المجموع : 12
هلهلت بالبشر ورقاء الهنا
هلهلت بالبشر ورقاء الهنا / فاكتسي الأفق برود الجذل
في ربوع زانها وشي الربيع /
فاستقام الأيك والطلح الضريع /
ولألبان الحيا البان رضيع /
إذ سقاه النوء منه مزنا / قد توالت بضروع حفل
ولقد هزت به الريح مهود /
إذ غدت تحضن أطفال الورود /
تنجتها السحب من بطن زرود /
وغدت تدرج فوق المنحنى / رافلاتٍ في حلىً أو حلل
ينثر الطل على أعناقها /
لؤلؤاً تلويه في أطواقها /
وغدا النرجس من أحداقها /
محدقاً بالغصن يصبي الغصنا / بعيون ساهيات المقل
وغدت تنفح في وفرة آس /
مذ رنا الغصن لها اهتز وماس /
وغدت تلبسه أسنى لباس /
سندسي النسج أعيا اليمنا / فهو في غزل كمعنى الغزل
كلما انشق به خد الشقيق /
ترك النرجس ذا طرف أريق /
إذ غدا بينهما العهد الوثيق /
أشهد الرند عليه السوسنا / فوشت فيه أكف الشمأل
سعد يا سعد اغتنم هذي الفرص /
في ربوع عمها البشر وخص /
غنت الورقاء والغصن رقص /
أو ليس الرقص يحلو بالغنا / والغنا حظ النزيف الثمل
فاسقني واشرب سلافاً صرخدا /
في لجين الكأس ذابت عسجدا /
نضح الماء بها فاتقدا /
واغتدى كالنار مشبوب السنا / فهو برد بلهيب مشعل
كم خشينا رصداً مذ سعرت /
وسترنا شمسها لو سترت /
وهي في أفواهنا مذ كورت /
حيث الأفواه فيها الأعينا / فغدت شعلتها في المقل
للبراعات رآها مستهل /
راهب الدير فصلى وابتهل /
فاسقنيها ويك علاً ونهل /
وعليه عن في أحلى غنا / شيقاً في شعرك المرتجل
غنني باسم عسيقي غنني /
وعن المسك شذاه عنعن /
عن عرار عن كبا عن سوسن /
ودع الألقاب منه والكنى / طيب أنفاس الصبا والشمال
غنني باسم الذي لذ اسمه /
حربه حربي وسلمي سلمه /
جسمه روحي وروحي جسمه /
أنا من أهوى ومن أهوى أنا / صح هذا في الزمان الأول
فبنفسي وبمجرى نفسي /
من به مزقت ثوب الغلس /
بزفير كلهيب القبس /
مذ ورى أورى الظلام الأدكنا / فبه إشراق ليل أليل
قد تعاهدنا على أن لا أبوح /
فملأن لي باسمه كأس الصبوح /
فهي راح وهي روحٌ وهي روح /
وهي من داء الضنى برء الضنى / وهو يشفي كل داء معضل
كتم الصب اسمه السامي وما /
باح في سر الهوى مذ كتما /
لم يكن ذلك خوفاً إنما /
حسد القلب عليه الألسنا / فطواه تحت كنز مقفل
رشا ذكر الهوى يرقصه /
يقنص الأسد ولا تقنصه /
لم يكد ينكي الثرى أخمصه /
وهو يرتج نقاً تحت قنا / ماج من أردافه في جدول
مذ روت ألحاظه سكر السلاف /
صح عندي ما روت وهي ضعاف /
فبها دون الطلا رفع الخلاف /
وعن الظلماء لما عنعنا / صدق الناس بشعر مرسل
سعد دع قلبي فيمن عشقه /
فتصابيه عرى متسقه /
فبروق السعد ذي مؤتلقه /
بالتهاني فلنهن الحسنا / فالتهاني اليوم أقصى أملي
إن فرد المجد لما زوجا /
عاد شكل المجد فيه منتجا /
فاتحاً للبشر باباً مرتجا /
بعلى يزهو سناءً وسنى / فتسامى للسماك الأعزل
حسن فيه المعالي تزهر /
وهو إذ يسمو لديه البصر /
وردة بل مزنة بل قمر /
مجتلىً أو مجتدىً أو مجتنى / قد غدا للمجتدي والمجتلي
فابق ما عشت بأنس وسرور /
وترنح بين أبراد الحبور /
وطلا الأفراح بالنادي تدور /
فابق ما أبقى الإله الأزمنا / رغدةً من عيشك المقتبل
ذاك من هاشم في أعلى مقام /
يفخر الناس بآباء كرام /
وشأى فضلهم فضل الأنام /
جده من قاب قوسين دنا / إن هذا حسن وابن علي
هلا خبر الحمى لمن استهلا
هلا خبر الحمى لمن استهلا / فهلهل بالبراعة مستهلا
أعد ذكر الحمى ليعود أنسي / وكرره علي فلن يملا
وشبب في أهيل منى قصيدي / معرضة بسكان المصلى
وصرح لي بعذرك لي حنوا / فقد أضجرتني فندا وعذلا
فلي بين القباب فتاة خدر / يمد لها القنا الخطي ظلا
تريك تقاليا وتسر حبا / فتحسن منظراً وتسوء فعلا
إذا وصلت فقد وعدتك هجرا / وإن هجرت فما وعدتك وصلا
صبا لك يا ابنة البكري قلبي / فمهلاً لا عدمت هواك مهلا
جعلت لك القضا أمراً ونهيا / فما شئت أحكمي جوراً وعدلا
وقلت فتاك مقتول فقالت / إذا ما الحب أفراط كان قتلا
بروحي من بروحي أفتديها / وقل لها الفدى مالا وأهلا
إذا عانقتها عانقت خوداً / منعمة رشوف الثغر كحلا
كأن الأقحوانة قبلتها / بمبسمها فأبقت فيه شكلا
وإن سفرت فقد أبدت شقيقا / أجادته يد النعمان صقلا
تريك الصبح غرتها انبلاجا / إذا ما الليل طرتها أطلا
إذا خطرت وإن نظرت نظرنا / لها ولجفنها رمحاً ونصلا
كأن ببردها نقوي كثيب / يهزان القوام إذا استقلا
وإن نزعت حواجبها قسيا / رمتك فواتر الألحاظ نبلا
تصوغ التبر منطقة وطوقا / وأقراطاً وأسورة وحجلا
فجاءت كالأراكة أثقلتها / ثمار الحلي فهي تنوء ثقلا
حبسنا دونها الألحاظ خوفا / على تلك المحاسن إن تسلا
أرق من الحميا في يديها / وأطيب من مذاقتها وأحلى
بحيث الزهر ترضعه الغوادي / بحجر خميلة حضنته طفلا
وقامت فيه ما شطة النعامى / تسرح من جعود آلاس جثلا
وثغر الأقحوان افتر حسنا / لأعين نرجس ينظرن نجلا
وأعطاف الأراك مرنحات / كأعطاف الحسان تميل دلا
فكم خاتلت ثم وخاتلتني / جآذر ما ظفرت بهن ختلا
فيا شهب الثريا سامريني / فلو كان السمير سواك ملا
كأن الصبح سيف في جفير / تقلده الجبان فلن يسلا
ولو أني تصدقني الأماني / لكنت اليوم أجمع منك شملا
مضى زمن الوصال وكان وافي / كظل غمامة ثم اضمحلا
فقرب صاح عنسك واعتقدها / مخبسة تعد الحزن سهلا
متوقة علنداتا أمونا / جسوراً ذعلبا ختماء بزلا
تمثل لي بأوب من يديها / يدي نصفٍ تجيد اللطم ثكلى
ولي بك حاجة فقف أتنظرني / كلوث البرد عمرك أو أقلا
تحملها رسالة مستهام / يكلف من نسيم الريح رسلا
على الحسن الزكي سلام صب / مقيم ما أقام وما استقلا
محضت لك المودة يا ابن ودي / وقد أشهدت قلباً منك عدلا
ألست مطيل أبنية المعالي / وخير قبيلها فرعا وأصلا
لك الفرس المسوم حيث يسمو / رعيل الخيل والسيف المحلى
فحزت رهانها في كل مجرى / وفزت هناك بالقدح المعلى
يحيي الوافدين نداك غيثا / فيحيي ممحلاً ويميت محلا
طلعت عليهم طلق المحيا / كأنك منهم أوتيت سؤلا
ولم تمنن وإن أعطيت جماً / وقد أوسعتهم بشراً وبذلا
كأنك إذ تجيز الوفد تقضي / ديوناً أسلفوك بهن قبلا
أخو ورعٍ أو يسي وفهم / أياسي وحد لن يفلا
وخلق كالأزاهر باكرتها / يد الأنواء فهي ترش طلا
وقد نطقت شواهد بيناتٍ / بأنك عيلم العلماء فضلا
لك القلم المترجم عن علوم / يهتك سترها نقلاً وعقلا
إذا مشيته في الطرس رضيعا / فإن فطم استكن وعاد حملا
إذا اعتنق الأنامل أولدته / على مهد من القرطاس نسلا
تراه لدق قامته كصبٍ / أضر به المقام فما أبلا
بقيت فهاكها غراء يحلو / بمدحك جيدها ويروق شكلا
قصيد زفها لعلاك فكري / فها هي كالعروس لديك تجلى
وإن ينل القبول فخير مهر / به أصدقتها كرما وفضلا
إذا بابن موسى جاء من نحو أرضكم
إذا بابن موسى جاء من نحو أرضكم / بما لو أتى عيسى به لتجملا
رسالة شوقٍ مذ فضضت ختامها / وجدت بها للدر عقداً مفصلا
فقبلت منها أحرفاً وحسبتني / أقبل من كفيك في الطرس أنملا
وشاهدت معناكم بها ولربما / بدا المرء في آياته متمثلا
فقلت أراني لست أهلاً لمثلها / فقال جواد قد حنا وتفضلا
وإني لم أبعث إليه رسالة / سوى الريح إن هبت جنوباً وشمالا
باللَه يا ريح الصبا تحملي
باللَه يا ريح الصبا تحملي / تحية لم ترض غير الشمأل
تطيب في نشر الهوى ترغب عن / نشر الخزامى وشذا القرنفل
وسوف يعلو حظها إن قبلت / كفاً بها يحظى فم المقبل
كفاً يغاث الناس من غيومها / بصيبات لقبت بالأنمل
عودت البسط فلم تقبض على / غير عنان فرس أو فيصل
إليك أبا الهادي تحية شيق
إليك أبا الهادي تحية شيق / تضمخ فيها شمأل وشمول
فآية تليمي إذا ضاع عنبر / شذاه وما هبت صبا وقبول
فكل أريج ضاع فهو تحية / وكل نسيم هب فهو رسول
يقولون من نار تكون خده
يقولون من نار تكون خده / عجبت وماء الحسن في الخد سلسال
أجل هو من نار وماء تجمعا / وقد قيل من ماء فيا بعد ما قالوا
فلو كان من نار لما أخضر روضه / وبات بأيدي الشوق تجليه أمال
وما هو من ماء وإن سال رقة / ولو كان ماء لما احترق الخال
وأغيد وضاح الجبين تخاله
وأغيد وضاح الجبين تخاله / إذا لاح في داجي الظلام هلالا
وإن مال خلت الغصن في طي برده / يميل وإن يرن إليك غزالا
مالت فقلت لها يا بانة اعتدلي
مالت فقلت لها يا بانة اعتدلي / وإن جبلت على التعطاف والميل
نزعتكَ من يَدها قريشٌ صقيلا
نزعتكَ من يَدها قريشٌ صقيلا / وطوتك فذاً بل طوتك قبيلا
فجعت بفقدك واحداً فكأَنها / فجعت بآل النضر جيلاً جيلا
وتذكرت في يوم فقدك فقدها / مضراً فأوصلت العويل عويلا
وغدت تطوف خلال نعشك ولهاً / وأتت على أعواده تقبيلا
بكر النعي لها بواشج أصلها / فلتبك يومك بكرةً وأصيلا
أكسبتها العز الكثير محامداً / تبقى فعز بأن تعيش قليلا
صبغت عليك مدامها لولم تكن / حمراً لخيلت البطاح النيلا
حسرت فكنت السرد من أدراعها / وضحت لظل لم تجده ظليلا
يا سيفها وسنامها غادرتها / ظهراً أجب وساعداً مشلولا
ولأنت معقلها أصاب تصدعاً / ولأنت صارمها أصاب فلولا
لسلت بك البطحاء عن أشياخها / إذ أنت أكرم من نموه سليلا
فمقام إبراهيم يعلو صارخاً / حزناً عليك وحجر إسماعيلا
مهلاً أبا موسى فإنك والعلى / ولك السلامة مزمعان رحيلا
يأيها الجبل الممنع ركنه / هول لعمرك أن نراك مهيلا
نكد الإقامة أن نقيم ولم تقم / فينا تنيل جزيلة وجزيلا
ومن الردى أن لا نشاطرك الردى / ومن الغليل بأن نبل غليلا
ملأت محاسنك البلاد فضيقت / حتى لشخصك لم يدعن مقيلا
لوقفت ما بين النوائب والورى / حصناً تقي الخطب الجليل جليلا
حتى تخبط عاثراً بك ظفرها / إذ لم تجد بك للأنام سبيلا
أردى أبا موسى الردى فتكوري / يا شمس وادرعي عليه أفولا
المنعش الآمال غادر نعشه / راجي الجدا لا يعرف التأميلا
وعليه عولت الورى وأظنها / فقدت بفادح خطبه التعويلا
كان المحرم مخبراً فأريتنا / يا جعفر فيه الحسين قتيلا
فكأن جسمك جسمه لكنه / كان العفير وكنت أنت غسيلا
وكأن رأسك رأسه لو لم يكن / عن منكبيه مميزاً مفصولا
وجبينك الوضاح مثل جبينه / بلجاً وليس كمثله تجديلا
وحملت أنت مشرفاً أيدي الورى / وثوى بنعش لم يكن محمولا
أن تنأ عنا راحلاً كرحيله / فلرب سجاد تركت عليلا
ولفقد مهدي لجعفر مورث / من جعفر في فقد إسماعيلا
يا أيها المهدي يا علم الهدى / أعيا التصبر من سواك فعيلا
أيقنت حين نعي إليك مصدقاً / ونخال أنك خلته تخييلا
حوشيت من جلد القساه وإنما / هدي النبي قد اجتباك خليلا
أنت الذي ترضى بما يرضى به / باري البرية هيناً وجليلا
أأقول صبراً لا وصبرك إن لي / جزعاً وصبرك لا يزال جميلا
بك نهتدي لسبيل كل فضيلة / وعلى منالك نجتدي تعويلا
ولمن وجدت كمن فقدت شمائلاً / والكل عن كل ينوب بديلا
إن لم يماثل من ولدت مماثل / فلقد ترى هذا لذاك مثيلا
تلك الجواهر كلها من معدن / ما حال عن حالاتها تبديلا
ثقفت من ذاك الوشيج ذوابلاً / وصقلت من ذاك الفرند صقيلا
يا قاصد الفيحاء في تفاحة / زيافة تصل الوجيف ذميلا
عنس كتيس القاع أرسل شارداً / أو كالظليم مذعراً إجفيلا
كوماء ما بين الهذاب كهضبة / شاء الإله لنقلها تحويلا
أنست إذا أنس الرعاة بشكلها / فحلا يسابق شدقماً وجديلا
لم تكحل عين بمرأى ردفها / إلا وجاوزت النواظر ميلا
وكأنها بين التنائف آصف / في عرش بلقيس يمر عجولا
لا يهتدي كعب لبارع وصفها / فيما تفنن مقصراً ومطيلا
أنخ النياق لصالح هو صالح / من قبل أوتي ناقة وفصيلا
وأعقل يديها في مرابع معقل / للوفد يحسبه النزيل نزيلا
المشرف الجفنات في غسق الدجى / والقائد الصعب الحرون ذلولا
المحتبي بالدست تحسب أنه / أسد تصدر بالندي الغيلا
المحتبي بالدست تحسب وجهه / قمر السماء وتاجه إلا كليلا
المحتبي بالدست تحسب خلقه / روضاً يباكريه النسيم عليلا
المحتبي بالدست تحسب لفظه / دار يفصل نظمه تفصيلا
المحتبي بالدست تحسب شخصه / شخص النبي وقوله التنزيلا
أن أطرق استولى الأنام مهابة / فإذا تبسم طارحوه القيلا
تسمو لطلعته العيون إذا بدا / كالسيف أرهفه القيون صقيلا
يتباشرون إذا رأوه كأنه / برق سما للمحلين مخيلا
فإليكها جهد المقل وإن تكن / قصرت وكان بك المجال طويلا
ولو استطعت نظمت في أبياتها / آي الكتاب مرتلاً ترتيلا
أهي عن ساكنها تنبي الطلول
أهي عن ساكنها تنبي الطلول / أين لا أين سرت تلك الحمول
ما وقوف الدار إلا حيرة / لا ولا تسألها إلى ذهول
غلط الناشد في نشدانها / أو هل تعرب عجماء محول
يطلب الرسم فلا وجدت / وجد من يهوى فأخفاها النحول
نفرت بالحي عنقاً مغرب / أم ترى غالتهم يا سعد غول
أعجلوا البين لو استأخرهم / زمناً لاستأخر الحادي العجول
ليس للشاحط منهم ملتقى / لا ولا للظاعن الساري العجول
ضاقت الأرض بما قد رحبت / بعدهم وهم لها عرض وطول
وحلا الدمع لعيني مورداً / فلها منه هموع وهمول
قصرت بعدهم أجفاننا / عن كرى أم ليل مسراهم طويل
لم ينل وجدكم من شيق / حزمه عنكم مسلٍ وعذول
ما يريد الليث من لبوته / غير أن تسلم لليث الشبول
ويسليك التي قد عرقت / إن تولى سرحة المجد الذبول
وبحسب المجد ما قد عرقت / عرقاً فيها وصي أو رسول
ضمن النعش وما في ضمنه / غير ما أنجبت العذرا البتول
فهي إما عزة تحجبها / أو يد البين وللكل سدول
فتقىً قد جلل الترب به / وعفاف قد تغشته الرمول
يا جميل الصبر صبراً إنها / نكبات وكما جاءت تزول
لك عزم لو مضت منه الظبى / ما عراهن ذبول أو فلول
كم تلاقي الدهر بشراً فكأن / ليس في أيامه يوم مهول
لم يقطب ذلك البشر ولم / يتجهم ذلك الهطول
خلقٌ كالروض لا رائده / مخلف عنه ولا عنه عدول
المعالي لسواكم صبعة / وإذا متت لكم فهي ذلول
وحزونٌ لسواكم طرقها / ولكم منها دماث وسهول
قتل العسر نداكم مثلما / قتلت كاربة المحل السيول
يا حليف المجد قد عاهدك ال / مجد عهداً وهو عنه لا يحول
دونك التسع السواري أحجمت / وانثنت عن فضلك العشر العقول
دمت للعلياء أحمى معقلٍ / فهي ما دمت لها ليست تزول
ألا أي بدر غاب تحت الجنادل
ألا أي بدر غاب تحت الجنادل / وأي فتى غالته أيدي الغوايل
ومن نصبت أيدي المنون حبائلاً / له فأنثني مستوثقاً في الحبائل
هو الباسم العباس أكرم ماجد / نمته إلى العلياء أزكى القبائل
أخو العلم طود الحلم ذو المجدو الحجى / أبو الفضل من عم الورى بالفضائل
فصيح بقسٍ إن تقسه فصاحة / تكن مثل من قد قاس قسا بباقل
وأين إياس من ذكاه وحاتم / أخو الجود من جدواه في يوم نائل
فيا يومه قد كنت أسوأ طالع / علينا برزء فادح الخطب هائل
ويا راحلاً عن شر دار وذاهبا / إلى خير دار أمها خير راحل
سأعول بالويلات بعدك صارخا / عليك صراخ المعولات الثواكل
وأذرف من جفني القريح مدامعاً / تصوب كصوب المعصرات الهواطل
وإن جف دمعي لست أبرح باكياً / عليك بدمع من دم القلب سائل
لو أن الردى مما يدافع بالردى / أذن لدفعنا بعضب وذابل
ولو كان يرضى بالفدا حادث الردى / فدتك بحوباها سراة القبائل
ولكنما صرف الردى أن دهى فما / لراكبِ منجىً منه يوماً وراجل
فكم صرعت أيدي الردى من شمردلٍ / هزبر شديد البأس أشوش باسل
وكم جحفل للحرب ثار قتامه / رماه الردى من بأسه بجحافل
أبا محسن أن الزمان وإن أتى / بداهية دهماء شتى البلابل
فإن أفول النجم ليس بضائرٍ / لمسترشد والبدر ليس بآفل
فديناك يا نعم المفدى بقومنا / ولا زلت في برد العلى خير رافل
ودمت لنا سامي الذرى أبد المدى / ملاذاً وظلاً سرمداً غير زائل
وجدوى لمستجد وملجى لملتجٍ / وغوثاً لملهوفٍ وغيثاً لآمل
ودامت شآبيب الرضاء على ثرى / أبى الفضل تهمي بالضحى والأصائل
هل سلا عاشق سواي فأسلو
هل سلا عاشق سواي فأسلو / والتأسي في شرعة الحب يحلو
زججت حاجباً لها وهو قوس / وبرمتني بلحظها وهو نبل
يا هلالاً وارى البعاد سناه / عن عيوني فما لها تستهل
فلقد أبكت الحمامة عيني / فهي تملي وأدمعي تستمل
ولقد شاق لحظ عينيك قلبي / ومتى شاق قلب جرحاه نصل
أنا حرمت في هواك رقادي / لم يا منيتي دمي تستحل
كتب الذكر نصب عيني كتابا / من معانيه لم أزل فيه أتلو
يا عريباً بين الرصافة والكر / خ أقاموا لا بل بقلبي حلوا
كم هجرتم وكم وصلتم مشوقا / وكذاك الزمان هجر ووصل
لي ما بين سربكم ريم سرب / لحظ عينيه صارم لا يفل
أيها العاقد النطاق بقلبي / لك بالقلب عقدة لا تحل
لا ترعني بسيف جفينك سلا / إن روحي تسل مهما يسل
لي على الكرخ رشةٌ من دموع / داميات وغلة لا تبل
أيها المدلجون للكرخ تحدي / بهم ضمرٌ نجائب بزل
يعملات كأنهن الحنايا / تقطع البيد والمرافق فتل
قد محاها السرى فلم ير منها / إن تراءت إلا نسوع ورحل
قف على الكرخ ثم حيي غزالا / قتل الصب منه سحر ودل
عن محب يزداد فيه ولوعا / فيه ما مر بين سميعه عذل