطِ بواقي الجِها / ت مَنْ فات حِسْبَتَه الحاصل
بِرأْيِك في الحرب أَمْ لف / ظك استفادَ إِصابَتُه النابل
وعن حَدِّ عزمِك في المُشْكِلاتِ / قضى فَمضى الصّارِم القاصِل
نشرتَ الفضائل بعدَ الخُمولِ / أَلاَ رُبّما نَبُه الخاملُ
وحُطْتَ البلاد على نأْيها / كأَنك في كُلّها نازِل
أَتَعْفو الممالكُ مِنْ حافِظٍ / وصدرُك من حِفْظِها آهل
وَلِمْ لا تُحيطُ بآفاقِها / وفي يَدِك الصّامِتً القاتلُ
إِذا ما عَلا الخَمْسَ في حَوْمَةٍ / ففارسُ بُهْمَتها راجِلُ
يُفيضُ على الطِّرس سحرَ البيان / كأَنَّ بَنانَتُهُ بابِل
متى تُرِكَ الحمدُ والمرْهَفاتِ / فأَحْمَدُها القاطِع الواصل
بسابقةِ العِلْم فُتَّ الأَنامَ / وهل يُدرِكُ العالمَ الجاهلُ
إِذا خطب الأَكرمون الثّناء / فأَكرم أَصهارِك الفاضِلُ
أَعِزَّ الكُفاةِ وتاجَ العراق / ومَنْ كَفُّهُ بالنَّدى حافِلُ
تأَمَّلْ مطالِعَ هذا الكلامِ / وإِلاّ فكوْكبُهُ آفِلُ
أَرى القومَ تَلْقَحُ آمالُهم / وحاليَ مِنْ دُونه حائل
فهل لي على البُعْد من قُرْبَةٍ / يُديل بها فَضْلُك الدائل
فإِنّ الغَمام بعيدُ المَنالِ / وفي كلّ فَجٍّ له نائلُ
وأَنتَ الزَّمانُ وأَنتَ الأما / نُ مِنْ كلّ ما يَفْرَقُ الذّاهِل
وأَنتَ الحُلِيُّ على المَكْرُمات / فلا وُصِفَتْ أَنها عاطل
أَقَدَّكَ الغصنُ أَم الذابلُ
أَقَدَّكَ الغصنُ أَم الذابلُ / ومُقْلتاك الهندُ أَم بابلُ
سِحْران هذا طاعنٌ ضاربٌ / وتلك فيها خَبَلٌ خابل
واكبدي مِنْ فارغٍ لم يزل / لي من هَواه شُغُلٌ شاغل
ظبْيٌ متى خاتلته قانصاً / رجعت والمُقْتَنص الخاتل
لِمَّتُه أَم أَرقمٌ هائِجٌ / ذا سائِف طوراً وذا نابل
يشربُ كأْساً طلَعتْ في يدٍ / كوكبُها في قمرٍ آفل
كأَنه والجامُ في كفه / بدر الدُّجى في شَفَقٍ ناهلُ
غصنُ النَّقا يحمل شمسَ الضحى / يا حبّذا المحمول والحاملُ
أَسمرُ كالأسمر من لحظه / له سِنان جيدُه العامِلُ
مَلاحةٌ بالبخل مقرونةٌ / كلُّ مَليحٍ أَبداً باخلُ
إِذا نأَى مثَّله في الكَرى / هواه فهو القاطع الواصلُ
أَشكو ضنا جسمي إِلى خصره / وكيف يشفي الناحلَ الناحلُ
يُنكِرُ ما أَلقاه من صَدِّهِ / وأَيُّ فعل ما له فاعل
مَنْ لي على البُعد بميعادِه / وإِنْ لواني دَينِيَ الماطِلُ
وكيف لي بالوَصْل منْ طيفه / وذو الهوى يُقْنِعه الباطل
أَرى دِماءَ الأُسْد عند الدُّمى / أُنْظُرْ مَنِ المقتولُ والقاتل
مِنْ كلّ لاهي القلب من ذاهلٍ / به فسلْ أَيُّهما الذاهلُ
يا صاحِ ما أَحلى مَذاقَ الهوى / لو كان فيه عاذِلٌ عادِل
ما لِيَ لا أَلحظ عينَ المَها / إِلاّ دهاني سِرْبها الخاذل
وما لَه ينْفِر من لِمَّتي / كأَنه من أَسدٍ جافِلُ
ما زال يُنْسي نأْيُه هَجْرهُ / حتّى لأَنسى عامَه القابل
قضيّة جائِرة ما لها / غيرُ مُجير الدين مستاصِل
وكيف أَخشى من لطيف الحشا / ظُلْماً وتاج الدولة الدائل
كثَّرَ حُسّاديَ حتى لقَدْ / تنبّه الهاجد والغافل
وكاد يُعْطي في نَداه الصِّبا / لو أَنّ شيْباً بالنّدى ناصل
القائدُ الخيلَ مغافيرُها / يزأَرُ فيها الأَسد الباسلُ
مُشَمِّرٌ للبأس عن ساقه / والجيش في عِثْيره رافلُ
ماضٍ فما أَورد صادي القنا / إِلاّ تروّى الأَسَلُ النّاهل
يناهز الأَعداء مَنْ عُرْفُهُ / غازٍ بأَنفال العُلى قافِل
لم ينجُ مِنْ سطوته عاندٌ / ولم يَخِبْ في ظِلِّه آمل
يُزْجي الندى حتّى إِذا ما اعتدى / فالدَّمُ من سطوته هاطلُ
ما ساجَلَتْهُ المُزْن إِلاّ انثنى / مُسْتحيِياً مِنْ طَلِّه الوابلُ
لا يتناهى فَيْضُ معروفِه / وأَيُّ بحرٍ ما لَهُ سحلُ
سَما به نابِهُ آبائِه / حينَ أَسَفّ النسب الخامل
وامتاز بالعلم على أَهله / وهل يساوي العالمَ الجاهل
يا مُحْييَ العدل ويا مُسْرِف / البذل فأَنت الجائر العادل
يا أَنصتَ الناسِ إِلى حكمةٍ / يقبلها مَنْ سَمْعُه قابِل
عَلا بك الفضلُ ذرى هِمَّةٍ / عن غُرَّة الشِّعْرى لها كاهل
لولا سنا فضلك يَجْلو الدُّجى / ما عُرِف المفضولُ والفاضل
ولم يغامر جودَك المعتفي / ولم يجانب مجدَك العادل
فمن يكن خَصَّ بمعروفه / فأَنت مَنْ إِحسانُه شاملُ
بوركتَ من غيثٍ إذا ما همى / روَّض منه الأَمَلُ الماحِل
إِنْ هزَّك العزمُ فيا طالما / أُرهِف منك الصارمُ القاصِل
سيفٌ متى أَمّ نفوس العِدى / صمَّم والنّصر بها كافل
فكنتَ كالشّمس سمَتْ إِذ سَمتْ / ونورُها في أُفقها ماثل
وَأَيْنَ يَنْأَى من قلوب الورى / مَن حُبّه في كلِّها نازل
فابْقَ حَياً يُنْبِت رَوْضَ المنى / وأَيْن مِنْ أَفعالك القائل
ودُمْ فما دُمْتَ منارَ الهُدى / فللمعالي سَنَنٌ سابل
دعوا للحُمَيّا ما استباحتْه من عَقْلي
دعوا للحُمَيّا ما استباحتْه من عَقْلي / فإِني رأَيت الحظّ في حيّز الجهل
وما زالت الأَيام يجري نظامُها / على العكس حتى أُدْرِكَ الجِدُّ بالهزل
وهل في فؤادي فَضلةٌ تَسَعُ الهوى / وما العِشق إِلاّ شُغْل قلبٍ بلا شغل
إِذا أَنت لم يصحبك إِلاّ مُهذَّبٌ / فخِلُّكَ من أَمسى وحيداً بلا خِلِّ
فَدَعْ لذوي الأَموال ما اغتبطوا به / وَصُنْ ثمراتِ الفضل بُخْلاً على الفضل
فإِنّ الفتى من غادرتْه خلالُه / فريداً وإِنْ أَضحى من الناس في حَفْل
كلُّ دعوى شجاعةٍ لم تؤيّدْ
كلُّ دعوى شجاعةٍ لم تؤيّدْ / بِكلامِ الكِلامِ دعوى مُحالُ
لا يَرُعْك الصِّقال في السيف حتى / يَنطِق الفَلّ شاهداً للصِّقال
لو تكون السهام تُحسِنُ قصداً / عرّجتْ عن مقاصد الآمال
غادر البأْسُ في جبينك منه / أَثراً لاح في جبين الهلال
لا يجلّي دُجى الحوادث إِلا / غُررُ الحرب في وجوه الرّجال
في مقاديمها تُصاب المقا / ديمُ وتُرمى الأَكفال في الأَكفال
يا أَهل بابل أَنتمْ أَصْلُ بلبالي
يا أَهل بابل أَنتمْ أَصْلُ بلبالي / رُدّوا فؤادي على جُثْمانيَ البالي
لا واعتناقِ هواكم بعد فُرْقتكم / ما كان صَرْفُ النَّوى منكم على بالي
وإِنّما اعترضتْ بيني وبينَكم / نوائبٌ أَرْخصتْ من دمعيَ الغالي
لولا مكانُ هواكم من مُحافظتي / لما صرفتُ إِليكم وجه آمالي
سَلوْتُ عن غيركم لمّا عَلِقْتُ بكم / وَجْداً أَلا فاعجبوا للعاشق السالي
يا صاحِ إِنّ دموعي حرب زاجرها / فامنَح هواملَها تركي وإِهمالي
وانظر إِلى عبراتي بَعْدَ بُعْدِهمُ / إِن أَنت لم ترَ حالي عند تَرْحالي
لو كنتَ شاهدَنا والبينُ يجمعُنا / على وداعٍ بنيران الهوى صال
رأَيتَ حبّةَ قلبي كيف يسلُبها / حدٌّ لها ليس بالخالي من الخال
وقد علاني فُتورٌ عند رؤيتها / مُقَسَّمٌ بين عَيْنَيْها وأَوصالي
أَقول للصاحب الهادي ملامتَه / ضَلالةُ القلبِ في أَكناف دي ذال
دعْني أَفُضُّ شُؤوني في معالمها / فالدَّمعُ دمعيَ والأطلال أَطلالي
مَنْ رآني قبَّلْتُ عينَ رسولي
مَنْ رآني قبَّلْتُ عينَ رسولي / ظنّ أَنّ الرسولَ جاء بسُولي
إِنّ عَيْناً تأَمَّلَتْ ذلك الو / جْه أَحَقُّ العُيونِ بالتّقبيل
بين فتور المُقلتيْن والكَحَلْ
بين فتور المُقلتيْن والكَحَلْ / هوىً له من كلّ قلبٍ ما انتحلْ
تَوَقَّ من فتكتها لواحظاً / أَمَا ترى تلك الظُّبا كيف تُسَلْ
يا ويحها نواطِراً سواحِراً / ما عُقِل العقلُ بها إِلاّ اختبلْ
لو لم تكن بابلُ في أَجفانها / لما بَرَتْ أَسهمَها من المُقَلْ
يا رامياً مسمومةً نصالُهُ / عَيناك للقارَةِ قُلْ لي أم ثُعَل
وعاذلٍ خوّفني من لحظها / إِليك عني سبق السيفُ العَذَل
ذك على سَفْك دمي محبّبٌ / أَنا القتيل مُغْرَمٌ بمن قتل
لاحظت منه وجنتيْن ما جرى / ماءُ الصِّبا بجمرها إِلاّ اشتعل
آه على ظمآنها ضَمانة / لو كفل الخصر لِوَجْدي بالكَفَل
يا صاح حَلِّلْ من أَناشيط الأَسى / إِذا حللت بين هاتيك الحِلَلْ
سلْ عن رُقادي بالغضا أَين مضى / وعن فؤادي بعدها ماذا فعل
وإِن رأَتْ عيناك ربعاً خالياً / فاسق حَيا طَلِّهما ذاك الطَّللْ
وَعَدِّ عن مَحاجرٍ بحاجرٍ / نظرتُها أَقربُ عهدٍ بأَجلْ
واجْتَنِ أَثمار الهوى فباللَّوى / غصنُ نقاً يَحملُ نُقّاحَ الخجل
وإِنْ يغب عنك اهتزازُ قدّه / فسل به أَترابه من الأَسَل
كلُّ حَلالٍ عنده مُحَرّمٌ / فليت شعري عن دمي كيف استحل
إِيّاك أن تحمِل قتلي ظالماً / فما لخصمي بقبيلي من قِبَل
ترى وَليّ الثأْر إِن أَراده / فهل مُجيرٌ من مُجير الدين هل
يا غريراً غَرّ الفؤادَ المُدَلَّة
يا غريراً غَرّ الفؤادَ المُدَلَّة / يا عزيزاً به عَرَفتُ المَذّلَّهْ
بأَبي ذلك المَلاك وإِن أَصبح / من قَتلتي على غير مِلَه
كلّما ناظَرَ العواذلُ فيه / رُحْتُ من دَلِّه قويَّ الأَدِلَّه
أَيّها الشادنُ المحرِّمُ وَصْلي / كيف أَغفلتَ مُقْلَةً مُسْتَحِلَّه
وإِذا كان لحظها سببَ / السُّقْم فلِمْ قيل إِنها مُعْتَلَّه
ومن الوجد في العَلاقة أَني / لا أَمَلّ الصُّدود حتى تَمَلَّه
حَدِّثوه بعلَّتي وسَقامي / فعسى أَن يَرِقَّ لي ولَعَلَّه
آه مِمَّنْ إِذا رفعتُ إِليه / من غرامي أَدقَّه وأجَلَّه
ردَّ رُزْمامَجَ الشَّكاةِ وقد / وقَّع لي فيه صحَّ والحمدُ لله
نظراً عادلاً كأَنّ عماد / الدّين من لفظه عليه أَمَلَّه
أَلمعيّاً هواه عندي على / البُعْد مُوَلّىً على فؤادي المُوَلَّه
ذا يدٍ ذائِداً بها نُوَبَ ال / دَّهْر فكم ردّها بأَبرح غُلَّه
وَنَجْلٍ تدرك الأَبصارُ منه
وَنَجْلٍ تدرك الأَبصارُ منه / سنا قمرٍ بتاج المجد حالِ
حَبَتْه سُنّةُ الإِسلام طُهراً / تكفَّل غَيْرَةَ الماءِ الزُّلال
فيا لكَ من دمٍ يجري سُروراً / وكَلْمٍ نقْصُه سِمَةُ الكمال
وذي أَلم يلذّ به وجرحٍ / يكون قصاصهُ جَذَلَ الرجال
وأَيّ جناية تَرْضى المَساعي / بها ويُثاب جانيها بمال
لو أَن قاضي الهوى عليَّ وَلِي
لو أَن قاضي الهوى عليَّ وَلِي / ما جار في الحكم مَنْ عَليَّ وَلي
وكان ما في الدَّلال من قِبَلِ / الحُسْن بما في الغرام من قِبَلي
حسبي وحسبُ الجوى أُغالبه / فيا عذولي ما لي وللعَذَل
كيف يُداوى الفؤادُ من سَقمٍ / تاريخُه كان وَقْعَةَ المُقَل
لا تَسْقِيَنّي صريحَ لائِمةٍ / فَصِحَّتي في سُلافة القُبَل
بي من بني الترك شادِن غَنِجٌ / يصيد لحظ الغزال بالغزل
أَغْيَدُ يلقاك طرفُه ثَمِلاً / وليس فيه سَماحةُ الثَّمِل
مُبتسِمٌ والعيونُ باكية / وفارغٌ والقلوب في شُغُل
لاحظني كالقضيب معتدلاً / وصدّ والصبرُ غيرُ معتدل
وأَصبحتْ في الوَرى مَحَبَّتُهُ / كأَنها دَوْلةٌ من الدُّوَلِ
مَلاحةٌ دانت القلوبُ بها / طَوْعاً كما دانت العُلى لعلي
بسيفك المُنْتَضى من الكَحَلِ
بسيفك المُنْتَضى من الكَحَلِ / ووَرْدِك المُجْتنى من الحجلِ
وكأسك المُشْتَها مُقَبَّلُها / أَنت لأَجلي خلقت أَمْ أَجَلي
أَهوى لذِكراك كلًّ عاذلة / حسْبك حبّاً محبّةُ العَذَل
لولاك لم أَستلذّ لائمةً / فليت مَنْ لامني عليَّ وَلِي
كي لا يكون المَلام منه على / مُعتدِل القدّ غير معتدِل
مُبتهجٌ والنّفوس ذاهلةٌ / وآِمنٌ والقلوب في وَجَل
لو بان جسمي لِخصره لَشكا / ذاك إِلى ذا ظُلامةَ الكَفَل