المجموع : 9
بانَت سُعادُ فَنَومُ العَينِ مَملولُ
بانَت سُعادُ فَنَومُ العَينِ مَملولُ / وَكانَ مِن قِصَرٍ مِن عَهدِها طولُ
بَيضاءُ لا يَجتَوي الجيرانُ طَلعَتَها / وَلا يَسُلُّ بِفيها سَيفَهُ القيلُ
وَحالَ دونَكِ قَومٌ في صُدورِهِمُ / مِنَ الضَغينَةِ وَالضَبِّ البَلابيلُ
وَقَد تُلاقي بِيَ الحاجاتِ دَوسَرَةٌ / في خَلقِها عَن بَناتِ الفَحلِ تَفضيلُ
غَلباءُ رَكباءُ عُلكومٌ مُذَكَّرَةٌ / لِدَفِّها صَفصَفٌ قُدّامَها ميلُ
تَمَّ لَها ناهِضٌ في صَدرِها تَلِعٌ / وَحارِكٌ في قَناةِ الصُلبِ مَعدولُ
كَأَنَّما فاتَ لَحيَيها وَمَذبَحَها / مُشَرجَعٌ مِن عَلاةِ القَينِ مَمطولُ
تَرمي الغُيوبَ بِمِرآتَينِ مِن ذَهَبٍ / صَلتَينِ ضاحيهِما بِالشَمسِ مَصقولُ
وَحُرَّتَينِ هِجانٍ لَيسَ بَينَهُما / إِذا هُما اِشتَأَتا لِلسَمعِ تَمهيلُ
في جانِبَي دُرَّةٍ زَهراءَ جاءَ بِها / مُحَملَجٌ مِن رِجالِ الهِندِ مَجدولُ
عَلى رِجامَينِ مِن خُطّافِ ماتِحَةٍ / يَهدي صُدورَهُما أُرقٌ مَراقيلُ
وَجِلدُها مِن أَطومٍ ما يُؤَيِّسُهُ / طِلحٌ كَضاحِيَةِ الصَيداءِ مَهزولُ
تَذُبُّ ضَيفاً مِنَ الشَعراءِ مَنزِلُهُ / مِنها لَبانٌ وَأَقرابٌ زَهاليلُ
أَو طَيُّ ماتِحَةٍ في جِرمِها حَشَفٌ / وَمُنثَنىً مِن شَوِيِّ الجِلدِ مَملولُ
تَهوي بِها مُكرَباتٌ في مَرافِقِها / فُتلٌ صِيابٌ مَياسيرٌ مَعاجيلُ
يَدا مَهاةٍ وَرِجلا خاضِبٍ سَنِقٍ / كَأَنَّهُ مِن جَناهُ الشَريُ مَخلولُ
هَيقٌ هِزَفٌّ وَزَفّانِيَّةٌ مَرَطى / زَعراءُ ريشُ ذُناباها هَراميلُ
كَأَنَّما مُنثَنى أَقماعِ ما مَرَطَت / مِنَ العِفاءِ بِليتَيها ثَآليلُ
تَرَوَّحا مِن سَنامِ العِرقِ فَاِلتَبَطا / إِلى القِنانِ الَّتي فيها المَداحيلُ
إِذا اِستَهَلّا بِشُؤبوبٍ فَقَد فُعِلَت / بِما أَصابا مِنَ الأَرضِ الأَفاعيلُ
فَصادَفا البَيضَ قَد أَبدَت مَناكِبَها / مِنهُ الرِئالُ لَها مِنهُ سَرابيلُ
فَنَكَّبا يَنقُفانِ البَيضَ عَن بَشَرٍ / كَأَنَّهُ وَرَقُ البَسباسِ مَغسولُ
ثُمَّ اِستَمَرّا بِحَفّانٍ لَهُ زَجَلٌ / كَالزَهوِ أَرجُلُها فيها عَقابيلُ
كَأَنَّ رَحلي عَلى حَقباءَ قارِبَةٍ / أَحمى عَلَيها الأَبانَينِ الأَراجيلُ
حامَت ثَلاثَ لَيالٍ كُلَّما وَرَدَت / زالَت لَها دونَهُ مِنهُم تَماثيلُ
قَد وَكَّلَت بِالهُدى إِنسانَ صادِقَةٍ / كَأَنَّهُ مِن تَمامِ الظِمءِ مَسمولُ
فَأَيقَنَت أَن ذا هاشٍ مَنِيَّتَها / وَأَنَّ شَرقِيَّ إِحلِيّاءَ مَشغولُ
فَطَرَّقَت مَشرَباً تَهوي وَمَورِدُها / مِنَ الأُسَيحِمِ فَالرَنقاءِ مَشمولُ
حَتّى اِستَغاثَت بِجَونٍ فَوقَهُ حُبُكٌ / تَدعو هَديلاً بِهِ الوُرقُ المَثاكيلُ
ثُمَّ اِستَمَرَّت عَلى وَحشِيِّها وَبِها / مِن عَرمَضٍ كَوَخيفِ الغِسلِ تَحجيلُ
أَلا أَصبَحَت عِرسي مِنَ البَيتِ جامِحاً
أَلا أَصبَحَت عِرسي مِنَ البَيتِ جامِحاً / عَلى غَيرِ شَيءٍ أَيُّ أَمرٍ بَدا لَها
عَلى خَيرَةٍ كانَت أَمِ العِرسُ جامِحٌ / وَكَيفَ وَقَد سُقنا إِلى الحَيِّ مالَها
وَلَم تَدرِ ما خُلقي فَتَعلَمُ أَنَّني / لَدى مُستَقَرِّ البَيتِ أُنعِمُ بالَها
سَتَرجِعُ نَدمى خَسَّةَ الحَظِّ عِندَنا / كَما صَرَمَت مِنّا بِلَيلٍ وِصالَها
أَعَدوَ القِبِصّى قَبلَ عَيرٍ وَما جَرى / وَلَم تَدرِ ما خُبري وَلَم أَدرِ ما لَها
وَكُنتُ إِذا زالَت رِحالَةُ صاحِبٍ / شَتِمتُ بِهِ حَتّى لَقيتُ مِثالَها
وَجاءَت سُلَيمٌ قَضَّها بِقَضيضِها / تُمَسِّحُ حَولي بِالبَقيعِ سِبالَها
يَقولونَ لي اِحلِف فَلَستُ بِحالِفٍ / أُخادِعُهُم عَنها لِكَيما أَنالَها
فَفَرَّجتُ كَربَ النَفسِ عَنّي بِحَلفَةٍ / كَما شَقَّتِ الشَقراءُ عَنها جِلالَها
بِصاعِقَةٍ لَو صادَفَت رَملَ عالِجٍ / وَرَملَ الغَنا يَوماً لَهالَت رِمالَها
فَقالوا أَعِدها نَستَمِع كَيفَ قُلتَها / فَقالَ كَثيرٌ لا نُحِلُّ عِلالَها
قالَت سُلَيمى لَستَ بِالحادي المُدِل
قالَت سُلَيمى لَستَ بِالحادي المُدِل /
ما لَكَ لا تَملِكُ أَعضادَ الإِبِل /
رُبَّ اِبنِ عَمٍّ لِسُلَيمى مُشمَعِل /
في الشَولِ وَشواشٌ وَفي الحَيِّ رَفِل /
أَحوَسَ بَينَ القَومِ بِالرُمحِ الخَطِل /
عاذِلَتي أَبقي قَليلاً مِن عَذَل /
وَإِن تَقولي هالِكٌ أَقُل أَجَل /
قَرَّبتُ عَنساً خُلِقَت خَلقَ الجَمَل /
لا تَشتَكي ما لَقِيَت مِنَ العَمَل /
إِلّا أَصاريفَ نِيارٍ قَد هَزَل /
كَأَنَّها وَالنَسعُ عَنها قَد فَضَل /
وَنَهَلَ السَوطُ بِدَفَّيها وَعَل /
مُوَلَّعٌ يَقرو صَريماً قَد بَقَل /
صَبَّ عَلَيهِ قانِصٌ لَمّا غَفَل /
وَالشَمسُ كَالمِرآةِ في كَفِّ الأَشَل /
مُقَلَّداتِ القِدِّ يَقرونَ الدَغَل /
ثُمَّ تَرَدّى جانِبَيهِ وَأَدَل /
وَزَلَّ كَالإِبريقِ بِالمَتنِ القَبَل /
كَأَنَّهُ مُسَربَلٌ وَقَد فَعَل /
مُلاءَ كَتّانٍ وَرَيطاً ما اِحتَمَل /
إِلّا الشَوى مِنهُ وَإِلّا المُكتَحَل /
وَكَم وَزَعنا مِن خَميسٍ جَحفَلِ
وَكَم وَزَعنا مِن خَميسٍ جَحفَلِ /
وَكَم حَبَونا مِن رَئيسٍ مِسحَلِ /
صَفوحٌ بِخَدَّيها وَقَد طالَ جَريُها
صَفوحٌ بِخَدَّيها وَقَد طالَ جَريُها / كَما قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُجادِلُ
تَعَلَّم رَسولَ اللَهِ أَنّا كَأَنَّنا
تَعَلَّم رَسولَ اللَهِ أَنّا كَأَنَّنا / أَفَأنا بِأَنمارٍ ثَعالِبَ ذي غِسلِ
تَعَلَّم رَسولَ اللَهِ لَم نَرَ مِثلَهُم / أَجَرَّ عَلى الأَدنى وَأَحرَمَ لِلفَضلِ
لَنا صاحِبٌ قَد خانَ مِن أَجلِ نَظرَةٍ
لَنا صاحِبٌ قَد خانَ مِن أَجلِ نَظرَةٍ / سَقيمُ الفُؤادِ حُبُّ كَلبَةَ شاغِلُه
لَعَمرِيَ لا أَنسى وَإِن طالَ عَهدُنا
لَعَمرِيَ لا أَنسى وَإِن طالَ عَهدُنا / لِقاءَ اِبنَةِ الضَمرِيِّ في البَلَدِ الخالي
تَذَكَّرتُها وَهناً وَقَد حالَ دونَها / قُرى أَذرَبيجانَ المَسالِحُ وَالجالي
أَلا يا اِصبَحاني قَبلَ غارَةِ سِنجالِ / وَقَبلَ مَنايا باكِراتٍ وَآجالِ
وَقَبلَ اِختِلافِ القَومِ مِن بَينِ سالِبٍ / وَآخَرَ مَسلوبٍ هَوى بَينَ أَبطالِ
وَقُلتُ لَهُم خُدّوا لَهُ بِرِماحِكُم / بِنازِحَةِ العُوّادِ خَفّاقَةِ الآلِ
فَبَكَّوا قَليلاً ثُمَّ وَلَّوا وَوَدَّعوا / وَقَد غادَروا في اللَحدِ لَحمى وَأَوصالي
لَقَد غادَرَت خَيلٌ بِموقانَ أَسلَمَت / بُكَيرَ بَني الشُدّاخِ فارِسَ أَطلالِ
فَتىً كانَ يَروي سَيفَهُ وَسِنانَهُ / مِنَ العَلَقِ الآني لَدى المُجحَرِ التالي
وَقَد عَلِمَت خَيلٌ بِموقانَ أَنَّني / أَنا الفارِسُ الحامي لَدى المَوت نَزّالِ
وَأَعدَدتُ لِلساقَينِ وَالرِجلِ وَالنَسا / لِجاماً وَسَرجاً فَوقَ أَعوَجَ مُختالِ
أَرِقتُ لَهُ في القَومِ وَالصُبحِ ساطِعٌ / كَما سَطَعَ المِرّيخُ شَمَّرَهُ الغالي
وَذَكَّرَني أَهلَ القَوادِسِ أَنَّني / رَأَيتُ رِجالاً واجِمينَ بِأَجمالِ
سَلِّ الهُمومَ الَّتي باتَت مُؤَرِّقَةً
سَلِّ الهُمومَ الَّتي باتَت مُؤَرِّقَةً / بِجَسرَةٍ كَعَلاةِ القَينِ شِملالِ
عَلياءَ نَضّاخَةِ الذِفرى مُذَكَّرَةٍ / عَيرَانَةً مِثلَ قَوسِ الفِلقَةِ الضالِ
كَأَنَّ أَوبَ يَدَيها حينَ أَعجَلَها / أَوبُ المِراحِ وَقَد نادَوا بِتَرحالِ
مَقطُ الكُرينِ عَلى مَكنوسَةٍ زَلَقٌ / في ظَهرِ حَنّانَةِ النيرَينِ مِعوالِ
حَلَّت بِنَعفَي شَرافٍ وَهيَ عاصِفَةٌ / تَخدي عَلى يَسَراتٍ غَيرِ أَعصالِ
جارَت مِنَ الدورِ فَالمَوشومِ فَاِغتَرَفَت / بِقاعِ فَيحانِ إِجلاً بَعدَ آجالِ
عَلى طَريقٍ كَظَهرِ الأَيمِ مُطَّرِدٍ / يَهوي إِلى قُنَّةٍ في مَنهَلٍ عالي