المجموع : 12
إِذا رَأَيتَ اِمرِءاً في حالِ عُسرَتِهِ
إِذا رَأَيتَ اِمرِءاً في حالِ عُسرَتِهِ / مُصافِياً لَكَ ما في وِدِّهِ دَخلُ
فَلا تُرَجِّ لَهُ إِذ يَستَفيدُ غِنىً / فَإِنَّهُ بِاِنتِقالِ الحالِ يَنتَقِلُ
الناسُ مِثل زَمانِهِم
الناسُ مِثل زَمانِهِم / قَدّ الحِذاءِ عَلى مِثالِه
وَرِجالُ دَهرِكَ مِثلُ دَه / رِكَ في تَقَلُّبِهِ وَحالِه
وَكذا إِذا فَسَدَ الزَما / نُ جَرى الفَسادُ عَلى رِجالِه
أَرى الناسَ قَد أُغروا بِبَغيٍ وَريبَةٍ
أَرى الناسَ قَد أُغروا بِبَغيٍ وَريبَةٍ / وَغَيٍّ إِذا ما مَيَّزَ الناسَ عاقِلُ
وَقد لَزِموا مَعنى الخِلافِ فَكُلُّهُم / إِلى نَحوِ ما عابَ الخَليقَةَ مائِلُ
إِذا ما رَأَوا خَيراً رَمَوهُ بِظِنَّةٍ / وَإِن عايَنوا شَرّاً فَكُلٌّ مُناضلُ
وَلَيسَ اِمرُؤٌ مِنهُم بِناجٍ مِنَ الأَذى / وَلا فيهِمُ عَن زَلَّةٍ مُتَغافلُ
وَإِن عايَنوا حَبراً أَديباً مُهَذَّباً / حَسيباً يَقولوا إِنَّهُ لَمُخاتِلُ
وَإِن كانَ ذا ذِهنٍ رَمَوهُ بِبَدعَةٍ / وَسَمّوهُ زِنديقاً وَفيهِ يُجادلُ
وَإِن كانَ ذا صَمتٍ يَقولونَ صورَةٌ / مُمَثَّلَةٌ بِالعيِّ بَل هُوَ جاهِلُ
وَإِن كانَ ذا شَرٍّ فَوَيلٌ لِأُمِّهِ / لِما عَنهُ يَحكي مَن تَضُمُّ المَحافِلُ
وَإِن كانَ ذا أَصلٍ يَقولونَ إِنَّما / يُفاخِرُ بِالمَوتى وَما هُوَ زائِلُ
وَإِن كانَ مَجهولاً فَذَلِكَ عِندَهُم / كَبيضِ رِمالٍ لَيسَ يُعرَفُ عامِلُ
وَإِن كانَ ذا مالٍ يَقولونَ مالُهُ / من السُحتِ قَد رابى وَبِئسَ المَآكِلُ
وَإِن كانَ ذا فَقرٍ فَقَد ذَلَّ بَينَهُم / حَقيراً مَهيناً تَزدَريهِ الأَراذِلُ
وَإِن قَنِعَ المسكينُ قالوا لِقِلَّةٍ / وَشُحَّةِ نَفسٍ قَد حَوَتها الأَنامِلُ
وَإِن هُوَ لَم يَقنَع يَقولونَ إِنَّما / يُطالِبُ مَن لَم يُعطِهِ وَيُقاتِلُ
وَإِن يَكتَسِب مالاً يَقولوا بهيمَةٌ / أَتاها مِنَ المَقدورِ حَظٌّ وَنائِلُ
وَإِن جادَ قالوا مُسرِفٌ وَمُبَذِّرٌ / وَإِن لَم يَجُد قالوا شَحيحٌ وَباخِلُ
وَإِن صاحَبَ الغِلمانَ قالوا لِريبَةٍ / وَإِن أَجمَلوا في اللَفظِ قالوا مُباذِلُ
وَإِن هَوِيَ النِسوانَ سَمّوهُ فاجِراً / وَإِن عَفَّ قالوا ذاكَ خُنثى وَباطِلُ
وَإِن تابَ قالوا لَم يَتب مِنهُ عادَةٌ / وَلَكِن لِإِفلاسٍ وَما ثَمَّ حاصِلُ
وَإِن حَجَّ قالوا لَيسَ لِلَّهِ حَجُّهُ / وَذاكَ رِياء أَنتَجَتهُ المَحافِلُ
وَإِن كانَ بِالشِطرَنجِ وَالنَردِ لاعِباً / وَلاعَبَ ذا الآداب قالوا مُداخِلُ
وَإِن كانَ في كُلِّ المَذاهِبِ نابِزاً / وَكانَ خَفيفَ الروحِ قالوا مُثاقِلُ
وَإِن كانَ مِغراماً يَقولونَ أَهوَج / وَإِن كانَ ذا ثَبتٍ يَقولونَ باطِلُ
وَإِن يَعتَلِل يَوماً يقولوا عقوبةٌ / لشرِّ الّذي يَأتي وما هوَ فاعلُ
وَإِن ماتَ قالوا لَم يَمُت حَتفَ أَنفِهِ / لِما هُوَ مِن شَرٍّ المَآكِلِ آكِلُ
وَما الناسُ إِلّا جاحِدٌ وَمُعانِدٌ / وَذو حَسَدٍ قَد بانَ فيهِ التَخاتُلُ
فَلا تَترُكَن حَقّاً لِخيفَةِ قائِلٍ / فَإِنَّ الَّذي تَخشى وَتَحذَرُ حاصِلُ
ما طابَ فَرعٌ لا يَطيبُ أَصلُهُ
ما طابَ فَرعٌ لا يَطيبُ أَصلُهُ / حمى مُؤاخاةِ اللَئيمِ فِعلُهُ
وَكُلُّ مَن واخى لَئيماً مِثلهُ /
مَن أَمِنَ الدَهرَ أُتي مِن مَأمَنِه / لا تَستَثِر ذا لِبَدٍ مِن مَكمَنِه
وَكُلُّ شَيءٍ يُبتَغى في مَعدَنِه /
لَكُلِّ ناعٍ ذاتَ يَومٍ ناعي / وَإِنَّما السَعيُ بِقَدرِ الساعي
قَد يهلكُ المَرعِيَّ عَتبُ الراعي /
مَن تَرَكَ القَصدَ تَضق مَذاهِبَه / دَلَّ عَلى فِعلِ اِمرِئٍ مُصاحِبُه
لا تَركَبِ الأَمرَ وَأَنتَ عائِبُه /
ما لَكَ إِلّا ما عَلَيكَ مِثلهُ / لا تَحمَدَنَّ المَرءَ ما لَم تَبلُهُ
وَالمَرءُ كَالصورَةِ لَولا فِعلُهُ /
يا رُبَّما أَورَثَتِ اللجَاجَه / ما لَيسَ لِلمَرءِ إِلَيهِ حاجَه
وَضيقُ أَمرٍ يَتبَعُ اِنفِراجَه /
كَم مِن وَعيدٍ يَخرِقُ الآذانا / كَأَنَّما يُنبَأ بِهِ سِوانا
أَصَمَّنا الإِهمالُ أَم أَعمانا /
يَجِلُّ ما يُؤذي وَإِن قَلَّ الأَلَم / ما أَطوَلَ اللَيلَ عَلى مَن لَم يَنَم
وَسقمُ عَقلِ المَرءِ مِن شَرِّ السَقَم /
ما مِنكَ مَن لَم يَقبَلِ المُعاتَبَه / وَشَرُّ أَخلاقِ الفَتى المُوارَبَه
يَكفيكَ مِمّا تَكرَهُ المُجانَبَه /
مَتى تُصيبُ الصاحِبَ المُهَذَّبا / هَيهاتَ ما أَعسَرَ هذا مَطلَبا
وَشَرُّ ما طَلَبتَهُ ما اِستصعَبا /
لا يَسلُكُ الخَيرُ سَبيلَ الشَرِّ / وَاللَهُ يَقضي لَيسَ زَجرُ الطَيرِ
كَم قَمَرٍ عادَ إِلى قُمَيرِ /
لَم يَجتَمِع جَمعٌ لِغَيرِ بَينِ / لِفُرقَةٍ كُلُّ اِجتِماع اِثنَينِ
يَعمى الفَتى وَهوَ بَصيرُ العَينِ /
الصَمتُ إِن ضاقَ الكَلامُ أَوسَعُ / لِكُلِّ جَنبٍ ذاتَ يَومٍ مَصرَعُ
كَم جامِعٍ لِغَيرِهِ ما يَجمَعُ /
ما لَكَ إِلّا ما بَذَلتَ مالُ / في طَرفةِ العَينِ تَحولُ الحالُ
وَدونَ آمالِ الوَرى الآجالُ /
كَم قَد بَكَت عَينٌ وَأُخرى تَضحَكُ / وَضاقَ مِن بَعدِ اِتِّساعٍ مَسلَكُ
لا تُبرِمَن أَمراً عَلَيكَ يُملَكُ /
خَيرُ الأُمورِ ما حَمَدتَ غِبَّهُ / لا يَرهَبُ المُذنِبُ إِلّا ذَنبَهُ
وَالمَرءُ مَغرورٌ بِمَن أَحَبَّهُ /
كُلُّ مَقامٍ فَلَهُ مَقالُ / كُلُّ زَمانٍ فَلَهُ رِجالُ
وَلِلعُقولِ تُضرَبُ الأَمثالُ /
دَع كُلَّ أَمرٍ مِنهُ يَوماً يُعتَذَر / خَف كُلَّ وِردٍ غَيرَ مَحمودِ الصَدَر
لا تَنفَعُ الحيلَةُ في ماضي القَدَر /
نَومُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن يَقَظه / لَم تُرضِهِ فيها الكِرامُ الحَفَظَه
وَفي صُروفِ الدَهرِ للناسِ عِظَه /
مَسأَلَةُ الناسِ لِباسُ ذُلِّ / مَن عَفَّ لَم يُسأَم وَلَم يُمَلِّ
فَاِرضَ مِن الأَكثَرِ بِالأَقَلِّ /
جَوابُ سوءِ المَنطقِ السُكوتُ / قَد أَفلَحَ المُتَّئِدُ الصَموتُ
ما حُمَّ مِن رِزقِكَ لا يَفوتُ /
في كُلِّ شَيءٍ عِبرَةٌ لِمَن عَقَل / قَد يَسعَدُ المَرءُ إِذا المَرءُ اِعتَدَل
يَرجو غَداً وَدونَ ما يَرجو الأَجَل /
كَم زادَ في ذَنبِ جَهول عُذرُهُ / دَع أَمرَ مَن أَعيى عَلَيكَ أَمرُهُ
يَخشى اِمرُؤٌ شَيئاً وَلا يَضُرُّهُ /
رَأَيتُ غِبَّ الصَبرِ مِمّا يُحمَدُ / وَإِنَّما النَفسُ كَما تعَوَّدُ
وَشَرُّ ما يُطلَبُ ما لا يوجَدُ /
لا يَأكُلُ الإِنسانُ إِلّا ما رُزِق / ما كُلُّ أَخلاقِ الرِجالِ تَتَّفِق
هانَ عَلى النائِمِ ما يَلقى الأَرِق /
مَن يَلدَغِ الناسَ يَجِد مَن يَلدَغُه / لا يعدمُ الباطِلُ حَقّاً يَدمَغُه
لِسانُ ذي الجَهلِ وَشيكاً يوثِقُه /
كُلُّ زَمانٍ فَلَهُ نَوابِغُ / وَالحَقُّ لِلباطِلِ ضِدٌّ دامِغُ
يَغُصُّكَ المَشرَبُ وَهوَ سائِغُ /
لا خَيرَ في صُحبَةِ مَن لا يُنصِفُ / وَالدَهرُ يَجفو مَرَّةً وَيَلطفُ
كَأَنَّ صَرفَ الدَهرِ بَرقٌ يَخطفُ /
رُبَّ صَباحٍ لِاِمرِئٍ لَم يُمسِهِ / حَتفُ الفَتى مُوَكَّلٌ بِنَفسِهِ
حَتّى يَحِلَّ في ضَريحِ رمسِهِ /
إِنّي أَرى كُلَّ جَديدٍ بالِ / وَكُلَّ شَيءٍ فَإِلى زَوالِ
فَاِستَشفِ مِن جَهلِكَ بِالسُؤالِ /
إِنَّكَ مَربوبٌ مَدينٌ تُسأَلُ / وَالدَهرُ عَن ذي غَفلَةٍ لا يَغفَلُ
حَتّى يَجيءَ يَومُهُ المُؤَجَّلُ /
كَم عاقِلٍ أَخَّرَهُ عَقلُهُ
كَم عاقِلٍ أَخَّرَهُ عَقلُهُ / وَجاهِلٍ صَدَّرَهُ جَهلُهُ
جَهِلتَ فَعادَيتَ العُلومَ وَأَهلَها
جَهِلتَ فَعادَيتَ العُلومَ وَأَهلَها / كَذاكَ يُعادي العِلمَ مَن هُوَ جاهِلُه
وَمَن كانَ يَهوى أَن يُرى مُتَصَدِّراً / وَيَكرَهُ لا أَدري أَصيبَت مَقاتِلُه
لَكِ العَهدُ عَهدُ اللَهِ أَلّا يزال لي
لَكِ العَهدُ عَهدُ اللَهِ أَلّا يزال لي / بِذِكراكِ أَو أَلقى المَنِيَّةَ شاغِلُ
لِقَلبِيَ مِن ذِكراكِ في كُلِّ خَطرَةٍ / تَلَهُّبُ شَوقٍ إِن عَدا لِيَ قاتِلُ
لَبِستُ نُحولاً لَو تَلَبَّس بِالصَفا / لِأَصبَحَ مِنهُ صَلدُهُ وَهوَ ناحِلُ
لَعَلَّكِ إِن أَمسَيتُ رَهنَ حَفيرَةٍ / تَقولينَ جادَتهُ الغُيوثُ الهَواطِلُ
لا تُصغِيا في الهَوى لِمَن عَذَلا
لا تُصغِيا في الهَوى لِمَن عَذَلا / بَل وَاِسقِياني سُقيتُما نَهَلا
لا وَالَّذي مَلَكَ الهَوى جَسَدي / ما هَجَعَت مُقلَتايَ إِذ رَحَلا
لا زالَ طَيفٌ لَهُ يُؤَرِّقُني / يَطرُقُ عَنّي الكَرى إِذا نَزَلا
لا صَبرَ عَمَّن إِذا تَصَوَّرَ لي / رَأَيتُ بَدرَ السَماءِ قَد أَفلا
وَقَد أَلِفَت زُهرُ النُجومِ رِعايَتي
وَقَد أَلِفَت زُهرُ النُجومِ رِعايَتي / فَإِن غِبتُ عَنها فَهيَ عَنِّي تَسأَلُ
يُقابِلُ بِالتَسليمِ مِنهُنَّ طالِعٌ / وَيَومئُ بِالتَوديعِ مِنهُنَّ آفِلُ
لا تَدخُلَنَّكَ ضَجرَةٌ مِن سائِلٍ
لا تَدخُلَنَّكَ ضَجرَةٌ مِن سائِلٍ / فَلَخَيرُ دَهرِكَ أَن تُرى مَسؤولا
لا تَجبَهَن بِالرَدِّ وَجهَ مُؤَمِّلٍ / فَبَقاءُ عِزِّكَ أَن تُرى مَأمولا
وَاِعلَم بِأَنَّكَ عَن قَليلٍ صائِرٌ / خَبَراً فَكُن خَبَراً يَروقُ جَميلا
وَلَهٌ نابِهٌ وَخَطبٌ جَليلُ
وَلَهٌ نابِهٌ وَخَطبٌ جَليلُ / بَل رَزايا لَهُنَّ عِبءٌ ثَقيلُ
بَل غَرامٌ مُبادِهٌ بَل دَهاري / س عِظامٌ وُقوعُهُنَّ عَظيمُ
إِنَّ بِالقاعِ مِن تَنوفٍ مَحَلّاً / لَيسَ لِلمَكرُماتِ عَنهُ حَويلُ
جالَ فيهِ الرَدى يَميلُ قِداحاً / أَحرَزَت خَصلَها وَفاتَ الخَليلُ
لَم تَدَع لِلعُلى أَكُفُّ المَنايا / مَن بِهِ يَعتَلي وَلا يَستَطيلُ
يا بَني مالِك بنِ فَهمٍ قَتيلاً / لا يُباريهِ في الأَنامِ قَتيلُ
أَيُّ عِزٍّ قَد قَدَّموهُ لِرُمحٍ / مِنكُم لَم يُصَدَّ وَهوَ ذَليلُ
أَيُّ طَرفٍ سَما إِلَيكُم بِكَيدٍ / لَم تَرُدّوهُ وَهوَ مِنكُم كَليلُ
أَيُّ حَدٍّ كافَحتُموهُ بِحَدٍّ / مِنكُمُ لَم يَدَعهُ وَهوَ فَليلُ
كُنتُمُ وَالكَثيرُ فيكُم قَليلٌ / وَالعَظيمُ الخَطيرُ فيكُم ضَئيلُ
كُنتُمُ أَهلَ سَطوَةٍ إِن تَصَدَّت / مالَ وَجهُ الحِمامِ حَيثُ تَميلُ
أَقليلٌ عَديدُكُم فَتَقولوا / إِنَّنا في الوَغى نَفيرٌ قَليلُ
أَم ضِعافٌ عَن ثَأرِكُم فَتَلَذّوا / مَشرَبَ الذُلِّ وَالضَعيفُ الذَليلُ
أَنِساء يُنعى لَهنَّ بعولٌ / إِنَّ سِترَ المُحصناتِ البُعولُ
أَم عَبيدٌ لِراشدٍ ولِموسى / أَيُّ هذي الأَصنافِ أَنتُم فَقولوا
ليسَ يُنعى لَها اِمرُؤٌ وَسَّدَتهُ / مِعصَمَيها الوَهنانَةُ العُطبولُ
لا وَلا المُحسِنُ الظُنونَ بِرَيب الد / دَهرِ أَن سَوفَ يَنثَني وَيَدولُ
يا بَني مالِكٍ عَقَلتُم لِساني / كَيفَ يَمشي المُقَيَّدُ المَعقولُ
إِن سَلَكتُم إِلى الفِعالِ سَبيلاً / وَضُحَت لي إِلى المَقالِ سَبيلُ
أَو تَأَبَّيتُم شُكلتُ عَنِ الجَر / يِ وَهَل يَبلُغُ المَدى المَشكولُ
أَينَ عَن ثارِها هَناةُ فُروعُ ال / عِزِّ أَم أَينَ كَهفُهُ المَأمولُ
أَينَ مَعنٌ وَهُم إِذا اِستَحمَسَ البَأ / سُ لُيوثٌ تَنجابُ عَنها الفُيولُ
وَبَنمو جَهضَمٍ وَهُم جَبَلُ العِز / زِ الَّذي عَزَّ فَرعُهُ المُستَطيلُ
أَينَ دَعوى بَني سُلَيمةَ أَطوا / دُ المَعالي فتيانُها وَالكُهولُ
وَالجَراميزُ حِصنُنا الأَمنَعُ الرُك / نِ وَمَن في الوَغى إِلَيهِ نَؤولُ
وَالعُقاةُ الَّذين يُستَدفَعُ اليَأ / سُ بِهِم وَهوَ مُقمَطِرّ مَهيلُ
وَحُمامٌ حُماتُها حينَ لا يَع / طِفُ إِلّا المُضَمّرُ الخَنشَليلُ
وَفَراهيدُنا الَّذينَ عَلى الرَو / ضَةِ مِن خَيلِهِم دِماءٌ تَسيلُ
وَحُماةُ الزَمانِ مِن آلِ دَهما / نَ إِذا أُبرِزَ البُرى وَالحُجولُ
وَعِمادي مِن آلِ سيدٍ إِذا ما / شَمَّرَ الحَرب وَالمَنايا نُزولُ
وَسُلَيمى الباسِلونَ إِذا أَب / لَسَ ذو العَدِّ وَالنَجيدُ البَسولُ
وَشَريكٌ فِتيانُها حينَ لا يَن / فَعُ إِلّا المُهَنَّدُ المَسلولُ
وَالمَداريكُ لِلذُحولِ بَنو قَس / مَل إِن خِفتَ أَن يَفوتَ الذُحولُ
وَبَنو العَمِّ مِن جُدَيدٍ خُصوصاً / وَعِمادي في كُلِّ أَمرٍ نَفيلُ
وَبَنو حاضِرٍ يدي وَلِساني / وَحُسامي المُهَنَّدُ المَصقولُ
يا بَني مالِك بنِ فَهمٍ قَتيلاً / بِدَهاريسَ عِزُّهنَّ التَبولُ
إِنَّ بِالرَوضَتَينِ هاماً نِزافاً / لَم يُقَل مَن ثَوى هُناكَ قَتيلُ
أَتضيعُ الدِماءُ يا قَومُ فَزعاً / لا بَواء وَلا دَمٌ مَطلولُ
وَبِطَودَي عُمانَ وَالسَيف مِنكُم / عَدَدٌ كاثِرٌ وَعِزٌّ بَجيلُ
لِبَني السامَةَ السُمُوُّ عَلى الخَس / فِ بِما نالَكُم مِنَ الذُلِّ نيلوا
لاِشمَأَزَّت قُلوبُها وَلَأَضحى / نابئَ الأَهلِ رَبعُها المَأهولُ
أَفَتَرضَونَ أَن تُساموا الَّذي سي / موهُ عَن سومِ مِثلِهِ سَتَصولوا
يا اِبنَ حَمحامٍ لِلعُلى شَمِّرِ الذي / لَ فَلا حينَ أَن تُجَرَّ الذُيولُ
لَيسَ شَأن المُوَتَّرينَ مِهادٌ / وَغِناءٌ وَمزهَرٌ وَشَمولُ
وَصبوحٌ مُباكَرٌ وَغَبوقٌ / وَشِواءٌ وَدَرمَكٌ وَنَشيلُ
إِنَّما ثَوبُهُ إِذا اِعتَكَرَ الإِظ / لام ثَوبُ الدُجُنَّةِ المَسدولُ
وَمِهاداهُ نُمرُقٌ فَوقَ كَفلٍ / عَرشُهُ غَيهَمُ البِجادِ مَثولُ
وَنَديماهُ داثِرُ الحَدِّ عَضب / وَأَمينُ الفُصوصِ نَهدٌ ذَليلُ
وَأَكيلاهُ نَهدَةٌ أُمُّ أَجرٍ / وَالطَريدُ العَشَنَّقُ الهُذبولُ
ذَلِكَ الثَأرُ لا الَّذي وَهَّلَتهُ / نَومَةُ الصُبحِ فَهوَ رَخوٌ مَذيلُ
يا سُلَيمانُ جَرِّدِ العَزمَ قُدماً / تُدرِكِ الوِترَ مُنجداً وَهوَ نولُ
يا فَراهيدُ أَنتَ نَجمُ المَساعي / أَنتُمُ العُدَّةُ الحُماةُ النُصولُ
يا سُلَيمَ بنَ مالِك المُنتَمي قَد / هَدَّنا السَيِّدُ العَميدُ القَتيلُ
قُدّ أَوصاله حَلَفتُ يَمينا / لَيسَ فيها لِمُقسِمٍ تَحليلُ
لَو تَغاضَت عَنهُ المَنونُ لِأَضحى / يَهتَدي بِالرَعيلِ عَنهُ الرَعيلُ
ما تَضيعُ الدِماءُ ما طالَبَتها / فيهِمُ سُهمَةٌ وَصَبرٌ جَميلُ
أَيُّ يَومٍ لِراشِدٍ وَلِموسى / ذاكَ يَومٌ لَو تَعلَمونَ ثَقيلُ
يَومَ لا يَنفَعُ اِتِّصالٌ بِقُربى / يَومَ لا العُذرُ عِندَهُ مَقبولُ
فَلَحى اللَهُ مانِعَ الرَوعِ مِنّا / حَيثُ يَستَصحِبُ الضَئيلَ الضَئيلُ
لا يَفوتُ المَوتَ مِن حَذَرٍ
لا يَفوتُ المَوتَ مِن حَذَرٍ / إِن وَقاهُ الغابُ وَالغيلُ
مُفرَعُ الأَكتافِ ذو لَبَدٍ / مُترَصُ الأَوصالِ مَجدولُ
إِنَّ دَهراً فَلَّ حَدَّهُمُ / حَدُّهُ لا بُدَّ مَفلولُ
ما بُكاهُم إِن هُمُ قُتِلوا / صَبرُهُم لِلقَتلِ تَفضيلُ
إِنَّما أَخبَرَتِ الحَربُ بِأَن / نالَهُم قَومٌ أَراذيلُ
نالَهُم مَنَ لا يُحَصِّلُهُ / في كِرامِ القَومِ تَحصيلُ
أَعبُدٌ قِنٌّ يُصادِرُهُم / قَومٌ أُسودٌ تَنابيلُ
فَرَأَوا أَن يَهرُبوا طُرّاً / وَالطَردُ ما فيهِ تَمهيلُ
بِمَشيجٍ ثالطٍ وَدَمٍ / أُخلِصَت مِنهُ السَراويلُ
قيلَ والمِقدارُ يَحرُسُهُ / فَنَجا وَالسَرجُ مَبلولُ