القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمّد سَعيد الحَبّوبي الكل
المجموع : 12
هلهلت بالبشر ورقاء الهنا
هلهلت بالبشر ورقاء الهنا / فاكتسي الأفق برود الجذل
في ربوع زانها وشي الربيع /
فاستقام الأيك والطلح الضريع /
ولألبان الحيا البان رضيع /
إذ سقاه النوء منه مزنا / قد توالت بضروع حفل
ولقد هزت به الريح مهود /
إذ غدت تحضن أطفال الورود /
تنجتها السحب من بطن زرود /
وغدت تدرج فوق المنحنى / رافلاتٍ في حلىً أو حلل
ينثر الطل على أعناقها /
لؤلؤاً تلويه في أطواقها /
وغدا النرجس من أحداقها /
محدقاً بالغصن يصبي الغصنا / بعيون ساهيات المقل
وغدت تنفح في وفرة آس /
مذ رنا الغصن لها اهتز وماس /
وغدت تلبسه أسنى لباس /
سندسي النسج أعيا اليمنا / فهو في غزل كمعنى الغزل
كلما انشق به خد الشقيق /
ترك النرجس ذا طرف أريق /
إذ غدا بينهما العهد الوثيق /
أشهد الرند عليه السوسنا / فوشت فيه أكف الشمأل
سعد يا سعد اغتنم هذي الفرص /
في ربوع عمها البشر وخص /
غنت الورقاء والغصن رقص /
أو ليس الرقص يحلو بالغنا / والغنا حظ النزيف الثمل
فاسقني واشرب سلافاً صرخدا /
في لجين الكأس ذابت عسجدا /
نضح الماء بها فاتقدا /
واغتدى كالنار مشبوب السنا / فهو برد بلهيب مشعل
كم خشينا رصداً مذ سعرت /
وسترنا شمسها لو سترت /
وهي في أفواهنا مذ كورت /
حيث الأفواه فيها الأعينا / فغدت شعلتها في المقل
للبراعات رآها مستهل /
راهب الدير فصلى وابتهل /
فاسقنيها ويك علاً ونهل /
وعليه عن في أحلى غنا / شيقاً في شعرك المرتجل
غنني باسم عسيقي غنني /
وعن المسك شذاه عنعن /
عن عرار عن كبا عن سوسن /
ودع الألقاب منه والكنى / طيب أنفاس الصبا والشمال
غنني باسم الذي لذ اسمه /
حربه حربي وسلمي سلمه /
جسمه روحي وروحي جسمه /
أنا من أهوى ومن أهوى أنا / صح هذا في الزمان الأول
فبنفسي وبمجرى نفسي /
من به مزقت ثوب الغلس /
بزفير كلهيب القبس /
مذ ورى أورى الظلام الأدكنا / فبه إشراق ليل أليل
قد تعاهدنا على أن لا أبوح /
فملأن لي باسمه كأس الصبوح /
فهي راح وهي روحٌ وهي روح /
وهي من داء الضنى برء الضنى / وهو يشفي كل داء معضل
كتم الصب اسمه السامي وما /
باح في سر الهوى مذ كتما /
لم يكن ذلك خوفاً إنما /
حسد القلب عليه الألسنا / فطواه تحت كنز مقفل
رشا ذكر الهوى يرقصه /
يقنص الأسد ولا تقنصه /
لم يكد ينكي الثرى أخمصه /
وهو يرتج نقاً تحت قنا / ماج من أردافه في جدول
مذ روت ألحاظه سكر السلاف /
صح عندي ما روت وهي ضعاف /
فبها دون الطلا رفع الخلاف /
وعن الظلماء لما عنعنا / صدق الناس بشعر مرسل
سعد دع قلبي فيمن عشقه /
فتصابيه عرى متسقه /
فبروق السعد ذي مؤتلقه /
بالتهاني فلنهن الحسنا / فالتهاني اليوم أقصى أملي
إن فرد المجد لما زوجا /
عاد شكل المجد فيه منتجا /
فاتحاً للبشر باباً مرتجا /
بعلى يزهو سناءً وسنى / فتسامى للسماك الأعزل
حسن فيه المعالي تزهر /
وهو إذ يسمو لديه البصر /
وردة بل مزنة بل قمر /
مجتلىً أو مجتدىً أو مجتنى / قد غدا للمجتدي والمجتلي
فابق ما عشت بأنس وسرور /
وترنح بين أبراد الحبور /
وطلا الأفراح بالنادي تدور /
فابق ما أبقى الإله الأزمنا / رغدةً من عيشك المقتبل
ذاك من هاشم في أعلى مقام /
يفخر الناس بآباء كرام /
وشأى فضلهم فضل الأنام /
جده من قاب قوسين دنا / إن هذا حسن وابن علي
هلا خبر الحمى لمن استهلا
هلا خبر الحمى لمن استهلا / فهلهل بالبراعة مستهلا
أعد ذكر الحمى ليعود أنسي / وكرره علي فلن يملا
وشبب في أهيل منى قصيدي / معرضة بسكان المصلى
وصرح لي بعذرك لي حنوا / فقد أضجرتني فندا وعذلا
فلي بين القباب فتاة خدر / يمد لها القنا الخطي ظلا
تريك تقاليا وتسر حبا / فتحسن منظراً وتسوء فعلا
إذا وصلت فقد وعدتك هجرا / وإن هجرت فما وعدتك وصلا
صبا لك يا ابنة البكري قلبي / فمهلاً لا عدمت هواك مهلا
جعلت لك القضا أمراً ونهيا / فما شئت أحكمي جوراً وعدلا
وقلت فتاك مقتول فقالت / إذا ما الحب أفراط كان قتلا
بروحي من بروحي أفتديها / وقل لها الفدى مالا وأهلا
إذا عانقتها عانقت خوداً / منعمة رشوف الثغر كحلا
كأن الأقحوانة قبلتها / بمبسمها فأبقت فيه شكلا
وإن سفرت فقد أبدت شقيقا / أجادته يد النعمان صقلا
تريك الصبح غرتها انبلاجا / إذا ما الليل طرتها أطلا
إذا خطرت وإن نظرت نظرنا / لها ولجفنها رمحاً ونصلا
كأن ببردها نقوي كثيب / يهزان القوام إذا استقلا
وإن نزعت حواجبها قسيا / رمتك فواتر الألحاظ نبلا
تصوغ التبر منطقة وطوقا / وأقراطاً وأسورة وحجلا
فجاءت كالأراكة أثقلتها / ثمار الحلي فهي تنوء ثقلا
حبسنا دونها الألحاظ خوفا / على تلك المحاسن إن تسلا
أرق من الحميا في يديها / وأطيب من مذاقتها وأحلى
بحيث الزهر ترضعه الغوادي / بحجر خميلة حضنته طفلا
وقامت فيه ما شطة النعامى / تسرح من جعود آلاس جثلا
وثغر الأقحوان افتر حسنا / لأعين نرجس ينظرن نجلا
وأعطاف الأراك مرنحات / كأعطاف الحسان تميل دلا
فكم خاتلت ثم وخاتلتني / جآذر ما ظفرت بهن ختلا
فيا شهب الثريا سامريني / فلو كان السمير سواك ملا
كأن الصبح سيف في جفير / تقلده الجبان فلن يسلا
ولو أني تصدقني الأماني / لكنت اليوم أجمع منك شملا
مضى زمن الوصال وكان وافي / كظل غمامة ثم اضمحلا
فقرب صاح عنسك واعتقدها / مخبسة تعد الحزن سهلا
متوقة علنداتا أمونا / جسوراً ذعلبا ختماء بزلا
تمثل لي بأوب من يديها / يدي نصفٍ تجيد اللطم ثكلى
ولي بك حاجة فقف أتنظرني / كلوث البرد عمرك أو أقلا
تحملها رسالة مستهام / يكلف من نسيم الريح رسلا
على الحسن الزكي سلام صب / مقيم ما أقام وما استقلا
محضت لك المودة يا ابن ودي / وقد أشهدت قلباً منك عدلا
ألست مطيل أبنية المعالي / وخير قبيلها فرعا وأصلا
لك الفرس المسوم حيث يسمو / رعيل الخيل والسيف المحلى
فحزت رهانها في كل مجرى / وفزت هناك بالقدح المعلى
يحيي الوافدين نداك غيثا / فيحيي ممحلاً ويميت محلا
طلعت عليهم طلق المحيا / كأنك منهم أوتيت سؤلا
ولم تمنن وإن أعطيت جماً / وقد أوسعتهم بشراً وبذلا
كأنك إذ تجيز الوفد تقضي / ديوناً أسلفوك بهن قبلا
أخو ورعٍ أو يسي وفهم / أياسي وحد لن يفلا
وخلق كالأزاهر باكرتها / يد الأنواء فهي ترش طلا
وقد نطقت شواهد بيناتٍ / بأنك عيلم العلماء فضلا
لك القلم المترجم عن علوم / يهتك سترها نقلاً وعقلا
إذا مشيته في الطرس رضيعا / فإن فطم استكن وعاد حملا
إذا اعتنق الأنامل أولدته / على مهد من القرطاس نسلا
تراه لدق قامته كصبٍ / أضر به المقام فما أبلا
بقيت فهاكها غراء يحلو / بمدحك جيدها ويروق شكلا
قصيد زفها لعلاك فكري / فها هي كالعروس لديك تجلى
وإن ينل القبول فخير مهر / به أصدقتها كرما وفضلا
إذا بابن موسى جاء من نحو أرضكم
إذا بابن موسى جاء من نحو أرضكم / بما لو أتى عيسى به لتجملا
رسالة شوقٍ مذ فضضت ختامها / وجدت بها للدر عقداً مفصلا
فقبلت منها أحرفاً وحسبتني / أقبل من كفيك في الطرس أنملا
وشاهدت معناكم بها ولربما / بدا المرء في آياته متمثلا
فقلت أراني لست أهلاً لمثلها / فقال جواد قد حنا وتفضلا
وإني لم أبعث إليه رسالة / سوى الريح إن هبت جنوباً وشمالا
باللَه يا ريح الصبا تحملي
باللَه يا ريح الصبا تحملي / تحية لم ترض غير الشمأل
تطيب في نشر الهوى ترغب عن / نشر الخزامى وشذا القرنفل
وسوف يعلو حظها إن قبلت / كفاً بها يحظى فم المقبل
كفاً يغاث الناس من غيومها / بصيبات لقبت بالأنمل
عودت البسط فلم تقبض على / غير عنان فرس أو فيصل
إليك أبا الهادي تحية شيق
إليك أبا الهادي تحية شيق / تضمخ فيها شمأل وشمول
فآية تليمي إذا ضاع عنبر / شذاه وما هبت صبا وقبول
فكل أريج ضاع فهو تحية / وكل نسيم هب فهو رسول
يقولون من نار تكون خده
يقولون من نار تكون خده / عجبت وماء الحسن في الخد سلسال
أجل هو من نار وماء تجمعا / وقد قيل من ماء فيا بعد ما قالوا
فلو كان من نار لما أخضر روضه / وبات بأيدي الشوق تجليه أمال
وما هو من ماء وإن سال رقة / ولو كان ماء لما احترق الخال
وأغيد وضاح الجبين تخاله
وأغيد وضاح الجبين تخاله / إذا لاح في داجي الظلام هلالا
وإن مال خلت الغصن في طي برده / يميل وإن يرن إليك غزالا
مالت فقلت لها يا بانة اعتدلي
مالت فقلت لها يا بانة اعتدلي / وإن جبلت على التعطاف والميل
نزعتكَ من يَدها قريشٌ صقيلا
نزعتكَ من يَدها قريشٌ صقيلا / وطوتك فذاً بل طوتك قبيلا
فجعت بفقدك واحداً فكأَنها / فجعت بآل النضر جيلاً جيلا
وتذكرت في يوم فقدك فقدها / مضراً فأوصلت العويل عويلا
وغدت تطوف خلال نعشك ولهاً / وأتت على أعواده تقبيلا
بكر النعي لها بواشج أصلها / فلتبك يومك بكرةً وأصيلا
أكسبتها العز الكثير محامداً / تبقى فعز بأن تعيش قليلا
صبغت عليك مدامها لولم تكن / حمراً لخيلت البطاح النيلا
حسرت فكنت السرد من أدراعها / وضحت لظل لم تجده ظليلا
يا سيفها وسنامها غادرتها / ظهراً أجب وساعداً مشلولا
ولأنت معقلها أصاب تصدعاً / ولأنت صارمها أصاب فلولا
لسلت بك البطحاء عن أشياخها / إذ أنت أكرم من نموه سليلا
فمقام إبراهيم يعلو صارخاً / حزناً عليك وحجر إسماعيلا
مهلاً أبا موسى فإنك والعلى / ولك السلامة مزمعان رحيلا
يأيها الجبل الممنع ركنه / هول لعمرك أن نراك مهيلا
نكد الإقامة أن نقيم ولم تقم / فينا تنيل جزيلة وجزيلا
ومن الردى أن لا نشاطرك الردى / ومن الغليل بأن نبل غليلا
ملأت محاسنك البلاد فضيقت / حتى لشخصك لم يدعن مقيلا
لوقفت ما بين النوائب والورى / حصناً تقي الخطب الجليل جليلا
حتى تخبط عاثراً بك ظفرها / إذ لم تجد بك للأنام سبيلا
أردى أبا موسى الردى فتكوري / يا شمس وادرعي عليه أفولا
المنعش الآمال غادر نعشه / راجي الجدا لا يعرف التأميلا
وعليه عولت الورى وأظنها / فقدت بفادح خطبه التعويلا
كان المحرم مخبراً فأريتنا / يا جعفر فيه الحسين قتيلا
فكأن جسمك جسمه لكنه / كان العفير وكنت أنت غسيلا
وكأن رأسك رأسه لو لم يكن / عن منكبيه مميزاً مفصولا
وجبينك الوضاح مثل جبينه / بلجاً وليس كمثله تجديلا
وحملت أنت مشرفاً أيدي الورى / وثوى بنعش لم يكن محمولا
أن تنأ عنا راحلاً كرحيله / فلرب سجاد تركت عليلا
ولفقد مهدي لجعفر مورث / من جعفر في فقد إسماعيلا
يا أيها المهدي يا علم الهدى / أعيا التصبر من سواك فعيلا
أيقنت حين نعي إليك مصدقاً / ونخال أنك خلته تخييلا
حوشيت من جلد القساه وإنما / هدي النبي قد اجتباك خليلا
أنت الذي ترضى بما يرضى به / باري البرية هيناً وجليلا
أأقول صبراً لا وصبرك إن لي / جزعاً وصبرك لا يزال جميلا
بك نهتدي لسبيل كل فضيلة / وعلى منالك نجتدي تعويلا
ولمن وجدت كمن فقدت شمائلاً / والكل عن كل ينوب بديلا
إن لم يماثل من ولدت مماثل / فلقد ترى هذا لذاك مثيلا
تلك الجواهر كلها من معدن / ما حال عن حالاتها تبديلا
ثقفت من ذاك الوشيج ذوابلاً / وصقلت من ذاك الفرند صقيلا
يا قاصد الفيحاء في تفاحة / زيافة تصل الوجيف ذميلا
عنس كتيس القاع أرسل شارداً / أو كالظليم مذعراً إجفيلا
كوماء ما بين الهذاب كهضبة / شاء الإله لنقلها تحويلا
أنست إذا أنس الرعاة بشكلها / فحلا يسابق شدقماً وجديلا
لم تكحل عين بمرأى ردفها / إلا وجاوزت النواظر ميلا
وكأنها بين التنائف آصف / في عرش بلقيس يمر عجولا
لا يهتدي كعب لبارع وصفها / فيما تفنن مقصراً ومطيلا
أنخ النياق لصالح هو صالح / من قبل أوتي ناقة وفصيلا
وأعقل يديها في مرابع معقل / للوفد يحسبه النزيل نزيلا
المشرف الجفنات في غسق الدجى / والقائد الصعب الحرون ذلولا
المحتبي بالدست تحسب أنه / أسد تصدر بالندي الغيلا
المحتبي بالدست تحسب وجهه / قمر السماء وتاجه إلا كليلا
المحتبي بالدست تحسب خلقه / روضاً يباكريه النسيم عليلا
المحتبي بالدست تحسب لفظه / دار يفصل نظمه تفصيلا
المحتبي بالدست تحسب شخصه / شخص النبي وقوله التنزيلا
أن أطرق استولى الأنام مهابة / فإذا تبسم طارحوه القيلا
تسمو لطلعته العيون إذا بدا / كالسيف أرهفه القيون صقيلا
يتباشرون إذا رأوه كأنه / برق سما للمحلين مخيلا
فإليكها جهد المقل وإن تكن / قصرت وكان بك المجال طويلا
ولو استطعت نظمت في أبياتها / آي الكتاب مرتلاً ترتيلا
أهي عن ساكنها تنبي الطلول
أهي عن ساكنها تنبي الطلول / أين لا أين سرت تلك الحمول
ما وقوف الدار إلا حيرة / لا ولا تسألها إلى ذهول
غلط الناشد في نشدانها / أو هل تعرب عجماء محول
يطلب الرسم فلا وجدت / وجد من يهوى فأخفاها النحول
نفرت بالحي عنقاً مغرب / أم ترى غالتهم يا سعد غول
أعجلوا البين لو استأخرهم / زمناً لاستأخر الحادي العجول
ليس للشاحط منهم ملتقى / لا ولا للظاعن الساري العجول
ضاقت الأرض بما قد رحبت / بعدهم وهم لها عرض وطول
وحلا الدمع لعيني مورداً / فلها منه هموع وهمول
قصرت بعدهم أجفاننا / عن كرى أم ليل مسراهم طويل
لم ينل وجدكم من شيق / حزمه عنكم مسلٍ وعذول
ما يريد الليث من لبوته / غير أن تسلم لليث الشبول
ويسليك التي قد عرقت / إن تولى سرحة المجد الذبول
وبحسب المجد ما قد عرقت / عرقاً فيها وصي أو رسول
ضمن النعش وما في ضمنه / غير ما أنجبت العذرا البتول
فهي إما عزة تحجبها / أو يد البين وللكل سدول
فتقىً قد جلل الترب به / وعفاف قد تغشته الرمول
يا جميل الصبر صبراً إنها / نكبات وكما جاءت تزول
لك عزم لو مضت منه الظبى / ما عراهن ذبول أو فلول
كم تلاقي الدهر بشراً فكأن / ليس في أيامه يوم مهول
لم يقطب ذلك البشر ولم / يتجهم ذلك الهطول
خلقٌ كالروض لا رائده / مخلف عنه ولا عنه عدول
المعالي لسواكم صبعة / وإذا متت لكم فهي ذلول
وحزونٌ لسواكم طرقها / ولكم منها دماث وسهول
قتل العسر نداكم مثلما / قتلت كاربة المحل السيول
يا حليف المجد قد عاهدك ال / مجد عهداً وهو عنه لا يحول
دونك التسع السواري أحجمت / وانثنت عن فضلك العشر العقول
دمت للعلياء أحمى معقلٍ / فهي ما دمت لها ليست تزول
ألا أي بدر غاب تحت الجنادل
ألا أي بدر غاب تحت الجنادل / وأي فتى غالته أيدي الغوايل
ومن نصبت أيدي المنون حبائلاً / له فأنثني مستوثقاً في الحبائل
هو الباسم العباس أكرم ماجد / نمته إلى العلياء أزكى القبائل
أخو العلم طود الحلم ذو المجدو الحجى / أبو الفضل من عم الورى بالفضائل
فصيح بقسٍ إن تقسه فصاحة / تكن مثل من قد قاس قسا بباقل
وأين إياس من ذكاه وحاتم / أخو الجود من جدواه في يوم نائل
فيا يومه قد كنت أسوأ طالع / علينا برزء فادح الخطب هائل
ويا راحلاً عن شر دار وذاهبا / إلى خير دار أمها خير راحل
سأعول بالويلات بعدك صارخا / عليك صراخ المعولات الثواكل
وأذرف من جفني القريح مدامعاً / تصوب كصوب المعصرات الهواطل
وإن جف دمعي لست أبرح باكياً / عليك بدمع من دم القلب سائل
لو أن الردى مما يدافع بالردى / أذن لدفعنا بعضب وذابل
ولو كان يرضى بالفدا حادث الردى / فدتك بحوباها سراة القبائل
ولكنما صرف الردى أن دهى فما / لراكبِ منجىً منه يوماً وراجل
فكم صرعت أيدي الردى من شمردلٍ / هزبر شديد البأس أشوش باسل
وكم جحفل للحرب ثار قتامه / رماه الردى من بأسه بجحافل
أبا محسن أن الزمان وإن أتى / بداهية دهماء شتى البلابل
فإن أفول النجم ليس بضائرٍ / لمسترشد والبدر ليس بآفل
فديناك يا نعم المفدى بقومنا / ولا زلت في برد العلى خير رافل
ودمت لنا سامي الذرى أبد المدى / ملاذاً وظلاً سرمداً غير زائل
وجدوى لمستجد وملجى لملتجٍ / وغوثاً لملهوفٍ وغيثاً لآمل
ودامت شآبيب الرضاء على ثرى / أبى الفضل تهمي بالضحى والأصائل
هل سلا عاشق سواي فأسلو
هل سلا عاشق سواي فأسلو / والتأسي في شرعة الحب يحلو
زججت حاجباً لها وهو قوس / وبرمتني بلحظها وهو نبل
يا هلالاً وارى البعاد سناه / عن عيوني فما لها تستهل
فلقد أبكت الحمامة عيني / فهي تملي وأدمعي تستمل
ولقد شاق لحظ عينيك قلبي / ومتى شاق قلب جرحاه نصل
أنا حرمت في هواك رقادي / لم يا منيتي دمي تستحل
كتب الذكر نصب عيني كتابا / من معانيه لم أزل فيه أتلو
يا عريباً بين الرصافة والكر / خ أقاموا لا بل بقلبي حلوا
كم هجرتم وكم وصلتم مشوقا / وكذاك الزمان هجر ووصل
لي ما بين سربكم ريم سرب / لحظ عينيه صارم لا يفل
أيها العاقد النطاق بقلبي / لك بالقلب عقدة لا تحل
لا ترعني بسيف جفينك سلا / إن روحي تسل مهما يسل
لي على الكرخ رشةٌ من دموع / داميات وغلة لا تبل
أيها المدلجون للكرخ تحدي / بهم ضمرٌ نجائب بزل
يعملات كأنهن الحنايا / تقطع البيد والمرافق فتل
قد محاها السرى فلم ير منها / إن تراءت إلا نسوع ورحل
قف على الكرخ ثم حيي غزالا / قتل الصب منه سحر ودل
عن محب يزداد فيه ولوعا / فيه ما مر بين سميعه عذل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025