المجموع : 6
ألا إنَّ خيرَ الخلقِ بعدَ مُحمّدٍ
ألا إنَّ خيرَ الخلقِ بعدَ مُحمّدٍ / عليُّ الذي بالشمسِ أَزرَتْ دلائلُهْ
وصِيُّ النّبيِّ المُجتبى وَنجِيُّهُ / وَوارثُهُ عِلمَ الغُيوبِ وَغاسِلُهْ
وِمنْ لمْ يَقُلْ بالنَّصِّ فيهِ مُعانِدًا / غَدا عَقلُهُ بالرَّغْمِ منهُ مُجادِلُهْ
يُعرِّفُهُ حقَّ الوَصِيِّ وفضلَهُ / على الخَلقِ حتّى تضْمَحِلَّ بَواطِلُهْ
هُوَ البَحرِ يُغني مَن غدا في جِوارِهِ / ولا سِيَّما إنْ أظهَرَ الدُّرَّ ساحِلُهْ
هُوَ الفخْرُ في اللأْوا إذا ما نَدَبتَهُ / ولا عَجَبٌ أَن يَندُبَ الفَخرَ ثاكِلُهْ
حِجابٌ إلهُ الخلقِ أَحكَمَ رَتْقَهُ / وَسِترٌ عَلى الإِسلامِ ذو الطَّوْلِ سابِلُهْ
وَبابٌ غدا فينا لِخَيرِ مَدينَةٍ / وَحبْلٌ يَنالُ الفَوْزَ في البَعثِ واصِلُهْ
وَعَيْبَةُ عِلمِ اللهِ والصّادِقُ الذي / يَقولُ بِحُرِّ القَولِ إِنْ قالَ قائلُهْ
عَليمٌ بما لا يَعلَمُ الناسُ مُظْهِرٌ / مِنَ العِلمِ مَنْ كلُّ البَرِيّةِ جاهِلُهْ
يُجيبُ بِحُكمِ اللهِ في كُلِّ شُبهةٍ / فَيُبصرُ طِبَّ الغيّ منهُ مُسائلُهْ
إِذا قالَ قولًا صدَّقَ الوَحيُ قولَهُ / وَكذَّبَ دَعوى كُلِّ رِجسٍ يُناضِلُهْ
حَميدٌ رَفيعُ القولِ عندَ مَليكِهِ / شَفيعٌ وَجيهٌ لا تُرَدُّ وَسائِلُهْ
وخُلصانُ ربِّ العرشِ نفسُ مُحمّدٍ / وقد كانَ من خيرِ الورى من يُباهِلُهْ
إمامٌ علا مِنْ خاتَمِ الرُّسْلِ كاهِلاً / وليسَ عليٌّ يحملُ الطُّهْرَ كاهِلُهْ
ولكن رسولُ اللهِ علّاه عامِدًا / عَلى كَتِفَيهِ كَيْ تَناهى فضائِلُهْ
أيعجزُ عنهُ مَن دحا بابَ خَيبَرٍ / وتحمِلُهُ أَفراسُهُ ورَواحِلُهُ
فشَرَّفَهُ خَيرُ الأَنامِ بِحملِهِ / فَبورِكَ مَحمولٌ وَبورِكَ حامِلُهْ
ولمّا دَحا الأَصنامَ أَوْمى بِكَفِّهِ / فكادَتْ تَنالُ النَّجمَ منهُ أَنامِلُهْ
وَذلكَ يومَ الفَتحِ والبَيتُ قَبلَهُ / وَمِنْ حَولِهِ الأَصنامُ والكُفرُ شامِلُهْ
يا آلَ ياسينَ إنَّ مَفخَرَكُمْ
يا آلَ ياسينَ إنَّ مَفخَرَكُمْ / صَيَّرَ كُلَّ الورى لكُمْ خَوَلا
لَوْ كانَ بَعدَ النَّبِيِّ يُوجَدُ في الـ / ـخَلْقِ رَسولٌ لَكُنتُمُ رُسُلا
لَولا مُوالاتُكُمْ وَحبُّكُمُ / ما قَبِلَ اللهُ لِلوَرى عَمَلا
يا كَلِماتٍ لولا تَلَقَّنَها / آدَمُ يَومَ المَتابِ ما قُبِلا
أَنتُمْ طَريقٌ إلى الإِلهِ بِكُمْ / أَوضَحَ رَبُّ المَعارجِ السُّبُلا
آمَنتُ في مَنْ مَضى بكُمْ وَقضى / وَبالذي غابَ خائفًا وَجِلا
وَهْوَ بِعَين اللهِ العَلِيِّ يَرى / ما صَنَعَ المُختَفي وما فَعَلا
وَيُؤْمِنُ الأَرضَ مِنْ تَزَلْزُلِها / إِذْ كانَ طَوْدًا لِثَبْتِها جَبَلا
حتّى يَشاءَ الباري فَيُظْهِرَهُ / لِلقِسطِ وَالعَدْلِ خَيرَ مَن عَدَلا
يا غائبًا حاضِرًا بِأَنفُسِنا / وظاهِرًا باطِنًا لِمَنْ غَفَلا
يا ابْنَ البُدورِ الذينَ نُورُهُمُ / يَسطَعُ في الخافِقَينِ ما أَفلا
وَابْنَ الهُمامِ الذي بِسَطْوَتِهِ / قُوِّضَ ظَعْنُ الإِشْراكِ مُرتَحِلا
أَقامَ دينَ الإِلهِ إِذْ كَسَرَتْ / يداهُ في فَتْحِ مَكَّةٍ هُبَلا
عَلا عَلى كاهِلِ النَّبِيِّ ولَوْ / رامَ احْتِمالًا لِأَحمَدٍ حَمَلا
وَلَوْ أَرادَ النُّجومَ لامَسَها / بِما لَهُ ذو الجَلالِ قَدْ كَفَلا
مَنْ يَعْتَلِ فَلْيَكُنْ عُلاهُ كَذا / أَو لا فَقَدْ باءَ هابِطًا سَفِلا
أَمسَكتُ مِنكُمْ حَبلَ الوَلاءِ فلا / أَراهُ إِلّا بِاللهِ مُتَّصِلا
مَصائِبُ نَسلِ فاطِمةَ البتولِ
مَصائِبُ نَسلِ فاطِمةَ البتولِ / نَكَتْ حَسراتُها كَبِدَ الرَّسولِ
أَلا بأَبي البُدورُ لَقينَ كَسْفًا / وَأَسلَمَها الطُّلوعُ إِلى الأُفولِ
أَلا يا يَومَ عاشورا رَماني / مُصابي مِنكَ بالداءِ الدَّخيلِ
كَأَنّي بابنِ فاطِمةٍ جَديلًا / يُلاقي التُّربَ بالوجهِ الجَميلِ
يُجَرَّرُ في الثَّرى جَسَدًا ورَأْسًا / عَلى الحَصباءِ بالنَّحْرِ التَّليلِ
جَديلًا ظَلَّ فوقَ الأَرضِ أَرضًا / فَوا أَسَفي عَلى الجَسَدِ الجَديلِ
تَوَطَّأهُ أَعاديهِ ولكِنْ / تَحاماهُ العِتاقُ مِنَ الخُيولِ
وَقدْ قَطَعَ العُداةُ الرأْسَ مِنهُ / وَعَلَّوْهُ على رُمحٍ طَويلِ
وَقد برزَ النِّساءُ مُهتَّكاتٍ / يُجَزِّزْنَ الفُروعَ مِنَ الأُصولِ
فَصِرنَ إِلى الجُسومِ مُوزَّعاتٍ / فَلمْ يُعرفْ قَتيلٌ مِنْ قَتيلِ
فَطَورًا يَلتَثِمنَ بَني علِيٍّ / وَطَورًا يَلتثِمْنَ بني عَقيلِ
وَفاطِمةُ الصَّغيرةُ بَعدَ عِزٍّ / كساها الحُزنُ أَثوابَ الذَّليلِ
تُنادي جَدَّها يا جَدُّ إِنَّا / طُلِبنا بَعدَ فَقدِكَ بالذُّحولِ
وَسيقَتْ بعدَ ذاكَ إلى يَزيدٍ / تُعاني لِلوَجيفِ وللذَّميلِ
فَتُحْدى بالرُّؤوسِ على رؤوسِ الـ / ـقَنا وَتُساقُ بالدَّنِفِ العَليلِ
إِذا نادَتْ يَتاماهُمْ بِجدٍّ / تُجاوَبُ بِالسِّياطِ وَبِالطُّبولِ
فيا للهِ ما لَقِيَتْ شُجونًا / وَما يَلقى المُحِبُّ مِنَ الطَّويلِ
لا تَعْتَذِرْ بِالشُّغْلِ عَنّا إِنّما
لا تَعْتَذِرْ بِالشُّغْلِ عَنّا إِنّما / تُرْجى لِأَنَّكَ دائِمًا مَشْغولُ
وَإِذا فَرِغْتَ وَلا فَرِغْتَ فَغَيْرُكَ الـ / ـمَرجُوُّ وَالمَطلوبُ وَالمَأْمولُ
بَني العَبّاسِ إِنَّ لَكُمْ دِماءً
بَني العَبّاسِ إِنَّ لَكُمْ دِماءً / أَراقَتْها أُمَيَّةُ بِالذُّحولِ
فَلَيْسَ بِهاشِمِيٍّ مَنْ يُوالي / أُمَيَّةَ وَاللَّعينَ أَبا زَبِيلِ
رَأَيْتُ بِبابِ دارِكُمُ كِلابًا
رَأَيْتُ بِبابِ دارِكُمُ كِلابًا / تُغَذِّيها وَتُطْعِمُها السِّخالا
فَهَلْ في الأَرْضِ أَدْبَرُ مِنْ أَديبٍ / يَكونُ الكَلْبُ أَحسَنَ مِنْهُ حالا