القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دُرَيد الكل
المجموع : 12
إِذا رَأَيتَ اِمرِءاً في حالِ عُسرَتِهِ
إِذا رَأَيتَ اِمرِءاً في حالِ عُسرَتِهِ / مُصافِياً لَكَ ما في وِدِّهِ دَخلُ
فَلا تُرَجِّ لَهُ إِذ يَستَفيدُ غِنىً / فَإِنَّهُ بِاِنتِقالِ الحالِ يَنتَقِلُ
الناسُ مِثل زَمانِهِم
الناسُ مِثل زَمانِهِم / قَدّ الحِذاءِ عَلى مِثالِه
وَرِجالُ دَهرِكَ مِثلُ دَه / رِكَ في تَقَلُّبِهِ وَحالِه
وَكذا إِذا فَسَدَ الزَما / نُ جَرى الفَسادُ عَلى رِجالِه
أَرى الناسَ قَد أُغروا بِبَغيٍ وَريبَةٍ
أَرى الناسَ قَد أُغروا بِبَغيٍ وَريبَةٍ / وَغَيٍّ إِذا ما مَيَّزَ الناسَ عاقِلُ
وَقد لَزِموا مَعنى الخِلافِ فَكُلُّهُم / إِلى نَحوِ ما عابَ الخَليقَةَ مائِلُ
إِذا ما رَأَوا خَيراً رَمَوهُ بِظِنَّةٍ / وَإِن عايَنوا شَرّاً فَكُلٌّ مُناضلُ
وَلَيسَ اِمرُؤٌ مِنهُم بِناجٍ مِنَ الأَذى / وَلا فيهِمُ عَن زَلَّةٍ مُتَغافلُ
وَإِن عايَنوا حَبراً أَديباً مُهَذَّباً / حَسيباً يَقولوا إِنَّهُ لَمُخاتِلُ
وَإِن كانَ ذا ذِهنٍ رَمَوهُ بِبَدعَةٍ / وَسَمّوهُ زِنديقاً وَفيهِ يُجادلُ
وَإِن كانَ ذا صَمتٍ يَقولونَ صورَةٌ / مُمَثَّلَةٌ بِالعيِّ بَل هُوَ جاهِلُ
وَإِن كانَ ذا شَرٍّ فَوَيلٌ لِأُمِّهِ / لِما عَنهُ يَحكي مَن تَضُمُّ المَحافِلُ
وَإِن كانَ ذا أَصلٍ يَقولونَ إِنَّما / يُفاخِرُ بِالمَوتى وَما هُوَ زائِلُ
وَإِن كانَ مَجهولاً فَذَلِكَ عِندَهُم / كَبيضِ رِمالٍ لَيسَ يُعرَفُ عامِلُ
وَإِن كانَ ذا مالٍ يَقولونَ مالُهُ / من السُحتِ قَد رابى وَبِئسَ المَآكِلُ
وَإِن كانَ ذا فَقرٍ فَقَد ذَلَّ بَينَهُم / حَقيراً مَهيناً تَزدَريهِ الأَراذِلُ
وَإِن قَنِعَ المسكينُ قالوا لِقِلَّةٍ / وَشُحَّةِ نَفسٍ قَد حَوَتها الأَنامِلُ
وَإِن هُوَ لَم يَقنَع يَقولونَ إِنَّما / يُطالِبُ مَن لَم يُعطِهِ وَيُقاتِلُ
وَإِن يَكتَسِب مالاً يَقولوا بهيمَةٌ / أَتاها مِنَ المَقدورِ حَظٌّ وَنائِلُ
وَإِن جادَ قالوا مُسرِفٌ وَمُبَذِّرٌ / وَإِن لَم يَجُد قالوا شَحيحٌ وَباخِلُ
وَإِن صاحَبَ الغِلمانَ قالوا لِريبَةٍ / وَإِن أَجمَلوا في اللَفظِ قالوا مُباذِلُ
وَإِن هَوِيَ النِسوانَ سَمّوهُ فاجِراً / وَإِن عَفَّ قالوا ذاكَ خُنثى وَباطِلُ
وَإِن تابَ قالوا لَم يَتب مِنهُ عادَةٌ / وَلَكِن لِإِفلاسٍ وَما ثَمَّ حاصِلُ
وَإِن حَجَّ قالوا لَيسَ لِلَّهِ حَجُّهُ / وَذاكَ رِياء أَنتَجَتهُ المَحافِلُ
وَإِن كانَ بِالشِطرَنجِ وَالنَردِ لاعِباً / وَلاعَبَ ذا الآداب قالوا مُداخِلُ
وَإِن كانَ في كُلِّ المَذاهِبِ نابِزاً / وَكانَ خَفيفَ الروحِ قالوا مُثاقِلُ
وَإِن كانَ مِغراماً يَقولونَ أَهوَج / وَإِن كانَ ذا ثَبتٍ يَقولونَ باطِلُ
وَإِن يَعتَلِل يَوماً يقولوا عقوبةٌ / لشرِّ الّذي يَأتي وما هوَ فاعلُ
وَإِن ماتَ قالوا لَم يَمُت حَتفَ أَنفِهِ / لِما هُوَ مِن شَرٍّ المَآكِلِ آكِلُ
وَما الناسُ إِلّا جاحِدٌ وَمُعانِدٌ / وَذو حَسَدٍ قَد بانَ فيهِ التَخاتُلُ
فَلا تَترُكَن حَقّاً لِخيفَةِ قائِلٍ / فَإِنَّ الَّذي تَخشى وَتَحذَرُ حاصِلُ
ما طابَ فَرعٌ لا يَطيبُ أَصلُهُ
ما طابَ فَرعٌ لا يَطيبُ أَصلُهُ / حمى مُؤاخاةِ اللَئيمِ فِعلُهُ
وَكُلُّ مَن واخى لَئيماً مِثلهُ /
مَن أَمِنَ الدَهرَ أُتي مِن مَأمَنِه / لا تَستَثِر ذا لِبَدٍ مِن مَكمَنِه
وَكُلُّ شَيءٍ يُبتَغى في مَعدَنِه /
لَكُلِّ ناعٍ ذاتَ يَومٍ ناعي / وَإِنَّما السَعيُ بِقَدرِ الساعي
قَد يهلكُ المَرعِيَّ عَتبُ الراعي /
مَن تَرَكَ القَصدَ تَضق مَذاهِبَه / دَلَّ عَلى فِعلِ اِمرِئٍ مُصاحِبُه
لا تَركَبِ الأَمرَ وَأَنتَ عائِبُه /
ما لَكَ إِلّا ما عَلَيكَ مِثلهُ / لا تَحمَدَنَّ المَرءَ ما لَم تَبلُهُ
وَالمَرءُ كَالصورَةِ لَولا فِعلُهُ /
يا رُبَّما أَورَثَتِ اللجَاجَه / ما لَيسَ لِلمَرءِ إِلَيهِ حاجَه
وَضيقُ أَمرٍ يَتبَعُ اِنفِراجَه /
كَم مِن وَعيدٍ يَخرِقُ الآذانا / كَأَنَّما يُنبَأ بِهِ سِوانا
أَصَمَّنا الإِهمالُ أَم أَعمانا /
يَجِلُّ ما يُؤذي وَإِن قَلَّ الأَلَم / ما أَطوَلَ اللَيلَ عَلى مَن لَم يَنَم
وَسقمُ عَقلِ المَرءِ مِن شَرِّ السَقَم /
ما مِنكَ مَن لَم يَقبَلِ المُعاتَبَه / وَشَرُّ أَخلاقِ الفَتى المُوارَبَه
يَكفيكَ مِمّا تَكرَهُ المُجانَبَه /
مَتى تُصيبُ الصاحِبَ المُهَذَّبا / هَيهاتَ ما أَعسَرَ هذا مَطلَبا
وَشَرُّ ما طَلَبتَهُ ما اِستصعَبا /
لا يَسلُكُ الخَيرُ سَبيلَ الشَرِّ / وَاللَهُ يَقضي لَيسَ زَجرُ الطَيرِ
كَم قَمَرٍ عادَ إِلى قُمَيرِ /
لَم يَجتَمِع جَمعٌ لِغَيرِ بَينِ / لِفُرقَةٍ كُلُّ اِجتِماع اِثنَينِ
يَعمى الفَتى وَهوَ بَصيرُ العَينِ /
الصَمتُ إِن ضاقَ الكَلامُ أَوسَعُ / لِكُلِّ جَنبٍ ذاتَ يَومٍ مَصرَعُ
كَم جامِعٍ لِغَيرِهِ ما يَجمَعُ /
ما لَكَ إِلّا ما بَذَلتَ مالُ / في طَرفةِ العَينِ تَحولُ الحالُ
وَدونَ آمالِ الوَرى الآجالُ /
كَم قَد بَكَت عَينٌ وَأُخرى تَضحَكُ / وَضاقَ مِن بَعدِ اِتِّساعٍ مَسلَكُ
لا تُبرِمَن أَمراً عَلَيكَ يُملَكُ /
خَيرُ الأُمورِ ما حَمَدتَ غِبَّهُ / لا يَرهَبُ المُذنِبُ إِلّا ذَنبَهُ
وَالمَرءُ مَغرورٌ بِمَن أَحَبَّهُ /
كُلُّ مَقامٍ فَلَهُ مَقالُ / كُلُّ زَمانٍ فَلَهُ رِجالُ
وَلِلعُقولِ تُضرَبُ الأَمثالُ /
دَع كُلَّ أَمرٍ مِنهُ يَوماً يُعتَذَر / خَف كُلَّ وِردٍ غَيرَ مَحمودِ الصَدَر
لا تَنفَعُ الحيلَةُ في ماضي القَدَر /
نَومُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن يَقَظه / لَم تُرضِهِ فيها الكِرامُ الحَفَظَه
وَفي صُروفِ الدَهرِ للناسِ عِظَه /
مَسأَلَةُ الناسِ لِباسُ ذُلِّ / مَن عَفَّ لَم يُسأَم وَلَم يُمَلِّ
فَاِرضَ مِن الأَكثَرِ بِالأَقَلِّ /
جَوابُ سوءِ المَنطقِ السُكوتُ / قَد أَفلَحَ المُتَّئِدُ الصَموتُ
ما حُمَّ مِن رِزقِكَ لا يَفوتُ /
في كُلِّ شَيءٍ عِبرَةٌ لِمَن عَقَل / قَد يَسعَدُ المَرءُ إِذا المَرءُ اِعتَدَل
يَرجو غَداً وَدونَ ما يَرجو الأَجَل /
كَم زادَ في ذَنبِ جَهول عُذرُهُ / دَع أَمرَ مَن أَعيى عَلَيكَ أَمرُهُ
يَخشى اِمرُؤٌ شَيئاً وَلا يَضُرُّهُ /
رَأَيتُ غِبَّ الصَبرِ مِمّا يُحمَدُ / وَإِنَّما النَفسُ كَما تعَوَّدُ
وَشَرُّ ما يُطلَبُ ما لا يوجَدُ /
لا يَأكُلُ الإِنسانُ إِلّا ما رُزِق / ما كُلُّ أَخلاقِ الرِجالِ تَتَّفِق
هانَ عَلى النائِمِ ما يَلقى الأَرِق /
مَن يَلدَغِ الناسَ يَجِد مَن يَلدَغُه / لا يعدمُ الباطِلُ حَقّاً يَدمَغُه
لِسانُ ذي الجَهلِ وَشيكاً يوثِقُه /
كُلُّ زَمانٍ فَلَهُ نَوابِغُ / وَالحَقُّ لِلباطِلِ ضِدٌّ دامِغُ
يَغُصُّكَ المَشرَبُ وَهوَ سائِغُ /
لا خَيرَ في صُحبَةِ مَن لا يُنصِفُ / وَالدَهرُ يَجفو مَرَّةً وَيَلطفُ
كَأَنَّ صَرفَ الدَهرِ بَرقٌ يَخطفُ /
رُبَّ صَباحٍ لِاِمرِئٍ لَم يُمسِهِ / حَتفُ الفَتى مُوَكَّلٌ بِنَفسِهِ
حَتّى يَحِلَّ في ضَريحِ رمسِهِ /
إِنّي أَرى كُلَّ جَديدٍ بالِ / وَكُلَّ شَيءٍ فَإِلى زَوالِ
فَاِستَشفِ مِن جَهلِكَ بِالسُؤالِ /
إِنَّكَ مَربوبٌ مَدينٌ تُسأَلُ / وَالدَهرُ عَن ذي غَفلَةٍ لا يَغفَلُ
حَتّى يَجيءَ يَومُهُ المُؤَجَّلُ /
كَم عاقِلٍ أَخَّرَهُ عَقلُهُ
كَم عاقِلٍ أَخَّرَهُ عَقلُهُ / وَجاهِلٍ صَدَّرَهُ جَهلُهُ
جَهِلتَ فَعادَيتَ العُلومَ وَأَهلَها
جَهِلتَ فَعادَيتَ العُلومَ وَأَهلَها / كَذاكَ يُعادي العِلمَ مَن هُوَ جاهِلُه
وَمَن كانَ يَهوى أَن يُرى مُتَصَدِّراً / وَيَكرَهُ لا أَدري أَصيبَت مَقاتِلُه
لَكِ العَهدُ عَهدُ اللَهِ أَلّا يزال لي
لَكِ العَهدُ عَهدُ اللَهِ أَلّا يزال لي / بِذِكراكِ أَو أَلقى المَنِيَّةَ شاغِلُ
لِقَلبِيَ مِن ذِكراكِ في كُلِّ خَطرَةٍ / تَلَهُّبُ شَوقٍ إِن عَدا لِيَ قاتِلُ
لَبِستُ نُحولاً لَو تَلَبَّس بِالصَفا / لِأَصبَحَ مِنهُ صَلدُهُ وَهوَ ناحِلُ
لَعَلَّكِ إِن أَمسَيتُ رَهنَ حَفيرَةٍ / تَقولينَ جادَتهُ الغُيوثُ الهَواطِلُ
لا تُصغِيا في الهَوى لِمَن عَذَلا
لا تُصغِيا في الهَوى لِمَن عَذَلا / بَل وَاِسقِياني سُقيتُما نَهَلا
لا وَالَّذي مَلَكَ الهَوى جَسَدي / ما هَجَعَت مُقلَتايَ إِذ رَحَلا
لا زالَ طَيفٌ لَهُ يُؤَرِّقُني / يَطرُقُ عَنّي الكَرى إِذا نَزَلا
لا صَبرَ عَمَّن إِذا تَصَوَّرَ لي / رَأَيتُ بَدرَ السَماءِ قَد أَفلا
وَقَد أَلِفَت زُهرُ النُجومِ رِعايَتي
وَقَد أَلِفَت زُهرُ النُجومِ رِعايَتي / فَإِن غِبتُ عَنها فَهيَ عَنِّي تَسأَلُ
يُقابِلُ بِالتَسليمِ مِنهُنَّ طالِعٌ / وَيَومئُ بِالتَوديعِ مِنهُنَّ آفِلُ
لا تَدخُلَنَّكَ ضَجرَةٌ مِن سائِلٍ
لا تَدخُلَنَّكَ ضَجرَةٌ مِن سائِلٍ / فَلَخَيرُ دَهرِكَ أَن تُرى مَسؤولا
لا تَجبَهَن بِالرَدِّ وَجهَ مُؤَمِّلٍ / فَبَقاءُ عِزِّكَ أَن تُرى مَأمولا
وَاِعلَم بِأَنَّكَ عَن قَليلٍ صائِرٌ / خَبَراً فَكُن خَبَراً يَروقُ جَميلا
وَلَهٌ نابِهٌ وَخَطبٌ جَليلُ
وَلَهٌ نابِهٌ وَخَطبٌ جَليلُ / بَل رَزايا لَهُنَّ عِبءٌ ثَقيلُ
بَل غَرامٌ مُبادِهٌ بَل دَهاري / س عِظامٌ وُقوعُهُنَّ عَظيمُ
إِنَّ بِالقاعِ مِن تَنوفٍ مَحَلّاً / لَيسَ لِلمَكرُماتِ عَنهُ حَويلُ
جالَ فيهِ الرَدى يَميلُ قِداحاً / أَحرَزَت خَصلَها وَفاتَ الخَليلُ
لَم تَدَع لِلعُلى أَكُفُّ المَنايا / مَن بِهِ يَعتَلي وَلا يَستَطيلُ
يا بَني مالِك بنِ فَهمٍ قَتيلاً / لا يُباريهِ في الأَنامِ قَتيلُ
أَيُّ عِزٍّ قَد قَدَّموهُ لِرُمحٍ / مِنكُم لَم يُصَدَّ وَهوَ ذَليلُ
أَيُّ طَرفٍ سَما إِلَيكُم بِكَيدٍ / لَم تَرُدّوهُ وَهوَ مِنكُم كَليلُ
أَيُّ حَدٍّ كافَحتُموهُ بِحَدٍّ / مِنكُمُ لَم يَدَعهُ وَهوَ فَليلُ
كُنتُمُ وَالكَثيرُ فيكُم قَليلٌ / وَالعَظيمُ الخَطيرُ فيكُم ضَئيلُ
كُنتُمُ أَهلَ سَطوَةٍ إِن تَصَدَّت / مالَ وَجهُ الحِمامِ حَيثُ تَميلُ
أَقليلٌ عَديدُكُم فَتَقولوا / إِنَّنا في الوَغى نَفيرٌ قَليلُ
أَم ضِعافٌ عَن ثَأرِكُم فَتَلَذّوا / مَشرَبَ الذُلِّ وَالضَعيفُ الذَليلُ
أَنِساء يُنعى لَهنَّ بعولٌ / إِنَّ سِترَ المُحصناتِ البُعولُ
أَم عَبيدٌ لِراشدٍ ولِموسى / أَيُّ هذي الأَصنافِ أَنتُم فَقولوا
ليسَ يُنعى لَها اِمرُؤٌ وَسَّدَتهُ / مِعصَمَيها الوَهنانَةُ العُطبولُ
لا وَلا المُحسِنُ الظُنونَ بِرَيب الد / دَهرِ أَن سَوفَ يَنثَني وَيَدولُ
يا بَني مالِكٍ عَقَلتُم لِساني / كَيفَ يَمشي المُقَيَّدُ المَعقولُ
إِن سَلَكتُم إِلى الفِعالِ سَبيلاً / وَضُحَت لي إِلى المَقالِ سَبيلُ
أَو تَأَبَّيتُم شُكلتُ عَنِ الجَر / يِ وَهَل يَبلُغُ المَدى المَشكولُ
أَينَ عَن ثارِها هَناةُ فُروعُ ال / عِزِّ أَم أَينَ كَهفُهُ المَأمولُ
أَينَ مَعنٌ وَهُم إِذا اِستَحمَسَ البَأ / سُ لُيوثٌ تَنجابُ عَنها الفُيولُ
وَبَنمو جَهضَمٍ وَهُم جَبَلُ العِز / زِ الَّذي عَزَّ فَرعُهُ المُستَطيلُ
أَينَ دَعوى بَني سُلَيمةَ أَطوا / دُ المَعالي فتيانُها وَالكُهولُ
وَالجَراميزُ حِصنُنا الأَمنَعُ الرُك / نِ وَمَن في الوَغى إِلَيهِ نَؤولُ
وَالعُقاةُ الَّذين يُستَدفَعُ اليَأ / سُ بِهِم وَهوَ مُقمَطِرّ مَهيلُ
وَحُمامٌ حُماتُها حينَ لا يَع / طِفُ إِلّا المُضَمّرُ الخَنشَليلُ
وَفَراهيدُنا الَّذينَ عَلى الرَو / ضَةِ مِن خَيلِهِم دِماءٌ تَسيلُ
وَحُماةُ الزَمانِ مِن آلِ دَهما / نَ إِذا أُبرِزَ البُرى وَالحُجولُ
وَعِمادي مِن آلِ سيدٍ إِذا ما / شَمَّرَ الحَرب وَالمَنايا نُزولُ
وَسُلَيمى الباسِلونَ إِذا أَب / لَسَ ذو العَدِّ وَالنَجيدُ البَسولُ
وَشَريكٌ فِتيانُها حينَ لا يَن / فَعُ إِلّا المُهَنَّدُ المَسلولُ
وَالمَداريكُ لِلذُحولِ بَنو قَس / مَل إِن خِفتَ أَن يَفوتَ الذُحولُ
وَبَنو العَمِّ مِن جُدَيدٍ خُصوصاً / وَعِمادي في كُلِّ أَمرٍ نَفيلُ
وَبَنو حاضِرٍ يدي وَلِساني / وَحُسامي المُهَنَّدُ المَصقولُ
يا بَني مالِك بنِ فَهمٍ قَتيلاً / بِدَهاريسَ عِزُّهنَّ التَبولُ
إِنَّ بِالرَوضَتَينِ هاماً نِزافاً / لَم يُقَل مَن ثَوى هُناكَ قَتيلُ
أَتضيعُ الدِماءُ يا قَومُ فَزعاً / لا بَواء وَلا دَمٌ مَطلولُ
وَبِطَودَي عُمانَ وَالسَيف مِنكُم / عَدَدٌ كاثِرٌ وَعِزٌّ بَجيلُ
لِبَني السامَةَ السُمُوُّ عَلى الخَس / فِ بِما نالَكُم مِنَ الذُلِّ نيلوا
لاِشمَأَزَّت قُلوبُها وَلَأَضحى / نابئَ الأَهلِ رَبعُها المَأهولُ
أَفَتَرضَونَ أَن تُساموا الَّذي سي / موهُ عَن سومِ مِثلِهِ سَتَصولوا
يا اِبنَ حَمحامٍ لِلعُلى شَمِّرِ الذي / لَ فَلا حينَ أَن تُجَرَّ الذُيولُ
لَيسَ شَأن المُوَتَّرينَ مِهادٌ / وَغِناءٌ وَمزهَرٌ وَشَمولُ
وَصبوحٌ مُباكَرٌ وَغَبوقٌ / وَشِواءٌ وَدَرمَكٌ وَنَشيلُ
إِنَّما ثَوبُهُ إِذا اِعتَكَرَ الإِظ / لام ثَوبُ الدُجُنَّةِ المَسدولُ
وَمِهاداهُ نُمرُقٌ فَوقَ كَفلٍ / عَرشُهُ غَيهَمُ البِجادِ مَثولُ
وَنَديماهُ داثِرُ الحَدِّ عَضب / وَأَمينُ الفُصوصِ نَهدٌ ذَليلُ
وَأَكيلاهُ نَهدَةٌ أُمُّ أَجرٍ / وَالطَريدُ العَشَنَّقُ الهُذبولُ
ذَلِكَ الثَأرُ لا الَّذي وَهَّلَتهُ / نَومَةُ الصُبحِ فَهوَ رَخوٌ مَذيلُ
يا سُلَيمانُ جَرِّدِ العَزمَ قُدماً / تُدرِكِ الوِترَ مُنجداً وَهوَ نولُ
يا فَراهيدُ أَنتَ نَجمُ المَساعي / أَنتُمُ العُدَّةُ الحُماةُ النُصولُ
يا سُلَيمَ بنَ مالِك المُنتَمي قَد / هَدَّنا السَيِّدُ العَميدُ القَتيلُ
قُدّ أَوصاله حَلَفتُ يَمينا / لَيسَ فيها لِمُقسِمٍ تَحليلُ
لَو تَغاضَت عَنهُ المَنونُ لِأَضحى / يَهتَدي بِالرَعيلِ عَنهُ الرَعيلُ
ما تَضيعُ الدِماءُ ما طالَبَتها / فيهِمُ سُهمَةٌ وَصَبرٌ جَميلُ
أَيُّ يَومٍ لِراشِدٍ وَلِموسى / ذاكَ يَومٌ لَو تَعلَمونَ ثَقيلُ
يَومَ لا يَنفَعُ اِتِّصالٌ بِقُربى / يَومَ لا العُذرُ عِندَهُ مَقبولُ
فَلَحى اللَهُ مانِعَ الرَوعِ مِنّا / حَيثُ يَستَصحِبُ الضَئيلَ الضَئيلُ
لا يَفوتُ المَوتَ مِن حَذَرٍ
لا يَفوتُ المَوتَ مِن حَذَرٍ / إِن وَقاهُ الغابُ وَالغيلُ
مُفرَعُ الأَكتافِ ذو لَبَدٍ / مُترَصُ الأَوصالِ مَجدولُ
إِنَّ دَهراً فَلَّ حَدَّهُمُ / حَدُّهُ لا بُدَّ مَفلولُ
ما بُكاهُم إِن هُمُ قُتِلوا / صَبرُهُم لِلقَتلِ تَفضيلُ
إِنَّما أَخبَرَتِ الحَربُ بِأَن / نالَهُم قَومٌ أَراذيلُ
نالَهُم مَنَ لا يُحَصِّلُهُ / في كِرامِ القَومِ تَحصيلُ
أَعبُدٌ قِنٌّ يُصادِرُهُم / قَومٌ أُسودٌ تَنابيلُ
فَرَأَوا أَن يَهرُبوا طُرّاً / وَالطَردُ ما فيهِ تَمهيلُ
بِمَشيجٍ ثالطٍ وَدَمٍ / أُخلِصَت مِنهُ السَراويلُ
قيلَ والمِقدارُ يَحرُسُهُ / فَنَجا وَالسَرجُ مَبلولُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025