المجموع : 11
شَطَّ المَزارُ بِجَدوى وَاِنتَهى الأَمَلُ
شَطَّ المَزارُ بِجَدوى وَاِنتَهى الأَمَلُ / فَلا خَيالٌ وَلا عَهدٌ وَلا طَلَلُ
إِلّا رَجاءَ فَما نَدري أَنُدرِكُهُ / أَم يَستَمِرُّ فَيَأتي دونَهُ الأَجَلُ
شَيخٌ شَآمٌ وَأُفنونٌ يَمانِيَةٌ / مِن دونِها الهَولُ وَالمَوماةُ وَالعِلَلُ
ما أَمُُّ غُفرِ عَلى دَعجاءَ ذي عَلَقٍ / يَنفي القَراميدَ عَنها الأَعصَمُ الوَقِلُ
في رَأسِ خَلقاءَ مِن عَنقاءَ مُشرِفَةٍ / لا يَنبَغي دونَها سَهلٌ وَلا جَبَلُ
إِلذا كَمِثلِكَ فينا غَيرَ أَنَّ لَنا / شَوقاً وَذَلِكَ مِمّا كَلَّفَت جَلَلُ
هَيهاتَ حَيٌّ غَدَوا مِن ثَجرِ مَنزِلِهِم / حَيٌّ بِنَجرانَ صاحَ الديكُ فَاِحتَمَلوا
الخَزرَجِيُّ الهِجانُ الفَرعِ لا تَرِعٌ / ضيقُ المَجَمِّ وَلا جافٍ وَلا تَفِلُ
الزاجِرُ العيسَ في الإِمليسِ أَعيُنُها / مِثلُ الوَقائِعِ في أَنصافِها السَمَلُ
يَهدي الجُيوشَ وَيَهدي اللَهُ شيمَتَهُ / في طِرمِسِ البيدِ سامي الطَرفِ مُعتَدَلُ
كَالكَوكَبِ الأَزهَرِ اِنشَقَّت دُجُنَّتُهُ / في الناسِ لا رَهَقٌ فيهِ وَلا بَخَلُ
هادٍ ضِياءٌ مُنيرٌ فاصِلٌ فَلَجٌ / قَضاؤُهُ سُنَّةٌ وَقَولُهُ مَثَلُ
هَذا الثَناءُ وَأَجدِر أَن أُصاحِبَهُ / وَقَد يُدَوِّمُ ريقَ الطامِعِ الأَمَلُ
فَلَمّا تَجَلّى ما تَجَلّى مِنَ الدُجى
فَلَمّا تَجَلّى ما تَجَلّى مِنَ الدُجى / وَشَمَّرَ صَعلٌ كَالخَيالِ المُخَيَّلِ
سَواسٍ كَأَسنانِ الحِمارِ فَلا تَرى
سَواسٍ كَأَسنانِ الحِمارِ فَلا تَرى / لِذي شَيبَةٍ مِنهُم عَلى ناشِئٍ فَضلا
تَقَلَّدَت إِبريقاً وَعَلَّقَت َجعبَةً
تَقَلَّدَت إِبريقاً وَعَلَّقَت َجعبَةً / لِتُهلِكَ حَيّاً ذا زُهاءٍ وَجامِلِ
فَلا تَحسَبَنّي مُستَعِدّاً لِنَفرَةِ / وَإِن كُنتُ نَطّاطاً كَثيرَ المَجاهِلِ
فَسِر قَصدَ سَيري يا اِبنَ سَمراءَ إِنَّني / صَبورٌ عَلىتِلكَ الرُقى وَالهَتامِلِ
فَسارَ بِهِ حَتّى أَتى بَيتَ أُمِّهِ / مُقيماً بِأَعلى الرَيبِ عِندَ الأَفاكِلِ
فَخَرَّ وَجالَ المُهرُ ذاتِ شِمالِهِ / كَسَيفِ السَرَندى لاحَ في كَفِّ صاقِلِ
عَلى حالَةٍ لا يَعرِفُ الوَردَ رَبُهُ / مِنَ الأَبلَقِ المَشهورِ وَسطَ القَنابِلِ
وَلَكِنَّ قَومي شَبرَقوها فُجاءَةً / بِأَورَقَ لا لَغبٍ وَلا مُتَخاذِلِ
وَتَغَيَّرَ القَمَرُ المُنيرُ لِمَوتِهِ
وَتَغَيَّرَ القَمَرُ المُنيرُ لِمَوتِهِ / وَالشَمسُ قَد كادَت عَلَيهِ تَأفُلُ
أَغَدواً واعَدَ الحَيُّ الزِبالا
أَغَدواً واعَدَ الحَيُّ الزِبالا / وَشَوقاً لا يُبالي العَينَ بالا
وَهُنَّ كَأَنَّهُنَّ ظِباءُ مَردٍ / بِبَطنِ كَراءَ يَسفَفنَ الهَدالا
وَقَفنَ عَلى العَجالِزِ نِصفَ يَومٍ / وَأَدَّينَ الأَواصِرَ وَالخِلالا
وَصَدَّت عَن نَواظِرَ وَاِستَعَنَّت / قَتاماً هاجَ صَيفِيّاً وَآلا
فَلَمّا أَن بَدا القَعقاعُ لَجَّت / عَلى شَرَكٍ تُناقِلُهُ نِقالا
تَعاوَرنَ الحَديثَ وَطَبَّقَتهُ / كَما طبَّقتَ بِالنَعلِ المِثالا
كَأَنَّ سُلافَةً عُرِضَت لِنَحسٍ / يُحيلُ شَفيفُها ماءً زُلالا
لَها حِبَبٌ يُرى الراووقَ مِنها / كَما أَدمَيتَ في القَروِ الغَزالا
كَمِرآةِ المُضِرِّ سَرَت عَلَيها / إِذا رامَقتَ فيها الطَرفَ جالا
رَنَوناةٌ تُساوِرُ حينَ تُجلى / شُؤونَ الرَأسِ شَبّاً لا قَبالا
تَمَشّى في مَفارِقِهِ وَتَغشى / سَناسِنَ صُلبِهِ حَتّى يُهالا
أَبَت عَيناكَ إِلّا أَن تَلُجّا / وَتَختالا بِمائِهِما اِختِيالا
كَأَنَّهُما شَعيباً مُستَغيثٍ / يُزَجّي ظالِعاً بِهِما ثَفالا
وَهيَ خَرزاهُما فَالماءُ يَجري / خِلالَهُما وَينسَلُّ اِنسِلالا
عَلى حَيَّينِ في عامَينِ شَتّا / فَقَلَّ غِناؤُنا بِهِما وَطالا
وَأَيّامض المَدينَةِ وَدَّعونا / فَلَم يَدَعو لِقائِلَةٍ مَقالا
فَأَيَّةُ لَيلَةٍ تَأتيكَ سَهواً / فَتُصبِحَ لا تَرى مِنهُمُ خَيالا
أَبو حَنَشٍ يُؤرِّقُنا / وَطَلقٌ وَعَمّارٌ وَآوِنّةً أُثالا
أَراهُمُ رُفقَتي حَتّى إِذا ما / تَجافى اللَيلُ وَاِنخَزَلَ اِنحِزالا
إِذا أَنا كَالَّذي أَجرى لِوَردٍ / إِلى آلٍ فَلَم يُدرِك بِلالا
أَرى ذا شَيبَةٍ حَمّالٍ ثِقلٍ / وَأَبيَضَ مِثلَ صَدرِ السَيفِ نالا
غَطارِفُ لا يَصُدُّ الضَيفُ عَنهُم / إِذا ما طَلَّقَ البَرَمُ العِيالا
بِهِم فَخرُ المُفاخِرِ يَومَ حَفلِ / إِذا ما عَدَّ بَأساً َو فَعالا
وَبيضٍ لَم يُخالِطُهُنَّ فُحشٌ / نَسينَ وِصالَنا إِلّا سُؤالا
وَجُردٍ يَعلَهُ الداعي إِلَيها / مَتى رَكِبَ الفَوارِسُ أَو مَتى لا
فَوارِسُهُنَّ لا كُشُفٌ خِفافٌ / وَلا ميلٌ إِذاً العُرضِيُّ مالا
كَبَيضَةِ أُدحي بِوَعثِ خَميلَةٍ
كَبَيضَةِ أُدحي بِوَعثِ خَميلَةٍ / يُهَفهِفُها هَيقٌ بِجُؤشوشِهِ صَعلُ
كَريمِ النِجارِ حَمى ظَهرَهُ
كَريمِ النِجارِ حَمى ظَهرَهُ / فَلَم يُرتَزَأْ بِرُكوبٍ زِبالا
وَلا مُكَلَّلَةٌ راجَ الشَمالُ بِها
وَلا مُكَلَّلَةٌ راجَ الشَمالُ بِها / في ناحِراتِ سِرارٍ بَعدَ إِهلالِ
حَلّوا الرَبيعَ فَلَمّا أَن تَجَلَّلَهُم
حَلّوا الرَبيعَ فَلَمّا أَن تَجَلَّلَهُم / يَومٌ مِنَ القَيظِ حامي الوَدقِ مُعتَذِل
لا يُجفِلونَ عَنِ المُضافِ وَلَو رَأَوا
لا يُجفِلونَ عَنِ المُضافِ وَلَو رَأَوا / أولى الوَعاوِعِ كَالغُطاطِ المُقبِلِ