المجموع : 15
لَقَد أَرسَلَت لَيلى رَسُولاً بِأَن أَقمِ
لَقَد أَرسَلَت لَيلى رَسُولاً بِأَن أَقمِ / وَلا تَقرَبَنّا فَالتَجَنُّبُ أَمثَلُ
لَعَلَّ العُيُونَ الرامِقات لِوُدِّنا / تُكَذَّبُ عَنّا أَو تَنامُ فَتُغفَلُ
أُناسٌ امِنّاهُم فَنَثُّوا حَدِيثَنا / فَلَمّا كَتَمنا السِرَّ عَنهُم تَقَوَّلُوا
فَما حَفظُوا العَهدَ الَّذي كانَ بَينَنا / وَلا حِينَ هَمُّوا بِالقَطيعَةِ أَجمَلُوا
فَإِن نِساءً قَد تَحَدَّثنَ أَنَّنا / عَلى عَهدِنا وَالعَهدُ إِن دامَ أَجمَلُ
فَقُلت وَقَد ضاقَت بِلادي برُحبِها / عَلَيَّ لَما قَد قِيلَ وَالعَينُ تَهمِلُ
سَأَجتَنِبُ الدارَ الَّتي أنتُمُ بِها / وَلَكنَّ طَرفي نَحوَها سَوفَ يَعمَلُ
أَلم تَعلَمي أَني وَهَل نافِعي / لَدَيكِ وَما أُخفي مِن الوَجد فصَلُ
أُرى مُستَقيم الطَرفِ ما الطَرفُ أَمَّكُم / وَإِن أَمَّ طَرفي غَيرَكُم فَهوَ أَحوَلُ
صَحاحُبُّ مَن يَهوى وَأَخلَقَهُ البِلى / وَحُبُّكِ في مَكنُونِ قَلبي مُطَّللُ
وَبُحتُ بِما قَد وَسَّعَ الناسُ ذِكرَهُ / وَأَكثَرُهُ في الصَدرِ مِنيِّ مُزَمَّلُ
وَما بُحتُ إِلّا أَن نَسِيتُ وَإِنَّما / بِهِ كُلُّ مَن يَهوى هَوىً يَتَمَثَّلُ
فَلا تُجمِعي أَن تَحبِسيني وَتمطلي / أَأُححبَس عَن أَرضي هُديتِ وَأُمطَلُ
فَإِنَّ ثَوائي عِندَكُم لا أَزوُرُكُم / وَلا أَنا مَردُودٌ بِيَأسٍ مُزَحَّلُ
وَلا أَنا مَحبُوسٌ لِوَعدٍ فَأَرتَجي / وَلا أَنا مَردُودٌ بِيَأسٍ فَأَرحَلُ
كَمُقتَنِصٍ صَيداً يَراهُ بِعَينِهِ / يُطيفُ بِهِ مِن قُر بِهِ وَهُوَ أَعزَلُ
وَمُمتَرِسٍ بِالماءِ أَحرَقَهُ الظَما / تَحَلّا فَلا يَندى وَلا هُوَ مُمَثَلُ
فَفِي بَعضِ هَذا اليضوم لِلنَّفسِ بَينُها / وَأَيُّ طَريقَيها إِلى المَوتِ أَسهَلُ
أَتَصدُرُ بِالداءِ الَّذي وَرَدَت بِهِ / فَتَهلكُ أَم تَثوي كَذا لا تُنَوَّلُ
وَكَم لَيلَةٍ طَخياءَ ساقِطَةِ الدُجى / تَهِبُّ الصَبا فيها مِراراً وَتَشملُ
كَأَنَّ سَقِيطَ الثَلجِ ما حَصَّبَت بِهِ / عَلى الأَرضِ عَصب أَو دَقيقٌ مُغَربَلُ
لِحُبِّكِ أُسريها وَحُبُّكِ قادَني / إِلَيكِ مَع الأَهوالِ وَالسَيفُ مُخضِلُ
رَكِبتُ لَها طِرفاً جَواداً كَأَنَّهُ / إِذا خَبَّ سِرحانُ المَلا حِينَ يَعسِلُ
أَقَبُّ شَديدُ الصُلبِ تَحسِبُ مَتنَهُ / يُفَرّجُ عَنهُ بِالحَيازِيمِ مُجفِلُ
لَهُ ثَرَّةٌ تَنهَلُّ مِن جَوفِ رَأسِهِ / تَكاد لَها مِنهُ العُرُوقُ تَبَزَّلُ
كَما انهَدَّ جَدرٌ مائِلٌ كانَ حَشوَهُ / مَعَ الآجُرِ المَطبُوخِ شِيدٌ وَجَندَلُ
قَرُوصٌ عَلى الآرِيِّ لِلسائِسِ الَّذي / يُطِيفُ بِهِ مُستَأنِسٌ مَتَأكِّلُ
نَشِيطٌ وَلَم يُخلَق صَوُولاً كَأَنَّهُ / بِهِ مازِحٌ لِعّابُهُ يَتَبَطَّلُ
عَرِيض الوَظيفِ مُكرَبُ القَصِّ لَم يَذُق / حَديداً وَلَم يَسهَر لَهُ اللَيل أَبجَلُ
إِذا لَم تُطِق خَيلٌ أَداةَ رِجالِها / فَفارِسُهُ مِن شِكَّةِ الحَربِ مُكملُ
كَأَنّا نُداري حِينَ نَسرُو جِلالُهُ / بِهِ مَلِكاً مِن عِزَّةٍ يَتَخَيُّلُ
وَيَرضى بَصِيرٌ خَلقَهُ وَهوَ مُدبِرٌ / كَما هُوَ راضٍ خَلقَهُ وَهُوَ مُقبِلُ
عَلى مِثلِهِ أَنتابُ لَيلى وَأَهلَها / وَآتى الوَغى وَاللَهُ يَكفي وَيَحمِلُ
أَلا أَيُّها الرَبعُ الَّذي خَفَّ أَهلُهُ
أَلا أَيُّها الرَبعُ الَّذي خَفَّ أَهلُهُ / وَأَمسى خَلاءً مُوحِشاً غَيرَ آهِلِ
هَلَ أَنتَ مُنَبّى أَينَ أَهلُكَ ذا هَوى / وَأَنتَ خَبيرٌ لَو نَطَقتَ لِسائِلِ
لِعِرّانَ سارُوا أَم لِحَربٍ تَيَمَّمُوا / لَكَ الوَيلُ أَم حَلُّوُا بِقَرنِ المَنازِلِ
وَأَيَّ بِلادِ اللَهِ حَلُّوا فَإِنَّني / عَلى العَهدِ راعٍ لِلخَليطِ المَزايِلِ
فَقالَ رَفيقي ما الوُقُوفُ بِمَنزِلٍ / وَنُؤىٍ كَعِنوانِ الصَحِيفَةِ ماثِلِ
بِنَعفِ اللِوى قَد غَيَّرَ القَطرُ عَهدَهُ / مَعَ المُورِ أَو نَسجُ الصَبا وَالشَمائِلِ
تَعاوَرَهُ العَصرانِ حَتّى كَأَنَّما / يُغَربَلُ أَعلى تُربِهِ بِالمَناخِلِ
وَكُلُّ هَزيمِ الرَعدِ جَونٍ مُجَلجِلٍ / لَهُ هَيدَبٌ دانٍ مِن الأَرضِ هاطِلِ
فَلَستَ وَلَو أَنباكَ عَمَّن سَأَلتَهُ / سِوى حَزَنٍ مِنهُم طَويلٍ بِنائِلِ
فَكُن حازِماً وَامنَح وَصالَكَ وَاصِلاً / لَكَ الخَيرُ وَاصرم حَبلَ مَن لَم يُواصِلِ
فَقُلتُ لَهُ حُبُّ القَتُولِ وَتِربِها / رُضَيّا وَرَبِّ العَرشِ يا صاحِ قاتِلي
رُضَيّا رَمَت قَلبي فَلَم تَشوِ إِذ رَمَت / وَلَم تَرمِ مِن قَلبي قُلُوبَ الزَوائِلِ
بِعَيني مَهاةٍ لا بِقَوسٍ وَأَسهُمٍ / وَلا نَبلَ أَدهى مِن عُيُوِ العَقائِلِ
لِمَن بَعدَها أَهوى القَوافي وَأَمتَطي / جَوادي وَأَعصي لأَماتِ العَواذِلِ
وَأَسرى إِذا ما ذُو الهَوى هالَهُ السُرى / وَأُعمِلُ لَيلَ الناجِياتِ اليَعامِلِ
وَأَبكي مَع القَمريِّ ذي الشَجو بِالضُحى / إِذا هَتَفَ القُمرِيُّ أَو بِالأَصائِلِ
أَلا مَن لِعَينٍ لا تَزالُ تَسِيلُ
أَلا مَن لِعَينٍ لا تَزالُ تَسِيلُ / وَعَينُ المُحبِّ المُستَهامِ هَمُولُ
وَطَرفٍ أَبى يا عَمرَ إِلّا اتِّباعَكُم / وَقَلبٍ أَبى إِلّا عَلَيكِ يَجُولُ
أَبي شِقوةً أَن يَرعَوي وَهوَ مالَهُ / إِلَيها أُرى حَتّى المَماتِ سَبيلُ
وَهاجَ لَهُ حُبُّ البَخيلَةِ حُزنَهُ / وَقِدماً يُحَبُّ الشَيءُ وَهوَ بَخيلُ
وَإِنّي وَإِنحَلَّأتِ قَلبي لَقائلٌ / وَذَو البَثِّ يَعنيهِ الهَوى فَيَقُولُ
حَبَستِ هَداكِ اللَهُ قَلبي لِحَقِّهِ / وَتَقضي نِساءٌ ما لَهُنَّ قَليلُ
وَلَو شاءَ قَلبي باعَ غَيرَكِ فَاِقتَضى / وَلَكِنَّهُ يَأَبى وَأَنتِ مَطُولُ
وَإِنَّ إِنصِرافي عَنكِ لا تُنقِصينَ لي / مِنَ الحَقِّ شَيئاً فَاعلَمي لِثَقِيلُ
يَقُولُ نِساءٌ حُبُّ عَمرَةَ شَفَّني / زَعَمنَ وَفي جِسمي لِذاكَ نُحُولُ
وَوَاللَهِ ما أَحبَبتُها حُبَّ رِيبَةٍ / وَلَكنَّما ذاكَ الحُبابُ قَتُول
دَعَت قَلبَهُ عَينٌ إِلَيها مَشُومَةٌ / عَلَيهِ وَعَينٌ لِلفُؤاذِ دَليلُ
لَدى الجَمرَةِ الوُسطى أَصيلاً وَحَولَها / نَواعِمُ حُورٌ دَلُّهُنَّ جَميلُ
تَكَنَّفنَها مِن كُلِّ شِقٍّ كَأَنَّها / سَحابَةُ صَيفٍ تَنجَلي وَتَحيلُ
إِذا ضَرَبَت بِالبُردِ مِن دُونِ وَجهِها / تَلالا أَحَمُّ المُقلَتَينِ أَسِيلُ
عَلى جِيدِ أَدماءٍ مِنَ الوَحشِ حُرَّةٍ / لَها نَظَرٌ يُبلي المَشُوقَ كَلِيلُ
يا لَيتَ شِعري هَل يُخبَرُ الطَلَلُ
يا لَيتَ شِعري هَل يُخبَرُ الطَلَلُ / وَلَيتَ شِعري لِأَيَّةٍ رَحَلُوا
أَكانَ نَحوَ العِراقِ وِجهَتُهُم / أَو نَحوَ سَلعٍ تَحَمَّلَ الثَقَلُ
قَد كِدتُ أَقضي غَداةَ بَينِهِمِ / لَمّا تَنادوا في الصُبح وَاِحتَمَلُوا
وَفِيهم حُرَّةٌ مُبَتَّلَةٌ / مَهضُومَةُ الكَشحِ ما لَها مَثَلُ
مَلِيحَةُ الدَلِّ كَالمَهاة لَها / لَونٌ جَلاهُ النَعِيمُ فَالكِلَلُ
قَد يَعلَمُ اللَهُ أَنَّ نَأَيَكُمُ / حُزنٌ وَأَنّي بِقُربِكُم جَذِلُ
إِنَّ الحَبيبَ تَرَوَّحَت أَجمالُهُ
إِنَّ الحَبيبَ تَرَوَّحَت أَجمالُهُ / أُصُلاً فَدَمعُكَ دائِمٌ إِسبالُهُ
إِقنِ الحَياءَ فَقَد بَكَيتَ بِعَولَةٍ / إِن كانَ يَنفَعُ باكِياً إِعوالُهُ
قَد راحَ في تِلكَ الحُمُولِ عَشِيَّةً / شَخصٌ يَسُرُّكَ حُسنُهُ وَجَمالُهُ
شَخص غَضيض الطَرف مضطم الحَشا / عَبل المدملج مشبع خلخاله
يا حَبَّذا تِلكَ الحُمُولُ وَحَبَّذا / شَخصٌ هُناكَ وَحَبَّذا أَمثالُهُ
رَأَتني خَضِيبَ الرأسِ شَمَّرتُ مِئزَري
رَأَتني خَضِيبَ الرأسِ شَمَّرتُ مِئزَري / وَقَد عَهِدتني أَسوَدَ الرَأسِ مُسبِلا
صَريعَ هَوىً ما يَبرَحُ العِشقُ قائِدي / لِغَيٍّ فَلَم أَعدِل عَنِ الغَيِّ مَعدِلا
أَطَعتُ ذَوي الأَحلام وَالرَأي وَالنُهى / حَديثاً وَقَد كُنتُ المَلُومَ المُعَذَّلا
حَطُوطاً إِلى اللَذاتِ جَرَرتُ مِقوَدي / كَإِجرارِكَ الحَبلَ الجَوادَ المُجَلَّلا
إِذا قادَهُ السُوّاسُ لا يَملِكُونَهُ / وَكانَ الَّذي يَألُونَ قَولاً لَهُ هَلا
مُعَنّىً بِذكرى كُلِّ خَودٍ تَخالُها / إِذا نَظَرَت حَوراءَ بِالفَرشِ مُغزِلا
أَسِيلَةِ مَجرى الدَمع مَهضُومَةِ الحَشا / إِذا ما مَشَت لَم تَمشِ إِلّا تَمَيُّلا
كَخُوطَةِ بانٍ بَلَّهُ صَوبُ دِيمَةٍ / إِذا حَرَّكَتهُ الرِيحُ بِالماءِ أَخضَلا
مُبتّلَةٍ نُفجِ الحَقيبَةِ بادِنٍ / تُمِيلُ عَلى اللِيَتينِ وَحفاً مُرَجَّلا
لَدى الجَمرَةِ الوُسطى فَرِيعَت وَهَلَّلَت / وَمَن رِيعَ في حَجٍ مِن الناس هَلَّلا
وَقالَت لِأُخرى عِندَها تَعرِفينَهُ / أَلَيسَ بِهِ قالَت بَلى ما تَبَدَّلا
سِوى أَنَّهُ قَد حالَتِ الشَمسُ لَونَهُ / وَفارَقَ أَشياعَ الصِبا وَتَبَذَّلا
وَلاحَ قَتِيرٌ في مَفارِقِ رَأسِهِ / إِذا غَفَلَت عَنهُ الخَواضِبُ أَنسَلا
وَكانَ الشَبابَ الغَضَّ كَالغَيمِ خَيَّلَت / سَماءٌ بِهِ إِذ هَبَّت الرِيحُ فَاِنجَلى
فَلَمَّا أَرادَت أَن تَبَيَّنَ مَن أَنا / وَتَعلَمَ ما قالَت لَها وَتَأَمَّلا
أَماطَت كِساءَ الخَزِّعَن حُرِّ وَجهِها / وَأَدنَت عَلى الخَدَّينِ بُرداً مُهَلهَلا
فَلاحَ وَمِيضُ البَرقِ في مُكفَهَّرةٍ / مِنَ المُزنِ لَمّا لاحَ فيها تَهَلَّلا
مِنَ اللاءِ لَم يَحجِجنَ يَبغِينَ حِسبَةً / وَلَكِن لِيَقتُلنَ البَرئِ المُغَفَّلا
وَتَرمي بِعَينَيها القُلُوبَ إِذا بَدَت / لَها فِقرَةٌ لَم تُخطِ مِنهُنَّ مَقتَلا
فَقالَت وَأَومَت نَحوَها قَد عَرَفتُهُ / ثَكَلتُ إِذَن بَيضاءَ أُمّي وَنَوفلا
رَدَّ الخَلِيطُ الجِمالَ فَانتَقَلا
رَدَّ الخَلِيطُ الجِمالَ فَانتَقَلا / رامُوا رَواحاً وأَبَكَرُ وَالثَقَلا
لَم أَدرِ حَتّى رَأَيتُ عِيرَهُمُ / تُحدى سِراعاً قَد قارَبَت مَلَلا
بِحَيث أُخرى الرِكابِ مُرتَجِزٌ / يُسمِعُ أُولى رِكابِهِم زَجَلا
أَمُّوا لِدُورِ البِلاطِ مَنزِلَةً / لَيتَ سِواهُم بِتلكُمُ نَزَلا
يا لَهفَ نَفسي هَلّا بِغَيرِهِمِ / ما كُنتُ أَبغي بِجِيرَتي بَدَلا
غَفَلتُ عَمّا أَرادَ قَيِّمُهُم / إِنَّ أَخا الحُبِّ رُبَّما غَفَلا
وَلَم يُربِني وَقَد أُرى فِطِناً / أَعقِلُ ما مِثلَهُ الفَتى عَقَلا
مَقالُ هِندٍ مَرَرتُ بِها / تُرِيدُ صرمي وَتَبتَغي العِلَلا
أَسمَعُ ذا عَنكَ في مُخافَتَةٍ / لَيسَ كَما كُنتَ تُعمِلُ الرُسُلا
قَد كُنتُ لا أُخبِرُ النِساءَ بِما / فِيكَ وَأَعصى إِلَيكَ مَن عَذَلا
قَد لاحَ شَيبُ القَذالِ فَاِشتَعَلا / مِنكَ وَبانَ الشَبابُ فَاِحتَمَلا
حَتّى مَتى أَنتَ في مُعَصفَرَةٍ / عَلى جَوادٍ وَتَلبَسُ الحُلَلا
قُلتُ انظِريني أُخبِركِ مِن خَبَري / أَراحَني اللَهُ مِنكُمُ عَجَلا
بِالمَوتِ لا بِالسُلُوِّ عَنكِ فَقَد / حَمَّلتِني ما قَد اِنقَضَ الإِبلا
فَما أُبالي إِذا نَطَقتُ بِذا / مَن جَدَّ مِنهُنَّ بَعدُ أَو هَزَلا
أَو صَرَمَ الحَبلَ ما حَيِيتُ فَلَم / يَصِلهُ أَو مَن سِواهُمُ وَصَلا
رُدى فُؤادي كَما ذَهَبتِ بِهِ / مِنّي سَلِيماً وَلَيسَ مُشتَغِلا
لِحَيِّكُم تَعلَمِينَ يَتبَعُكُم / أًو يَأَمَلُ الدَهرَ مِنكُمُ أَمَلا
قَد ذُدتِ قَلباً إِلَيكِ مَشرَعُهُ / حَرّانَ يَبغي إِلَيكُمُ السُبُلا
كَما يَذُودُ البَخيلُ مُحتَزِماً / عَن حَوضِهِ قَبلَ مالِهِ النَهِلا
لَو أَنَّ ما بِيَ مِن حُبِّكُم عُدِلَت / بِهِ جِبالُ السَراةِ ما اِعتَدَلا
لَخَرَّ بِالأَرضِ لا تَقُومُ لَهُ / يُسِيلُ مِنها الأَركانَ وَالقُلَلا
تَقُودُهُ نِيَّةٌ فَيَصحَبُكُم / قَودَ مُذِلٍّ مَخسُوسَةً ذُلُلا
لِحَيثُ ما شِئتِ فَهوَ مُعتَرِفٌ / قَد صارَ لِلحُبِّ في الهَوى مَثَلا
إِن كُنتِ غَيري أَتَتكِ كاذِبَةٌ / أَو كاذِبٌ كانَ رُبَّما نَقَلا
مِنّي إِلَيكِ الحَديثَ مُبتَدِعاً / أَو مِن سِواهُ إِلَيكِ ما حُمِلا
هَذي يَمِيني بِاللَهِ مُجتَهِداً / بِحَيثُ يُرضى الإِيمانَ مَن نَفَلا
ما جِئتُ سُخطاً لَكُم عَلِمتُ بِهِ / وَلا تَبَدَّلتُ غَيرَكُم بَدَلا
فَارضي بِهَذا نَفسي الفِداءُ لَكُم / مِن كُلِّ أَمرٍ يُقَرِّبُ الأَجَلا
قالَت وَهَل كانَ ما زَعَمتَ مِنَ ال / وَجدِ لَنا أَنتَ تُحسِنُ الجَدَلا
إِستَمِعي أُختُ ما يَقُولُ وَقَد / أَعرِفُ أَن قَد تَمَلَّأَت جَذَلا
قالَت لَها قَد سَمِعتُ فَاِغتَنِمي / مِنهُ الَّذي قالَ أُختُ إِن فَعَلا
قالَت فَوَاللَهِ لَو بَذَلتُ لَهُ / وُدّي مَعَ الخُلَّةِ اختُ ما قَبِلا
وَلا هَناهُ حَتّى يَشُوبَ بِهِ / وُدّاً أُراهُ لِوُدِّنا دَخَلا
هُوَ المَلُولُ الَّذي سَمِعتِ بِهِ / وَلا أُحِبُّ السَوابة المُلُلا
فَاِنصَرَفَت وَالدُمُوعُ تَسكُبُ مِن / إِنسانِ عَينٍ مَحزُونَةٍ كُحُلا
وَخُرَّدٍ كَالمَها بِدائِرَةٍ / تَرعاهُ إِلا الدِماثَ وَالنَفَلا
تَرشِفُ ماءَ الأَضاءِ مُترَعَةً / وَلا تَمُصُّ الثِمادَ وَالوَشَلا
حَمَلَ القَلبُ مِن حُمَيدَةَ ثِقلا
حَمَلَ القَلبُ مِن حُمَيدَةَ ثِقلا / إِنَّ في ذاكَ لِلفُؤادِ لَشُغلا
عَن سِواها فَلا تَظُنَّنَّ أُنثى / أَنَّ في القَلبِ عَن حُمَيدَةَ فَضلا
قَد حَوَتهُ وَأَغلَقتُ دُونَ وُدِّي / فَهوَ في سِجنِها عَنِ الناسِ قُفلا
إِذا فَعَلتِ الَّذي فَعَلتِ فَقُولي / حَمدَ خَيراً وَأَتبَعي القَولَ فِعلا
وَصِلِيني فَأُشهِدُ اللَه أَن لا / أَبتَغي مِن سِواكِ ما عِشتُ وَصلا
ما دَعا نائِحُ الحَمامِ بِوادٍ / ذي أَراكٍ وَهَزَّتِ الرِيحُ أَثلا
جَعَلَ اللَهُ وَجهَ كُلِّ حَسُودٍ / لا أَراه لَها مِنَ الناس أَهلا
أَو حَسُودٍ بَغاكِ يَوماً بِسُوءٍ / كاشِحٍ مُبغِضٍ لِرِجلِكِ نَعلا
قَلتُ إِذا أَقبَلَت تَهادى وَزُهرٌ / كَنِعاجِ المَلا تَعَسَّفنَ رَملا
وَتَنَقَّبنَ بِالبُرُودِ وَأَبدَي / نَ عُيُوناً حُورَ المَدامِعِ نُجلا
مَرحَباً مَرحَباً بِأُمِّ جُبَيرٍ / وَبِأَترابِها وَأَهلاً وَسَهلا
لَم أُرَحِّبُ بِأَن سَخَطتِ وَلَكِن / مَرحَباً إِن رَضِيتِ عَنّا وَأَهلا
أَحسَنُ الناسِ مَجلِساً وَحَديثاً / وَقَواماً وَأَكمَلُ الناسِ عَقلا
تَطاوَلُ أَيّامي وَلَيلي أَطوَلُ
تَطاوَلُ أَيّامي وَلَيلي أَطوَلُ / وَلامَ عَلى حُبِّي عُثَيَمةَ عُذَّلُ
يَلُومُونَ صَبّاً أَنحَلَ الحُبُّ جِسمَهُ / وَما ضَرَّهُم لَو لَم يَلُومُوا وَأَجمَلُوا
أَلم يَعلَمُوا لا بُرِكُوا أَنَّ قَلبَهُ / عَصى قَبلَهُم فيها العِدى فَهُوَ مُبهَلُ
وَقالَ أُناسٌ إِنَّهُ لِيُحِبُّها / ضَلالاً لَما لَم يَعلَمِ الناسُ أَفضَلُ
فَلَمّا بَراني الهَمُّ وَالحُزنُ حِقبَةً / وَأَشفَقتُ مِن خَوفِ الَّذي كُنتُ آمَلُ
وَأَبصَرتُ دَهراً لا يَقُومُ لِأَهلِهِ / عَلى ما أَحَبُّوا فاسِدٌ يَتَحَوَّلُ
تَوَكَّلتُ وَاِستَحدَثتُ رَأياً مُبارَكاً / وَأَحزَمُ هَذا الناسِ مَن يَتَوَكَّلُ
وَضَمَّنتُ حاجاتي إِلَيها رَفِيقَةً / بِها طَبَّةً مَيمُونَةً حِينَ تُرسَلُ
مِنَ البَربَرِيّاتِ اللَواتي وُجُوهُها / بِكُلِّ فَعالٍ صالِحٍ تَتَهلَّلُ
وَزيرٌ لَها إِبلِيسُ في كُلِّ حاجَةٍ / لَها عِندَما تَهوي لَهُ يَتَمَثَّلُ
رَآها نِعمَ الخَدينُ فَلَم يَزَل / لِحاجاتِها ما لَم تَحُل يَتَحَمَّلُ
تَخِفُّ لَما نَهوى مِراراً وَإِنَّها / عَن أَشياءَ لَيسَت مِن هَوانا سَتَثقُلُ
فَقالَت فَلا تَعجَل كَفَيتُكَ مَرَحباً / وَلِلسِّرِّ عِندي فَاعلَمَن ذاكَ مَحمِلُ
تَغُشَّت ثِيابَ اللَيلِ ثُمَّ تَأَطَّرَت / كَما اِهتَزَّ عِرقٌ مِن قَناً مُتَذَلِّلُ
فَجاءَت بَواراً طالَما قَد تَعَلّلَت / مِنَ الوَحشِ ما يَسطِيعُها المُتَحيِّلُ
بَدَتها بِقَولٍ لَيِّنٍ وَتَمَثَّلَت / مِنَ الشِعرِ ما يَرقي بِهِ المُتَمَثِّلُ
فَما كانَ إِلّا فَرطَ خَمسٍ حَسِبتُهُ / مِنَ الدَهرِ حَتّى جاءَ لا يَتَعَلَّلُ
بَشِيرٌ بِأَنّا قضد أَتَينا فَهَل لَنا / مِن الخوخة الصُغرى سِوى الباب مَدخَلُ
فَإِنَّ بِبَابِ الدارِ عَيناً وَإِن تَزُغ / حِذاراً لِتِلكَ العَينِ أَهيا وَأَمثَلُ
فَجاءَت بِها تَمشي عِشاءً وَسامَحَت / كَما اِنقادَ بِالحَبلِ الجَوادُ المُجَلَّلُ
تُحَذِّرُها في مَشيها الأَعيُنَ الَّتي / بِها إِن رَأَتها عِندَ ذي الضَغنِ تَجمُلُ
فَتُسرِعُ أَحياناً إِذا هِيَ لَم تَخَف / وَتَخشى عُيُوناً حَولَها فَتَمَيَّلُ
كَما مالَ غُصنٌ مِن أَراكِ بَرِيرَةٍ / تُحَرِّكُهُ رِيحٌ مِنَ الماءِ مُخضَلُ
فَلا أَنسَ فِيما قَد لَقِيتُ مَقالَها / عَلى رِقبةٍ وَالعِيسُ لِلبَينِ تُرحَلُ
تُراكَ لَئِن عِشنا إِلى صَيفِ قابِلٍ / مُلِمّاً بِنازوراً كَما كُنتَ تَفعَلُ
فَقُلتُ لَها إِن لَم أَمُت أَو تَعُوقُني / مَقادِيرُ عَمّا تَشتَهي النَفسُ تَعدِلُ
تَزُورُكِ عِيسٌ يَعتَسِفنَ بي المَلا / عَلأى الأَينِ أَطلاحٌ تَنصُّ وَتَذملُ
فَراخى وِثاقاً عَن فُؤادٍ أَسَرتِهِ / قَليلاً لَعَلِيّ لِلعِدى أَتَجَمَّلُ
وَبِاللَهِ رُدّي دَمعَ عَينَيَّ فِيهِما / إِلى أَيِّ دَهرٍ دَمعُ عَينَيَّ يَهمِلث
فَخافي عِقابَ اللَهِ في قَتلِ مُسلِمٍ / بَرِيءٍ وضلم يَقتُل قَتيلاً فَيُقتَلُ
أَقوَت تَعِرَّةُ فَالإِصغاءُ فَالخالُ
أَقوَت تَعِرَّةُ فَالإِصغاءُ فَالخالُ / مِن آلِ أَسماءَ إِلّا النُؤىُ وَالآلُ
وَغَيرُ هابٍ عَفاهُ القَطرُ مُلتَبِدٌ / لَهُ أَثافٍ صَلِينَ النارَ أَمثالُ
وَقَفتُ أَسألُها عَمَّن عَهِدتُ بِها / وَالناسُ قَبلي رِباعَ الناسِ قَد سالُوا
أَبكى وَيَعذِلُني صَحبي وَيَغلِبُهُم / قَلبٌ لَجُوجٌ وَدَمعٌ فاضَ سَيّالُ
فَقُلتُ إِذ أَكثَرُوا الومى عدمتُهُمُ / إِنّي لِما كَرِهُوا مِن ذاكَ قَوّالُ
ما كُنتُ أَوَّلَ مَن هاجَت لَهُ حَزَناً / حَتّى بَكى جَزَعاً رَسمٌ وَأَطلالُ
لامُوا وَقالُوا وَما بالَيتُ ما فَعَلُوا / قَد لامَني في هَوى أَسماءَ عُذّالُ
لَو إِنَّهُم وَجَدُوا مِثلَ الَّذي وَجَدَت / نَفسي بِأَسماءَ فيما سَرَّني مالُوا
لَكِنَّهُم عُزُفٌ ما إِن يَلِيقُ بِهِم / وَصلٌ وَفي الناسِ قُطّاعٌ وَوُصّالُ
كَأَنَّها ظَبيَةٌ حَوراءُ يَتبَعُها / رَخص الظلوف غَضيض الطَرف مِكسال
إِذا اِنثَنى لِمَقيلٍ خَلفَها نَكَصَت / حَتّى يَقومَ إِلَيها ذاكَ ما زالُوا
خُمصانَةٌ جائِلٌ رَودٌ مُوَشَّحُها / وَلا يَجُولُ لَها في الساقِ خِلخالُ
أَلا قُل لِمَن أَمسى بِمَكَّةَ قاطِناً
أَلا قُل لِمَن أَمسى بِمَكَّةَ قاطِناً / وَمِن جاءَ مِن عَمقٍ وَنَقبِ المُشَلَّلِ
دَعُو الحَجَّ لا تَستَهلِكُوا نَفقاتِكُم / فَما حَجُّ هذا العامِ بِالمُتَقَبَّلِ
وَكَيفَ يُزَكّى حَجُّ مَن لَم يَكُن لَهُ / إِمامٌ لَدى تَجمبرِهِ غَيرُ دُلدُلِ
يَظَلُّ يُرائي بِالصِيامِ نَهارَهُ / وَيَلبَسُ في الظَلماءِ سِمطى قَرَنفُلِ
إِلى جَيداءَ قَد بَعَثُوا رَسُولاً
إِلى جَيداءَ قَد بَعَثُوا رَسُولاً / لِيُخبِرَها فَلا صُحِبَ الرَسُولُ
كَأَنَّ العامَ لَيسَ بِعامِ حَجٍّ / تَغَيَّرَتِ المَواسِمُ وَالشُكُولُ
وَما حُمِّلَ الإِنسانُ مِثلَ أَمانَةٍ
وَما حُمِّلَ الإِنسانُ مِثلَ أَمانَةٍ / أَشَقَّ عَلَهيِ حينَ يَحمِلُها حِملا
فَإِن أَنتَ حُمِّلتَ الأَمانَةَ فَاصطَبر / عَلَيها فَقَد حُمِّلتَ مِن أَمرِها ثِقلا
وَلا تَقبَلَن فِيمَن رَضِيتَ نَمِيمَةً / وَقُل لِلَّذي يَأتيكَ يَحمِلُها مَهلا
لِيَومُنا بِمِنى إِذ نَحنُ نَسكُنُها
لِيَومُنا بِمِنى إِذ نَحنُ نَسكُنُها / أَسَرُّ مِن يَومِنا بِالعَرجِ أَو مَلَلِ
يَوماً لِأَصحابي وَيَوماً لِلمال
يَوماً لِأَصحابي وَيَوماً لِلمال / مدرَعَةٌ يَوماً وَيَوماً سِربالُ