المجموع : 11
كل شيء منكم عليكم دَليل
كل شيء منكم عليكم دَليل / وَضح الحق واِستَبان السَبيل
أَحدث الخلق بين كاف وَنون / مَن يَكون المراد حين يَقول
من أَقام السَماء سَقفا رَفيعا / يَرجع الطرف عنه وَهُوَ كَليل
وَدَحا الأَرض فَهي بحر وَبر / وَوعور مَجهولة وَسهول
وَجبال منيفة شامخات / وَعيون معينة وَسيول
وَرياح تهب في كل جوّ / وَسحاب يَسقى الجهات ثَقيل
وَرياش بكم وَشمس وَبدر / وَنجوم طَوالع وأفول
حكمة تاهَت البَصائِر فيها / واعتَراها دون الذهول ذهول
فالسَموات السَبع وَالعرش وَالكر / سي وَالحجب ذكرها التَهليل
وَجَميع الوجود يسجد شكرا / لمبيد الوجود جلّ الجَليل
ممسك الطير في الهَواء وَمحيى / السحوت في الماء فَهوَ كاف كَفيل
سرمدى البقا أَخير قديم / قصرت عَن مَدى علاه العقول
حيث لَم يَشتَمِل عليه مَكان / يَحتَويه أَوغدوة وأصيل
من له الملك وَالمُلوك عَبيد / وَله العز وَالعَزيز ذَليل
كل شيء سواه يفنى وَيُبلى / وَهُو حي سبحانه لا يَزول
أَلفت بره البَرايا فهم في / رحمة ظلها عليهم ظَليل
سيدي أَنتَ مَقصدي وَمُرادي / أَنتَ حسبي وَأَنتَ نعم الوَكيل
أَحى قَلبي بِمَوت نَفسي وَصلني / وأنلني أَن الكَريم ينيل
وأجرني من كل خطب جَليلي / قبل قول الوشاة صبر جَميل
وافتقدني برحمة وأقلني / من عثارى فانني مُستَقيل
كَيفَ يَظمأ قَلبي وَعفوك بحر / زاخر طافح عَريض طَويل
رب صفحا فان ذَنبي كَبير / واِصطباري عَلى العَذاب قَليل
لا نؤاخذ عبدَ الرَحيم بقول / أَو بفعل وأَنتَ بروصول
فَهوَ يَرجو رِضاكَ عنه وَعَن ذي / رحم هم فروعه والاصول
كلهم خائِفونَ منك فآمن / خوفهم ان أَلم هول مهول
وَالرجافيك وَالرضا منك فضلا / ولك المن وَالعَطاء الجَزيل
وَعَلى المُصطَفى النبي صَلاة / أَحمَد الهاشمي نعم الرَسول
وَعَلى الآل ماسري برق نجد / أَو نثنى في الاصل غصن يَميل
اليه به سبحانه أَتَوَسَل
اليه به سبحانه أَتَوَسَل / وَأَرجو الَّذي يُرجى لديه واسأل
وأحسن قَصدي في خُضوعي وَذلتي / له وَعَليه وحده أَتوَكَل
وأصحب آمالي إِلى فضل جوده / وأنزل حاجاتي بِمَن لَيسَ يبخل
فَسُبحانه من أَوَّل هو آخِر / وَسُبحانه من آخر هُوَ أَوَّل
وَسُبحان من تعنو الوجوه لِوَحهِهِ / ومن كل ذي عز له يَتَذَلل
ومن هو فرد لا نَظير له وَلا / شَبيه وَلا مثل به يَتَمَثَل
ومن كلت الافهام عَن وصف ذاته / فَلَيسَ لها في الكيف والاين مدخل
تكفل فضلا لا وجوبا برزقه / عَلى الخلق فهو الرازِق المتكفل
وَلَم يأخذ العبد المسىء بذنبه / وَلكنه يرجى لامر وَيمهل
حَليم عَظيم راحِم متكرم / رؤف رَحيم واهب متطوّل
جواد مجيد مشفق متعطف / جَليل جَميل منعم متفضل
له الراسيات الشم تهبط خشية / وَتنشق عَن ماء يسيح وَيخضل
وأنشأ من لا شيء محبا هو اطلا / يسبح فيها رعدها وَيهلل
وأَحيا نَواحي الأَرض من بعد مَوتِها / بمنسجم غيث من السحب يهمل
واجرى بِلا نفخ رياحا لواقحها / تَسير بلا شخص يحاط وَيعقل
فَسُبحان مَجرى الريح في كل موضع / لتبلغ كل العالمين وَتشمل
عَلى أَنه في عز سلطانه يَرى / وَيَسمَع منا ما نجد ونهزل
يحيط بما تخفى الضَمائر عمله / وَيَدري دَبيب النمل وَاللَيل أَلبل
وَيَحصى عديد القطر وَالرَمل وَالحَصى / وَما هُوَ أَدنى منه عدا وأَكمَل
وَيَعلَم ما قدر الجبال وَوزنها / مَثاقيل ذر أَو أَخف وَأَثقَل
حَنانيك يا من فضله الجم فائض / وَمن جوده المَوجود للخلق يَشمَل
وَيا غافِر الزلات وَهي عَظيمة / وَيا نافِذ التَدبير ما شاء يَفعَل
وَيا فالق الاصباح وَالحب وَالنوى / وَيا باعِث الاشباح في الحشر تنسل
أَجِب دَعوَتي يا سَيدي واقض حاجَتي / سَريعا فَشأن العَبد يَدعو وَيعجل
فَما حاجَتي الا الَّتي قَد عَلِمتها / وان عظمت عِندي فَعندك تسهل
تول ابن يحيى الشارقى محمدا / وأبلغه في الدارَين ما هُوَ يأمل
وأسبل عَليهِ الستر من كل نكبة / فَسَترك مَسدول عَلى الخَلق مسبل
وأكرمه بالقرآن واجعله حجة / لَهُ شافعا اذ لا شَفاعَة تقبل
فَيا طول ما يَتلوه يَرجو بضاعة / مضاعَفة يَوم الجَزا لَيسَ تهمل
وَلاطفه وارحم من يَليه رحامة / وَصحبا فان البعض للبعض يحمل
أَجرهم من الدنيا وَمن نكباتها / وَجازهم يوم العشار تعطل
وَقائلها واغفر خَطاياه أَنَّه / أَسير باثقال الذنوب مكبل
أَتاكَ وَلا قَلب سَليم مطهر / وَلا عمل تَرضى به كان يفعل
وَلا يَرتَجي من عند غيرك رحمة / وَلا يَبتَغي فَضلا لمن يتفضل
بَلى جاء مسكينا مقرا بِذَنبه / ذنوب وَأَوزار عَلى الظهر تحمل
فَحَقِق رَجائي فيك يا غاية المنى / فانت لمن يَرجوك حصن مؤمل
وَقل أَنتَ يا عَبدالرَحيم لِرَحمَتي / خلقت ومن يعنيك فهو مجمل
سأغرقكم في بحر جودى كَرامة / وأومنكم يوم المراضع تذهل
وان فتحت جنات عدن لداخل / فَقُل يا عِبادي هَذه الجنة ادخلوا
فَجودك يا ذا الكبرياء مؤمل / وَحبلك للراجين بالخير يوصل
وَصل وَسلم كل لمحة ناظر / عَلى أَحمد ما حن رعد مجلجل
صَلاة تحاكى الشمس نورا وَرِفعَة / وتفضح أَزهار الرياض وَنجعل
تخص حَبيب الزائين وَتثنى / عَلى آله اذهم أَعز وَأَفضل
قفا برياض الشعب شعب القرنفل
قفا برياض الشعب شعب القرنفل / نجد ما بدمع في المَحاجِر مسبل
وَتندب آثارا أَثارَت غرامنا / وأجرت حميا الوجد في كل مفصل
مَنازِل كنا أَهلها فاحالها / تقلب دهر بالبلاء موكل
فأضحت لارواح الرياح ملاعبا / تَناوحن فيها من جنوب وَشمأل
وَلَم يَبقَ منها غير سفع رواكد / وآثاراطلال وَبئر معطل
خَليلي لا تستخبر اني عَن الهوى / فَيَشكو لسان الحال حال التذلل
وَما أَنا للشكوى بأهل وانما / ملكت سَبيلا لست فيها بأول
لَقَد نزلت مني بربيع رَبيعة / تَرامى عيون العبر في كل مقتل
وَلَم يدر رب الربع أي دم جنى / وأي فَتى أفتى بحكم التحوّل
وَكَم من شهيد كرفى مشهد الهوى / فَراحَ وَروح الوصل غير موصل
تَقاضته باقي دينها غربة النَوى / فأصبح بعد الظاعنين بمعزل
اذا رام اعتاب الزَمان تعرضت / خطوب تذل العصم عَن كل معقل
فَكَيف تَراني أَرتَجي نجح مطلب / اذا لَم يَكن بالهاشمي توسلي
جعلت عَريض الجاه في كل حادِث / ثمالى ومأمولي وَمالي وَموئلي
اردبه كيد العدوّ اذا اعتدى / وألقى به سود الخطوب فتتجلى
وأورد آمالي منا هل برّه / وأنزل آمالي بأجوذ منزل
بأبلج من قرمي لؤي بن غالب / ملاذ غياث مستغاث مؤمل
بشير نذير مشفق متعطف / رؤف رَحيم شاهد متوكل
هوَ الشافِع المَقبول في الحشر للورى / اذا عمل الانسان لم يتقبل
أَيا نسمات الريح من طيب طيبة / أعيدي لروحي روح ند ومندل
وَياهطلات السحب جودي كَرامة / عَلى خير أَرض اودعت خير مرسل
محمد المستغرق الحمد باسمه / حَميد المَساعي ذو الجناب المجلل
نَبي زَكي أَريحي مهذب / شَريف منيف سربه غير مهمل
بتوراة موسى نعته وَصفاته / وانجيل عيسى وَالزبور المفصل
وَفي الملا الاعلى علو مناره / وَتَشريفه عَن كل ذي شرف عَلى
لمسراه ابواب السَموات فتحت / وَقيل له اهلا وَسهلا بك ادخل
وَخص بادنى قاب قوسين رفعة / وَبالحوض في بحر السنا المتهلل
وَبالآية الكبرى وَتَعليم ذى القوى / وَسبع المَثاني وَالكتاب المنزل
وَبالبدر منشقا وَبالضب ناطِقا / وَبالجذع وجدا وَالسحاب المظلل
وَكَم آية تقرا وأعجوبة تَرى / وَمعجزة تَروى بنقل مسلسل
فَما وَلدت انثى ولا اشتملت عَلى / اجل وأَعلى منه قدرا واجمل
وَلا ضمت الاقطار مثل ابن هاشم / بحسن واحسان وَمجد مؤثل
عسى منك يا مَولاي نهضة رحمة / بعبد الرَحيم السائِل المتوسل
واصحابه والوالدين وان علوا / وَقرباه والولدان أَسفل اسفل
فأَنتَ لنا كنز وَعز وَملجأ / وَنهج لمأمول وَفتح لمقفل
حَوائج في الدنيا بجاهك عجلت / وآجلة أخرى ليوم مؤجل
فصل حبل ودي ما ذكرتك واهدني / بمصباح نور العلم في كل مشكل
وَعند فِراق الروح كن لي مشاهدا / ليشهد بالتَوحيد قَلبي وَمقولي
اذا لَم تَكُن لي في الشَدائِد عدة / فمن يا شفيع المذنبين يَكون لي
وَصلى عليك اللَه ما لاحَ بارق / وَماسح ودق تحت رعد مجلجل
وَما سجعت ورق الحَمائم في الجمى / وغرد قَمَري لتغريد بلل
صَلاة تؤدي كل حقك رفعة / وَمجدا وَتَفضيلا عَلى كل أَفضل
وتشمل من والاك نصر أَو هجرة / وَكل محب للصحابة أَو ولى
هم الأحبة إن جاروا وإن عدلوا
هم الأحبة إن جاروا وإن عدلوا / فَلَيسَ لي معدل عنهم وإن عدلوا
وكل شيء سواهم لي به بدل / منهم وَمالي بهم من غيرهم بدل
اني وان فتنتوا في حبهم كبدي / باق عَلى ودهم راض بما فعلوا
شربت كاس الهَوى العذرى من ظمأ / وَلذلي في الغَرام العسل وَالنهل
فَليت شعري وَالدنيا مفرقة / بين الرفاق وايام الورى دول
هَل ترجع الدار بعد البعد آنسة / وَهَل تعود لنا ايامنا الاول
يا ظاعنين بِقَلبي اينما ظعنوا / وَنازلين بِقَلبي اينَما نَزَلوا
ترفقوا بفؤاد في هوادجكم / راحَت به يوم راحَت بالهَوى الابل
فَو الَّذي حجت الزوار كعبته / ومن الم بها يَدعو وَيبتهل
لَقَد جَرى حبكم مَجرى دَمي فَدمي / بعد التفرق في اطلالكم طلل
لَم أَنس لَيلة فارقت الفَريق وَقَد / عاقوا الحَبيب عَن التَوديع واِرتَحَلوا
لما تَراءَت لهم نار بذي سلم / ساروا فمنقطع عنها وَمتصل
لادر در المَطايا أَينَما ذهبت / ان لم تنخ حيث لا تثنى لها العقل
في روضة من رياض الجنة ابتهجت / حسنا وَطاب بها للنازِل النزل
حيث النبوّة مضروب سرادقها / وَطالع النور في الآفاق يشتعل
وَحيث من شرف اللَه الوجود به / فاِستغرق الفضل فردا ماله مثل
محمد سيد السادات من مضر / سر السَرارة شمس ماله طفل
شوارد المجد في مَعناه عاكفة / وَريف رأفته غصن النى الخضل
تثنى عليه المَثاني كلما تلبت / كَما اِستَنارَت به الاقطار وَالسبل
بحر طوا رقه بر وَمكرمة / بدر عَلى فلك العَلياء مكتمل
ما زالَ بالنور من صلب الى رحم / من عهد آدم في السادات ينتقل
حَتّى اِنتَهى في الذرا من هاشم وَسما / فَتى وَطفلا وَوفى وَهو مكتهل
فَكانَ في الكَون لا شكل يقاس به / وَلا عَلى مثله الاقطار تشتمل
به الحَنيفة مرساة قواعدها / فوق النجوم وَنهج الحق معتدل
وَمنه ظل لواء الحمد يشملنا / اذا العصاة عليهم من لطى ظلل
وانه الحَكَم العدل الَّذي نسخت / بدين ملته الاديان وَالملل
يا خير من دفئت بالترب اعظمه / فَطاب من طيبهن السهل وَالجبل
نَفسي الفداء لقبر انت ساكنه / فيه الهدى وَالندى وَالعلم وَالعمَل
أَنتَ الحَبيب الَّذي نَرجو عواطفه / غند الصراط اذا ما ضاقَت الحبل
نَرجو شَفاعتك العظمى لمذنبنا / بجاه وجهك عنا تغفر الزلل
يا سَيدي يا رَسول اللَه خُذ بيَدي / في كل محادثة مالي بها قبل
قالوا نزيلك لا يؤذي وَها اناذا / دَمي وَعرضي مباح وَالحمى همل
وَذا المسمى بك اشتد البَلاء به / فاِرحمن مدامعه في الخد تنهمل
وَحل عقدة هم عنه ما برحت / واشرح به صدرام قَلبها وحل
وَصل بمرحمة عَبد الرَحيم ومن / يَليه لا خاب فيك الظن والامل
صَلى وسلم رَبي دائماً ابدا / عليك يا خير من يحفى وَيفتعل
والآل وَالصحب ما غنت مطوّقة / وَما تعاقبت الابكار والاصل
لَم يَبقَ في الحَي من ربع وَلا طلل
لَم يَبقَ في الحَي من ربع وَلا طلل / الا رَهينة دمع أَودم طلل
مَشاهد لِلهَوى العذرى لَو ذكرت / أنست بما كانَ في صفين وَالجمل
راحَ الفِراق بارواح الرفاق فكم / دم يراق بغير البيض والاسل
وَرب معتصم بالصبر تيمه / بعد الفَريق وَفقد الجيرة الاول
تباعد العهد عن دار رضعت بها / مَع المحبين درّ اللَهو وَالغَزل
حياك يا دارهم بالرقمتين حيا / يهمى بمنهمر في الروض منهمل
وَفاحَ بالعنبر الهندي روح صبا / في عَبقري رباابهى من الحلل
وَلاحَ في الشعب ذاكَ الطل مُبتَسِما / عَن ثغر زهر بنار النور مشتعل
فَلا تَرى العين الا ما تسر به / من مورق خضر أَومؤنق خضل
رعيا لجيرة مجد يوم كنت وَهم / في ظل شمل عَلى اللذات مشتمل
وَفي الخدور يدور في محاجرها / سحر من الحسن يدنى آجل الاجل
نعس مكحلة لعس معسلة / يا حَبذا اللعس المَمزوج بالعسل
ليت الفَريق الَّذي فارقتهم علموا / ان الخلى فؤادي منه غير خلى
تَهفو نوازع قَلبي كلما هتفت / حَمائم الايك في الاشراق وَالطفل
وَما وقوفي مَع الركبان في دمن / بالغور لا ناقَتي فيها وَلا جَمَلي
وَفي عواجة نار بت أَرقبها / كانها نار موسى لَيلَة الجبل
أَو نور هدى بريك الشمس طالعة / في نقطة المَجدِ لا في نقطة الحمل
حيث الصفات بفضل الذات شاهدة / في مشهد الحكمى الفرد وَالبجلي
السيدين الكَريمين اللذين هما / في الصالحين كَخير الخلق في الرسل
طودى عَلا وامامي أمة وسط / من سادة ذكرهم في الوحى حيث تَلى
مخصصين ببشرى رحمَتي وَسعت / مخاطبين بكنتم خير في الازل
لزيمهم بعرا التَوفيق معتصم / وَللنزيل اليهم اكرم النزل
وَجارهم في الحمى الاعلى وَمادحهم / يحظى بما شاء في الدارين من امل
أَولاك في الاولبا أَضحت ولايتهم / كانها ملة الاسلام في الملل
صفهم بِما شئت من علم ومن عمل / واضرب لمثلهم الاعلى من المثل
ياطامىء القصد ذا المَرعى الخَصيب فعج / نحو الكَثيب لدى شرب وَمغتسل
وانظر بعينك آثارا مُبارَكة / نَمحو بها ما اِجترحناه من الزلل
لا تَبغِ بالربع من تِلك الربا بدلا / فالشَمس طالعة تغنيك عَن زحل
حيث الجناب منيع وَالحمى حرم / معظم ازلي الفضل لَم يزل
أَهذه طيبة ما بين منبرها / وَقبرها روضة مَسلوكة السبل
أَم الصفا وَالمصلى وَالنقا وَمنى / وَالحجر وَالحجر المَخصوص بالقبل
سر عليه قلوب الخلق عاكفة / لَدى وليين حازا فضل كل وَلي
يا من تشبه من جهل به بهما / لَيسَ التَكحل في العَينين كالكحل
ان الفَضائِل حيث الشخص متحد / وَالناس اجمع في شخصين عَن رجل
سَيفين في غمد قَلبين في كمد / روحين في جسد نورين في بدل
بدرين في الحضرة القدسية اِرتَقبا / ذؤابة العز وَالحظ العلي عَلى
بالاثما ترب أَرض شرفت بهما / جدد بها عهد ود غير منفصل
واسجد لربك شكرا وادع مبتهلا / فَكَم هناك من داع وَمبتهل
وانزل بمن حل في القبرين مصطحبا / حسن الظنون وسل ما شئته تنل
وَلا تقل كان هذا في حَياتهما / فالجاه جاههما والحال لم يحل
يا سادتي حصحص الحق العدا هدموا / مَجدى نَغلوا يد الاشرار بالشلل
كونوا لمادحكم عَبد الرَحيم حمى / وَفرجوا عنه ما في القلب من شغل
كهل كَبير وأطفال وَحاشية / لا يقدرون عَلى التَحويل وَالنقل
وَباغض بشمت الاعداء بي حسدا / منه فسوموه ذل الويل بالنكل
اني اِنتصرت بكم وَاللَه ناصركم / أَينَ الحَميَّة منكم بالحماية لي
وأي نقص عليكم أَن أَكون لكم / مَولى يليني الجناب الرحب حيث يلى
كَم عم بركما لِلَّه دركما / بالخير يا سَيدي حاف وَمنتعل
وَكَم دَعا بكما نَفسي فداؤكما / مستنصر فاِنثَنى بالنصر عَن عجل
لم لا وَظلكما ضاف وَبحركما / طام فَما حاجة الظامي إِلى الوشل
وانتما أَمل الراجي وَعطفكما / أَهل الغَريب وأمن الخائف الوجل
وَنحن دنيا وأخرى في ذمامكما / نَرجو النَجاة اذا ضاقَت ممر الحبل
لا زلتما لمنار الدين تكرمة / وَعصمة ما جَرى التَفصيل في الجمل
وَهاكما عقد جيد الجورالفه / مهاجري قَليل العلم وَالعمل
اعده في الاعادي سيف نصرته / وَدرع عصمته في الحادث الجلل
وَجاد قبر يكما في كل آونة / روح الاله بصوب العارض الهطل
واِستوطنت رحمة الرحمن تربكما / تَفيض بالفضل والاصباح والاصل
سامرت لَيلك بالغوير فَطالا
سامرت لَيلك بالغوير فَطالا / وَمكثت وَحدك تندب الأطلالا
وَعجبت من دمع بصوب خلفه / كبد تذوب وَزفرة تَتوالى
وامرت قَلبك أن يقر فَما ارعَوى / وَنهيت حفتك أَن يَسيل فَسالا
وَزعمت أَنك في الهَوى مستنجد / صَبرا فَكانَ الصبر منك محالا
لِلَّه من تهفو نَوازع قلبه / ان بارق بالابرقين تَلالا
تبكيه ساجعة الربا ان غرّدت / وَتهيج داء في حشاه عضالا
ان العيون النجل وَهي عَواقل / تُمسي وَتصبح للعقول عقالا
بابى مودعة تخافت صوتها / خوف الرَقيب وَعينها تَتمالا
سارقتها طرف الحديث وَربما ال / تفتت يمينا وَالتفت شمالا
قالَت تَفارَقنا فقلت لَها نعم / قالَت فَتَنسانا فقلت لها لا
قالَت فأين تريد قلت أريد من / لَم يخش زائر سوحه اهمالا
اعني المكين ابن المكين الصالح اب / ن الصالحين الماجد المفضالا
مَولاي اسمَعيل نجل محمد / فرع لذاك الاصل طاب فطالا
أَترى بنا الدنيا به وَبأهله / عملا وَعِلما تضرب الامثالا
قمر تسر به العيون وَتَمتَلي / منه القلوب لنوره اجلالا
يا راكِبا ظهر العَزائِم راجيا / نجح المطالب واصل الترحالا
وَتحر في حرم المضيضار وضة / قدسية مملوأة أَبد الا
أَوضا مباركة يقبل تربها / وَتحط في عرصاتها الاحمالا
وَبها صبيحة كل سبت موقف / للانس ينسيك النقي وَاللالا
ان فاتَني الحج المبارك زرتها / وَرَجوت أَجر المحرمين حَلالا
أَو عاقَني عَن قصد طيبة عائق / فَهنا معارف لا تذم فعالا
هَذى البحور المكدشية قد طفَت / فاغرف بكفك واترك الاوشالا
وَبمشهد القبر اليَماني سيد / علم يزيد به الكمال كَمالا
مستودع البركات خير ثماركن / اذ كانَ غوثا لِلوَرى وثمالا
سر النبوَّة في الولاية كامن / يَمحو وَيثبت كل حال حالا
بحر يموج بكل خير لجه / وَغمام مرحمة نَدى وَظِلالا
يا من يخوفني من الزمن الَّذي / عكس الامور وَحوّل الاحوالا
فابو الثَلاثَة في الخطوب وَسيلَتي / مَهما اِستَغَثت أَو اِستَنلت نوالا
وَيد الثَلاثَة بعده يد نصرتي / وَلِسان حالي حجة وَجِدالا
يا سادتي وَالدهر غير مساعد / ان اللَيالي بالامور حبالي
أَنا غرس نعمتكم وروض غمامكم / وَنَزيل عزكم المنيع مالا
فارقت قَومي اذ ذهبت مغاضبا / وَتَركت فيهم أخوة وَعيالا
وَجعلت عينا لا تَنام عليهم / عينا وَحَسبي ذو الجَلال تَعالى
وَوصلتكم ارجو بجاه وجوهكم / وَبجاه سيدنا الجَمال جَمالا
فَبمثلكم نَرجو الجنان وَنأمن / النيران يوم نشاهد الاهوالا
قوموا قيام المُصطَفى بخزاعة / وامحوا الرسوم وَفتحوا الاقفالا
واِستَنجد والهم السرية واقمعوا / زمنا تَكون الحرب فيه سجالا
واحموا حمى لا يُستَباح وارسلوا / شهب الهلاك عَلى العدا ارسالا
عار عَلى الاسد الغضَنفَر أَن يَرى / ضبع الفلا تتصيد الاشبالا
حاشا جلالتكم وَمنصب مجدكم / ان تَتركوني للخطوب مَجالا
فَلَو أَنَّها طارَت شَرارة بأسكم / غضبا عَلى الجبل الاشم لرالا
عودوا عَلى بحسن شيمتكم فان / لم تَرحَموني فاِرحَموا الاطفالا
ما زلت أَرجو كَم لكل ملمة / عظمت واحسن فيكم الآمالا
واعد كم لي عدة وَوَسيلَة / ولمن اراد بي النكال نكالا
ان لم يكن في غيمكم غيث ولا / طلل عَلى روض زوى أَوحالا
فالاولياء حبال عزاينما / كانوا وَكنتم للجبال جبالا
دمتم مناخ الطالبين وَموسم الرا / جِين ما اِعتنق الجنوب شمالا
حياك يا ربع لَيلى كل هطال
حياك يا ربع لَيلى كل هطال / يسقى بقية أَظلال وأَطلال
وَباتَ رعد سواريه يحن إِلى / تجديد عهد بذاك المعهد البالي
سَقى الخَمائل من وادي الشام إِلى / سفح الخزام فشعب الشيح وَالضال
مَلاعب اللهو لا دَهري القَديم بها / دَهري القَديم وَلا حالي بها حالي
ذهبن أَيام أَهليها كَما ذهبت / نَسائم الريح بين المهمه الخالي
مَن لي برد نَعيم لا لحاق به / وَحيرة عَن يمن الحي حَلال
يَوم الغَرام غَريمي وَالحمى وَطَني / وأعين العين شغلي دون أشغالي
وَاللهو ديني وَدار الظاعنين الى / دارى وَفي الحمى أَعمامي وَأَخوالي
هَيهات ذاكَ زَمان فات أَطيبه / بالغور من غيرة تَفصيل واجمال
اذا تذكرت أَيامي به وَكفت / عيني بعبرة ناكي العين مثكال
ما الحب الا لقوم يَعرفون به / لا يشعرون بلوام وَعذال
وَراحة الصب أَن يَروى الصَبابة عَن / دمع يَسيل لدمع غير سيّال
فَما عَلى القَلب أَن تَهفو نَوازعه / الى حَبيب بدين الحب مطال
لِلَّه در اللَيالي ما فصمن عرا / صَبري الجَميل وَلا همت باذ بالي
وَالعز طود منيع لا يحل به / الا نزيل حمى أسد واشبال
المكد شبين سر الصالحين فهم / اهل الهُدى وَالندى وَالمفخر العالي
غَمائم الجود أَعلام الوجود فهم / سَهمي المعلى وَفألي اسعد الفال
لزيمهم في رياض الخير مغتبط / وَجارهم في نَعيم ناعم البال
يا رائِحا من ربا النيابَتين عَلى / وَجنا مجفرة الجنبين شمالال
دَعها تنخ في ديار الغانمية في / روض أريض لدى جود وافضال
في ريف رأفة قطب عالم علم / أغر يكثر فيه ضرب الامثال
المكدشي الغياث المستغاث به / لحل منعقد أَو فتح أَفقال
فرد الحقيقة سنىّ الطَريقَة يا / لِلَّه من قائل بالحق فعال
غوث لِمُلتَجىء غيث لمنتجع / ليث عَلى ملة الاسلام ريمال
ان الفقيه جَمال الدين مدلنا / من سر مَعناه ظلا غير زوال
الصائم القائم المحيي الظلام وَما / ادراك ما سر ذاك القانت النالي
لما تمكن مه الحب من قدر / سقاه غبا بكأس من سلسال
فَقام في مشهد التَوفيق ممتثلا / للحق بالحق لا بالحول وَالحال
صفه بما شئت من علم وَمن عمل / وانزل بأغلب لا جاف وَلا غالي
وَبابنه شرف الدين الَّذي وَصلت / به المحامد حرف الميم وَالدال
تدر بالنعمة الخضر أَنامله / فَتَخجل السحب من جود باجزال
وَصنوه عمر ماصنوه عمر / سامي الذَوائِب واقى العرض بالمال
ذو العلم وَالحلم وَالتبر يزان نجمت / بين العَوالم عميا ذات اشكال
وَسابق الدين روض الرائدين له / فضل يقهقر عنه كل مفضال
نيطت مَكارم أَخلاق الكرام به / فكل عنه لسان القبل القال
تلك الثَلاثة جاهى عند والدهم / وَحصن عزى وَكنزي عند اقلالي
لِلَّه در فروع طاب عنصرهم / زهر لزهر وأبدال لابدال
يَقفون في أثرهم آثار وَالدهم / حكم التَوابع في عطف وابدال
أَولاهم الفَضل من صفى سَرائرهم / عَن فخر مفتخر أَو كبر مختال
وَفي المضيضا شموس ما قصدتهم / الا رأيت بقاع الارض تطوي لي
غبار تربتهم تمحى الذنوب به / فَكَم بتربتهم من حط أَثقال
وَكَم هنالك من حاج وَمُعتَمر / بغير سعي واحرام واهلال
قوم جَرى حبهم مَجرى دَمي فهم / روح لروحي وأوصال لاوصالي
حلت مَحاسنهم جيد الزَمان فَما / أصفى الزمات وابها جيده الحالي
وَزَخرفت بهجة الدنيا صَنائعهم / للعرب وَالعجم في سهل وأَجبال
يا ظلمى القصد زرنيل النوالا وَلا / يسد عينك عنه لامع الآل
تَلقى بني مكدش الاجواد بحر غنى / يغنيك عَن ورد ضحضاح واوشال
يا سَيدي يوسف اسمع ما أَقول وَلا / تهمل جنابي فَلَستم أَهل اهمال
لي منك بل من بينك الغرواقية / بِاللَه تَغتال عَني كل مغتال
وَالبيت بيتكم وَالغرس غَرسكم / وَالدهر ما بين ادبار واقبال
فاِحموا حماكم وَقولوا لا تخف دركا / من اعتِداء عدوّ أَو قلى قالي
فَلي ظنون وآمال بكم حسنت / لا خيب اللَه منكم حسن آمالي
دمتم وَدامَت رياض الدين مسفرة / منكم بشيب وَشبان واطفال
وَجادَ ترب المضيضا كل منسجم / يهمى بعارض تَعظيم واجلال
دم المحب عَلى الاطلال مَطلول
دم المحب عَلى الاطلال مَطلول / وَسَيف سحر عيون العين مَسلول
هنّ الحَواجِب من تحت الحجاب لها / منا أَسير وَمَجروح وَمَقتول
وَللنَوى وَالهَوى العذرى في كبدي / وَقف صَريح وَتَحبيس وَتَسبيل
ما حدث الركب عَن سلمى بذي سلم / الا اِستَمَعت وَماء العين مَهمول
وَلا تغنت بذات الاثل ساجعة / الا وَهيجني سجع وَمأثول
فَكَيفَ يَسلو فؤادي بالغوير وَلي / بالمنجدين أَماني وَتَضليل
وَفي السَتائِر بنت العبس نفحتها / مسك وَمبسمها بالشهد مَعسول
مسك يَفوح وانوار تَلوح عَلى / فضى خد بماء الحسن مَطلول
هي الشفاء لدائي لو ظفرت بها / وَلَيسَ منها دوا للداء مَبذول
من منصفي من قضيب في كثيب نقا / اعلاه بدر عليه اللَيل مَسدول
فَما برحن تَباريحي عَلى كبدي / بفارغ القَلب قَلبي فيه مَشغول
يا لائمي في هَوى قوم احبهم / وَالناس في الحب مَعذور وَمَعذول
ان كان شوقك مَعلوما عَلى صفة / فان شَوقي مَعلوم وَمَجهول
عليك نفسك ان العمر عارية / وَمَرتَعي روضة الآمل مَهزول
وان جَفاك صديق أونب زمن / فحسبك اللَيل وَالبزل المَراسيل
واقصد زبيدا سقاها اللَه من بلد / فربعها بولي اللَه مأهول
زر أَحمد بن أَبي بكر فهمته / في الدين من دونها غفروا كَليل
واسجد لربك شكرا عند رؤيته / وَالئم بنان يد في باعها طول
وانزل من الدين وَالدنيا بنورهما / فالعسر يسر به وَالعقد مَحلول
واِستنجد ابن ابي بكر تجده فَتى / يَقضي فَيَمضي وامر اللَه مَفعول
سر السرارة لب اللب من مضر / اغرا تجابه غر بها ليل
يَرتاح للجودان حف الوجود به / كانه بشمول الراح مَشمول
رب العلوم اللدنيات ما رسمت / خطا وَلا ضمها درس وَتحصيل
له طَلائع ربانية مزجت / بالنور وَالعلم مَعقول وَمَنقول
فَما صَريح ومبنى ومطرد / وَما دَليل وَتَعليل وَتأَصيل
بحر الحَقيقة في ضمن الشَريعَة عَن / بحر مَعانيه تَجميل وَتَفصيل
وَكَم له حجج علمية وَبه / يحل رمز والغاز وَتَشكيل
يا من اذ لذت فيه حاطني وَثنى / ناب النوئب عني وَهو مَغلول
ومن له عند خلق اللَه مرتبة / وَعند خالقه فضل وَتَبجيل
أَنتَ الَّذي أَنتَ فرد لا نَظير له / كالشَمس لَيسَ لها بالشهب تَمثيل
يداك بحر كَرامات وَبحر غنى / فَما الفرات وَما سيحون وَالنيل
جاوزت غاية أَهل اففضل منفردا / بالفضل فاِتسعت فيك الاقاويل
وَمست في حلل التَوحيد مفتخرا / بمن له الفخر بالتَعظيم موصول
سكران من كأس راح روح نسمته / سر العناية والاذهاب مَذهول
هَل عطفة منك يا مَولاي تبلغني / منك المراد فَفيك البر مأمول
عدني بخير فأَهل الخَير أَنتَ وَلضم / يحط بانجاز وَعدمنك تَطويل
وَقَد علمت بأن الدهر ذو غير / وَللوفاء عَلى الاطلاق تَفضيل
فاِشفع لصاحب محوال وَرفقته / ان كان يرجى لحال القوم تَحويل
وارحم مَساكين في السجن اِستمر بهم / دهر مَضى وَغَريم الدين مَمطول
كَم فيه من شبح شبه الخَلال اذا / رأيتهم قلت ما هذى التَماثيل
لهم حَريم وَأَرحام وَحاشية / وأمهات وآباء مثاكيل
فاعطف علهيم وَراجع ما اِستَطعت بهم / فَجاه وَجهك في الدارين مَقبول
والامر أَسرَع نجعا ان هممت بهم / من لمحة الطرف لَولا منك تَسهيل
الخير أَنفعه للناس أَعجله / لا خير في كل خير فيه تأجيل
لا زلت للجود يا بدر الوجود أخا / مجد عليه من التَقوى سرابيل
وَدمت في النعمة الخضراء ما سجعت / وَرق وَما تَليت حم تَنزيل
قف بذات الاراك واندب طلولا
قف بذات الاراك واندب طلولا / قفرت عَن نوار دهرا طَويلا
وَرسوما بالابلق الفرد أَضحَت / لمها الرمل مسمرا وَمقيلا
واسقها من عَريض دمع غَزير / دائم السكب لا يغب مسيلا
فَلَعَل الدموع تطفىء نارا / من فؤاد صبا وَتشفي غَليلا
ان بين الاراك فالبان فالريان / للظاعنين رسما محيلا
انكرت ربعه الرياح جنوبا / وَشمالا شامية وَقبولا
وأَحالت منه المَعالم فالآ / ثار فالربع فالكثيب المهيلا
يا خَليلي عَساكَ تعذر ذا الوج / د كما يعذر الخَليل الخَليلا
لا تسلني عَن العوير وأَهلي / ه وَسلهم هَل خلفوني قَتيلا
فالغَريق الَّذين حلوا بنجد / ما يَزالون في الفؤاد حلولا
ما عَلى الناس من بقية روح / أسكنته الهموم جسما نَحيلا
وَفؤاد يَرضى بها هجر المحبين / وَيَستَعذب العذاب الوَبيلا
إِن دَعج العيون من غير عيب / آلفته الضنا قَليلا قَليلا
أَيُّها الراكب المجدار تحل من / شجر واقطع الفَيافي زَميلا
واطو أَرض الجنوب غورا وَنَجدا / فرسخا فرسخا وَميلا فميلا
لا تمل بالمطىّ عَن ذروة / العز بعز المنيع تنعم مقيلا
في رياض شرفن بالاشرف الغر / د الَّذي حاز الارض عرضا وَطولا
تبعى أَتى به اللَه للا / سلام وَالمسلمين ظلا ظَليلا
واسأل الحي عن محب صحبنا / قَديما وَكان برّا وَصولا
حيّ عبد الرَحمن أَعنى وَجيه الدين / الدين سيف الهدى الجراز الصَقيلا
اكرم الخق من بَني اكرم الحلق / فروعا منيفة وأصولا
الامام الَّذي يدل عَلى الحق / بآثاره وَيهدى السَبيلا
وَالجواد الجواد والامجد الامجد / وَالسيد النَبيل النَبيلا
الفَتى الماهِر المهذب فردا / في بَني الدهر ان طلبت مَثيلا
فاِقتبس من هداه علما وَحِلما / واِستله تلقى فزانا وَتيلا
وَتيممه سائِلا تغن جودا / دونك الزاخر العَريض الطَويلا
أَيُّها القادِمون مِن أَرض نجد / هَل وَجدتم لهم قَلبي مزيلا
ان قَوما أَحبهم هَجَروني / بعد وصل فصار قَلبي عَليلا
يا حَبيبي لَو ساعدتَني اللَيالي / بالتَلاقي لجئت سعيا عجولا
غَرَضي أَن أُجَدد العهد لكن / لَم أَجد من عثار دَهري مقيلا
ان تكن حلت عَن وِدادي فَقَلبي / لا يَرى عَن ودادكم أن يحولا
أَو تناسيتني فلست بناس / أو مللت الهوى فلست مَلولا
طالَما هبت الجنوب فأهدي / ت اليكم معها السلام الجَزيلا
شفني الشوق نحوكم واِستَحالَت / أنعم ما رضيت أَن تَستَحيلا
كَيف يا سَيدي بلغت قَريبا / من بلادي وَما اِستَطعت وصولا
لا تعنف عليّ بالهجر فاللَه / تَعالى يَقول صبرا جَميلا
لي حولان أَرتَجي بث أشوا / قي اليكم فَما وجدت رَسولا
واختصرت العتاب وَهو كَثير / خشية أن شرحته أَن يطولا
وَتلطفت في السؤال رَجائي / أَن ترى للجواب فيه دَليلا
فبحق الَّذي هَداك رأعطا / ك هدى شافيا وَقَولا ثَقيلا
اذكر الشارفىّ بالخير مهما / قمت تدعو البر الرَحيم الوَكيلا
وَعَلَيكم مني السَلام إِلى أَن / ينفد الدهر بكرة وأَصيلا
لا عين العين فعل البيض والاسل
لا عين العين فعل البيض والاسل / لَولا امتزاج الثغور اللعس بالعسل
تَرمي حواجبها قلب المشوق بها / فَتسلب اللب بالتَدعيج وَالكحل
نزلن بالحب حبات القلوب فما / رحلن الابو جد غير مرتحل
رفقا بذي شجن ذاق الهَوى فرمت / به الصبابة بين العذر وَالعذل
يَبكي لنار بأكناف الحمى وَقدت / وَلمع برق بذات البان مشتعل
وَبندب الطلل المَهجور من اضم / فدمعه طلل في ذلك الطَلل
وَكلمااِشتغلت بالسجع ساجعة / في الغور اغرته بالتَسجيع وَالغَزل
ما ضر ايام نجد أَن تَعود لَنا / بجمع شمل عَلى اللذات مشتمل
أَيام انسى برضوانية رضعت / در الصبا في رياض الدل وَالكَسل
شمس مقلدة شهب النجوم فَما / شهب النجوم وَما شمس بلا طفل
بَيضاء حورية نورية جمعت / محاسن الحسن بين الحلي وَالحلل
سحارة الطرف ان لاحَت مَلامحها / يوما لذي العقل أَمسى مطلق العقل
تَهتَز عطفا كخوط البان مال به / مرّ النَسيم وحلى الغصن دامل
كَم لامَني في هَواها اللائمون وَقَد / رضيتها حكما عدلا عَلى وَلي
وان نأت دارَها عَني شددت عرا / ظني بيعتي وَلي اللَه خير وَلي
محمد بن عَلي خير من نزلت / به الوفود لنيل الجود بعد علي
الصالح البدل ابن الصالح البدل / ابن الصالح البدل ابن الصالح البدل
اليغنمي الَّذي تاه الوجود به / عَلى أَواخر اهل الخير والاول
سر السَرارَ لب اللب منتخب / يَرتاح للجود شبه الشاربالثمل
ما تنكر الكوثر الغياض ان وكفت / كفاه في المحل فعل العارض الهطل
أَفعاله سير في المجد أَيسرها / محيى المحامد بين السهل وَالجبل
بحر يمد عَلى العافي عوارفه / بالانعم الخضرلا بالعل وَالنهل
بَنيبحطم حطام المال مرتبة / من دونها زحل كالارض من زحل
يا زائد البرعج نحو المذاب فَفي / ذاك الجناب وَلي بالنوال ملي
وَزر قبور أَولاك الصالحين فهم / لِلَّه في الارض أَبدال من الرسل
وَفي زيارتهم نجح المطالب من / محو الذنوب وَستر الحوب وَالزلل
ان اليغانم سر اللَه في برع / شهب الهدى وَالنَدى وَالعلم وَالعمل
غَمائم الجود أَقمار الوجود لهم / خَصائص الذكر ما الذكر الحَكيم تلي
وانهم وسط في أمة وسط / بالخير خاطبها التَنزيل في الازل
جنابهم جبل اللَه المنيف سمت / في العز قلته العليا عَلى القلل
يا سَيدي يا جَمال الدين يا عضدي / يا ناصري في حدوث الحادث الجلل
يا واحدا هو كل الناس لا عجب / أن يجعل اللَه كل الناس في رحل
يَكفيك في سبق أَهل السبق أَنهم / جادوا وَجدت فكنت الفرد في المثل
وَالناس في السعي كاسم الماء مشترك / وانما الفرق بين اللج وَالوشل
أَضحت يَمينك للراجين روض غَني / حلوا الجنى كرما يا واهب الجمل
تمد للخير باعا ما به قصر / يَفيض فضلا عَلى حاف وَمتعل
مَولاي صل سببي وامدد يدي عجلا / بحق من خلق الانسان من عجل
وانظر إِليّ بعين منك مشفقة / لِتَستَفيد مَزيد الشكر من قبلي
من كان يأمل مصراً والخصيب ندا / فَذا خصيبي وَذا مصري وَذا أَمَلي
بقيت للدين وَالدنيا وأَهلهما / ركن الكَرامة في الاصباح وَالاصل
ما اِستقبلت وَجهك الزوار واِستبقت / غار نعلك يا مَولايَ بالقبل
لي في نوالك يا مَولاي آمال
لي في نوالك يا مَولاي آمال / من حيث لا يَنفَع الاهلون وَالمال
أوصى اليك لعلمي أن لطفك بي / دون الوَرى لَم يحل عني اذا حالوا
فارض عني خصومي واقض يا أَملي / ديني فان حقوق الخلق أَثقال
وَلَم يضق بي منك العفوان ختمت / لي بالشهادة أَقوال وَأَفعال
كن لي اذا أَغمضوا عيني وانصرفوا / باكين أسمع منهم كل ما قالوا
وامنن بروح وَريحان عَلى اذا / ضاق الخناق فهول الموت أَهوال
وَجاءَني ملك الموت الموكل بي / وَبالنفوس فللاعمار آجال
واستخرج النفس أَملاك مطهرة / لها إِلى لطفك المأمول ترحال
جاؤا اليك با يا رب بقدمها / لحضرة القدس جبريل وَميكال
ثم اِنثَنَت عَن قَريب نحو مغتسل / في حيث يَرجوك مغسول وَغسال
وَلَيسَ لي وَلمثلي غير جودك يا / من لا تدانيه أَشباه وَأَمثال
أَصبحت بين يديك اليوم مطرحا / وَلي بِنَفسي عَن الاغيار أَشغال
فأولني يا غفور العفو منك فَلا / يبقى عَلى من الاوزار مثقال
وان نزلت الى بيت الخراب وَلا / أب هناك وَلا عم وَلا خال
وعاودت حَرَكاتي وَهي ساكنة / وَلا عدوّ يعاديني وَلا مال
أَلهمني يا خالقي ذكر الجواب فَفي / ذاكَ المقام جوابات وَتسآل
هناك لا أَمل يرجى وَلا عَمَل / يَجزي وَلا حيلة عندي فأحتال
افتح لروحي الفردوس باب رضا / يَهدي رياح رياض طلها ضال
والطف وَرائي باطفال وامهم / ان كانَ خَلقي أَو بلاد وأَطفال
حَتّى إِذا نشر الاموات واِرتعدت / فَرائص الخلق من بعض الَّذي نالوا
وَعادَت الروح في الجسم الضَعيف وَقَد / تفرقت منه أَعضاء وأوصال
مربى الصراط إِلى حوض ابن آمنة / لاستقى منه ريا فهو سلسال
يا واسع اللطف قد قدمت معذرتي / ان كانَ يغنى عن التَفصيل اجمال
فجد عَلي ولا طفني بعفوك عن / ذَنبي فشأنك انعام وافضال
وَقل كفيتك يا عَبد الرَحيم أَذى / الدارين فانزل حمى ما فيه اهمال
واجنبني العجب وَالشح المطاع وَمر / نَفسي تخالف هواها فهو قنال
وعد عَلى بنور منك مبتهج / يَزكو به بصري وَالسمع وَالبال
وارحم نبيّ وآبائي وَحاشيَتي / يعمهم با الهي منك اقبال
ماذا أَقول ومني كل معصية / وَمنك يا سَيدي حلم وامهال
ومن أَكون وَما قدري وَما عَمَلي / في يوم توضع في الميزان أَعمال
وَهَل يطيق خلودا في لظى بشير / من نطفة اصلها المسكين صلصال
ام كيف ييأس من روح الاله غدا / عبد عليه من الاسلام سربال
رباه رباه أَنتَ اللَه معتمدي / في كل حال اذا حالَت بي الحال
ثم الصَلاة عَلى المختار من مضر / ما لاحَ في الغورال بعده آل
يس خاتم رسل اللَه كلهم / وَالصحب والآل ثم الصحب والآل