القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَبد الحَمِيد الرّافِعي الكل
المجموع : 10
سلوها لماذا غير السقم حالها
سلوها لماذا غير السقم حالها / ترى شغفت حبا والا فما لها
تبدل ذاك الورد بالورس وانطفا / سناها ورقت فهي تحكي خيالها
اظن هوى الغزلان قد هد حيلها / فاني رأيت الريم يوماً حيالها
تناجيه سراً وهي في زيّ واله / فخلت أخاها كان أو كان خالها
فيا حب غلغل في صميم فؤادها / ويا رب لا تعطف عليها غزالها
ويا حبها باللَه كن متدللاً / وزدها كما كانت تزيد دلالها
وبالغ رعاك اللَه في طول هجرها / فكم هجرت صبا يروم وصالها
وكم من عليل في هواها لقد قضى / غراماً وما القت لبلواه بالها
وكم من عزيز ذي اباء ونجدة / فلو مدّ باعاً للنجوم لطالها
دعاه هواها واهي العزم باليا / ذليلاً فولى وهو يشكو ملالها
ولكن ارحها بعض حين فانني / شمت بها والقلب يأبى زوالها
ومن حب لم يبغض ولو حب هاجرا / فقد رق قلبي مذ رأيت هزالها
عسى أنها من بعد ان ذاقت الهوى / تنوح على من كان يهوى جمالها
وتذكر اذ كانت وللحسن عزة / ترى مهج العشاق صرعى قبالها
فتبكي زماناً فيه ابكت بصدّها / عيوناً تولاها الاسى فأسالها
ولعت بها حيناً من الدهر لم أفز / بساعة لطف كنت أرج نوالها
ولو عطفت يوماً علي بزورة / لقبّلت حتى بالعيون نعالها
ولكنها جارت وللجور عودة / على اهله لن يستطيعوا نزالها
صبرت عليها صبر حر فلم يفد / ولو رامها ذو خدعة لاستمالها
ولمّا بلغت اليأس من نيل وصلها / فررت بنفسي لا عليها ولا لها
وقلت لقلبي وهو يذكر عهدها / رويدك هذى بغية لن تنالها
تركت هواها واشتغلت بغيرها / ومن قطعت حبلي قطعت حبالها
كم ذلل الرأي ما استعصى من الأمَلِ
كم ذلل الرأي ما استعصى من الأمَلِ / وجمّل الفضل بين الناس من رجل
لذاك عند التباس الحق بالزلل / أصالة الرأي صانتني عن الخطل
بلغت في البدء مجداً ما به طمع / ولم أزل بهموم المجد اضطلع
وما وراء الذي أدركت مرتفع / مجدي أخيراً ومجدي أولا شرع
آهاً على مربع في أرفع القنن / يشتاقني كاشتياق العين للوسن
فليت شعري وكل العز في وطني / فيم الاقامة في الزوراء لا سكني
اساور الهم ليثاً ماله لبد / الا كوارث لا يقوى لها أحد
صبرت كرها وهل يبقى له جلد / ناء عن الأهل صفر الكف منفرد
ما للزمان ولا عتب على الزمن / يطيل من المي في المنزل الخشن
ما ساءَني فيه إلا غربة الفطن / فلا صديق إليه مشتكى حزني
تُراك يا اصبهان المجد واصلتي / من بعد قطع لقد اشمتّ عاذلتي
إلى م اصبر والاشواق قاتلتي / طال اغترابي حتى حن راحلتي
مازلت بالعيس اطوي البيد معتزماً / كأن لي في فسيح الأرض مغتنما
حتى شكى البر من ضرب البرى سأما / وضج من لغب نضوى وعج لما
وقال صحبي نراك الدهر منتبهاً / فما تحاول في الدنيا وخلبها
فقلت والنفس قد باحت بمطلبها / أريد بسطة كف استعين بها
يا لوع اللَه دهري كم يلوعني / كداً ويمنعني من حيث يطمعني
ما سرت إلا وسوء الحظ يتبعني / والدهر يعكس آمالي ويقنعني
ورب قوم إذا أوفى على أمل / في جبهة الليث وافاه على مهل
كلفته نجدتي فارتاع من وجل / وذي شطاط كصدر الرمح معتقل
ناجيته بمنى قلبي وعلته / حتى قضى عجباً من عظم غلته
كانني بعصا همي وصولته / طردت سرح الكرى عن ورد مقلته
فقال ماذا أرى هل أنت تنكرني / ونحن بالود كالجوزاء في قرن
غيرت ام خلت ان الدهر غيرني / فقلت ادعوك للجلى لتنصرني
لو قمت قامت بنا الايام فأنتبه / فالدهر يقظان يسطو في تقلبه
ان الرشاد طوى حلمي بمذهبه / فهل تعين على غي هممت به
فقال مرني ولو تعيي المنى هممي / ولو تطلبت عود الامس من عدم
فقلت عن كبد بالشوق مضطرم / أني اريد طروق الحي من اضم
فبي شموس جمال في مضاربه / باهي بها الافق يزهو في كواكبه
لله أي رجال في جوانبه / يحمون بالبيض والسمر اللدان به
ويلاه من ظبيات الحي في مدد / من الليوث لقد قامت على رصد
قلبي لناريهما يعشو بلا جلد / تبيت نار الهوى منهن في كبد
لقد بخلن بترياق اللمى وهم / صانوا الحمى بالأفاعي وهمي سمرهم
فليت لو أنه من بعض جودهم / يشفى لديغ العوالي في بيوتهم
قف بالربوع ولو يا سعد ثانيةً / وانشد بها مهجا في الحب فانيةً
غدت من الوجد والاشواق عانية / لعل المامةً بالجزع ثانية
وسل لنا نظرة من ظبية منعت / عنا وراء سجوف الخدر وامتنعت
اني وان دونها سمر القنا شرعت / لا اكره الطعنة النجلاء قد شفعت
انحو خباها وفي قلبي منازلها / ودونها الشوس قد هزت عواملها
فلا أخيم وان هبت جحافلها / ولا اخلّ بغزلان اغازلها
ذو الحزم من يتغالى في مآربه / ولو دهته المنايا في مذاهبه
فقل لمن قد توانى عن مطالبه / حب السلامة يثني عزم صاحبه
لا يدرك المجد إلا من طوى السبلا / كدا يحاول في الدنيا ثناً وعلا
فان لزمت الحشايا فاقصر الاملا / ودع غمار العلى للمقدمين على
وسر على اسم العلى والنفس واثقة / بالعز مهماأعاقت عنه عائقة
ولا يهجك إلى الأوطان بارقة / ان العلى حدثتني وهي صادقه
لا تدع دهرك خوفاً منه او طمعا / واجعل بصبرك انف الدهر منجدعا
نأى بحظي ولم اسأله مرتجعا / اهبت بالحظ لو ناديت مستمعا
ويلاه من زمن أمسى يخصهم / بحسن حظ تمادى فيه رقصهم
يا ليت لاح له جودي وحرصهم / لعله ان بدا فضلي ونقصهم
اهوى المنى غير أني لست أعتبُها / ان ضاق عني بالجهال مذهبها
لكنني ولئن قد عز مطلبها / اعلل النفس بالآمال ارقبها
خبرت دهري من وهد إلى قنن / فلم اجد قد تعالى فيه غير دني
لو كنت اعلم ما القى من الحزن / ما كنت اوثر ان يمتد بي زمني
نالوا مراتب يؤذي المجد حوطهم / بمثلها ودناياهم تحطهم
فلا تسلني اندفاعاً حيث خبطهم / تقدمتني اناس كان شوطهم
بأي سلكٍ خلاف الصبر اندرجُ / في ذا الزمان وقد سادت به الهَمَجُ
وليس بدعا إذا جافاني الفرج / هذا جزاء امريء اقرانه درجوا
ان افتقر فكذا من رزقه الأدب / وكم تقلّب في جمر الغضا ذهب
وان تغربت ان الدر مغترب / وان علاني من دوني فلا عجب
جانب زمانك او فاعمل بموجبه / غدراً ومكراً هما ركنا تقلبه
ولا تثق أبداً في أهل مذهبه / اعدي عدوك ادنى من وئقت به
أين المودة في الدنيا وناشدُها / مل الندا منذ قد ولت أماجدها
فلا تغرنك ان لانت اساودها / فانما رجل الدنيا وواحدها
اهل الشهامة في أكفانها اندرجت / يا حسرتا واهيل الهرج قد مرجت
ومذ على اللؤم اخلاق الورى درجت / غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت
ناجاني القلب لما شاقه صدر / عن عالم كل ود بينهم هَدَرُ
ماثم مرتفع إلا ومنحدر / يا وارداً سؤر عيش كله كدر
ويا مجدا بما أعيا تطلبه / والسير يأخذ منه وهو ينهبه
هوّن عليك ودع ما أنت تندبه / فيما اقتحامك لج البحر تركبه
لم يبق دهرك انصاراً ولا خولا / تعين ذا الفضل أو ترعى له املا
فاقنع بعيشك واسمَع ما جرى مثلاً / مُلك القناعة لا يُخشى عليه ولا
فيا أخا اللب كن بالحزم مدرعا / فلو عثرت لما قال الزمان لعا
والخطب سهل فعش بالنذر مقتنعاً / ويا خبيراً على الأسرار مطلعا
بعث الفتور من الجفون رسولا
بعث الفتور من الجفون رسولا / يدعو قلوباً للهوى وعقولا
فنضا شفارا ما أدق غرارها / تركت اعز العالمين ذليلا
لو شاء دعوة من مضى من قبلنا / لبته أرواح القرون الأولى
ومن العجائب أنَّ أول طائع / قلبي الشجيّ فلم غدا متبولا
هن العيون وما لنا من عشقها / بد فصبراً يا فؤاد جميلا
واذكر ليالي بالنقا سلفت لنا / سمح الزمان بها وكان بخيلا
حيث الشبيبة روضة فينانة / والعز ظل لا يزال ظليلا
والعيش غضّ والحبيب مواصل / والسعد يخدم شملنا الموصولا
والوقت صاف كالسلاف وانما / ما مر قط ولا غدا مملولا
والعاذلون كأنهم لم يخلقوا / يا رب لا لقي المحب عذولا
تلك الليالي البيض كم حسد الضحى / عند التبسم ثغرها المعسولا
غر عرائس نلن من قمر السما / طوقا ومن فلق الصباح حجولا
وبأطلس الشفق انتقبن مطرزا / شهبا ترى من حاك ذا المنديلا
ولبسن من حسنات ادوار الهنا / حللا ومن دور الصفا اكليلا
لكن قصرن فما عسى يا رب لو / اعطين من عمر الحواسد طولا
ما كنت احسب انهن ذواهب / حتى انقضين وما شفين غليلا
لهفي على ساعاتهنَّ فلم تكن / الا نجوماً قد عجلن افولا
حالت وقد حلّت ليال بعدها / تركت نطاق مدامعي محلولا
اشكو لمعتلّ النسيم صبابتي / ولربما سلى العليل عليلا
وابيت والذكرى تثير بمهجتي / حرقا قضين على العيون همولا
ويلاه من يوم الفراق فانه / يوم على العشاق كان وبيلا
فارقت فيه تماسكي وتطايرت / نفسي اسى وجميل صبري عيلا
وسألت قلبي ان يقرّ فشمته / ضلّ الرشاد وضيّع المعقولا
ودعا بنا داعي الوداع فلم يكد / يغني التصبر يا أميم فتيلا
ولقد نظرت إلى الركائب نظرة / كادت تسل على الفراق نصولا
وبكيت حتى كدت ان أبكي السما / والأرض إذ جد الحبيب رحيلا
ملك بروحي قد سرى ولو انه / حفظ الأمانة خلته جبريلا
لو لم نجد في الوحي من ألحاظه / ضعفا عبدنا الناظر المكحولا
لك مني ذلك العشق ولي
لك مني ذلك العشق ولي / منك يا مي ضياع الأمل
لك قد آه يا ما غَرَّدت / فوق عطفيه حمامات الحلي
ولحاظ رق منها غَزَلٌ / خلته مسترقا من غزلي
لو على الأطواد ما حملته / منك يا أخت المها لم تحمل
لي من لحظيك ويلي منهما / رشقات لم تحد عن مقتلي
لم أخلها أي ومن أرسلها / غير رسل للقضاء المنزل
ليت ما ألقاه من أسهمها / في سويداء قلوب العذل
ليس لي صبر عليها لا ولا / من لي صبر فما شئت افعلي
لا تبك رسما عفا ولا طللا
لا تبك رسما عفا ولا طللا / ولا غزالا رماك وارتحلا
لأنت أولى أن تبكين على / نفسك إذ ذاك شأن من عقلا
لا تأمن الدهر أن يحيف وعن / تقلب الدهر فاسأل النبلا
لا العمر يبقى ولا السرور ولا ال / حزن يدومان فاقصر الأملا
لا كرم الناس خلة رجل / حصل علما وأحسن العملا
لا الجاه يلهيه عن عبادة مو / لاه ولا المال والبنون ولا
لا يرهب الموت إن دنا وإذا / ما مات قال العوالم انتقلا
لا من يكون الحطام همته / وكلما زاد ما له بخلا
لا يبرح الدهر عبد درهمه / فلا تكن ذاك إن تكن رجلا
لا ترجون الوفاء من زمن / على نقيض الوفاء قد جبلا
لا العذل يجدي ولا الملام به / بل سيف بلواه يسبق العذلا
لأواء هذا الزمان مولعة / بنا وعيش الرخاء للجهلا
لأشكون جفوة الحظوظ به / لمن بسعد المريد قد كفلا
لا ثم يمنى الرسول سيدنا ال / غوث الرفاعي أفضل الفضلا
لابس برد الكمال من تخذ ال / عليا محلا ونسجها حللا
لآلئ الجود منه زين بها / جيد العطايا فما شكت عطلا
لامع نور الرشاد فيه زهى / وسره سار في الورى مثلا
لا يخطئ القصد من ألم به / ولا ينال الفتوح من قفلا
لا تجسر الأسد أن تمديدا / لمن بعلياه حبله اتصلا
لا بل لو اشتار من يلوذ به / سم الأفاعي لخاله عسلا
لا غرو وأن يزدهي بمدحته / شعري ويغدو بذكره ثملا
لأن أوصافه الحسان لقد / أدرن من لطفهن خير طلا
لاعج شوقي إلى زيارته / أزكى لهيب الفؤاد فاشتعلا
لا أزجرن المطي نحو حمى / علياه تطوي بكدها السبلا
لأرتوي من نطاف أنعمه / علا وأشفي بوردها العللا
لاذ به اللائذون فانتجعوا / جنات عدن برحبه نزلا
لا يظمأ الدهر قط واردها / ولا يرى عن نعيمها حولا
لا سيما من سعى لحضرته / يهدي جميل الثناء مرتجلا
لا بارح الغيث روض مرقده / ما لاح بدر السماء مكتملا
لك مني ذلك العشق ولي
لك مني ذلك العشق ولي / منك يا مي ضياع الأمل
لو على الأطواد ما حملته / منك يا أخت المها لم تحمل
لي قلب ناره لواحة / قل لمن يجهلها قم فاصطل
لي عين في الهوى نضاخة / تخجل الوسمي بالغيث الولي
لي من لحظيك ويلي منهما / رشقات لم تحد عن مقتلي
لم أخلها أي ومن أرسلها / غير رسل للقضاء المنزل
ليس لي صبر عليها لا ولا / عنك لي صبر فما شئت افعلي
ليت ما ألقاه من أسهمها / في سويداء قلوب العذل
ليروا أن الهوى يا مي ما / هو بالسهل ولا المستسهل
لك قد آه يا ما غردت / فوق عطفيه حمامات الحلى
لك خد جل من صوره / يخجل الشمس ببرج الحمل
لك لحظ رق منه غزل / زلته مسترقا من غزلي
لك ثغر كاد يحكي نظمه / كلمي في مدح ذي الفخر الجلي
ليث أهل الله شيخ الفقرا / الرفاعي صاحب القدر العلي
لب معنى الرشد بل شمس سما ال / فضل بل روح نجاح الأمل
لحظة منه تنير القلب من / ظلمة الجهل وتشفي المبتلي
لم يسد في دولة القوم الأولى / مثله فهو سراج الدول
لعلاه خارقات في الورى / صح لي فيهن ضرب المثل
لو على النار تلونا ذكره / لانطوت في وقدها المشتعل
لو صد عنا باسمه الآساد في / غيلها ما جنحت للغيل
لو رشفنا ريقة الأفعى على / سره لذت لنا كالعسل
لثمه يمنى أبيه المصطفى / أشرف الخلق أمام الرسل
لف كل المجد في بردته / أفلا يسمو على كل ولي
ليس لي عن حبه من معدل / أو هل عن حبه من معدل
لذ لي بين البرايا مدحه / مدحه بين البرايا لذلي
لكن الفكر لعمري قاصر / عن ثنا ذاك الإمام الأفضل
لو نظمت الشهب في سلك الثنا / فيك يا شيخ الشيوخ الكمل
لغدت أبكار نظمي مع ما / بلغت من حسنها في خجل
لي حظ العمران تقبل ولا / طيب للعيش إذا لم تقبل
ضحكت لأدمعي المُذاله
ضحكت لأدمعي المُذاله / وتساءلت بي ما جرى له
أوليس ذا من كنت اش / هد منه أنواع البساله
كان الصبور على الزما / ن فقد تغير لا محاله
ما لي أراه نحيل جس / م كاد ان يحكي خياله
يبكي بدمع ما أرى / غيث السما يحكي انهماله
ويئن كالولهان فا / رق شادنا يهوى جماله
أفعاشق والعمر قد / رشف الهوى حتى الثماله
والشيب البسه الوقا / ر فهل ترى يشكو اشتعاله
ويود من عصر الصبا / عودا وقد علم ارتحاله
أم بان عن أوطانه / قسراً وغُول الدهر غاله
أم ما به فلقد تحيّر / فيه فكري لا اباله
فأجبتها هذا الذي تدري / ن يا أخت الغزاله
هو ما تغيرّ إنما الأي / ام قد غيرن حاله
واحلنه للدمع يط / فيء ناره بئس الحواله
ولقد صدقت فما البكا / عند المصاب من النباله
لكن تمر على الفتى / نوب تنازعه احتماله
يبكي العزيز إذا تحك / م فيه أرباب النذاله
يبكي أجل يبكي وير / ضى دون ذلته وباله
نفي وحبس دون ما / ذنب أروم له أقاله
ظلم لعمرك ما رأت / عيني ولم أسمع مثاله
ما ان يُطيق له الفتى / صبراً ولو ملك اعتزاله
الظلم وان وليس من / أمل يلوح بالعداله
فليفعل الأوغاد ما / شاءوا ودهري ما بدا له
فلعل للأقدار اغرا / ضاً بتسليط الحُثاله
ولكم لريب الدهر من / عبر يريد لهن آله
الصبر أولى لو يق / ود إلى الهدى أهل الضلاله
لا سيما من ظلمهم / كالليل إذ وإلى انسداله
قد طبق الأرضين فه / ي تسائل المولى زواله
كم أعدموا من سيدٍ / فقد العلاء به هلاله
ولكم همام بعدواً / وغضنفر خربوا دحاله
ولكم أخي شرف أها / نوه ولم يرعوا جلاله
أخذوا بلحيته لخد / متهم او اجتذوا قذاله
الحرث والنسل اشتكى / منهم ولاقى ما أهاله
جاروا علينا واستباحوا / موطناً جاسوا خلاله
واستهتروا بالشرع بل / عمدا لقد راموا اهتباله
ما الشرع إلا منهل / صاف لقد حرموا انتهاله
قالوا الجهاد وما دروا / معنى الجهاد ولا مآله
ما حاربوا واللَه الا الدي / ن واعتمدوا نزاله
حيّ الكنانة واذكر فخرها العالي
حيّ الكنانة واذكر فخرها العالي / على الممالك في علم وأفضال
لها انتهى كل مجد خالد وجرى / كنيلها العذب منها فائض النال
والعلم ازهر في الدنيا بأزهرها / منه استقى في البرايا كل مفضال
كنانة اللَه أعلاها وزينها / بزينة السائدين العلم والمال
رجالها انجم العليا فلا برحت / مجلى الكواكب من سعد واقبال
في كل فضل قد امتازوا فعالمهم / يجلّ في الكون عن ند وامثال
وان ذكرت امير الشعر شاعرهم / كبرت تكبير اعجاب واجلال
ذاك الذي سحر الألباب اجمعها / بيانه وسبت آياته التالي
تختال مصر على الدنيا وحقّ لها / عجباً بياقوت شعر منه سيال
ينصب من نفس عالٍ تخالهما / وادي المجرة يجرى عذب سلسال
أعلت قصائده شأن القريض بما / حوته من حكم غر وامثال
والشعر ان لم تزنه حكمة فله / مهما تأنق حكم المربع الخالي
له على اللغد الفصحى يد عرفت / في الشرق والغرب في حل وترحال
تفنن وانتقالات تمثل لي / خطو الجآذر بين الرند والضال
وصوغ در كثغر الخود يعجز عن / جمال معناه تفصيلي واجمالي
تبارك اللَه ما أسنى فضائله / لا سيما في ادكار الدار والآل
وددت اذ طاب تشبيبي برقتها / لو ان من غزل الالحاظ اغزالي
عساي انسج تقريضاً يحيط بها / هيهات قد قطع الاعجاز آمالي
للشعر مملكة زهراء ليس لها / غير الفصاحة من جند وابطال
مفصل الكلم المعسول عدتها / يعنو لها كل فصال وعسال
ومن نسيج المعاني ابدعت علماً / من البيان على عمد واطوال
سما إليها أمير الشعر متخذاً / من علمه خير ما تاج وسربال
يجلو البدائع مثل الشهب ساطعة / بخاطر في سماء الشعر جوال
أربت على العرب العرباء شهرته / وسوف تبقى لأجيالٍ فاجيال
لو ينشر الملك الضليل لم يك في / رحابه غير عبد صاغر الحال
شوقي لك الخير رب الشعر انت فكم / من آية أوحيت من فكرك العالي
تهفو القلوب لها والدين يحمدها / والعقل يمتاز من نبراسها الجالي
وفي السماء لها والأرض جلجلة / تصبي الولّي وتصمى مهجة القالي
فليس بدعا إذا خصتك تكرمة / مصر بيوم احتفال فيك مختال
وشاركتها رجال العرب وافدة / من كل قطر بتأويب وارقال
ومن تخلف عن سعي لمعذرة / مثلي فبالقلب يسعى مخلص البال
لا أدعي انني وفيت واجبكم / إن اعترافي بالتقصير اوفى لي
ابكيك يا خال والاحشاء واجفة
ابكيك يا خال والاحشاء واجفة / حزناً عليك ودمع العين هطال
ابكي الوفاء وقد شالت نعامته / يوما خطوب وهال القوم أهوال
ابكي الوفاء وقد شالت نعامته / هيهات بعدك من يوفوا إذا كالوا
عمري لقد فقدت منك العلى بطلا / يحمي الذمار وللعلياء أبطال
كنت الجسور المجلي الكرب ان نزلت / بنا كروب لها في الكون جلجال
كنت الغيور إذا الدنيا لنا قلبت / ظهر المجن وراع الحي اجفال
كنت الكريم إذا الخلان اعوزهم / جاه وبعض رجال الجاه بخال
ولم تكن بثراء المال محتفلاً / سيان عندك إكثار واقلال
لهفي عليك ويا حزني ويا أسفي / على شمائل فيها الحسن يختال
لهفي على نور ذياك الجبين فكم / تلألأت فيه أبكار وآصال
لهفي على ذلك النطق الفصيح إذا / ما أخرست ألسن الأقوام اوجال
لهفي على ذلك الصدر الرحيب إذا / ما ضاق بالأمر يوم الروع اقيال
لهفي على الرأي والتدبير ان وقعت / مشاكل ما لها في الناس حلال
لِلّه يومك كم أجرى محاجرنا / أسى به لشغاف القلب اشعال
اصم سمعي وقد أخنى على بصري / صوت النعي وراح الصبر ينهال
اعيا الأساة الأسى من بعدكم وكسى / قلبي ضنى ماله برء وابلال
ولت ليالي الهنا والانس وا أسفا / وغال منا صفاء البال بلبال
وشهب أفراحنا في العيش قد غربت / عن العيون وللأفراح آجال
لو يقبل الموت منا فدية لفدت / عينيك اعيننا والروح والمال
وإنما هو أمر لا مرد له / فأي عبد على الاقدار يحتال
ان قيل قد ما حياة الوالدين هي ال / دنيا فبعدهما عندي هو الخال
حياك ربك بالرحمى وجادك من / رضاه غاديةٌ بالعفو مسبال
أأم زكي لا كان الزيال
أأم زكي لا كان الزيال / ولا كانت لياليه الطوال
أأم زكي فقدك في فؤادي / له ما عشت وقد واشتعال
تعجلك الحمام فلهف نفسي / عليك وليس لي فيه احتيال
ولولا ان أمر اللَه حتم / تحامى منك خدرا لا يطال
فؤادي ما يقر عليك حزناً / وطرفي لا يفارقه الخيال
لعمري كنت لي روضاً نضيرا / له من أنسك الزاهي ظلال
وكانت فيك أيامي سعودا / مضاعفة ومجلاها الجمال
وكنت أبر بي من كل بر / مقالك طيب وكذا الفعال
شمائل كلها أدب ولطف / وأخلاق هي العذب الزلال
فيا لله هاتيك المعاني / ويا لِلّه هاتيك الخصال
بها تتفاخر الطهر الغواني / إذا افتخرت بمنقبة رجال
لو أن الموت يقبل من فداء / فدتك الروح لا نَشب ومال
رحلت فهجت في كبدي لهيباً / كأن وقوده الدمع المزال
وقد خلفت لي نشأ صغارا / لأعينهم كعيني انهمال
رأيتهم وقد شقوا جيوباً / عليك وللمدامع قد أسالوا
فشققت الفؤاد وزدت حزناً / على حزن تهد به الجبال
فيا لك حرقة ما ان يرجى / لها ما دامت الدنيا زوال
ويا لك لوعة فتكت بصدري / كأن شبا براثنا نصال
وهيهات السلو وما لنفسي / بشيءٍ بعد فرقتك احتفال
وحزني لا تغيره الليالي / ولو مهما استطال بي المطال
وعيني ما تسيغ النوم حتى / كأن غراره فيها نبال
يقولون اصطبر والصبر مني / وهي وتقطعت مني الحبال
فؤادي واله والعين عبرى / وداء الحزن في كبدي عضال
وفي اذني عن النصحاء وقر / وعندي من مقالتهم ملال
أقول لهم وقد سألوا محالا / رويدكم متى اتفق المحال
فما للنفس عنها من عزاء / وكل موارد التأساء آل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025